أدوات مدرسة املستقبل - القيادة التربوية PDF

Summary

This document is a textbook about educational leadership, specifically designed for educational leaders in the future. It covers various aspects, from the definition of leadership to theories of leadership, as well as practical roles for leaders.

Full Transcript

‫أدوات ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‬ ‫ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‬ ‫المستقبل‬ ‫أدوات مدرسة‬ ‫اﻟﺘـــــــــﺮﺑﻮﻳﺔ‬ ‫اﳌﻬﻨﻴـــــــﺔ‬ ‫اﻟﻘﻴــــــﺎدة‬ ‫اﻟﺘﻨﻤﻴـــــــﺔ‬ ‫التربويـــة‬ ‫القيـــادة‬ ‫إﻋﺪاد‪ :‬اﻟﺪﻛﺘﻮر‪ /‬ﻋﺒﺪ...

‫أدوات ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‬ ‫ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‬ ‫المستقبل‬ ‫أدوات مدرسة‬ ‫اﻟﺘـــــــــﺮﺑﻮﻳﺔ‬ ‫اﳌﻬﻨﻴـــــــﺔ‬ ‫اﻟﻘﻴــــــﺎدة‬ ‫اﻟﺘﻨﻤﻴـــــــﺔ‬ ‫التربويـــة‬ ‫القيـــادة‬ ‫إﻋﺪاد‪ :‬اﻟﺪﻛﺘﻮر‪ /‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﺮ‬ ‫مكتباﻟﺤــﺮ‬ ‫التربية العربي لدول الخليج‬ ‫اﻟﻌــﺰﻳﺰ‬ ‫أعدهﻋﺒـﺪ‬ ‫بتكليف من‪٢٠٠٩‬‬ ‫إﻋﺪاد‪ :‬اﻟﺪﻛﺘﻮر‪/‬‬ ‫عبدالعزيز الحر‬ ‫الدكتور‪٢٠٠٩‬‬ ‫الطبعة الثانية‪1431 :‬هـ ‪2010 /‬م‬ ‫الناشر‬ ‫مكتب التربية العربي لدول اخلليج‬ ‫الرياض ‪ -‬اململكة العربية السعودية‬ ‫حقوق الطبع والنشر محفوظة‬ ‫ملكتب التربية العربي لدول اخلليج ‪ -‬الرياض‬ ‫ويجوز االقتباس مع اإلشارة إلى املصدر‬ ‫‪1430‬هـ ‪2009 /‬م‬ ‫رقم اإليداع‬ ‫أدوات مدرسة المستقبل ‪ -‬القيادة التربوية‬ ‫الناشر‬ ‫مكتب التربية العربي لدول اخلليج‬ ‫ص‪.‬ب (‪ – )94693‬الرياض (‪)11614‬‬ ‫تليفون‪ – 4800555 :‬فاكس ‪4802839‬‬ ‫‪www.abegs.org‬‬ ‫‪E-mail: [email protected]‬‬ ‫اململكة العربية السعودية‬ ‫‬ ‫قائمة المحتويات‬ ‫ز‬ ‫تقدمي‬ ‫ط‬ ‫قيادة مدرسة املستقبل‬ ‫‪1‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مفهوم القيادة والقائد‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تعريفات القيادة‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫التعريف اإلجرائي للقيادة‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫كيف يصنع القائد‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬نظرية القيادة‪:‬‬ ‫‪8‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫املداخل املتعددة لدراسة القيادة‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أدوار القائد التربوي ومسؤولياته‪:‬‬ ‫‪12‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫دراسة اجلمعية الوطنية ملديري املدارس االبتدائية‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪17‬‬ ‫دراسة احلر ‪2003‬م أ‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪21‬‬ ‫دراسة كوتون ‪2003‬م‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪22‬‬ ‫دراسة مارزانو ‪2005‬م‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪23‬‬ ‫القواسم املشتركة بني الدراسات السابقة‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬القيادة في السياق المدرسي‪:‬‬ ‫‪28‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪29‬‬ ‫منوذج القيادة في اإلطار املدرسي‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪30‬‬ ‫مكونات النموذج‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪32‬‬ ‫القيادة والرؤية في السياق املدرسي‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪34‬‬ ‫بناء الرؤية‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪34‬‬ ‫التعليم والتعلم والتقومي‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪36‬‬ ‫املناهج‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪47‬‬ ‫التنمية املهنية‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‬ ‫(هـ)‬ ‫أدوات مدرسة المستقبل ‪ -‬القيادة التربوية‬ ‫‪54‬‬ ‫التخطيط االستراتيجي‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪65‬‬ ‫احملاسبية‬ ‫‪4.10‬‬ ‫‪67‬‬ ‫اللوائح والنظم‬ ‫‪4.11‬‬ ‫‪68‬‬ ‫إدارة املوارد املادية والبشرية‬ ‫‪4.12‬‬ ‫‪69‬‬ ‫استخدام التقنية الشاملة‬ ‫‪4.13‬‬ ‫‪70‬‬ ‫البيئة املدرسية‬ ‫‪4.14‬‬ ‫‪73‬‬ ‫العالقات اخلارجية‬ ‫‪4.15‬‬ ‫‪73‬‬ ‫االستراتيجية اخلاصة بالتواصل مع أولياء األمور‬ ‫‪4.16‬‬ ‫‪83‬‬ ‫المراجع‪:‬‬ ‫المالحق‪:‬‬ ‫‪87‬‬ ‫ملحق رقم (‪ :)1‬بناء الرؤية‬ ‫‪93‬‬ ‫ملحق رقم (‪ :)2‬استبانات حتديد االحتياجات التدريبية‬ ‫‪111‬‬ ‫تقومي برنامج تدريبي‬ ‫ملحق رقم (‪ :)3‬استبانة ّ‬ ‫‪117‬‬ ‫ملحق رقم (‪ :)4‬بطاقة النمو املهني‬ ‫‪127‬‬ ‫ملحق رقم (‪ :)5‬عناصر اخلطة املدرسية‬ ‫‪131‬‬ ‫ملحق رقم (‪ :)6‬الئحة السلوكيات الطالبية‬ ‫‪135‬‬ ‫ملحق رقم (‪ :)7‬استبانة مشاركة أولياء األمور في العمل املدرسي‬ ‫(و)‬ ‫‬ ‫تقديــــــــم‬ ‫يحظى املستقبل مبساحة مهمة في الفكر التربوي منذ أن عرفت البشرية طريقها إلى التربية والتعليم‪ ،‬حتى أضحت‬ ‫هذه الكلمة اآلن «املس تقبل» تس يطر على الفكر التربوي املعاصر‪ ،‬وذلك بحكم ما تقوم به التربية من وظائف اإلعداد‬ ‫للمستقبل والتهيئة للتعامل مع مستجداته املتسارعة‪ ،‬والتعايش مع متغيراته املتعددة‪.‬‬ ‫وإذا كان الفكر التربوي في املس تقبل يبدو اآلن أنه يش غل التربية بصورة لم حتدث من ذي قبل‪ ،‬إال أن املتأمل‬ ‫في جوانب التربية اإلس ل امية وميادينها يتيقن أن العمل من أجل املس تقبل ميثل جوهر ًا من جواهر التربية اإلسالمية‪،‬‬ ‫فالتفكير في املستقبل لديها ليس رجم ًا بالغيب‪ ،‬بل هو استشراف مبكر ملا يجب أن يكون عليه عمل املسلم وسلوكه اليوم‬ ‫من أجل الغد‪ ،‬وأن نعمل لآلخرة كأننا منوت غد ًا‪ ،‬كما يحثنا على أال نفقد األمل في املس تقبل األفضل حتى وإن رأينا‬ ‫أهوال الساعة‪ ،‬فنحن مدعوون إلى أن نغرس اخلير ونحسن السلوك‪ ،‬ولعل التوجيه احلكيم هو ما يدفعنا إلى أن نحسن‬ ‫واقع التربية إذا أردنا أن نحس ن صورة املستقبل‪ ،‬فالتربية هي األس اس في تنشئة األجيال وإعدادها لهذا املستقبل‬ ‫الذي نريده‪ ،‬والذي تتحدد صورته اليوم من معطيات الواقع وطموحاتنا في غد أفضل‪.‬‬ ‫وملا كانت املدرسة هي املؤسسة التي يستند إليها املجتمع ــ بصورة أساسية ــ في تربية أبنائه وإعدادهم للمستقبل‪،‬‬ ‫فما أحرانا أن نفكر بجدية في مدرسة املستقبل‪ ،‬وكيف يجب أن تكون‪ ،‬وأن يتم ذلك في ضوء رؤية استراتيجية واضحة‬ ‫املعالم في فلسفتها وسياساتها‪ ،‬ويتوافر لها من املرونة ما يسمح بأن تتحقق أهداف املدرسة بدرجة أفضل من الكفاية‬ ‫والفعالية واإلتقان‪ ،‬سعي ًا لتحقيق أهداف املجتمع الذي عهد إليها بتربية أبنائه‪.‬كما يجب التفكير في مدرسة املستقبل‬ ‫وف ق آلية دائمة للتطوير والتحس ي ن تتجاوب مع طبيعة املس تقبل وما يحمله من معطيات جديدة ف ي العلوم والتقانة‬ ‫والثقافة‪ ،‬ويجب أن يضع له من اآلليات ما ال يعرف الس كون إال فيما يتعلق بالثوابت العقيدية والشرعية التي نعتز بأن‬ ‫الله ارتضاها لنا‪.‬‬ ‫وانطالق ًا من أهداف مكتب التربية العربي لدول اخلليج‪ ،‬وامتدادا جلهوده في استش راف مس تقبل التربية‪ ،‬يجيء‬ ‫ً‬ ‫هذا العمل في صورته اجلديدة والذي يس عدني تقدميه لس احة التربية والتعليم‪ ،‬وبخاصة للمهتمني مبدرسة املستقبل‪،‬‬ ‫وهو ميثل سلس لة متكاملة حوله ا‪.‬تنطلق من القيادة التربوية والتخطيط االس تراتيجي لتصل إلى التنمية املهنية في‬ ‫املدرسة لتحسني العمل فيها‪ ،‬ثم تصل السلسلة إلى الطالب الذي هو محور العملية التعليمية وهو املستفيد املباشر من‬ ‫كافة اجلهود التي تبذلها املدرسة وما يقدمه من أجلها القائمون على العملية التعليمية‪.‬‬ ‫وتأتي الطبعة الثانية التي يس عدنا تقدميها للمهتمني مبدرسة املس تقبل‪ ،‬واستجابة حلاجة امليدان‪ ،‬ورغبة من‬ ‫املكتب في تطوير هذا العمل وإعادة نشره بأفكار جديدة‪.‬‬ ‫وفي اخلتام يس عدني أن أتقدم بوافر الش كر لسعادة الدكتور عبدالعزيز بن محمد احلر على ما بذله من جهد‬ ‫لتحقيق رغبة املكتب‪ ،‬كما أش كر سعادة األستاذ الدكتور أحمد عمر الروبي‪ ،‬الذي شاركه في إجناز هذه السلسلة‪،‬‬ ‫وأرجو أن يكون في هذا العمل ما يثري املكتبة العربية‪ ،‬وأن تس تفيد منه س احة العمل التربوي املشترك في الدول‬ ‫األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج‪.‬‬ ‫والله املوفق‪..‬وهو الهادي إلى سواء السبيل‪،،،‬‬ ‫‬ ‫(ز)‬ ‫أدوات مدرسة المستقبل ‪ -‬القيادة التربوية‬ ‫قيادة مدرسة المستقبل‬ ‫لماذا هذا الكتاب؟‬ ‫عزيزي القارئ‪ ،‬هل لديك استعداد ألن تركب طائرة وقائدها ال يعرف الطيران؟ وهل لديك استعداد ألن تركب طائرة‬ ‫وقائده ا يع رف الطيران ولكنه ال يعرف إلى أين يجب أن تذهب؟ وهل لديك اس تعداد ألن تركب طائرة وقائدها يعرف‬ ‫الطيران ويعرف الوجهة‪ ،‬ولكنه ال يعرف كيف يصل إليها؟! كم في مؤسس اتنا من قادة ال يعرفون الطيران‪ ،‬وال يعرفون‬ ‫الوجهة‪ ،‬وال يعرفون كيفية الوصول!! فنجدهم يتخبطون مينة ويسرة؛ ونتساءل أين املشكلة؟‪.‬‬ ‫إن النوايا احلس نة عزيزي القارئ‪ ،‬ال تكفي للقيادة‪.‬القيادة باتت علم ًا وفن ًا وممارس ة أخالقية في آن واحد؛ فهي‬ ‫حسا عال ًيا وفه ًما راق ًيا حلاجات‬ ‫علم ألنها تعتمد نظريات علمية ودراسات ميدانية وتقنيات متطورة‪ ،‬وهي فن ألنها تتطلب ً‬ ‫ومش اعر اآلخرين من ناحية وحكمة في اتخاذ القرارات من ناحية أخرى‪.‬كما أنها ممارس ة أخالقية؛ ألن القيادة تقوم‬ ‫على ضرب األمثلة والقدوة احلس نة‪.‬ومن هنا يأتي اهتمامنا مبوضوع القيادة بش كل عام والقيادة املدرس ية بش كل‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫يهدف هذا الكتاب إلى تقدمي تصور عام إلصالح التعليم مع التركيز على املدرس ة كوحدة تطوير أساس ية‪ ،‬مع‬ ‫حتديد خلصائص هذه املدرس ة‪ ،‬مس تفيدين من البحوث والدراس ات في مجال املدارس الفاعل ة‪.‬والقيادة احملترفة‬ ‫باعتبارها إحدى أهم خصائص املدارس الفاعلة وس وف تكون املبحث األساس ي لهذا الكتاب الذي يجمع بني العلمية‬ ‫والعملية؛ فهو علمي في تناوله للموضوعات محل الدراس ة‪ ،‬وعملي في تقدميه لألفكار التطبيقية للبيئة املدرس ية‪.‬كما‬ ‫يجمع بني الفكر التربوي في مجال اإلدارة املدرس ية والفكر اإلداري في مجال الدراس ات القيادية‪.‬ويقدم رؤية جديدة‬ ‫للقيادة في اإلطار املدرسي‪ ،‬بحيث تكون القيادة ذات الرؤية محور هذا اإلطار‪ ،‬وتدور في فلك هذا احملور مجموعة من‬ ‫النظم املس اندة والعمليات اإلدارية والوظائف القيادية‪.‬وأخير ًا ينتهي الكتاب برس م صورة بانورامية توظف نظريات‬ ‫ومداخل القيادة في اإلطار املدرسي‪ ،‬وتوضح دور القائد اإلصالحي في تطوير األداء املدرسي‪.‬‬ ‫لمن هذا الكتاب؟‬ ‫يس تهدف الكتاب القيادات التربوية بش كل عام واملدرسية بش كل خاص‪ ،‬حيث يركز‬ ‫الكتاب على دور القائد املدرس ي في تطوير األداء املدرس ي بطريقة منهجية‪ ،‬والتعامل مع‬ ‫املدرس ة كمؤسس ة احترافية وليست مدرس ة تقليدية‪.،‬كما يفيد الكتاب الباحثني في مجال‬ ‫القيادة املدرسية ومدارس املستقبل ومناذج اإلصالح التربوي؛ ويقدم الكتاب أهم خصائص‬ ‫وأنظمة وعمليات املدارس التي نريد‪ ،‬إضافة لنموذج مقترح إلصالح التعليم على املس تويات‬ ‫الوطني ة‪.‬إضافة لكل ه ؤالء املعنيني فإن الكتاب في ه فوائد للقائمني عل ى تدريب وتأهيل‬ ‫القادة التربويني إلدارة مدارس املستقبل بأفكار جديدة واستراتيجيات حديثة وأساليب تفكير‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫وأخير ًا يفيد الكتاب مشاريع القادة‪ ،‬وأقصد بهم أولئك الذين يتطلعون ألدوار قيادية في‬ ‫لتعرف الكثير من األمور قبل الوصول للقيادة‪ ،‬فمن أراد القيادة غدا‬ ‫املس تقبل‪ ،‬فهم بحاجة ّ‬ ‫وجب عليه أن يستعد لها اليوم‪.‬‬ ‫(طـ)‬ ‫‬ ‫كيف تقرأ هذا الكتاب؟‬ ‫ميكنك إن ش ئت عزيزي القارئ‪ ،‬أن تنتهي من قراءة هذا الكتاب في يوم واحد‪ ،‬ولكنني ال أنصحك بفعل ذلك؛ ألن‬ ‫الكتاب يتعامل مع موضوع حيوي بحاجة لقراءة متأنية وحتليلية وناقدة‪ ،‬وفي الوقت نفسه فإن هناك العديد من األفكار‬ ‫الت ي ال ب د أن تتوق ف عندها نقدا أو تأييدا أو جتريب ا أو تطويرا أو رفضا‪ ،‬وكل ذلك بحاجة لوقت مناس ب للتفكير‬ ‫واملراجعة‪.‬ويهدف هذا الكتاب إلى مس اعدتك على تطوير أدائك؛ لذلك نقدم إليك عزيزي القارئ نصائح س ريعة لقراءة‬ ‫هذا الكتاب‪:‬‬ ‫‪ -1‬اقرأ مقدمة الكتاب لتتعرف على محتوياته األساسية‪.‬‬ ‫‪ -2‬اقرأ اخلريطة الذهنية املصاحبة لكل فصل قبل قراءته‪.‬‬ ‫‪ -3‬ضع لنفسك مجموعة من األسئلة التي ترغب في أن جتد لها إجابات‪.‬‬ ‫‪ -4‬اختر الوقت املناسب للقراءة‪ ،‬ودون مالحظاتك على نفس الكتاب أو في ورقة خارجية‪.‬‬ ‫‪ -5‬سجل األفكار التي تعتقد بأنها قابلة للتنفيذ في مدرستك أو مؤسستك أو برنامجك التدريبي أو غير ذلك‪.‬‬ ‫‪ -6‬راجع األدوات املرفقة في املالحق‪ ،‬وحاول تقوميها بشكل مبدئي‪ ،‬وحدد إذا ما كانت تستحق التجريب؟‬ ‫‪ -7‬اق را اخلريطة املصاحبة خلامت ة الكتاب وحدد نقطة انطالقتك اخلاصة لتعرف املس افة املتبقية لك في حتقيق‬ ‫الريادة في مجال القيادة املدرسية‪.‬‬ ‫‪ -8‬ال تتردد في تخطي األجزاء التي ال تقع ضمن أولوياتك اآلنية‪ ،‬وميكنك العودة إليها الح ًقا عند احلاجة‪.‬‬ ‫‪ -9‬خل ص أهم األف كار املطروحة في الكتاب‪ ،‬واعرض امللخص على زمالئك في العمل من خالل حلقة نقاش ية أو‬ ‫محاضرة أو ورشة عمل‪ ،‬وحاول تطوير األفكار مبا يخدم مدرستك أو مؤسستك‪.‬‬ ‫إن التعامل مع الكتاب بهذه الطريقة سيضمن لك فوائد مضاعفة‪ ،‬ليس من أفكار الكتاب فحسب؛ وإمنا من اجلهد‬ ‫الذهن ي الذي س تضعه في تناول ومعاجلة األفكار الواردة في الكتاب‪.‬عزي زي القارئ‪ ،‬في نهاية تلخيصك للكتاب‪ ،‬لو‬ ‫حصلت على سبع أفكار جديدة قابلة للتنفيذ فكن سعيد ًا مبا حصلت عليه‪ ،‬وإن لم جتد فإن مسؤوليتك كبيرة في تسديد‬ ‫النقص‪.‬‬ ‫‬ ‫(ك)‬ ‫الفصل األول‬ ‫مفهوم‬ ‫القيادة والقائد‬ ‫أدوات مدرسة المستقبل ‪ -‬القيادة التربوية‬ ‫الفصل األول‪ :‬مفهوم القيادة والقائد‬ ‫‪ 1.1‬مقدمة‪:‬‬ ‫نالت القيادة اهتما ًما واس ًعا‪ ،‬فق د اهتمت بها علوم حديثة من أهمها‬ ‫علم اإلدارة‪ ،‬وعلم االجتماع‪ ،‬وعلم االجتماع السياسي‪ ،‬وعلم النفس‪ ،‬والعلوم‬ ‫السياسية‪ ،‬والعلوم العسكرية‪ ،‬واإلدارة التربوية‪.‬وبغض النظر عن تعدد هذه‬ ‫العلوم‪ ،‬واخت ل اف طبيعتها العلمية‪ ،‬إال أنها جميعا حاولت تفس ير ظاهرة‬ ‫وتعرف أهم املتغيرات والعوام ل التي تؤدي دور ًا فاع ًال فيها‪ ،‬وفي‬ ‫القي ادة‪ّ ،‬‬ ‫هذا الس بيل تعددت املداخ ل ‪ ،Approaches‬والتعريفات والنظريات التي‬ ‫تناولتها‪ ،‬كما اختلفت وجهات النظر والنتائج التي توصلت إليها‪.‬‬ ‫س نركز في هذا الكتاب على املفهوم اإلجرائي للقيادة ومن ثم األدوار‬ ‫األساس ية التي يؤديه ا القائد وصوال لدور القائد في التطوير املدرس ي‪.‬‬ ‫وهذا املدخل سيساعدنا على وضع املفاهيم النظرية للقيادة موضع التنفيذ‪،‬‬ ‫بحيث يكون لدى القائد املدرسي في نهاية املطاف مجموعة من األدوات التي‬ ‫تس اعده على أداء مهامه بأفضل صورة ممكن ة‪.‬وهذه األدوات قد مت بناء‬ ‫بعضها في النسخة السابقة من هذا الدليل‪ ،‬وتأتي النسخة اجلديدة لتطوير‬ ‫هذه األدوات وتضيف عليها مجموع ة جديدة تغطي مجاالت وأبعاد جديدة‬ ‫ذات صلة بالقيادة املدرسية‪.‬‬ ‫وفي تناولنا ملفهوم القيادة‪ ،‬ومحاولة التوصل إلى مفهوم اجرائي للقيادة سنعرض ألهم التعاريف التي تناولت هذا‬ ‫املفهوم‪ ،‬والنظريات التي حاولت تفسيره‪ ،‬ومن ثم استخالص القواسم املشتركة‪ ،‬وصو ًال إلى حتديد مفهوم القيادة الذي‬ ‫نستهدفه‪.‬‬ ‫‪ 1،2‬تعريفات القيادة ‪:‬‬ ‫قد ال نكون مبالغني إذا قلنا إن هناك العش رات من التعاريف للقيادة‪ ،‬وكل تعريف له منطلقاته وقناعاته‪ ،‬وينظر‬ ‫للقيادة من زاوية ما‪.‬وقد حصرت مجموعة من الباحثني (الكاللدة‪2002،‬م؛ النوري‪1991،‬م؛ البدري ‪2001‬م؛ ومصطفى‬ ‫‪2005‬م) عدد ًا كبير ًا من تعريفات القيادة‪ ،‬نوردها فيما يلي‪:‬‬ ‫أو ًال‪ :‬تعريفات أجنبية‪:‬‬ ‫> ‪: Kontz & Odonnel‬‬ ‫«القيادة تعني عملية التأثير التي يقوم بها القائد في مرؤوس يه إلقناعهم وحثهم على اإلس هام الفاعل‬ ‫بجهودهم للقيام بنشاط متعاون» (الكاللدة‪2002 ،17 ،‬م)‪.‬‬ ‫> ‪: Fiedler‬‬ ‫«القيادة تعني اجلهود املبذولة للتأثير في س لوك الناس أو تغييره من أجل الوصول إلى أهداف املنظمة‬ ‫واألفراد» (الكاللدة‪2002 ،18 ،‬م)‪.‬‬ ‫‬ ‫> ‪: Department of The Air Force U.S.A‬‬ ‫«القيادة هي فن التأثير وتوجيه الناس إلى حتقيق املهمة» (الكاللدة‪2002 ،18 ،‬م)‪.‬‬ ‫> ‪: Seckler Hudson‬‬ ‫«عملية التأثير وش حذ همم الناس للعمل مع بعض‪ ،‬بجهد عام لتحقيق أهداف التنظيم» (الكاللدة‪،18 ،‬‬ ‫‪2002‬م)‪.‬‬ ‫> كوهني ‪:‬‬ ‫«ه ي ف ن التأثي ر في اآلخرين لب ذل أقصى ما في وس عهم لتنفي ذ ّأي مهمة أو هدف أو مش روع»‬ ‫(كوهني‪2003،‬م)‪.‬‬ ‫> بتروفسكي ‪:‬‬ ‫«ه ي عالقات الس يطرة واخلضوع والنف وذ والتبعية في نظام العالقات بني األش خاص في اجلماعة»‬ ‫(العيسوي‪2006،‬م)‪.‬‬ ‫> تاتنينوم ‪:‬‬ ‫«هي عملية تأثير املدير في سلوك التابعني له في موقف معني» (النوري‪1991 ،‬م)‪.‬‬ ‫> بيتش ‪:‬‬ ‫«هي عملية للتأثير في أشخاص آخرين لتحقيق أهداف عملية» (النوري‪1991 ،‬م)‪.‬‬ ‫> سيزالقي‪ ،‬وواالس‪:‬‬ ‫«ه ي الطريق ة التي يحاول أح د األفراد التأثير مبوجبه ا على آخر لتحقيق ه دف أو أهداف معينة»‬ ‫(سيزالقي‪ ،‬وواالس‪1991 ،‬م)‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬تعريفات عربية‪:‬‬ ‫> منير مرسى‪:‬‬ ‫«هي السلوك الذي يقوم به الفرد حني يوجه نشاط جماعة نحو هدف مشترك» (مرسي‪1984 ،‬م)‪.‬‬ ‫> سيد مصطفى‪:‬‬ ‫«ه ي قدرة التأثير في آخرين من خالل االتصال ليصلوا – بحماس والتزام – إلى أداء مس تمر يحقق‬ ‫أهداف ًا مخططة» (مصطفى‪2005 ،‬م)‪.‬‬ ‫> طارق البدري‪:‬‬ ‫«هي توجيه س لوك األفراد‪ ،‬وتنس يق جهودهم‪ ،‬وموازنة دوافعهم ورغباتهم؛ بغية الوصول باجلماعة إلى‬ ‫حتقيق أهداف املنظمة بكفاءة عالية» (البدري‪2002 ،‬م)‪.‬‬ ‫‬ ‫أدوات مدرسة المستقبل ‪ -‬القيادة التربوية‬ ‫‪ 1،3‬التعريف اإلجرائي للقيادة‪:‬‬ ‫من خالل القراءة الناقدة والتحليل ملضامني التعريفات السابقة ميكن أن نالحظ بعض أوجه اإلتفاق وبعض‬ ‫أوج ه االخت ل اف بينها‪ ،‬ومن أهم أوجه االختالف عدم االتفاق عل ى طبيعة أو هوية القيادة في حد ذاتها؛ حيث‬ ‫وردت لها أوصاف مختلفة مثل أنها عملية‪ ،‬أو أنها نشاط‪ ،‬أو أنها فن‪.‬‬ ‫وميكن أن نستخلص من العرض السابق أن القيادة هي إما (عملية تأثير)‪ ،‬أو (قدرة على التأثير)‪ ،‬أو هي‬ ‫(ف ن التأثير)‪ ،‬أو (طريقة للتأثير)‪ ،‬أو (نش اط للتأثير)‪ ،‬أو (جه ود للتأثير)‪.‬وأن هذا التأثير يتم على آخرين قد‬ ‫يوصفون بالتابعني‪ ،‬أو املرؤوسني‪ ،‬أو اجلماعة؛ لتحقيق هدف أو أهداف معينة‪.‬‬ ‫وف ي إطار ما س بق ميكن أن نحدد مفهوم القيادة فيما يلي‪« :‬القيادة ه ي عملية القدرة على التأثير على‬ ‫اآلخرين؛ لتحقيق الرؤية املنش ودة‪.‬ويقوم بها الفرد ال ذي ميتلك أكبر قدر من مصادر القوة التي تؤهله لتوجيه‬ ‫سلوك األفراد الوجهة التي يحددها برضاهم»‪.‬‬ ‫‪ 1،4‬كيف يصنع القائد‪:‬‬ ‫ه ل القادة املميزون قادة بالفطرة أم من املمكن صنعهم؟ هذا غالب ًا ما يتم مناقش ته في أدبيات القيادة‪،‬‬ ‫ورمبا استنفد بحث ًا‪ ،‬لكنه مازال يثير اجلدل بني أصحاب املداخل واالجتاهات املختلفة في مجال دراسة القيادة‪.‬‬ ‫فهناك من يؤيد أن القادة هم قادة بالفطرة‪ ،‬أي أنهم يولدون مبواهب خاصة تؤهلهم للقيادة‪ ،‬وهناك من يؤيد أن‬ ‫القيادة ليست موهبة فطرية وهي شيء ميكن تعلمه وإتقانه باخلبرة والتدريب‪.‬‬ ‫ويرى أصحاب االجتاه األول أن هناك أمثلة عديدة لقادة مش هورين لم يتدربوا مطلق ًا على القيادة‪ ،‬لكنهم‬ ‫ول دوا قادة وأصبحوا قادة مش هورين‪ ،‬وفي التاريخ مناذج عديدة لهؤالء الق ادة‪ ،‬وفي أدبيات القيادة عدد من‬ ‫الدراس ات التي تناولت البحث في اخلصائص والس مات والقدرات واملواهب واملهارات الشخصية التي ترتبط‬ ‫بالقيادة‪ ،‬لكن هذه اخلصائص والس مات وإن كانت تنطبق على ش خصيات قيادية معينة‪ ،‬لكنها ال تنطبق على‬ ‫جميع القادة‪ ،‬كما ال تؤيد نتائج الدراسات وجود خصائص أو سمات عامة تتميز بها كل الشخصيات القيادية‪،‬‬ ‫بحيث ميكننا القول إن من تتوافر فيه هذه اخلصائص والسمات سوف يصبح بالضرورة قائد ًا ناجح ًا‪ ،‬كما تبني‬ ‫أن هذه اخلصائص والقدرات تتوزع توزيع ًا واس ع ًا بني غير القادة‪ ،‬وأن اخلصائص والس مات الالزمة للنجاح‬ ‫ف ي موق ف قيادي معني ليس من الضروري أن تكون كذلك في مواقف قيادية أخرى‪ ،‬فقائد فريق للبحث العلمي‬ ‫في مجال الذرة يحتاج إلى قدر عال من الذكاء والقدرات العقلية اخلاصة‪ ،‬ولكن هذا القدر من الذكاء والقدرات‬ ‫اخلاصة ليس ضروري ًا عند قيادة فريق للكشافة (العيسوي‪2006 ،‬م)‪.‬وبوجه عام تشير نتائج األبحاث في هذه‬ ‫القضية إلى أنه ال يوجد قائد مولود‪ ،‬بل إن هذا التعبير ال يعد سوى خرافة (كاللدة‪2002 ،‬م)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويرى بيتر ريد ‪ Peter Read‬أن القول بوجود أمثلة عديدة لقادة مشهورين لم يتدربوا مطلقا على القيادة ال‬ ‫ينفي أنهم اكتسبوا بطريقة ما القدرات املطلوبة للقيادة املتميزة (ريد‪2005 ،‬م) كما يرى وليام كوهني ‪William‬‬ ‫‪ cohen‬أن القيادة ش يء ميكن تعلمه‪ ،‬وليس هناك من س بب يدعو للش ك في أن صفات القيادة قابلة للتعليم‬ ‫والتعلّم‪ ،‬وميكن ألي ش خص أن يصبح قائ ًدا مقتدر ًا‪ ،‬والش يء الوحيد الذي يحتاج إلى معرفته هو ما يجب أن‬ ‫نتعلمه‪ ،‬وأن القول بأن القادة يولدون بصفات خاصة توجد منهم قادة هو مجرد هراء (كوهني‪2003 ،‬م)‪.‬‬ ‫ومييل الس واد األعظم من الكتّاب والباحثني إلمكانية تنمية القدرات القيادية والوصول بها إلى مس تويات‬ ‫عالي ة من األداء متك ن أصحابها من القيام مبهامهم القيادي ة بكفاءة واقتدار‪.‬لذلك يوج د حال ًيا العديد من‬ ‫اجلامع ات العريق ة مثل جامعة هارفرد وغيرها تقدم برامج متخصصة إلع داد القيادات مبناهج نظرية وعملية‬ ‫‬ ‫مس تندة ألهم الدراس ات والبحوث في هذا املجال‪.‬وقد قامت بريطانيا مع بداية األلفية اجلديدة بافتتاح كلية‬ ‫خاصة بإعداد القيادات التربوية اجلديدة متوس طة اخلبرة واملتقدمة‪.‬وقد قام بافتتاح هذه الكلية رئيس الوزراء‬ ‫وس ميت الكلية بكلية القيادة ‪.College of Leadership‬وتقدم الكلية العديد من البرامج املباش رة‬ ‫توني بلير‪ُ ،‬‬ ‫والبرامج عن ُبعد ومتنح الشهادات املهنية والرخص ملزاولة القيادة االحترافية‪.‬ولتعزيز دور مثل هذه الكلية فقد‬ ‫صدر قرار بإلزام جميع مديري املدارس باحلصول على املؤهل اخلاص باإلدارة املدرسية في غضون فترة زمنية‬ ‫محددة‪.‬إضافة ملنع أي فرد من إدارة مدرسة دون احلصول على املؤهل اخلاص بذلك‪.‬وبهذا تكون بريطانيا قد‬ ‫قامت بتمهني اإلدارة التربوية وجعلها وظيفة لها معايير ومتطلبات واستحقاقات ال بد من استيفائها‪.‬‬ ‫وعلى هذا النهج في تصوري يجب أن تسير دولنا إذا أردنا ملدارسنا أن حتقق أهدافها‪.‬إن صناعة القادة‬ ‫من أهم املجاالت التي يهتم بها العديد من دول العالم املتقدم ملا للقيادة من أثر كبير في جناح وفشل املؤسسات‬ ‫واملنظمات على اختالف أش كالها وأنواعها‪.‬ولكن هذه الصناعة بحاجة لعدة معطيات ومتطلبات أساس ية من‬ ‫بينها‪:‬‬ ‫< حتديد مفهوم القيادة بشكل دقيق‪.‬‬ ‫< حتديد معايير القيادة املعرفية واملهارية والقيمية‪.‬‬ ‫< بناء منهج علمي متكامل إلعداد القيادات‪.‬‬ ‫< تنوي ع أش كال وف رص تع ّل م املنه ج باس تخدام‬ ‫التكنولوجيا‪.‬‬ ‫< اشتراط القابلية للتع ّلم لدخول برنامج إعداد القيادات‪.‬‬ ‫< التركي ز عل ى التع ّلم الذاتي كاس تراتيجية أساس ية‬ ‫الكتساب املهارات واملعارف القيادية‪.‬‬ ‫< اعتماد التدريب والتطبيق امليداني طول مدة البرنامج‪.‬‬ ‫< متابعة مخرجات البرنامج وقياس أثر التدريب‪.‬‬ ‫إننا بحاجة ماس ة لتمهني القيادة في كثير من مؤسس اتنا التي باتت تعاني من األداء القيادي الضعيف‪ ،‬وباتت‬ ‫تتحمل تبعات القرارات التي يتخذها أمثال هؤالء القادة بتأثيراتها الس لبية على العمل والعاملني واملس تفيدين من هذه‬ ‫املؤسسات‪.‬لقد آن األوان لصناعة قياداتنا حتى املوهوبني منهم والذين ميتلكون املواهب القيادية الفطرية‪.‬إن مثل هذه‬ ‫الصناعة ستساعد على جتويد العمل في مؤسساتنا وجتعلها أكثر قدرة على املنافسة في املجاالت املختلفة‪.‬وأخير ًا فإن‬ ‫القيادة مزيج من القدرة والفطرة فلنطور القدرات ونرعى الفطرات‪.‬‬ ‫بعد استعراض تعاريف القيادة وتعريفها إجرائي ًا‪ ،‬ننتقل للحديث عن نظريات القيادة والتي استمدت من املمارسات‬ ‫القيادي ة في املجاالت املختلفة وعبر فترات زمنية متفاوتة‪.‬وقد حاولت هذه النظريات تفس ير ظاهرة القيادة لتس هيل‬ ‫فهمها وبالتالي التعامل معها على أصعدة مختلفة‪.‬الفصل التالي يلقي الضوء على مجموعة من هذه النظريات مع شرح‬ ‫مختصر لها بهدف توسيع اجلرعة الثقافية للقارئ حول القيادة ونظرياتها ومداخلها وتصنيفاتها‪.‬‬ ‫‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫نظريـة‬ ‫القيادة‬ ‫أدوات مدرسة المستقبل ‪ -‬القيادة التربوية‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬نظرية القيادة‬ ‫‪ 2،1‬مقدمة‪:‬‬ ‫القيادة ‪ Leadership‬ظاهرة اجتماعية معقدة ومتشابكة شأنها شأن غيرها من الظواهر االجتماعية‪ ،‬وهي ليست‬ ‫ظاهرة اجتماعية حديثة فهي من الظواهر التي جذبت اهتمام اإلنس ان منذ تاريخ موغل في القدم‪ ،‬فأول الكتابات التي‬ ‫تناولت هذه الظاهرة متثلت في كتاب زينوفون عن القيادة منذ ثالثة آالف سنة‪ ،‬وظل هذا الكتاب موضع اهتمام الباحثني‬ ‫في مجال القيادة حتى منتصف القرن املاضي تقريب ًا (كوهني‪2003 ،‬م)‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدى نصف القرن املاضي حاول العديد من الباحثني واملنظرين صياغة تعاريف ‪Definition‬‬ ‫توضح مفهوم القيادة‪ ،‬ووضع نظريات ‪ Theories‬من مداخل مختلفة توضح األبعاد واملتغيرات والعوامل التي تؤدي دور ًا‬ ‫مهم ًا ومؤثر ًا في عملية القيادة‪ ،‬وحتاول اإلجابة عن العديد من األسئلة املطروحة حولها‪.‬‬ ‫وخالل هذه الفترة أحرزت هذه اجلهود تقدم ًا ملحوظ ًا‪ ،‬وميكن أن يعزى هذا التقدم جزئي ًا إلى تط ّور األطر النظرية‬ ‫للقي ادة‪ ،‬واس تخدام طرق للبحث تتميز بحس ن التصميم‪ ،‬وأمكن حتقيق بعض التكامل ب ي ن النظرية والبحث ومجال‬ ‫التطبيق‪.‬وسنتناول في هذا الفصل املداخل املختلفة لدراسة القيادة‪.‬‬ ‫وسيكون منهجنا لتحقيق ذلك هو اإليجاز والتركيز على األسس واملتغيرات والعوامل األساسية حتى ال نتشعب في‬ ‫دهاليز النظريات واملفاهيم املوجودة بوفرة في بطون الكتب واملراجع‪ ،‬وليس هدفنا اس تعراضها وإمنا االستفادة منها‬ ‫في بناء النموذج الذي نطمح في الوصول إليه‪ ،‬وسنتناولها بالقدر الذي يسهم في بناء هذا النموذج‪.‬‬ ‫‪ 2.2‬المداخل المتعددة لدراسة القيادة‪:‬‬ ‫هناك خمسة مداخل أساسية لدراسة القيادة هي‪:‬‬ ‫‪Classical Approach‬‬ ‫املدخل الكالسيكي‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪Traits Approach‬‬ ‫مدخل السمات‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪Behavioral Approach‬‬ ‫املدخل السلوكي‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪Situational Approach‬‬ ‫املدخل املوقفي‬ ‫‪-4‬‬ ‫ ‬ ‫وفيما يلي عرض موجز ملجموعة من هذه املداخل‪:‬‬ ‫‪ 2.2.1‬المدخل الكالسيكي ‪:‬‬ ‫يركز هذا املدخل على أن العالقة بني القائد والتابعني يجب أن تتس م بالش دة واالس تبداد ويلزمها الطاعة‬ ‫ ‬ ‫والتنفيذ من قبل التابعني‪ ،‬أما نظام احلوافز فهو يعتمد على احلوافز املادية (األجر) الذي يتناسب طردي ًا مع‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬إضافة إلى اس تخدام أسلوب اإلكراه؛ حيث تكون هناك ضرورة لذلك‪ ،‬ومن َث ّم في ظل هذا الوضع‬ ‫لن يوجد ّأي ش كل من أش كال الصراع بني العمال وأصحاب العمل‪ ،‬ووجود مثل هذا الصراع يع ُّد ظاهرة‬ ‫سيئة تتعارض مع أهداف املنظمة (كاللدة‪2002 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ 2.2.2‬مدخل السمات‪:‬‬ ‫يركز كثير من الدراس ات حول القيادة في فترة األربعينيات واخلمسينيات من القرن املاضي على استخدام‬ ‫ ‬ ‫هذا املدخل‪.‬ويرى أصحابه أن هناك عد ًدا محدو ًدا من الس مات أو اخلصائص الفردية هي التي متيز بني‬ ‫القادة الناجحني وغير الناجحني‪ ،‬وش رعوا في دراسات مستفيضة لتحديد السمات واخلصائص البيولوجية‬ ‫والعاطفية والعقلية وغيرها من الس مات واخلصائص التي متيز ش خصيات القادة املتفوقني‪.‬كما استطاع‬ ‫‬ ‫ستوجل ‪ Stogdill‬من خالل مراجعته للبحوث والدراسات في هذا املجال تصنيف هذه السمات واخلصائص في‬ ‫ست مجموعات رئيسة هي‪ )1( :‬اخلصائص اجلسمية‪ )2(.‬اخللفية االجتماعية‪ )3(.‬الذكاء‪ )4(.‬الشخصية‪.‬‬ ‫(‪ )5‬اخلصائص املتعلقة بالعمل‪ )6(.‬اخلصائص االجتماعية (سيزالقي‪ ،‬وواالس‪1991 ،‬م)‪.‬ويقول أصحاب‬ ‫هذا املدخل إن من يصبحون قادة هم الذين تتوافر فيهم هذه السمات في املجاالت املختلفة‪.‬‬ ‫‪ 2.2.3‬المدخل السلوكي‪:‬‬ ‫نتيجة لعدم االقتناع مبدخل الس مات اجته علماء السلوك إلى هذا املدخل الذي يركز االهتمام على السلوك‬ ‫ ‬ ‫الفعلي للقائد واألس لوب الذي يتبعه في القيادة لتحقيق أهداف معينة‪ ،‬ومن أهم الدراس ات واألبحاث في‬ ‫إطار هذا املدخل تلك التي متت في جامعتي أوهايو وميتشجان بالواليات املتحدة األمريكية في أعقاب احلرب‬ ‫العاملية الثانية (سيزالقي‪ ،‬وواالس‪1991 ،‬م)‪.‬‬ ‫ويؤكد هذا املدخل على تصنيفات للس لوك القيادي من أهمها تصنيف هذا الس لوك إلى سلوك ديكتاتوري‪،‬‬ ‫ ‬ ‫وسلوك دميوقراطي‪ ،‬ويعد هذا املدخل من املداخل املهمة في دراسة القيادة‪ ،‬وكان أحد مظاهر اإلدارة خالل‬ ‫فترة اخلمسينيات والستينيات من القرن املاضي (كاللدة‪2002 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ 2.2.4‬المدخل الموقفي‪:‬‬ ‫أدرك الباحثون خالل فترة الس تينيات من القرن املاضي أوجه القصور في املداخل والنظريات التي تناولت‬ ‫ ‬ ‫القيادة‪ ،‬ومن ثم بدأوا في اس تحداث مداخل جديدة لدراس تها‪ ،‬ومن هنا ظهر املدخل املوقفي الذي استفاد‬ ‫أصحابه أيض ًا من املداخل السابقة‪ ،‬ويرى أصحاب هذا املدخل أن السلوك القيادي الفاعل هو رهن باملوقف‬ ‫الذي يعايشه القائد‪ ،‬وأن على القائد أن يغير سلوكه ملواجهة حاجات موقفية متنوعة (مصطفى‪2005 ،‬م)‪.‬‬ ‫فالقي ادة في املدخل املوقفي تعتمد على املوقف؛ حيث تختلف الظروف واملهام ومهارات العاملني وس ماتهم‬ ‫ ‬ ‫الش خصية من موقف آلخر‪.‬إذن فالقيادة موقف يعقبه س لوك أو قرار من القائد‪.‬وال يوجد مفتاح واحد أو‬ ‫س لوك قيادي واحد للقيادة الناجحة‪ ،‬كذلك من املمكن أن ينجح القائد في موقع معني‪ ،‬كما ميكن أن يفش ل‬ ‫في موقع آخر (كاللدة‪2002 ،‬م)‪.‬‬ ‫لذلك فمن املهم للقائد القيام بتشخيص وتقومي املوقف‪ ،‬وتقومي املتغيرات والعوامل العديدة التي قد يكون لها‬ ‫ ‬ ‫أثر في فعالية األس لوب القيادي الذي سيتبعه‪ ،‬ويتطلب هذا التشخيص والتقومي أن يركز القائد على أربعة‬ ‫مجاالت مهمة (سيزالقي‪ ،‬وواالس‪1991 ،‬م) هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬خصائص القائد نفسه‪.‬‬ ‫‪ -2‬خصائص املرؤوسني‪.‬‬ ‫‪ -3‬هيكل جماعة العمل وطبيعة مهامها‪.‬‬ ‫‪ -4‬العوامل التعليمية‪.‬‬ ‫تعدد هذه املداخل يفسر لنا تعدد التعاريف والنظريات في مجال القيادة‪.‬وما يعنينا هنا األخذ بعني االعتبار جميع‬ ‫هذه املداخل واالستفادة منها كل في سياقه حيث إن القيادة في تقديري أصعب وأعقد من أن يفسرها مدخل معني‬ ‫أو نظرية بعينها‪.‬وما مت استعراضه يأتي في سياق املعرفة العامة الضرورية للقائد امليداني التي تساعده على الفهم‬ ‫بدون احلاجة للدخول في مزيد من التفاصيل‪.‬‬ ‫‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫أدوار القائد‬ ‫التربوي‬ ‫ومسؤولياته‬ ‫أدوات مدرسة المستقبل ‪ -‬القيادة التربوية‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أدوار القائد التربوي ومسؤولياته‬ ‫‪ 3،1‬مقدمة‬ ‫يؤكد العديد من الدراس ات والبحوث والتقارير على أن القائد الناجح هو أحد أهم القواس م املش تركة للمدارس‬ ‫الفاعلة (‪ ،)Sammons،1999‬كما تؤكد التقارير على أن القائد املدرس ي هو أهم ش خصية تأثيرية في املدرس ة على‬ ‫اإلطالق‪ ،‬على سبيل املثال يؤكد تقرير الكوجنرس األمريكي (‪1977‬م) على أن‪:‬‬ ‫مدير املدرسة هو الشخصية األكثر أهمية وتأثير ًا في املدرسة؛ فهو الشخص املسؤول عن جميع األنشطة احلاصلة‬ ‫في املدرس ة ومحيطها‪.‬ومن خالل قيادة املدير حتدد املدرس ة وجهتها وثقافتها التدريس ية ومستوى االحتراف وقيم‬ ‫معلميها ومدى االهتمام مبا تعلمه وما لم يتعلمه الطالب‪.‬وهو حلقة االتصال بني املجتمع احمليط واملدرس ة‪ ،‬وس لوك‬ ‫أولياء األمور والطلبة يعتمد كثير ًا على سلوك وأداء املدير سلب ًا وإيجاب ًا‪.‬‬ ‫وهذا األمر أدى لزيادة االهتمام بالقيادة املدرسية من حيث املفاهيم والنظريات واألدوار (‪.)Marzano et، al.2005‬‬ ‫وس وف يركز هذا اجلزء على الدراس ات والكتابات التي تناولت أدوار القائد بش كل عام وأدوار القائد التربوي بشكل‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫ولتحقيق هذا الهدف سيتم تناول أربع دراسات وكتابات أساسية حديثة نسبي ًا تناولت هذا املدخل على وجه اخلصوص‬ ‫(‪ )NAESP،2002;ALHorr،2003;Cotton,2003,Marzano et. al,2005‬حيث اس تخدمت هذه الدراس ات والكتب‬ ‫مداخل متفاوتة لنفس املوضوع‪.‬على سبيل املثال حددت اجلمعية الوطنية ملديري املدارس االبتدائية (‪)NAESP.2002‬‬ ‫س تة معايير أساس ية ملا يجب على مدير املدرس ة معرفته ويكون قادر ًا على أدائه‪.‬وحدد (‪ )Cotton,2003‬خمس ة‬ ‫ال ويحقق أهداف املدرسة‪.‬بينما ‪ -‬ومن خالل دراسة (‪Mata-‬‬ ‫وعش رين دور ًا يقوم مبمارس تها القائد حتى يكون فاع ً‬ ‫‪ )Analysis‬لدراسات غطت فترة زمنية جتاوزت خمسة وثالثني عام ًا ‪-‬توصل (‪ )Marzano et. al, 2005‬لواحد وعشرين‬ ‫دور ًا ومس ؤولية للقائد التربوي تتقاطع في كثير منها كما س نرى الحق ًا مع دراس ة (‪.)Cotton, 2002‬وقد حدد احلر‬ ‫(‪2003‬م) اثني عشر دور ًا أساسي ًا للقائد بشكل عام‪ ،‬سواء أكان تربوي ًا أم قائد ًا في ّأي مؤسسة أخرى ال تستثنى منها‬ ‫املؤسسات التعليمية‪.‬وهذه األدوار تتقاطع في كثير منها مع ما توصلت إليه الدراسات سابقة الذكر‪.‬‬ ‫وس تعتمد منهجية مراجعة الدراسات على العرض املوجز لنتائج الدراسات‪ ،‬ومن ثم حتليل أهم القواسم املشتركة‬ ‫بني هذه الدراسات في جدول يحدد نقاط االلتقاء‪.‬‬ ‫‪ 3،2‬دراسة الجمعية الوطنية لمديري المدارس االبتدائية (‪: )PSEAN, 2003‬‬ ‫لقد قامت اجلمعية الوطنية ملديري املدارس االبتدائية بوضع ستة معايير أساسية تندرج حتتها مجموعة من احملاور‬ ‫الفرعية ميكن تلخيصها على النحو التالي ‪:‬‬ ‫< قيادة املدرسة بطريقة جتعل من تعلّم الطلبة والعاملني في املدرسة بؤرة االهتمام األولى‪.‬‬ ‫< وض ع معايير وتوقعات عالية للتحصيل األكادميي والنمو االجتماعي جلميع الطلبة وألداء العاملني‬ ‫في املدرسة‪.‬‬ ‫< تبنـي احملتوى وطرق التدريس التـي تضمن حتقيق الطلبة للمعايير املتفق عليها‪.‬‬ ‫< إيج اد ثقافة التعلم املس تمر ل دى الكبار في املدرس ة وربطه بتعلم الطلب ة واألهداف األخرى‬ ‫للمدرسة‪.‬‬ ‫< استخدام مصادر متعددة جلمع املعلومات الستخدامها كأدوات تشخيصية لقياس وحتديد وتطبيق‬ ‫اإلصالحات التعليمية‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫< مشاركة املجتمع احمليط بشكل نشط لتحمل مسؤولية تعلّم الطلبة وجناحهم‪.‬‬ ‫< ولكل معيار من هذه املعايير مؤشرات جناح وخطوات عملية لتبنيها‪.‬‬ ‫‪ 3،2،1‬قيادة المدرسة بطريقة تجعل تعلم الطلبة والكبار في المدرسة في مركز‬ ‫االهتمام‪:‬‬ ‫املدرس ة كجزء من املجتمع الكبير تع ّد مكان ًا للتطوير والتغيير املس تمرين‪.‬وهذه التغييرات متثل حتديات حقيقية‬ ‫وفرص ًا س انحة في آن واحد‪.‬فالثورة التكنولوجية والتغييرات املتسارعة في مجال التكنولوجيا متثل فرص ًا حقيقية في‬ ‫كثي ر من األحيان لألنظمة التعليمية واملدارس التقليدية‪ ،‬وحتدي ًا أيض ًا للمدارس احلديثة‪ ،‬فكيف ميكن للنظام التعليمي‬ ‫واملدارس مهما كانت إمكاناتها أن تالحق هذه الثورة وأن تستجيب ملتطلباتها؟! ناهيك عن التغييرات والتطورات العلمية‬ ‫واالجتماعية والثقافية احلادثة‪ ،‬والتي حتدث بشكل مستمر‪.‬فأي تعليم يستطيع أن يستجيب ملثل هذه التحديات؟! ولكننا‬ ‫نعلم أننا إذا استمررنا في فعل األشياء بنفس الطريقة التي اعتدنا عليها فإننا لن نحصل على نتائج مختلفة‪ ،‬إذ يقول‬ ‫أينشتاين «من العبث أن نعمل األشياء بنفس الطريقة ونتوقع نتائج مختلفة»؛ لذلك على املدارس أن تكون أماكن للتعلم‬ ‫املستمر‪ ،‬وقائد املدرسة الف ّعال هو القائد دائم التعلم‪ ،‬ومهمته األساسية بناء ثقافة مدرسة تكون دائمة التعلّم‪.‬‬ ‫ولبن اء مدرس ة دائمة التعلّم البد م ن أن تكون هناك قيادة مرنة‪ ،‬إدارتها متفتحة في أفكارها‪ ،‬مش اركة في حل‬ ‫مش كالتها‪ ،‬جماعية في مس ؤوليتها‪ ،‬إبداعية في أفكارها‪ ،‬متعاونة في أداء مهامها‪ ،‬مركزة على حتصيل طالبها‪.‬إن‬ ‫إيجاد مثل هذه القيادة ليس باألمر الهني‪ ،‬فهذه اخلصائص واملواصفات حتتاج لقيادة واعية ومدربة وقادرة على العطاء‬ ‫والعمل‪ ،‬وحتتاج لقيادة متوقدة شغوفة بالتغيير والتجديد والتطوير‪ ،‬تعي مفهوم املدرسة‪ ،‬دائمة التعلّم‪ ،‬وما يقتضيه هذا‬ ‫املفهوم لترجمته على أرض الواقع‪.‬يحتاج املدير الف ّعال لبناء املدرسة دائمة التعلّم إلى أن يضع تعلم الطلبة والكبار أو‬ ‫العاملني معه في املدرس ة نصب عينيه‪.‬ويحاول موازنة مهام ه اإلدارية والقيادية مع مهامه التعليمية‪.‬ومن مقتضيات‬ ‫هذا التوازن‪:‬‬ ‫الشكل (‪)3.1‬‬ ‫تعزيز مفهوم املدرسة دائمة التعلّم‬ ‫حتسني مفهوم القيادة دائمة التعلّم‬ ‫مقتضيات التوازن‬ ‫مشاركة املستويات املختلفة في املدرسة في قيادة املدرسة‬ ‫ربط األعمال التشغيلية في املدرسة بأهداف املدرسة‬ ‫وتعلّم الطلبة‬ ‫‪13‬‬ ‫أدوات مدرسة المستقبل ‪ -‬القيادة التربوية‬ ‫‪ 3،2،2‬وضع معايير وتوقعات عالية للتحصيل األكاديمي والنمو االجتماعي‬ ‫لجميع الطلبة وألداء العاملين في المدرسة‪:‬‬ ‫إذا كانت املدارس جادة في مساعدة الطلبة للوصول‬ ‫حتديد املعتقدات‬ ‫إلى مس تويات عالية من األداء‪ ،‬فإنه يج ب على القيادة‬ ‫والقيم‬ ‫املدرسية أن تعيد النظر في رؤيتها وأهدافها وسياساتها‪،‬‬ ‫بحيث تضمن أن جميع هذه الرؤى واألهداف والسياسات‬ ‫تبني‬ ‫ال بد‬ ‫توفير‬ ‫تترج م هذه الرغبة‪ ،‬وهذا االعتقاد ب أن كل طالب بغض‬ ‫ثقافة‬ ‫من‬ ‫الفرص‬ ‫النظر عن خلفيته االجتماعية وقدراته البدنية والعقلية قادر‬ ‫مرنة‬ ‫الكافية‬ ‫على اإلجناز مبس توى عال في املدرسة‪.‬ويجب أن يكون‬ ‫ذلك محط التركيز واالهتمام للمدرسة دائمة التعلم‪ ،‬والتي‬ ‫تتبنى مفهوم التعلم مدى احلياة‪.‬‬ ‫الشكل (‪)3.2‬‬ ‫ ‬ ‫ومن مقتضيات العمل بهذه االعتقاد‪:‬‬ ‫< تبني رؤية تعكس بوضوح معتقدات وقيم والتزام املدرسة جتاه املجتمع املدرسي‪.‬‬ ‫< التأكد من أن جميع الطلبة لديهم الفرص الكافية واملناسبة لتحقيق املعايير العالية‪.‬‬ ‫< بناء ثقافة مدرسة تكون مرنة ومتعاونة ومجددة وداعمة للجهود املبذولة لرفع التحصيل جلميع الطلبة‪.‬‬ ‫< تبن ي محتوى املناهج وط رق التدريس التي تضمن‬ ‫حتقيق الطلبة للمعايير املتفق عليها‪:‬‬ ‫انسجام‬ ‫احلفاظ على‬ ‫املعايير مع طرق‬ ‫املدرس ة الفاعلة هي التي تنظم نفس ها حول عمليتي‬ ‫التدريس‬ ‫املعلم املتميز‬ ‫التعلي م والتعلم للطلبة والكبار في املدرس ة‪.‬وهذا التنظيم‬ ‫التعليم‬ ‫ال بد‬ ‫توظيف‬ ‫يتطلب من القائد املدرسي التأكد من أن العمليات واألنشطة‬ ‫والتعلم‬ ‫من‬ ‫التقنيات‬ ‫التعليمية في املدرس ة جميعها موجهة أو على األقل مركزة‬ ‫النشط‬ ‫احلديثة‬ ‫على هذا البند كوظيفة أساسية من وظائف مدارس املستقبل‪.‬‬ ‫مراجعة‬ ‫وهذا الدور التعليمي يعد من األدوار اجلديدة للقائد املدرسي‬ ‫أداء الطلبة‬ ‫حتى في الغرب فما بالك في مدارسنا‪ ،‬وهو يتطلب كثيرا من‬ ‫التدريب واملمارس ة حتى ُيؤدى بالش كل املطلوب‪.‬وحتقيق‬ ‫هذا املعيار له مقتضيات أساسية منها‪:‬‬ ‫الشكل (‪)3.3‬‬ ‫ ‬ ‫‪14‬‬ ‫< اقتناص املعلمني املتميزين واحملافظة عليهم وجعلهم مسؤولني عن تعلم الطلبة‪.‬‬ ‫< التأكد من انسجام أهداف املدرسة واملعايير التي تتبناها مع احملتوى املنهجي الذي ُيدرس وطرائق التدريس التي‬ ‫تُقدم‪.‬‬ ‫< التأكد من أن ما يحدث في الصفوف من تعليم وتعلّم يعطي الطالب الفرص الكافية ليكون متعلم ًا نش ط ًا لتحقيق‬ ‫أهداف املدرسة‪.‬‬ ‫< توظيف التقنيات احلديثة والوسائل التعليمية املساعدة لتحقيق أهداف املدرسة‪.‬‬ ‫< مراجعة أداء الطلبة وحتليله للتأكد من أنهم يعملون لتحقيق األداء العالي‪.‬‬ ‫‪ 3،2،3‬إيجاد ثقافة التع ّلم المستمر لدى الكبار في المدرسة وربطه بتع ّلم‬ ‫الطلبة واألهداف األخرى للمدرسة‪:‬‬ ‫تؤكد الدراسات والبحوث أن هناك عالقة قوية بني ما يعرفه املعلم من معلومات ومعارف جديدة في تخصصه وبني‬ ‫ارتفاع التحصيل العلمي للطلبة‪.‬كما تبني الدراس ات أن أفضل استثمار ميكن أن تتبناه املدرسة لرفع حتصيل الطلبة‬ ‫هو االس تثمار في أس اليب وطرائق التعليم والتعلّم‪.‬سابق ًا كانت تقاس فاعلية برامج النمو املهني من خالل استجابة‬ ‫املتدربني ومدى رضاهم عن هذه البرامج وشعورهم بأنهم استفادوا‪ ،‬أما اآلن فيقاس أثر هذه البرامج من خالل التأكد‬ ‫من انتقال التدريب في الواقع امليداني إلى الطلبة واملستفيدين أنفسهم‪.‬‬ ‫كما أن التنمية املهنية لم تعد قضية كم من البرامج واألنشطة والفاعليات املهنية تتبناها املدرسة‪ ،‬ولكن عن نوعية‬ ‫ه ذه البرامج واألنش طة وماذا يقدم فيها؛ لذلك يجب أن تصمم هذه البرامج ف ي ضوء االحتياجات احلقيقية‪ ،‬وجتري‬ ‫في امليدان احلقيقي أال وهو املدرسة وفي الوقت املناسب‪ ،‬فالكبار ومنهم املعلمون بحاجة ألن يكونوا متعلمني ومعلمني‪،‬‬ ‫حتى يطوروا من أنفسهم ومن مستوى طلبتهم‪.‬والقائد الف ّعال يحاول توفير الفرص جلميع العاملني معه لتحقيق منوهم‬ ‫املهن ي‪ ،‬وال يقتص ر مفهوم النمو املهني على التدريب فقط وإمنا على األش كال املختلفة للنمو املهني‪ ،‬وقد مت حتديدها‬ ‫وشرحها في «دليل التنمية املهنية ملدرسة املستقبل» ومن مقتضيات العمل بهذا املعيار‪:‬‬ ‫الشكل (‪)3.4‬‬ ‫توفير الوقت املناسب للتفكير واملناقشة املوجهة لتطوير‬ ‫املمارسات املدرسية‬ ‫االستثمار في تدريب وتعلم املتعلمني‬ ‫مقتضيات التوازن‬ ‫الربط بني النمو املهني للمعلمني وأهداف املدرسة‬ ‫توفير الفرص للمعلمني للعمل والتفكير والتحضير اجلماعي‬ ‫وعي قائد املدرسة بضرورة تطوير ذاته باستمرار‬ ‫‪15‬‬ ‫أدوات مدرسة المستقبل ‪ -‬القيادة التربوية‬ ‫‪ 3،2،4‬اس تخدام مص ادر متع ددة لجم ع المعلوم ات الس تخدامها كأدوات‬ ‫تشخيصية‪ ،‬لتحديد وقياس وتطبيق اإلصالحات التعليمية‪.‬‬ ‫يحس ن القائد الف ّعال جمع املعلومات من مصادر مختلفة‪ ،‬ويحس ن توظيفها لتطوير وحتس ي ن العملية التعليمية‬ ‫داخ ل مدرس ته‪.‬والقائد الف ّعال قناص للمعلومات‪ ،‬وجامع للخي وط‪ ،‬ومحلل للبيانات ويوظف كل ذلك للتأكد من أن ما‬ ‫يحدث في مدرسته يصب في اجتاه حتقيق املدرسة ألهدافها‪.‬إن قادة املدارس واملعلمني في مدارسنا غير مدربني على‬ ‫جمع وحتليل البيانات واالستفادة منها لتطوير األداء وهم غير مطالبني بذلك‪ ،‬ولكن في تصوري أن الوقت تغير‪ ،‬فجمع‬ ‫املعلومات بأساليب منهجية‪ ،‬وحتليلها بأساليب علمية‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات واإلصالحات املناسبة بطريقة منهجية‪ ،‬أصبح‬ ‫جزء ًا ال يتجزأ من دور القائد الف ّعال واملدرسة الف ّعالة‪.‬ولتحقيق هذا املعيار هناك مجموعة مقتضيات منها‪:‬‬ ‫الشكل (‪)3.5‬‬ ‫استخدام أساليب متنوعة لقياس األداء‬ ‫استخدام أساليب متعددة لتحليل البيانات‬ ‫ال بد من‬ ‫استخدام البيانات لتحديد عوائق النجاح وتصميم استراتيجيات‬ ‫لتطوير وتخطيط مسار العمل اليومي للمدرسة‬ ‫استخدام املدارس املتميزة في محيطك اجلغرافي كقياس أو‬ ‫معيار لتحديد استراتيجيات تطوير أداء الطلبة لديك‬ ‫إيجاد بيئة مدرسية تتعامل مع املعلومات (جمع ًا وحتلي ًال)‬ ‫بشكل إيجابي‬ ‫‪ 3،2،5‬مش اركة المجتمع المحيط بش كل نشط لتحمل مس ؤولية تعلم ونجاح‬ ‫الطلبة‪:‬‬ ‫إن التعليم مس ؤولية مشتركة بني األسرة واملدرس ة وأطراف أخرى عديدة‪ ،‬مثل اإلعالم ودور العبادة ومؤسسات‬ ‫التعليم غير الرسمي‪.‬ولكن املدرسة واألسرة تتحمالن اجلزء األكبر من هذه املسؤولية؛ لذلك فإن الشراكة بني املدرسة‬ ‫وهذه األطراف ضرورة حتمية لنجاح اجلميع‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ومن مقتضيات العمل بهذا املعيار ما يلي‪:‬‬ ‫الشكل (‪)3.6‬‬ ‫ال بد من‬ ‫النظر للمجتمع كشريك‬ ‫وجود برنامج تفاعلي‬ ‫وجود عقد اجتماعي‬ ‫وجود فريق مشترك‬ ‫وجود برامج توعوية‬ ‫الشكل (‪)3.7‬‬ ‫‪ 3.3‬دراسة الحر (‪ 2003‬أ) ‪:‬‬ ‫لقد حدد احلر (‪2003‬م أ) اثني عشر دور ًا‬ ‫أساسي ًا للقائد بشكل عام بغض النظر عن نوعية‬ ‫حتديد الرؤي‬ ‫املؤسسة التي يعمل بها ولصاحلها سواء أكانت‬ ‫الوظائف‬ ‫تعليمي ة أو غير ذل ك‪.‬وقد أطل ق عليها احلر‬ ‫تدريب املدربني‬ ‫الجديدة‬ ‫الوظائف اجلديدة للقيادة‪:‬‬ ‫تنمية املوارد البشرية‬ ‫واجلزء التالي يستعرض هذه األدوار بشكل‬ ‫تقومي األداء‬ ‫مختصر بهدف االس تفادة منه ا عند عرضنا‬ ‫بناء فرق العمل‬ ‫للقيادة في االطار املدرسي‪.‬‬ ‫اتخاذ القرارات‬ ‫إدارة التغيير‬ ‫‪ 3،3،1‬الرؤية‪:‬‬ ‫االتصال‬ ‫إن الرؤية تساعد املنظمة أو املؤسسة على‬ ‫إدارة املشاريع‬ ‫التقدم لألمام‪ ،‬كما أنها تساعد في توحيد جهود‬ ‫حل املشكالت‬ ‫األف راد والعاملني في املدرس ة نحو غاية كبرى‬ ‫أو صورة مستقبلية متفق عليها‪.‬وحتديد الرؤية‬ ‫إدارة الوقت‬ ‫والوجهة التي تتجه إليها املدرسة أو املؤسسة ُيعد‬ ‫من أهم أدوار القائد املدرسي أو املؤسسي‪.‬‬ ‫اإلبداع‬ ‫‪17‬‬ ‫أدوات مدرسة المستقبل ‪ -‬القيادة التربوية‬ ‫‪ 3،3،2‬إدارة التغيير‪:‬‬ ‫في العصر الذي نعيشه أصبح التغيير وإدارته من أهم مؤشرات ومعايير قياس أداء القائد الف ّعال‪.‬والتغيير عملية‬ ‫حتدث بش كل مس تمر حتى في املؤسسات التقليدية‪ ،‬ولكن أبطأ س رعة وأقل كم ًا وأضعف جودة‪.‬والتغيير يعتبر من‬ ‫املهارات األساس ية التي يجب أن يكتس بها القائد حتى يس تطيع أن يوظف معطياته ليتعامل مع حتديات ومتطلبات‬ ‫العصر واملجتمع وس وق العمل‪ ،‬وعملية إدارة التغيير ليس ت بالعملية الس هلة فهي حتتاج لتفكي ر وتدابير‪ ،‬وحتتاج‬ ‫خلط وات ومراح ل‪ ،‬وحتتاج لوعي واقتناع وتنفيذ وتقومي‪ ،‬ولكن على الرغم من أهمي ة مهارة إدارة التغيير ودورها في‬ ‫تطوير املؤسسات فإن اجلهود املبذولة ملساعدة القادة ما زالت محدودة‪ ،‬وخصوص ًا جهود القادة التربويني‪ ،‬لفهم التغيير‬ ‫وإدارته بشكل ف ّعال‪.‬‬ ‫يب دأ التغيي ر في أي منظمة من املنظمات عندما تنتقل من مرحلة ألخ رى‪ ،‬أو عند تغيير بعض أدوار واهتمامات‬ ‫املنظمة‪ ،‬أو عندما تريد املنظمة تطوير أدائها في اجلوانب املختلفة فيها‪.‬ولكن القائد ال ميكن له أن يحدث ذلك بني عشية‬ ‫وضحاها‪ ،‬وال بد له من اتباع منهجية معينة تساعده في عبور املرحلة التي هو فيها للمرحلة التي تليها‪.‬وإدارة التغيير‬ ‫من األدوار األساسية للقائد املؤسسي أو املدرسي‪.‬‬ ‫‪ 3.3.3‬إدارة المشاريع‪:‬‬ ‫كثير ًا ما يحتاج القائد في املدرسة إما للتفكير في مشروع‪ ،‬أو إدارة مشروع قائم‪ ،‬أو تطوير مشاريع موجودة‪.‬وفي‬ ‫هذا اجلزء سنتناول إدارة املشاريع من التفكير إلى التنفيذ‪ ،‬ونعرض ألهم املصطلحات واألفكار واملقترحات التي ينبغي‬ ‫فهمها وتبنيها من قبل قائد املدرسة‪.‬وتعد املشاريع واملبادرات املدرسية من أهم مؤشرات حياة املدرسة وحيويتها‪ ،‬ومن‬ ‫أهم معالم نش اطها وفاعليتها؛ لذلك فإن على القائد أن يفهم ماهية املش روعات وخطوات بنائها وإدارتها حتى ميكن‬ ‫توظيفها لتحقيق أهداف املدرسة الكلية‪.‬‬ ‫‪ 3،3،4‬تنمية الموارد البشرية‪:‬‬ ‫إن للتنمية املهنية دور ًا مهم ًا وحيوي ًا في تطوير العملية التعليمية؛ إذ إن على عاتقها تقع مس ؤولية حتس ي ن األداء‬ ‫ورفع كفاءة العاملني في املجال التعليمي والتربوي ش ريطة أن تس تند هذه التنمية لرؤية واضحة وتخطيط علمي وتنفيذ‬ ‫سليم وتقومي مستمر‪.‬إن من أهم أشكال االهتمام بالعاملني باملؤسسة أو املدرسة هو االهتمام بتطوير أدائهم وقدراتهم‪،‬‬ ‫وهذا ال يتأتي إال بالتنمية املهنية بأشكالها املختلفة‪.‬وكلما زاد اهتمام القائد بهذا املجال كان كلما املردود املهني من‬ ‫قبل العاملني أكبر‪.‬‬ ‫‪ 3،3،5‬بناء فرق العمل‪:‬‬ ‫ان الفريق الف ّعال من أقوى وأجدى أدوات التطوير التي ميكن أن تتبناها مؤسس ة من املؤسس ات‪.‬وعلى القائد‬ ‫تع ّرف م ا مواصفات الفريق الف ّعال؟ وما مواصفات الفريق غير الف ّعال؟ وما دور القائد في الفريق الف ّعال؟ إضافة إلى‬ ‫ما ديناميكية فرق العمل؟‬ ‫‪ 3،3،6‬تدريب العاملين‪:‬‬ ‫إن دور القائد في امليدان الرسمي يشبه إلى حد كبير دور املد ّرب في ملعب كرة القدم أو ّأي لعبة رياضية أخرى‪،‬‬ ‫فاملدرب مس ؤول عن رسم اخلطط‪ ،‬وكذلك القائد واملدرب مس ؤول عن التدريب اجلماعي للفريق‪ ،‬وكذلك القائد بالنسبة‬ ‫للعاملني في املدرس ة‪ ،‬واملدرب مسؤول عن تطوير كل العب بشكل منفرد‪ ،‬وكذلك القائد بالنسبة لكل عامل في املدرسة‪،‬‬ ‫واملدرب مسؤول عن عالج مناطق الضعف واخللل لدى كل العب وكذلك القائد‪ ،‬واملدرب ميثل مصدر القوة الدافعة للفريق‬ ‫لإلجناز‪ ،‬وكذلك القائد بالنسبة للعاملني في املدرسة فهو مصدر القوة التي تدفعهم للعمل بحماس ولتحقيق اإلجناز‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫واملدرب هو بيت اخلبرة الذي يلجأ إليه الالعبون لالستش ارة والتفكير بصوت عال‪ ،‬وكذلك دور القائد في املدرس ة‬ ‫فهو املستش ار الرئيس في جميع جوانب العمل في املدرس ة‪.‬واملدرب هو املايس ترو الذي يقود الفريق لتقدمي أداء‬ ‫متناغم ومتجانس كل يؤدي فيه دوره املرسوم له على أكمل وجه‪ ،‬وكذلك القائد الناجح فهو يقود فريق املدرسة باختالف‬ ‫أدوارهم ومس ؤولياتهم لتقدمي عمل متناغم ومتجانس يقود املدرس ة لتحقيق أهدافها ومن ثم رؤيتها املنشودة‪.‬واملدرب‬ ‫يقوم بالتدريب في امليدان مباشرة وليس عن ُبعد‪ ،‬فهو يوزع الالعبني‪ ،‬ويحدد األدوار ويرسم اخلطة‪ ،‬ويشارك في اللعب‪،‬‬ ‫ويعطي التوجيهات‪ ،‬ويقف بعيد ًا أحيان ًا ليالحظ اللعب دون مش اركة ويقرر استبدال العب أحيان ًا أو تغيير العب بشكل‬ ‫نهائي في أحيان أخرى أو االس تعانة بالعب أجنبي لس بب أو آلخر‪ ،‬كل هذه األدوار منوطة بالقائد في مدرسته‪.‬فكما‬ ‫أن املدرب خبير وطبيب ومخطط ومستشار وحكيم ومالحظ‪ ،‬فالقائد ميارس جميع هذه األدوار كذلك‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 3،3،7‬اتخاذ القرارات‪:‬‬ ‫إن عملية صنع القرار واتخاذه تبدأ مبوقف وس يط ميثل حالة من الش عور بعدم الرضا‪ ،‬إما لوجود مشكلة معينة‬ ‫ينبغي التعامل معها واتخاذ قرار بش أنها أو قرارات بش أنها‪ ،‬أو لوجود طموح معني في ذهن القائد يس عى لتحقيقه‪،‬‬ ‫وهذا الطموح يس تدعي اتخاذ قرار أو مجموعة من القرارات البنيوية والتنظيمية‪.‬هذه احلالة الوس يطة تس تدعي بذل‬ ‫بعض الوقت واجلهد لتحديدها‪ ،‬فإذا كانت مشكلة فما هي؟‪..‬وتبدأ عملية جمع املعلومات حولها‪ ،‬وإذا كانت طموح ًا أو‬ ‫هدف ًا فتبدأ عملية حتديد هذا الطموح وصياغة الهدف الذي نسعى لتحقيقه بشكل واضح ومحدد‪ ،‬ثم تبدأ عملية التفكير‬ ‫ف ي البدائل املتاح ة‪ ،‬وعندما نقول متاحة فإنه ال بد من التركيز على هذه الكلمة؛ ألنه يوجد العديد من البدائل واحللول‬ ‫اجلذري ة الرائع ة لتحقيق العديد من الطموحات‪ ،‬ولكنها تعد بدائل غي ر متاحة‪ ،‬وبعد صياغة أو حتديد البدائل املتاحة‬ ‫تتم موازنة هذه البدائل في ضوء مجموعة من املعايير وعندها ميكن الوصول ألنسب البدائل املتاحة‪ ،‬وهنا تنتهي عملية‬ ‫صنع القرار‪ ،‬ويأتي دور اتخاذ القرار الذي يؤدي إلى تنفيذ القرار ومتابعة التنفيذ للتأكد من سالمة التنفيذ والسير في‬ ‫الطريق الصحيح‪.‬وال بد من عملية التقومي واملتابعة املستمرتني لتحقيق األهداف املرجوة من القرار‪.‬‬ ‫‪ 3،3،8‬إدارة الوقت‪:‬‬ ‫كما يقولون فإن الوقت هو احلياة والقائد الذي ال يحترم الوقت وال يعرف قيمته ليس أه ًال للقيادة‪.‬لذلك فإن إدارة الوقت‬ ‫تع ُّد من األدوار األساسية التي يجب أن يقوم بها القائد أو ًال على املستوى الشخصي وثاني ًا على املستوى املؤسسي‪.‬‬ ‫‪3،3،9‬حل المشكالت‪:‬‬ ‫يورد احلر (‪2003‬م) النتائج التي توصلت إليها دراس ة ميرف ي (‪1996‬م) من أن القادة املتميزين يقضون (‪)%60‬‬ ‫من أوقاتهم في حل املش كالت‪ ،‬و (‪ )%10‬في األعمال الروتينية‪ ،‬و (‪ )%30‬في بقية أدوار القيادة‪.‬ويقول لذلك ال بد للقائد‬ ‫من اكتساب مهارة حل املشكالت بدرجة عالية متكنه من سرعة ودقة حل املشكالت‪.‬وضعف هذه املهارة يعني بالضرورة‬ ‫ضياع مزيد من األوقات وتفاقم املشكالت وانخفاض األداء‪ ،‬وأخير ًا ضعف الرضا الوظيفي للعاملني في املدرسة‪.‬‬ ‫‪ 3،3،10‬االتصال‪:‬‬ ‫إن عملية االتصال الداخلي واخلارجي تعد من أهم العمليات التي حتدث داخل املنظمة بش كل مس تمر وبحاجة‬ ‫لدراية وتعامل بطريقة تضمن األداء الف ّعال والنتائج املرجوة‪ ،‬وجناح القائد يعتمد إلى حد كبير على مهاراته االتصالية‬ ‫مع العاملني واملستفيدين من املؤسسة‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أدوات مدرسة المستقبل ‪ -‬القيادة التربوية‬ ‫‪ 3،3،11‬اإلبــداع‪:‬‬ ‫في العالم الذي نعيشه اليوم‪ ،‬علينا جميع ًا أن نتعلم كيف نكون مبدعني مع محدودية الوسائل واملصادر واإلمكانات‪.‬‬ ‫وعلى القائد أن يتعلم إمكانية حترير الطاقات اإلبداعية لدى األفراد في مؤسسته أو مدرسته‪.‬فكل شخص لديه قدرات‬ ‫إبداعية وكل مؤسسة بحاجة ألناس مبدعني؛ لذلك يقترح اجلزء الالحق بعض األفكار لتشجيع اإلبداع الفردي واملؤسسي‬ ‫في املدرسة‪.‬ولكن قبل الدخول في طرح هذه األفكار ال بد لنا من تعريف لإلبداع‪ ،‬فهناك العديد من التعريفات العلمية‬ ‫واإلدارية والتعليمية لإلبداع‪ ،‬ونتبنى في هذا الدليل أبسط هذه التعاريف‪.‬‬ ‫إن اإلبداع هو عمل األش ياء بطرق مختلفة أو جديدة‪ ،‬والبعض يفضل القول بعمل األش ياء بطرق غير مألوفة‪.‬‬ ‫واإلبداع كما قلنا ليس حكر ًا على مجموعة خاصة من البش ر أو تخصصات معينة فنية كانت أو علمية أو مهما ارتفع‬ ‫مس تواها العلمي أو انخفض‪.‬إن اإلبداع قدرة يس تطيع ّأي فرد أن ميلك قدر ًا منها‪.‬واملدرس ة مؤسسة كغيرها من‬ ‫املؤسس ات بحاجة للتفكير مبمارس ة طرق جديدة في جميع جوانبها مثل طرق التدريس وتقومي املتعلمني واألنش طة‬ ‫الطالبية والتنمية املهنية واجلوانب األخرى أيض ًا‪.‬وال يتحمل قائد املدرس ة هذه املس ؤولية وحده‪ ،‬فليس مطلوب ًا منه‬ ‫أن يكون أكثر إبداع ًا من اآلخرين‪ ،‬وال أكثر إنتاج ًا لألفكار من اآلخرين‪ ،‬ولكن املطلوب منه أن يكون مش جع ًا لإلبداع‬ ‫وراعي ًا له‪.‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser