🎧 New: AI-Generated Podcasts Turn your study notes into engaging audio conversations. Learn more

(7) آداب الاستئذان.pdf

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...

Full Transcript

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬ ‫الدرس السابع‬ ‫آداب االستئذان‬...

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬ ‫الدرس السابع‬ ‫آداب االستئذان‬ ‫مقدمة‬ ‫ِ‬ ‫ٱْلَبِيثو َن لِ خل َخبِ َٰيثَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ۖ َوٱلطيَِٰبَت للطيِبِ َ‬ ‫ي َوٱلطيِبو َن‬ ‫ٱْلَبِ َٰيثَت ل خل َخبِيثِ َ‬ ‫ي َو خ‬ ‫كانت هناية الدرس السابق عند قوله ﷻ‪ ﴿ :‬خ‬ ‫لِلطيَِٰب ِ َٰٓ‬ ‫ك م ََبءو َن ِِما يَقولو َن ۖ ََلم مغخ ِف َرة َوِر خزق َك ِري﴾ [النور‪ ،]26 :‬حيث تم ذكر معايري اختيار الزوجة‪ ،‬وقبل‬ ‫ت ۚ أ خوَٰلَئِ َ‬‫َ‬ ‫لكن زوجها ال حيمل صفات الصالح‬ ‫اخلوض يف هذا الدرس هناك نصائح ال بد من تقدميها للمرأة اليت سبق هلا الزواج م‬ ‫اليت سيأيت ذكرها‪.‬‬ ‫نصائح للمرأة املتزوجة‪:‬‬ ‫‪.1‬أن ترضى مبا قسم هللا هلا‪.‬‬ ‫‪.2‬أن تدعو رّبا لزوجها يف صالهتا‪ ،‬م‬ ‫وتتوجه إىل هللا ﷻ أن يصلحه ويكون على احلال الذي حتبه‪.‬‬ ‫‪.3‬أن تكون له أمة‪ ،‬يكون هلا عبدا‪ ،‬وتكون حياهتما سعيدة‪.‬‬ ‫معايري اختيار الزوج‬ ‫ّت ي خؤِمنواخ ۚ َول ََع خبد ُّم خؤِمن َخ خري ِمن ُّم خش ِرك َول خَو أَ خع َجبَك خم﴾ [البقرة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪.1‬اإلسالم‪ :‬قال ﷻ‪َ ﴿ :‬وَال تنكحواخ ٱلخم خش ِرك َ‬ ‫ي َح َٰ‬ ‫‪ ،]221‬فاملسلمة ال جيوز هلا أن تتزوج غري املسلم‪.‬‬ ‫الفسق‪ :‬قال ﷻ‪﴿ :‬أَفَمن َكا َن م خؤِمنًا َكمن َكا َن فَ ِ‬ ‫اس ًقا ۚ ال يَ خستَ وۥ َن﴾ [السجدة‪ ،]18 :‬واألصل‬ ‫‪.2‬الصالح وعدم ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذمة إن غضب‬ ‫أن تنكح لصاحب الكفاءة‪ ،‬فالفاسق ليس كفئا للصاحلة؛ ألن الرجل الفاسق ال يراعي لزوجته حرمة وال م‬ ‫منها‪ ،‬جاء رجل إىل احلسن بن علي رضي هللا عنه فقال له‪" :‬قد خطب ابنيت مجاعة فمن أزموجها؟ قال‪ِ :‬م ْن ي تقي اَّلل‪،‬‬ ‫ض خو َن ِدينَه َوخل َقه‬ ‫ب إِل خَيك خم َم خن تَ خر َ‬ ‫فإ ْن أحب ها أكرمها‪ ،‬وإن أبغضها مل يظلمها"‪ ،‬وقال رسول هللا ﷺ‪‹‹ :‬إِذَا َخطَ َ‬ ‫فَ َز ِوجوه‪ ،‬إِال تَ خف َعلوا تَك خن فِتخ نَة ِِف األ خَر ِ‬ ‫ض‪َ ،‬وفَ َساد َع ِريض›› [رواه الرتمذي]‪ ،‬وميكن معرفة دين الرجل وخلقه من‬ ‫خالل أصدقائه‪ ،‬أو السؤال عنه يف مكان عمله‪ ،‬وأهل املسجد الذي يصلي فيه‪ ،‬فأهم شيء يف صالحه صالته‪.‬‬ ‫‪.3‬البَاءة‪ :‬وهي نوعان‪:‬‬ ‫ الباءة املادية‪ :‬وهي السكن ولو كان متواضعا‪ ،‬والعمل (أن يكون عنده راتب شهري ولو كان يسريا حىت‬ ‫يستطيع النفقة على أهله)‪.‬‬ ‫ الباءة اجلسدية‪ :‬وهي أن تكون عنده قدرة جسدية على الزواج‪.‬‬ ‫‪.4‬الوعي‪ :‬أن تكون عنده ملكات عقلية جيمدة ويعرف الواقع‪ ،‬ويعرف كيف يتعامل مع الزوجة عند اخلالف‪.‬‬ ‫ض خو َن ِدينَه وخل َقه›› [روه الرتمذي]؛ فقد يكون‬ ‫‪.5‬اْللق احلسن‪ :‬قال النيب ﷺ‪‹‹ :‬إذا َخطَب إليكم َمن تَ خر َ‬ ‫الرجل صاحب دين لكنه ليس على خلق حسن‪ ،‬وليس عنده رمحة وال حلم وال حياء‪.‬‬ ‫‪َ.6‬ح َسن اَليئة‪ :‬قال عمر بن اخلطاب رضي هللا عنه‪" :‬ال تكرهوا فتياتكم على الرجل القبيح فإهنن حيبنب ما‬ ‫حتبمون"‪ ،‬وحسن اهليئة عموما أن متيل املرأة للرجل عند النظرة الشرعية‪.‬‬ ‫‪.7‬األصل أن تتزوج الفتاة من ترضاه هي وأهلها‪ ،‬ومن أهله يرضوهنا أيضا‪ ،‬فإن عدم رضا األهل حيدث املشاكل‪.‬‬ ‫‪.8‬األصل يف املرأة أن ختتار من يبحث عن دينها‪ ،‬وخلقها‪ ،‬ال من يبحث عن وظيفتها‪.‬‬ ‫‪.9‬أن م‬ ‫تتزوج املرأة من يطرق ابب أهلها‪ ،‬أما الزواج الذي أصبح اليوم عن طريق مواقع التواصل فإّنا هو ابب من‬ ‫أبواب الشيطان‪ ،‬ألن هذا مشروع مهم‪ ،‬ال تساوم فيه وال خماطرة‪.‬‬ ‫ت ۖ وٱلطيِ َٰبت لِلطيِبِي وٱلطيِبون لِلطيِ َٰب ِ َٰٓ‬ ‫ت ۚ أ خوَٰلَئِ َ‬ ‫ك م ََبءو َن‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٱْلَبِيثو َن للخ َخبِ َٰيثَ َ َ‬ ‫ي َو خ‬ ‫ِ‬ ‫ٱْلَبِ َٰيثَت للخ َخبِيثِ َ‬ ‫قال ﷻ‪ ﴿ :‬خ‬ ‫ِِما يَقولو َن ۖ ََلم م خغ ِف َرة َوِرخزق َك ِري﴾ [النور‪]26 :‬‬ ‫مالحظة‪ :‬ت شرح القول األول يف تفسري هذه اآلية يف احملاضرة السابقة‪.‬‬ ‫القول الثاين‪:‬‬ ‫الرجال والنمساء‪ ،‬والكلمات‬ ‫الصفات اخلبيثة للخبيثني واخلبيثات من م‬ ‫أن الكلمات اخلبيثة‪ ،‬واألعمال‪ ،‬واألخالق‪ ،‬و م‬ ‫الرجال والنمساء‪ ،‬واملؤمن دائما طيمب أينما حل‬ ‫الطيمبة‪ ،‬واألعمال‪ ،‬واألخالق والصفات الطيمبة للطيمبني والطيمبات من م‬ ‫اختلف›› [رواه مسلم]‪،‬‬ ‫َ‬ ‫تناكر منها‬ ‫ائتلف وما َ‬ ‫تعارف منها َ‬ ‫َ‬ ‫وارحتل‪ ،‬قال النيب ﷺ‪‹‹ :‬األرواح جنود جمندة فما‬ ‫والطيمبون دائما يتلبسون ابألفعال الطيمبة ويتكلمون ابلكالم الطيمب‪ ،‬أما الكذب‪ ،‬والفحش‪ ،‬والبذاءة‪ ،‬والغيبة والنميمة‬ ‫وكل األقوال واألفعال اخلبيثة ال خترج إال من اخلبيثني‪.‬‬ ‫َٰٓ‬ ‫قال ﷻ عن الطيِبي‪﴿ :‬أ خوَٰلَئِ َ‬ ‫ك م ََبءو َن ِِما يَقولو َن ََلم مغخ ِف َرة َوِر خزق َك ِري﴾‬ ‫َٰٓ‬ ‫﴿أ خوَٰلَئِ َ‬ ‫ك﴾‪ :‬ت عود على الذين رموا ابإلفك وهم عائشة وصفوان رضي هللا عنهما‪ ،‬وكذلك من انهلم أذى ذلك وهم‬ ‫الرسول ﷺ وآل أيب بكر رضي هللا عنهم‪ ،‬وغريهم من املؤمنني‪.‬‬ ‫﴿م ََبءو َن ِِما يَقولو َن﴾‪ :‬أي أن هللا برأهم ِما قيل فيهم‪ ،‬وهذه شهادة من هللا وكفى ابهلل شهيدا فهو خري الشاهدين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫﴿ ََلم مغخف َرة َوِر خزق َك ِري﴾‪ :‬املغفرة هي سرت الذنب عن اخللق والتجاوز عن العقوبة عليه‪ ،‬و م‬ ‫الرزق الكرمي هو العطاء‬ ‫الرزق الواسع‪ ،‬وينبغي للمسلمة أن تبحث عن‬ ‫الكايف الكثري الواسع‪ ،‬فوعد هللا هؤالء‪ ،‬وكل الطيمبني والطيمبات ابملغفرة و م‬ ‫الرزق الكرمي‪.‬‬ ‫كل شيء طيمب حىت تنال مغفرة هللا و م‬ ‫م‬ ‫سلِمواخ َعلَ ََٰٰٓى أ خَهلِ َها ۚ َٰذَلِك خم‬ ‫ِ‬ ‫ري ب يوتِك خم َح َٰ‬ ‫ّت تَ خستَأخنسواخ َوت َ‬ ‫وت غَ خ َ‬ ‫ِ‬ ‫قال ﷻ‪ََََٰٰٓ ﴿ :‬يَيُّ َها ٱلذ َ‬ ‫ين َء َامنواخ َال تَ خدخلواخ ب ي ً‬ ‫َخ خري لك خم لَ َعلك خم تَ َذكرو َن﴾ [النور‪.]27 :‬‬ ‫الزان‪ ،‬وذكر‬ ‫وجه الربط بي اآلايت‪ :‬ذكر هللا يف اآلايت السابقة حد م‬ ‫الزان؛ ودخول البيت بدون استئذان قد يوقع يف م‬ ‫حد القذف‪ ،‬وأحكامهما‪ ،‬مث أتبع ذلك ابألمر ابالستئذان عند دخول بيوت الغري؛ وذلك كلمه حفاظا على األعراض‬ ‫وصيانة هلا؛ ألن االستئذان من أسباب الوقاية من االطالع على ما ال جيوز‪ ،‬والنظر إىل العورات‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫﴿ ََََٰٰٓيَيُّ َها ٱلذ َ‬ ‫ين ءَ َامنواخ﴾‪ :‬هذا اخلطاب للمؤمنني خاصة‪ ،‬فإذا مسع املؤمن هذا النمداء وجب عليه أن يراعيه قلبه ومسعه‪.‬‬ ‫ري ب يوتِك خم﴾‪ :‬هذه اآلية تدل على طريق من الطرق الوقائية اليت متنع الفاحشة وهو‬ ‫وت غَ خ َ‬ ‫قال ﷻ‪َ ﴿ :‬ال تَ خدخلواخ ب ي ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ِر›› [رواه البخاري]‪ ،‬أي ألجل أال ينظر‬ ‫االستئذان‪ ،‬وقد قال رسول هللا ﷺ‪‹‹ :‬إَّنا جع َل اال خستِخئ َذان من خ‬ ‫أج ِل البَ َ‬ ‫اإلنسان إىل شيء ال حي مل له أن ينظر إليه‪ ،‬وهذه اآلية تؤكد أنه ال بد أن تكون للبيوت ستور وأبواب حىت يتحقق‬ ‫قبل أن يؤ َذ َن له‪ ،‬فرأى عورةَ أهلِه؛‬ ‫ِ‬ ‫بصره ِف البيت َ‬ ‫فأدخل َ‬ ‫َ‬ ‫رتا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫االستئذان‪ ،‬فقد قال رسول هللا ﷺ‪‹‹ :‬من كشف س ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فقد أتى َح ًّدا ال ََي ُّل له أن َيتيَه؛ لو أنه حي أد َخل َ‬ ‫بصره استقبَله رجل فف َقأ َعينَه ما َعريت عليه‪ ،‬وإن مر الرجل‬ ‫أهل ِ‬ ‫البيت›› [أخرجه الرتمذي]‪.‬‬ ‫ري مغخلَق فنظَر فال َخطيئةَ عليه؛ إَّنا اْلطيئة على ِ‬ ‫ِ‬ ‫رت له غَ َ‬ ‫على ابب ال س َ‬ ‫﴿ َال تَ خدخلواخ﴾‪ :‬هني يفيد التحرمي‪ ،‬أي حيرم عليكم أن تدخلوا بيوت غري بيوتكم حىت تستأنسوا؛ ألن للبيوت أسرارا وال‬ ‫حق البيت‪ ،‬ألن الذي حيرتم خصوصية غريه يف بيته إّنا هو حيرتمه‪ ،‬فالبيت كاملكان اآلمن ال يستبيحه‬ ‫بد من احرتام م‬ ‫أحد مإال إبذن أهله‪ ،‬والشريعة جاءت بتعظيم حرمة البيوت ابعتبارها آية من آايت هللا‪ ،‬فجعلها حمل االرتياح‪ ،‬والسكينة‬ ‫واالستقرار‪ ،‬قال ﷻ‪َ ﴿ :‬وٱّلل َج َع َل لَكم ِمن ب يوتِك خم َس َكنًا﴾ [النحل‪.]80 :‬‬ ‫إضاءة‪ :‬تواترت شكاوى العلماء عرب العصور من إمهال الناس آلداب االستئذان‪ ،‬حىت صارت بينهم من شدة غربتها‬ ‫كأهنا شرع منسوخ‪ ،‬روى أبو داود عن ابن عباس رضي هللا عنه قال‪" :‬آية مل يؤمن ّبا أكثر الناس ‪-‬آية اإلذن‪ -‬وإين‬ ‫آلمر جارييت هذه تستأذن علي"‪ ،‬واملقصود أن الناس يسلكون سلوكا كأهنم مل يسمعوا هذه اآلية يف القرآن فلم يعملوا‬ ‫ّبا‪ ،‬قال سعيد بن جبري ‪" :‬أن هذه اآلية مل تنسخ؛ ولكن قد هتاون ّبا كثري من الناس"‪.‬‬ ‫املفسرين أنه حىت لو دخل اإلنسان على ابنه أو ابنته‬ ‫البيت الذي ميلكه املرء هو غرفته املغلقة عليه‪ ،‬لذلك قال بعض م‬ ‫أو مأمه ينبغي أن يستأذن‪ ،‬وجاء يف احلديث‪" :‬أن رسول هللا ﷺ سأله رجل فقال‪ :‬اي رسول هللا أستأذن على أمي؟‬ ‫أحتب أن تراها عراينةً؟» قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال الرجل‪ :‬إين معها يف البيت‪ ،‬فقال له رسول هللا ﷺ‪ُّ « :‬‬ ‫« ِ‬ ‫فاستأذ خن عليها›› [رواه أبو داود]‪.‬‬ ‫ّت تَ خستَأخنِسواخ َوت َسلِمواخ َعلَ ََٰٰٓى أ خَهلِ َها﴾‪ :‬حىت تزول عنكم الوحشة‪ ،‬فهو طلب يصحبه صوت أبن نشعر‬ ‫قال ﷻ‪َ ﴿ :‬ح َٰ‬ ‫برغبة أهل البيت يف الدخول‪ ،‬قال قتادة‪" :‬االستئناس تكرار االستئذان"‪.‬‬ ‫الفرق بي االستئناس واالستئذان‬ ‫االستئذان لغةً‪ :‬هو طلب اإلذن للدخول حملل ال ميلكه املستأذن (السني سني الطلب)‪.‬‬ ‫االستئناس‪ :‬طلب األنس‪.‬‬ ‫عند ُّ‬ ‫الدخول إىل البيوت حنتاج إىل تكرار االستئذان ثالث مرات‪:‬‬ ‫األوىل‪ :‬إلمساع احلي‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬ليأخذ أهل البيت حذرهم‪.‬‬ ‫الثالثة‪ :‬إما اإلذن ابلدخول أو عدمه‪.‬‬ ‫حكم االستئذان‪:‬‬ ‫قال الطربي‪" :‬االستئذان واجب على الناس أمجعني إذا احتلموا"‪ ،‬واملالكية قالوا إنه واجب وجوب الفرائض‪ ،‬فمن‬ ‫ترك االستئذان فهو عاص هلل ورسوله‪.‬‬ ‫آداب االستئذان‬ ‫ مأال يقف املستأذن أمام الباب خشية أن يفتح له فريى من أهل املنزل ما ال حيبون‪ ،‬لكن يقف بعيدا على جنب‪،‬‬ ‫يقول عبد هللا بن بسر‪" :‬كان رسول هللا ﷺ إذا أتى ابب قوم مل يستقبل الباب من تلقاء وجهه‪ ،‬ولكن من ركنه األمين‬ ‫أو األيسر‪ ،‬ويقول‪« :‬السالم عليكم السالم عليكم» وذلك أن الدور مل يكن عليها يومئذ ستور" [رواه أبو داود]‪.‬‬ ‫ أن يكون االستئذان ثالث مرات فإن مل يؤذن له فلريجع وهذا ينطبق على دق اجلرس اآلن‪ ،‬قال رسول هللا ﷺ‪:‬‬ ‫ثالث فلم يؤذَ خن له فل ِ‬ ‫خريج خع›› [رواه البخاري]‪ ،‬فأهل البيت عندما يسمعون قرع الباب يف األوىل‬ ‫كم ً خ‬ ‫‹‹إذا استأذَ َن أحد خ‬ ‫يستمعون‪ ،‬ويف الثانية يتأهبون‪ ،‬ويف الثالثة أيذنون‪ ،‬قال أبو بكر بن العريب‪" :‬حكمة التعداد يف االستئذان أن األوىل‬ ‫استعالم‪ ،‬والثانية أتكيد‪ ،‬والثالثة إعذار"‪.‬‬ ‫ األصل أن يبدأ ابلسالم على أهل البيت قبل الدخول فيقول‪" :‬السالم عليكم هل أدخل؟" ورد يف حديث رسول هللا‬ ‫ِ‬ ‫ابلسالم›› [أخرجه ابن حبان]‪.‬‬ ‫ﷺ أنه قال‪‹‹ :‬ال أت َذنوا لِ َم خن لخ يبدأخ‬ ‫ رجوع ال مستأذن إن مل يؤذن له ابلدخول‪ ،‬عن عبيد بن عمري قال‪" :‬أن أاب موسى األ ْشعري ْ‬ ‫استأْذن على عمر بن‬ ‫أمس ْع ص ْوت عبد اَّلل‬ ‫اخلطاب رضي اَّلل عْنه‪ ،‬ف ل ْم ي ْؤذ ْن له‪ ،‬وكأنه كان م ْشغوال‪ ،‬ف رجع أبو موسى‪ ،‬ف فرغ عمر‪ ،‬فقال‪ :‬أملْ ْ‬ ‫بن ق ْيس؟ ائْذنوا له‪ ،‬قيل‪ :‬ق ْد رجع‪ ،‬فدعاه فقال‪ :‬كنا ن ْؤمر بذلك‪ ،‬فقال‪ :‬أتْتين على ذلك ابلب يمنة‪ ،‬فانْطلق إىل َْملس‬ ‫ي‪ ،‬فقال‬ ‫أصغران؛ أبو سعيد اخل ْدري‪ ،‬فذهب أبيب سعيد اخل ْدر م‬ ‫األنْصار‪ ،‬فسأهل ْم‪ ،‬فقالوا‪ :‬ال ي ْشهد لك على هذا إال ْ‬ ‫ابألسواق‪ ،‬ي ْعن اخلروج إىل ِتارة" [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫عمر‪ :‬أخفي هذا علي من ْأمر رسول اَّلل ﷺ؟! أ ْهلاين الص ْفق ْ‬ ‫ أن ي م‬ ‫عرف املستأذن بنفسه ويذكر امسه وال يقول "أان"‪ ،‬فهذه مرفوضة شرعا؛ ألن من يف البيت يريد أن يستعلم من‬ ‫الطارق‪ ،‬عن جابر بن عبد هللا قال‪" :‬أت ْيت النيب ﷺ يف ديْن كان على أيب‪ ،‬فدق ْقت الباب‪ ،‬فقال‪َ « :‬من َذا؟» ف قلت‪:‬‬ ‫أان‪ ،‬فقال‪َ « :‬أن َأن!» كأنه كرهها" [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬كلمة "أان" عموما ليست مذمومة يف الشرع لكنها تكره على سبيل الفخر والكربايء‪ ،‬يقول ابن اجلوزي‪:‬‬ ‫"تكره ألن فيها نوعا من الكرب"‪.‬‬ ‫ االستئذان قبل الدخول على احملارم‪ ،‬قال ابن مسعود رضي هللا عنه‪" :‬عليكم ابإلذن على أمهاتكم وأخواتكم"‪ ،‬فال‬ ‫جيوز لألب أن يدخل على ابنه أو ابنته حىت يستأذن‪ ،‬والفوضى املوجودة يف البيوت اآلن خمالفة لشرع هللا‪ ،‬يقول ابن‬ ‫عطية‪" :‬بيت اإلنسان هو البيت الذي ال أحد معه فيه"‪ ،‬وعن زينب امرأة ابن مسعود رضي هللا عنهما قالت‪ " :‬كان‬ ‫عبد هللا إذا جاء من حاجة فانتهى إىل الباب تنحنح وبزق؛ كراهية أن يهجم منا على أمر يكرهه"‪ ،‬وعن اإلمام أمحد‬ ‫حيرك نعليه"‪.‬‬ ‫رمحه هللا أنه قال‪" :‬إذا دخل الرجل بيته‪ ،‬استحب له أن يتنحنح‪ ،‬أو م‬ ‫فائدة‪ :‬إذا استأذن أحد على أهل البيت وهم يصلون فإن إذن املرأة التصفيق‪ ،‬وإذن الرجل التسبيح‪.‬‬ ‫﴿ ََٰذلِك خم َخ خري لك خم﴾‪ :‬إشارة إىل أ من عدم دخول بيوت الغري مإال بعد السالم واالستئذان ترتتمب عليه مصاحل دينية‬ ‫ودنيوية‪ ،‬ويرتتب على تركه مفاسد دينية ودنيوية‪.‬‬ ‫﴿ل ََعلك خم تَ َذكرو َن﴾‪ :‬أي ألجل أن تتذ مكروا وتتمعظوا‪.‬‬ ‫ٱرِجعواخ ۖ ه َو‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل لَكم خٱرجعواخ فَ خ‬ ‫ّت ي خؤ َذ َن لَك خم ۖ َوإن ق َ‬ ‫وها َح َٰ‬ ‫قال ﷻ‪﴿ :‬فَِإن لخ ََِتدواخ ف َيهآَٰ أ َ‬ ‫َح ًدا فَ َال تَ خدخل َ‬ ‫أَ خزَك َٰى لَك خم ۚ َوٱّلل ِِبَا تَ خع َملو َن َعلِيم﴾ [النور‪]28 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ّت ي خؤذَ َن لَك خم﴾‪ :‬أي إن مل ِتدوا يف بيوت الغري أحدا منهم أيذن لكم‬ ‫وها َح َٰ‬ ‫﴿فَِإن لخ ََِتدواخ ف َيهآَٰ أ َ‬ ‫َح ًدا فَ َال تَ خدخل َ‬ ‫ابلدخول فال تدخلوها حىت يؤذن لكم‪ ،‬أبن حيضر أهل البيت بعد غياّبم فيأذنوا لكم‪.‬‬ ‫ٱرِجعواخ﴾‪ :‬أي‪ :‬وإن قيل لكم ارجعوا من قبل أهل البيت أو مل أيذنوا لكم ابلدخول فارجعوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يل لَكم خٱرجعواخ فَ خ‬ ‫﴿ َوإن ق َ‬ ‫وال تقفوا على أبواب الناس‪ ،‬أي عودوا وانصرفوا من حيث جئتم من غري إحلاح وال مضايقة ألهل البيت‪ ،‬مع سالمة‬ ‫الصدور‪ ،‬وتقدير ظروف أهل البيت والتماس العذر هلم‪ ،‬فيجب استقبال أمر هللا ﷻ بكل صدر رحب وبكل نفسية‬ ‫مطمئنة‪.‬‬ ‫تنبيه‪ :‬إن من الناس من إذا استأذن على أحد ومل يؤذن له أقام الدنيا وأقعدها‪ ،‬وغضب وأرعد‪ ،‬وتكلم يف أهل البيت‬ ‫وا مهتمهم أبهنم يكرهون الضيف‪ ،‬أو مبا هو أسوأ من ذلك وهذا من قلة الدين‪.‬‬ ‫كما أن على املستأذن الرجوع إذا مل يؤذن له‪ ،‬فإن على أهل البيت تقدير ظرف املستأذن‪ ،‬وتطييب خاطره فإن ذلك‬ ‫ال شك أنه أسلم للصدور‪ ،‬وأقرب للمودة واأللفة‪ ،‬وأبعد عن الكراهة واجلفوة‪ ،‬فإن للشيطان مداخله ووساوسه بني‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫﴿ه َو أَ خزَك َٰى لَك خم﴾‪ :‬أي أطهر لقلوبكم‪ ،‬وأعمالكم‪ ،‬وأعظم لثوابكم وأكثر خريا وبركة لكم‪.‬‬ ‫ري َم خسكونَة فِ َيها َم َٰتَع لك خم ۚ َوٱّلل يَ خعلَم َما ت خبدو َن َوَما‬ ‫وت غَ خ َ‬ ‫س َعلَخيك خم جنَاح أَن تَ خدخلواخ ب ي ً‬ ‫قال ﷻ‪﴿ :‬ل خي َ‬ ‫تَ خكتمو َن﴾ [النور‪]29 :‬‬ ‫يها َم َٰتَع لك خم﴾‪ :‬بعد أن هنى هللا يف اآليتني السابقتني‬‫ِ‬ ‫ري َم خسكونَة ف َ‬ ‫وت غَ خ َ‬ ‫س َعلَخيك خم جنَاح أَن تَ خدخلواخ ب ي ً‬ ‫﴿ل خي َ‬ ‫عن دخول بيوت الغري بغري استئذان‪ ،‬جاءت هذه اآلية أخص من اليت قبلها؛ أي ال حرج يف دخول البيوت اليت تكون‬ ‫غري مسكونة إذا كان لكم فيها متاع بغري إذن‪ ،‬وقد نزلت هذه اآلية ملا قال أبو بكر رضي هللا عنه‪" :‬اي رسول هللا‬ ‫أفرأيت اخلاانت واملساكن يف طرق الشام ليس فيها ساكن"‪ ،‬واملتاع هنا التمتع فيها‪ ،‬وذلك ابالستكنان فيها من احلر‬ ‫والربد والرايح واملطر‪.‬‬ ‫﴿ َوٱّلل يَ خعلَم َما ت خبدو َن َوَما تَ خكتمو َن﴾‪ :‬أي أن هللا يعلم حالكم ويعلم م‬ ‫السر واجلهر ويعلم من حيسن ومن يسيء‪.‬‬ ‫األسئلة‪:‬‬ ‫‪.1‬من معايري اختيار الزوج‪:‬‬ ‫د‪ -‬مجيع ما سبق‪.‬‬ ‫ج‪ -‬حسن اهليئة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الوعي‪.‬‬ ‫أ‪ -‬الصالح‪.‬‬ ‫‪.2‬الباءة املادية هي‪:‬‬ ‫ج‪ -‬ال شيء ِما سبق‪.‬‬ ‫ب‪ -‬القدرة على الزواج‪.‬‬ ‫أ‪ -‬السكن‪ ،‬والعمل‪.‬‬ ‫‪.3‬جعل االستئذان حّت تزول به الوحشة عن أهل البيت‪:‬‬ ‫ب‪ -‬خطأ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬صح‪.‬‬ ‫‪.4‬حكم االستئذان واجب كوجوب الفرائض‪ ،‬وهو قول‪:‬‬ ‫ج‪ -‬املالكية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬احلنابلة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬الطربي‪.‬‬ ‫‪.5‬إحدى هذه العبارات ليست من آداب االستئذان‪:‬‬ ‫ب‪ -‬أن يبدأ املستأذن ابلسالم‪.‬‬ ‫أ‪ -‬مأال يقف املستأذن أمام الباب‪.‬‬ ‫د‪ -‬أن يستأذن مرتني للدخول‪.‬‬ ‫ج‪ -‬أن يرجع املستأذن إن مل يؤذن له‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫رقم السؤال‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫رمز اإلجابة‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser