اقتصاد 1 PDF
Document Details
Uploaded by BrotherlyElation6399
جامعة أسيوط
Tags
Summary
This document provides an overview of economics, including different definitions, divisions of sciences, economic problem, and economic systems. It also explains the concept of economic systems and the different approaches to address the economic problem.
Full Transcript
# علم الاقتصاد ## تعريف علم الاقتصاد إلي هذا العلم. وعلي ذلك فلا يمكن التسليم بأن تعريفاً بمفرده يمكن أن يلقي الضوء علي الجوانب المختلفة لعلم الاقتصاد وأن يميز بوضوح حدود فروع المعرفة الأخري إلا أنه يمكن القول أن تعريف ما لهذا العلم يمكن أن يتمتع بمزايا عالية نسبياً إذا ما شمل هذا التعريف الجوانب...
# علم الاقتصاد ## تعريف علم الاقتصاد إلي هذا العلم. وعلي ذلك فلا يمكن التسليم بأن تعريفاً بمفرده يمكن أن يلقي الضوء علي الجوانب المختلفة لعلم الاقتصاد وأن يميز بوضوح حدود فروع المعرفة الأخري إلا أنه يمكن القول أن تعريف ما لهذا العلم يمكن أن يتمتع بمزايا عالية نسبياً إذا ما شمل هذا التعريف الجوانب التالية: - إبراز ظاهرة الندرة, أي الإشارة إلي عدم التعادل بين الحاجات المتعددة والموارد المحدودة, فهذه أساس المشكلة الاقتصادية التي وجد العلم لمواجهتها. - أن يتضمن التعريف تحديد هدف الدراسة الاقتصادية الذي يتمثل في تحقيق أكبر إشباع للحاجات بما هو متاح من الموارد. - إبراز الجانب الإنساني والاجتماعي للظاهرة الاقتصادية. ## بعض التعاريف التي وضعت لهذا العلم: - ضمن آدم سميث كتابه ثروة الأمم تعريفه لعلم الإقتصاد بأنه علم الثروة, أي أنه العلم الذي يبحث في أسباب الرفاهية المادية. وقد ركز هذا التعريف علي جانب هام من جوانب النشاط الاقتصادي وهو جانب إنتاج السلع المادية, إلا أنه يتجاهل العديد من الأنشطة الإنسانية الأخري ذات المضمون الإقتصادي التي تسهم في مزيد من الرفاهية المادية كالخدمات العلمية والصحية وغيرها. - أما مارشال فقد أوضح بأنه دراسة الجنس البشري في نطاق نشاط الأعمال العادي أنه يبحث في ذلك الجزء من النشاط الفردي أو الاجتماعي الذي يتصل اتصالاً وثيقاً بتملك واستعمال المقومات المادية للحياة اليسيرة وهكذا يبرز مارشال أن علم الاقتصاد هو الإنسان الذي يقتصر اهتمام علم الاقتصاد بتصرفاته التي تتعلق بالثروة أي التي تتعلق بكيفية إنتاج الثروة وكيفية استعمالها سواء في ذلك تبادلها أو توزيعها أو إنتاجها أو استهلاكها. - ويرى روبنز في تعريفه للاقتصاد بأنه دراسة سلوك الإنسان في مجال العلاقة بين أهداف متعددة ووسائل محدودة ذات استعمالات متنوعة ويركز هذا التعريف علي تفسير سلوك الإنسان في مجال تكوين وإشباع حاجاته بحيث يبرز العلاقة بين الندرة والحاجات. ## تقسيم العلوم يمكن تقسيم العلوم إلى قسمين رئيسيين: 1. **مجمو موعة العلوم الطبيعية**. وهذه تضم مجموعة الحقائق والروابط القائمة بينها والتي تظهر في صورة قوانين ونظريات وأساليب متعددة لتفسير ما يعرف بالظواهر الطبيعية وينتمي إلي هذا الفرع من العلوم الطبيعية, الكيمياء, النبات, الحيوان, الجيولوجيا وغيرها. 2. **مجموعة العلوم الاجتماعية أو الإنسانية** وهذه تضم بالمثل مجموعة الحقائق والروابط الموجودة بينها والتي تظهر في صورة قوانين ونظريات وأساليب متعددة لتفسير الظواهر الإجتماعية أو السلوكية, وينتمي لهذا الفرع من العلوم كل من الاقتصاد وعلم النفس وعلم الإجتماع وغيرها. ## نشأة علم الاقتصاد وقد نشأ علم الاقتصاد كعلم قائم بذاته عندما شرع المفكرون في تفسير بعض الظواهر الاجتماعية التي لفتت أنظارهم واستدعت انتباههم كارتفاع الأثمان وازدياد إيجار الأراضي الزراعية ووجود فوارق طبقية كبيرة بين أفراد الشعب وغير ذلك وكان لابد من محاولة لتفسير تلك الظواهر التي يرتبط بعضها ببعض من خلال دراسات منظمة تحوي العديد من الآراء والنظريات والقوانين وهي التي تمخض عنها علم الاقتصاد. ## **تعريف علم الاقتصاد:** ليس هناك تعريف واحد لعلم الاقتصاد, بل هناك العديد من التعاريف التي يلقي كل منها الضوء علي واحدة أو أكثر من الزوايا التي يمكن النظر من خلالها إلي هذا العلم. ## **أولاً: الاقتصاد الجزئي** ### **المشكلة الاقتصادية:** عادة ما تجابه المجتمعات مهما اختلفت من حيث درجة تطورها أو تقدمها ما يعرف أو يسمي بالمشكلة الاقتصادية. وتنشأ هذه المشكلة نتيجة لعدم التناسب بين الحاجات والرغبات العديدة والمتباينة من ناحية وبين وسائل إشباع تلك الحاجات والرغبات من الموارد الاقتصادية التي تتسم بالقلة أو الندرة من ناحية أخري. حقاً أن التقدم العلمي الذي نلمسه في كثير من مجالات الحياة قد أدي بالفعل إلي نمو مضطرد في الموارد الاقتصادية, إلا أن التطور الحضاري للشعوب عادة ما يصحبه المزيد من حاجات ورغبات الأفراد التي ليس لها في الواقع من نهاية أو حدود ولأن الطبيعة قد جادت بالكثير من الخيرات والنعم, فإن معظمها يستلزم ضرورة تشكيلها وإعدادها لتصبح صالحة للانتفاع بها. وعملية التشكيل هذه تستلزم إشراك موارد أخري محدودة كماً ونوعاً ومن ثم فلم يكن من العجيب أن بقيت المشكلة الاقتصادية قائمة وبقيت حاجات الأفراد دون قضاء ورغباتهم دون إشباع . ### **علم الاقتصاد** بعد أن تعرضنا إلي بعض الجوانب الأساسية للمشكلة الاقتصادية وهي أساس كل نشاط اقتصادي, نجد من الطبيعي أن نبحث عن طبيعة وأهمية هذا العلم الذي يفسر مختلف الظواهر الاقتصادية ذات الصلة المباشرة بنشاط الإنسان في طريقة لحل المشكلة الاقتصادية. إن العلم الذي يمثل مجموعة الحقائق و الروابط الموجودة بينها. التي تظهر في صورة أفكار وآراء ونظريات وقوانين تفسر الظواهر الكونية المحيطة التعريف علي الجوانب الأساسية للمشكلة الاقتصادية فهو يستلزم أن تكون الحاجات غير محدودة ووسائل إشباعها محدودة ونادرة وأن هذه الوسائل ذات استعمالات متعددة. ## **النظم الاقتصادية التي واجهت المشكلة الاقتصادية:** لقد تعددت وتباينت أساليب مواجهة المشكلة الاقتصادية باختلاف النظم التي سادت المجتمعات البشرية. فكان من الطبيعي أن تصبغ تلك الأساليب بصبغات تعكس الخصائص الأساسية لكل نظام وإذا كانت دراستنا ستتعرض لبعض هذه الأساليب فإن من الضروري أن تربط ذلك بفكرة سريعة عن أهم النظم الاقتصادية الرئيسية التي استخدمها الإنسان في محاولة منه لمعالجة المشكلة الإقتصادية. ### **مفهوم النظام الاقتصادي:** ينصرف مفهوم النظام الإقتصادي في أي مجتمع إلي مجموعة من القواعد والأسس الإقتصادية الرئيسية التي تحكم التصرفات المختلفة لهذا المجتمع في الشئون الاقتصادية وتنظيم علاقة الأفراد بالدولة من جهة وبعضهم البعض من جهة أخري في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي. وطبقاً لتلك القواعد والأسس، يتحدد نظام الملكية وأسلوب الإنتاج وطريقة التوزيع وتوجيه مختلف القوي الاقتصادية في المجتمع. وفيما يلي نورد فكرة موجزة عن النظم الاقتصادية الرئيسية. #### **النظام الرأسمالي:** ويعرف بأنه ذلك النظام الذي يرتكز علي دعامة الملكية الفردية لكل من السلع الإنتاجية والسلع الإستهلاكية حد سواء، والذي يسيره أو يوجهه الدافع الفردي أو الشخصي للحصول علي أرباح نقدية أو خاصة وعليه يمكن تمييز السلع الإنتاجية والسلع الإستهلاكية علي الخصائص الأساسية التالية لهذا النظام: 1. **الملكية الفردية:** يقوم النظام الرأسمالي علي أساس ملكية الأفراد للموارد الاقتصادية ويخص القانون هذه الملكية ويعطي حق التصرف فيها أو استغلالها علي أي نحو يراه الأفراد ممن يرون في ملكيتها أقوي دافع علي تكديس الثروة وصيانتها. 2. **الإنتاج من أجل الربح:** طبقاً لحق ملكية الأفراد لمختلف عناصر الإنتاج وحقهم في التصرف فيها, فإن الفرد يتخذ قرار توزيعها بين فروع الإنتاج المختلفة علي أنه يحاول دائماً أن يوزع موارده بالطريقة أو الكيفية التي تحقق له أكبر ربح ممكن. 3. **الحرية الإقتصادية:** يكفل هذا النظام الحرية الاقتصادية للفرد وهو الحق الذي يري فيه الأفراد خارقة علي توجيه كل وحدة من عوامل الإنتاج ألا وهي الأرض والعمل والإدارة ورأس المال إلي خير ما تصلح له من أعمال دون ما أية جلبة أو ضوضاء فإذا كان كل فرد أقدر علي معرفة مصلحته من أي حكومة متزنة أو رشيدة _ هكذا يتصور أصحاب المذهب الرأسمالي أو الحر _ فإن التمتع بحق الحرية الاقتصادية للأفراد لابد وأن ينتهي بهم إلي الحصول علي مستوي تشغيل أو توظيف كامل لجميع الموارد الإنتاجية في المجتمع. ### **الجهاز السعري كأداة للنظام الرأسمالي في مواجهة المشكلة الإقتصادية:** المال يعمل جهاز الأسعار والأسواق في المجتمع الرأسمالي إلى تسيير الحياة الاقتصادية في المجتمع دون ما تدخل أو توجيه من أية حكومة أو سلطة مركزية أخري إذ يقوم هذا الجهاز بتسجيل رغبات المستهلكين التي تحتاج إلي إشباع ويقوم بترتيبها طبقاً لدرجة تفضيل المستهلكين إلي إشباع كل منها. فكل ما له ثمن يمثل سلعة يحتاجها المستهلكون وكلما أشار الجهاز السعري بزيادة في ثمن سلعة ما كلما كان ذلك يعني زيادة الرغبة في الحصول عليها. والعكس صحيح بطبيعة الحال. ويقوم الجهاز السعري تلقائياً بتوجيه الموارد الاقتصادية نحو إنتاج السلع المطلوبة مبتدئاً بأولي السلع بالإشباع عند المستهلكين وأكثرها تفضيلاً لديهم سعياً وراء الربح الأكبر. وانتقال الموارد الاقتصادية نحو إنتاج السلع التي يشتد عليها طلب المستهلكين وعزوفها عن إنتاج تلك التي يقل الطلب عليها، يعني أن الجهاز السعري يوجد رابطة قوية بين الإنتاج والإستهلاك من خلالها، أي من خلال العرض والطلب. ==End of OCR==