مقرر معارف إسلامية 2024-2025 PDF

Document Details

SubstantiveGreenTourmaline

Uploaded by SubstantiveGreenTourmaline

جامعة الملك سعود بن عبد العزيز

2024

Tags

Islamic Studies Islamic Knowledge Religious Studies Theology

Summary

This document is a syllabus for an Islamic Studies course for the 2024-2025 academic year. It outlines the course objectives, defining Islamic knowledge and its sources, and providing an overview of the origins of Islamic knowledge and its various aspects. The syllabus also examines different forms of acquired knowledge.

Full Transcript

‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬...

‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫أهداف الدرس‪:‬‬ ‫‪ -‬مفهوم أصول املعرفة ومصادرها‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يتعرف الطالب على أصول املعارف اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يدرك الطالب أمهية مصادر املعرفة‪.‬‬ ‫يفرق الطالب بني مصادر ِّ‬ ‫تلقي املعارف العامة واملعارف اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪ -‬أن ِّ‬ ‫املراد أبصول املعارف اإلسالمية‬ ‫َّأوًل‪ :‬أصول املعارف‪:‬‬ ‫األصول يف اللغة‪ :‬أصل الشيء أي أساسه الذي يقوم عليه (‪.)1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫املعارف يف اللغة‪ :‬أصله ِّمن عرف‪ ،‬وهو ضد اإلنكار‪ ،‬وتعود إىل معىن السكون والطمأنينة‬ ‫العامة‪:‬‬ ‫اثنيًا‪ :‬مفهوم املعارف َّ‬ ‫هي اإلدراك والوعي وفهم احلقائق عن طريق العقل‪ ،‬أو اكتساب املعلومة إبجراء جتربة وتفسري‬ ‫ابالطالع على جتارب اآلخرين‬‫نتائجها‪ ،‬أو تفسري خب ِّمن خالل التأمل يف طبيعة األشياء أو ِّ‬ ‫واستنتاجاهتم (‪.)3‬‬ ‫اثلثًا‪ :‬مفهوم املعارف اإلسالمية‪:‬‬ ‫هي منظومة األفكار واملفاهيم واحلقائق واملبادئ والقيم املنبثقة ِّمن املرجعية اإلسالمية‪ ،‬واليت‬ ‫تسهم يف منو اإلنسان وتنمية إدراكه‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬املعجم الوسيط (‪ ،)20/1‬اجلرجاين‪ ،‬التعريفات (‪.)45/1‬‬ ‫معىن يف النفه هو‬‫طوال‪ ،‬فكالمها يش ط كان يف املفهوم اإلمجايل املسططتند إىل وبوت يف‬ ‫عموم وخصط ص‬ ‫(‪ )2‬ومن املصطططلتات املقاربة مصطططلع العلم وبينهما ص‬ ‫حقيقة العلم واملعرفة‪ ،‬فاملعرفة أوسع ِّمن العلم فقد تشتمل على معارف علمية وغري علمية‪.‬ينظر‪ :‬الفروق اللغوية للعسكري (ال‪.)80 :‬‬ ‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬غويزي القثامي‪ ،‬إدارة املعرفة ِّمن منظور إسالمي‪ ،‬اجمللة العلمية لقطاع كليات التجارة‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬ع ‪2015 ،14‬م‪ ،‬عبد هللا القرين‪،‬‬ ‫املعرفة يف اإلسالم‪.‬‬ ‫‪-4-‬‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫املراد مبصادر تلقي املعارف وأمهيتها‬ ‫أولً‪ :‬مفهوم مصادر التلقي‪ :‬هي املصادر اليت تؤخذ منها التشريعات والعلوم واملعارف وفق‬ ‫قواعد وضوابط معيطنة‪.‬‬ ‫اثنياً‪ :‬أمهية مصادر التلقي‪:‬‬ ‫ألي نسق معريف‪ ،‬فمنها تسقى املعارف واألدلة‪ ،‬وتبىن عليها‬ ‫‪.1‬تطعد املصادر حجر البناء ِّ‬ ‫سيوال ِّمن املعرفة النافعة‪،‬‬ ‫القناعات‪ ،‬فهي كالبواابت إذا أحكمها اإلنسان بشكل جيِّد تدخل عليه يف‬ ‫وإذا مل ُتكم وتضبط وكانت مشوشةيف؛ أدت إىل شتات صاحبها واحنرافه‪.‬‬ ‫التلقي ُت ِّدد عقائد الناس وتصوراهتم عن النشأة واحلياة والكون‪ ،‬وُت ِّدد‬ ‫‪.2‬أن مصادر ِّ‬ ‫التشريعات والنظم اليت ُتكمهم ويتعاملون هبا‪ ،‬فكلما كانت املصادر صاحلةيف‪ ،‬كانت التصورات‬ ‫صتيتةيف‪.‬‬ ‫ﱡﳄ ﳅ ﳆ‬ ‫‪.3‬أّنا املرجعية احلاكمة لإلنسان عند االختالف والتنازع‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ‬ ‫ﳛ ﳜﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢﱠ [النِّساء‪.]59 :‬‬ ‫أقسام مصادر تلقي املعارف‬ ‫مصادر تلقي املعارف اإلسالميَّة‬ ‫العامة‬ ‫مصادر تلقي املعارف َّ‬ ‫القرآن الكرمي‬ ‫العقل‬ ‫الصحيحة‬ ‫السنَّة َّ‬ ‫ُّ‬ ‫الفطرة‬ ‫اإلمجاع املتَّفق عليه‬ ‫احلس‬ ‫الصادق‬ ‫اخلرب َّ‬ ‫‪-5-‬‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫األول‪ :‬مصادر تلقي املعارف َّ‬ ‫القسم َّ‬ ‫ويندرج حتته أربعة مصادر وهي‪( :‬الفطرة‪ ،‬العقل‪ ،‬احله‪ ،‬اخلب الصادق)‪.‬‬ ‫األول‪ :‬الفطرة‬ ‫املصدر َّ‬ ‫َّأوًل‪ :‬التعريف‪:‬‬ ‫املعارف الفطرية هي‪ :‬املعارف اليت يدركها اإلنسان بفطرته‪ ،‬وتكون كقوة مودعة يف النفه‪،‬‬ ‫تظهر عند توفر شروطها وانتفاء موانعها (‪.)1‬‬ ‫همة يف التعامل مع هذا املصدر ما أييت‪:‬‬ ‫اثنيًا‪ :‬من القواعد امل َّ‬ ‫‪َّ -‬‬ ‫أن هللا تعاىل فطر الناس على معرفة اخلري واإلقبال عليه‪ ،‬ومعرفة َّ‬ ‫الشر والبعد عنه وتركه‪.‬‬ ‫ومن األمثلة على ذلك‪:‬‬ ‫استتسان الصدق واستقباح الكذب‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫استتسان العدل واستقباح الظلم‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫استتسان اإلحسان واستقباح اإلساءة‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫السفاح والشذوذ‪.‬‬‫استتسان النِّكاح واستقباح ِّ‬ ‫‪o‬‬ ‫استتسان س العورات واستقباح كشفها ( )‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪ -‬أن هللا فطر هللا الناس على معرفته واإلميان به‪ ،‬كما قال النِِّب ‪(( :‬ما ِّمن مولود إِّال‬ ‫صرانِِّّه‪ ،‬أو ُي ِّجسانِِّّه‪[ ))..‬أخرجه البخاري ومسلم]‪ ،‬فاملولود يبقى‬ ‫يولد على ِّ‬ ‫الفطرةِّ‪ ،‬فأبطواه يطه ِّودانِِّّه أو يطن ِّ‬ ‫على أصل فطرته حىت ينترف عنها آلفة ِّمن اآلفات كال بية والتقليد أو اتِّباع الشيطان واهلوى‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬العجريي‪ ،‬مشوع النهار (ال‪.)30 :‬‬ ‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬العجريي‪ ،‬مشوع النهار (ال‪.)57 :‬‬ ‫‪-6-‬‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫احلس‬ ‫املصدر الثاين‪ُّ :‬‬ ‫َّأوًل‪ :‬التعريف‪:‬‬ ‫املعرفة احلسيَّة هي‪ :‬املعرفة القادمة ِّمن خالل احلواس ِّمن خالل شعور اإلنسان حبو ِّاسه‬ ‫وبوظائفها‪ ،‬وما هلا ِّمن دور إدراكي ومعريف‪ ،‬وحدودها وقيمة املعرفة اليت ِّ‬ ‫تقدمها ( )‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫همة للتعامل مع هذا املصدر ما أييت‪:‬‬ ‫اثنيًا‪ :‬من القواعد امل َّ‬ ‫نصوال كثريةص تشري إىل احلو ِّ‬ ‫اس‬ ‫ص‬ ‫اس ُمنطلق املعرفة ووسيلة اإلدراك املباشرة‪ ،‬وقد وردت‬ ‫‪ -‬تعد احلو ُّ‬ ‫ومن أعظمها السمع والبصر قال تعاىل‪ :‬ﱡﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ‬ ‫وتطبِّني أمهيتها‪ِّ ،‬‬ ‫ﲾ ﲿ ﳀ ﳁﱠ [اإلنسان‪.]2 :‬‬ ‫صحيحا حىت يصل للمعرفة الصحيحة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫استعمال‬ ‫ً‬ ‫احلواس‬ ‫َّ‬ ‫‪ -‬ل َّ‬ ‫بد لإلنسان أن يستعمل‬ ‫قال هللا تعاىل حا ًّث على النظر والتأمل يف الكون للوصول إىل عظمة خالقه‪ :‬ﱡﲱ ﲲ ﲳ ﲴ‬ ‫ﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅ‬ ‫[الغاشية‪ ،]22-17 :‬فقد جعل‬ ‫ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏﱠ‬ ‫دليال على وجوده ووحدانيته وعظمته‪.‬‬ ‫سبتانه املشاهد احملسوسة واآلايت الكونية يف‬ ‫‪ -‬املعرفة احلسيَّة حمدودة‪ ،‬وقد قد يطرأ عليها عارض من العوارض فيؤثر عليها كاملرض‬ ‫ضا حمدودة‬ ‫احلواس الصحيحة السليمة هي أي ً‬ ‫ُّ‬ ‫وحنوه‪ ،‬فيجد احللو مّرا؛ بل رّبا مل يتذوقه‪ ،‬بل حىت‬ ‫وليست خبارقة‪ ،‬فهي حمدودةص َّإما حبدود املكان‪ ،‬فاإلنسان ببصره ال ُيكن أن يرى كل شيء يف‬ ‫الوجود‪ ،‬أو حمدودة ابلزمان فال ُيكن لإلنسان أن يرى يف‬ ‫مثال ما كان قبل والدته أو بعد وفاته‪ ،‬وكذا‬ ‫هي حمدودة بقدرتا واستطاعتها‪ ،‬فالعني ال ترى األشياء الصغرية ج ّدا كامليكروابت والفايروسات‬ ‫وال البعيدة ج ّدا كذلك‪.‬‬ ‫اسع‬ ‫رحب و ص‬ ‫جمال ص‬‫إن جمالت املعرفة احلسيَّة ُمتَّصلة ابحملسوسات املادية فالكون كله ص‬ ‫‪َّ -‬‬ ‫تطلعنا فيه احلواس على ظاهر األشياء ال على حقيقتها‪ ،‬مس ِّهلةيف الطريق أمام العقل ملعرفة األشياء‪.‬‬ ‫إن اإلسالم مل حيصر املعرفة يف هذا املصدر احلسي كما فعل بعض املالحدة والضالِّني‪،‬‬ ‫‪َّ -‬‬ ‫متكامال مع املصادر األُخرى‪ ،‬وهي العقل والوحي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مصدرا‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫وإّنا جعله‬ ‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬عماد الشريفني‪ ،‬مصادر املعرفة يف القرآن الكرمي والفلسفات ال بوية (ال‪.)410 :‬‬ ‫‪-7-‬‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫املصدر الثالث‪ :‬العقل‬ ‫َّأوًل‪ :‬التعريف‪:‬‬ ‫املعرفة العقلية هي‪ :‬ما يدركه اإلنسان ِّمن معارف بعقله‪.‬‬ ‫اثنيًا‪ :‬تنقسم املعارف العقلية إىل قسمني‪:‬‬ ‫األول‪ :‬املعارف الضرورية‪:‬‬ ‫القسم َّ‬ ‫وهي ما اصطلِّع على تسميته ابلبديهيات العقلية‪.‬‬ ‫ومن أمثلتها‪ :‬معرفة أن اجلزء أصغر ِّمن ِّ‬ ‫الكل‪ ،‬وأن الواحد نصف االونني (‪.)1‬‬ ‫القسم الثاين‪ :‬املعارف النظرية‪:‬‬ ‫وهي اليت حنصل عليها ابلنظر واالستدالل‪ ،‬فالتعرف على املعرفة يكون ِّمن خالل املالحظة‬ ‫واالستنتاج (‪.)2‬‬ ‫اثلثًا‪ :‬جمالت معرفة العقلية‪:‬‬ ‫األول‪ :‬عامل الشهادة‪ ،‬وعند إعمال العقل هنا يكون جمال إبداع‪.‬‬ ‫اجملال َّ‬ ‫ص وصتته مث التسليم التام ملا جاء‬ ‫اجملال الثاين‪ :‬عامل الغيب‪ ،‬فالعقل هنا دوره التثبت ِّمن الن ِّ‬ ‫به‪.‬‬ ‫املهمة للتعامل مع هذا املصدر ما أييت‪:‬‬ ‫من القواعد َّ‬ ‫‪ -‬يُع ُد العقل مناط التكليف وأساس الفهم والستنباط الصحيح‪ ،‬فقد ذمَّ هللا تعاىل من‬ ‫ﱡﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ‬ ‫يتَّبع غريه بدون فهم ول وعي ول تفكري‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫[البقرة‪:‬‬ ‫ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘﱠ‬ ‫‪.]170‬‬ ‫‪ -‬حمدودية املعارف العقلية‪:‬‬ ‫ال يستطيع اإلنسان بعقله اجملرد اإلحاطة بعامل الغيب املطلق‪ ،‬لكنه يستطيع إدراك آًثره واإلُيان‬ ‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬العجريي‪ ،‬مشوع النهار (ال‪.)39 :‬‬ ‫مقدمات ضط ط ططرورية فطرية‪ ،‬ف ن كل علم ليه بضط ط ططروري ال بد أن ينتهي‬‫(‪ )2‬يقول ابن متيمة ‪" :‬البهان الذي ينال ابلنظر فيه العلم ال بد أن ينتهي إىل ِّ‬ ‫ابطل‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫دائما لزم الدور القبلي أو التس ط ططلس ط ططل يف املؤورات يف حمل له ابتداء‪ ،‬وكالمها ص‬ ‫إىل علم ضط ط ططروري‪ ،‬إذ املقدمات النظرية لو أوبتت ّبقدمات نظرية يف‬ ‫ابلضرورة واتِّفاق العقالء ِّمن وجوه) ينظر‪ :‬درء تعارض العقل والنقل (‪.)309/3‬‬ ‫‪-8-‬‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫عاجزا عن إدراك‬ ‫ص الذي ُيب به؛ ألنه ليه له قدرةص على اإلحاطة به كونه يف‬‫به‪ ،‬وتسليم العقل للن ِّ‬ ‫كنهه؛ بل إن مصدره الوحيد الوحي‪ ،‬وهو بذلك أراح العقل ِّمن عناء البتث فيما ال طائل ِّمن‬ ‫ورائه‪.‬‬ ‫‪-9-‬‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫املصدر الرابع‪ :‬اخلرب الصادق‬ ‫يطعد اخلب الصادق ركنيفا م ِّه ّما يف ابب املعرفة اإلنسانية؛ بل إن عدم وجود اخلب الصادق ِّ‬ ‫يؤدي‬ ‫إىل تعطيل احلياة أبكملها‪.‬‬ ‫ومثال ذلك‪ :‬يف احلياة االجتماعية الناس يؤمنون أبنساهبم ويعلموّنا بطريق اخلب حىت مع‬ ‫اندرا‪ ،‬وكذا يف سائر‬ ‫وجود القرائن‪ ،‬إال أن اخلب هو األساس‪ ،‬وهم ال يلجؤون لتتليل ‪ DNA‬إال يف‬ ‫العلوم كالطبِّية يف‬ ‫مثال تقوم على اخلب الصادق الوارد عن األطباء السابقني هلم‪.‬‬ ‫شروط إثبات صدق اخلرب ما أييت‪:‬‬ ‫األول‪ :‬صدق املخب‬ ‫‪ -‬الشرط َّ‬ ‫‪ -‬الشرط الثاين‪ :‬وانتفاء القرائن املنافية لصتة اخلب‪.‬‬ ‫‪ -‬الشرط الثالث‪ :‬إمكان وقوع اخلب وعدم استتالته‪.‬‬ ‫فإذا اجتمعت هذه الشروط الثالثة حتقق صدق اخلرب‪.‬‬ ‫خطوات عملية للتعامل مع األمور العلمية واملُكتشفات احلديثة‪:‬‬ ‫مصدر املعلومة هل هو مووو صق أو ال؟‬ ‫‪-1‬‬ ‫مكان نشر املعلومة‪ ،‬هل هو يف اجملالت العلمية احملكمة؟ أم يف وسائل اإلعالم واجملالت‬ ‫‪-2‬‬ ‫العامة؟‬ ‫حمتوى املعلومة منطقية وتتوافق مع ما ت اكتش ط ط ط ط ط ططافه حىت اآلن؟ وأّنا وفق منهج علمي‪،‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫الشك علينا سؤال أهل التخصص‬‫ويف حال ّ‬ ‫وسنةً) خبٌ صاد ٌق عن هللا؟‬ ‫(قرآن ُ‬ ‫تساؤل‪ :‬ما هي الدالئل الدالة على أن الوحي ً‬ ‫❖ ٌ‬ ‫‪ -‬إن متييز الص د د ِمن الكذب عملية عقلية بس د ددي ة ومعروفة ال حتتاج إىل جه وال إىل علم‪،‬‬ ‫النيب ‪ِ g‬من األمور الواضحة البيِّنة‪.‬‬ ‫لذلك كانت معرفة ص‬ ‫‪ -‬فق اشتهر ﷺ بص قه قبل بعثته‪ ،‬حىت أنه كان يلقب بني قومه ابلصاد األمني‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ب على الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس ويَكذ َ‬ ‫‪ -‬كما شه له أع اؤه بص قه‪ ،‬كما قال هرقل‪" :‬مل يَ ُكن ليَ َذ َر ال َكذ َ‬ ‫على ِ‬ ‫هللا" [أخرجه البخاري]‪.‬‬ ‫عقل أن إنس د د د د د د ددا ً ال يكدذب ‪ 40‬سد د د د د د دندةً ِمن عمره على أحد ِمن اخللق‪،‬‬ ‫‪ -‬كمدا أنده ال مُيكن ً‬ ‫ويشتهر بني الناس بذلك‪ ،‬مث أييت ويكذب على هللا وأنه رسول ِمن عن ه‪.‬‬ ‫‪- 10 -‬‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫القسم الثاين‪ :‬مصادر تلقي املعارف اإلسالمية‪.‬‬ ‫ويندرج حتتها ثالثة مصادر أساسية وهي‪( :‬القرآن الكرمي‪ ،‬والسنة الصتيتة‪ ،‬واإلمجاع)‬ ‫األول‪ :‬القرآن الكرمي‬ ‫املصدر َّ‬ ‫َّأوًل‪ :‬التعريف‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫هو كالم هللا املنزل على نبيِّه حممد ‪ ‬املعجز بلفظه‪ ،‬املتعبد بتالوته‪ ،‬املنقول إلينا ابلتواتر‬ ‫املكتوب يف املصاحف‪ِّ ،‬من أول سورة الفاُتة إىل آخر سورة الناس (‪.)2‬‬ ‫اثنيًا‪ :‬دلئل حجيَّة القرآن‪:‬‬ ‫واجلن على أن أيتوا مبثل القرآن‪ ،‬فعجزوا‪ ،‬مث ُتداهم أن أيتوا‬ ‫‪َّ -‬‬ ‫حتدى هللا تعاىل اإلنس َّ‬ ‫بعشر سور فقط‪ ،‬فعجزوا‪ ،‬مث ُتداهم أن أيتوا ّبثل أصغر سورة ِّمن القرآن فلم يستطيعوا‪ ،‬مع أن‬ ‫الذين ُتداهم كانوا أبلغ اخللق وأفصتهم‪ ،‬والقرآن نزل بلغتهم‪.‬‬ ‫ﱡﱌ ﱍ‬ ‫والتحدي قائم لكل ُمشكك أو ُمكذب ابلقرآن حىت قيام الساعة‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝ‬ ‫ﱞ ﱟﱠ [اإلسراء‪.)3(]88 :‬‬ ‫‪ -‬إخبار القرآن ابألمور الغيبية‪ ،‬مل يتخلف منها خبص واح صد‪ ،‬واألمثلة على ذلك كثرية منها‪:‬‬ ‫ما أخب به ‪ ‬عن مشركي قريش‪ :‬ﱡﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃﱠ [القمر‪ ،]45 :‬وهي آيةص مكِّيةص‬ ‫ات يسريةص حىت أسه املسلمون دولتهم‪،‬‬ ‫أي قتال بينهم وبني املسلمني‪ ،‬وما هي إال سنو ص‬ ‫نزلت قبل ِّ‬ ‫وجاء مجع املشركني إىل حتفهم يف غزوة بدر‪ ،‬وهزموا وولوا الدبر‪ ،‬ف ِّمن أين للن ِِّب ‪ ‬هذا اخلب لوال‬ ‫نزل ِّمن عند هللا تعاىل‪.‬‬ ‫أنه م ص‬ ‫‪ -‬احتواء القرآن على أوجه اإلعجاز املختلفة منها‪ :‬اإلعجاز العلمي كمراحل تطور اجلنني‬ ‫يف بطن أمه‪ ،‬واإلعجاز الجتماعي كما يف تنظيم األسرة‪ ،‬واإلعجاز البالغي والبياين وغريها من‬ ‫أنواع اإلعجاز القرآين‪.‬‬ ‫جيال عن جيطل إىل عصط ط ط ط ط ططر النبوة‪ ،‬بل يتميز عن غريه أبنه تواتر لفظطيفا وكتطابة وكيفيطة األداء والنطق‬ ‫طورا على تنطاقلطه لفظطيفا يف‬ ‫(‪ )1‬تواتر القرآن ليه مقص ط ط ط ط ط يف‬ ‫ابلكلمة على اهليئة املروية‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬املدخل لدراسة القرآن الكرمي (ال‪.)21 :‬‬ ‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬أمحد بن يوسف السيِّد‪ ،‬كامل الصورة‪ ،2 ،‬ال ‪.40-37‬‬ ‫‪- 11 -‬‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫اثلثًا‪ :‬من خصائص القرآن الكرمي‪:‬‬ ‫‪ -‬أنَّه خامت الكتب السماوية واملهيمن عليها‪:‬‬ ‫شامال جلميع حماسن الكتب‬ ‫لقد أنزل هللا القرآن الكرمي على خات األنبياء حممد ‪ ،‬وجعله يف‬ ‫ﱡﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ‬ ‫السابقة‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ﱺﱻﱠ [املائدة‪.]48 :‬‬ ‫‪ُّ -‬‬ ‫تكفل هللا حبفظه‪:‬‬ ‫[احلجر‪:‬‬ ‫ﱡﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎﱠ‬ ‫تكفل هللا حبفظ كتابه‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ﱡﱿ‬ ‫‪ ]9‬وأما الكتب السابقة فقد أوكل مهمة حفظها لألحبار والرهبان‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈﲉﱠ [املائدة‪ ،]44 :‬والنتيجة أّنم‬ ‫ضيعوها‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ‬ ‫ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒﱓﱠ [آل عمران‪.]187 :‬‬ ‫‪- 12 -‬‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫السنَّة الصحيحة‬ ‫املصدر الثاين‪ُّ :‬‬ ‫َّأوًل‪ :‬التعريف‪:‬‬ ‫ما أضيف للن ِِّب ‪ِّ ‬من قول(‪ )1‬أو فعل(‪ )2‬أو تقرير(‪ )3‬أو صفة خلِّقية(‪ )4‬أو خلِّقية(‪.)5‬‬ ‫السنَّة‪:‬‬ ‫اثنيًا‪ :‬دلئل حجية ُّ‬ ‫السنة هي املصدر الثاين ِّ‬ ‫لتلقي العلوم الشرعية بعد القرآن الكرمي‪ ،‬ومعىن ُح َّجة‪ :‬أي جيب اعتقاد‬ ‫مضموّنا‪ ،‬والعمل ّبقتضاها‪ ،‬ووبوت الشريعة هبا‪ ،‬وهذا الذي عليه املسلمون عب العصور‪.‬‬ ‫الدلئل على حجية السنة‪:‬‬ ‫‪.1‬من القرآن الكرمي‪:‬‬ ‫‪ -‬النصوص القرآنية اآلمرة بطاعة الرسول ‪ ‬واقرتاهنا بطاعة هللا قال تعاىل‪ :‬ﱡ ايأيطها‬ ‫ال ِّذين آمنوا أ ِّطيعوا اَّلل وأ ِّطيعوا الرسول وأ ِّويل األم ِّر ِّمنكم ﱠ [النساء‪]59 :‬‬ ‫ﱡﱽﱾ‬ ‫حتذيرا شدي ًدا قال تعاىل‪:‬‬ ‫‪ -‬لقد َّ‬ ‫حذر سبحانه من خمالفة ُسنَّة نبيه ً‬ ‫ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉﱠ [النور‪.]63 :‬‬ ‫ﱡﲬ ﲭ ﲮ ﲯ‬ ‫‪ -‬ربط سبحانه بني اإلميان به وبني التحاكم إىل رسوله قال تعاىل‪:‬‬ ‫ﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽ‬ ‫ﲾﲿﱠ [النِّساء‪ ،]65 :‬والتتاكم يكون إليه ‪ ‬يف حياته‪ ،‬وبعد وفاته إىل سنته‪.‬‬ ‫املطهرة‪:‬‬ ‫السنَّة َّ‬ ‫‪.2‬من ُّ‬ ‫‪ -‬النصوص اآلمرة حبفظ احلديث وتبليغه‪ ،‬قال ‪« :‬لِّيطبطلِّ ِّغ الش ِّ‬ ‫اهد الغائِّب» [أخرجه البخاري‬ ‫الده و ِّ‬ ‫الناس‬ ‫لده وو ِّ‬‫(‪ )1‬هي األلفاظ اليت تلفظ هبا النِب ﷺ يف مناس ط ط ط ط ططبات تلفة‪.‬ومثاهلا‪ :‬قوله ﷺ‪" :‬ال يؤمن أحدكم حىت أكون أحب إليه من و ِّ‬ ‫أمجعِّني" [أخرجه البخاري]‪.‬‬ ‫(‪ )2‬هي األفعال اليت فعلها ﷺ يف أي شأن من شؤونه ومثاله‪ :‬قول عائشة رض هللا عنها‪ " :‬أنه كان يطع ِّجبه التطيمن ما استطاع‪ ،‬يف تطرجلِّ ِّه ووضوئِِّّه"‬ ‫[أخرجه البخاري]‬ ‫اب‪" :‬ال يصط ط طلِّني أح صد العصط ط طر إال يف ب ِّ‬ ‫(‪ )3‬هي كل ما أقره ﷺ من أقوال الص ط ططتابة وأفعاهلم‪.‬ومثاله‪ :‬قول النِب صط ط ططلى هللا عليه وس ط ططلم يوم األحز ِّ‬ ‫قطريظة‪.‬فأدرك بطعض طهم العصط طر يف الط ِّر ِّيق‪ ،‬فطقال بطعضط طهم‪ :‬ال نص طلِّي حىت تِّيطها‪ ،‬وقال بطعض طهم‪ :‬بل نص طلِّي‪ ،‬مل ي ِّرد ِّمنا ذلك‪ ،‬فذكِّر ذلك للن ِِّب‬ ‫اح يفدا منهم"‪[.‬أخرجه البخاري]‪.‬‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فطلم يطعنِّف و ِّ‬ ‫(‪ )4‬هي هيئة الرس ط ططول ﷺ وص ط ططفته اليت خلقه هللا عليها‪.‬ومثاله‪ :‬قول الباء بن عازب ‪" ‬كان رس ط ططول اَّللِّ ص ط طلى هللا عليه وس ط ططلم‪ :‬أحس ط طن الن ِّ‬ ‫اس‬ ‫وجها وأحسنه خل يفقا‪ ،‬ليه ابلط ِّو ِّيل البائِّ ِّن‪ ،‬وال ابلق ِّ‬ ‫ص ِّري"‪[.‬أخرجه البخاري]‪.‬‬ ‫يف‬ ‫(‪ )5‬هي ذكر أخالقه ﷺ وما طبع عليه من كرُيها‪.‬ومثاله‪ :‬قول عائشة رضي هللا عنها‪" :‬كان خلقه القرآن" [أخرجه البخاري يف األدب املفرد]‪.‬‬ ‫‪- 13 -‬‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫ومسلم]‪.‬‬ ‫‪ -‬األحاديث املوجبة للعمل بسنَّته‪ ،‬قال ‪« :‬عليكم بِّسن ِّيت وسن ِّة اخللف ِّاء امله ِّديِّني‬ ‫ور‪ ،‬فِّن كل حمدوة بِّدعةص‪ ،‬وكل‬ ‫الر ِّاش ِّدين‪ ،‬متسكوا ِّهبا وعضوا عليطها ِّابلنطو ِّاج ِّذ‪ ،‬وإِّايكم وحمدًث ِّ‬ ‫ت األم ِّ‬ ‫بِّدعة ضاللةص» [أخرجه أبو داود وابن ماجه‪ ،‬وصتته األلباين]‪.‬‬ ‫مصدرا للتشريع‪ ،‬واألمثلة على ذلك كثريةص منها‪:‬‬ ‫يف‬ ‫‪.3‬عمل الصحابة ‪ ‬و ِّاتاذهم السنة‬ ‫‪ -‬موقف أيب بكر الصديق ‪ ‬يف قضيَّة املرياث‪ ،‬وذلك عندما جاءت فاطمة ‪ ‬بنت الن ِِّب‬ ‫ﲆﲈﲉﲊ‬ ‫ﲇ‬ ‫ﱡﲃ ﲄ ﲅ‬ ‫‪ ‬تطلب مرياوها‪ ،‬وطلبها يوافق ظاهر قوله تعاىل‪:‬‬ ‫الص ِّديق نص عن رسول هللا ‪ ‬أن األنبياء ال يوروون وأن‬ ‫ﲋﱠ [النساء‪ ]11 :‬وعند أيب بكر ِّ‬ ‫ﲌ‬ ‫ما تركوه صدقةص‪ ،‬فلم يعطها ألجل ذلك؛ ولوال أنه ‪ ‬رأى أن السنة حجةص ملزمةص ملا متسك بذلك يف‬ ‫مقابل إصرار فاطمة ‪‬؛ بل قال‪ِّ " :‬إين أخشى إن تركت شيئيفا ِّمن أمره أن أزيغ"[أخرجه البخاري ومسلم]‬ ‫ويف هذا بيا صن ألمهية الن ِّ‬ ‫ص النبوي وعدم جواز الفته (‪.)1‬‬ ‫‪.4‬من اإلمجاع‪:‬‬ ‫قال الشافعي‪" :‬أمجع الناس على أن م ِّن استبانت له سنةص عن رسول هللا ‪ ‬مل يكن له أن‬ ‫يدعها لقول أحد ِّمن الناس"(‪)2‬؛ بل وحكموا على كفر منكرها بعد أن قامت عليه احلجة‪ ،‬والتكفري‬ ‫ال يكون إال على أمر قطعي‪.‬‬ ‫أي حديث لرسول هللا ‪‬؛ فهل نستطيع‬ ‫‪ o‬تساؤل‪ :‬لو مل يكن عندان غري القرآن‪ ،‬ول يوجد ُّ‬ ‫أن نؤدي أركان اإلسالم اخلمسة بصورة صحيحة أم ل؟‬ ‫مذكور على التفصيل‬ ‫ص‬ ‫‪ -‬الصالة‪ :‬كم مرةيف أمران أبدائها يف اليوم والليلة؟ وما أوقاهتا؟ هل هو‬ ‫يف القرآن؟ اجلواب‪ :‬ال‪.‬‬ ‫‪ -‬الزكاة‪ :‬أمران هللا يف القرآن أبدائها‪ ،‬وذكر عقوبة مانعها‪ ،‬لكن ما هو املقدار الذي جتب فيه‬ ‫الزكاة؟ وما هو املقدار الذي ُيرج منها لتبأ ذمة املزكِّي؟ هل هي مذكورةص يف القرآن؟ اجلواب‪ :‬ال‪.‬‬ ‫احلج رمي اجلمرات‪ ،‬هل ذكِّر يف القرآن؟ اجلواب‪ :‬ال‪.‬‬ ‫‪ -‬احلج‪ :‬مواقيت ِّ‬ ‫احلج‪ ،‬وأظهر شعائر ِّ‬ ‫مذكورا يف القرآن‪ ،‬واألعجب أننا مل نكن نعلم أن‬ ‫يف‬ ‫مذكور يف سنة الن ِِّب ‪ ،‬وليه‬ ‫ص‬ ‫فكل هذا‬ ‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬أمحد بن يوسف السيد‪ ،‬كامل الصورة‪ ،2 ،‬ال ‪.87‬‬ ‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬إعالم املوقِّعني عن ِّ‬ ‫رب العاملني ‪ -‬ت‪ :‬طه عبد الرؤوف (‪.)282 /2‬‬ ‫‪- 14 -‬‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫أحكاما‬ ‫يف‬ ‫كاان مخسةيف إال ِّمن طريق السنة؛ بل لو نظران يف كثري ِّمن أبواب الشريعة سنجد أن‬ ‫لإلسالم أر يف‬ ‫يبني أمهية السنة ومكانتها‪.‬‬‫هامةيف مل تذكر إال يف السنة‪ ،‬وهذا بال شك ِّ‬ ‫‪- 15 -‬‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫املصدر الثالث‪ :‬اإلمجاع‪.‬‬ ‫َّأوًل‪ :‬التعريف‪:‬‬ ‫هو اتِّفاق اجملتهدين ِّمن أمة حممد ‪ ‬بعد وفاته يف عصر ِّمن العصور على حكم شرعي (‪.)1‬‬ ‫اثنيًا‪ :‬أدلَّة حجية اإلمجاع‪:‬‬ ‫يطعد اإلمجاع حجةيف شرعيةيف جيب العمل به‪ ،‬وُترم الفته‪ ،‬فهو ًثلث مصادر ِّ‬ ‫التلقي بعد الوحيني‬ ‫قوله تعاىل‪ :‬ﱡﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ‬ ‫ﱭ ﱮ ﱯﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱠ [النِّساء‪،]115 :‬‬ ‫أمثلة على اإلمجاع‪:‬‬ ‫األمة على مجلة كبرية من األحكام‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬ ‫أمجعت َّ‬ ‫‪ -‬أمجعت األمة أنه جيوز للتائض التسبيع والتهليل وسائر األذكار غري ِّ‬ ‫مه القرآن‪.‬‬ ‫‪ -‬أمجعت األمة أنه من ال يستطيع رمي اجلمار لعذر‪ ،‬ف نه يرمى عنه وجيزئه‪.‬‬ ‫‪ -‬تنبيهات‪:‬‬ ‫إ َّن مصادر املعرفة ترتتَّب حبسب نوع املعرفة‪:‬‬ ‫‪ -‬ف ن كانت املعرفة دينيةيف فاملصدر األصلي هو الوحي (القرآن والسنة)‪ ،‬واملصادر األخرى‬ ‫مساندةص (الفطرة‪ ،‬احله‪ ،‬العقل)‪.‬‬ ‫‪ -‬وإن كانت املعرفة دنيويةيف جتريبيةيف حبيث ال تتعلق أبمور الدين فمصدرها التجربة وتضع‬ ‫للقواعد الشرعية وحكم الشرع‪.‬‬ ‫بد أن يراعى حمدودية املصادر األُخرى ك ِّ‬ ‫احلسية والعقلية‪ ،‬إذا‬ ‫‪ -‬يف بناء املعرفة الدينية ل َّ ُ‬ ‫هي ابلنسبة للمصدر األصلي (الوحي) مصادر إدراك وإوبات له‪ ،‬تساعدان يف التثبت ِّمن صتتها‬ ‫وتفسريها وإعماهلا بصورة صتيتة لبناء تصور صتيع نتعبد هللا به‪.‬‬ ‫‪ -‬من أبرز مسات املعارف اإلسالمية التوافق والتكامل بني مصادرها‪ ،‬فاملعرفة يف اإلسالم‬ ‫وتكامل بني املعرفة العلمية‬ ‫ص‬ ‫متوافقةص ومتكاملةص ال تعرف التنافر‪ ،‬فهناك تكام صل بني النظر والعمل‪،‬‬ ‫واملعرفة الغيبية‪.‬‬ ‫احلق ِّمن علم األصول (‪.)193 /1‬‬ ‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الشوكاين‪ ،‬إرشاد الفتول إىل ُتقيق ِّ‬ ‫‪- 16 -‬‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫‪ -‬يُساعد اإلسالم يف تقرير املصدر املعريف الصحيح لكن ل يعين ذلك ضرورة امتثال‬ ‫املتلقي والعمل مبقتضى ذلك املصدر وما يُفيده‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬أن كفار قريش مل ُينعهم ِّم ِّن اتِّباع‬ ‫الرسول ‪ ‬غياب املصدر أو ضعف احلجة أو فظاظة أسلوب الدعوة؛ بل هي يف حقيقة األمر‬ ‫[القصص‪:‬‬ ‫ﱡﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽﲾﱠ‬ ‫موانع شخصيةص‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫‪.]50‬‬ ‫‪ -‬ارتباط املعرفة ابلعمل‪ ،‬فاملعرفة يف الرؤية اإلسالمية ليست غايةيف يف ِّ‬ ‫حد ذاهتا‪ ،‬ولكن ال بد‬ ‫أن تلتقها مرحلةص أخرى تتمثل يف السلوك أو العمل‪.‬‬ ‫‪- 17 -‬‬ ‫أُصول املعارف اإلسالميَّة ومصادرها‬ ‫احملاضرة األوىل‬ ‫ُملخص الوحدة‬ ‫العامة‪:‬‬ ‫مفهوم املعارف َّ‬ ‫هي اإلدراك والوعي وفهم احلقائق عن طريق العقل‪ ،‬أو اكتساب املعلومة إبجراء جتربة وتفسري‬ ‫ابالطالع على جتارب اآلخرين‬‫نتائجها‪ ،‬أو تفسري خب ِّمن خالل التأمل يف طبيعة األشياء أو ِّ‬ ‫واستنتاجاهتم‬ ‫مفهوم املعارف اإلسالمية‪:‬‬ ‫هي منظومة األفكار والقيم املنبثقة ِّمن املرجعية اإلسالمية‪ ،‬واليت تسهم يف منو اإلنسان وتنمية‬ ‫إدراكه‪.‬‬ ‫مفهوم مصادر التلقي‪ :‬هي املصادر اليت تؤخذ منها التشريعات والعلوم وفق قواعد وضوابط معيطنة‪.‬‬ ‫أمهية مصادر التلقي‪:‬‬ ‫‪.1‬أّنا أساس أي بناء معريف‪ ،‬فمنها تسقى املعارف واألدلة‪ ،‬وتبىن عليها القناعات‬ ‫‪.2‬أّنا ُت ِّدد عقائد الناس وتصوراهتم عن النشأة واحلياة والكون‪ ،‬وُت ِّدد التشريعات والنظم اليت‬ ‫ُتكمهم‪.‬‬ ‫‪.3‬أّنا املرجعية احلاكمة لإلنسان عند االختالف والتنازع‪.‬‬ ‫العامة أربعة وهي‪( :‬الفطرة‪ ،‬احله‪ ،‬العقل‪ ،‬اخلب الصادق)‪.‬‬ ‫مصادر تلقي املعارف َّ‬ ‫مصادر تلقي املعارف اإلسالمية ثالثة وهي‪( :‬القرآن الكرمي‪ ،‬والسنة الصتيتة‪ ،‬واإلمجاع)‪.‬‬ ‫‪- 18 -‬‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬ومنهج التلقي والستدلل فيها‬ ‫احملاضرة الثانية‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬ومنهج التلقي والستدلل فيها‬ ‫أهداف الوحدة‪:‬‬ ‫‪.1‬أن يدرك الطالب‪/‬ة أمهية العقيدة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪.2‬معرفة أصول اإلُيان ابلغيب الستة‪ ،‬وأور اإلُيان هبا‪.‬‬ ‫‪.3‬تعميق إُيان الطالب‪/‬ة ابهلل وأبمسائه وصفاته‪ ،‬وبيان عظمة هللا ‪ِّ ‬من خالل ذلك‪.‬‬ ‫أوًل‪ :‬العقيدة اإلسالمية‪.‬‬ ‫تعريف العقيدة‪:‬‬ ‫العقيدة يف اللُّغة‪ :‬مأخوذةص ِّمن العقد‪ ،‬وهو الربط والشد بقوة‪.‬‬ ‫كما ال يتطرق إليه شك‪.‬‬ ‫جازما وحم يف‬ ‫يف الصطالح العام‪ :‬ما يعقد عليه اإلنسان قلبه يف‬ ‫عقدا يف‬ ‫املُراد ابلعقيدة اإلسالمية هو‪ :‬اإلُيان اجلازم ابهلل‪ ،‬وّبا جيب له يف ألوهيته وربوبيته وأمسائه‬ ‫وبكل ما جاءت به‬ ‫وشره‪ِّ ،‬‬‫وصفاته واإلُيان ّبالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر‪ ،‬وابلقدر خريه ِّ‬ ‫النصوال الصتيتة ِّمن أصول الدين وأمور الغيب وأخباره‪.‬‬ ‫‪ -‬ومن مرادفات لفظ العقيدة‪ :‬التوحيد‪ ،‬السنة (‪ ،)1‬اإلُيان‪ ،‬أصول الدين‪.‬‬ ‫أمهية دراسة العقيدة اإلسالمية‪:‬‬ ‫للعقيدة اإلسالمية أمهية كبرية تظهر يف َّ‬ ‫عدة أمور منها‪:‬‬ ‫ﱡﱁ ﱂ ﱃ ﱄ‬ ‫‪.1‬أن مجيع الرسل أرسلوا ابلدعوة للعقيدة الصتيتة‪.‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐﱠ [األنبياء‪ ]25 :‬وقد بقي النِب ‪ ‬يف مكة‬ ‫عاما يدعو الناس إىل التوحيد وإصالح العقيدة‪.‬‬ ‫بعد البعثة والوة عشر يف‬ ‫‪.2‬أن الغاية األوىل ِّمن خلق اإلنه و ِّ‬ ‫اجلن إفراد هللا ابلعبادة‪.‬قال تعاىل‪ :‬ﱡﱣ ﱤ ﱥ‬ ‫ﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱠ [الذارايت‪.]56 :‬‬ ‫وتوحيدا‪ ،‬وعبادةيف شاملةيف هلل تعاىل ابلتعظيم‪،‬‬ ‫يف‬ ‫‪.3‬أن العقيدة ُت ِّدد العالقة بني العبد وربه‪ :‬معرفةيف‪،‬‬ ‫وإنعاما‪ ،‬وحفظيفا‪ ،‬وعنايةيف قال‬ ‫يف‬ ‫والتقوى‪ ،‬واحملبة‪ ،‬واخلوف والرجاء‪ ،‬ورعايةيف تمةيف ِّمن هللا للعبد رزقيفا‪،‬‬ ‫تعاىل‪ :‬ﱡﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ‬ ‫(‪ )1‬ابعتبار متيز أهل السنة عن املبتدعة‪.‬‬ ‫‪- 20 -‬‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬ومنهج التلقي والستدلل فيها‬ ‫احملاضرة الثانية‬ ‫ﲴ ﲵﱠ [األنعام‪.]163 -162 :‬‬ ‫ف على ُتقيق التوحيد‪.‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ﱡﲟ ﲠ ﲡ ﲢ‬ ‫األعمال متطوق ص‬ ‫‪.4‬أن قطبول‬ ‫[الزمر‪:‬‬ ‫ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭﱠ‬ ‫الشرك‪ ،‬وأي نقص يف التوحيد قد يبط العمل‬ ‫‪ ،]65‬فاألعمال ال تقبل إال إذا كانت خالصةيف ِّمن ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫املستتب‪.‬‬ ‫أو ينقصه عن كماله الواجب أو‬ ‫‪.5‬أن النجاة يف اآلخرة متطوقِّفةص على صتة العقيدة‪.‬ففي احلديث أنه ‪ ‬قال‪« :‬فِّن هللا قد‬ ‫حرم على النار من قال‪ :‬ال إِّله إال هللا يطبطتغِّي بِّذلِّك وجه هللاِّ» [أخرجه البخاري ومسلم]‪.‬‬ ‫ومن ذلك‪ :‬صفة اخلالق‪،‬‬ ‫‪.6‬أن العقيدة جتيب عن مجيع التساؤالت اليت ت ِّرد على ذهن العبد‪ِّ ،‬‬ ‫ومبدأ اخللق‪ ،‬وّنايته‪ ،‬وغايته‪ ،‬والعوامل الكائنة يف هذا الوجود‪ ،‬والعالقة بينها‪ ،‬وموضوع القضاء‬ ‫والقدر‪.‬‬ ‫صم املسلم ِّمن التأور ّبا ييط به ِّمن عقائد وأفكار فاسدة‪.‬‬ ‫‪.7‬أن العقيدة الصتيتة هي ما يطع ِّ‬ ‫أن اإلميان يكفي دون الهتمام ابلعقيدة؟‬ ‫تصح دعوى َّ‬‫❖ تساؤل‪ :‬هل ُّ‬ ‫ِّمن خالل ما سبق تبني بطالن الدعوى أبن اإلُيان يكفي دون االهتمام ابلعقيدة؛ حيث إن‬ ‫إُياان إال إذا صتت العقيدة‪ ،‬أما إذا مل تكن العقيدة صتيتةيف‪ ،‬فليه هناك إُيا صن‬ ‫اإلُيان ال يكون يف‬ ‫صتيع‪.‬‬ ‫ص‬ ‫دين‬ ‫وال ص‬ ‫‪- 21 -‬‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬ومنهج التلقي والستدلل فيها‬ ‫احملاضرة الثانية‬ ‫اثنيًا‪ :‬الغيب وأقسامه ومصادره وأثر اإلميان به‬ ‫تعريف الغيب هو‪ :‬ما غاب عن احلِّ ِّ‬ ‫ه‪ ،‬وأدركه اإلنسان ابخلب اليقي عن هللا وعن رسوله‪.‬‬ ‫أمثلة على الغيب‪ :‬كيفية بدء اخللق‪ ،‬حقيقة األرواح ومصريها‪ ،‬عامل ِّ‬ ‫اجلن واملالئكة ‪...‬‬ ‫أقسام الغيب ابعتبار العلم به‪:‬‬ ‫‪.1‬الغيب املطلق‪ :‬ما غيبه هللا عن مجيع خلقه‪ ،‬فلم ي لع عليه أح ا منهم؛ بل استأثر هللا‬ ‫الساعة ويُن ز ُل الغيث وي عل ُم ما يف األرحام وما‬ ‫تعاىل بعلمه‪.‬قال هللا تعاىل‪ :‬ﱡ إ َّن َّ‬ ‫اَّلل عندهُ عل ُم َّ‬ ‫اَّلل عليم خبري ﱠ [لقمان‪:‬‬ ‫وت إ َّن َّ‬ ‫ب غ ًدا وما تدري ن فس أبي أرض َتُ ُ‬ ‫تدري ن فس ماذا تكس ُ‬ ‫‪ ]34‬ومثاله‪ :‬كيفية بدء اخللق‪ ،‬حقيقة األرواح ومصريها‪ ،‬عامل اجلن واملالئكة‪.‬‬ ‫سب‪ :‬هو ما غاب عن بعض اخللق علمه دون بعض‪ ،‬فهذا إمنا يسمى غيبيفا‬ ‫‪.2‬الغيب الن ُّ‬ ‫ابلنسبة للجاهل به الذي ال يعلمه‪ ،‬وليه بغيب للذي يعلمه‪.‬‬ ‫مثال هو معلوم ابلنسبة يل‪ ،‬لكنه غيب ابلنسبة لغريي‪ ،‬ممن مل يعلم به‪.‬‬ ‫فما أخفيته يف بييت يف‬ ‫ميكن معرفة الغيب النسب إما بطرق مشروعة مباحة‪ ،‬وإما بطرق غري مشروعة وغري مباحة‪.‬‬ ‫‪- 22 -‬‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬ومنهج التلقي والستدلل فيها‬ ‫احملاضرة الثانية‬ ‫مصادر تلقي املعرفة الغيبية‬ ‫املصادر الباطلة‬ ‫املصادر اليت خيتلط‬ ‫املصادر الصحيحة‬ ‫لستمداد الغيب‬ ‫فيها الوحي مع غريه‬ ‫لتلقي الغيب‬ ‫الكتب َّ‬ ‫املقدسة عند‬ ‫الكهانة‬ ‫القرآن الكرمي‬ ‫اليهود والنصارى‬ ‫اآلاثر الواردة عن التابعني‬ ‫علوم األسرار واحلروف‬ ‫السنَّة الصحيحة‬ ‫ُّ‬ ‫السنَّة‬ ‫أئمة ُّ‬ ‫أو أحد َّ‬ ‫اإلسرائيليات‬ ‫التنجيم‬ ‫‪- 23 -‬‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬ومنهج التلقي والستدلل فيها‬ ‫احملاضرة الثانية‬ ‫مصادر تلقي املعرفة الغيبية‪:‬‬ ‫األول‪ :‬املصادر الصحيحة لتلقي الغيب وهي‪( :‬القرآن الكرمي‪ ،‬السنة الصتيتة)‬ ‫القسم َّ‬ ‫كامال‪ ،‬شريطة أن يكون‬ ‫بياان يف‬ ‫فالوحي قد اشتمل على ِّ‬ ‫كل ما تتطلع النفه البشرية ملعرفته مما ينفعها يف‬ ‫بفهم السلف الصاحل ‪-‬وهم أصحاب القرون الثالثة األوىل‪ -‬ووفق منهجهم وذلك َّ‬ ‫لعدة أسباب‬ ‫منها‪:‬‬ ‫‪.1‬وناء هللا عليهم‪ ،‬وتزكية رسوله ‪ ‬هلم‪ ،‬وقد جاء ذلك يف كثري ِّمن اآلايت واألحاديث‬ ‫ﱡﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ‬ ‫منها قوله تعاىل‪:‬‬ ‫ﱊ ﱋ ﱌ ﱍﱠ [التوبة‪ ،]100 :‬وقوله ‪« :‬خريكم قطرِّين‪ ،‬مث ال ِّذين يطلوّنم‪ ،‬مث ال ِّذين‬ ‫يطلوّنم ‪[ »...‬أخرجه البخاري ومسلم]‪.‬‬ ‫ﱡﱞ‬ ‫‪.2‬أن هللا أمر ابتِّباعهم‪ ،‬واالهتداء هبديهم‪ ،‬وتوعد من ُيالف سبيلهم‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮ‬ ‫ﱯﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱠ [النِّساء‪.]115 :‬‬ ‫‪.3‬األدلة ِّمن العقل والنقل والواقع التارُيي تثبت أن فهمهم ومنهجهم يف غالبه هو الصتيع‬ ‫السديد؛ وذلك َّ‬ ‫لعدة أسباب منها‪:‬‬ ‫أقتاح‪ ،‬والقرآن نزل بلغتهم‪ ،‬فيسهل عليهم فهمه وبيانه‪.‬‬ ‫ص‬ ‫عرب‬ ‫‪ -‬أّنم ص‬ ‫‪ -‬أّنم شاهدوا الوحي وهو ينزل على الن ِِّب ‪ ،‬وعاينوا األحداث واملناسبات‪.‬‬ ‫‪ -‬أّنم مسعوا ِّمن الن ِِّب ‪ ‬مباشرةيف‪.‬‬ ‫‪ -‬أّنم تلقوا اإلسالم وتعاليمه صافيةيف ن ِّقيةيف‪ ،‬مل ُيتلطوا بثقافات أو أداين أخرى‪.‬‬ ‫ومع ذلك كله ال ندعي العصمة آلحاد السلف الصاحل مع وبوهتا جلماعتهم‪ ،‬ففي احلديث‬ ‫أنه ‪ ‬قال‪« :‬إن هللا ال جيمع أم ِّيت على ضاللة» [أخرجه ال مذي‪ ،‬وقال‪ :‬غريب من هذا الوجه]‪ ،‬فقد جيانب‬ ‫الصواب بعض أفرادهم‪ ،‬وهم يف ذلك معذورون ومأجورون‪ ،‬لكن ال نقلِّده وال ِّ‬ ‫جنرحه‪ ،‬و خذ منه‬ ‫الصواب وندع اخلطأ‪ ،‬فكل يؤخذ ِّمن قوله ويطرد إال املعصوم ‪.‬‬ ‫‪- 24 -‬‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬ومنهج التلقي والستدلل فيها‬ ‫احملاضرة الثانية‬ ‫القسم الثاين‪ :‬املصادر اليت خيتلط فيها الوحي مع غريه ويندرج حتتها ما أييت‪:‬‬ ‫‪ o‬الكتب املقدسة عند اليهود والنصارى‪.‬‬ ‫‪ o‬اآلًثر الواردة عن التابعني أو أحد أئمة السنة‪.‬‬ ‫‪ o‬اإلسرائيليات (‪.)1‬‬ ‫فكل معرفة أخذت ِّمن هذه املصادر فهي حمتملة اخلطأ‪ ،‬لذا ف ن امليزان الذي يعرف به احلق‬ ‫فيها هو عرضها على الكتاب والسنة‪ ،‬فما وافقه قبلنا‪ ،‬وما خالفه رددانه‪ ،‬ومامل يتبني لنا توقفنا فيه‪.‬‬ ‫القسم الثالث‪ :‬املصادر الباطلة ويندرج حتتها ما أييت‪:‬‬ ‫ويسمى حمرتف الكهانة ابلكاهن وهو‪ :‬املدعي لعلم‬ ‫َّ‬ ‫أ‪.‬الكهانة‪ :‬وهي ِّادعاء علم الغيب‪،‬‬ ‫الغيب‪ ،‬وُيب الناس عما سيكون يف مستقبل الزمان‪ ،‬ويدعي معرفة األسرار ومطالعة علم‬ ‫الغيب‪.‬‬ ‫يدث عن‬‫والعراف أبن العراف ُيب ابألحوال املاضية‪ ،‬والكاهن ِّ‬ ‫وي ُفرق بعضهم بني الكاهن َّ‬ ‫املستقبل‪.‬‬ ‫ومن صور الكهانة املعاصرة‪ ،‬ما أييت‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اجلرافولوجي أو حتليل الشخصية عن طريق التوقيع واخلط‪.‬‬ ‫وذلك ابالدعاء خبصائص سرية للتروف يف االحنناءات أو االستقامة أو امليل أو التشابك‪،‬‬ ‫خبط الشخص وتوقيعه على ماضيه أو مستقبله ِّمن سعد وحنه أو معرفة‬‫ومن مث زعمهم االستدالل ِّ‬ ‫مكنوانت صدره دون قرينة صتيتة صرية‪.‬‬ ‫أو التحليل املدعى عن طريق خصائص سرية كشخصيتك من خالل لونك املفضل أو‬ ‫حروف امسك‪.‬‬ ‫وهي تقوم على روابط فلسفية وأسرار مأخوذة من الكتب الدينية للوونيات الشرقية‪،‬وتنبؤات‬ ‫الكهان‪ ،‬واإلدعاء أبن للتروف خصائص فمن يبدأ امسه حبرف كذا فشخصيته كذا‪ ،‬وهو يف أقل‬ ‫أحواله داخل يف القول ابلظن الذي ّنينا عنه‪.‬‬ ‫(‪ )1‬كان لليهود وقافة دينية تعتمد على التوراة‪ ،‬وكان للنص ط ططارى وقافة دينية تعتمد على اإلجنيل‪ ،‬وحينما دخل أهل الكتاب يف اإلس ط ططالم محلوا معهم‬ ‫وقافتهم الدينية من األخبار والقصص وكانوا حينما يقرأون القرآن يذكرون تلك التفاصيل من كتبهم وتلك األخبار تسمى ابإلسرائيليات‪.‬‬ ‫‪- 25 -‬‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬ومنهج التلقي والستدلل فيها‬ ‫احملاضرة الثانية‬ ‫❖ تساؤل‪ :‬هل كل حتليل الشخصية داخل يف الكهانة املعاصرة؟‬ ‫حتليل الشخصية على ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫‪.1‬ما يعتمد على املقاييس العلمية‪ ،‬واختبارات يقوم هبا املتخصصون‪.‬‬ ‫وهذا يف غالبه ال يكون فيه الفة عقدية‪ ،‬وغري متدوال بني العامة؛ العتماده على مؤشرات‬ ‫دقيقة ومتخصصة ال يسن قراءهتا إال املتخصصون النفسيون‪.‬‬ ‫‪.2‬ما يكون جمرد خترص وجهل‪.‬ومثاله‪ :‬معرفة شخصيتك من خالل طريقة نومك أو‬ ‫مشيتك أو من خالل حركات عيونك ونظراتك ف ذا نتظرت لألعلى فأنت كذا‪ ،‬أو من‬ ‫خالل وجهك وجسدك ف ذا كنت واسع العينيني فأنت كذا‪.‬‬ ‫وهذا األقرب منعه؛ ملشاهبته الكهانة‪ ،‬وكوّنا وسيلة لالقتناع والتصديق‪ ،‬وإن كانت عبث‪ ،‬فال‬ ‫يسن للمسلم العبث ّبا ُيه عقيدته‪.‬‬ ‫‪.3‬منها ما يصل إىل حد الكهانة والعرافة‪.‬إذا تضمن ادعاء املعرفة الغيبية‪ ،‬دون قرينة صرية‬ ‫صتيتة ‪ ،‬مثل استنتاج األمراض واألحوال من خالل خط اليد‪.‬‬ ‫ب‪.‬الفراسة التكهنية‪.‬مل تعد الفراسة يف عصران تع ذلك اخلاطر الذي يصل ألهل التقوى ‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫كما مل تعد تع تلك الطملكة اليت يستدل هبا على بعض األخالق واألفعال ِّمن الكلمات‬ ‫والنظرات‪.‬‬ ‫استدالال ابخلطوط‬ ‫يف‬ ‫َّ‬ ‫وإّنا احنرف مفهومها إىل نوع من الكهانة وأصبتت ترمي إىل التنبؤ ابلغيب‬ ‫ِّ‬ ‫األكف واألقدام واجلباه حبسب التقاطع والتباين والطول والعرض والقصر على أحوال‬ ‫املوجودة يف‬ ‫الناس والسعادة والشقاوة والغىن والفقر وما شاهبه‪.‬‬ ‫وتفصيل احلكم فيه كما يلي‪:‬‬ ‫‪ -‬إن ادعى معرفة ما خفي عليه من شخصية اإلنسان دون قرينة صحيحة‪ ،‬فهو من الكهانة‬ ‫شرعا‪.‬‬ ‫احملرمة يف‬ ‫‪1‬‬ ‫علما يطتطعلم ويكتسطب‪ ،‬وإمنا هي موهبةص يهبها هللا لبعض عباده فيعرفون عن طريقها‬ ‫الفراسطة أو التوسطم الوهِب اليت ُينتها هللا لبعض عباده‪ ،‬ليسطت يف‬ ‫ادا يعرفون الناس ابلتطوسطِّم» [أخرجه الطباين يف املعجم األوسطط‪ ،‬وقال اهليثمي‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫أمرا غائبيفا مما يتعلق ابلناس‪ ،‬وهي حق ألهل اإلُيان قال ‪« :r‬إن هلل عب يف‬‫يف‬ ‫يف جممع الزوائد‪" :‬وإسناده حسن"‪ ،‬وحسنه األلباين]‪.‬‬ ‫دليل على صدق ال ط ط ط ط ططمخب هبا‪ ،‬مما جيعلها تتلط ابلظنون واألوهام؛ لذا ال ُيكن االعتماد عليها‬ ‫اجتا؛ إذ ال يوجد ص‬‫والفراسة ال ترج عن كوّنا ظنّا ر يف‬ ‫للوصول إىل معرفة يقينية‪.‬‬ ‫‪- 26 -‬‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬ومنهج التلقي والستدلل فيها‬ ‫احملاضرة الثانية‬ ‫قطعا فقد قال ﷺ‪:‬‬ ‫‪ -‬وغالب ما يقع هو اإلخبار ابألمور املستقبيلية فتكون من الكهانة الشركية يف‬ ‫ول‪ ،‬ف قد كفر مبا أُنزل على ُحم َّمد» ‪ 1‬وقال‪« :‬من‬ ‫«من أتى ع َّرافًا أو كاهنًا‪ ،‬فصدَّقهُ مبا ي ُق ُ‬ ‫أتى ع َّرافًا فسألهُ عن شيء‪ ،‬مل تُقبل لهُ صالة أربعني لي لةً»‪.2‬‬ ‫ج‪.‬التنجيم‪ :‬مأخوذ من النجم‪ ،‬جنم ينجم يف‬ ‫تنجيما يع حزر‪.‬‬ ‫وهو‪ :‬االستدالل ابألحوال الفلكية على احلوادث األرضية‪ ،‬وحماولة إدراك الغيب ّبا يدعى ِّمن‬ ‫خصائص النجوم‪ ،‬واالعتقاد أبن حركة النجوم واألفالك مؤورة على الكون واإلنسان‪.‬‬ ‫ويسمى حمرتف التنجيم املنجم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ومن صور التنجيم املعاصرة ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -‬ما يسمى بعلم األبراج‪.‬الذي هو صورةص قدُيةص جمددةص ِّمن الكهانة والتنجيم احملرم؛ إذ‬ ‫يدعي أهله أتوري النجوم على اإلنسان ويربطون تريخ الوالدة بنوع الشخصية واخلو ِّ‬ ‫اال‬ ‫أي نوع ِّمن‬ ‫يدد له ِّ‬ ‫املنجم إىل ِّ‬ ‫العاطفية‪ ،‬ف ذا حدد اإلنسان تريخ والدته يستطيع أن ِّ‬ ‫أي الناس ينسجم معهم أكثر‪ ،‬كما يكتشف املهنة اليت تناسبه‪ ،‬ومىت‬ ‫النجوم ينتمي‪ ،‬و ِّ‬ ‫أي السنوات والشهور هي األنسب له( )!‬ ‫‪3‬‬ ‫أي ِّاجتاه ُيكنه أن يسافر أو ال يسافر‪ ،‬و ِّ‬ ‫ويف ِّ‬ ‫علما مل ترجه عن كونه شريفكا‪ ،‬فهو أحد فروع‬ ‫ِّ‬ ‫وهو ذات الشرك القدمي‪ ،‬حيث أن تسميته يف‬ ‫العلوم الزائفة عند الغرب‪ ،‬وليست له أي دراسات علمية حقيقية يف جامعات علمية‪ ،‬وإمنا يصنف‬ ‫ضمن الشعوذات والعلوم الزائفة‪.‬‬ ‫علما‪ ،‬فليه كل علم جائز‪ ،‬ف ِّمن العلوم ما هو حر صام إذا خالف الشرع ِّ‬ ‫أبي صورة‬ ‫مث على فرض كونه يف‬ ‫ومعلوم أن اعتقاد أتوري النجوم على األشخاال واحلوادث األرضية إمنا هو ِّمن معتقدات‬ ‫ص‬ ‫كانت‪.‬‬ ‫الصابئة املشركني الذين يطع ِّظمون الشمه والقمر والكواكب‪ ،‬وكان األقدمون منهم يبنون هلا اهلياكل‬ ‫ويعبدوّنا ويتذللون هلا‪.‬‬ ‫الشرك قد اختلفت يف أتباعهم اليوم ال سيما أتباعهم ِّمن املنتسبني لإلسالم الذين‬ ‫ولكن صورة ِّ‬ ‫يتمسكون ظاهرا ابلدين ويرفضون ما هو ظاهر جلي ِّمن ِّ‬ ‫الشرك والعبودية لغري هللا‪ ،‬ولكنهم يتابعون‬ ‫ص‬ ‫يف‬ ‫‪ 1‬أخرجه أبو داود وال مذي والنسائي وابن ماجة‪.‬وقال احملققون‪ :‬حديث صتيع‪.‬‬ ‫‪ 2‬أخرجه مسلم يف صتيته‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬صفتة التعريف ابلكتاب يف اخللف من علم الطاقات التسع مليتشو كوشي‪ ،‬ومن إعداد يوسف البدر‪.‬‬ ‫‪- 27 -‬‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬ومنهج التلقي والستدلل فيها‬ ‫احملاضرة الثانية‬ ‫أصتاب هذه العقائد يف ضالهلم‪ ،‬بعد أن صدقوا زعم براءة هذه الصور ِّمن التنجيم احملرم وأنه جمرد‬ ‫علم عام ِّمن نتاج احلضارات املاضية ال بد أن ينتفع به(‪!)1‬‬ ‫‪ -‬اخلريطة الفلكية‪.‬وهي‪ :‬عبارة عن رسم لعجلة أو حنوها‪ -‬توضع عليها األبراج والطوالع‬ ‫املتوافقة مع تريخ ووقت والدة اإلنسان‪ ،‬ومن مث تستخدم يف ُتليل شخصيته ابلتفصيل‬ ‫أو ُتديد ماضيه واستشراف مستقبله‪.‬‬ ‫وبناء على ماسبق نقول أن علم األبراج املوجود اليوم على نوعني‪:‬‬ ‫‪.1‬ربط األبراج ابألقدار‪.‬حبيث ينظر يف أي برج ولد اإلنسان وبناء عليه يكون التنبؤ ابألحداث‬ ‫اليت ستواجهه يف مستقبل الزمان‪.‬‬ ‫‪.2‬تصنيف الناس وفقا لألبراج اليت ولدوا فيها‪ ،‬مث وصف خصائصهم الشخصية والسلوكية‬ ‫بناء على تلك األبراج‪.‬‬ ‫وحكمه ما يلي‪:‬‬ ‫أ‪.‬الستدلل ابألبراج على العلوم الغيبية‪ ،‬فيقال‪ :‬املولود يف برج احلوت سي قى وظيفيا يف شهر‬ ‫مفرحا‪...‬وحنوه‪.‬‬ ‫كذا‪ ،‬ومواليد برج العقرب سيسمعون خبا يف‬ ‫فهذا اجتمع فيه وصف الكهانة والتنجيم‪ ،‬ولسؤال الكاهن حالني‪:‬‬ ‫(‪ )1‬فوز الكردي‪ ،‬أصول اإلُيان ابلغيب وآًثره (ال‪.)130 :‬‬ ‫‪- 28 -‬‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬ومنهج التلقي والستدلل فيها‬ ‫احملاضرة الثانية‬ ‫إن ص دقه فيما أخرب فهو كفر؛ لتكذيبه القرآن الذي حص ط ط ططر علم الغيب هلل قال تعاىل‪ :‬ﱡ قُل ل‬ ‫الس ماوات واألرض الغيب إ َّل َّ‬ ‫اَّللُ وما يش عُ ُرون أ ََّن يُب عثُون ﱠ [النمل‪ ]65 :‬وهو‬ ‫ي عل ُم من يف َّ‬ ‫شط ططرك أكب؛ إلشط طراك غري هللا معه يف علم الغيب قال ﷺ‪(( :‬من أتى ع َّرافًا أو كاهنًا‪ ،‬فص دَّقهُ مبا‬ ‫ُحم َّمد)) أخرجه أبو داود والرتمذي والنس ائي وابن ماجة‪.‬وقال احملققون‪ :‬حديث‬ ‫ول‪ ،‬ف قد كفر مبا أُنزل على‬ ‫ي ُق ُ‬ ‫صحيح‪.‬‬ ‫يوما للحديث‪:‬‬ ‫‪ -‬وإن كان للتس لية والعبث‪ ،‬من غري تص ديق مل تقبل له صططالة أربعني يف‬ ‫‪1‬‬ ‫((من أتى ع َّرافًا فس ألهُ عن ش يء‪ ،‬مل تُقبل لهُ ص الة أربعني لي لةً)) أخرجه مس لم يف‬ ‫صحيحه‪.‬‬ ‫ب‪.‬العتقاد بتأثري األبراج يف شخصية اإلنسان‪.2‬وصورته‪ :‬أن يعتقد أحدهم أن والدة اإلنسان‬ ‫يف زمن برج معني‪ ،‬يؤور يف طبائعه الشخصية وميوله وحنو ذلك‪.‬مثل قوهلم‪ :‬من ولد يف برج‬ ‫احلوت فهو منظم‪ ،‬ومن ولد يف برج العقرب فهو عنيد‪ ،‬وحنوه‪.‬وهلذا القول حالتني‪:‬‬ ‫‪.1‬أن يعتقد أبن هذه األبراج صانعة ُمدبرة ابستقالل‪ ،‬وأهنا هي املوجودة لتلك الصفات‪،‬‬ ‫ستقال‪ ،‬ومن وجه آخر‬ ‫فاعال يف الكون فعال م يف‬ ‫فهو من وجه كفر أكب؛ ألنه جعل غري هللا يف‬ ‫شرك أكب كونه جعل مع هللا شريكا فيما هو من خصائصه – خلق طبائع الناس‪-‬‬ ‫‪.2‬أن يعتقد أن هذه األبراج سبب لوجود تلك الصفات‪ ،‬مع العتقاد أبن هللا خالقها‪.‬فهو‬ ‫من الشرك األصغر‪3‬؛ كونه اعتقد سببيفا مل جيعله هللا سببيفا‪.‬‬ ‫فالعتقاد بتأثري األبراج يف طباع املواليد وخصائص شخصياتم ابطل ابلعقل‪ 4‬والتجربة‪،5‬‬ ‫وحمرم ابألدلة الشرعية الصرحية‪.‬وقد قال النب صلى هللا عليه وسلم يف كل ما يتعلق ابلعلوم‬ ‫‪1‬‬ ‫وجيب عليه أداء الص ط ططالة لكنه ال يؤجر عليها؛ إما أن س ط طؤال الكاهن أبطل أجرها عقوبة له‪ ،‬أو لعظم الذنب احلاص ط ططل ابلس ط طؤال حىت إنه ليعدل‬ ‫أجر مئيت صالة مفروضة‪.‬‬ ‫‪ 2‬هذا حمل اإلشكال‪ ،‬وهو األكثر انتشار يف جمتمعنا‪ ،‬ويضطرب الناس يف إنكاره‪.‬‬ ‫‪ 3‬والشطرك األصطغر مسي بذلك نسطبة إىل الشطرك األكب‪ ،‬وهو مع ذلك أمر خطري؛ فهو أعظم من الزان والراب وعقوق الوالدين‪ ،‬ملنافاته كمال التوحيد‬ ‫الذي هو حق هللا على العبيد‪ ،‬وقد يكون ذريعة موصلة للوقوع يف الشرك األكب‪ ،‬فال يتهاون يف ذلك‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫جديدا‪ ،‬فأصبتت ‪ 13‬برج‪.‬كما أن مدة بقاء الشمه يف البج ليست ًثبتة‪.‬‬ ‫برجا يف‬ ‫فقد ت اكتشاف يف‬ ‫‪ 5‬ما ُيبون به من صطفات هي من الصطفات العامة املشط كة بني البشطر‪ ،‬من املعروف أن اإلنسطان يمل الصطفة وضطدها‪ ،‬كما أن هذه الصطفة تكون‬ ‫عندها متفاوتة فكلنا فوض ططويون لكن من يكون بنس ططبة ‪ %99‬ومنا من يكون بنس ططبة ‪ ،%1‬كما أن ذاكرة اإلنس ططان انتقائية فهي تس ططتدعي املواقف اليت‬ ‫تعزز هذه الصفة عند قراء صفات صاحب هذا البج‪.‬‬ ‫‪- 29 -‬‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬ومنهج التلقي والستدلل فيها‬ ‫احملاضرة الثانية‬ ‫علما من النُّجوم اقتبس ُشعبةً من السحر‬ ‫الباطلة املتعلقة ابلنجوم (التنجيم)‪(( :‬من اقتبس ً‬ ‫زاد ما زاد)) أخرجه أبو داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وصححه األلباين‪.‬وال يدخل فيها العلوم الصتيتة كعلم‬ ‫الفلك وعلم التسيري للداللة على االجتاهات واملناخ‪.‬‬ ‫‪- 30 -‬‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬ومنهج التلقي والستدلل فيها‬ ‫احملاضرة الثانية‬ ‫اثلثاً‪ :‬منهج تلقي العقيدة اإلسالمية والستدلل عليها‪.‬‬ ‫منهج تلقي العقيدة والستدلل عليها‬ ‫منهج السلف يف‬ ‫منهج تلقي العقيدة عند‬ ‫الستدلل على العقيدة‬ ‫السلف‬ ‫السنَّة (املتواترة‬ ‫حجية ُّ‬ ‫القتصار يف منهج التلقي‬ ‫واآلحاد) يف العقيدة‬ ‫على الوحي‬ ‫ترك التأويل املذموم‬ ‫التسليم ملا جاء به الوحي مع‬ ‫والسنَّة‬ ‫لنصوص الكتاب ُّ‬ ‫إعطاء العقل دوره احلقيقي‬ ‫عدم التفريق بني الكتاب‬ ‫والسنَّة يف الستدلل‬ ‫ُّ‬ ‫صحة فهم النصوص‬ ‫َّ‬ ‫‪- 31 -‬‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬ومنهج التلقي والستدلل فيها‬ ‫احملاضرة الثانية‬ ‫منهج تلقي العقيدة عند السلف يقوم على َّ‬ ‫عدة أُ ُسس منها‪:‬‬ ‫‪.1‬القتصار يف منهج التلقي على الوحي‪:‬‬ ‫كتااب‬ ‫وسبب القتصار على الوحي؛ أن العقيدة ص‬ ‫أمور غيبيةص؛ وال طريق ملعرفة الغيب إال الوحي يف‬ ‫وسنةيف‪.‬‬ ‫‪.2‬التسليم ملا جاء به الوحي مع إعطاء العقل دوره احلقيقي‪.‬‬ ‫لقد امتدح هللا املؤمنني يف كتابه إلُياّنم ابلغيب‪ ،‬إذ إن العقيدة تقوم على ذلك‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ﱡﱃ ﱄ ﱅ ﱆﱇ ﱈﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏﱠ [البقرة‪ ،]3-2 :‬ولطما كانت العقيدة‬ ‫ظاهرا‬ ‫تقوم على األم?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser