أقدم 10 أمراض في التاريخ PDF

Summary

This document provides information about the top 10 ancient diseases, exploring the methods used to study them and the evidence found in ancient remains. It discusses various diseases and how scientists obtain evidence concerning historical ailments.

Full Transcript

‫أقدم ‪ 10‬أمراض في التاريخ‬ ‫عند دراسة ا‪.‬مراض الغابرة‪ Q ،‬شيء قد يُفيد مثل أجسام ا‪H‬وتى‪ ،‬فمنهم يستخرج العلماء أدلة وآثار‬ ‫مر التاريخ‪،‬حيث هناك علم كامل يهتم‬ ‫ا‪.‬مراض و يمكنهم معرفة أنواع ا‪.‬مراض التي تعرض لها البشر على ّ‬ ‫أو علم ‪ paleopathology...

‫أقدم ‪ 10‬أمراض في التاريخ‬ ‫عند دراسة ا‪.‬مراض الغابرة‪ Q ،‬شيء قد يُفيد مثل أجسام ا‪H‬وتى‪ ،‬فمنهم يستخرج العلماء أدلة وآثار‬ ‫مر التاريخ‪،‬حيث هناك علم كامل يهتم‬ ‫ا‪.‬مراض و يمكنهم معرفة أنواع ا‪.‬مراض التي تعرض لها البشر على ّ‬ ‫أو علم ‪ paleopathology‬بدراسة ا‪.‬مراض في التاريخ عبر دراسة الحفريات يُطلق عليه باليوباثولوجيا‬ ‫‪:‬وهو عالم أنثروبولوجيا “علم ا‪v‬نسان” في أحد اللقاءات ‪ Anne Grauer‬ا‪.‬مراض القديمة‪.‬قال الدكتور‬ ‫الس ّل من"‬ ‫بقايا العظام تُعتبر أداة قوية ل}ستد‪Q‬ل على ا‪.‬مراض ا‪H‬ختلفة‪ ،‬فمن السهل تحديد تاريخ مرض ُ‬ ‫"الضرر الذي يُخ ‪ì‬لفه على العظام‬ ‫‪93‬‬ ‫ُعلماء آخرون يعتقدون أن البيانات الجينية ا‪H‬ستخرجة من الجثث يمكنها أن تقدم معلومات ً‬ ‫أيضا عن ا‪.‬مراض‬ ‫تعرض لها الجسم وعن طريق تحليل عيّنات الحمض النووي يمكن للعلماء تحديد نوع ا‪.‬مراض وا‪î‬ثار‬ ‫التي ّ‬ ‫التي تركتها على الجسم‪.‬وحتّى في حالة عدم وجود بقايا ِعظام أو عيّنات حمض نووي فالعلماء تمكنوا من‬ ‫الخاصة بالبكتيريا ا‪H‬سببة لهذه‬ ‫ّ‬ ‫إثبات أن أمراض مثل السل والجذام تعود ‪H‬ا قبل التاريخ باستخدام الجينات‬ ‫ّ‬ ‫ولعل أكثر تح ‪ñ‬د يواجه العلماء عند تحديد أقدم مرض عرفته البشرية هو تحديد معنى كلمة “مرض”‬ ‫ا‪.‬مراض‪،‬‬ ‫في حد ذاتها‪.‬في هذه القائمة سنذكر أقدم ‪ 10‬أمراض عرفها البشر سوا ًء سببتها البكتيريا أو الفيروسات‬ ‫ويُستثنى من هذه القائمة أمراض حصدت أرواح ا‪}H‬ي‪ t‬مثل ا‪v‬نفلونزا والحصبة والطاعون ا‪.‬سود‪ ،‬وذلك ‪.‬نها‬ ‫سكانية كبيرة لتنتشر وهذا لم يحدث إ‪ Q‬عندما بدأ البشر في العيش داخل ُمدن كبيرة‬ ‫‪.‬تتطلب كثافة ُ‬ ‫‪94‬‬ ‫الكولي‬ ‫‪:‬را‬ ‫‪95‬‬ ‫خ‪K‬ل القرن الرابع قبل ا‪P‬ي‪K‬د صنّف الطبيب اليوناني أبقراط ا‪2‬مراض التي أصابت‬ ‫البشر في ذلك الوقت وكان من ِ‬ ‫ضمنها مرض الكوليرا‪ ،‬بكتيريا الكوليرا تعيش في‬ ‫العديد من مصادر ا‪P‬ياه حول العالم ولكن يكمُ ن خطرها في البيئة التي يتواجد فيها‬ ‫كثافة سكانية حول تلك ا‪P‬صادر بحيث تساهم هذه الكثافة في انتشار ا‪P‬رض بشكل‬ ‫أسرع‪.‬نهر جانج يُعد من أقدم مصادر ا‪P‬ياه التي تجمّ ع حولها البشر ويعتقد‬ ‫العلماء أنه مصدر انتشار ا‪P‬رض للعالم حيث أنه كلما كان هناك أُناس أكثر مُصابون‬ ‫بالكوليرا فإنهم يزيدون من تلوث ا‪P‬ياه بالبكتيريا وبالتالي يزيدون من انتشار‬ ‫‪.‬ا‪P‬رض ب| البشر الذين يعيشون على امتداد مصدر ا‪P‬ياه‬ ‫‪96‬‬ ‫التيفو‬ ‫‪:‬ئيد‬ ‫‪97‬‬ ‫خ‪K‬ل الفترة من ‪ 430‬وحتّى ‪ 426‬قبل ا‪P‬ي‪K‬د‪ ،‬اجتاح مدينة أثينا وباء ‪ِ q‬قدَم ‪2‬حد به‬ ‫‪:‬ووصف ا‪P‬ؤرخ اليوناني ثيوسايديس أعراض هذا ا‪P‬رض كا‪ä‬تي‬ ‫الناس يكونون بصحة جيدة ثم فجأة يهاجمهم ارتفاع كبير في درجة الحرارة في الرأس"‬ ‫أو الحلق أو اللسان ليتحول لونهم ل~حمر ويصدر عن أفواههم روائح كريهة‪ ،‬وعندما‬ ‫يستقر ا‪P‬رض في ا‪P‬عدة فإنه يؤ‪P‬ها جدًّا و‪ q‬يتجاوب مع أي وصفة دوائية يعرفها ا‪2‬طباء‪.‬‬ ‫إذا تجاوز ا‪P‬ريض هذه ا‪P‬رحلة ينتقل ا‪P‬رض إلى ا‪2‬معاء مسببًا للقرحة وا^سهال ثم‬ ‫‪".‬ضعف قاتل في جسد ا‪P‬ريض‬ ‫ساهم هذا الوباء في خسارة أثينا ‪P‬دينة سبارطا الشهيرة في الحرب البيلوبونيزية‬ ‫‪.‬مُحدثًا فجوة كبيرة في الديموقراطية عبر التاريخ‬ ‫‪98‬‬ ‫الجذا‬ ‫‪:‬م‬ ‫‪99‬‬ ‫على الرغم من وجود وصف ‪H‬رض الجذام في ا‪v‬نجيل إ‪ Q‬أنه لم يكن أقدم ذكر له‪ ،‬حيث يمكننا أن نجده‬ ‫الخاصة بالحضارة الفرعونية في عام ‪ 1550‬قبل ا‪H‬ي}د والتي‬ ‫ّ‬ ‫مذكورا ً‬ ‫أيضا في مخطوطة من ورق البردي‬ ‫ً‬ ‫‪:‬ذ ُِك َر فيها‬ ‫كبيرا في أي جزء من جسدك وكان رهيبًا وأح َدث انتفا ً‬ ‫خا وظهر به شيء مثل الهواء"‬ ‫ً‬ ‫إذا وجدت ور ًما‬ ‫“ا‪H‬قصود فقاعات” إذًا يجب أن تعرف أنه ورم خنسو “إله من آلهة الفراعنة” ويجب أن ‪ Q‬تفعل أي شيء‬ ‫‪".‬بخصوصه‬ ‫بينما تعتمد الكوليرا والتيفوئيد على ا‪Q‬نتشار ا‪ُH‬باشر عبر مصادر ا‪H‬ياه‪ ،‬فالجذام يتّبع استراتيجية‬ ‫مختلفة‪ ،‬حيث يمكن لحامل بكتيريا الجذام أن يستمر في حملها ‪H‬دة ‪ 20‬عا ًما قبل أن تظهر عليه أيّة‬ ‫كبيرا‪ ،‬وتُسمى تلك ا‪Q‬ستراتيجية بطريقة الهمود أو‬ ‫ً‬ ‫انتشارا‬ ‫ً‬ ‫أعراض لينتشر ا‪H‬رض خ}ل تلك الفترة‬ ‫‪.‬الخمود‬ ‫‪100‬‬ ‫الجُ دَر‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫أيضا يعد من أقدم‬ ‫الجدري‬ ‫ا‪2‬مراض‬ ‫‪101‬‬ ‫الهدف من التحنيط بشكل عام هو حفظ أنسجة الجسم الخارجية‪ ،‬لذلك فالحضارة الفرعونية تُقدم‬ ‫هائ} من ا‪H‬علومات عن ا‪.‬مراض الجلدية التي أصابت قدماء البشر‪.‬أحد ا‪.‬وائل الذين‬ ‫ً‬ ‫مصدرا‬ ‫ً‬ ‫والذي ‪ Marc Armand Ruffer‬بدأوا في دراسة ا‪.‬مراض القديمة في ا‪H‬ومياءات ا‪H‬صرية كان‬ ‫وصف فيه ث}ث مومياءات‬ ‫َ‬ ‫أ ّلف كتابًا في عام ‪ 1921‬باسم “دراسة ا‪.‬مراض القديمة في مصر”‬ ‫بالج َدري‪ ،‬أقدم‬ ‫ُ‬ ‫ظهر عليها بثور على شكل حويص}ت والتي تُشبه تما ًما تلك ا‪H‬وجودة لدى ا‪ُH‬صاب‪t‬‬ ‫مومياء من الث}ثة كانت تعود لعام ‪ 1580‬قبل ا‪H‬ي}د وأحدثها كانت مومياء رمسيس الذي توفي في‬ ‫الجدري من ا‪.‬مراض القاتلة التي حصدت أرواح من ‪ 300‬إلى ‪ 500‬مليون‬ ‫عام ‪ 1157‬قبل ا‪H‬ي}د‪ُ.‬‬ ‫‪.‬إنسان في القرن العشرين وحده‬ ‫‪102‬‬ ‫داء‬ ‫الكلب‬ ‫‪103‬‬ ‫ُعد وقاتل يُصيب ِ‬ ‫الك‪K‬ب وغيرها من الثدييات‬ ‫داء الكلب ‪P‬ن ‪ q‬يعرفه مرض فيروسي م ٍ‬ ‫ويُسبب الجنون والتشنجات وينتقل للبشر عن طريق ال ُلعاب‪.‬فيروس داء الكلب من‬ ‫الفيروسات الذكيّة حيث ‪ q‬يكتفي فقط بإصابة فريسته ولكنه يستولي على عقله ويجعله‬ ‫ّ‬ ‫عض أي شيء‪ ،‬وهكذا يزيد الفيروس من فرص انتشاره وهو ينتهج هذا‬ ‫يرغب في‬ ‫‪.‬ا‪ُ2‬سلوب منذ العام ‪ 2300‬قبل ا‪ِP‬ي‪K‬د وقد ذُ ِك َر هذا ا‪P‬رض في دستور حضارة بابل‬ ‫‪104‬‬ ‫ا‪KP‬ر‬ ‫يا‬ ‫يعد ا‪KP‬ريا من ا‪2‬مراض التي سببت في قتل عدد‬ ‫هائل من البشر‬ ‫‪105‬‬ ‫أول ِع‪K‬ج ‪P‬رض ا‪KP‬ريا قدّمه الرومانيون على شكل تميمة منقوش عليها بعض‬ ‫التعويذات يتم ارتداؤها حول الرقبة وا‪P‬عروفة في عصرنا الحالي بكلمة‬ ‫ِ‬ ‫الع‪K‬ج السحري كان هناك ‪ abracadabra،‬أبراكادابرا‬ ‫وخ‪K‬ل السنوات التالية لذلك‬ ‫محاو‪q‬ت كثيرة ^يجاد ع‪K‬ج آخر منها إضافة الزيت إلى البرك الراكدة لقتل يرقات‬ ‫البعوض واستخدام ا‪P‬بيدات واللقاحات والشباك وحتى حلول متطورة مثل استخدام‬ ‫الليز لقتل البعوض في الهواء‪.‬وبالرغم مما سبق استمر ا‪P‬رض في ا‪q‬نتشار ليصيب‬ ‫ّ‬ ‫ا‪2‬قل سنويًّا وأحد ا‪2‬بحاث تعتقد أن‬ ‫‪ 300‬مليون إنسان كل عام ويقتل منهم مليونًا على‬ ‫مرض ا‪KP‬ريا مسؤول عن نصف وفيّات البشر منذ العصر الحجري وحتّى ا‪ä‬ن‪.‬وتمتد‬ ‫جذور ا‪P‬رض إلى العام ‪ 2700‬قبل ا‪P‬ي‪K‬د حيث ذُ ِك َر أول تعريف له في أحد الحضارات‬ ‫‪.‬الصينية‬ ‫‪106‬‬ ‫ا‪q‬لتهاب‬ ‫الرئوي‬ ‫‪107‬‬ ‫يتنفس البشر يوميًّا ‪ 11‬ألف لت ًرا من الهواء‪ ،‬وبالتالي يمكننا استنتاج أن الرئت| من ا‪P‬واطن ا‪P‬فضلة للبكتيريا‬ ‫والفيروسات والطحالب وحتى الطفيليات‪ ،‬وعندما تستعمر إحدى تلك الكائنات الرئة فالنتيجة ا‪P‬توقعة هي إفراز سوائل‬ ‫‪.‬في الرئة‬ ‫‪:‬ذكر الطبيب أبقراط الذي ذكرناه ساب ًقا أن وجود السوائل في الرئت| يمكن أن يُطلق عليه التهابًا رئويًّا إذا‬ ‫إذا كانت هناك حُ مّ ى حادة وإذا كان هناك أ‪ٌ q‬م في الصدر وكحة مصحوبة ببصق وبلغم‪ ,‬من الصعب تحديد تاريخ نشوء"‬ ‫هذا ا‪P‬رض ‪2‬نه كما ذكرنا أنسجة الرئة ‪ q‬تُعمّ ر كثي ًرا بعد ا‪P‬وت وبالتالي ا‪2‬دّلة على تاريخ هذا ا‪P‬رض تحديدًا غير معروفة‬ ‫‪".‬ولكن ‪ q‬شك أنه يعود لحقبة ما قبل التاريخ والدليل على ذلك ذكر أبقراط له ووصفه له بمرض القدماء‬ ‫‪108‬‬ ‫مرض‬ ‫الس ّل‬ ‫ُ‬ ‫‪109‬‬ ‫كانت مغمورة تحت التراب على سواحل ‪ Alit-Yam‬في عام ‪ 2008‬اكتشف مجموعة من العلماء مدينة تُسمى‬ ‫الس ّل وتأكد‬ ‫ُ‬ ‫دولة فلسط| وفيها وجدوا بقايا أم وطفلها وأظهرت عظامهم أدلة واضحة على إصابتهم بمرض‬ ‫ً‬ ‫أيضا‬ ‫ا‪2‬مر بعد فحص الحمض النووي الخاص بهم ويُقدّر عمر هذه ا‪ä‬ثار بـ‪ 9000‬عام‪.‬أظهرت حفريات أخرى‬ ‫في تلك ا‪P‬دينة أن مصدر هذا ا‪P‬رض هو ا^نسان وانتقل منه إلى ا‪2‬بقار وليس العكس ومع أن هذا ا‪q‬كتشاف‬ ‫يُعتبر أقدم اكتشاف للمرض إ‪ q‬أن أدلة أُخرى تم الكشف عنها في تركيا في ِعظام أخرى يعود تاريخها إلى‬ ‫‪ 500.‬ألف عام‬ ‫‪110‬‬ ‫التراخو‬ ‫ما‬ ‫ٍ‬ ‫ومعد‪ ،‬قد‬ ‫مرض التراخوما مرض بكتيري مزمن‬ ‫يؤدي للعمى‬ ‫‪111‬‬ ‫ٍ‬ ‫ومعد يصيب الع| ويسبب ظهور حبيبات في جفن الع| ويعمل على‬ ‫مرض التراخوما مرض بكتيري مزمن‬ ‫تقليصه وبالتالي وصول رموش الع| إلى القرنية ومع الوقت وحك ا‪P‬ريض لعينه باستمرار قد يُصاب بالعمى‪.‬تم‬ ‫الخاصة بالحضارة الفرعونية ولك ّن الباحث|‬ ‫ّ‬ ‫ذكر هذا ا‪P‬رض في كتاب أبقراط الذي ذكرناه سلفًا وفي أوراق البردى‬ ‫‪.‬وجدو آثا ًرا لهذا ا‪P‬رض في بعض الهياكل العظمية في أُستراليا والتي تعود إلى عام ‪ 8000‬قبل ا‪P‬ي‪K‬د‬ ‫حمّ ى الجبال‬ ‫الصخرية‬ ‫‪112‬‬ ‫ا‪P‬يتوكوندريا جزء حيوي يمكننا أن نجده في كل خليّة حيّة في جسم ا^نسان وتقوم بدور هام لبقاء ا^نسان‪،‬‬ ‫‪.‬يمكن للخ‪K‬يا استخدامها ‪ ATP‬وهو تحويل الجلوكوز إلى وحدات طاقة يُطلق عليها‬ ‫الخاصة ا‪P‬نفصلة عن الحمض النووي الخاص با^نسان نفسه وهي تشبه في‬ ‫ّ‬ ‫تحمل ا‪P‬يتوكوندريا جيناتها‬ ‫تركيبها تلك التي لدى البكتيريا وبالتالي يعتقد العُلماء أنها قد تكون سبب وجود أكثر الكائنات فت ًكا على وجه‬ ‫ا‪2‬رض‪.‬من البديهي أنه إن كان هذا التوقع صحيحً ا فقد حدث قبل ظهور ا^نسان بفترة و‪ q‬يمكن ا‪q‬ستد‪q‬ل عليه‬ ‫بالحفريات لذلك فقد قام الباحثون بمقارنة تلك الجينات لدى ا‪P‬يتوكوندريا مع جينات البكتيريا ا‪P‬وجودة اليوم‬ ‫‪.‬ليجدوا أنها أقرب ما تكون إلى نوع من البكتيريا تُسبب حُ مى الجبال الصخرية‬ ‫‪113‬‬ ‫الطاعو‬ ‫ن‬ ‫هو داء عظيم وقاتل في السابق أدى إلى وفاة أع‪K‬م من الصحابة مثل أبو عبيدة عامر بن الجراح وشرحبيل بن‬ ‫حسنة رضي ا´ عنهم وغيرهم الكثير ‪ ،‬و أدى إلى قتل ا‪qä‬ف من ا‪2‬وروبي| في العصور الوسطى‪ ،‬هو مرض ينتج‬ ‫عن البكتيريا اليرسينية الطاعونية ويتميز بإصابته للغدد الليمفاوية أو الرئت| ومن ثم تسببه بتسمم حاد في‬ ‫الدم ‪ ،‬و يؤدي للوفاة في ‪ %100‬من الحا‪q‬ت إذا لم يتم ع‪K‬جه خ‪K‬ل ستة أيام ‪.‬ملخص عن ا‪P‬رض مرض الطاعون‬ ‫هو مرض تسببه بكتريا اليرسينيا الطاعونية ‪ ،‬وينتقل من الحيوانات الحاملة لهذه البكتيريا مثل الفئران والقطط‬ ‫والك‪K‬ب ‪ ،‬ومن الذباب كذلك ‪ ،‬وينقسم إلى ث‪K‬ثة أنواع أهمها و أكثرها شيوعا الطاعون الدملي الذي يصيب الغدد‬ ‫الليمفاوية وأقلها انتشارا و أكثرها فتكا الطاعون الدملي ‪ ،‬وك‪ K‬النوع| يؤدي إلى النوع الثالث وهو الطاعون‬ ‫التسممي ويحدث عند انتشار البكتيريا في الدم ‪ ،‬ويتركز ع‪K‬جه على ا‪P‬ضادات الحيوية ‪ ،‬أما الوقاية منه فتتم‬ ‫‪.‬عن طريق تجنب الذباب والحيوانات الناقلة للمرض‬ ‫‪114‬‬ ‫السرطان ما ب| ا‪P‬اضي و‬ ‫الحاضر‬ ‫على مر العصور السابقة‪ ،‬لم يكن مرض السرطان يشكل مشكلة كبرى بالنسبة للبشر‪ ،‬ولم تصلنا‬ ‫أي معلومات تشير إلى انتشار ا‪P‬رض بمعد‪q‬ت تقارب معد‪q‬ت انتشار ا‪P‬رض حاليا‪.‬ويعتقد‬ ‫بعض العلماء أن السرطان مرض مرتبط بالحضارة البشرية في طورها الحالي‪ ،‬وأن السبب‬ ‫الحقيقي لظهور ا‪P‬رض وانتشاره هو منظومة العادات ا‪P‬رتبطة بتلك الحضارة كنمط الغذاء )من‬ ‫حيث زيادة كميات البروتينات الحيوانية والدهون(‪ ،‬وبعض العادات الشائعة )كالتدخ| على‬ ‫سبيل ا‪P‬ثال( ‪ ،‬ويدعمون نظريتهم بأن ما وصلنا من أخبار عن أمراض مشابهة للسرطان قليل‬ ‫جدًا‪ ،‬و‪ q‬يقترب من ا‪P‬عد‪q‬ت الحالية ‪q‬نتشار ا‪P‬رض‪ ،‬حيث تشير مؤسسة بحوث السرطان‬ ‫با‪P‬ملكة ا‪P‬تحدة إلى أن ‪ %50‬من ا‪P‬واطن| با‪P‬ملكة ا‪P‬تحدة ممن ُولدوا بعد عام ‪1960‬م سوف يتم‬ ‫تشخيصهم بأحد أنواع السرطان في حياتهم‪ ،‬في مواجهة ذلك ا‪q‬عتقاد‪ ،‬فإن العديد من العلماء‬ ‫‪115‬‬ ‫والباحث| يعتقدون أن مرض السرطان مرض قديم‪ ،‬وأن ا‪q‬خت‪K‬ف في نسب ا^صابة من ا‪P‬مكن‬ ‫السرطان في قديم‬ ‫الزمان مما يظنه الكثير من الناس من أن مرض السرطان مرض حديث‪ ،‬فإن السرطان كان موجودا معنا منذ‬ ‫على الرغم‬ ‫البداية‪ ،‬وينحصر الخ}ف ب‪ t‬العلماء حول مدى تأثير تبعات الحضارة الحديثة على تفاقم العبء ا‪H‬رضي‬ ‫للسرطان من حيث زيادة عدد ا‪H‬صاب‪ t‬وشدة ا‪v‬صابة‪ ،‬وتشير ا‪.‬بحاث العلمية إلى وجود أدلة على وجود مرض‬ ‫السرطان في عشرات الحفريات ا‪H‬ختلفة‪ ،‬ومنها على سبيل ا‪H‬ثال السرطان ا‪H‬نتشر غير معلوم ا‪H‬صدر في حفرية‬ ‫ديناصور من نوع إدمنتوصوروس وكذلك قائمة ا‪.‬ورام ا‪H‬حتملة في البقايا ا‪.‬حفورية ‪ ،‬وتتضمن تلك الحفريات‬ ‫العديد من ا‪.‬ورام في الرئيسيات غير البشرية‪ ،‬وبوجه عام ‪ Q‬تشمل تلك القائمة العديد من أنواع السرطان ا‪.‬كثر‬ ‫‪.‬انتشارا ب‪ t‬البشر في العصر الحالي‬ ‫‪116‬‬ ‫وفي العديد من الدراسات التي أجريت على آ‪Q‬ف العظام التي تمثل السجل ا‪.‬حفوري ل‪õ‬نسان البدائي‬ ‫توجد إشارة واحدة إلى ما يمكن اعتباره ورما سرطانيا في جمجمة من أ‪H‬انيا‪.‬ويشير )‪(Neanderthal‬‬ ‫إلى أنه بمراجعة ا‪.‬بحاث العلمية ا‪H‬نشورة في هذا ا‪H‬وضوع‪ ،‬فإن عدد ‪ nature‬التقرير ا‪H‬نشور في مجلة‬ ‫ا‪.‬ورام الخبيثة التي تم اكتشافها في البقايا البشرية القديمة محدود للغاية‪ ،‬وأن ندرة ا‪.‬دلة على السرطان‬ ‫في البقايا ا‪.‬ثرية تدعم النظرية التي تقول بأن العمر عند الوفاة والنظام الغذائي والعوامل البيئية ا‪H‬ختلفة‬ ‫تؤثر بشكل كبير في معدل ا‪v‬صابة بالسرطان ب‪ t‬البشر‪ ،‬على الرغم من ذلك‪ ،‬فإن هناك الكثير من العوامل‬ ‫ا‪.‬خرى ا‪H‬حتملة لتفسير نقص ا‪.‬دلة على وجود السرطان في البقايا ا‪.‬حفورية‬ ‫‪117‬‬ ‫‪:‬‬ ‫حداثة مرض السرطان‬ ‫انتشر على ا‪v‬نترنت عدد من ا‪H‬قا‪Q‬ت التي توحي بأن السرطان مرض حديث وأن هذا أمر ‪ Q‬خ}ف فيه‪ ،‬فيمكنك أن‬ ‫ترى مقا‪Q‬ت بعناوين مشابهة لـ »السرطان مرض من صنع ا‪v‬نسان« أو ما يشابهها‪ ،‬لكن الكثير من الخبراء في‬ ‫مجالي الطب وا‪î‬ثار ‪ Q‬يعتقدون أن ا‪.‬مر حاسم لهذه الدرجة‪.‬يقول الدكتور روبرت واينبرج الباحث في مجال‬ ‫السرطان في معهد وايتهيد ل‪É‬بحاث الطبية الحيوية ومؤلف كتاب »بيولوجيا السرطان«‪ Q»:‬يوجد سبب ل}عتقاد بأن‬ ‫السرطان مرض جديد‪ ،‬كل ما هنالك أنه في العصور السابقة‪ ،‬كان الناس يموتون في منتصف العمر نتيجة‬ ‫‪.‬سباب أخرى«‪ ،‬وعادة ما يستغرق تراكم الضرر الدقيق في الحمض النووي عشرات السن‪ t‬ليتسبب في مرض‬ ‫‪،‬السرطان‬ ‫‪118‬‬ ‫حيث يتم تشخيص ‪ %77‬من حا‪q‬ت السرطان في أشخاص يبلغون من العمر ‪ 55‬عاما أو‬ ‫أكثر‪ ،‬بينما كان متوسط عمر ا^نسان عند الوفاة في تلك ا‪2‬وقات يتراوح ما ب| ‪ 30‬و ‪40‬‬ ‫عاما‪.‬كما أضاف واينبرج أن هناك اعتبارا آخر وهو تقدم التكنولوجيا الطبية‬ ‫قائ‪»:K‬حاليا يمكننا تشخيص العديد من أمراض السرطان كسرطان الثدي والبروستاتا –‬ ‫التي كانت في وقت سابق ستظل مجهولة وغير مكتشفة حتى موت صاحبها لسبب آخر‬ ‫غير ذي صلة بالسرطان‬ ‫‪119‬‬ ‫‪:‬عقبات تمنعنا من تقدير حجم انتشار ا‪P‬رض بشكل سليم‬ ‫عدم وجود دليل على انتشار السرطان بمعدل مرتفع في ا‪P‬اضي ‪ q‬يمكن أن يعتبر دلي‪ K‬على أن معد‪q‬ت السرطان في‬ ‫العصور السابقة كانت منخفضة‪ ،‬خاصة مع وجود العديد من ا‪2‬سباب القادرة على تفسير نقص تلك ا‪2‬دلة مع الوضع‬ ‫في ا‪q‬عتبار تلك العوامل التي أشار إليها الدكتور واينبرج‪ ،‬فإن هناك مشكلة جوهرية في تقدير ا‪P‬عد‪q‬ت القديمة‬ ‫ل صابة بالسرطان‪.‬مع وجود مائتي حالة مشتبه بإصابتها بالسرطان‪ ،‬قد يبدو العدد صغيرا‪ ،‬لكن القاعدة الجوهرية‬ ‫هي أن نقص ا‪2‬دلة ليس دلي‪ K‬على النقص‪ ،‬وبالتالي فإن عدم وجود دليل على انتشار السرطان بمعدل مرتفع في‬ ‫ا‪P‬اضي ‪ q‬يمكن أن يعتبر دلي‪ K‬على أن معد‪q‬ت السرطان في العصور السابقة كانت منخفضة‪ ،‬خاصة مع وجود العديد‬ ‫من ا‪2‬سباب القادرة على تفسير نقص تلك ا‪2‬دلة‪.‬تبعا لتقديرات البروفيسور آن جراور أستاذة ا‪2‬نثروبولوجيا في‬ ‫جامعة لويو‪ q‬بشيكاجو‪ ،‬فإنه يوجد حوالي ‪ 100‬ألف هيكل عظمي في مجموعات العظام ا‪P‬ختلفة في العالم‪ ،‬الغالبية‬ ‫العظمى منها لم يتم فحصها با‪2‬شعة السينية أو أي من التقنيات الحديثة ا‪2‬خرى‪ ،‬مما يجعلنا أمام عدد كبير من‬ ‫‪120‬‬ ‫ا‪q‬حتما‪q‬ت بتشخيص ا‪P‬زيد من الحا‪q‬ت ا‪P‬صابة بالسرطان‬ ‫فإن عدد البشر الذين ‪ Population Reference Bureau،‬وفقا لتحليل ا‪P‬كتب ا‪P‬رجعي للسكان‬ ‫عاشوا على سطح ا‪2‬رض حتى العام ا‪P‬ي‪K‬دي ا‪2‬ول هو حوالي ‪ 50‬مليار إنسان‪ ،‬وهو الرقم‬ ‫الذي تضاعف تقريبا قبل ‪1750‬م‪ ،‬فإن صحت تلك ا‪2‬رقام‪ ،‬فإن عدد الهياكل العظمية ا‪P‬تاحة‬ ‫في قاعدة البيانات ا‪2‬ثرية تمثل بالكاد ‪ %0.0001‬من إجمالي عدد البشر الذين عاشوا على‬ ‫سطح ا‪2‬رض قبل عام ‪1750‬م‪ ،‬والكثير من تلك الهياكل العظمية غير مكتملة من ا‪2‬ساس حيث‬ ‫أن علماء ا‪ä‬ثار قاموا بجمع الجماجم فقط ‪P‬دة طويلة من الزمن دون ا‪q‬هتمام بباقي العظام‪،‬‬ ‫مما يجعلنا غير قادرين على تقييم ما يمكن أن يكون موجودا في باقي العظام من أورام‪.‬كل‬ ‫ما سبق يجعل عينة البحث ا‪P‬تاحة صغيرا جدا وغير ذات معنى إحصائي حقيقي‪ ،‬با^ضافة‬ ‫إلى أن معظم ا‪2‬ورام السرطانية ‪ q‬تنشأ في العظام‪ ،‬لكن في باقي أعضاء الجسم التي‬ ‫سرعان ما تتحلل بعد موت ا‪P‬ريض ويصبح من غير ا‪P‬مكن الكشف عنها ما لم تكن قد‬ ‫‪.‬انتشرت للعظام عن طريق النقي‪K‬ت‬ ‫‪121‬‬ ‫سبب زيادة حا‪q‬ت‬ ‫السرطان‬ ‫تصوير هيكل لديناصور با‪2‬شعة بحثا عن‬ ‫أورام سرطانية‬ ‫‪122‬‬ ‫‪ q‬يمكن لعاقل أن ينكر زيادة معد‪q‬ت ا^صابة‪/‬تشخيص السرطان في العصر الحالي‪ ،‬حيث ارتفع معدل ا^صابة بالسرطان بنسبة‬ ‫تقارب ‪ %30‬في ا‪P‬ملكة ا‪P‬تحدة مقارنة بعام ‪1970‬م )‪ ،(12‬ويبقى الخ‪K‬ف الدائم حول سبب ارتفاع نسبة ا^صابة با‪P‬رض‪ ،‬حيث‬ ‫يذهب بعض العلماء إلى أن السبب الرئيسي لزيادة معد‪q‬ت ا^صابة با‪P‬رض هو التقدم التكنولوجي الذي يساعدنا على تشخيص‬ ‫الحا‪q‬ت بشكل أفضل وارتفاع متوسط عمر ا‪q‬نسان في العصر الحالي‪ ،‬حيث يساعد تكرار عمليات ا‪q‬نقسام الخلوي لفترات أطول‬ ‫على تراكم ا‪2‬خطاء في نسخ الحمض النووي حتى تصل إلى مستوى ‪ q‬تستطيع فيه الخ‪K‬يا تصحيح ذلك الخطأ مما يؤدي إلى‬ ‫السرطان‪ ،‬على سبيل ا‪P‬ثال يقول الدكتور واينبرج أن ا^صابة بالسرطان شيء حتمي إذا ما أعطينا الجميع عمرا طوي‪ K‬بما فيه‬ ‫الكفاية حتى اللحظة التي تخرج فيها الخ‪K‬يا عن السيطرة‪ ،‬ولم تكن هذه دعوة منه ل‪K‬ستس‪K‬م لقدر محتوم با^صابة با‪P‬رض‪ ،‬لكن‬ ‫ا‪P‬قصود هو أنه بتجنب العوامل ا‪P‬ثبت أنها تؤدي ل صابة بالسرطان كالتدخ| والسمنة وتناول ا‪2‬طعمة غير الصحية واللحوم‬ ‫ا‪P‬صنعة وغيرها‪ ،‬فإنه من ا‪P‬مكن أن نؤخر ا^صابة بالسرطان لعقود إلى أن نموت ‪2‬سباب أخرى ‪ q‬ع‪K‬قة لها با‪P‬رض‬ ‫‪123‬‬ ‫تاريخ الطب و الصيدلة في فلسط|‬ ‫يعود تاريخ الطب في فلسط| إلى الفترة الهلنستية )‪400‬ق‪.‬م‪300/‬ق‪.‬م( و الطبيب طيماوس الفلسطيني أحد أولئك‬ ‫ا‪2‬طباء الذين ذاع صيتهم في تلك الفترة‪ ،‬و ذكره ا‪P‬ؤرخ ابن النديم حيث قال أنه من أوائل ا‪P‬فسرين لكتب أب الطب‬ ‫‪.‬اليوناني أبقراط‬ ‫استفادت فلسط| من كونها نقطة التقاء للحضارات ا‪P‬حيطة بها‪ ،‬كما كانت مقصدا ً لجيوش هذه الحضارات فورث‬ ‫أطباؤها العلوم الطبية لتلك الحضارات ‪ ،‬كما أن الجيوش ا^س‪K‬مية التي فتحت ب‪K‬د الشام ‪15‬هـ‪636/‬م كان من ب|‬ ‫أفرادها من يُعنى بالجرحى و ا‪P‬صاب| بالكسور‪ ،‬و من يهتم بالخيول‪ ،‬فنقل هؤ‪q‬ء ممارساتهم الطبية و عقاقيرهم‬ ‫ا‪P‬ستمدة من بيئة الجزيرة العربية إلى فلسط|‪.‬و من ا‪2‬طباء العرب ا‪2‬وائل الذين اشتهروا خالد بن يزيد بن‬ ‫معاوية حكيم بني سفيان ‪ ،‬حيث عمل في الكيمياء و الطب‪ ،‬كما أن تاريخ الطب في القدس اشتركت في صنعه في‬ ‫‪:‬الفترة ا^س‪K‬مية ا‪2‬ولى عدة عناصر‬ ‫‪124‬‬ ‫الكيمياء و الطب‪ ،‬كما أن تاريخ الطب في القدس اشتركت في صنعه في الفترة ا^س‪K‬مية‬ ‫‪:‬ا‪2‬ولى عدة عناصر‬ ‫‪1.‬‬ ‫ا‪P‬وروث الشعبي ا‪P‬تناقل عبر العصور‬ ‫‪2.‬‬ ‫ا‪P‬ؤثرات التي أثرت على فلسط| من خارجها كالبابلية و ا‪P‬صرية‬ ‫‪3.‬‬ ‫التراث ا‪P‬حفوظ في أديرة الرهبان من محفوظات اليونان الذي كان يتدارسه الرهبان و‬ ‫‪.‬القسس في القدس و ا‪P‬نطقة ا‪P‬حيطة بها‬ ‫‪4.‬‬ ‫ما وصل الى فلسط| من تراث الطب العربي قبل و بعد العهد ا‪2‬يوبي‪.‬و تميزت هذه‬ ‫الفترة في فلسط| عموما ً و القدس خصوصا ً بظهور العائ‪K‬ت التي امتهنت صنعة الطب و‬ ‫الصيدلة حيث كان يتوارثها ا‪2‬بناء و ا‪2‬حفاد حالها كحال ا‪P‬هن ا‪2‬خرى و غالبية هؤ‪q‬ء‬ ‫‪.‬عملوا في خدمة س‪K‬ط| ا‪2‬يوبي| و أمراء ا‪P‬ماليك‬ ‫‪125‬‬ ‫‪:‬البيمارستانات في القدس‬ ‫كانت ا‪P‬هنة الطبية قديما ً من اختصاص الكهنة حيث ساد اعتقاد في مصر القديمة و اليونان القديمة‬ ‫أن الطب هبة ا‪ä‬لهة ل نسان‪ ،‬فكانت ا‪P‬عابد تتحول من ح|ٍ ‪ä‬خر إلى شكل من أشكال ا‪P‬شافي أو‬ ‫العيادات الطبية‪ ،‬و لم يكن ا‪2‬مر يختلف في فلسط| فكان ا‪2‬منحوتب إله الطب في مصر و‬ ‫إسكو‪q‬بيوس إله الطب في اليونان و هناك نظير في سورية و فلسط| و هو إله يُدعى أشمون كان‬ ‫‪.‬له معبد في صيدا و ُوجدت آثار عبادته في القدس في بركة بيت حسدا‬ ‫و عرفت القدس بوصفها مقصدا ً للحجاج ا‪P‬سيحي| عددا ً من النزل تؤدي دور ا‪P‬ستشفيات حيث‬ ‫أُسست الكنيسة ا‪P‬سيحية خ‪K‬ل العصر الروماني البيزنطي و كانت نُزُ‪ ًq‬تأوي الحجاج و تقدم لهم‬ ‫‪.‬ا‪P‬عالجة الطبية‪ ،‬و كانت القدس من أوائل ا‪P‬دن في العالم التي عرفت نُزُ‪ ًq‬كهذه‬ ‫‪126‬‬ ‫‪:‬أول ا‪P‬شافي في القدس‬ ‫يذكر الدكتور و ا‪P‬ؤرخ كامل العسلي في كتابه " مقدمة في تاريخ الطب في القدس"‪ ،‬أن أول مشفى عرفته ا‪P‬دينة ا‪P‬قدسة أنشأه ا^مبراطور‬ ‫جستنيان )‪527‬م ـ‪565‬م(‪ ،‬و كان مجهزا ً با‪P‬وظف| للعناية با‪P‬رضى و يحتوي على مئة سرير كما ُ‬ ‫خصص له مخصصات سنوية تبلغ )‪(1850‬‬ ‫قطعة ذهب‪ ،‬ثم أمر ا^مبراطور بمضاعفة عدد ا‪2‬س ّرة و زاد من مخصصاته‪.‬لم يُعرف موقع ا‪P‬شفى على وجه التحديد و لكن يُعتقد أنه ُ‬ ‫شيّد‬ ‫‪.‬جنوبي دير السريان ب| كنيستي نيا و صوفيا‬ ‫و يذكر ا‪P‬ؤرخون أن مشفى آخر أُنشأ في القدس بعد مشفى جستنيان بحوالي نصف قرن بدعم من البابا غريغوريس ا‪2‬ول )‪590‬م ـ‪604‬م(‪ ،‬و‬ ‫‪.‬كان موقع هذا ا‪P‬شفى قرب كنيسة القيامة في حارة الدّباغة‬ ‫‪127‬‬ ‫‪1.‬‬ ‫‪:‬ا‪P‬شفى الفاطمي‬ ‫و يذكر الرحالة ناصر خسرو و الذي زار القدس في ‪ 5‬رمضان سنة ‪438‬هـ‪1047/‬م‪ ،‬أنه شاهد على حافة وادي جهنم‬ ‫بيمارستانا ً عظيما ً عليه أوقاف طائلة‪ ،‬و يوفر ‪P‬رضاه الع‪K‬ج و الدواء و كانت أجور ا‪2‬طباء تُؤخذ من ريع ا‪2‬وقاف ا‪P‬قررة لهذا‬ ‫البيمارستان‪ ،‬و ظل هذا ا‪P‬شفى عامرا ً حتى احتل الصليبيون مدينة القدس سنة ‪1099‬م ‪ ،‬فأقاموا مكانه مشفى ا‪q‬سبتارية‬ ‫)مشفى القديس يوحنا(‬ ‫و الجدير بالذكر أن الصليبي| اهتما بإنشاء ا‪P‬شافي كما عملت القوميات ا‪P‬ختلفة على إنشاء مشافيها الخاصة في مدينة‬ ‫القدس‪ ،‬فقد أسس ا‪P2‬ان مشفى لهم )‪ ،(1128‬و بنى ا‪P‬جريون مشفى لهم شمال كنيسة القيامة )‪1135‬م(‪ ،‬و لحق بهم ا‪2‬رمن‬ ‫‪.‬فأنشئوا مشفى خاص بهم ألحقوه بدير مار يعقوب عام )‪(1142‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪:‬ا‪P‬شفى الص‪K‬حي ‪2-‬‬ ‫و ‪P‬ا حرر السلطان ص‪K‬ح الدين بيت ا‪P‬قدس أمر بأن تكون الكنيسة ا‪P‬جاورة لدار ا‪q‬ستبار )كنيسة مشفى القديس يوحنا ا‪P‬جاورة‬ ‫‪.‬لكنيسة القيامة( بيمارستانا ً للمرضى وجلب إليها ا‪2‬دوية و العقاقير نادرة الوجود‬ ‫و تم إنشاء البيمارستان الص‪K‬حي عام ‪ ،1192‬و كان يقع في الجزء الغربي من حارة الدّباغة على مسافة من كنيسة القيامة‪ ،‬و ّ‬ ‫ع|‬ ‫السلطان القائد ص‪K‬ح الدين ا‪2‬يوبي أول مدير للمشفى و هو رجاء الدين يوسف بن رافع ا‪P‬عروف بابن شداد‪.‬و قام السلطان بوقف‬ ‫عقارات من مخازن و بيوت و أفران و دكاك| و طواح| و آبار و أراضي زراعية من أجل تطوير ا‪P‬شفى ‪.‬و استمر البيمارستان‬ ‫الص‪K‬حي في القدس بتقديم خدماته الطبية طيلة الفترة العثمانية ا‪2‬ولى )‪1516‬م ـ ‪1831‬م(‪.‬للمقدسي| و غيرهم من الحجاج و‬ ‫الزائرين‪.‬عاش البيمارستان الص‪K‬حي فترة قياسية في عمر أية مؤسسة صحية في الب‪K‬د العربية‪ ،‬بخ‪K‬ف البيمارستان النوري‬ ‫بحلب الذي أنشأه ا‪P‬لك نور الدين محمود الزنكي عام )‪560‬هـ‪1164/‬م(‪ ،‬و مع نهاية القرن السابع عشر ا‪P‬ي‪K‬دي توقف عن تقديم‬ ‫خدماته‪.‬و الجدير بالذكر أن العلوم الطبية ازدهرت و عدد ا‪2‬طباء ازداد في العهد ا‪2‬يوبي‪ ،‬و كانت البيمارستانات في هذا العهد‬ ‫مفتوحة ا‪2‬بواب للفقراء‪ ،‬و كانت مشافي القدس تُقسم إلى جناح| ا‪2‬ول للرجال و الثاني للنساء‪ ،‬كما كان يوجد غرف و أقسام‬ ‫‪.‬للجراحة و أقسام ‪2‬مراض العيون‪ ،‬و أماكن خاصة ‪2‬صحاب ا‪2‬مراض العقلية‪ ،‬و يشرف على هذه ا‪2‬قسام أطباء مختصون‬ ‫‪129‬‬ ‫‪:‬العصر ا‪P‬ملوكي‬ ‫حظيت فلسط| بعدد من ا‪P‬شافي يفوق ما أُقيم في العهدين الفاطمي و ا‪2‬يوبي‪ ،‬و اعتنى أمراء‬ ‫‪:‬ا‪P‬ماليك بالبيمارستان الص‪K‬حي و أسسوا عددا ً من ا‪P‬شافي مثل‬ ‫البيمارستان ا‪P‬نصوري في الخليل و كان يختص بمعالجة الفقراء‪ ،‬و بيمارستان فخر الدين القبطي‬ ‫في القدس و الرملة‪ ،‬و بيمارستان غزة و أقامه علم الدين سنجر بن عبد ا´ الجاولي الفقيه‪ ،‬و‬ ‫‪.‬بيمارستان سيف الدين تنكز بصفد‬ ‫‪130‬‬ ‫‪:‬العهد العثماني‬ ‫اعتنى العثمانيون با‪P‬شافي التي أُسست في العهد ا‪P‬ملوكي وزادوا أوقافها‪ ،‬و كان في فلسط| ست‪ î‬مشافي‬ ‫‪.‬حكومية موزعة في القدس و يافا و حيفا و عكا و نابلس و غزة‬ ‫‪:‬ا‪P‬شفى البلدي ‪1-‬‬ ‫أُنشئ هذا ا‪P‬شفى عام ‪1891‬م في عهد السلطان عبد الحميد الثاني في بالقدس‪ ،‬حيث اشترى الحاج سليم‬ ‫أفندي الحسيني رئيس بلدية القدس قطعة أرض في حي الشيخ بدر‪ ،‬و بنى عليها مبنى من طابق| يضم ‪28‬‬ ‫غرفة و ‪ 40‬سريراً‪ ،‬أمّا طاقم ا‪P‬شفى تأ ّلف من ‪ 7‬ممرضات و ‪ 5‬ممرض| و إماما ً يمثل إدارة البلدية و يقوم‬ ‫بوظيفة سكرتير ا‪P‬شفى‪ ،‬و كان رئيس ا‪2‬طباء يونانيا ً يُدعى فوتيوس افكليدس يساعده الطبيب ا‪P‬قدسي كامل‬ ‫‪.‬الحسيني‬ ‫‪.‬زُود ا‪P‬شفى بغرفة عمليات مجهزة بشكل ممتاز و صيدلية تحوي جميع ا‪2‬دوية ا‪P‬عروفة في ذلك الوقت‬ ‫خصصت ل~مراض ا‪P‬عدية‬ ‫‪.‬و في زمن متصرف القدس علي أكرم بك أُنشئت بناية صغيرة من ث‪K‬ث غرف‪ُ ،‬‬ ‫‪.‬و بعد الحرب العا‪P‬ية ا‪2‬ولى حوّل ا‪q‬حت‪K‬ل البريطاني دار ا‪P‬شفى إلى مقر لدائرة الصحة‬ ‫‪.‬اتسم العهد العثماني بازدهار مشافي ا^رساليات ا‪2‬جنبية و خصوصا ً في ا‪P‬دينة ا‪P‬قدسة‬ ‫‪131‬‬ ‫‪:‬ا‪P‬شفى الروسي ‪2-‬‬ ‫يقع في ا‪H‬سكوبية و بناه الروس سنة ‪1859‬م ‪H‬ن يفد بقصد الحج من أبناء روسيا‪ ،‬و بعد عام ‪ 1917‬أصبح‬ ‫‪.‬مشفى للموظف‪ t‬البريطاني‪ t‬و غيرهم‪ ،‬لذا أُطلق عليه مشفى الحكومة‬ ‫‪:‬مشفى الهوسبيس ‪3-‬‬ ‫‪.‬بناه النمساويون على درب ا‪Qî‬م عند مفترق الطرق ا‪H‬ؤدية إلى باب العمود و حارة باب الواد في القدس‬ ‫و بُني أص}ً ليكون نُزُ‪v ًQ‬مبراطور النمسا فرانسوا جوزيف عند زيارته للقدس‪ ،‬و لكنه لم يُستعمل كمشفى‬ ‫‪.‬إ‪ Q‬في أواخر فترة ا‪Q‬نتداب البريطاني‬ ‫‪:‬ا‪P‬شفى ا^نكليزي ‪4-‬‬ ‫أسسته ا‪.‬سقفية البروتستانتية في القدس‪ ،‬و ذلك لخدمة اليهود بمبادرة من ّمبشري جمعية لندن لننشر‬ ‫ا‪H‬سيحية ب‪ t‬اليهود‪ ،‬و وصل إلى فلسط‪ُ t‬منشئ ا‪H‬شفى و أول مدير له الدكتور ماكجوان سنة ‪1842‬م ‪،‬‬ ‫ا‪H‬بشرين ا‪Q‬نجلكاني‪ t‬اصطدمت بمعارضة يهود القدس‪.‬و بمساعدة مالية من موشه‬ ‫ّ‬ ‫ولكن مساعي‬ ‫مونتفيوري ـالثري اليهودي البريطانيـ استطاع اليهود أن يبنوا مشفى خاص بهم‪ ،‬و قام ا‪H‬شفيان اليهودي‬ ‫‪132‬‬ ‫‪.‬و ا‪v‬نكليزي سويا ً عام ‪1844‬م‬ ‫‪:‬ا‪P‬شفى ا‪P2‬اني ‪5-‬‬ ‫بُني سنة ‪1894‬م و يُعرف باسم ا‪P‬شفى ا‪P‬جيدي‪2 ،‬ن من يدخله من ا‪P‬رضى كان يدفع ريا‪ًq‬‬ ‫مجيديا ً عثمانيا ً فقط مهما طالت إقامته‪.‬و قال عنه ا‪P‬ؤرخ الفلسطيني عارف العارف أنه أكبر‬ ‫‪.‬ا‪P‬شافي التي قامت بالقدس‬ ‫فيه مختبر و آلة للتصوير بأشعة )روتنجن(‪ ،‬و في عام ‪ 1924‬أداره الدكتور توفيق كنعان و‬ ‫الدكتور غمال|‪ ،‬و تم إغ‪K‬ق ا‪P‬شفى عام ‪ 1939‬بسبب الحرب العا‪P‬ية الثانية و اُستعمل ثكنة‬ ‫‪.‬للجند‬ ‫‪:‬ا‪P‬شفى ا^يطالي‪5-‬‬ ‫تم بناؤه حوالي عام ‪ 1920‬على طريق القديس بولس‪ ،‬و يتكون من ث‪K‬ثة طوابق ‪ ،‬و يُعتبر‬ ‫‪.‬أحدث ا‪P‬شافي الغربية الك‪K‬سيكية عهدا ً‬ ‫‪133‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬مشفى ا‪2‬طفال ‪6-‬‬ ‫‪.‬و هو مشفى صغير كان يقع شمال ا‪P‬سكوبية و لم يضم سوى ‪ 15‬سريرا ً‬ ‫أسست هذا ا‪P‬شفى عائلة أرستقراطية أ‪P‬انية و أنفقت عليه طيلة سنوات وجوده من ‪1872‬‬ ‫حتى إغ‪K‬قه ‪ 1899‬عندما أقدم مديره الدكتور ساندرشكي على ا‪q‬نتحار‪.‬و فض‪ ًK‬عن هذه‬ ‫ا‪P‬شافي عرفت القدس أيضا ً مشفى بيت صفافا ل~مراض السارية‪ ،‬مشفى بيت لحم‬ ‫ل~مراض العقلية‪ ،‬مشفى مار يوحنا ‪2‬مراض العيون ‪1861‬م‪ ،‬و مشفى ‪P‬داواة ا‪P‬جذوم|‬ ‫‪1867.‬م‪ ،‬و يقع ب| حي الطالبية و البقعا التحتا‪ ،‬و أداره الدكتور توفيق كنعان عام ‪1919‬‬ ‫و مما يجدر ذكره أن ُكليّ َة ص‪K‬ح الدين ا^س‪K‬مية التي أُنشئت بالقدس سنة ‪ 1915‬ضمت‬ ‫‪.‬في برامجها التعليمية مادة لتعليم مبادئ حفظ الصحة‬ ‫‪134‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser