أوليات في الجغرافيا البشرية PDF

‫جامعة محمد األول‬ ‫المدرسة العليا للتربية والتكوين‬ ‫وجدة‬ ‫أوليات في الجغرافية‬ ‫البشرية‬ ‫المورد ‪1‬‬ ‫لفائدة طلبة الفصل األول من‬ ‫مسلك التاريخ والجغرافيا‬...

‫جامعة محمد األول‬ ‫المدرسة العليا للتربية والتكوين‬ ‫وجدة‬ ‫أوليات في الجغرافية‬ ‫البشرية‬ ‫المورد ‪1‬‬ ‫لفائدة طلبة الفصل األول من‬ ‫مسلك التاريخ والجغرافيا‬  ‫أهـــــداف الـــــوحــــدة‬ ‫تلقين الطالب معارف أساسية في الجغرافيا البشرية وتفريعاتها‬ ‫‪‬‬ ‫التعرف على مضامين ومناهج الجغرافيا البشرية‬ ‫‪‬‬ ‫قراءة وتشخيص وتحليل بعض مشاهد المجال الجغرافي الخاصة‬ ‫‪‬‬ ‫بالجانب البشري‬ ‫التدرب في ورشات تطبيقية على التعامل مع مختلف الوثائق ذات‬ ‫‪‬‬ ‫العالقة بهذه الوحدة‬ ‫القدرة على توظيف المعارف المكتسبة األساسية في الجغرافيا‬ ‫‪‬‬ ‫البشرية وتفريعاتها ومناهجها في حل وضعيات مركبة جديدة‬ ‫تؤهل الطالب لمسايرة تأهيل مهني في مجال تدريس القضايا‬ ‫ذات العالقة بهذه الوحدة أو مرتبطة بالدراسة والبحث أو بالحياة‬ ‫العملية‬  ‫مضمون الـــــوحــــدة حسب الملف الوصفي‬ ‫‪ ‬تعريف اجلغرافيا البرشية واملفاهمي الرئيس ية املرتبطة هبا‬ ‫‪ ‬فروع اجلغرافيا البرشية‬ ‫‪ ‬اترخي اجلغرافيا البرشية‬ ‫‪ ‬العنارص البرشية املكونة للمجال اجلغرايف‬ ‫‪ ‬مناجه البحث يف اجلغرافيا البرشية وأدواته ؛‬ ‫‪ ‬قراءة وتشخيص وحتليل بعض مشاهد اجملال اجلغرايف اخلاصة ابجلانب البرشي‬ ‫‪ ‬أعامل توجهيية‪:‬‬ ‫دراسة واثئق ذات صةل ابجلغرافيا البرشية ومبهناج اجلغرافيا ابلتعلمي الثانوي‬ ‫‪ ‬أعامل خشصية للطالب‪ :‬اعداد ملفات حول اجلغرافية البرشية‬  ‫تقويــــــم الـــــوحــــدة‬ ‫‪ ‬المراقبة المستمرة‪%30 :‬‬ ‫‪ ‬امتحان نهاية الفصل‪%70 :‬‬ ‫‪ ‬يتم استيفاء الوحدة بالحصول على نقطة تفوق أو‬ ‫تعادل ‪10‬‬  ‫بيبليــــوغـــرافـــيا مختــــارة‬ ‫مصيلحي‪ ،‬فتحي محمد (‪ 1418‬هـ)‪ ،‬الجغرافيا البشرية المعاصرة‪ ،‬دار اإلصالح‪ ،‬الدمام‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫وهيبة‪ ،‬عبد الفتاح (‪ ،)1971‬الجغرافيا اإلنسان‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيرت‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫أبوعيانة‪ ،‬محمد فتحي (‪ ،)2002‬دراسات في الجغرافيا البشرية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫الجوهري‪ ،‬يسري (‪ ،)2009‬أسس الجغرافيا البشرية‪ ،‬منشاة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬محمد بلفقيه (‪ ،)2002‬الجغرافيا القول عنها والقول فيها‪ ،‬المقومات االبستيمولوجية‪،‬‬ ‫الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة – الرباط‪.‬‬ ‫‪ ‬محمد محمود محمدين (‪" ،)1996‬الجغرافيا والجغرافيون بين الزمان والمكان"‪ ،‬دار‬ ‫الخريجي للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫‪ ‬هيلدبرت إزنار (‪" ،Heldebert Isnard ،)1994‬الحيز الجغرافي"‪ ،‬ترجمة د‪.‬محمد‬ ‫إسماعيل الشيخ‪ ،‬مطبوعات جامعة الكويت‪.‬‬ ‫‪ ‬يحي بن محمد شيخ أبو الخير‪" ،‬المفاهيم الجغرافية واإلشكاليات ودور التقنيات‪ :‬رؤية‬ ‫تحليلية نقدية للعالقة بين الواقع و المفهوم"‪ ،‬قسم الجغرافيا‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة الملك‬ ‫سعود‪.‬‬  Paul Claval (2021) :Géographie humaine, Presses Universitaires de France (PUF)  Armand Frémont (2020): La géographie humaine ; Une approche générale , Armand Colin  Guy Di Méo (2019) : Introduction à la géographie humaine, Edition: Dunod  Denise Pumain (2018) : Les nouveaux horizons de la géographie humaine, , Edition CNRS Éditions  Bailly, A., les concepts de la géographie humaine, Armand Colin, Paris, 2001.  Benko, G., Lipietz, A., la richesse des régions. La nouvelle géographie socio- économique, PUF, Paris, 2000.  Charvet, J-P., Sivignon, M., Géographie humaine, Armand Colin, Paris, 2002.  Fremont, A., la région espace vécu, champs-Flammarion, Paris 1999.  Gourou, P., Pour une Géographie humaine, Flammarion, Paris 1973.  Paul CLAVAL, Épistémologie de la géographie, 2eédition, ARMAND COLIN, 2007.  Chritiene Voiron, Jean- Pierre Chery, espace géographique, spatialisation et modélisation en Dynamique des Systèmes , 6èmeCongrès Européen de Science des Systèmes, 19 -22 sept. 2005  Catherine Rhein, l’espace, les sociologues et les géographes, déconstruire et reconstruire les « disciplines » :les jeux de l’interdisciplinarité, Revue – Sociétés contemporaines 2003.  Dir. A Belhedi, L’espace :concepts et approches, Publication FSHS Tunis, 1990.  Heldebert Isnard, L’espace de géographe, Annales de Géographie, t.84,n°462 , 1975, 174 – 187 p.  Olivier DOLLFUS, L’espace géographique, P.U.F, 1970.  Alexandre Moine, Le territoire comme un système complexe, UNIV-fcomte, France  Pressat, H.1961. L’analyse démographique. Méthodes. Résultats. Applications PUF, 385p.  -CIATTONI A., VEYRET Y. (dir.), 2007, Les fondamentaux de la géographie. 2e édition. Paris, A. Colin, 304 p.  -MADORE Fr. (dir.), 2006, Le commentaire de paysages en géographie humaine. Paris, A. Colin, coll. U, 272 p.  Brunet R. et all. 1992, Les mots de la géographie. La documentation française, Paris.  Diry, J.P.,1999 , Les espaces ruraux.Collection :Géographie, Editions SEDES.  Renard J. 2002, Les mutations des campagnes : paysages et structures agraires dans le monde ; Armand colin, Paris  ‫المــحــور األول‪:‬‬ ‫مدخل إلى الجغرافيا‪ :‬تعريفها‪ ،‬تطورها وفروعها‬ ‫‪.1‬التعريف بالجغرافيا كعلم من العلوم اإلنسانية‬ ‫التعريف األول‬ ‫الجغرافيا علم يدرس األرض والظواهر الطبيعية والبشرية الموجودة فوقها‪.‬ويعود أصلها‬ ‫إلى الكلمة اإلغريقية " ‪ "Geographica‬المؤلف من شقين‪:‬‬ ‫أولهما ‪ Géo‬ويعني األرض‪،‬‬ ‫وثانيهما ‪ graphica‬ويعني الوصف أو الصورة‪.‬‬ ‫وبذلك تكون الجغرافيا‪ :‬علم وصف األرض‪.‬‬  ‫التعريف الثاني‬ ‫‪ ‬وفق معجم‪André la lande :‬‬ ‫"الجغرافيا هي وصف سطح األرض‪ ،‬بقدر اإلمكان لتفسير الظواهر الطبيعية‬ ‫واالقتصادية والسياسية في عالقاتها بالمكان وفيما بينها‪.‬‬ ‫‪ ‬ونجد نفس التعريف عند ‪ Paul Fouiqule‬والذي ربط كلمة جغرافيا بأصلها‬ ‫اليوناني‪ :‬أن الجغرافيا مادة تهتم بوصف سطح األرض وتتقدم شيئا فشيئا إلى‬ ‫التفسير القائم على علم الجيولوجيا الذي يدرس الطبقات الباطنية لسطح‬ ‫األرض وتاريخها‪ ،‬وكذلك الظواهر الجوية‪.‬‬  ‫التعريف الثالث‬ ‫‪ ‬الجغرافيا علم بشري بعد أن كانت في أوقات سابقة علما رياضيا‪.‬وتهدف إلى إبراز‬ ‫طبيعة العالقات والروابط التي تطبع حياة المجتمعات البشرية وتكيفها وتحديد هذه‬ ‫العالقات في نطاقات متدرجة‪ :‬أعالها الكرة األرضية (الجغرافيا العامة) وأوسطها‬ ‫القارات وأشباهها (الجغرافية النطاقية واإلقليمية) وأسفلها المجاالت المكانية‬ ‫الجغرافية (المحلية واإلقليمية والمحلية أو الحضارية) وتختلف هذه العالقات بفعل‬ ‫العوامل الطبيعية (الجغرافيا الطبيعية) وعوامل أخرى ناجمة عن أفعال اإلنسان حديثا‬ ‫وقديما (الجغرافيا البشرية)‪،‬‬ ‫‪ ‬ومن الضروري أن يعالج كل نوع من هذه المعطيات وفق منظور جغرافي شامل‬ ‫بحيث يقود فهم الجزء إلى فهم الكل‪ ،‬وتتبلور جميع هذه المعطيات في الجغرافيا‬ ‫اإلقليمية‪.‬‬  ‫التعريف الرابع‬ ‫تعرف الجغرافيا بأنها‪ :‬العلم الذي يصف ويحلل الظواهر‬ ‫‪ ‬وفق الموسوعة البريطانية ّ‬ ‫البشرية والطبيعية والتغيرات التي تطرأ على سطح األرض نتيجة لهذه العوامل‪.‬‬ ‫وترتبط الجغرافيا بعلوم األرض وفروعها المختلفة وبالعلوم اإلنسانية‪.‬‬ ‫‪ ‬وعلى ضوء ذلك تُعْنَى الجغرافيا بدراسة التفاعل بين اإلنسان والبيئة في مكان‬ ‫جغرافي يختلف حسب إمكانياته وظروفه الطبيعية والبشرية‪.‬‬ ‫التعريف الخامس‬ ‫يعرف هارتشرون الجغرافيا بأنها‪ :‬علم التباين األرضي الذي يرتبط بوصف توزيع‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬ ‫الظاهرات الطبيعية والبشرية ومحاولة تفسيرها‪.‬‬  ‫حسب اليونسكو (منظمة األمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم)‬ ‫تهتم الجغرافيا أساسا بالظواهر المرئية‪ ،‬وتصف سطح األرض من نواحيه الحقيقية‬ ‫والحالية‪ ،‬كما أنها تعالج أيضا عوامل غير مرئية (نفسية وسياسية ودينية‪ )...‬بقدر‬ ‫ما تفسر هذه العوامل الحقائق المرئية‪...‬ويجب أن يعتبر تعليم الجغرافيا في‬ ‫جميع المراحل التعليمية علما معاصرا عمليا أي تطبيقيا‬ ‫«الجغرافيا علم لدراسة الظواهر الطبيعية والبشرية في المجال وتعاقبها في‬ ‫الزمان‪ ،‬ومن ثمة فهي علم للطبيعة‪ ،‬وعلم لألنشطة المجالية لإلنسان‪ ،‬وعلم‬ ‫للعالقات الطبيعية واإلنسان‪ ،‬أي علم تركيبي»‬ ‫المصدر‪ :‬المصطفى الخصاصي (‪ :)2001‬قضايا ابستيمولوجية وديداكتيكية في مادة التاريخ والجغرافيا‪ ،‬السلسلة‬ ‫البيداغوجية رقم ‪ ،18‬منشورات دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪119 :‬‬ ‫«الجغرافيا علم المجال والمكان‪ ،‬موضوعها الظواهر الطبيعية والبشرية‬ ‫التي تشكل أمكنة العالم وبيئاته‪...‬ويصف الجغرافيون تحول األمكنة‬ ‫ويفسرون هذا التحول‪ ،‬محاولين الوقوف على دالالته»‬ ‫المصدر‪ :‬عن المؤتمر الجغرافي الدولي السابع والعشرون‪1992 ،‬‬  ‫‪.2‬مجاالت البحث الجغرافي‬ ‫حتى تكون الجغرافيا قادرة على تشخيص المشاكل التي تدرسها‪ ،‬فإنها تقوم‬ ‫‪‬‬ ‫بتحديد المجال‪ ،‬وتشرح العالقات القائمة بين مختلف العناصر الطبيعية والبشرية‬ ‫مهما تداخلت وتفاعلت فيما بينها‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك تعتبر الجغرافيا ذات خصائص مميزة إذ نجدها في العلوم الطبيعية‬ ‫‪‬‬ ‫والعلوم البشرية‪.‬‬ ‫وللتذكير فقد تم تصنيف العلوم الحديثة في العام ‪ ،1972‬وتم تقسيمها إلى ثالث‬ ‫‪‬‬ ‫فئات‪:‬‬ ‫العلوم التحليلية التجريبية‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫العلوم التفسيرية التأويلية‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫العلوم النقدية‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫وتعتبر الجغرافيا من بين العلوم التي تمتلك خواص جميع تلك الفئات سابقة الذكر‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫فدراسة المجال الجغرافي تؤكد وجود مكونات كثيرة طبيعية وبشرية مترابطة وتتميز‬ ‫بتفاعالت كثيرة‪ ،‬مما يعطي للجغرافي دورا مهما‪،‬‬ ‫ولذلك ال تقتصر دراسة المجال الجغرافي على موضوع أو ظاهرة واحدة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫الشكل ‪ :1‬موقع الجغرافيا بين فروع العلوم المختلفة‪ ،‬وعالقتها بها‬  ‫‪ -3‬أهميــة علم الجغرافيا‬ ‫‪ ‬لم تعد الجغرافيا ذلك العلم الوصفي الذي يهتم فقط بوصف الظواهر‬ ‫وصفا سطحيا‪ ،‬بل صارت علما يتفق ويواكب التطور العلمي الحديث‬ ‫المعتمد على القياس والتحليل والربط واستخدام النماذج الحديثة‪،‬‬ ‫‪ ‬وبذلك أصبحت الجغرافيا ضمن العلوم التطبيقية‪ ،‬وأصبحت لها فروع‬ ‫تعرف بالجغرافيا الكمية والتطبيقية‬ ‫‪ ‬والجغرافيا علم يمتلك القدرة على التأقلم مع مختلف العلوم والتوليف‬ ‫بينها‪ ،‬وتستخدمها لخدمتها وتستفيد منها‬ ‫وقد شهدت السنوات األخيرة تحوال كبيرا في‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫المنهج العلمي للجغرافيا‬ ‫‪-‬‬ ‫المحتوى العلمي للجغرافيا‬ ‫‪-‬‬ ‫األساليب التي تعتمد عليها الجغرافيا في تحقيق األهداف واألغراض‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ ‬إن سبب هذا التحول هو ما ظهر على محتوى الجغرافيا من تطور‬ ‫كبير‪ ،‬حيث أصبح الجغرافيون يعالجون مواضيع لم تكن معروفة من‬ ‫قبل‪،‬‬ ‫‪ ‬فإذا نظرنا إلى الدراسات التي ينجزها الجغرافيون نالحظ بوضوح‬ ‫االهتمام المتزايد بدراسة الظواهر الطبيعية والبشرية المختلفة‬ ‫بطرق تختلف عما كانت عليه في الماضي‪.‬‬ ‫‪ ‬ويرجع ذلك الستخدامهم للوسائل الكمية المتقدمة في أبحاثهم‪،‬‬ ‫واالستعانة ببعض العلوم األخرى كاإلحصاء والرياضيات والنماذج‬ ‫والهندسة والفيزياء والكيمياء‪ ،‬مما جعل الجغرافيا علما يتماشى‬ ‫وعصر التكنولوجيا‪،‬‬ ‫‪ ‬ولعل استخدام هذه المناهج الكمية يمكن من الوصول إلى نتائج‬ ‫أكثر دقة‪.‬فعلم الجغرافيا ال يكتفي بالوصف بقدر ما يهتم بالبحث عن‬ ‫األسباب التي نتجت عنها مختلف الظواهر الجغرافية‪ ،‬سواء كانت‬ ‫طبيعية أو بشرية‪.‬‬  ‫‪ ‬تنوع الجغرافيا في المواضيع التي تقوم بدراستها‪ ،‬فهي تدرس جميع‬ ‫الظواهر الطبيعية والبشرية وتفاعالتها ونتائج هذه التفاعالت‬ ‫‪ ‬وتنقسم الجغرافيا إلى شعبتين متكاملتين وإن كان االختالف بينهما‬ ‫يقتصر على المنهجية وطرق المعالجة وهما‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الجغرافيا العامة بكل أنواعها الطبيعية والبشرية‪ ،‬وبكل أقسامها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الجغرافيا اإلقليمية‪.‬‬ ‫فأما األولى فتدرس األنماط وتبحث عن القوانين المتحكمة فيها‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫وأما الثانية فتهتم بإبراز المميزات التي ينفرد بها المكان اإلقليمي‬ ‫‪‬‬ ‫وهكذا تقوم الجغرافيا العامة بتحليل العالقات واالرتباط ألنها تضع كل عنصر‬ ‫‪‬‬ ‫في قالبه العام خالل الدراسة‪.‬وال تقارن أي ظاهرة إال بظاهرة مماثلة تطرح‬ ‫تحت نفس العنوان‬ ‫فيما تختص الجغرافيا اإلقليمية بالبحث عن العالقات واالرتباط بين الظواهر‬ ‫‪‬‬ ‫القائمة في اإلقليم الواحد" وتقارن بينها رغم التباين في طبيعتها وأنماطها‬ ‫بغرض توضيح الخصوصية التي يتميز بها أي إقليم عن األقاليم األخرى‪ ،‬وبذلك‬ ‫تعني الجغرافيا اإلقليمية بالبحث عن الخصائص المميزة‪ ،‬وتصبح مهمتها‬ ‫ليست بوضع كشف عام بمكونات هذه المنطقة بل مهمتها هي البحث عن‬ ‫الطريقة التي نظم بها هذا المجال وكيفية استغالل اإلنسان له‬  ‫‪ -4‬فروع الجغرافيا‬ ‫إن الجغرافيا علم تركيبي يحاول أن يقدم تحليال وتفسيرا شامال لسطح األرض مع‬ ‫مختلف العناصر التي يمكن توطينها وتصنيفها وقياسها فوق المجال‪ ،‬وهي علم‬ ‫طبيعي وبشري في الوقت نفسه‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد تم االتفاق على تقسيم علم الجغرافيا تقسيما عاما إلى الجغرافيا الطبيعية‬ ‫والبشرية‪:‬‬ ‫‪ ‬فالجغرافيا الطبيعية تتطرق للظواهر الطبيعية وتتضمن الجيومورفلوجيا التي‬ ‫تدرس أشكال سطح األرض وتوزيعها‪ ،‬والمناخ الذي يهتم بدراسة حالة الجو‪،‬‬ ‫وعلم البيئة الذي يهتم بدراسة النباتات واألتربة وغير ذلك‪.‬‬ ‫أما الجغرافيا البشرية فتهتم بدراسة سلوك البشر‪ ،‬إذ تدرس التجمعات‬ ‫‪‬‬ ‫البشرية ومختلف المظاهر الناتجة عن أنشطة البشر مثل جغرافية المدن‬ ‫وجغرافية األرياف والجغرافية االقتصادية‪...‬وهي تدرس اإلنسان الذي يعمل على‬ ‫تنظيم المجال الجغرافي‪ ،‬وتدرس مختلف التفاعالت الرابطة بين اإلنسان والبيئة‪.‬‬ ‫الشكل ‪ :2‬التقسيم القديم والحديث للجغرافيا‬  ‫‪ -5‬تطور الفكر الجغرافي‬ ‫مر الفكر الجغرافي بتطور طويل ومعقد عبر التاريخ‪ ،‬حيث تأثر بالتحوالت الفكرية والعلمية التي‬ ‫شهدتها الحضارات المختلفة‪.‬وفيما يلي أبرز مراحل تطور الفكر الجغرافي‪:‬‬ ‫‪ 1 -5‬الفكر الجغرافي في الحضارات القديمة‬ ‫‪ ‬اهتم قدماء المصريين بالجغرافيا الفلكية‪ ،‬حيث وضعوا أول تقويم في عام ‪ 4641‬ق‪.‬م‬ ‫مرتكزا على بزوغ النجم الجالب للفيضان في ‪ 19‬يوليو‪ ،‬وقد قسموا العام إلى ‪ 12‬شهرا‪ ،‬كل‬ ‫شهر يتكون من ‪ 30‬يوما‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد قسموا السنة إلى ثالثة فصول مرتبطة اساسا بالزراعة‪ ،‬فالفصل األول هو فصل‬ ‫الفيضان‪ ،‬والفصل الثاني خاص بنمو النبات ورعيه‪ ،‬أما الفصل الثالث فهو فصل الحصاد‪.‬‬ ‫أما البابليون‪ ،‬فقد هتموا اساسا ب‪:‬‬ ‫‪ ‬رصد الظاهرات الفلكية‪ ،‬حيث بنوا االبراج لرصد االجرام السماوية‪.‬‬ ‫‪ ‬كما توصلوا الى معرفة مجموعة من الكواكب وهي عطارد‪ ،‬والزهرة‪ ،‬والمريخ‪ ،‬والمشتري‪،‬‬ ‫وزحل‪.‬‬ ‫‪ ‬رصدوا ظاهرة الخسوف والكسوف‪.‬‬ ‫‪ ‬وضعوا تقويما سنويا قمريا (السنة القمرية)‪ ،‬طول الشهر فيه ‪ 29‬يوما‪ ،‬أو ‪ 30‬يوما بالتتابع‪،‬‬ ‫وعلى هذا صارطول السنة ‪ 354‬يوما‬ ‫‪ ‬وضع قوائم بالبيانات الجغرافية عن األقاليم التي عرفوها‪ ،‬ومن بين هذه القوائم‪ ،‬قوائم‬ ‫سرجون التي ضمت معلومات عن الطرق‪.‬‬ ‫أقدم خريطة في التاريخ تعود للعصر البابلي المتأخر (بحدود ‪ 600‬ق‪.‬م)‪،‬‬ ‫وقد استعملت كوسيلة للتخطيط الجغرافي لغرض السيطرة على األقاليم‬ ‫خريطة مدينة نفر في العصر البابلي‬ ‫وقد استعملت في إطار التخطيط الحضري‬ ‫‪ ‬أما الفكر الجغرافي عند اإلغريق فقد قاده مجموعة من الجغرافيين أمثال طاليس الذي‬ ‫أكد أن القمر يعكس أشعة الشمس‪ ،‬أناكسميندر الذي أعد أول خريطة للعالم بعد خريطة‬ ‫جاسور بألفي عام‪ ،‬وجعل اليونان في قلب العالم‪.‬وكان يؤكد أن الكون في حركة ال تنتهي‪.‬‬ ‫‪ ‬ومن جغرافيي اإلغريق أيضا هيكاتيوس الذي يعد من أهم الشخصيات الجغرافية خالل‬ ‫الفترة الممتدة بين القرنين ‪ 6‬ق‪.‬م و ‪ 5‬ق‪.‬م‪ ،‬ألف كتابا بعنوان "الرحلة حول األرض" ورسم‬ ‫خريطة على شكل مستدير‪ ،‬يقع مركزه في "دلفي" في وسط بالد اليونان‪.‬‬ ‫‪ ‬ويظل هيرودوت رحالة من الطراز األول‪ ،‬حيث يعد كتابه "تمحيص األخبار" أول مصنف‬ ‫تاريخي‪ ،‬ويعتبر كذلك أول مصنف في الجغرافيا البشرية‪ ،‬كونه وصف عادات المصريين‪،‬‬ ‫وطرق عيشهم ووصف أسواقهم‪ ،‬وأنواع طعامهم‪ ،‬كما رسم خريطة للعالم أيضا‬ ‫‪ ‬إبراتوستين أيضا اهتم بالفلك والجغرافيا‪ ،‬وقام بتقدير محيط األرض ب ‪ 250‬ألف استاديا‪.‬‬ ‫وقام برسم خريطة للعالم‬ ‫خريطة العالم حسب اليوناني هيكاتيوس‬ ‫خريطة العالم حسب هيرودوت‬ ‫خريطة العالم حسب إبراتوستين‬  ‫الفكر الجغرافي عند الرومان‬ ‫استرابون‬ ‫‪ ‬رجح أن جزر البحر المتوسط انفصلت عن اليابسة بفعل الزالزل والبراكين‪.‬‬ ‫‪ ‬رأى أن سبب فيضان النيل هي أمطار صيفية تسقط على الحبشة‬ ‫‪ ‬ضم مؤلفه دراسة إقليمية وصفية عن دول أوروبا‪ ،‬وآسيا‪ ،‬واهتم بدراسة األقاليم المناخية‪،‬‬ ‫‪ ‬كما ربط بين حدوث ظاهرة المد والجزر من ناحية‪ ،‬والقمر من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫بطليموس‬ ‫‪ ‬يوصف بأنه أبو الجغرافيا‪ ،‬ويعتبر حلقة وصل بين الجغرافيا القديمة والجغرافيا الحديثة‪.‬‬ ‫‪ ‬اعتقد أن األرض كروية وثابتة‪ ،‬وأن األجرام السماوية هي التي تتحرك حولها‪.‬‬ ‫‪ ‬قام برسم خريطة للعالم تشمل ‪ 180‬درجة طولية‪ ،‬تمتد من جزر الكناري في الغرب‪ ،‬إلى‬ ‫الصين في أقصى الشرق‪.‬‬ ‫‪ 2 -5‬الفكر الجغرافي عند المسلمين‬ ‫ازدهر الفكر الجغرافي عند المسلمين‪ ،‬فأمام التخلف الذي شهدته أوربا في العصور الوسطى‪،‬‬ ‫بفعل مزج الحضارة اإلسالمية مع تراث حضارات بالد الشرق كالصين والهند و فارس‪ ،‬و ترجمة‬ ‫ما خلفه اإلغريق و الرومان في الغرب‪ ،‬وأضاف علماء المسلمين الجديد إليه‪ ،‬لتنقله بعدهم‬ ‫أروبا في عصر النهضة وتؤسس عليه حضارتها الجديدة‪.‬‬ ‫‪ ‬وهذا نموذج من الجغرافيا العربية في القرن ‪8‬م من كتاب "المسالك والممالك» ‪:‬‬ ‫ض مدورة كتدو ير الكرة ‪ ،‬م وضوعة في ج وف الف لك كا لمح في ج وف‬ ‫" إن األ ر‬ ‫البيضة‪ ،‬والنسيم حول األرض هو جاذب لها من جميع جوانبها إلى الفلك"‪.‬‬  ‫أهم الجغرافيين العرب‬ ‫الكندي‪:‬‬ ‫لعل كتب الكندي ‪ 800‬م كانت أول ما كان من كتب الجغرافية من حيث أنها تبحث‬ ‫في‬ ‫أحوال األقاليم‪ ،‬وكان هذا البحث وليد النهضة العلمية التي ظهرت في القرن ‪3‬‬ ‫الهجري‪.‬‬ ‫اليعقوبي‪:‬‬ ‫يعده الباحثون أول جغرافي العرب وصفا للممالك معتمدا على مالحظاته الخاصة‪،‬‬ ‫وقد كان مغرما باألسفار طاف المملكة اإلسالمية برمتها‪ ،‬ونزل أرمينيا وخراسان‪،‬‬ ‫وسافر إلى الهند‪ ،‬كما أنه كان في طليعة المؤرخين والمثقفين‪ ،‬وكتابه "كتاب‬ ‫البلدان" الذي ألفه حوالي ‪ 891‬م يعد أول كتاب من نوعه في الجغرافية التاريخية‬ ‫باللغة العربية‪.‬‬ ‫ابن حوقل‪:‬‬ ‫هو أبو القاسم ابن حوقل عرف بأسفاره الواسعة‪ ،‬له مجموعة من الكتب أهمها‬ ‫كتاب "صورة األرض"‪ ،‬وتعد كتبه مع كتب المقدسي في القرن ‪ 4‬الهجري ممثلة‬ ‫للذروة التي بلغها العرب في وصف البلدان‪ ،‬كما يعد ابن حوقل الخبير األول بين‬ ‫جغرافي المدرسة الكالسيكية في شؤون المغرب‪.‬‬  ‫‪ 3 -5‬الفكر الجغرافي الحديث والمعاصر‬ ‫العوامل التي ساهمت في نشوء الجغرافيا الحديثة‬ ‫‪ ‬االكتشافات الجغرافية‬ ‫‪ ‬الثورات العلمية والتقنية التي عرفتها أوربا‬ ‫‪ ‬أهمية المعرفة الجغرافيا في الدولة الحديثة‬ ‫تأسيس المدارس الجغرافية العالمية‬ ‫‪ ‬لقد ارتبطت الجغرافية الحديثة في البداية بكتابات الرحالة والمستكشفين الذين عمدوا إلى‬ ‫تدوين اكتشافاتهم ورحالتهم الميدانية في شكل كتب وصفية يعتريها كثير من الغموض‪،‬‬ ‫‪ ‬إال أن األمر سيختلف مع متم القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر‪ ،‬حيث ستنتقل‬ ‫الجغرافية إلى مرحلة جديدة تتميز بالوضوح العلمي والتنقيب الدقيق للمعلومة‪ ،‬وسيتسنى‬ ‫لها هذا مع ظهور ما يعرف بالمدارس الجغرافية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الفكر الجغرافي األلماني وتأسيس علم الجغرافيا في العصر الحديث‬ ‫الجغرافي فان هامبولث‪:‬‬ ‫‪ ‬عاش ما بين ‪ 1776‬م‪ 1859 -‬م‪ ،‬وتربى على األسس الفلسفية لكانت التي طور من خاللها‬ ‫المعرفة الفيزيائية والطبيعية باإلضافة إلى الرياضيات وعلوم الفلك‪.‬‬ ‫‪ ‬عرف بكثرة رحالته‪ ،‬كالرحلة التي قام بها إلى أمريكا االسبانية والتي امتدت من ‪- 1799‬‬ ‫‪ 1804‬م‪ ،‬ورحلة أخرى إلى وسط آسيا واستغرقت ستة أشهر‪ ،‬وقد أنتج عنها كتابا نشره‬ ‫سنة ‪ 1843‬من أشهر مؤلفاته كتاب الكون " "‪cosmos‬الذي نشره ما بين ‪ 1845‬م‪ 1862 -‬م‬ ‫في أربعة أجزاء‬  ‫الجغرافي كارل ريتر وتأسيس الجغرافيا اإلقليمية للعالم‬ ‫‪ ‬عاش ما بين سنة ‪ 1859 - 1779‬م‪ ،‬ويعتبر من المع جغرافي المدرسة األلمانية خالل القرن‬ ‫التاسع عشر‪،‬‬ ‫‪ ‬حاول جاهدا أن يؤسس العالقة المتينة ما بين الجغرافيا والتاريخ‪ ،‬وأسس ما يعرف‬ ‫بالجغرافيا اإلقليمية للعالم‪ ،‬التي ربط فيها ما بين المعطيات الطبيعية والبشرية‪.‬‬ ‫‪ ‬من أشهر أعماله الكتاب الذي يحتوي على جزأين ويحمل العنوان التالي‪" :‬أوربا‪ ،‬جغرافيا‪،‬‬ ‫تاريخيا‪ ،‬وإحصائيا" ما بين سنتي ‪ ، 1807 - 1804‬و"علم األرض" المشروع الذي نشره في‬ ‫‪ 19‬جزءا خالل الفترة الزمنية ‪ 1859 - 1817‬م‪.‬‬  ‫ب‪ -‬الجغرافيا الفرنسية‪ :‬القفزة النوعية لعلم الجغرافيا‬ ‫إن التأسيس األكاديمي للجغرافية الفرنسية تم مباشرة بعد هزيمة فرنسا في الحرب ضد‬ ‫ألمانيا سنة ‪ 1870‬م‪ ،‬ومن أبرز رواد المدرسة الجغرافية الفرنسية نجد‪:‬‬ ‫الباحث الجغرافي إلسي ريكلوس ‪ 1905 - 1830‬م‬ ‫ يعتبر من الجغرافيين الموهوبين الذين يعود لهم الفضل في وضع األسس المعرفية‬ ‫للمدرسة الفرنسية مع أواسط القرن التاسع عشر‪،‬‬ ‫ تتلمذ على يد الجغرافي األلماني كارل راتيز‪ ،‬وتشبع بفكره ومنهجيته في الكتابة‪.‬‬ ‫ من أهم إنتاجاته نجد المشروع العلمي الذي انزله في ثالثة أجزاء سماه "األرض ‪،la terre‬‬ ‫ثم المشروع الضخم الذي قسمه إلى ‪ 19‬جزءا‪ ،‬حيث أنجزه ما بين ‪ 1894 - 1876‬م‪ ،‬وحمل‬ ‫العنوان التالي‪" :‬الجغرافيا العالمية الجديدة " ‪ ،nouvelle géographie universelle‬والذي‬ ‫اعتبر في وقته قمة اإلنتاج في الجغرافيا اإلقليمية‬ ‫فيدال دوالبالش ‪ 1918 - 1845‬م‬ ‫ تأثر بالجغرافي األلماني راتزل‪ ،‬وتمكن أن ينتج من خالل ذلك مفاهيم جغرافية جديدة‬ ‫باالعتماد على الرحالت الميدانية ليتوج مساره بوضع المنهج الفيدالي انطالقا من وصف‬ ‫الظاهرة‪ ،‬تفسيرها ثم تحليلها‪.‬‬ ‫ ساهم في تأسيس الجغرافيا العلمية‪ ،‬وألجل هذا الغرض باشر بدءا من سنة ‪ 1891‬في‬ ‫نشر مجلة "الحوليات الجغرافية"‪.‬‬ ‫ من أهم انجازاته العلمية دراسة "اإلقليم الطبيعي" و"اإلقليم التاريخي" وذلك بدراسة‬ ‫اإلقليم الجغرافي في بعده التاريخي وذكر العوامل التاريخية التي ساهمت في تنظيم‬ ‫المجال‪.‬‬  ‫ج‪ -‬المدرسة الجغرافية األنجلوساكسونية‬ ‫كان تطور دراسة الجغرافيا الحديثة في بريطانيا قد بدأ بعد نشر دراستين مهمتين في‬ ‫الجغرافيا اإلقليمية من طرف‪:‬‬ ‫أ‪.‬البريطاني هالفورد ماكيندر)‪Halford Mackinder (1861 - 1947‬‬ ‫‪ ‬كان رئيسا لقسم الجغرافيا بجامعة لندن‬ ‫‪ ‬نشر دراسة مهمة في الجغرافيا اإلقليمية تمثلت في كتاب بريطانيا والبحار البريطانية‬ ‫)‪ Britain and the British Sea (1902‬الذي ُنشر ضمن سلسلة من الكتب عن أقاليم العالم‪،‬‬ ‫ب‪.‬أندرو هربرتسون )‪Andrew Herbertson (1865 - 1915‬‬ ‫‪ ‬كان يعمل أستاذا للجغرافيا بجامعة أكسفورد‬ ‫‪ ‬نشر دراسة بعنوان‪ :‬األقاليم الطبيعية الرئيسية )‪ The Major Natural Regions (1905‬الذي‬ ‫نشر في المجلة الجغرافية) (‪ ، Geographical Journal‬وفيه قسم العالم على أساس‬ ‫مناخي إلى ستة أقاليم هي‪ :‬القطبي‪ ،‬والبارد‪ ،‬والحار‪ ،‬والصحاري الغربية المدارية‪،‬‬ ‫واألقاليم بين المدارية‪ ،‬واالستوائية الممطرة‪.‬‬  ‫وظهرت بعد ذلك عدة دراسات إقليمية في بريطانيا منها‪:‬‬ ‫دراسة ل تشارلز فاوسيت )‪Charles Fawcett (1883 - 1952‬‬ ‫‪ ‬عنوان الدراسة‪ :‬األقسام الطبيعية إلنجلترا ‪Natural Division of England‬‬ ‫‪ُ ‬نشرت في مجلة الجمعية الملكية الجغرافية عام ‪،1917‬‬ ‫‪ ‬اقترح فاوسيت في دراسته تلك تقسيم إنجلترا إلى ‪ 12‬إقليما تناول كال منها بوصف‬ ‫موجز‪،‬‬ ‫‪ ‬وقد اعتمد في تقسيمه على‪ :‬حركة السكان وعددهم وكثافتهم‪ ،‬توزيع الخدمات‬ ‫والوظائف ووجود رأس المال الالزم للتنمية‪ ،‬وخطوط تقسيم المياه؛ مع األخذ‬ ‫بعين االعتبار الحدود اإلدارية والتقسيمات التاريخية في الدولة( )‪،‬‬ ‫← إجماال بلغت الجغرافيا اإلقليمية أوجها بعد الحرب العالمية الثانية وحتى منتصف الخمسينيات‪ ،‬ويظهر ذلك في‬ ‫قول الجغرافي هنري دربي ‪" Henry C. Darby (1909 - 1992) :‬إن الجغرافيا اإلقليمية تمثل ذروة عملنا"‪.‬‬ ‫أما كنث إدواردس ‪ Kenneth Charles Edwards‬فقال‪" :‬إن الجغرافيا اإلقليمية هي المهمة المركزية‬ ‫والقصوى للجغرافي"‪.‬‬  ‫المــحــور الثاني‪ :‬الجغرافيا البشرية‬ ‫تعريفها‪ ،‬وأقسامها ومجاالتها‬ ‫تتناول الجغرافيا البشرية بالدراسة توزيع المجتمعات البشرية ومدى التأثير المتبادل‬ ‫بينها وبين البيئة الطبيعية والصور الناتجة عن ذلك التفاعل‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ توزيع السكان‬ ‫ أنماط العمران الحضري والريفي‬ ‫ دراسة النشاط البشري والتركيب السياسي بوصفه ظاهرة جغرافية تمثل رفعا‬ ‫من سطح األرض لها حدودها اإلصطناعية وإمكانياتها االقتصادية والبشرية‪ ،‬ومما‬ ‫يترتب على ذلك من مشكالت بوجهها ويؤثر فيها بالضرورة الظروف الجغرافية‬ ‫السائدة على المستوى االقليمي والعالمي‪،‬‬  ‫‪ -1‬مسألة التعريف بالجغرافية البشرية‬ ‫التعريف األول‪:‬‬ ‫الجغرافيا البشرية هي العلم الذي يهتم بوصف وتحليل األنماط المكانية للظاهرات‬ ‫الثابتة والمتغيرة ذات األصل البشري على سطح األرض‪.‬‬ ‫وهي تتناول بالدراسة اإلنسان من حيث سالالته البشرية أو ما يعرف باالجناس‬ ‫البشرية وأصل هذه السالالت وتطورها فضال عن توزيع السكان والعوامل المؤثرة في‬ ‫توزيعهم‪ ،‬ودراسة النمو السكاني وعالقته بالبيئة من حيث استغالل مواردها االشباع‬ ‫حاجاته عن طريق ممارسة األنشطة االقتصادية المختلفة في الزراعة والصناعة‬ ‫والثروة المعدنية والثروة السمكية والنقل والتجارة والخدمات‪ ،‬وكذلك بتعامل اإلنسان‬ ‫مع بيئته في اختيار مواقع السكن الخاص به سواء المدن أو القرى‪.‬‬  ‫التعريف الثاني‪:‬‬ ‫تعرف الجغرافية البشرية بأنها فرع الجغرافيا الذي يهتم بدراسة توزيعات المجتمعات‬ ‫البشرية ومدى األثر المتبادل بينها وبين بيئاتها الطبيعية‪ ،‬وما ينجم عنها من أشكال‬ ‫اجتماعية مثل توزيع السكان وأنماط العمران الحضري والريفي والنشاط البشري‪،‬‬ ‫ويتوزيع الدول وحدودها وإمكاناتها االقتصادية ومشكالتها‪ ،‬والتي تتأثر بالظروف‬ ‫الجغرافية السائدة اقليميا ومحليا‪.‬‬ ‫التعريف الثالث‪:‬‬ ‫تدرس الجغرافيا البشرية العالقة بين البشر وبيئتهم‪ ،‬مع التركيز على كيفية تأثير‬ ‫العوامل الجغرافية على السلوك البشري والتوزيع والتطور(التنمية) في مختلف‬ ‫المناطق‪.‬‬ ‫‪Ellsworth, Huntington. (1941). 13. Principles of Human Geography.‬‬ ‫‪Economic Geography‬‬  ‫‪ -2‬فروع الجغرافية البشرية‬ ‫‪. 1‬الجغرافيا االقتصادية‬ ‫‪ ‬لعل أول من أطلق هذه التسمية "الجغرافية االقتصادية" هو العالم الجغرافي غوتر عام‬ ‫‪،1882‬‬ ‫وهنالك العديد من تعريفات الجغرافية االقتصادية‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬فقد عرفها مكندر بأنها‪ :‬العلم الذي يدرس إنتاج السلع وتوزيعها‪،‬‬ ‫‪ ‬وعرفها جونز‪ :‬أنها العلم الذي يدرس العالقة بين العوامل الطبيعية والظروف‬ ‫االقتصادية ودراسة إنتاج الحرف والنشاط االقتصادي‬ ‫‪ ‬وعرفها الكسندر فقال‪" :‬الجغرافية االقتصادية تشمل كل أنواع األنشطة التي يقوم‬ ‫بها اإلنسان في العالم وينتج عن ذلك انتاج وتبادل واستهالك سلع ذات قيمة وفائدة"‪.‬‬ ‫‪ ‬كما تعرف أيضا بأنها دراسة الموقع والتوزيع المكاني المنظم لألنشطة االقتصادية‬ ‫على سطح األرض‪.‬‬  ‫عموما‪:‬‬ ‫‪ ‬الجغرافيا االقتصادية هي فرع من فروع الجغرافيا يدرس التوزيع المكاني لألنشطة‬ ‫االقتصادية على سطح األرض والعوامل التي تؤثر عليها‪.‬‬ ‫‪ ‬و تركز الجغرافيا االقتصادية على فهم كيفية تفاعل البشر مع البيئة لتنظيم اإلنتاج‪،‬‬ ‫والتوزيع‪ ،‬واالستهالك‪ ،‬وكيف تؤثر الموارد الطبيعية والموقع الجغرافي على األنشطة‬ ‫االقتصادية‬ ‫من المواضيع الرئيسية التي تدرسها الجغرافيا االقتصادية‪:‬‬ ‫التوزيع الجغرافي للصناعات‪ :‬كيف تتوزع الصناعات واألنشطة اإلنتاجية على المناطق‬ ‫المختلفة وما هي العوامل المؤثرة في ذلك‪.‬‬ ‫التجارة الدولية‪ :‬تدرس تدفقات التجارة بين الدول وكيفية تأثير العوامل الجغرافية والسياسية‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫التنمية االقتصادية‪ :‬تركز على توزيع مستويات التنمية بين المناطق ودور العوامل الجغرافية‬ ‫في هذه الفروقات‪.‬‬ ‫االستخدام المستدام للموارد‪ :‬تبحث في كيفية استغالل الموارد الطبيعية بطرق مستدامة‬ ‫لحماية البيئة مع تحقيق النمو االقتصادي‪.‬‬ ‫التحضر والهجرة‪ :‬تدرس أثر الهجرة والتنمية العمرانية على االقتصاد في المناطق المختلفة‪.‬‬  ‫وتشمل الجغرافيا االقتصادية الفروع اآلتية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬جغرافية الزراعة‪:‬‬ ‫‪ ‬تهتم بدراسة الزراعة وتتناول دراسة العوامل الطبيعية والبشرية التي تؤثر في االنتاج‬ ‫الفالحي بشقيه الزراعي والحيواني والتي تجعله متباينا من منطقة إلى أخرى‪.‬‬ ‫تبحث كذلك في زراعة المحاصيل الزراعية وتوزيعها الجغرافي والظروف المناسبة لها‬ ‫‪‬‬ ‫وتوضيح العالقات المتبادلة بين العوامل المؤثرة في النشاطات الزراعية‪ ،‬والتطورات‬ ‫التي صاحبت الزراعة على الصعيدين‪.‬التقني والعلمي‪.‬‬ ‫‪ ‬تهتم جغرافية الزراعة أيضا بعمليات نقل المنتجات الزراعية وتسويقها واستهالكها‪،‬‬ ‫وتتطرق جغرافية الزراعة لموضوعاتها المتباينة على المستويات األربعة التالية‪:‬‬ ‫‪‬‬  ‫وتتطرق جغرافية الزراعة لموضوعاتها المتباينة على المستويات األربعة التالية‪:‬‬ ‫‪ ‬على مستوى الحقل الزراعي كوحدة أولية وأساسية في دراسة النشاطات الزراعية‬ ‫المتنوعة‬ ‫‪ ‬على مستوى المزرعة التي تعد وحدة الدراسة األساسية كما تلتقي فيها مجموعة‬ ‫العوامل المؤثرة في النشاطات الزراعية لمنطقة جغرافية مكونة من عدد من الحقول‪.‬‬ ‫‪ ‬على مستوى االقليم الذي تتجمع فيه منظومات متشابهة من العوامل المؤثرة في‬ ‫النشاط الزراعي لمجموع المزارع المكونة لإلقليم الزراعي وعمليات النقل والتسويق‬ ‫‪ ‬على مستوى الدولة التي تتكون من األقاليم الزراعية التي ترتبط مع بعضها‬ ‫بمنظومات متباينة من العوامل المؤثرة في النشاط الزراعي‪ ،‬وفي تنوع المحاصيل‬ ‫الزراعية‪ ،‬وعمليات التسويق واالستهالك‪.‬‬  ‫ب‪ -‬جغرافية الصناعة‪:‬‬ ‫‪ ‬تتناول بالدراسة المناطق الصناعية وتوزيع الصناعات وعوامل التوطن الصناعي‬ ‫الطبيعية منها والبشرية‪،‬‬ ‫كما تهتم بتحليل المناطق الصناعية وحركة كل من المواد الخام بمختلف أنواعها‬ ‫‪‬‬ ‫وأشكالها ومصادر الطاقة والعمالة ورؤوس األموال إلى المناطق الصناعية وأثر القرار‬ ‫السياسي في دعم الصناعة ومدى تأثير التقدم العلمي والتكنولوجي فيها‪،‬‬ ‫كما تهتم بتصنيف الصناعات إلى صناعات تقليدية وعصرية وخفيفة وثقيلة ‪ ،‬كما تهتم‬ ‫‪‬‬ ‫بالتسويق واإلنتاج واالستهالك وشبكة العالقات بين الصناعات التي تعتمد على بعضها‬ ‫البعض‪ ،‬وتختم أيضا بالتخطيط االقتصادي‪،‬‬ ‫‪ ‬وهي تهتم أيضا بدراسة التلوث أو أثر الصناعة على البيئة‬ ‫‪ ‬ويدخل النشاط التعديني أحيانا ضمن الصناعة ألن التعدين يعتبر صناعة أولية أو صناعة‬ ‫استخراجية‬  ‫‪ ‬تؤكد جغرافية الصناعة على نقطتين هامتين‪:‬‬ ‫‪ - 1 ‬التباين اإلقليمي القائم على عوامل طبيعية‪ ،‬وعلى االختالف في درجات التطور‬ ‫االقتصادي‬ ‫‪ - 2 ‬التفاعالت والتأثيرات بين عناصر النشاط االقتصادي وأثر ذلك على الصناعة واالنتاج‬ ‫الصناعي‪.‬‬  ‫ج‪ -‬جغرافية النقل والتجارة‬ ‫‪ ‬تعد جغرافية النقل والتجارة أحد مكونات الجغرافيا االقتصادية التي كانت تعتمد في‬ ‫بداية األمر على الزراعة والصناعة‪،‬‬ ‫‪ ‬وقد نشأت نتيجة للتطور الكبير في االقتصاد العالمي‪.‬ونتيجة للنمو السكاني وتزايد‬ ‫المدن الكبيرة "المليونية"‪.‬وبالتالي نتجت ضرورة اقتصادية واجتماعية وسياسية‬ ‫ومحلية واقليمية وعالمية‪ ،‬وبشكل خاص‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الحاجة الكبيرة للمواد األولية ومصادر الطاقة والمواد الغذائية‬ ‫‪ – 2‬الحاجة إلى تسويق كميات اإلنتاج الضخمة وتوزيعها محليا وعالميا‬ ‫‪ - 3‬التوسع الكبير في وظائف المدن وارتباطها بأقاليمها‬ ‫‪ - 4‬ظهور النقل الجوي‬ ‫‪ - 5‬التطور الذي حدث لوسائل النقل والمواصالت بمختلف أنواعها‪.‬‬  ‫د‪ -‬جغرافية الطاقة‬ ‫‪ ‬تتناول بالدراسة مصادر الطاقة المختلفة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والمائية‬ ‫والريحية‪ ،‬والغير متجددة مثل البترول والفحم الحجري والغاز الطبيعي‪ ،‬وتتناول أيضا‬ ‫الطاقة الحديثة مثل الطاقة النووية‬ ‫وبالتالي فهي تهتم بإنتاج وتوزيع الطاقة‪ ،‬وتعنى بدراسة االحتياطي المتوفر‪ ،‬وتهتم‬ ‫‪‬‬ ‫بدراسة حركتها واستمراريتها‪.‬‬ ‫كما تهتم أحيانا بدراسة أخطار الطاقة مثل التلوث "البترول والفحم الحجري"‪ ،‬وتأثير‬ ‫‪‬‬ ‫الحروب‪ ،‬وغيرها من األخطار‪.‬‬  ‫هـ‪ -‬جغرافية السياحة‬ ‫‪ ‬تعرف السياحة بأنها حركة األفراد أو المجموعات الذين يقضون عطالتهم بعيدا عن‬ ‫أماكن إقامتهم المعتادة‪.‬‬ ‫وتهتم جغرافية السياحة بدراسة السفر والسياحة كصناعة ونشاط بشري‬ ‫‪‬‬ ‫والسياحة أنواع منها‪ :‬الخارجية وهي التي يتنقل فيها السياح خارج حدود الدولة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫والداخلية وهى التي يتنقل فيها السياح داخل حدود الدولة الواحدة‪.‬وفي كال النوعين‬ ‫يتخذ انتقال السياح من مكان إلى آخر بعدا جغرافيا‪ ،‬وتمثل وسائل النقل أيضا بعدا‬ ‫جغرافي‪ ،‬ويعتبر االنتقال من بيئة إلى أخرى أيضا بعدا جغرافيا‪ ،‬والبد من دراسة كل‬ ‫هذه األبعاد الجغرافية‪،‬‬ ‫كما تقدم الجغرافيا للسياحة خدمات أخرى تشمل التعرف على الخصائص الطبيعية‬ ‫‪‬‬ ‫لألمكنة ذات الجذب السياحي (الشالالت ‪ -‬البحيرات – الشواطئ‪ )...‬وعلى عناصر‬ ‫المناخ وتقدم أيضا الخرائط المختلفة وخاصة الخرائط السياحية‪.‬‬  ‫‪. 2‬جغرافية السكان‬ ‫‪ ‬تهدف جغرافية السكان إلى دراسة المفاهيم األساسية والقضايا السكانية من منظور‬ ‫جغرافي‪،‬‬ ‫وهي تتناول نمو السكان وتوزيعهم‪ ،‬والعوامل المؤثرة في توزيعهم‪ ،‬وخصائص تركيبهم‬ ‫‪‬‬ ‫وتنقالتهم ‪ ،‬ومدى ارتباط الظواهر السكانية بالعوامل االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كما‬ ‫تتناول بعض النظريات المرتبطة بتطور السكان ومعدالت المواليد والوفيات والهجرة‪.‬‬ ‫وتشمل مواضع جغرافية السكان‪:‬‬ ‫‪ ‬مفهوم وتطور جغرافية السكان‬ ‫‪ ‬توزيع السكان والعوامل المؤثرة في توزيعهم‬ ‫‪ ‬عالقتها بعلم الديموغرافيا‬ ‫‪ ‬نمو السكان‪ ،‬وبعض المقاييس المتعلقة بالنمو‬ ‫‪ ‬خصائص التركيب السكاني المختلفة‬ ‫‪ ‬بعض النظريات السكانية‬ ‫‪ ‬الهجرات الداخلية والخارجية وأنواعها ودوافع كل منها‬ ‫‪ ‬السكان والموارد‬ ‫‪ ‬السكان والتنمية‪.‬‬  ‫‪. 3‬جغرافية المدن واألرياف‬ ‫جغرافية األرياف ‪ Géographie rurale‬هو الفرع من الجغرافيا البشرية الذي يهتم‬ ‫‪‬‬ ‫بدراسة وتحليل العالقات الموجودة بين الظواهر الطبيعية والظواهر البشرية والتي‬ ‫ينتج عنها رسم المميزات االقتصادية واالجتماعية والديموغرافية التي تطبع مجاال ريفيا‬ ‫معينا‪...‬‬ ‫جغرافية المدن ‪Géographie urbaine‬‬ ‫‪ ‬تهتم بجميع التحوالت المجالية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية التي تسود بمجال‬ ‫حضري محدد‪.‬‬ ‫‪ ‬على مستوى المنهاج والهدف ليس هناك فرق يذكر بين جغرافية األرياف وجغرافية‬ ‫المدن‪ ،‬وما يفرق بينهما على هذا المستوى هو نوع المجال المعني بالدراسة‬ ‫والتحليل‪ ،‬فأحيانا يتعلق األمر بالمجال الريفي وأحيانا أخرى بالمجال الحضري‬  ‫‪. 4‬جغرافية الخدمات‬ ‫تعد جغرافية الخدمات من الفروع الحديثة نسبيا في الجغرافية البشرية‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫وتصنف الخدمات كاآلتي‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -1‬خدمات البنية التحتية‪ :‬وهي من الخدمات التي تهتم الدول بانشائها ومن ثم اإلشراف‬ ‫عليها إذ أن وجودها أمر ضروري‪.‬وتتمثل في شبكات المياه ‪ ،‬الطرق بكل أنواعها‪ ،‬وسائل‬ ‫االتصال ‪ ،‬مياه الري‪ ،‬لكهرباء والصرف الصحي‪.‬‬ ‫‪ -2‬الخدمات االجتماعية وتتمثل في الخدمات الصحية واالجتماعية بمختلف أنواعها‬ ‫االسواق وتجارة التجزئة والجملة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الخدمات السيادية وتأتي سيادتها من إمكانية اشرافها على قطاعات الخدمات كافة‪،‬‬ ‫حيث تضم الخدمات األمنية واإلدارية ‪ ،‬اضافة إلى الخدمات التعليمية‪،‬‬  ‫‪. 5‬الجغرافية السياسية‬ ‫‪ ‬توجد عدة تعريفات للجغرافية السياسية منها‪:‬‬ ‫تعريف دوجالس جاكسون‪ :‬إنها العلم الذي يهتم بدراسة التفاعل الذي يوجد بين‬ ‫‪‬‬ ‫المساحات الجغرافية البشرية‪،‬‬ ‫‪ ‬إنها العلم الذي يدرس األرض بوصفها وطنا لإلنسان‪ ،‬فموضوع علم الجغرافيا هي‬ ‫"األرض" ال لذاتها وانما من حيث انها وطن لإلنسان‪.‬‬ ‫‪ ‬يعرفها هارتشورن بأنها علم دراسة الدولة كمساحة متغيرة بالنسبة لغيرها من‬ ‫المساحات المتميزة األخرى‪.‬‬ ‫‪ ‬وتعرفها أكاديمية العلوم في واشنطن بأنها العلم الذي يهتم بدراسة التفاعل الذي‬ ‫يوجد بين المساحات الجغرافية والعمليات السياسية‬ ‫‪ ‬وتهتم الجغرافيا السياسية بالنمط السياسي للعالم‪ ،‬وهو نمط يمتاز بالتعقيد الشديد‬ ‫نتيجة الشتماله على وحدات سياسية متفاوتة في الحجم والسكان والمقومات‬ ‫والمشكالت الناجمة عن التفاعل بين اإلنسان وبيئته‪ ،‬مما ينعكس على أوضاعها‬ ‫الداخلية وعالقاتها الخارجية‬ ‫كما تتناول تصنيف الدول حسب القوة االقتصادية والسياسية‪ ،‬وتدرس التكتالت‬ ‫‪‬‬ ‫واالحالف السياسية‪ ،‬وعالقات الصراع بين الدول والحدود وأنواعها ومشاكلها‪.‬كما‬ ‫تدرس العناصر الجغرافية للدولة‪.‬‬  ‫‪. 6‬جغرافية التنمية‬ ‫هي دراسة جغرافية األرض بالمرجعية لمستوى معيشة اإلنسان ووجوده وحياته‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫كما تدرس الموقع والتوزيع المكاني للنشاطات االقتصادية في أرجاء األرض‪.‬‬ ‫تهتم جغرافية التنمية بالمواضيع اآلتية‪:‬‬ ‫‪ ‬التفاوتات المكانية في التنمية‪ :‬تدرس االختالفات في مستوى التنمية‬ ‫بين المناطق المختلفة داخل الدولة الواحدة‪ ،‬وبين الدول المختلفة‪.‬‬ ‫‪ ‬العوامل المؤثرة على التنمية‪ :‬تدرس العوامل الطبيعية والبشرية التي تؤثر‬ ‫على عملية التنمية‪ ،‬مثل المناخ‪ ،‬والتضاريس‪ ،‬والموارد الطبيعية‪ ،‬والتاريخ‪،‬‬ ‫والثقافة‪ ،‬والسياسات الحكومية‪.‬‬ ‫‪ ‬التنمية المستدامة‪ :‬تهتم بدراسة التنمية المستدامة‪ ،‬أي التنمية التي‬ ‫تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة األجيال القادمة على تلبية‬ ‫احتياجاتها‪.‬‬ ‫‪ ‬التخطيط اإلقليمي‪ :‬تساهم في وضع الخطط اإلقليمية للتنمية‪ ،‬من خالل‬ ‫تحديد نقاط القوة والضعف في كل منطقة‪ ،‬وتحديد األولويات االستثمارية‪.‬‬ ‫‪ ‬تأثير العولمة على التنمية‪ :‬تدرس تأثير العولمة على التنمية في مختلف‬ ‫المناطق‪ ،‬سواء كانت إيجابية أو سلبية‪.‬‬  ‫‪ -3‬التحديات المعاصرة للجغرافيا البشرية‬ ‫تواجه الجغرافيا البشرية في عصرنا الحالي مجموعة من التحديات التي تتطلب إعادة‬ ‫النظر في أساليبها وأدواتها ومواضيع بحثها‪.‬هذه التحديات تنبع من التغيرات السريعة‬ ‫التي يشهدها العالم على المستويات االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والبيئية‪،‬‬ ‫والتكنولوجية‪.‬‬ ‫ومن أبرز التحديات التي تواجه الجغرافيا البشرية‪:‬‬ ‫أ‪.‬التغير المناخي‪:‬‬ ‫ تأثير التغير المناخي على التوزيع السكاني‪ :‬ارتفاع مستوى سطح‬ ‫البحر‪ ،‬والتصحر‪ ،‬واألحداث المناخية المتطرفة تجبر المجتمعات على الهجرة‬ ‫والتنقل‪.‬‬ ‫ تحديات األمن الغذائي‪ :‬يؤثر التغير المناخي على الزراعة واإلنتاج الغذائي‪،‬‬ ‫مما يزيد من حدة الجوع وسوء التغذية في العديد من المناطق‪.‬‬ ‫ دور الجغرافيا في التخطيط للتكيف‪ :‬تحتاج الجغرافيا البشرية إلى تطوير‬ ‫أدوات وأساليب جديدة لتقييم مخاطر التغير المناخي وتخطيط المدن‬ ‫والمناطق بشكل مستدام‪.‬‬  ‫ب‪-‬العولمة واالتصاالت‬ ‫ تزايد الترابط بين المجتمعات ‪:‬يجعل فهم التفاعالت الثقافية‬ ‫واالقتصادية بين المجتمعات أكثر تعقيدا ‪.‬‬ ‫ تحديات الهوية الثقافية ‪:‬تؤثر العولمة على الهويات الثقافية المحلية‪،‬‬ ‫مما يطرح تساؤالت حول الحفاظ على التنوع الثقافي ‪.‬‬ ‫ دور التكنولوجيا في تغيير العالقات المكانية ‪:‬تتيح التكنولوجيا‬ ‫التواصل والتعاون على نطاق عالمي‪ ،‬مما يغير المفاهيم التقليدية للمكان‬ ‫والمسافة ‪.‬‬ ‫ج‪-‬النمو الحضري السريع‬ ‫ التحديات البيئية للمدن ‪:‬التلوث‪ ،‬واالزدحام‪ ،‬ونقص الموارد الطبيعية ‪.‬‬ ‫ عدم المساواة االجتماعية ‪:‬تتركز الفقر والبطالة في المناطق‬ ‫الحضرية الفقيرة ‪.‬‬ ‫ دور الجغرافيا في التخطيط العمراني ‪:‬تحتاج الجغرافيا البشرية إلى‬ ‫المساهمة في تطوير مدن أكثر استدامة وعدالة ‪.‬‬  ‫د‪-‬النزاعات والصراعات‪:‬‬ ‫ الجغرافيا السياسية للنزاعات ‪:‬دور الجغرافيا في فهم أسباب النزاعات‬ ‫وتأثيرها على التوزيع السكاني ‪.‬‬ ‫ الهجرة القسرية والالجئون ‪:‬يفرض وجود ماليين الالجئين تحديات كبيرة على‬ ‫الدول المستقبلة والمجتمعات المحلية ‪.‬‬ ‫ دور الجغرافيا في بناء السالم ‪:‬يمكن للجغرافيا البشرية أن تساهم في بناء‬ ‫السالم من خالل فهم الدوافع الجغرافية للنزاعات‪.‬‬ ‫هـ‪-‬التطور التكنولوجي‪:‬‬ ‫ نظم المعلومات الجغرافية )‪ (GIS/ SIG‬توفر هذه األنظمة أدوات قوية لتحليل‬ ‫البيانات الجغرافية‪ ،‬ولكنها تطرح تحديات تتعلق بخصوصية البيانات والوصول إليها‪.‬‬ ‫ البيانات الضخمة‪ :‬تتيح كميات هائلة من البيانات فرصا جديدة لتحليل الظواهر‬ ‫الجغرافية‪ ،‬ولكنها تتطلب مهارات تحليلية متقدمة‪.‬‬ ‫ الذكاء االصطناعي‪ :‬يمكن للذكاء االصطناعي أن يحسن من فهمنا لألنماط‬ ‫المكانية‪ ،‬ولكن هناك مخاوف بشأن االعتماد المفرط على التكنولوجيا‪.‬‬  ‫كيف تواجه الجغرافيا البشرية هذه التحديات؟‬ ‫‪ ‬التعاون بين التخصصات‪ :‬يجب على الجغرافيين التعاون مع علماء االجتماع‪،‬‬ ‫واالقتصاديين‪ ،‬وعلماء البيئة‪ ،‬وغيرهم من الخبراء لتطوير حلول شاملة للمشكالت‬ ‫المعاصرة‪.‬‬ ‫‪ ‬استخدام التقنيات الحديثة‪ :‬يجب على الجغرافيين االستفادة من التكنولوجيا‬ ‫الحديثة مثل نظم المعلومات الجغرافية والبيانات الضخمة والذكاء االصطناعي‬ ‫لتحليل البيانات بشكل أكثر دقة وفعالية‪.‬‬ ‫‪ ‬التركيز على القضايا العالمية‪ :‬يجب على الجغرافيين توسيع نطاق دراساتهم‬ ‫لتشمل القضايا العالمية مثل التغير المناخي والعولمة والهجرة‪.‬‬ ‫‪ ‬تطوير نظريات جديدة‪ :‬يجب على الجغرافيين تطوير نظريات جديدة لتفسير‬ ‫الظواهر الجغرافية المعاصرة‪.‬‬  ‫‪ -4‬االنتقادات الموجهة للجغرافيا البشرية‬ ‫تعتبر الجغرافيا البشرية مجاال واسعا للدراسة‪ ،‬يهدف إلى فهم العالقة بين اإلنسان‬ ‫والبيئة‪ ،‬وكيفية توزيع وتنظيم المجتمعات البشرية على سطح األرض‪.‬ومع ذلك‪ ،‬كأي‬ ‫مجال علمي آخر‪ ،‬تتعرض الجغرافيا البشرية النتقادات مختلفة من قبل الباحثين‬ ‫والنقاد‪.‬‬ ‫أبرز االنتقادات الموجهة للجغرافيا البشرية‪:‬‬ ‫أ‪.‬التركيز الزائد على وصف الظواهر بدال من تفسيرها‬ ‫ يوجه بعض النقاد انتقادات إلى الجغرافيا البشرية لتركيزها الزائد على وصف‬ ‫الظواهر المكانية (مثل توزيع السكان‪ ،‬أنماط االستيطان‪ ،‬النشاط االقتصادي) دون‬ ‫التعمق في تفسير األسباب الكامنة وراء هذه الظواهر‪.‬‬ ‫ يرى هؤالء النقاد أن الجغرافيا البشرية بحاجة إلى تطوير نظريات وتفسيرات أكثر‬ ‫عمقا لفهم العالقات السببية بين العوامل المختلفة‪.‬‬ ‫ب‪.‬االعتماد الكبير على الطرق الكمية‬ ‫ يعتبر البعض أن الجغرافيا البشرية تركز بشكل كبير على الطرق الكمية والتحليل‬ ‫اإلحصائي‪ ،‬مما يؤدي إلى إهمال الجوانب النوعية والمعنوية للمكان والتفاعالت‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫ يرون أن هذا التركيز يقلل من فهمنا للتعقيدات الثقافية واالجتماعية التي تشكل‬ ‫المكان‪.‬‬  ‫ج‪.‬الطبيعة االيديولوجية للجغرافيا البشرية‬ ‫ يجادل بعض النقاد بأن الجغرافيا البشرية ليست علما محايدا‪ ،‬بل هي انعكاس‬ ‫لإليديولوجيات السائدة في المجتمع‬ ‫ يرون أن الجغرافيا البشرية غالبا ما تستخدم لتبرير سياسات معينة أو للحفاظ‬ ‫على الوضع القائم ‪.‬‬ ‫د‪.‬عدم كفاية االهتمام بالمسائل البيئية‬ ‫‪ ‬يوجه بعض النقاد انتقادات إلى الجغرافيا البشرية لعدم كفاية اهتمامها‬ ‫بالمسائل البيئية والتغيرات المناخية ‪.‬‬ ‫‪ ‬يرون أن الجغرافيا البشرية بحاجة إلى إيالء المزيد من االهتمام للتفاعالت‬ ‫بين اإلنسان والبيئة‪ ،‬وكيفية تأثير األنشطة البشرية على البيئة ‪.‬‬ ‫هـ ‪.‬صعوبة تعميم النتائج‬ ‫‪ ‬نظرا للتنوع الكبير في الظروف المكانية والثقافية واالجتماعية‪ ،‬يواجه الباحثون في‬ ‫الجغرافيا البشرية صعوبة في تعميم نتائج دراساتهم على مناطق أخرى ‪.‬‬ ‫‪ ‬يعتبر البعض أن هذا يقلل من القيمة العلمية للجغرافيا البشرية‬  ‫ردود على هذه االنتقادات‪:‬‬ ‫‪ ‬تطور الجغرافيا البشرية‪ :‬شهدت الجغرافيا البشرية تطورات كبيرة في العقود‬ ‫األخيرة‪ ،‬حيث تحولت من وصف الظواهر إلى تحليلها وتفسيرها بشكل أكثر عمقا‪.‬‬ ‫‪ ‬التكامل بين الطرق الكمية والنوعية‪ :‬تسعى الجغرافيا البشرية الحديثة إلى‬ ‫الجمع بين الطرق الكمية والنوعية لتحقيق فهم أكثر شمولية للمكان‪.‬‬ ‫‪ ‬االعتراف بالطبيعة االيديولوجية‪ :‬يعترف العديد من الجغرافيين بالطبيعة‬ ‫االيديولوجية للمعرفة الجغرافية‪ ،‬ويسعون إلى جعل أبحاثهم أكثر وعيا بالبعد‬ ‫االجتماعي والسياسي‪.‬‬ ‫‪ ‬االهتمام المتزايد بالمسائل البيئية‪ :‬يزداد االهتمام بالمسائل البيئية في‬ ‫الجغرافيا البشرية‪ ،‬حيث يدرس الباحثون كيفية تأثير التغيرات المناخية على‬ ‫المجتمعات البشرية وكيفية التكيف مع هذه التغيرات‪.‬‬ ‫‪ ‬التنوع في المناهج والنظريات‪ :‬تتميز الجغرافيا البشرية بتنوع كبير في‬ ‫المناهج والنظريات‪ ،‬مما يسمح بدراسة الظواهر المكانية من زوايا مختلفة‪.‬‬  ‫‪ -5‬مناهج الجغرافيا البشرية‪ :‬نظرة عامة‬ ‫تعد الجغرافيا البشرية من العلوم المعقدة التي تتطلب مجموعة متنوعة من المناهج‬ ‫لدراسة العالقات المتبادلة بين اإلنسان وبيئته‪.‬هذه المناهج تطورت على مر الزمن‪،‬‬ ‫واستجابت للتغيرات في المفاهيم النظرية واألدوات البحثية‪.‬‬ ‫فما هي المناهج في الجغرافيا البشرية؟‬ ‫تتنوع المناهج المستخدمة في الجغرافيا البشرية‪ ،‬ولكل منها تركيزه الخاص وأسئلته‬ ‫البحثية‪.‬وفيما يلي بعض أهم هذه المناهج‪:‬‬ ‫أ‪.‬المنهج البيئي‪:‬‬ ‫‪ ‬التركيز‪ :‬على دراسة التفاعالت بين اإلنسان وبيئته الطبيعية‪.‬‬ ‫‪ ‬المدرستان الرئيسيتان‪:‬‬ ‫‪ ‬المدرسة الحتمية‪ :‬تؤكد على سيطرة البيئة الطبيعية على اإلنسان (يعتبر‬ ‫فريديريك راتزل من أبرز الشخصيات التي ساهمت في تطوير الفكر الحتمي في‬ ‫أواخر القرن التاسع عشر)‬ ‫‪ ‬المدرسة اإلمكانية‪ :‬تؤكد على دور اإلنسان في تشكيل بيئته‪ ،‬وهي تيار‬ ‫فكري ظهر كرد فعل على المدرسة الحتمية‪ ،‬وينطلق من فكرة أن اإلنسان ليس‬ ‫محكوما بالبيئة فقط‪ ،‬بل يمتلك القدرة على التكيف معها وتغييرها وتوجيهها‬ ‫لتحقيق أهدافه‪.‬من أبرز روادها فيدال دوالبالش‬ ‫‪ ‬االنتقادات‪ :‬يعتبر هذا المنهج مبسطا في بعض األحيان‪ ،‬حيث ال يأخذ في االعتبار‬ ‫العوامل االجتماعية والثقافية بشكل كاف‪.‬‬  ‫ب‪.‬المنهج السلوكي‬ ‫‪ ‬التركيز‪ :‬على دراسة سلوك األفراد والجماعات في المكان‪ ،‬وكيفية اتخاذهم‬ ‫للقرارات المتعلقة بالمكان‪.‬‬ ‫‪ ‬األدوات‪ :‬تعتمد على االستبيانات والمقابالت لدراسة السلوك الفردي‬ ‫والجماعي‪.‬‬ ‫‪ ‬االنتقادات‪ :‬يركز هذا المنهج بشكل كبير على الفرد‪ ،‬وقد يتجاهل أهمية الهياكل‬ ‫االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬ ‫ج‪.‬المنهج البنيوي‬ ‫‪ ‬التركيز‪ :‬على دراسة الهياكل االجتماعية واالقتصادية التي تؤثر على التوزيع‬ ‫المكاني لألنشطة البشرية‪.‬‬ ‫‪ ‬األدوات‪ :‬تعتمد على تحليل البيانات اإلحصائية والخرائط‪.‬‬ ‫‪ ‬االنتقادات‪ :‬يعتبر هذا المنهج جامدا بعض الشيء‪ ،‬حيث قد يتجاهل دور الفرد‬ ‫في تغيير الهياكل االجتماعية‪.‬‬ ‫د‪.‬المنهج التاريخي‬ ‫‪ ‬التركيز‪ :‬على دراسة التغيرات المكانية على مر الزمن‪ ،‬وكيفية تطور األنماط‬ ‫االستيطانية واالقتصادية‪.‬‬ ‫‪ ‬األدوات‪ :‬تعتمد على تحليل المصادر التاريخية والخرائط القديمة‪.‬‬ ‫‪ ‬االنتقادات‪ :‬قد يصعب تطبيق هذا المنهج على دراسة الظواهر المعاصرة‪.‬‬  ‫هـ ‪.‬المنهج الكمي‬ ‫‪ ‬التركيز‪ :‬على استخدام األساليب اإلحصائية والرياضية لتحليل البيانات الجغرافية‪.‬‬ ‫‪ ‬األدوات‪ :‬تعتمد على برامج الحاسوب المتخصصة في التحليل اإلحصائي والرسم‬ ‫البياني‪.‬‬ ‫‪ ‬االنتقادات‪ :‬قد يفتقد هذا المنهج الجانب النوعي في الدراسة‪.‬‬ ‫و ‪.‬المنهج الوظيفي‬ ‫يركز المنهج الوظيفي على دراسة التفاعالت بين المكونات المختلفة للنظام‬ ‫الجغرافي‪ ،‬مثل التفاعل بين المناطق الحضرية والريفية‪ ،‬أو بين المراكز االقتصادية‬ ‫والمناطق الصناعية‪.‬يعتمد هذا النهج على تحليل العالقات الوظيفية في المجتمع‬ ‫وتأثيرات التبادل بين المواقع‪ ،‬مما يجعله مفيدا في تفسير الشبكات االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والتجارية‪.‬‬ ‫ز ‪.‬المنهج النقدي‬ ‫يقوم المنهج النقدي على دراسة العالقة بين اإلنسان والبيئة من منظور اجتماعي‬ ‫واقتصادي‪ ،‬ويهدف إلى تحليل األسباب االقتصادية والسياسية التي تؤدي إلى عدم‬ ‫المساواة والتباين في توزيع الموارد والفرص بين األفراد والمجتمعات‪.‬يعد هذا المنهج‬ ‫مفيدا لفهم تأثير القوى االقتصادية والسياسية في تشكيل األوضاع االجتماعية‬ ‫والتوزيع المكاني للثروات‪.‬‬  ‫أهمية تنوع المناهج في الجغرافيا البشرية‬ ‫‪ ‬الشمولية‪ :‬تغطي المناهج المتعددة جوانب مختلفة من الظاهرة الجغرافية‪.‬‬ ‫‪ ‬الدقة‪ :‬تساعد في الوصول إلى نتائج أكثر دقة وموضوعية‪.‬‬ ‫‪ ‬التكامل‪ :‬يمكن دمج المناهج المختلفة لتحليل ظاهرة واحدة بشكل أكثر‬ ‫شمولية‪.‬‬ ‫التحديات التي تواجه مناهج الجغرافيا البشرية‬ ‫‪ ‬التغيرات السريعة في العالم‪ :‬تتطلب المناهج الجغرافية التكيف مع التغيرات‬ ‫السريعة في المجتمع والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫‪ ‬تعقيد الظواهر الجغرافية‪ :‬تتطلب الظواهر الجغرافية المعاصرة استخدام‬ ‫مناهج متعددة ومتكاملة‪.‬‬ ‫‪ ‬نقص البيانات‪ :‬قد يكون الحصول على البيانات الكافية والنوعية تحديا كبيرا‪.‬‬  ‫المــحــور الثالث‪ :‬مفهوم المجال والمجال الجغرافي‬ ‫تـقـديـم‬ ‫‪ ‬يعد المجال والمجال الجغرافي في قلب اهتمامات الفكر الجغرافي الحديث(الجغرافية المعاصرة)‪،‬‬ ‫وذلك باعتباره مختبر الدراسات بالنسبة لعلم الجغرافيا‪ ،‬ومما الشك فيه أن اهتمام الجغرافيا‬ ‫بالمجال شكل قفزة نوعية في فهمها للظواهر البشرية والمجالية‪ ،‬والكشف عن التوزيع الجغرافي‬ ‫لها‪ ،‬وكذلك في التعرف أكثر على العالقات القائمة بين المجال واإلنسان‪.‬‬ ‫‪ ‬إن انفتاح علم الجغرافيا على مجموعة من العلوم االجتماعية األخرى كعلم االجتماع‪،‬‬ ‫االنتروبولوجيا(علم دراسة اإلنسان والمجتمعات البشرية عبر الزمان والمكان‪.‬تهدف األنتروبولوجيا إلى فهم التنوع‬ ‫الثقافي واالجتماعي والبيولوجي للبشر وتحليل كيفية تطور المجتمعات)‪ ،‬وعلم النفس‪ ،‬واالبستيمولوجيا‬ ‫المعرفة)‪...‬جعلها تكتسي صبغة الحيوية في دراستها‬ ‫(فرع من فروع الفلسفة يركز على دراسة‬ ‫للمجال بجميع العناصر التي تستوطنه‪.‬‬ ‫فاهتمام الجغرافيا بالمجال ليس وليد الصدفة وإنما كان نتيجة اإلحساس‬ ‫‪ ‬ومن ثم‬ ‫باالختالالت المجالية بين البلدان‪ ،‬بين المدن والقرى‪ ،‬بين الريف والحضر‪ ،‬ومظاهر التخلف‬ ‫المتفشية‪ ،‬ثم المشاكل المتفاقمة التي أصبحت تعاني منها المنظومة الكونية والمتعلقة‬ ‫أساسا بالتنمية والبيئة والتهيئة والتخطيط‪...‬‬ ‫‪ ‬كل هذا دفع بالجغرافيا والجغرافيين إلى التفكير في المجال باعتباره أوال مجاال‬ ‫متشابكا من العالقات والتفاعالت بين العناصر الطبيعية والبشرية‪ ،‬وميدانا للتقاطعات‬ ‫المجالية بين ما هو دولي ووطني وجهوي وإقليمي ومحلي‪ ،‬عن طريق البحث عن‬ ‫آليات جديدة‪ ،‬وتقديم الحلول للحد من المشاكل المطروحة‪ ،‬والمساهمة في تهيئة‬ ‫المجال‪.‬‬ ‫‪ ‬إلى جانب هذا فإن معظم الجغرافيين المعاصرين يرون أن عملهم ال ينحصر فقط في‬ ‫دراسة المجال الجغرافي‪ ،‬بل يجب المشاركة في تنظيمه وإعداده وتهيئته‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن الجغرافيا قبل كل شيء طريقة ومنهج للتفكير في المجال ( ‪savoir‬‬ ‫‪ ،)penser l’espace‬كما أن دراستها لهذا المجال تتميز عن بقية العلوم بنظرة‬ ‫شمولية للظواهر المجالية حيث يتفاعل لديها ما هو بشري وطبيعي‪.‬‬ ‫‪ ‬ماذا نقصد بمفهوم المجال؟‪ ،‬و ما هو المجال الجغرافي؟‪ ،‬ولماذا اهتمام‬ ‫الجغرافيا والجغرافيون بالمجال عموما وبالمجال الجغرافي خصوصا؟‬  ‫‪.1‬مفهوم المجال‬ ‫‪ ‬يعد المجال‪ ،‬في الجغرافيا‪ ،‬مفهوما حديث النشأة‪ ،‬ظهر في الفكر الجغرافي‬ ‫مند الستينات‪ ،‬ومنذئذ أصبح من بين المفاهيم الجغرافية األكثر تداوال خالل‬ ‫الفترة المعاصرة‪ ،‬خاصة أنه المفهوم المحوري الذي تعتمد عليه الجغرافيا في‬ ‫أحد تعاريفها‪ :‬الجغرافيا = علم المجال‪..‬‬ ‫‪ ‬لقد أدى مفهوم المجال‪ ،‬منذ ظهوره‪ ،‬إلى إحداث نقلة نوعية في‬ ‫فهم الجغرافيا للظواهر البشرية والمجالية‪ ،‬والتعرف أكثر على مختلف‬ ‫العالقات بين اإلنسان ومجاله‪.‬‬ ‫‪ ‬إنه مفهوم يستعمل في مقابل مفاهيم أخرى كالمشهد‪ ،‬الوسط‪،‬‬ ‫البيئة أو حتى الموقع‪.‬‬  ‫‪ 1-1‬الجغرافيا قبل المجال‬ ‫‪ ‬قبل استخدام وانتشار مفهوم المجال في الحقل الجغرافي‪،‬‬ ‫استخدمت الجغرافيا مفاهيم أخرى‪ :‬كاإلقليم‪ ،‬والمشهد‪ ،‬والوسط‬ ‫‪...‬منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين‪ ،‬ثم استخدمت‬ ‫حتى الستينات في فرنسا‪.‬‬ ‫‪ ‬من هذا المنظور‪ُ ،‬ينظر إلى المجال على أنه‪ :‬دراسة األراضي بالتركيز‬ ‫على مميزات خاصة تتسم بتجانس المشاهد الطبيعية من خالل‬ ‫العناصر الطبيعية بشكل أساسي‪.‬‬ ‫‪ ‬ويالحظ الجغرافي الفرنسي ‪ Philippe Pinchemel‬أنه مند الستينات أصبحت‬ ‫كلمة "المجال" تعوض كلمة "الجغرافيا