هياكل وتنظيم المؤسسة 2020/2021 PDF

Document Details

PoshCaricature

Uploaded by PoshCaricature

جامعة 20 أوت 1955 سكيكدة

2021

بوهزة محمد

Tags

Organizational structure Management Organizational Theory Business Administration

Summary

هذه محاضرات في مقباس هياكل وتنظيم المؤسسة لطلبة السنة الثالثة تخصص إدارة أعمال في جامعة 20 أوت 1955 سكيكدة لعام 2021/2020. تتناول المحاضرات مفهوم التنظيم، وأهميته ونشأته، بالإضافة إلى الهيكل التنظيمي وخصائصه.

Full Transcript

‫جامعة ‪20‬أوت ‪ 1955‬سكيكدة‬ ‫كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‬ ‫قسم علوم التسيير‬ ‫محاض ـ ـ ـرات في مقـ ـ ـ ـياس‬ ‫هياك ـ ـل وتنظي ـ ـم املؤسس ـ ـة‬ ‫لطلبة السنة الثالثة تسيير‪ ،‬تخصص إدارة أعمال‬ ‫األستاذ الدكتور‪ :‬ب ـ ــوه ـ ـ ــزة محم ـ ــ...

‫جامعة ‪20‬أوت ‪ 1955‬سكيكدة‬ ‫كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‬ ‫قسم علوم التسيير‬ ‫محاض ـ ـ ـرات في مقـ ـ ـ ـياس‬ ‫هياك ـ ـل وتنظي ـ ـم املؤسس ـ ـة‬ ‫لطلبة السنة الثالثة تسيير‪ ،‬تخصص إدارة أعمال‬ ‫األستاذ الدكتور‪ :‬ب ـ ــوه ـ ـ ــزة محم ـ ــد‬ ‫السنة الجامعية ‪2021/2020‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫الفصــل األول‬ ‫ماهي ـ ـ ـة التنـظي ـ ــم‬ ‫‪ -I‬مفهوم التنظيم‪ ،‬تعريفه وأهميته‬ ‫‪ -1-I‬مفهوم التنظيم ‪ :‬إن كلمة تنظيم والتي عرفت بالعديد من التعاريف من قبل بعض‬ ‫الباحثين‪ ،‬حيث عرفت بمعاني مختلفة تصب في نفس الغرض‪.‬ومن هذا املنطلق‪ ،‬يمكن أن نعرف‬ ‫التنظيم على أنه‪ :‬يكمن في "كيفية التصرف في املوارد املتخصصة لنشاط معين من موارد مادية‬ ‫ومالية وبشرية‪ ،‬للوصول إلى األهداف املنشودة بطريقة عقالنية‪ ".‬من هذا املنطلق‪ ،‬فإن كلمة‬ ‫تنظيم تحمل معنيين يكمالن بعضهما البعض؛ فاملعنى األول يشير إلى "عمل يرمي إلى تحقيق هدف‬ ‫معين"‪ ،‬وهذا مهما تكن شكل الوسائل املستعملة واألشكال املتخذة من طرف هذا العمل‪.‬وكمثال‬ ‫على ذلك نقوم بتنظيم العملية اإلنتاجية‪ ،‬تنظيم العمل‪ ،‬تنظيم األفراد وما إلى ذلك‪ ،‬بحيث يكون‬ ‫الحديث هنا عن فعل تنظيمي‪.‬‬ ‫أما املعنى الثاني‪ :‬هو نتائج االستعمال في كل كتب إدارة األعمال‪ ،‬وهو "مجموعة األفراد أو‬ ‫املمثلين والذين عادة ما تكون أعمالهم منسقة بطريقة مستقرة"‪ ،‬فكلمة تنظيم هنا بهذا املعنى تشير‬ ‫إلى كل كيان منظم تمثل في مؤسسة أو نقابة أو جمعية أو مستشفى عمومي أو فريق رياض ي والتي‬ ‫يمكن أن نطلق عليها اسم منظمة‪.‬‬ ‫‪ -2-I‬تعريف التنظيم ‪ :‬لقد وردت العديد من التعاريف في هذا الشأن‪ ،‬نقتصر في هذا املقام‬ ‫على ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ -‬حسب ‪ Louis A. Allen‬عرف التنظيم على أنه عملية تحديد وتجميع العمل الذي ينبغي أداؤه‪ ،‬مع‬ ‫تحديد تفويض املسؤولية والسلطة وإقامة العالقات‪ ،‬بغرض تمكين األشخاص من العمل بأكبر‬ ‫فعالية لتحقيق األهداف‪.‬‬ ‫‪ -‬عرفه ‪ Henri Fayol‬على أنه إمداد املنشأة بكل ما يساعدها على تأدية وظيفتها من املواد األولية‬ ‫ورأس املال واألفراد‪ ،‬وتلتزم وظيفة التنظيم من قبل املدير إلقامة العالقات بين األفراد بعضهم‬ ‫ببعض‪.‬‬ ‫كما يرى ‪ Raymond Alain Thiétard‬أن التنظيم هو الذي يمكننا من تحديد املهام املراد القيام‬ ‫بها‪ ،‬وإقامة عالقات السلطة والتعاون واالتصال‪ ،‬التي تمكن من توجيه األفراد فيما بينهم وإقامة‬ ‫وحدات التحكيم التي تمكن املسؤولين من الحصول على الخبرات املكملة‪.‬‬ ‫‪-3 -I‬أهمية التنظيم ‪ :‬تكمن هذه األهمية فيما جاء بها بعض الباحثين‪ ،‬نذكر من بينهم ‪:‬‬ ‫]‪[2‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫‪ : Diemer -‬من بين مصادر تحقيق الوافرات االقتصادية ال يوجد مصدر للوفرة أعظم من استخدام‬ ‫التنظيم الفعال‪ ،‬ألنه الوسيلة القادرة على استغالل الطاقة اإلنسانية‪.‬‬ ‫‪ : Brixo -‬إن أهم الدعائم التي تقوم عليها منظمات األعمال هي رأس املال والتنظيم‪ ،‬ولكن التنظيم‬ ‫هو الدعامة األكثر أهمية في كل األحوال‪.‬‬ ‫‪ : Carnigie -‬يقول خذ كل منشآتنا الصناعية وكل منشآتنا التجارية وكل طرق مواصالتنا وكل أموالنا‬ ‫واترك لنا التنظيم‪ ،‬وخالل سنوات أربع سوف نكون قادرين على استعادتها جميعا‪.‬كمثال على‬ ‫ذلك‪ ،‬ومن خالل الدراسة التي قام بها ‪ A. Chandler‬على مجموعة من املؤسسات السويدية‪ ،‬اكتشف‬ ‫أن سبب ظهور املشكالت التنظيمية يرجع إلى عدم القدرة على تحقيق التنظيم مع إدخال‬ ‫االستراتيجية‪.‬‬ ‫‪ -II‬نشأة التنظيم وتطوره ‪:‬‬ ‫يمكن القول إن العملية التنظيمية قد ظهرت منذ الحضارات القديمة والتي تجسدت في‬ ‫تطور تلك املجتمعات‪.‬وكأمثلة على ذلك الحضارة الصينية‪ ،‬حضارة الفراعنة‪ ،‬الحضارة‬ ‫اليونانية‪ ،‬حضارة بالد الرافدين‪ ،‬الحضارة اإلسالمية‪.‬‬ ‫غير أن التنظيم بمفهومه العلمي قد ظهر في اآلونة األخيرة بظهور املدارس التسييرية مع‬ ‫مطلع القرن العشرين (‪ ،)20‬إال أن هناك إسهامات عديدة قد تبعت هذا التاريخ إلى وقتنا الحالي‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬يمكن سرد مثال بسيط بما ساهمت به الحضارة اإلسالمية‪.‬لقد أرس ى‬ ‫اإلسالم قواعد اإلدارة وعملياتها وتضمن الفكر اإلسالمي صورا لتطبيق هذه املبادئ التي نذكر‬ ‫منها على سبيل املثال ال الحصر‪.‬‬ ‫‪ -‬مبدأ املساواة‪ :‬مبدأ املساواة والشورى والتالزم على السلطة واملسؤولية قال تعالى " يا أيها‬ ‫الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم فإن تنازعتم في ش يء فردوه إلى هللا‬ ‫والرسول إن كنتم تؤمنون باهلل واليوم اآلخر"‪.‬سورة النساء (‪.)59‬‬ ‫‪ -‬مبدأ اختيار القادة والوالة ورجال الدولة‪ :‬حديث الرسول صلى هللا عليه وسلم" إذا ولي األمر‬ ‫إلى غير أهله فانتظروا الساعة"‪.‬‬ ‫‪ -‬مبدأ الرقابة على الوالة وعمال الدولة ومحاسبتهم‪ :‬حديث عمر بن الخطاب " أطيعوني ما‬ ‫أطعت هللا فيكم فإن وجدتم فيا اعوجاج فقوموني"‪.‬‬ ‫‪ -III‬مداخل دراسة املنظمات ‪:‬‬ ‫]‪[3‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫من خالل الدراسات التي قام بها العديد من الباحثين‪ ،‬فقد اتفق هؤالء على أن هناك ستة‬ ‫مداخل اهتمت بدراسة تطور الفكر التنظيمي للمنظمات‪ ،‬وهي مداخل متتابعة زمنيا في ضوء‬ ‫املنظور النظمي واملنظور الغائ‪ ،‬والتي يمكن سردها على النحو التالي‪:‬‬ ‫املدخل األول‪ :‬يؤكد على أن املنظمة تسيطر عليها فلسفة النظام املغلق‪ ،‬والذي ال يتفاعل مع البيئة‬ ‫الخارجية إال قليال‪ ،‬واملنظمة هي أداة إلنجاز أهداف محددة‪ ،‬لذلك انحصر تفكير الباحثين في‬ ‫كيفية صياغة املكونات الداخلية للمنظمة ومتابعة وظائفها األساسية‪.‬‬ ‫املدخل الثاني‪ :‬يمكن القول إن هذا األخير شبيه باملدخل األول‪ ،‬مع اهتمامه بالبعد اإلنساني في‬ ‫موقع العمل وتأكيده على أهمية العالقات اإلنسانية غير الرسمية بين العاملين‪ ،‬وأن املنظمة‬ ‫الفعالة هي التي تحقق أهدافها من خالل إتقان تصميم الوظائف وتحديد عالقاتها الرسمية‪،‬‬ ‫وكذلك االهتمام بموضوع الحوافز واملكانة والصدقات التي يتوجب استحداثها بين العاملين‪.‬‬ ‫املدخل الثالث‪ :‬يمكن القول إن العقالنية قد أدخلت بالنسبة لهذا املدخل نظرا لتطور املنظمة‪،‬‬ ‫غير أن هذه العقالنية تعتبر مقيدة أو محدودة‪.‬فخالل الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن‬ ‫املاض ي‪ ،‬تعامل الباحثون مع املنظمة على أنها وسيلة لتحقيق التنظيمية‪.‬لذلك ركزوا على الحجم‪،‬‬ ‫التقنية وعدم التأكيد البيئي كمتغيرات موقفيه أساسية تحدد الشكل النهائي ملا يجب أن يكون‬ ‫عليه بناء املنظمة‪.‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يصر الباحثون على ضرورة إيجاد املوائمة الجيدة بين الهيكل‬ ‫وهذه املتغيرات حتى يمكن تحقيق األهداف بشكل أفضل‪ ،‬وأن عدم اختيار الهيكل املناسب سيؤثر‬ ‫على املنظمة مستقبال‪.‬‬ ‫املدخل الرابع‪ :‬بالنسبة لهذا املدخل‪ ،‬فقد اعتمد على الجانب االجتماعي في إطار فلسفة النظام‬ ‫املفتوح‪ ،‬وبالتالي فإن هيكل املنظمة ال يتشكل حسب عقالنية املدير‪ ،‬ولكن نتيجة لجهود كبيرة بين‬ ‫االئتالفات العاملة في املنظمة من أجل السيطرة على موارد املنظمة وأهدافها‪.‬‬ ‫املدخل الخامس‪ :‬ظهر هذا املدخل خالل العقدين الخيرين من القرن املاضين وهو املدخل الثقافي‬ ‫في دراسة املنظمة‪ ،‬كون الثقافة الوطنية والتنظيمية تؤثر في رسم التوزيعات النهائية‪.‬فالثقافة‪،‬‬ ‫ومن خالل القيم واالتجاهات واألعراف والتقاليد‪ ،‬تفضل أو ترفض بعض العمليات اإلدارية‬ ‫والسلوكية‪ ،‬مما يعمل على ظهور هياكل تنظيمية تصلح للتطبيق في ثقافات معينة دون أخرى‪.‬‬ ‫املدخل السادس‪ :‬هنا يمكن القول إنه‪ ،‬ومع تطور تقنية املعلومات‪ ،‬النظم والعالقات الدولية‪ ،‬ومن‬ ‫أجل بقائها واستمرارها في بيئة تتميز باملنافسة الشديدة‪ ،‬أخذت املنظمات تهتم بالفرد كمصدر‬ ‫للفكر واإلبداع‪ ،‬ومنه ظهر املدخل املعرفي‪ ،‬والذي يتميز بتركيزه على مورد أساس ي وهو املعرفة وليس‬ ‫رأس املال أو املواد الولية أو املعلومات‪.‬وأهم أدوات هذه املعرفة هي اإلنتاجية‪ ،‬اإلبداع واالبتكار‪.‬‬ ‫]‪[4‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫الفصـ ـل الثـ ـاني‬ ‫الهيكـ ـل التنظـيـم ـي‬ ‫‪-I‬تعريف الهيكل التنظيمي ‪:‬‬ ‫يمكن معرفة هذا املفهوم من خالل التعاريف التالية‪:‬‬ ‫‪ -‬عرف ‪ Jane Auber Krier‬أن هيكلة املؤسسة تمثل وصف العالقات بين مختلف الوحدات‬ ‫التنظيمية فيما بينها‪ ،‬عن طريق العالقات التسلسلية املوجودة بين الرؤساء ومختلف املستويات‬ ‫اإلدارية‪.‬‬ ‫‪ -‬ويعرف أيضا ‪ A. Chandler‬هيكل املؤسسة بأنه متعدد األبعاد وله مظهرين؛ أوال فهو يحتوي على‬ ‫القنوات التسلسلية واالتصاالت فيما بين املستويات املختلفة واإلطارات اإلدارية‪ ،‬والثاني فهو‬ ‫الحامل للمعلومات املتدفقة عن طريق هذه القنوات‪.‬‬ ‫‪ -‬أما ‪ M. Cremer et B. Moteil‬يعرفانه بأنه عبارة عن شيكه أو مجموعة من القنوات التي تستخدم‬ ‫إليصال املعلومات‪ ،‬ويضيف الباحثان بأن ذلك ما يدفع إلى التفريق بين نوعين من الهيكلة اإلدارية‬ ‫الرسمية والعفوية (غير رسمية)‪.‬‬ ‫‪-II‬خصائص الهيكل التنظيمي ‪:‬‬ ‫تتمثل خصائصه فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ -‬تحديد األنشطة الرئيسية والفرعية والثانوية‪ ،‬وتحديد مستوياتها في الهيكل؛‬ ‫‪ -‬مراعات طبيعة األعمال للحفاظ على التخصص وتقسيم العمل في اإلدارات‪ ،‬وتوزيع املوارد‬ ‫البشرية وفقا ملبدأ الكفاءة والفعالية لزيادة األداء واملهارات؛‬ ‫‪ -‬الحفاظ على خطوط وشبكة اتصال فعالة ومالئمة تراعي طبيعة التنظيم؛‬ ‫‪ -‬مراعات نطاق اإلشراف املالئم‪ ،‬أي قدرات الرئيس واملرؤوسين وطبيعة العمل على البناء‬ ‫التنظيمي‪،‬‬ ‫‪ -‬تمتع الهيكل التنظيمي بدرجة من املرونة ملواكبة التغيرات واملستجدات البيئية املحيطة؛‬ ‫‪ -‬توافر مبدأ التفويض؛‬ ‫‪ -‬مراعاة التكلفة في حالة بناء هيكل تنظيمي جديد‪.‬‬ ‫‪ -III‬أهمية الهيكل التنظيمي ‪:‬‬ ‫]‪[5‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫تتمثل أهميته فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ -‬ترتيب العالقات داخل املنظمة‪،‬‬ ‫‪ -‬التنسيق بين األفراد لتجنب االختالفات الشخصية والوظيفية‪،‬‬ ‫‪ -‬وصف الوظائف وتحديدها‪،‬‬ ‫‪ -‬توضيح املستويات اإلدارية واختصاصات ومسؤوليات كل مستوى‪،‬‬ ‫‪ -‬إبراز مبدأ التخصص وتقسيم العمل‪،‬‬ ‫‪ -‬توضيح خطوط السلطة واالتصال والعالقات الرسمية ونطاق اإلشراف‪.‬‬ ‫‪ - IV‬مراحل بناء الهيكل التنظيمي ‪:‬‬ ‫هناك العديد من الخطوات أو املراحل التي نمر بها من أجل بناء الهيكل التنظيمي‪ ،‬تتمثل في‬ ‫الخطوات اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -‬الخطوة األولى (‪ :)1‬تحديد أهداف املؤسسة وعدد الوظائف التي يتطلبها تحقيق هذه األهداف‪.‬‬ ‫‪ -‬الخطوة الثانية (‪ :)2‬يتم إعداد قوائم تفصيلية بالنشاطات التي يتطلبها تحقيق أهداف املؤسسة‪.‬‬ ‫‪ -‬الخطوة الثالثة (‪ :)3‬تركز هذه الخطوة على تجميع األنشطة املتشابهة معا ووضعها في وحدة إدارية‬ ‫واحدة‪.‬على أساس ذلك‪ ،‬هناك أسس متعددة لتجميع األنشطة (تكوين اإلدارات أو املصالح) ومن‬ ‫بين هذه األسس‪ :‬التقسيم أو التجميع حسب الوظائف‪ ،‬حسب املنتج‪ ،‬حسب العمالء‪ ،‬حسب‬ ‫املناطق الجغرافية‪ ،‬حسب املرحلة اإلنتاجية‪.‬‬ ‫‪ -‬الخطوة الرابعة (‪ :)4‬تحديد العالقات التنظيمية أي تحديد العالقات املناسبة بين العاملين في‬ ‫مختلف املستويات اإلدارية عموديا وأفقيا‪.‬‬ ‫‪ -‬الخطوة الخامسة (‪ :)5‬تحديد العالقات بين الوحدات اإلدارية بعد إنشاء مختلف اإلدارات‬ ‫واملصالح‪ ،‬وبالتالي البد من إيجاد التنسيق بينها من خالل إيجاد شبكة اتصاالت رسمية بينهم تسمح‬ ‫بتبادل البيانات واملعلومات بكل سهولة‪.‬‬ ‫‪ -‬الخطة السادسة (‪ :)6‬اختيار وتنمية العناصر البشرية من أجل تنفيذ مهام الوحدات اإلدارية‪،‬‬ ‫وعليه ال بد أن يكون االختيار قائم على مبدأ الكفاءة والفعالية (الرجل املناسب في املكان املناسب)‪.‬‬ ‫‪ -‬الخطوة السابعة (‪ :)7‬رسم الهيكل التنظيمي على شكل مخطط يطلق عليه الخريطة التنظيمية‪،‬‬ ‫فهذه األخيرة توضح حجم الهيكل التنظيمي (التنظيم) والتبعية ونطاق اإلشراف لكل شخص وعدد‬ ‫املستويات اإلدارية‪ ،‬وتعطي فكرة عن املناصب املختلفة‪.‬وقد تبين الخريطة أيضا خطوط انسياب‬ ‫السلطة من األعلى إلى األسفل‪ ،‬وقد تكون من اليمين إلى اليسار‪ ،‬كما قد تكون أيضا دائرية‪.‬‬ ‫]‪[6‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫‪ -‬الخطوة الثامنة (‪ :)8‬إعداد الدليل التنظيمي‪ ،‬وفي هذه املرحلة يتم إعداد ما يسمى بالدليل‬ ‫التنظيمي وهو عبارة عن ملخص في شكل كتيب أو مطوية يتضمن اسم املنظمة‪ ،‬عنوانها‪ ،‬أهدافها‪،‬‬ ‫سياستها‪ ،‬وهيكلها التنظيمي بالتقسيمات الرئيسية والفرعية وما إلى ذلك‪ :‬مثل املطويات التي توزع‬ ‫على الطلبة بالنسبة للجامعة أو الكلية حول مختلف التخصصات وكيفية االلتحاق بها‪.‬‬ ‫‪ -‬الخطوة التاسعة (‪ :)9‬تتمثل في ضرورة مراقبة عملية التنظيم بشكل دائم ومستمر‪ ،‬وإدخال‬ ‫التعديالت املناسبة عليه عند الحاجة لذلك حتى يلبي أي متغير مطلوب‪.‬‬ ‫‪ – V‬نظـريات التنظـم ‪:‬‬ ‫مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‪ ،‬ظهرت العديد من األفكار والنظريات‬ ‫من قبل بعض املفكرين واملدارس ومكاتب الدراسات‪ ،‬والتي ساهمت في تطور الفكر التنظيمي منذ‬ ‫ذلك الوقت إلى يومنا هذا‪.‬هذه النظريات ساهمت في تنظيم املنظمات‪ ،‬ومن بينها الهيكل التنظيمي‪،‬‬ ‫ونظرا ملا ورد في هذا الشأن من قبل هؤالء الفكرين‪ ،‬ال يسعنا في هذا املقام التطرق إلى كل ذلك‪.‬‬ ‫وعليه سوف تقتصر دراستنا على كل من املدرسة الكالسيكية‪ ،‬مدرسة العالقات اإلنسانية‪،‬‬ ‫وبعض املدارس الحديثة‪.‬‬ ‫‪ -1- V‬املدرسة الكالسيكية ‪ :‬أسهمت هذه األخيرة في مجال اإلدارة من خالل بعض مكاتب‬ ‫الدراسات وجامعة هارفرد‪ ،‬تايلور وجماعته‪ ،‬فايول‪ ،‬ماكس فيبر وغيرهم‪.‬وفيما يمكن التطرق‬ ‫إلسهامات هؤالء املفكرين على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪-1-1- V‬إسهامات فريدريك ونسلو تايلور‪ :Frederick Winslow Taylor‬يعتبر هذا‬ ‫األخير رائدا للمدرسة العلمية أو التقليدية ومؤسسها‪ ،‬عل أساس أنه استعمل الطريقة العلمية‬ ‫وجمع مالحظات ومعلومات شاملة وقام بتحليلها‪ ،‬ليخرج في نهاية املطاف بنتيجة مفادها أن العامل‬ ‫بإمكانه أن يحصل على أجره مقابل جهده املبذول‪ ،‬وبإمكانه أن يحصل على أكثر من ذلك إذا زاد‬ ‫عما قام به من مجهود إضافي‪.‬فهو قام بتحفيز العامل من الجانب املادي فقط‪ ،‬ومن هذا املنطلق‬ ‫فإن تايلور قد خرج ببعض املبادئ في هذا السياق واملتمثلة في‪:‬‬ ‫‪ -‬أن يتم تحديد دقيق للطريقة التي سوف يتم تنظيم املهام واألعمال بواسطتها‪ ،‬حيث اعتمدت‬ ‫هذه املدرسة على البحث عن أفضل طريقة للقيام بعمل ما عن طريق تحليل العمل ودراسة الوقت‬ ‫الالزم ألدائه‪.‬‬ ‫‪ -‬اختيار أفضل فرد ألداء العمل املطلوب وتدريبه على الطريقة املختارة‪ ،‬بحيث يستطيع استخدام‬ ‫الطريقة املثلى على نحو سهل والعمل على تطوير العامل وتنمية مهاراته‪.‬‬ ‫]‪[7‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫‪ -‬وضع نظام تحفيزي مالي يتغير تبعا لتغير العمل املحقق‪ ،‬أي يتبنى نظام يؤدي إلى أجور أعلى حين‬ ‫الحصول على اإلنتاجية األعلى‪.‬‬ ‫‪ -‬الفصل بين وظائف التخطيط والتنفيذ وبين الرئيس ومرؤوسيه‪ ،‬حيث تترك هذه املدرسة وظيفة‬ ‫التخطيط للمديرين ووظيفة التنفيذ للمرؤوسين‪ ،‬كما تعتبر هذه املدرسة العامل مرافق لآللة‬ ‫يمكن تحليل حركاته وسلوكه وتعبه ووقت استرجاعه للطاقة بالشكل العلمي‪.‬‬ ‫‪-2-1-V‬إسهامات هنري فايول ‪ :Henri Fayol‬هذا األخير‪ ،‬ركز جهوده على اإلدارة‬ ‫التقليدية وركز اهتمامه على املشروع بصفة عامة أو على كامل املؤسسة وليس جزء من أجزائها‪.‬‬ ‫فهو يرى أن هناك مجموعة من املعارف يمكن تعريفها وتحديد ها وتعلمها وهي ما أطلق عليها اإلدارة‪،‬‬ ‫وكان فايول هو أول من رأى أن اإلدارة تتركز على عدة وظائف وقد أكد على العقالنية واالنسجام‬ ‫املنطقي‪ ،‬كما ساهم هذا األخير بمجموعة من املبادئ املعروفة باملبادئ ‪ 14‬لفيول‪:‬‬ ‫‪ -‬وحدة األمر‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬السلم اإلداري‪،‬‬ ‫‪ -‬التخصص في العمل‪- ،‬‬ ‫‪ -‬العدل بين العمال‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬االنضباط‪،‬‬ ‫‪ -‬السلطة واملسؤولية‪- ،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬الحفاظ على الوحدة والتجانس في املؤسسة‬ ‫‪ -‬تقديم املصلحة العامة على الخاصة‪- ،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬املبادرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬االستمرارية‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬األجر بقدر العمل‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬وحدة القيادة‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬املركزية‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬وحدة اإلدارة‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-3-1-V‬إسهامات ماكس فيبر‪ : Max Weber‬ركزت على معيار الكفاءة اإلنتاجية دون‬ ‫األخذ بعين االعتبار العوامل اإلنسانية‪ ،‬وتسمى أيضا باملدرسة البيروقراطية ويترأسها ‪،Max Weber‬‬ ‫حيث يعتبر هذا األخير رائد النظرية البيروقراطية‪ ،‬إذ وصف الجهاز اإلداري وكيف يؤثر على أداء‬ ‫السلوك التنظيمي‪.‬يقصد بالبيروقراطية ويصف النموذج املثالي للتنظيم‪ ،‬حيث يقول أن نموذجه‬ ‫هو أعلى شكل من األشكال اإلدارية‪ ،‬من حيث الدقة واالستخدام واالنضباط وإمكانية االعتماد‬ ‫عليه‪ ،‬ويتصف بالكفاءة ويمكن تطبيقه في كافة املجاالت‪.‬‬ ‫وقد ساهم ماكس فيبر في مبادئ تمثلت في نموذجه‪:‬‬ ‫‪ -‬تتوزع أعمال التنظيم بين مختلف األوضاع باعتبارها واجبات رسمية؛‬ ‫‪ -‬يتميز األعضاء‪ ،‬بما للوظائف من تنظيم‪ ،‬في بناء سلطة متدرجة‪ ،‬ويتخذ هذا البناء شكل هرمي‬ ‫يجعل كل موظف مسؤول عن مساعديه وعما يتخذه من قرار؛‬ ‫‪ -‬وجود نظام رسمي للقواعد يحكم األفعال والقرارات‪ ،‬ويحقق االستمرار في العمل والتنسيق بين‬ ‫أنشطة األعضاء دون اعتبار لتغييرهم أو استبدالهم؛‬ ‫‪ -‬اتجاه غير شخص ي يحكم عالقات العاملين بعضهم ببعض أو مع العمالء في نطاق العمل؛‬ ‫]‪[8‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫‪ -‬يعتمد التعيين على املهارات الفنية والتعليم الرسمي أكثر من اعتماده على االرتباطات السياسية‬ ‫واألسرية؛‬ ‫‪ -‬فصل اإلدارة عن امللكية؛‬ ‫‪ -‬ليس هناك حق ألي شخص في التنظيم المتالك املنصب الرسمي‪ ،‬كما أن تولي الوظائف ال يقوم‬ ‫على نظام وراثي أو انتخابي؛‬ ‫‪ -‬جميع اإلجراءات اإلدارية والقواعد والقرارات توضح وتثبت كتابة من مجموع املستندات املكتوبة‪.‬‬ ‫‪-4-1-V‬نقد املدرسة الكالسيكية ‪ :‬من بين االنتقادات التي وجهت للمدرسة رغم‬ ‫اإلسهامات التي جاءت بها‪ ،‬فهي ال تخلوا من بعض الثغرات ونقاط الضعف‪.‬حيث تناولت هذه‬ ‫األخيرة مشكلة التنظيم من منظور واسع أفقدها في كثير من األحيان الدقة التي تتصف بها‪ ،‬كما‬ ‫اعتبرت دراسة ضيقة النطاق‪ ،‬رغم مساهمة رواد هذه املدرسة‪ ،‬زيادة على ذلك قد استخدمت في‬ ‫بعض األحيان مفاهيم دقيقة‪.‬كما اعتبرت هذه املدرسة الفرد على أنه وسيلة من وسائل اإلنتاج‬ ‫دون األخذ بعين االعتبار الجوانب اإلنسانية والسلوكية‪.‬‬ ‫‪ -2-V‬مدرسة العالقات اإلنسانية ‪ :‬تتمثل هذه املدرسة في نظرية العالقات اإلنسانية والتي‬ ‫جاءت كرد فعل لحركة اإلدارة العلمية وإهمالها للدور اإلنساني للعامل في تحليل التنظيمات‪.‬وقد‬ ‫ركزت هذه املدرسة واهتمت بموضوعات علم النفس الصناعي إلدخال التصورات والتعديالت‬ ‫عليها‪.‬ولتقييم الثورة اآللية عموما‪.‬‬ ‫لقد تطورت حركة العالقات اإلنسانية من خالل اإلطار امليداني‪ ،‬ومن خالل اإلطار العلمي‬ ‫أيضا واستخدامها لألساليب املنهجية؛ كما ساعدها في ذلك موضوع القضايا التي أهملت من طرف‬ ‫النظريات السابقة‪.‬وفي هذا السياق‪ ،‬يعتبر التون مايو ‪ Elton Mayo‬من بين رواد هذه املدرسة‬ ‫بجانب كل من إسهامات أبراهام ماسلو ‪ Abraham Maslow‬ودوقالس ماك قريقور ‪Douglas Mac‬‬ ‫‪.Gregor‬‬ ‫فمن خالل الدراسات امليدانية التي قام بها التون مايو وجماعته‪ ،‬وهي دراسة أقيمت على‬ ‫شركة هوثورن ‪ Hawthorne‬بنواحي شيكاغو على شركة واستون إلكتريك ‪ Weston Electric‬خالل‬ ‫الفترة ‪ 1932-1924‬من القرن املاض ي‪ ،‬حيث توصلت إلى عدة نتائج من بينها ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -‬أن كمية العمل التي يقوم بها العامل ال يمكن تحديدها فقط من خالل قدرته الفيزيائية‪ ،‬بل أيضا‬ ‫من األوضاع االجتماعية الهامة التي تحيط بمجال العمل؛‬ ‫‪ -‬أن الكفاءات الغير اقتصادية تلعب دورا هاما في تحديد الدافعية وتعطي مزيدا من اإلشباع‬ ‫النفس ي للعمل أيضا؛‬ ‫]‪[9‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫‪ -‬أن التخصص العالي ال يتحقق فقط من خالل الكفاءة املوجودة في تقسيم العمل‪.‬‬ ‫‪ -‬يتحدد هذا التخصص‪ ،‬من خالل وجهة نظر العمال على أنهم أعضاء في جماعة تنظيمية وليسوا‬ ‫مجرد أفراد فقط‪.‬‬ ‫‪-3-V‬املدارس الحديثة ‪ :‬بالنسبة للمدارس الحديثة‪ ،‬فهي عديدة ومتعددة‪ ،‬وفي بعض‬ ‫األحيان جاءت بتسميات مختلفة‪ ،‬فمنه من يصنفها إلى ستة أو سبعة مدارس وحتى تسع مدارس‪.‬‬ ‫وقد أشرنا للبعض منها في كل من املدرسة الكالسيكية ومدرسة العالقات اإلنسانية‪.‬وعليه يمكن‬ ‫التطرق إلى هذه املدارس بشكل مختصر على النحو التالي‪.‬‬ ‫‪-1-3-V‬النظرية السلوكية‪ :‬هذه املدرسة هي امتداد وتطور ملدرسة العالقات‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬فخالل الثالثينات من القرن املاض ي زاد االهتمام بفكرة أن األفراد على أنهم أهم عنصر‬ ‫في اإلدارة‪ ،‬وأن املفهوم العام في دراسة اإلدارية يجب أن يكون العنصر البشري‪ ،‬فالعامل البشري‬ ‫أكثر أهمية للكفاءة اإلنتاجية من العامل املادي‪.‬‬ ‫وخالصة لذلك بالنسبة لهذه املدرسة‪ ،‬فكلما أمكن للمؤسسة أن تتعرف على محددات‬ ‫سلوك أفرادها (رغباتهم‪ ،‬طموحاتهم‪ ،‬اتجاهاتهم‪ )...‬أمكنها أن تتحكم في وسلوكاتهم وتضمن نظام‬ ‫وتحفيز يضمن لهؤالء تحقيق رغباتهم ويضمن لها تحقيق أهدافها‪.‬‬ ‫‪-2-3-V‬نظرية النظم ‪ :‬من اإلسهامات الرئيسية لإلدارة‪ ،‬والتي حدثت في السنوات‬ ‫األخيرة هي‪ ،‬إدخال مدخل النظم في مفاهيم اإلدارة ونظرياتها وممارستها‪.‬فاملؤسسة ماهي إال نظام‬ ‫والذي هو عبارة عن مجموعة أجزاء تتفاعل فيما بينها لتحقيق هدف معين‪ ،‬والنظام يتكون من‬ ‫نظم فرعية والتي هي عبارة عن مستويات إدارية مختلفة تتكامل وتتفاعل فيما بينها‪ ،‬فاإلدارة‬ ‫بالنسبة لهذه النظرية‪ ،‬هي نظام يتكون من أجزاء هي املوارد (املدخالت) والعمليات (التحويالت)‬ ‫تكمن في التخطيط‪ ،‬التنسيق‪ ،‬الرقابة‪ ،‬واملخرجات‪.‬ومن إسهاماتها أظهرت تفاعل مفتوح بعالقة‬ ‫مستمرة مع املحيط‪.‬‬ ‫‪-3-3-V‬النظرية املوقفية ‪ :‬في اآلونة األخيرة حدث تغير جديد في أساليب الدراسة‬ ‫اإلدارية أدى إلى التحول من التركيز على االتجاهات النظرية إلى التركيز على الجوانب العلمية‪.‬في‬ ‫هذا السياق‪ ،‬أجريت دراسة استطاعت تحويل االنتباه إلى أثر الظروف التكنولوجية السائدة‬ ‫واملبادئ والقواعد اإلدارية في املنشآت الصناعية الناجحة‪.‬ما توصلت إليه هذه الدراسة أن نجاح‬ ‫املنشأة ال يرتبط بتطبيق املبادئ أو قواعد صارمة‪ ،‬وإنما يتأثر التطبيق بالطبيعة التكنولوجية‬ ‫السائدة‪.‬وعليه يمكن أن نقول إن جوهر املدرسة املوقفية أو الشرطية يكمن في املقولة التالية‪:‬‬ ‫" إن التصرف أو السلوك الذي يجب تبنيه في حالة ما وزمن ما ومن أجل تحقيق هدف ما‪ ،‬هو تابع‬ ‫]‪[10‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫لكثير من املتغيرات املتداخلة التي يستوجب أخذها في االعتبار حين اختيار هذا التصرف أو ذلك‬ ‫السلوك"‪.‬‬ ‫‪-4-3-V‬املدرسة الكمية (الرياضية) ‪ :‬لقد سمح تطور املؤسسات واألعمال إلى دخول‬ ‫مجموعة من الوسائل التقنية والكمية‪ ،‬من طرف رواد هذه املدرسة‪ ،‬بهدف التحكم أكثر في التسيير‬ ‫واإلدارة ومراقبة نشاط املؤسسة‪.‬وبذلك أدخلت عدة تقنيات كمية في التسيير مثل؛ البرمجة‬ ‫الخطية‪ ،‬بحوث العمليات وبعض الطرق اإلحصائية وما إلى ذلك‪ ،‬والتي أصبحت بعد ذلك سند‬ ‫مهم في اإلدارة‪ ،‬ولهذه األخيرة خاصيتان أساسيتان هما‪:‬‬ ‫‪ -‬تعظيم الزيادة في األرباح للمخرجات والنتائج وتخفيض التكاليف للموارد إلى أدنى حد وكذلك‬ ‫الوسائل املستخدمة في اإلنتاج؛‬ ‫‪ -‬استخدام النماذج الرياضية‪.‬‬ ‫‪-5-3-V‬املدرسة االجتماعية ‪ :‬لقد جاءت أفكار أصحاب هذه املدرسة التي اهتمت‬ ‫بالجانب االجتماعي للعمال كرد فعل ألفكار املدرسة الرياضية التي أهملت الجانب اإلنساني‪.‬وقد‬ ‫أخذت هذه املدرسة بعين االعتبار الجماعات غير الرسمية في املؤسسة وردت االعتبار إلى الجانب‬ ‫اإلنساني فيها‪ ،‬واستفادت في ذلك من رفع اإلنتاجية بتحسيس العمال بمسؤولياتهم‪.‬‬ ‫‪-6-3-V‬املدرسة التجريبية‪ :‬إن هذه املدرسة تهتم بدراسة تجارب املديرين الناجحين‬ ‫أو األخطاء التي تحدث في اإلدارة فهي تحلل اإلدارة عن طريق التجارب أحبانا لغرض الوصول إلى‬ ‫عموميات يمكن للدارسين إلى حد ما التعرف واإلملام بكيفية تطبيق أفضل األساليب الفنية في‬ ‫املواقف املتشابهة واملتقاربة وال شك أنه ال يمكن ألحد إنكار أهمية دراسة الخبرة وتحليل األساليب‬ ‫التي أدت إلى النجاح أو الفشل‪.‬‬ ‫‪-7-3-V‬نظرية االندماج ‪ :‬تعتبر هذه النظرية من النظريات التحليلية والتي تعبر عن‬ ‫املجهود الذي قام به كل من ‪ W. Bakke‬و‪ Kris Argyris‬لوضع نظرية املنظمة والفرد‪ ،‬فكل منهما وضع‬ ‫نظرية خاصة به مستمدة من الدراسات ملدة ‪ 20‬سنة‪.‬فاألفكار األساسية التي تقوم عليها النظرية‬ ‫هي أن املشكلة األساسية في حياة كل املنظمات تكمن في‪ :‬كيف يمكن أن تكون مجموعة من األفراد‬ ‫املختلفين في القرارات لهم االستعداد في نشاط تعاوني يساهم في نجاح املنظمة وتحقيق رضا‬ ‫وحاجات األفراد املختلفين‪.‬على هذا األساس اتجهت نظرية االندماج إلى الناحية النفسية‬ ‫واالجتماعية للعامل وركزت اهتمامها على أساليب تتالءم مع كل أفراد املنظمة بما يتفق وحاجات‬ ‫األفراد‪ ،‬كما ركزت النظرية على الشرح لعنصري املنظمة والفرد‪ ،‬والتي تهدف من خاللها الوصول‬ ‫إلى مزجها بحيث تحقق أهداف املنظمة وتشبع حاجات العاملين‪.‬‬ ‫]‪[11‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫تصنيفــات الهيــاكل التنظيـميــة‬ ‫رغم كون الهيكل التنظيمي يتبع حجم املؤسسة‪ ،‬فالهياكل التنظيمية‪ ،‬حتى ولو كانت بنفس‬ ‫التسمية‪ ،‬تختلف من مؤسسة ألخرى‪.‬كما أن تطور الهيكل التنظيمي كان مع بداية ما يسمى‬ ‫باملدرسة التقليدية أو املدرسة العلمية‪ ،‬حيث كانت تعتمد على السلطة املركزية وبالتالي تكون‬ ‫األوامر في اتجاه واحد من األعلى إلى األسفل‪.‬إال أنه ومع ظهور املدارس األخرى‪ ،‬غيرت رؤيتها في‬ ‫الهيكل التنظيمي بحيث أرادت أن تحد من تلك السلطة على أن تصبح سلطة ديموقراطية‪.‬‬ ‫يمكن أن نميز بين نوعين من الهياكل‪:‬‬ ‫التنظيم الرسمي (الهيكل الظاهري)‪ :‬يقوم على أسس علمية‪.‬‬ ‫التنظيم الغير رسمي (غير ظاهري)‪ :‬ينشأ بطريقة عفوية من خالل عالقات األفراد فيما بينهم‪.‬‬ ‫‪-I‬أنواع الهياكل التنظيمية حسب تدرج السلطة ‪:‬‬ ‫تحث هذه التسمية يمكن أن نجد ثالثة أنواع من الهياكل التنظيمية وهي‪:‬‬ ‫‪ -1-I‬الهيكل التنفيذي (الهيكل العمودي أو الرأس ي أو السلطوي) ‪:‬‬ ‫يعتبر هذا النوع من الهيكل التنظيمي من أقدم الهياكل حيث بني على السلطة املركزية‬ ‫املوجودة في أعلى قمة املنظمة وهنا نجد رئيس واحد يقوم باتخاذ القرارات وإصدار األوامر إلى‬ ‫املرؤوسين املباشرين تم تتدرج السلطة بطريقة منظمة من مسؤول آلخر وقد استخدم هذا النوع‬ ‫من قبل التنظيم الكالسيكي عند رواد املدرسة العليمة‪.‬‬ ‫المدير‬ ‫نائب ‪2‬‬ ‫نائب ‪1‬‬ ‫مساعد (‪)2‬‬ ‫مساعد (‪)1‬‬ ‫مساعد (‪)2‬‬ ‫مساعد (‪)1‬‬ ‫شكل‪ :‬الهيكل التنفيذي‬ ‫‪-2-I‬الهيكل الوظيفي‪ :‬يقوم هذا النوع من الهيكلة على مبدأ التخصص بحيث يقسم نشاط‬ ‫املنظمة إلى أنشطة رئيسية وفرعية تسند مهمة أداء كل نشاط إلى وحدة إدارية متخصصة يرأسها‬ ‫]‪[12‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫مدير متخصص في مجال نشاطها (أو رئيس مصلحة) وله الحق في ممارسة السلطة وإصدار األوامر‬ ‫لكل من يعمل ضمن نطاق إشرافه وتخصصه ويمكن توضيحه وفق الهيكل املوالي‪.‬‬ ‫المديرالعام‬ ‫مدير األفراد‬ ‫مدير المالية‬ ‫مدير اإلنتاج‬ ‫مدير التسويق‬ ‫قسم اإلنتاج (‪)1‬‬ ‫قسم اإلنتاج (‪)2‬‬ ‫شكل‪ :‬الهيكل الوظيفي‬ ‫‪-3-I‬الهيكل التنفيذي االستشاري‪ :‬يعتمد هذا النزع من الهياكل على قيام الهيكل‬ ‫التنفيذي باالستعانة ببعض املستشارين كاملستشار القانوني‪ ،‬الفني‪ ،‬املالي وما إلى ذلك‪...‬أو وحدات‬ ‫إدارية كوحدة البحوث والدراسات والهدف من ذلك هو تقديم النصح واملشورة‪ ،‬مما يساعد على‬ ‫أداء أحسن وهذا النوع من التنظيم يعتبر األكثر شيوعا في املنظمات أو املؤسسات ويمكن توضيح‬ ‫ذلك من خالل الشكل التالي‪:‬‬ ‫المدير العام‬ ‫مدير األفراد‬ ‫مدير اإلنتاج‬ ‫مدير المالية‬ ‫خط إنتاج (‪)1‬‬ ‫خط إنتاج (‪)2‬‬ ‫خط إنتاج (‪)3‬‬ ‫شكل‪ :‬الهيكل التنفيذي االستشاري‬ ‫‪-II‬أنواع الهياكل التنظيمية حسب نطاق اإلشراف ‪:‬‬ ‫يمكن أن نميز هنا بين نوعين من أساسين من الهياكل التنظيمية حسب هذا النوع وهما‪:‬‬ ‫الهيكل التنظيمي الطويل والهيكل التنظيمي املسطح على النحو التالي‪.‬‬ ‫]‪[13‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫‪-1-II‬الهيكل الطويل ‪ :‬نالحظ العديد من تشعبات والفروع لهذا سمي بهذا االسم وعلى ما‬ ‫يبدو من خالل هذه التشعبات فاألمر يتعلق بمؤسسات كبيرة‪.‬‬ ‫شكل‪ :‬الهيكل التنظيمي الطويل‬ ‫‪-2-II‬الهيكل املسطح ‪ :‬نالحظ أن التقسيمات تأتي في خط أفقي واحد ومن هنا جاءت‬ ‫تسميته وهو عبارة عما يسمى بالهيكل الوظيفي‪ ،‬وأن األمر هنا يتعلق باملؤسسات الصغيرة‪.‬‬ ‫شكل‪ :‬الهيكل التنظيمي املسطح‬ ‫‪-III‬أنواع الهياكل التنظيمية حسب تقسيم وتجميع األنشطة ‪:‬‬ ‫تختلف الهياكل فيما بينها حسب تقسيم وتجميع األنشطة فالهيكل التنظيمي حسب األساس يأخذ‬ ‫إحدى األنواع التالية‪:‬‬ ‫‪-1-III‬الهيكل التنظيمي على أساس الوظيفة ‪:‬‬ ‫المدير العام‬ ‫و‪.‬التسويق‬ ‫و‪.‬الموارد‬ ‫و‪.‬المالية‬ ‫و‪.‬اإلنتاج‬ ‫الشكل‪ :‬الهيكل التنظيمي على أساس الوظيفة‬ ‫‪-2- II‬الهيكل التنظيمي على أساس الزمن ‪:‬‬ ‫]‪[14‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫المدير العام‬ ‫مجلس اإلدارة‬ ‫إدارة الفترة الليلية‬ ‫إدارة الفترة المسائية‬ ‫إدارة الفترة‬ ‫الصباحية‬ ‫الشكل‪ :‬الهيكل التنظيمي على أساس الزمن‬ ‫‪ -‬يأخذ هذا النوع من الهياكل التنظيمية بالنسبة للمؤسسات التي تعمل بنظام وردتين أو ثالثة‬ ‫ورديات‪.‬‬ ‫‪-3-III‬الهيكل التنظيمي على أساس العمليات ‪:‬‬ ‫بالنسبة لهذا النوع يمكن أن نأخذ نفس الهيكل الذي مر معنا بما يسمى بالهيكل املسطح‪.‬‬ ‫مدير المؤسسة‬ ‫قسم التعبئة‬ ‫قسم الفحص‬ ‫قسم الصباغة‬ ‫قسم النسيج‬ ‫قسم الغزل‬ ‫والتغليف‬ ‫شكل‪ :‬الهيكل التنظيمي على أساس العمليات‬ ‫‪-4-III‬الهيكل التنظيمي على أساس املنطقة الجغر افية ‪ :‬ويأخذ بهذا النوع من الهياكل‬ ‫بالنسبة للمؤسسات التي لها أكثر من وحدة إنتاجية أو لديها فروع أي وحدات إنتاجية مستقلة‪.‬‬ ‫مدير‬ ‫المؤسسة‬ ‫مدير‬ ‫مدير‬ ‫المنطقة‬ ‫المنطقة أ‬ ‫ب‬ ‫تمويل‬ ‫تسويق‬ ‫إنتاج‬ ‫شراء‬ ‫تمويل‬ ‫تسويق‬ ‫إنتاج‬ ‫شراء‬ ‫شكل‪ :‬الهيكل التنظيمي على أساس املنطقة الجغرافية‬ ‫‪-5-III‬الهيكل التنظيمي على أساس الزبائن أو املستهلكين ‪:‬‬ ‫]‪[15‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫مدير المؤسسة‬ ‫الجهات العسكرية‬ ‫الزبائن الصناعيون‬ ‫المستهلكون النهائيون‬ ‫شكل‪ :‬الهيكل التنظيمي على أساس الزبائن‬ ‫يؤخذ بهذا النوع من الهياكل بالنسبة للمؤسسات التي لديها فئات من الزبائن‪.‬‬ ‫‪-6-III‬الهيكل التنظيمي على أساس املنتج أو الخدمة ‪:‬‬ ‫المدير العام ‪DG‬‬ ‫المنتج ‪2‬‬ ‫المنتج ‪1‬‬ ‫التسويق‬ ‫اإلنتاج‬ ‫التمويل‬ ‫األفراد‬ ‫التسويق‬ ‫اإلنتاج‬ ‫التمويل‬ ‫األفراد‬ ‫شكل‪ :‬الهيكل التنظيمي على أساس املنتج‬ ‫يؤخذ بهذا النوع من الهياكل بالنسبة للمؤسسات التي تكون لها مجموعة من املنتجات حيث كل‬ ‫منتج أو مجموعة من املنتجات املتقاربة تكون لها إدارة شبه مستقلة‪.‬‬ ‫‪-7-III‬الهيكل التنظيمي املختلط أو املركب (التركيبي) ‪:‬‬ ‫المدير العام‬ ‫موارد بشرية‬ ‫مبيعات‬ ‫المنتج‬ ‫مبيعات المنطقة‬ ‫مبيعات المنطقة‬ ‫‪3‬‬ ‫مبيعات المنطقة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مبيعات المنطقة ب‬ ‫مبيعات المنطقة أ‬ ‫تجارية‬ ‫تعاونية‬ ‫إدارات عمومية‬ ‫شكل‪ :‬الهيكل التنظيمي املركب (املختلط)‬ ‫من خالل هذه التسمية نالحظ أن مثل هذه الهياكل يؤخذ بها في أكثر من حالة والعملية هنا تقتصر‬ ‫على املؤسسات الكبيرة على العموم‪.‬‬ ‫]‪[16‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫‪-IV‬أنواع الهياكل التنظيمية حسب نموذج التنظيم ‪:‬‬ ‫باعتبار أن هناك نموذجان من التنظيم فإنه يوجد نوعان من الهياكل في هذا السياق والتي تتمثل‬ ‫في الهياكل اآللية والهياكل العضوية (امليكانيكية)‬ ‫‪-1-IV‬الهيكل اآللي (امليكانيكي)‪ :‬يمتاز هذا األخير بالتعقيد والرسمية واملركزية الكبيرة‬ ‫واعتماد الرقابة في أداء األعمال وكذلك السلوك املبرمج وقلة االستجابة للتغيرات أو األحداث‬ ‫املفاجئة‪ ،‬يمكن القول أن هذا النوع من الهياكل قد طبق في املؤسسات العمومية مما أثر على السير‬ ‫الحسن ومواكبة التغيرات الطارئة الش يء الذي أثر سلبا على خلق نوع من عدم االنسجام بين‬ ‫املؤسسة والجهات الوصية مما أدى إلى عدم تحقيق األهداف املرجوة‪.‬‬ ‫‪-2-IV‬الهيكل العضوي ‪ :‬يتميز هذا النوع من الهياكل باملرونة وقابلية التكيف مع الظروف‬ ‫املختلفة‪ ،‬يتميز بالبساطة النسيبة وكذلك رسمية منخفضة وال مركزية في اتخاذ القرارات فهو‬ ‫يعتبر الهيكل املعاصر وعلى سبيل املثال شركة موبيليس‪ ،‬فهاذه األخيرة يجب أن تستجيب أيضا‬ ‫للتغيرات الخارجية‪.‬‬ ‫فإذ ا كنا قد أخدنا بكل ما مر معنا من أنواع الهياكل التنظيمية من تصنيفات فهناك‬ ‫تقسيمات أخرى ممكن أن تصادفنا والتي من ممكن سردها‪:‬‬ ‫‪ -‬الهيكل التنظيمي البسيط‪ ،‬الهيكل التنظيمي الوظيفي‪ ،‬الهيكل التنظيمي القطاعي (حسب‬ ‫األقسام)‪ ،‬الهيكل التنظيمي لوحدات األعمال االستراتيجية‪ ،‬الهيكل املصفوفي‪ ،‬الهيكل الشبكي‪،‬‬ ‫الهيكل الخليط‪ ،‬الهيكل املبني على الخاليا‪.‬‬ ‫‪ -‬إال أنه وبصفة عامة فإن الهياكل التنظيمية األكثر استعماال تكمن في األنواع التالية‪ :‬الهيكل‬ ‫التنظيمي البسيط‪ ،‬الهيكل التنظيمي الوظيفي‪ ،‬الهيكل التنظيمي املصفوفي والهيكل التنظيمي‬ ‫باألقسام‪.‬‬ ‫]‪[17‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬ ‫تصميم الهيكل التنظيمي‬ ‫‪-I‬تقسيم (تصميم) العمل والتخصص ‪:‬‬ ‫يعتبر تصميم األعمال العنصر األولي في تصميم الهيكل التنظيمي وأكثرها صعوبة‬ ‫وتعقيد‪ ،‬تتضمن عملية تصميم العمل وتحليله لتحديد الجوانب املتعلقة بالعمل بشكل موضوعي‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫أ‪-‬محتوى العمل‪ :‬ويتضمن جانبين أو بعدين رئيسيين وهما‪:‬‬ ‫‪-‬مدى أو نطاق العمل‪ :‬ويشير إلى مدى تنوع مهام أو واجبات العمل؛‬ ‫‪-‬عمق العمل‪ :‬ويشير إلى مدى االستقاللية والحرية واالجتهاد التي يتمتع بها من يقوم بأداء العمل‪.‬‬ ‫ب‪-‬متطلبات العمل‪ :‬ويتضمن التحصيل العلمي والخبرة وقدرات وخصائص أخرى يتطلبها إنجاز‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫جـ‪-‬ظروف العمل‪ :‬وهي الظروف التي يتم فيها أداء العمل من مادية (اإلنارة‪ ،‬التهوية‪ )...‬وغير مادية‬ ‫(درجة املسؤولية واملساءلة واإلشراف)‪.‬‬ ‫د‪-‬عالقات العمل‪ :‬وتشير إلى طبيعة ومدى العالقات بين األفراد أثناء إنجاز العمل‪.‬‬ ‫ومن خالل ما سبق‪ ،‬يمكن طرح السؤال التالي‪ :‬إلى أي مدى ينبغي تطبيق مبدأ التخصص في‬ ‫العمل (ضيق جدا) إلى تخصص عام‪.‬فهناك استراتيجيات أو أساليب عديدة لتصميم األعمال‪.‬‬ ‫‪-1-I‬التقسيم (التصميم) األول ‪:‬‬ ‫‪-1-1-I‬التصميم اآللي (العملي) ‪ :‬وهو يعتمد على الحركة العلمية في اإلدارة بشكل‬ ‫خاص‪ ،‬فهو يعتمد على الجوانب الفنية في العمل وأخذها بعين االعتبار وتطبيق مبدأ التخصص‬ ‫الضيق جدا‪.‬أي أن العمل يتضمن مهام محددة جدا يتم إنجازها وفق إجراءات ومعايير محددة‪،‬‬ ‫وقد افترض أنصار هذا النوع من تصميم األعمال‪ ،‬من حيث ما تحققه من مزايا والتي من أهمها‬ ‫اإلنتاجية العالية؛ إتقان العمل‪ ،‬سهولة تدريب العمال‪ ،‬سهولة اختيار العاملين‪.‬‬ ‫إال أن هناك أيضا مجموعة من العيوب اكتشفت من قبل بعض الباحثين من خالل‬ ‫الدراسات امليدانية ومنها‪ :‬شعور العامل بالغربة وامللل بسبب روتينية العمل وارتفاع الدوران‬ ‫الوظيفي ونسبة الغياب واإلصابات في العمل والشكاوى‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫‪-2-1-I‬تدويرالعمل‪ :‬يتمثل هذا األسلوب في تدوير العمل‪ ،‬أي تنقل العامل من عمل‬ ‫آلخر‪ ،‬وذلك بهدف تقليص احتماالت الشعور بامللل والروتين‪ ،‬وهذا من خالل زيادة تنوع املهام التي‬ ‫يقوم بها العامل‪ ،‬إال أن هذا األسلوب لم يحقق النتائج كما كان متوقعا من حيث تحسن مستوى‬ ‫]‪[18‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫أداء الفرد وزيادة رضاه عن العمل وحافريته‪.‬والسبب في ذلك هو أن التدوير الوظيفي ال يعدو أكثر‬ ‫من كونه جعل العامل يؤدي أعماال روتينية ومملة ومتنوعة بدال من عمل واحد‪.‬‬ ‫‪ -‬خلق جو من االنسجام في بعض الوظائف البسيطة التنقل من وظيفة ألخرى‪ ،‬في بعض األحيان‬ ‫يمكن أن يكون لها سلبيات وإيجابيات؛‬ ‫‪ -‬دورات العمل في املؤسسات التي تعاني من مشاكل العاملين الذي ال يبقوا لفترة طويلة في املؤسسة‪،‬‬ ‫فنسبة التخلي عن مناصب العمل في بعض األحيان تكون ألسباب موضوعية؛‬ ‫‪ -‬الدوران الوظيفي‪ :‬نقل موظف من عمل آلخر ولكن يبقى ضمن إطار املؤسسة‪.‬‬ ‫‪-3-1-I‬توسيع (تكبيرالعمل) ‪ :‬يتم توسيع العمل من خالل إضافة واجبات أكثر مما‬ ‫له عالقة بالعمل‪ ،‬أي زيادة التنوع في العمل‪ ،‬والهدف هو التغلب على مشاكل اإلرهاق واملعنويات‬ ‫املتدينة والالمباالة الناتجة عن التخصص املفرط‪.‬بمعنى آخر أنه بالنسبة لهذا النوع‪ ،‬يسند للفرد‬ ‫عمل أكثر تنوعا وأكثر مدى أو نطاق‪ ،‬وعليه يمكن القول إن هذا األسلوب أو النوع لم يكن أكثر‬ ‫نجاحا من تدوير العمل‪ ،‬مع أنه حقق بعض اإليجابيات في مجال الرض ى عن العمل‪ ،‬إال أنه لم‬ ‫يحقق الكثير في بعض األمور كالشعور باملسؤولية واإلنجاز واالستقاللية‪.‬‬ ‫‪-4-1-I‬إثراء (غناء العمل) ‪ :‬يستند هذا األسلوب في تصميم العمل إلى املدخل‬ ‫التحفيزي في تصميم العمل الذي ينطلق من نظرية ذات العاملين في الدافعية لفريديريك هرزبرغ‬ ‫‪.Frederick Herzberg‬فجوهر هذه النظرية هو أن العمل ذاته يمكن أن يشكل حافزا هاما للفرد‪،‬‬ ‫فيما إذا كان للعمل معنى وقيمة ويتضمن تحديا وتنوعا‪ ،‬فإن الفرد سيبدل مزيدا من الجهد‬ ‫والعطاء وتحقيق أداء أفضل‪.‬‬ ‫إن إستراتيجية إثراء العمل تعني تحسين مدى ونطاق العمل‪ ،‬بمعنى زيادة تنوع الواجبات‬ ‫وزيادة عمق العمل معا في آن واحد‪.‬ويتم هذا األخير بمنح العامل مزيدا من حرية العمل والتصرف‬ ‫واالستقاللية وتفويض السلطة وإعطاء الفرد مسؤوليات أكبر‪.‬‬ ‫‪-2-I‬التقسيم (التصميم) الثاني (التقسيمات الحديثة) ‪ :‬ومن بين األساليب الحديثة في‬ ‫تصميم األعمال ما يلي ‪:‬‬ ‫‪-1-2-I‬تقسيم األعمال على أساس فريق العمل‪ :‬ويعتمد أساسا على إسناد أعمال‬ ‫أو مهام لفريق مكون من عدة أفراد‪ ،‬ومنح الفريق االستقاللية التامة أو ما يعرف باإلدارة الذاتية‬ ‫في تخطيط العمل وجدولته وتوزيعه والتنقيد واملتابعة أو أن يمنح الفريق استقاللية جزئية‪.‬‬ ‫‪-2-2-I‬التمكين ‪ :‬ويرتبط هذا بعمل الفريق‪ ،‬ويركز على تحسين قدرات الفرد‬ ‫ومهاراته ومنحه االستقاللية في العمل ومساءلته عن نتائج أعماله‪ ،‬وهو عبارة عن عملية توزيع‬ ‫]‪[19‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫مسؤولية اتخاذ القرارات واالستقاللية في املستويات الدنيا من السلم الهرمي‪.‬ومن الناذر أن يتم‬ ‫التركيز على األفراد التخاذ القرارات‪ ،‬ولكنه في الغالب يتم إنشاء فرق عمل لهذا الغرض‪.‬‬ ‫‪-3-2-I‬تطبيق بدائل لجدولة العمل ‪ :‬ومن بين هذه البدائل ‪:‬‬ ‫‪ -‬األسبوع املضغوط‪ :‬كأن تكون أيام العمل أربعة أيام فقط‪.‬‬ ‫‪ -‬ساعات عمل مرنة‪ :‬بمعنى أن يعمل الفرد ملدة معينة لعدد من الساعات خالل يوم العمل (نظام‬ ‫الدومين)‪.‬‬ ‫‪ -‬مكان عمل مرن‪ :‬كأن يؤدي عمله وهو في بيته وليس بالضرورة أن يتواجد أو يكون موجود في‬ ‫منظمة أو مؤسسة‪.‬مثال بالنسبة للقضاة‪ ،‬أو أداء بعض العمال في البيت معينة في زمن وباء كورنه‪.‬‬ ‫‪ -‬تقسيم العمل‪ :‬فهو يتمثل في تقسيم زميلين للعمل األسبوعي‪ ،‬بحيث يداوم أحدهما أيام معينة‬ ‫واآلخر باقي أيام األسبوع بالتراض ي وبرض ى صاحب العمل‪.‬‬ ‫‪ -‬االنقطاع املؤقت عن العمل‪ :‬واملقصود من ذلك أن ينقطع الفرد عن عمله فترة معينة تم يعود‬ ‫لعمله‪.‬‬ ‫حوصلة‪ :‬إن لكل من األساليب السابقة مزاياه وسلبياته‪ ،‬ومن املهم تحقيق توازن بين كفاءة املنظمة‬ ‫وفعاليتها من ناحية‪ ،‬وتحقيق حاجات ورغبات الفرد وتطلعاته نحو املزيد من االستقاللية والحرية‬ ‫واالجتهاد والتحدي والنمو والتطور من ناحية أخرى‪.‬إن كل هذه التقسيمات الغرض منها للوصول‬ ‫لراحة العامل ورضاه عما يقوم به‪ ،‬وبالتالي تحقيق أهداف املنظمة‪.‬‬ ‫‪-II‬تكوين الوحدات التنظيمية (تجميع األعمال)‬ ‫نتيجة لتجزئة وتقسيم أنشطة املنظمة‪ ،‬يصبح لدينا عدد كبير من الوظائف أو األعمال‬ ‫املتخصصة التفصيلية‪ ،‬والتي البد من دمجها وتجميعها في مجموعات أو وحدات‪ ،‬وتعيين شخص‬ ‫لإلشراف على كل مجموعة أو وحدة‪.‬وعليه يمكن أن تتم عملية تجميع األعمال وإنشاء الوحدات‬ ‫التنظيمية وفقا ملعايير أو أسس عديدة‪ ،‬لكل منها مزاياه وعيوبه‪.‬فال يوجد أساس واحد مثالي يصلح‬ ‫لجميع املنظمات وفي كل الظروف‪ ،‬إذ أن لكل منظمة أهدافها وأنشطتها وظروفها املتغيرة التي‬ ‫تستدعي تطبيق األسلوب األكثر مالئمة‪.‬وفيما يلي أهم أسس التنظيم أو التجميع لألعمال واملتمثلة‬ ‫في‪:‬‬ ‫‪-1-II‬التجميع‪/‬التنظيم الوظيفي ‪ :‬يعتمد هذا النوع من التنظيم أساسا على تجميع‬ ‫األعمال تبعا للوظائف واألغراض التي تؤديها‪ ،‬بحيث تختص كل وحدة تنظيمية بأداء وظيفة معينة‬ ‫للمنظمة (االدارة ‪،‬األفراد‪.‬االنتاج‪.‬املالية‪.‬التسويق‪.)...،‬ومن املمكن تجزئة كل وظيفة من الوظائف‬ ‫]‪[20‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫الرئيسية إلى وظائف فرعية أو ثانوية‪.‬يرتبط هذا النظام بالكفاءة العالية ويناسب املواقف‬ ‫والحاالت املستقرة واملنظمات ذات املنتجات أو املستهلكين أو املناطق املتجانسة غير املتنوعة‪.‬‬ ‫‪-2-II‬التجميع‪/‬التنظيم على أساس املنتج‪ :‬في هذا النوع من التنظيم‪ ،‬يتم تجميع جميع‬ ‫األعمال املتصلة اتصاال مباشرا بإنتاج سلعة أو خدمة معينة في مجموعة واحدة تسند مسؤولية‬ ‫أدارتها لرئيس أو مسؤول واحد‪ ،‬يشرف على جميع األعمال الالزمة إلنتاج وتسويق كل سلعة أو‬ ‫خدمة‪.‬ويصلح هذا النوع من التنظيم حينما يكون املشروع كبير ومنتجاته (املستهلكين‪ ،‬األسواق‪،‬‬ ‫قنوات التوزيع‪ ،‬املنتج) متنوعة بشكل كبير‪ ،‬وفي املواقف والحاالت غير املستقرة التي تتطلب درجة‬ ‫عالية من الحساسية واالستجابة لالحتياطات واملتطلبات الفردية للمنتجات واالسواق‬ ‫واملستهلكين‪.‬‬ ‫‪-3-II‬التجميع‪/‬التنظيم أساس جغرافي‪ :‬يستخدم هذا النوع من التنظيم في الحاالت التي‬ ‫تبيع املنظمة منتجاتها أو تقدم خدماتها إلى مناطق جغرافية متعددة‪ ،‬وهنا يتم تجميع األعمال‬ ‫واألنشطة الخاصة بمنطقة جغرافية معينة في وحدة تنظميه واحدة تسند مسئوليتها إلى مدير أو‬ ‫رئيس وحدة أو رئيس مصلحة‪.‬‬ ‫‪-4-II‬التجميع التنظيم‪/‬على أساس املستهلكين ‪ :‬تميل املنظمات إلى تجميع األعمال على‬ ‫هذا األساس عندما تكون محور اهتمامها هو خدمة جمهور املستهلكين من سلعها وخدماتها وتلبية‬ ‫رغباتهم على نحو أفضل‪.‬ويمكن استخدامها أكثر من تجميع ضمن هذا النوع من التنظيم كنوع‬ ‫الصناعة التي تتعامل معها املنظمة ونوع املستهلكين وقنوات التوزيع‪ ،‬وهنا يتم تجميع مختلف‬ ‫األعمال التي توجه كخدمة فئة معينة أو سوق معين أو قناة توزيعية معينة في وحدة تنظيمية‬ ‫واحدة‪.‬‬ ‫‪-5-II‬التجميع حسب مراحل العمل أو نوع التجهيزات ‪ :‬يستخدم هذا النوع من التنظيم في‬ ‫املنظمات الصناعية أكثر من غيريها ويقوم على أساس تجميع األعمال التي تتصل بعملية معينة أو‬ ‫مرحلة معينة وعلى العموم فإنه يتم تجميع األعمال حسب تسلسل مراحل العمليات (صناعة‬ ‫السيارات)‪.‬‬ ‫‪-6-II‬التجميع‪/‬التنظيم املزيج أو املركب ‪ :‬إن تجميع األعمال واملهام في وظائف ووحدات‬ ‫تنظيمية ال يعتبر هدفا لداته بل وسيلة لتسهيل تحقيق أهداف املنظمة وفعاليتها‪.‬وغالبا ما‬ ‫تستخدم املنظمات أكثر من أساس واحد‪.‬فيتم اختيار أساس معين على مستوى املنظمة‪ ،‬ويتم‬ ‫اختيار أساس أو أكثر للتنظيم في املستويات األدنى‪ ،‬بحيث من املمكن اعتماد أساس معين لتنظيم‬ ‫]‪[21‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫الوحدات الرئيسية وتطبيق أسس أخرى للتنظيم ضمن هذه الوحدات‪ ،‬إذ ليس من الضروري‬ ‫املحافظة على التوحيد والتماثل عند اختيار أسس التنظيم‪.‬‬ ‫حوصلة‪ :‬من خالل األنواع السابقة لتكوين الوحدات التنظيمية أعاله‪ ،‬يمكن القول إن اختيار نوع‬ ‫أو أكثر يتوقف على نوع النشاط من جهة‪ ،‬وحجم نشاط املؤسسة من جهة ثانية‪.‬‬ ‫كما يمكن التذكير أيضا أن لكل نوع من أنواع تجميع األعمال أو تكوين الوحدات التنظيمية‬ ‫له مزاياه وعيوبه‪ ،‬ومنه يمكن القول كذلك أن عملية التوزيع واالختيار ينتج عنه اللجوء إلى نوع من‬ ‫أنواع الهياكل التنظيمية الواردة في الفصل الثالث‪ ،‬حسب تقسيم وتجميع األنشطة‪.‬‬ ‫‪-III‬تحديد السلطات واملسؤوليات (نطاق اإلشراف) ‪:‬‬ ‫هناك ترابط وثيق بين السلطة واملسؤولية‪ ،‬وهو ما سنحاول التطرق إليه من خالل تعريف‬ ‫كل منهما وإيضاح العالقة التي تجمعهما‪.‬‬ ‫‪-1-III‬تعريف السلطة واملسؤولية ‪:‬‬ ‫‪-1-1-III‬تعريف السلطة ‪ :‬يمكن تعريفها على أنها ‪:‬‬ ‫‪ -‬حق شاغل مركز إداري معين في أن يتصرف وأن يصدر قرارات أو توجيهات في حدود معينة‬ ‫ويطبقها على مرؤوسيه‪.‬‬ ‫‪ -‬السلطة هي الحق في إصدار القرارات‪.‬‬ ‫من خالل التعريفين السابقين‪ ،‬نستنتج بأن السلطة تتمثل في حق اتخاذ القرارات فيما يجب القيام‬ ‫به من أعمال أو تكليف آخرين بإنجازها‪ ،‬باإلضافة إلى تعيين األفراد وإعدادهم وتدريبهم‪ ،‬مع القدرة‬ ‫على جعلهم مطيعين حتى يتسنى إنهاء األعمال بالصورة املطلوبة‪.‬ومن خالل التوفيق ما بين السلطة‬ ‫الرسمية املكتسبة من خالل التنظيم‪ ،‬والسلطة الشخصية التي تتكون من خالل الخصائص‬ ‫الفردية مثل الذكاء والخبرة والقدرة على القيادة‪.‬‬ ‫‪-2-1-III‬تعريف املسؤولية ‪ :‬إن مصطلح املسؤولية يستقدم للتعبير عن العمل‬ ‫املخصص للفرد أو االلتزام املترتب عن تخصيص هذا العمل‪ ،‬كما تعرف املسؤولية على "أنها‬ ‫االلتزام بأداء أنشطة محددة"‪.‬إذا فاملسؤولية هي التزام الفرد بإنجاز املهام واألعمال املناسبة‬ ‫لطاقته وقدراته وخبرته ومؤهالته‪ ،‬والتي يكلف بأدائها طبقا ملنصبه في الهيكل التنظيمي الذي ينتج‬ ‫عن تحليل الوظائف واألعمال بشكل دقيق‪ ،‬مع تقسيم العمل التقني‪.‬وعليه البد من اإلشارة إلى‬ ‫نجاح توزيع املسؤوليات وأداء املنظمة يقترن بالنجاح في إيجاد معادلة بين السلطة واملسؤولية‪،‬‬ ‫حيث يجب إيجاد مساواة بينهما بمقدار ما يحمل الفرد في املؤسسة من املسؤولية‪ ،‬حيث يجب‬ ‫]‪[22‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫إيجاد مساواة بينهما بمقدار ما يحمل الفرد في املؤسسة من مسؤولية‪ ،‬يجب أن تفوض له السلطة‬ ‫املناسبة حتى يتمكن من اتخاذ اإلجراءات والقرارات املناسبة‪ ،‬ألن املسؤولية بال سلطة تعني بأن‬ ‫هذا الفرد أمام عائق أو عوائق وحواجز كبيرة وعجز عن التصرف املناسب‪.‬ومنه ال يمكن عمليا أو‬ ‫منطقيا مساءلته عن نقص أدائه‪ ،‬بينما في حالة كون السلطة أكبر من املسؤولية فقد يؤدي ذلك‬ ‫إلى إساءة استخدامها (الوضع عندنا في بعض اإلدارات)‪.‬‬ ‫بعبارة أخرى فاملسؤولية تكون على مقدار السلطات التي يتمتع بها الفرد اعتمادا على املبدأ الذي‬ ‫يقول" إن القدر املفوض من املسؤولية إلى املرؤوس ينبغي أن يالزمه قدر مساوي تماما له من‬ ‫السلطة"‪.‬‬ ‫وفي األخير‪ ،‬نصل إلى نتيجة وهي‪ :‬أنه إذا كانت السلطة قد تفوض‪ ،‬فإن املسؤولية ال تفوض‪،‬‬ ‫إذ يبقى املسؤول مسؤوال عن أعمال مرؤوسيه أيا كان قدر ما فوضه إليهم من سلطة‪(.‬السلطة‬ ‫تكون أكبر من املسؤولية)‪.‬‬ ‫‪-2-III‬نطاق اإلشراف‪ :‬إن اختيار أسس التنظيم‪ ،‬أي تجميع األعمال في وحدات تنظيمية‬ ‫يؤدي إلى تحديد أنواع األعمال التي سيتم تجميعها مع بعضها البعض‪ ،‬وهذه األعمال هي عبارة عن‬ ‫مجموعة الوظائف من إنتاج‪ ،‬تسويق‪ ،‬أفراد ومالية‪...،‬ومن هنا يأتي دور تحديد عدد األعمال أو‬ ‫الوظائف التي يجب أن تتضمنها أي مجموعة عمل معينة‪ ،‬بمعنى تحديد السلطات واملسؤوليات أو‬ ‫ما يسمى بتطبيق مبدأ نطاق اإلشراف‪.‬من هنا يمكن طرح سؤال الذي يكمن في‪ :‬ما هو عدد‬ ‫املرؤوسين الذين سيشرف عليهم الرئيس أو املدير أو املسؤول؟ وهل سيكون التنظيم أكثر فعالية‬ ‫لو تم تطبيق تلك املسؤوليات أو نطاق اإلشراف بشكل واسع؟‬ ‫(بمعنى أن عدد املرؤوسين كبير أو أن نطاق اإلشراف ضيق؟ بمعنى عدد أقل من املرؤوسين)‪.‬‬ ‫فنطاق املسؤولية أو اإلشراف يشير إلى أن هناك حدا أقص ى لعدد املرؤوسين الذين يستطيع‬ ‫الرئيس أو املدير أن يشرف عليهم بفعالية وإن هذا العدد ليس ثابتا‪ ،‬بل يتوقف على عدة عوامل‬ ‫منها‪:‬‬ ‫قدرات الرئيس‪ ،‬قدرات املرؤوسين‪ ،‬طبيعة أعمال املرؤوسين‪ ،‬مدى التفاعل بين الرئيس‬ ‫واملرؤوسين‪ ،‬حجم األعمال غير اإلشرافية التي يكلف بها الرئيس‪ ،‬مدى تكرار حدوث املشكالت‬ ‫الجديدة في العمل‪ ،‬ومدى التوسع في تطبيق الرسمية في املنظمة‪.‬‬ ‫‪-3-III‬العالقة بين نطاق اإلشراف والهيكل التنظيمي‪ :‬إن عالقة نطاق اإلشراف بالهيكل‬ ‫التنظيمي تكمن في نطاق اإلشراف يلعب دورا هاما في تقرير شكل الهيكل التنظيمي‪ ،‬وبالتحديد في‬ ‫تقرير عدد املستويات التنظيمية أو اإلدارية‪.‬فهناك عالقة عكسية بين نطاق اإلشراف وعدد هذه‬ ‫]‪[23‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫املستويات (في الهيكل التنظيمي)‪.‬فكلما تقلص نطاق اإلشراف‪ ،‬زاد عدد املستويات التنظيمية في‬ ‫الهيكل التنظيمي‪ ،‬وكلما زاد عدد املستويات التنظيمية‪ ،‬أصبح السلم الهرمي طويال‪.‬في حين توسيع‬ ‫نطاق اإلشراف يؤدي إلى هيكل تنظيمي مبسط‪.‬وعليه ينشأ عن وجود سلم هرمي طويل‪ ،‬نتيجة‬ ‫تطبيق نطاق إشراف ضيق جدا‪ ،‬والذي ينتج عنه النتائج السلبية التالية‪:‬‬ ‫‪ -‬تزايد نفقات أو مصاريف املنظمة؛‬ ‫‪ -‬صعوبة االتصال وصعوبة التخطيط واملراقبة‪.‬‬ ‫كما أن نطاق اإلشراف الضيق يشجع املدير على ممارسة إشراف مكثف على مرؤوسيه‪.‬‬ ‫أما نطاق اإلشراف الواسع فهو يسمح للموظفين باتخاذ قراراتهم بأنفسهم ويتيح لهم مزيدا من‬ ‫الحرية واالجتهاد والتصرف‪ ،‬ويعمل بصورة غير مباشرة على رفع معنويات العاملين واهتمامهم‬ ‫بعملهم وزيادة رضاهم الوظيفي‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة اإلنتاجية‪.‬‬ ‫‪-IV‬عالقات السلطة وتفويض السلطات ‪:‬‬ ‫‪-1-IV‬تعريف التفويض وخطواته ‪:‬‬ ‫‪-1-1-IV‬تعريف التفويض ‪ :‬ورد في هذا الشأن العديد من التعاريف‪ ،‬وعليه يمكن‬ ‫أن نقتصر على تعريفين ‪:‬‬ ‫‪" -‬أن يفوض رئيسا مرؤوسا له أو أكثر فيعطيه حقا مفوضا ليضع القرارات في مجال اختصاصه‬ ‫دون الرجوع لهذا الرئيس"‪.‬‬ ‫‪" -‬التفويض هو العملية التي يقوم بها املدير والتي من خاللها يقوم بإسناد جزء من عمله األصلي‬ ‫إلى أحد مرؤوسيه ليقوم به نيابة عنه"‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فإن تفويض السلطة يرتبط بالهيكل التنظيمي على أساس أن أي مسؤول أو رئيس‬ ‫له نطاق إشراف محدد‪.‬فكلما اتسع نطاق اإلشراف‪ ،‬تطلب األمر تهيئة مستويات إدارية أدنى‬ ‫جديدة وتحديد واجبات ومسؤوليات شاغليها وتفويضهم السلطة الالزمة ملمارسة هذه الواجبات‬ ‫والنهوض بتلك املسؤوليات على أكمل وجه‪.‬فالتفويض ينقل سلطة القرار واملسؤولية من مستوى‬ ‫إدارة أعلى إلى مستوى إدارة أخرى أدنى‪ ،‬ولكنه ال يشمل تخلى املديرين عن مسؤولياتهم على أساس‬ ‫أن القاعدة املتعارف عليها أن التفويض سيشمل أداء العمل وليس مسؤولية العمل‪.‬‬ ‫‪-2-1-IV‬خطوات التفويض ‪ :‬تتضمن عملية تفوض السلطة ثالثة خطوت وهي‪:‬‬ ‫أ‪-‬تحديد املسؤولية‪ :‬ونعني بذلك شرح املفوض أي املدير أو الرئيس جوانب العمل واملهام‬ ‫والتوقعات املطلوبة من قبل املفوض إليه‪ ،‬وهوما يعني إسناد مجموعة من الواجبات ألحد األفراد‪.‬‬ ‫]‪[24‬‬ ‫محاضرات في مقـباس هياكـل وتنظيـم المؤسسـة‪.................................‬أ‪.‬د‪.‬بوهـــزة محمـد‬ ‫ب‪-‬منح السلطة املناسبة للمفوض إليه‪ :‬وذلك حتى يتمكن من إنجاز املهام واملسؤوليات التي‬ ‫حددت في الخطوة األولى‪ ،‬وهو ما يعني إعطاؤه حق أخد املبادرة والتصرف‪.‬‬ ‫جـ‪-‬املساءلة‪ :‬ويقصد من ذلك قبول املرؤوس تحمل تبيعات ما أسند إليه رئيسه من مهام وواجبات‪.‬‬ ‫إن هذا االلتزام يطلق عليه مصطلح املساءلة‪ ،‬بمعنى أن املرؤوس يسأل ويحاسب أمام رئيسه عن‬ ‫االستخدام املالئم للسلطة املفوضة إليه‪ ،‬وعن إنجاز املسؤوليات أو الواجبات املحددة له (أي‬ ‫تقييم األداء)‪.‬‬ ‫‪-2-IV‬عالقات السلطة ‪ :‬تتمثل هذه الخطوة أساسا في تحديد العالقات فيما بين الوحدات‬ ‫التنظيمية املختلفة‪ ،‬لتعمل معا بفعالية نحو تحقيق أهداف محددة للمنظمة‪.‬ويشمل ذلك تحديد‬ ‫العالقات الرئيسية بين الرؤساء واملرؤوسين والعالقات األفقية فيما بين الرؤساء في الوحدات‬ ‫التنظيمية املختلفة‪.‬‬ ‫إن إنشاء عالقات سلمية خالية إلى حد كبير من حاالت النزاع والتضارب واالحتكاك‪ ،‬يتطلب‬ ‫بناء نظام متين ومتماسك من الروابط بين السلطات واملسؤوليات في املنظمة‪ ،‬ويقتض ي ذلك توزيع‬ ‫وتحديد السلطات واملسؤوليات بمنتهى البراعة والدقة والوضوح‪.‬ومن العوامل الواجب مراعاتها‬ ‫في تحديد السلطات هي‪:‬‬ ‫‪ -‬وحدة األمر أو القيادة؛‬ ‫‪ -‬تكافؤ السلطة واملسؤولية؛‬ ‫‪ -‬تفويض السلطة بشكل مناسب وفعال؛‬ ‫‪ -‬تحقيق درجة مناسبة من الالمركزية أو توازن مناسب بين املركزية والالمركزية على ضوء ظروف‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser