دروس في مقياس االقتصاد العام PDF

Document Details

SpontaneousAmazonite5896

Uploaded by SpontaneousAmazonite5896

مدرسة الدراسات العليا التجارية

زكاري محمد

Tags

العلوم االقتصادية االقتصاد العام االقتصاد الجزئي االقتصاد الكلي

Summary

هذه وثيقة تدريس تحتوي على محاضرات في مقياس االقتصاد العام جامعة الجزائر، تغطي موضوعات مثل تعريف االقتصاد، تنظيم النشاط االقتصادي، اإلنتاج واالستهالك والتوزيع، السوق، النقود والتمويل. توجّه المحاضرات لطلبة السنة األولى األقسام التحضيرية في العلوم االقتصادية، التجارية وعلوم التسيير.

Full Transcript

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬ ‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬ ‫مدرسة الدراسات العليا التجارية‬ ‫دروس في مقياس ‪:‬‬ ‫االقتصاد العام‬ ‫موجه لطلبة السنة األولى من األقسام التحضيرية‬ ‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية و علوم التسيير‬ ‫من ت...

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬ ‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬ ‫مدرسة الدراسات العليا التجارية‬ ‫دروس في مقياس ‪:‬‬ ‫االقتصاد العام‬ ‫موجه لطلبة السنة األولى من األقسام التحضيرية‬ ‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية و علوم التسيير‬ ‫من تحضير الدكتور‪ :‬زكاري محمد‬ ‫السنة الجامعية‪0202 -0202 :‬‬ ‫الفهرس‬ ‫المقدمة العامة‬ ‫‪.1‬أهداف المقياس‬ ‫‪.0‬الطلبة المستهدفون‬ ‫‪.2‬المكتسبات المسبقة‬ ‫‪.2‬هيكل الدرس‬ ‫الفصل ‪ : 1‬ما هو علم االقتصاد ؟‬ ‫‪.1‬موضوع علم االقتصاد‬ ‫‪.1.1‬الحاجات اإلنسانية غير محدودة‬ ‫‪.0.1‬السلع و الموارد محدودة‬ ‫‪.2.1‬الندرة تفرض الخيارات‬ ‫‪.2‬المقاربتان الرئيسيتان في االقتصاد‬ ‫‪ 1.0‬االقتصاد الكلي‬ ‫‪.0.0‬االقتصاد الجزئي‬ ‫‪.2.0‬الفرق بين االقتصاد الجزئي و االقتصاد الكلي‬ ‫‪.2‬طريقة دراسة االقتصاد‬ ‫‪.1.2‬المالحظة‬ ‫‪.0.2‬التجريد‬ ‫‪.2.2‬التصور‬ ‫‪.2.2‬المواجهة مع الواقع‬ ‫‪.2‬تعريف االقتصاد‬ ‫الفصل ‪ : 2‬تنظيم النشاط االقتصادي‬ ‫‪.1‬األعوان االقتصاديون‬ ‫‪.1.1‬العائالت‬ ‫‪.0.1‬المؤسسات غير المالية‬ ‫‪.2.1‬المؤسسات المالية‬ ‫أ‬ ‫‪.2.1‬اإلدارات‬ ‫‪.1.1‬باقي العالم‬ ‫‪.0‬العمليات االقتصادية‬ ‫‪.1.0‬العمليات على السلع و الخدمات‬ ‫‪.0.0‬عمليات التوزيع‬ ‫‪.2.0‬العمليات المالية‬ ‫‪.2‬التدفقات االقتصادية (الحقيقية‪ ،‬النقدية)‬ ‫‪.2‬الحلقة االقتصادية‬ ‫‪.1.2‬الحلقة االقتصادية المبسّطة‬ ‫‪.0.2‬الحلقة االقتصادية الكاملة‬ ‫‪.1‬قياس النشاط االقتصادي باستعمال المج ّمعات االقتصادية‬ ‫‪.1.1‬االستهالك الوسيط (‪ )IC‬و القيمة المضافة (‪)VA‬‬ ‫‪.0.1‬الناتج الداخلي الخام (‪)GDP‬‬ ‫‪.2.1‬الناتج الوطني الخام (‪)GNP‬‬ ‫‪.2.1‬العالقة بين الناتج الداخلي الخام (‪ )GDP‬و الناتج الوطني الخام (‪)GNP‬‬ ‫‪.6‬الناتج الداخلي الخام اإلسمي و الناتج الداخلي الخام الحقيقي‬ ‫‪.1.6‬الناتج الداخلي الخام اإلسمي (‪)Nominal GDP‬‬ ‫‪.0.6‬الناتج الداخلي الخام الحقيقي (‪)Real GDP‬‬ ‫‪.2.6‬الفرق بين الناتج الداخلي الخام الحقيقي و اإلسمي‬ ‫‪.2.6‬معدل النمو االقتصادي‬ ‫‪.1.6‬استعمال الناتج الداخلي الخام الحقيقي في المقارنات الدولية‬ ‫‪.7‬مؤشرات األسعار و التضخم‬ ‫‪.1.7‬مك ّمش الناتج الداخلي الخام )‪(GDP Deflator‬‬ ‫‪.0.7‬مؤشر أسعار المستهلك )‪(CPI‬‬ ‫‪.2.7‬مع ّدل التضخم‬ ‫ب‬ ‫الفصل ‪ : 3‬اإلنتاج‪ ،‬اإلستهالك و التوزيع‬ ‫‪.1‬اإلنتاج و االستثمار‬ ‫‪.1.1‬اإلنتاج‬ ‫‪.0.1‬اإلستثمار‬ ‫‪.0‬اإلستهالك و اإلدخار‬ ‫‪.1.0‬اإلستهالك‬ ‫‪.0.0‬اإلدخار‬ ‫‪.2‬التوزيع و إعادة توزيع الدخل‬ ‫‪.1.2‬توزيع الدخل‬ ‫‪.0.2‬إعادة توزيع الدخل‬ ‫الفصل ‪ : 4‬السوق‪ ،‬األسعار و التوازن‬ ‫‪.1‬تعريف السوق‬ ‫‪.0‬أنواع األسواق‬ ‫‪.1.0‬حسب السلعة المتبادلة‬ ‫‪.0.0‬حسب عدد البائعين و عدد المشترين‬ ‫‪.2‬الطلب و العرض‬ ‫‪.1.2‬الطلب‬ ‫‪.0.2‬مرونة الطلب‬ ‫‪.2.2‬العرض‬ ‫‪.2.2‬مرونة العرض‬ ‫‪.2‬تالقي العرض و الطلب‬ ‫‪.1.2‬توازن العرض و الطلب‬ ‫‪.0.2‬حالة الفائض و حالة العجز‬ ‫‪.2.2‬تعديل الطلب و تعديل العرض‬ ‫ج‬ ‫الفصل ‪ : 5‬النقود و تمويل االقتصاد‬ ‫‪.1‬تعريف و خصائص النقود‬ ‫‪.1.1‬تعريف النقود‬ ‫‪.0.1‬خصائص النقود‬ ‫‪.0‬وظيفة النقود‬ ‫‪.1.0‬وسيلة للدفع‬ ‫‪.0.0‬وحدة للقياس‬ ‫‪.2.0‬مخزن للقيمة‬ ‫‪.2‬أشكال النقود‬ ‫‪.1.2‬النقود المعدنية‬ ‫‪.0.2‬النقود الورقية‬ ‫‪.2.2‬النقود الكتابية‬ ‫‪.2.2‬النقود اإلفتراضية‬ ‫‪.2‬قيمة النقود‬ ‫‪.1‬الكتلة النقدية‬ ‫‪.1.1‬تعريف و مكونات الكتلة النقدية‬ ‫‪.0.1‬مقابالت الكتلة النقدية‬ ‫‪.6‬وظيفة البنك المركزي‪ ،‬البنوك التجارية و الخزينة العمومية‬ ‫‪.1.6‬وظيفة البنك المركزي‬ ‫‪.0.6‬وظيفة البنوك التجارية‬ ‫‪.2.6‬وظيفة الخزينة العمومية‬ ‫‪.7‬تمويل النشاط االقتصادي‬ ‫‪.1.7‬التمويل الداخلي‬ ‫‪.0.7‬التمويل الخارجي‬ ‫الخاتمة العامة‬ ‫د‬ ‫المقدمة العامة‬ ‫‪.1‬أهداف المقياس‪:‬‬ ‫يهدف تدريس وحدة االقتصاد العام إلى اكتساب المعرفة النظرية الالزمة وإتقان األدوات المنهجية التي‬ ‫تهدف إلى تمكين الطلبة من اكتساب ثقافة عامة في المجال االقتصادي‪ ،‬وتكوين تفكير منظم حول المشكالت‬ ‫االقتصادية المعاصرة‪ ،‬وتطوير قدرتهم على التحليل و التلخيص‪.‬‬ ‫لذا فإن تدريس هذا المقياس يسمح بفهم المنطق االقتصادي واستيعاب المفاهيم األساسية لالقتصاد‬ ‫و اكتساب الثقافة االقتصادية‪.‬ويتم ذلك من خالل تعريف الطالب بالمفاهيم األساسية لالقتصاد (الحاجة‪،‬‬ ‫السلعة‪ ،‬الندرة‪ ،‬العون االقتصادي‪ ،‬العرض‪ ،‬الطلب‪ ،‬توازنات السوق‪ ،‬إلخ)؛ لنوضح كيفية استخدام هذه‬ ‫المفاهيم ل لحديث عن القضايا الكبرى مثل النمو والبطالة والتضخم واألزمات المالية والتجارة الدولية؛ حتى‬ ‫يتسنى للطالب أن "يفكر بنفسه"‪ ،‬بمعنى آخر أن يتمكن من صياغة و نمذجة أي وضعية اقتصادية‪.‬‬ ‫‪.2‬الطلبة المستهدفون‪:‬‬ ‫هذه المحاضرة موجهة في المقام األول لطلبة السنة األولى من األقسام التحضيرية في العلوم‬ ‫االقتصادية‪ ،‬التجارية و علوم التسيير‪ ،‬فضال عن للطلبة المبتدئين في نفس المجال‪.‬‬ ‫‪.3‬المكتسبات المسبقة‪:‬‬ ‫بما أنها مقدمة للمفاهيم األساسية في علم االقتصاد‪ ،‬فإن الطالب المعني بهذا المقياس ال يحتاج إلى أي‬ ‫مكتسبات مسبقة في هذا الموضوع‪.‬ومع ذلك‪ ،‬يمكنه أن يستعين بالمعارف التي حصّلها من قبل‪ ،‬من حيث‬ ‫األدوات الضرورية لمالحظة و فهم محتوى هذا المقياس واستيعابه‪.‬‬ ‫‪.4‬هيكل الدرس‪:‬‬ ‫مما سبق فإن هذا الدرس يغطي جميع محاور مقرر االقتصاد العام وفق البرنامج الجديد لألقسام‬ ‫التحضيرية في العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية و علوم التسيير‪.‬و الذي حددته وصادقت عليه وزارة التعليم‬ ‫العالي والبحث العلمي‪.‬‬ ‫إذ قسم الدرس إلى خمسة (‪ )21‬فصول ‪:‬‬ ‫‪ ‬الفصل ‪ : 1‬ما هو علم االقتصاد ؟‬ ‫‪ ‬الفصل ‪ : 0‬تنظيم النشاط االقتصادي‬ ‫‪ ‬الفصل ‪ : 2‬اإلنتاج‪ ،‬اإلستهالك و التوزيع‬ ‫‪ ‬الفصل ‪ : 2‬السوق‪ ،‬األسعار و التوازن‬ ‫‪ ‬الفصل ‪ : 1‬العملة و تمويل االقتصاد‬ ‫‪1‬‬ ‫الفصل ‪ : 1‬ما هو علم االقتصاد‬ ‫يعد االقتصاد من العلوم االنسانية‪ ،‬لكونه يتعامل مع اإلنسان‪.‬و هو أيضا علم اجتماعي‪ ،‬و هذا يعني أنه‬ ‫يهتم باإلنسان في المجتمع‪ ،‬مثله مثل غيره من المواضيع كالتاريخ وعلم االجتماع و القانون‪...‬‬ ‫كلمة االقتصاد مشتقة من الكلمة اليونانية "‪ "OIKOS‬والتي تعني المنزل‪ ،‬و"‪ "NOMOS‬التي تعني‬ ‫القواعد‪.‬مما يعني أن االقتصاد‪ ،‬في البداية‪ ،‬هو مجموعة القواعد التي تحكم ممارسة األنشطة المنزلية‪.‬بعد‬ ‫ذلك جاء مصطلح االقتصاد السياسي الذي وسع من المعنى السابق ليشمل تسيير شؤون المجتمع أو البلد ككل‪.‬‬ ‫االقتصاد هو وسيلة خاصة لدراسة السلوك البشري‪.‬ويستند إلى مالحظة مفادها أن األفراد لديهم‬ ‫احتياجات كثيرة ومتنوعة‪.‬وإلشباعها‪ ،‬تكون الموارد محدودة (ظاهرة الندرة) وسيئة التكييف‪ :‬يجب استغاللها‬ ‫وتثمينها ومضاعفتها وتحويلها لجعلها مناسبة لالستهالك‪.‬تش ّكل هذه المجموعة المتسلسلة من العمليات ما‬ ‫نسميه النشاط االقتصادي‪.‬وبالتالي فإن النشاط االقتصادي هو مجموعة اإلجراءات التي تهدف إلى إنتاج‬ ‫السلع االقتصادية وتوزيعها بين األفراد لتلبية احتياجاتهم‪ ،‬هذه األنشطة المختلفة تندرج في إطار االقتصاد‪.‬‬ ‫و عليه‪ ،‬فإن االقتصاد هو العلم الذي يدرس الطريقة التي يستخدم بها األعوان االقتصاديون الموارد‬ ‫النادرة من أجل تلبية احتياجاتهم على أفضل وجه‪.‬و بالتالي‪ ،‬فهو يدرس الطريقة التي تتم بها اختيارات‬ ‫األعوان االقتصاديين‪.‬إذ تتم االختيارات بطريقة مثالية و عقالنية‪ ،‬مما يعني أن األعوان االقتصاديين يقومون‬ ‫بإجراء الحسابات من أجل الحصول على أقصى قدر من الرضا باستخدام أدنى حد من الموارد المتاحة‪.‬لذا‬ ‫فإن االقتصاد هو علم االختيارات أو علم القرار‪.‬‬ ‫‪.1‬موضوع علم االقتصاد‪:‬‬ ‫يمكن تمييز االقتصاد عن العلوم اإلنسانية واالجتماعية األخرى من خالل موضوع الدراسة الذي يمكن‬ ‫تلخيصه في النقاط الثالث التالية ‪:‬‬ ‫‪.1.1‬الحاجات اإلنسانية غير محدودة‪:‬‬ ‫‪.1.1.1‬تعريف الحاجة االقتصادية (‪:)Economic needs‬‬ ‫تع ّرف الحاجة االقتصادية بأنها النقص الذي يمكن إشباعه عن طريق اقتناء أو استهالك السلع‬ ‫و الخدمات‪ ،‬مع العلم أن نفس هذه السلع والخدمات يتم إنتاجها بكميات محدودة‪.‬و تعّد الحاجات غير محدودة‬ ‫ألنها تتنوع وتتجدد باستمرار‪.‬‬ ‫‪.2.1.1‬خصائص الحاجات االقتصادية‪:‬‬ ‫تتميز الحاجيات ببعض المميزات مثل‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ ‬القابلية لإلشباع (‪ :)Satiability‬بحيث تتناقص بالتدريج ح ّدة الحاجة مع تلبيتها (مثال‪ :‬شخص يريد‬ ‫تناول التفاح‪ ،‬فحاجته لتناول الحبة األولى أكبر من حاجته لتناول الحبة الثانية والثانية أكبر من الثالثة وهكذا‬ ‫حتى اإلشباع)‪.‬‬ ‫‪ ‬التعدد (‪ :)Multiplicity‬األكل‪ ،‬اللباس‪ ،‬السكن‪.....‬‬ ‫‪ ‬االختالف (‪ :)Difference‬فالحاجة تختلف من شخص إلى آخر؛ فالشخص الذي ال يدخن ال حاجة له‬ ‫بالسجائر‪.‬‬ ‫‪ ‬الترابط بين الحاجات (‪ :)Interdependence‬بعض الحاجات تربطها عالقة تبادل (شريحة‬ ‫جيزي‪/‬شريحة أوريدو‪ ،‬القهوة‪ /‬الشاي) وبعضها تربطها عالقة تكامل (السيارة‪/‬الوقود‪ ،‬الشريحة‪ /‬الهاتف)‪.‬‬ ‫‪ ‬التطور في الزمان و المكان‪ :‬تتطور الحاجات مع الزمان والمكان و السياق االقتصادي والموارد‬ ‫المالية ومستوى التطور واإلعالن‪....‬‬ ‫‪.3.1.1‬تصنيف الحاجات االقتصادية‪:‬‬ ‫يمكن التمييز بين عدة أنواع من الحاجات من عدة زوايا و اعتبارات‪ ،‬حيث يمكن تقسسيم الحاجات إلى‪:‬‬ ‫‪ ‬الحاجات األساسية‪ :‬التي يعد إشباعها ضروريا للبقاء على قيد الحياة (الغذاء و الرعاية الصحية)؛‬ ‫‪ ‬الحاجات الثانوية‪ :‬التي ليست ضرورية لبقاء اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ ‬حاجات الرفاهية‪ :‬التي تحدد أغنى الطبقات االجتماعية (المجوهرات‪ ،‬السفر)‪.‬‬ ‫ويمكننا أيضًا تصنيف الحاجات إلى‪:‬‬ ‫‪ ‬الحاجات الفردية‪ :‬التي يمكن للفرد المستهلك أن يشبعها بنفسه‪ ،‬حسب موارده‪ ،‬من خالل شراء السلع‬ ‫والخدمات المرتبطة بها‪.‬‬ ‫‪ ‬الحاجات الجماعية‪ :‬يعبر عنها مجموعة من األفراد‪ ،‬ومن أجل إشباعها يقدم المجتمع (الدولة‪،‬‬ ‫المنظمات االجتماعية) خدمات جماعية (التعليم‪ ،‬الشرطة) مجانا ً‪.‬‬ ‫و وفقا إلبراهام ماسلو‪ ،‬يتم تحفيز اإلنسان من خالل خمسة أنواع من الحاجات‪ ،‬وبمجرد إشباع حاجات‬ ‫المستوى األول‪ ،‬فإنها ال تشكل عامال محفزا و ينتقل الشخص إلى احتياجات المستوى الثاني وهكذا‪ ،‬و يمكن‬ ‫تمثيل ذلك بهرم الحاجات لماسلو الذي ظهر في مقال له سنة ‪: 1422‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الشكل ‪ : 1‬هرم الحاجات لماسلو‬ ‫المصدر ‪http://alain.battandier.free.fr/spip.php?article6 :‬‬ ‫‪.2.1‬السلع و الموارد محدودة‪:‬‬ ‫السلعة هي أي شيء مادي (مثال‪ :‬طاولة) أو غير مادي (مثال‪ :‬عالمة تجارية) يمكنه تلبية حاجة ما‬ ‫بشكل مباشر أو غير مباشر‪.‬و تسمى قدرة السلعة على إشباع الحاجة بالمنفعة‪.‬‬ ‫و يمكن أن تكون السلع حرة (غير اقتصادية) أو اقتصادية حسب ما إذا كانت تخضع للندرة أم ال‪.‬‬ ‫‪.1.2.1‬تعريف السلع الحرة (‪:)Free goods‬‬ ‫هي سلع وأشياء وفيرة تقدمها الطبيعة لإلنسان‪.‬فالهواء‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬هو سلعة مجانية؛ إنه ليس‬ ‫سلعة اقتصادية‪.‬‬ ‫و بالتالي فإن السلعة المجانية تتميز بما يلي‪:‬‬ ‫‪ ‬توافره بشكل عام أو مطلق (ليس نادراً)؛‬ ‫‪ ‬مجاني ‪ :‬ليس له ثمن (غير تجاري)‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.2.2.1‬تعريف السلع االقتصادية (‪:)Economic goods‬‬ ‫يمكننا القول أن السلعة االقتصادية هي وسيلة متاحة بكمية محدودة نسبيًا لتلبية حاجة فردية أو جماعية‪.‬‬ ‫أي أن هناك ثالثة شروط تميز السلعة االقتصادية‪ :‬توفر السلعة؛ الندرة النسبية للسلعة المتاحة؛ وجود حاجة‬ ‫إنسانية لتلك السلعة‪.‬‬ ‫و عليه فإن السلعة االقتصادية تتميز بما يلي‪:‬‬ ‫‪ ‬ندرتها النسبية؛‬ ‫‪ ‬سعرها ‪ :‬الذي ينتج عن المواجهة بين العرض و الطلب‪.‬‬ ‫‪.3.2.1‬تصنيف السلع االقتصادية‪:‬‬ ‫تصنف نتائج عمليات اإلنتاج عادة إلى قسمين ‪ :‬السلع المادية و الخدمات‬ ‫‪ ‬السلع المادية (‪ :)Material goods‬حيث نميز بين السلع اإلنتاجية (اآلالت و المع ّدات)؛ والسلع‬ ‫االستهالكية التي يتم تقسيمها إلى سلع االستهالك النهائي (ال يتم إعادة إدخالها في الدائرة اإلنتاجية)‪ ،‬والتي‬ ‫يمكن أن تكون مع ّمرة (الثالجة‪ ،‬السيارة‪ ،‬إلخ) أو غير مع ّمرة (القهوة‪ ،‬السجائر‪ ،‬إلخ‪ ).‬و سلع االستهالك‬ ‫الوسيط (السلع التي تساعد في إنتاج سلع أخرى‪ ،‬إما عن طريق التحويل و الدمج في منتج آخر أو عن طريق‬ ‫التدمير أثناء عملية اإلنتاج)‪.‬‬ ‫‪ ‬الخدمات (‪ :)Services‬هي منتجات النشاط االقتصاد التي ال تتجسد في ظهور سلعة مادية‪ ،‬حيث ال‬ ‫يمكن تخزين الخدمة بل يجب استهالكها وقت إنتاجها‪.‬و تؤدي الخدمات إلى توفير المنتجات و‪/‬أو األنشطة‬ ‫في ظل أفضل الظروف من حيث مواعيد و سهولة الحصول على الخدمة فضال عن تكاليف توفيرها للعمالء‪.‬‬ ‫هناك أيضا؛ السلع والخدمات الفردية (تقدم لفرد واحد) أو الجماعية (تقدم لمجموعة من األفراد)؛ السلع‬ ‫والخدمات السوقية (تقدم مقابل سعر معين يغطي على األقل تكاليف إنتاجها) أو غير السوقية (تقدم بشكل‬ ‫مجاني أو شبه مجاني حيث ال يغطي سعرها تكاليف إنتاجها)‪.‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬يمكن أن تصبح السلعة الحرة سلعة اقتصادية منذ اللحظة التي تصبح فيها نادرة على نحو‬ ‫متزايد؛ والعكس أقل صحة ألن الندرة تميل إلى التزايد بمرور الوقت مع نمو السكان و تناقص الموارد‬ ‫اإلنتاجية في جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫‪.4.2.1‬قيمة السلعة‪:‬‬ ‫يمكننا التمييز بين نوعين من قيمة السلعة ‪:‬‬ ‫‪ ‬قيمة االستخدام (‪ :)Usage value‬وتسمى أيضًا القيمة الذاتية‪ ،‬الناتجة عن اهتمام شخص معين بسلعة‬ ‫أو خدمة ما‪ ،‬و يتم تحديدها من خالل مدى فائدة المنتج المعني‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ ‬القيمة التبادلية (‪ :)Exchange value‬و تسمى أيضًا القيمة الموضوعية‪ ،‬الناتجة عن ظروف إنتاج‬ ‫السلعة و يمكن تحديدها بحساب اقتصادي يعتمد على ظروف وتكاليف إنتاج السلعة أو الخدمة‪.‬‬ ‫للمياه قيمة إستخدامية أكبر بكثير من قيمتها التبادلية‪ ،‬بينما لأللماس قيمة إستخدامية أقل بكثير من قيمته‬ ‫التبادلية‪.‬‬ ‫‪.5.2.1‬الموارد المحدودة (النادرة) (‪:)limited resources or scarce resources‬‬ ‫الموارد هي جميع الوسائل المستخدمة في النشاط االقتصادي‪.‬هناك أربعة أنواع رئيسية من الموارد‪:‬‬ ‫الموارد المادية (السلع)‪ ،‬الموارد المالية‪ ،‬الموارد البشرية و الموارد التنظيمية‪.‬و تتميز الموارد بمحدوديتها‪.‬‬ ‫‪.3.1‬الندرة تفرض الخيارات‪:‬‬ ‫‪.1.3.1‬مشكل الندرة (‪:)Scarcity‬‬ ‫الندرة هي الحالة التي ال يمكن فيها تلبية جميع الحاجات المعبّر عنها بسبب عدم توفر الموارد الكافية‬ ‫لهذا الغرض‪ ،‬أي أن حاجات اإلنسان تتجاوز ما هو متاح من موارد‪.‬‬ ‫و تكون الندرة مطلقة في حالة الفشل التام للموارد من إشباع حاجات اإلنسان‪ ،‬و تتميّز جميع الثروات‬ ‫المتوفرة في الطبيعة بكميات محدودة و التي ال يمكن إعادة إنتاجها بندرتها المطلقة (الطاقات الناضبة كالنفط)‪.‬‬ ‫في حين تكون الندرة نسبية عندما تعتبر متناسبة مع إشباع الحاجات‪.‬يتم أيضًا تقييم ندرة السلعة من خالل‬ ‫درجة فائدتها و كذا تكاليف إنتاجها‪ ،‬إذ تكون السلعة نادرة نسبيًا في الزمان والمكان (المياه نادرة نسبيًا في‬ ‫أفريقيا عنها في أوروبا)‪.‬‬ ‫و لذلك‪ ،‬بدون الندرة‪ ،‬لن يكون من الممكن الحديث عن االقتصاد‪.‬و بما أن موارد العمالة و المواد‬ ‫الخام شحيحة‪ ،‬فمن المستحيل إنتاج جميع السلع الالزمة لتلبية الحاجات االنسانية غير المحدودة‪.‬و لذلك يسعى‬ ‫علم االقتصاد لإلجابة على األسئلة التالية ‪:‬‬ ‫‪ ‬ماذا ننتج ؟‬ ‫‪ ‬ما هي الكميات التي يجب إنتاجها ؟‬ ‫‪ ‬كيف ننتج ؟‬ ‫‪ ‬لمن ننتج ؟‬ ‫‪.2.3.1‬مشكلة االقتصاد‪:‬‬ ‫و بالتالي فإن مشكلة االقتصاد تنجم عن مالحظتين بسيطتين ‪:‬‬ ‫‪ ‬أوال‪ :‬الموارد اإلنتاجية نادرة و محدودة‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ ‬ثانيا‪ :‬حاجات اإلنسان عديدة و يتم التعبير عنها بشكل نوعي و كمي و بشكل فردي و جماعي‪ ،‬كما أنها‬ ‫تتطور عبر الزمان و المكان‪.‬‬ ‫تؤدي هاتان المالحظتان تلقائيًا إلى اختيار الحاجات التي يجب إشباعها‪.‬و المعيار الذي يحتكم إليه في‬ ‫هذا االختيار هو ما يلي‪ :‬كيف أحصل على أفضل رضا ممكن باستخدام الموارد المتاحة‪.‬‬ ‫‪.3.3.1‬تكلفة الفرضة البديلة (‪:)Opportunity cost‬‬ ‫إن االختيار االضطراري للحاجيات التي يتم تلبيتها و ترك الباقي لمحدودية الموارد يخلق ما يسمى في‬ ‫االقتصاد بتكلفة الفرصة البديلة‪ ،‬وهذه األخيرة تخص األشياء التي اضطررنا لتركها لعدم كفاية الموارد‪.‬‬ ‫‪.4.3.1‬حدود إمكانيات اإلنتاج )‪:(Production Possibilities Fronntier -PPF‬‬ ‫يمكن توضيح مشكلة الندرة من خالل "حدود إمكانيات اإلنتاج" لالقتصاد‪.‬إذا اعتبرنا أنه من الممكن‬ ‫إنتاج سلعتين ‪ A‬و‪ B‬فقط‪ ،‬فإن حدود إمكانيات اإلنتاج تأخذ الشكل التالي ‪:‬‬ ‫الشكل ‪ : 2‬حدود إمكانيات اإلنتاج‬ ‫المصدر ‪F. Guyot, Elément de Microéconomie, TECHNIP Paris 1985, P 109 :‬‬ ‫نسقط على كل محور الكميات المنتجة من السلعتين ‪ A‬و ‪.B‬تمثل النقطة ‪ E‬إمكانية الجمع بين اإلنتاج‬ ‫(‪ q1B of B‬و ‪ )q1A of A‬والذي يمكن تحقيقه بتوفر العوامل رقم ‪.1‬إن الوقف األعلى سيجعل من‬ ‫الممكن الوصول إلى مستوى أعلى من اإلنتاج رقم ‪ ،0‬ويشكل سطح '‪ OSS‬كتلة إمكانية اإلنتاج‪.‬‬ ‫و على مستوى االقتصاد الكلي يمثل المنحنى رقم ‪ 2‬حدود إمكانيات اإلنتاج بين اإلنتاج الممكن‬ ‫و اإلنتاج المستحيل بسبب محدودية الموارد‪.‬لكن هذا المنحنى الذي يمثل حدود إمكانيات اإلنتاج يمكن أن‬ ‫يتحرك إلى اليمين و يو ّسع إمكانيات اإلنتاج إذا تم استخدام تكنولوجيا أكثر تطورا‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.2‬المقاربتان الرئيسيتان في االقتصاد‪:‬‬ ‫‪.1.2‬االقتصاد الكلي (‪:)Macroeconomics‬‬ ‫يهتم االقتصاد الكلي بدراسة السلوك الجماعي على مستوى قطاع من النشاط أو الدولة أو العالم‪ ،‬ويهتم‬ ‫بالظواهر الكلية (اإلنتاج الوطني‪ ،‬االستهالك الوطني‪ ،‬التضخم‪)...‬‬ ‫‪.2.2‬االقتصاد الجزئي (‪:)Microeconomics‬‬ ‫يهتم االقتصاد الجزئي بدراسة السلوك الفردي لألعوان االقتصاديين (تعظيم منفعة المستهلك‪ ،‬وتعظيم‬ ‫ربح المنتج‪)...‬‬ ‫‪.3.2‬الفرق بين االقتصاد الجزئي و االقتصاد الكلي‪:‬‬ ‫يعتمد التمييز بين تحليل االقتصاد الجزئي وتحليل االقتصاد الكلي على حجم الكيان المدروس‪ ،‬عالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬فإن أصل مصطلحي االقتصاد الجزئي واالقتصاد الكلي يوناني من كلمتي "ميكروس"‬ ‫و"ماكروس" اللذين يعنيان "صغير" و"كبير" على التوالي‪.‬‬ ‫إذ يسعى االقتصاد الجزئي إلى فهم تفاصيل أسواق معينة‪ ،‬و لتحقيق هذا المستوى من التفاصيل‪ ،‬فإنه‬ ‫يزيل العديد من التفاعالت مع األسواق األخرى‪ ،‬في حين يهتم االقتصاد الكلي بالتفاعل بين األجزاء المختلفة‬ ‫لالقتصاد‪ ،‬فهو يبسط الكتل من أجل التركيز على كيفية ضبطها وتأثيرها على بعضها البعض‪.‬‬ ‫و مع ذلك‪ ،‬فإن هذه الفروق يمكن أن تكون خطيرة إذا قادت المرء إلى االعتقاد بأن االقتصاد الجزئي‬ ‫واالقتصاد الكلي مهتمان بحقائق مختلفة‪.‬فكالهما في الواقع معنيان بقرارات وخيارات اإلنسان‪.‬و بالتالي‪،‬‬ ‫ليس من المنطقي تصور مقاربتان مختلفتان للتعامل مع حقيقة إنسانية واحدة‪.‬‬ ‫و بالتالي فإن االقتصاد الجزئي واالقتصاد الكلي ليسا موضوعين منفصلين‪ ،‬بل هما منظوران‬ ‫متكامالن حول الموضوع العام لالقتصاد‪.‬‬ ‫‪.3‬طريقة دراسة االقتصاد‪:‬‬ ‫يتعلق االقتصاد بمجال تحليلي واسع ومثير للجدل‪.‬و لفهم هذا الواقع المعقّد يتجاهل االقتصادي عددا‬ ‫كبيرا من التفاصيل التي يعتبرها غير مهمة‪.‬و يعتمد في منهجه على الخطوات التالية ‪:‬‬ ‫‪.1.3‬المالحظة‪:‬‬ ‫إنها مرحلة جمع المعلومات و وصف الظواهر‪.‬‬ ‫‪.2.3‬التجريد‪:‬‬ ‫‪8‬‬ ‫و هي مرحلة يتم فيها تبسيط الواقع و إزالة التفاصيل غير المه ّمة‪.‬عند هذا المستوى يؤكد االقتصادي‬ ‫على الفرضيات التي تم وضعها للوصول إلى النتيجة‪.‬‬ ‫‪.3.3‬التصور‪:‬‬ ‫يضع خاللها االقتصادي القوانين التي تفسر الظاهرة و تحدد إطارها‪.‬‬ ‫‪.4.3‬المواجهة مع الواقع‪:‬‬ ‫و يتم فيها مقارنة أحداث الواقع مع تنبؤات القانون‪.‬حيث يقبل القانون إذا استجاب ألحداث حقيقية‪،‬‬ ‫و إالّ يرفض‪.‬وفي هذه الحالة‪ ،‬يعيد االقتصادي صياغة فرضياته األولية و يتبع نفس المنهج‪.‬‬ ‫‪.4‬تعريف االقتصاد‪:‬‬ ‫في الختام‪" ،‬االقتصاد هو العلم الذي يدرس السلوك اإلنساني كعالقة بين الغايات و الموارد النادرة ذات‬ ‫االستخدام البديل"‪(.‬ليوناي روبنز)‬ ‫"االقتصاد هو دراسة الطريقة التي يختار بها اإلنسان و المجتمع‪ ،‬مع أو بدون اللجوء إلى المال‪،‬‬ ‫استخدام الموارد اإلنتاجية النادرة‪ ،‬إلنتاج سلع مختلفة و توزيعها لالستهالك الحالي أو المستقبلي"‪(.‬بول‬ ‫سامويلسون)‪.‬‬ ‫"االقتصاد هو دراسة كيفية إجراء األفراد و المؤسسات و الحكومات لعملية التحكيم داخل مجتمعنا‪.‬إن‬ ‫التحكيم أمر ال مفر منه ألن السلع والخدمات و الموارد المرغوبة شحيحة حتما"‪(.‬ستيجليتز)‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الفصل ‪ : 2‬تنظيم النشاط االقتصادي‬ ‫لفهم كيفية تنظيم النشاط االقتصادي‪ ،‬يجب أن نح ّدد الفواعل الرئيسية المشاركة في الحياة االقتصادية‪،‬‬ ‫و كذا دورها داخل المجال االقتصادي‪.‬‬ ‫و بما أن كل هذه الفواعل تمارس نشاطا معينا‪ ،‬و تتلقى دخال‪ ،‬و تنفق‪ ،‬و تقرض‪ ،‬و تقترض‪ ،‬و ما إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬فإنها تتخذ القرارات و تقوم بعمليات اقتصادية تجعلها في عالقة مع بعضها البعض‪ ،‬ألن نشاطات الحياة‬ ‫االقتصادية اليومية متعددة و تهدف إلى تشكيل حلقة اقتصادية‪.‬و لذلك‪ ،‬فإن الحلقة االقتصادية تنتج من‬ ‫العمليات التي يقوم بها عدد كبير من األعوان االقتصاديين‪ :‬العائالت‪ ،‬المؤسسات‪ ،‬اإلدارات‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫وعليه سنحاول من خالل هذا الفصل إعطاء نظرة عامة على النشاط االقتصادي بنا ًء على وصف‬ ‫األعوان االقتصاديين‪ ،‬العمليات االقتصادية‪ ،‬التدفقات االقتصادية‪ ،‬و كذا الحلقة االقتصادية‪.‬إضافة إلى‬ ‫التعرّف على مؤشرات قياس النشاط االقتصادي‪.‬‬ ‫‪.1‬األعوان االقتصاديون )‪:(Economics agents‬‬ ‫يُطلق على جميع الجهات الفاعلة في المجتمع و التي تشارك في الحياة االقتصادية اسم األعوان‬ ‫االقتصاديين‪.‬‬ ‫لألعوان االقتصاديين عدة وظائف في الحياة االقتصادية‪ :‬نفس العون يمكنه اإلنتاج و االستهالك في‬ ‫نفس الوقت‪.‬ولكن للتبسيط‪ ،‬يمكننا إرفاق وظيفة اقتصادية رئيسية بكل عون إقتصادي‪ ،‬فمثال‪:‬‬ ‫‪ ‬من يستهلكون أساسا ‪ :‬يقومون بوظيفة االستهالك؛‬ ‫‪ ‬من ينتجون أساسا ‪ :‬يقومون بوظيفة االنتاج؛‬ ‫‪ ‬من يقومون بتوزيع الدخل أساسا ‪ :‬يقومون بوظيفة التوزيع‪.‬‬ ‫لذا يمكننا تجميع األعوان االقتصاديين حسب وظيفتهم االقتصادية الرئيسية و مصدر دخلهم‬ ‫لتصنيفهم إلى خمس فئات رئيسية مبينة في الشكل التالي‪:‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الشكل ‪ : 3‬فئات األعوان االقتصاديين‬ ‫األعوان االقتصاديون‬ ‫‪.1‬باقي العالم‬ ‫‪.2‬اإلدارات‬ ‫‪.2‬المؤسسات المالية‬ ‫‪.0‬المؤسات غير المالية‬ ‫‪.1‬العائالت‬ ‫اإلدارات العامة‬ ‫البنوك‬ ‫اإلدارات الخاصة‬ ‫شركات التأمين‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الكاتب‬ ‫‪.1.1‬العائالت (‪:)Households‬‬ ‫الشخصيات المعنوية (األفراد‪ ،‬األسر‪ ،‬إلخ‪ )...‬و بعض التجمعات (السجون‪ ،‬األسر الجماعية)‪ ،‬الذين‬ ‫يستخدمون دخلهم (األجور‪ ،‬الرواتب‪ ،‬الفوائد‪ ،‬و اإليجار‪ ،‬إلخ ‪ )...‬لممارسة وظيفتهم االستهالكية‪.‬‬ ‫‪.2.1‬المؤسسات غير المالية (‪:)Non-financial firms‬‬ ‫المؤسسات العامة أو الخاصة التي تنتج السلع و خدمات سوقية غير مالية‪ ،‬و وتعّد إيرادات المبيعات‬ ‫المصدر الرئيسي لدخلها‪.‬‬ ‫‪.3.1‬المؤسسات المالية (‪:)financial firms‬‬ ‫تضم البنوك و شركات التأمين‪:‬‬ ‫‪.1.3.1‬البنوك )‪:(Banks‬‬ ‫و تتمثل مهمتها في جمع المدخرات من أجل توزيعها وفقا لالحتياجات التمويلية لالقتصاد‪.‬‬ ‫‪.2.3.1‬شركات التأمين )‪:(Insurance companies‬‬ ‫جميع شركات التأمين و التعاضديات‪.‬التي تح ّول المخاطر الفردية إلى مخاطر جماعية‪.‬‬ ‫‪.4.1‬اإلدارات (‪:)Administrations‬‬ ‫يمكن التمييز بين اإلدارات العامة و اإلدارات الخاصة‪:‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪.1.4.1‬اإلدارات العامة (‪:)Public administrations‬‬ ‫الدولة‪ ،‬السلطات المحلية و إدارة الضمان االجتماعي‪.‬تتمثل مهمتها في توفير السلع و الخدمات غير‬ ‫السوقية لجميع فئات المجتمع مع ضمان التوزيع العادل للثروة المنتجة في البالد‪ ،‬وبالتالي تقوم اإلدارة العامة‬ ‫بجمع الضرائب و المساهمات االجتماعية و إعادة توزيع المنح االجتماعية و مختلف أشكال المساعدات‪.‬‬ ‫‪.2.4.1‬اإلدارات الخاصة (‪:)Private administrations‬‬ ‫النقابات‪ ،‬األحزاب السياسية‪ ،‬الجمعيات‪ … ،‬الخ‪.‬تتمثل مهمتها في توفير السلع و الخدمات غير‬ ‫السوقية لبعض فئات المجتمع‪ ،‬و تتكون مواردها من مساهمات أعضائها‪ ،‬التبرعات و اإلعانات العامة‪.‬‬ ‫‪.5.1‬باقي العالم )‪:(Outside world‬‬ ‫يضّم األعوان االقتصاديين من خارج التراب الوطني‪.‬يقوم بجميع الوظائف ألنه يجمع جميع فئات‬ ‫األعوان غير المقيمين‪.‬‬ ‫الجدول ‪ : 11‬تصنيف األعوان االقتصاديين حسب وظيفتهم الرئيسية و مصدر دخلهم‬ ‫مصدر الدخل‬ ‫الوظيفة االقتصادية الرئيسية‬ ‫العون االقتصادي‬ ‫أجور‪ ،‬رواتب‪ ،‬تعويضات‪ ،‬عوائد‬ ‫استهالك السلع و الخدمات‬ ‫العائالت‬ ‫إيجار‪ ،‬فوائد‪ ،‬عوائد أسهم‬ ‫إيرادات المبيعات‬ ‫إنتاج السلع و الخدمات غير المالية السوقية‬ ‫المؤسسات غير المالية‬ ‫مدخرات الزبائن‬ ‫إنتاج الخدمات المالية السوقية‬ ‫البنوك‬ ‫المؤسسات‬ ‫شركات‬ ‫المالية‬ ‫إشتراكات المؤ ّمنين‬ ‫تقسيم المخاطر بين المؤ ّمنين‬ ‫التأمين‬ ‫اإلقتطاعات اإللزامية (ضرائب‪،‬‬ ‫توفير الخدمات غير السوقية لجميع فئات‬ ‫العامة‬ ‫رسوم‪ ،‬إشتراكات اجتماعية)‬ ‫المجتمع‬ ‫اإلدارت‬ ‫االشتراكات الطوعية للمنتسبين‪،‬‬ ‫توفير الخدمات غير السوقية لفئات معيّنة من‬ ‫الخاصة‬ ‫تبرعات‪ ،‬إعانات الدولة‬ ‫المجتمع‬ ‫المدفوعات بالعملة الصعبة مقابل ما‬ ‫جميع الوظائف‬ ‫باقي العالم‬ ‫يستورده المقيمون‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الكاتب‬ ‫‪12‬‬ ‫و بالتالي يمكننا تعريف العون االقتصادي على أنه مركز مستقل لصنع القرار االقتصادي‪ ،‬يجمع بين‬ ‫األشخاص الطبيعيين (األسر) أو المعنوين (الشركات‪ ،‬الدولة)‪ ،‬و التي نميزها حسب وظيفتها الرئيسية‬ ‫ومصدر دخلها‪.‬‬ ‫‪.2‬العمليات االقتصادية‪:‬‬ ‫يُطلق على جميع الجهات الفاعلة في المجتمع و التي تشارك في الحياة االقتصادية اسم األعوان‬ ‫االقتصاديين‪.‬‬ ‫يتجلى النشاط االقتصادي من خالل عدد معين من العمليات التي يصنّفها المحاسبون الوطنيون حسب‬ ‫طبيعتها االقتصادية إلى ثالث فئات رئيسية من العمليات على النحو التالي‪:‬‬ ‫الشكل ‪ : 4‬تصنيف العمليات االقتصادية‬ ‫العمليات االقتصادية‬ ‫‪.2‬العمليات المالية‬ ‫‪.0‬عمليات التوزيع‬ ‫‪.1‬العمليات على السلع و الخدمات‬ ‫اإليداع‬ ‫التوزيع األولي‬ ‫اإلنتاج‬ ‫اإلقراض‬ ‫التوزيع الثانوي‬ ‫االستيراد‬ ‫االستهالك‬ ‫االستثمار‬ ‫التصدير‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الكاتب‬ ‫‪.1.2‬العمليات على السلع و الخدمات‪:‬‬ ‫تشير إلى مصدر و وجهة السلع و الخدمات‪ ،‬ففي االقتصاد الوطني‪ ،‬تنشأ السلع والخدمات من اإلنتاج‬ ‫الوطني و الواردات‪.‬و يستخدم جزء من هذه السلع و الخدمات لتلبية الطلب االستهالكي (طلب العائالت‬ ‫و الحكومة)‪ ،‬الجزء اآلخر لتلبية الطلب االستثماري (طلب المؤسسات)‪ ،‬و الجزء األخير لتلبية الطلب‬ ‫الخارجي (التصدير)‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.2.2‬عمليات التوزيع‪:‬‬ ‫تميز المحاسبة الوطنية بين تكوين الدخل األولي و إعادة توزيع الدخل‪:‬‬ ‫‪.1.2.2‬تكوين الدخل األولي‪:‬‬ ‫يتم توزيع الدخل الناتج عن اإلنتاج بين مختلف األعوان االقتصاديين الذين شاركوا في تحقيقه‪.‬يأخذ‬ ‫ً‬ ‫أشكاال مختلفة‪ ،‬كأجور العمل‪ ،‬أرباح األسهم‪ ،‬اإليجار‪ ،‬الفوائد و الضرائب‪.‬‬ ‫توزيع الدخل من هذا النوع‬ ‫‪.2.2.2‬إعادة توزيع الدخل (التوزيع الثانوي)‪:‬‬ ‫تضمن اإلدارات العامة هذا النوع من التوزيع على شكل منح تمولها اإلقتطاعات‪ ،‬و ذلك لضمان‬ ‫التوزيع العادل للثروة‪.‬على سبيل المثال‪ ،‬تدفع العائالت و المؤسسات اشتراكات ورسوم لإلدارات العامة‪،‬‬ ‫فتقوم هذه األخيرة بدفع تعويضات و تقديم منح في حالة المرض أو التقاعد‪.‬‬ ‫‪.3.2‬العمليات المالية‪:‬‬ ‫تمثّل االلتزامات التي تعهد بها األعوان االقتصاديون تجاه بعضهم البعض‪ ،‬و تظهر كيف قام األعوان‬ ‫االقتصاديون الذين يعانون من احتياجات تمويلية بتغطيتها‪ ،‬و بالمقابل‪ ،‬كيف وظّف األعوان االقتصاديون‬ ‫الذين لديهم القدرة على التمويل فوائضهم المالية‪.‬و يتم تسجيلها كتدفقات ديون و تدفقات مستحقات‪.‬‬ ‫‪.3‬التدفقات االقتصادية (الحقيقية و النقدية) (‪:)Economic flows‬‬ ‫تخلق عالقات متبادلة بين األعوان االقتصاديين و تولّد التدفقات االقتصادية‪ ،‬التي تعبّر عن حركة‬ ‫حقيقية (للسلع و الخدمات) أو نقدية (للقيم‪ :‬الراتب‪ ،‬والضرائب‪ ،‬إلخ ‪ )...‬تنتج خالل مجال زمني محدد‪.‬‬ ‫إذا يمكن أن يكون التدفق حقيقيا ونقديا‪.‬‬ ‫يكون التدفق متبادل عموما‪ ،‬أي أن التدفق الحقيقي (العمل) يقابله التدفق النقدي (الراتب)‪.‬على الرغم‬ ‫من ذلك‪ ،‬يمكن أن تكون بعض التدفقات أحادية الجانب و بدون مقابل‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬قد يوجد تدفق‬ ‫حقيقي دون مقابل نقدي (خدمة مجانية من اإلدارة العامة)‪.‬و على العكس من ذلك‪ ،‬قد ال يجلب التدفق النقدي‬ ‫تدفق حقيقي أو تدفق نقدي آخر (تبرع قامت به عائلة لفائدة جمعية)‪.‬‬ ‫‪.4‬الحلقة االقتصادية (‪:)Economic circuit‬‬ ‫هو تمثيل بياني يم ّكن من وصف النشاط االقتصادي في مجمله‪ ،‬فهو يسلّط الضوء على العالقات‬ ‫المتبادلة بين األعوان االقتصاديين على شكل تدفقات اقتصادية‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪.1.4‬الحلقة االقتصادية المبسطة (‪:)Basic economic circuit‬‬ ‫إن شرح آلية الحلقة االقتصادية المبسّطة سيؤدي إلى الكشف عن عالقات الترابط بين األعوان‬ ‫و الوظائف االقتصادية‪.‬‬ ‫تقدم العائالت قوة العمل للمؤسسات (تدفق حقيقي)‪ ،‬في المقابل‪ ،‬تدفع المؤسسات األجور (تدفق نقدي)‪،‬‬ ‫التي تستخدمها العائالت لطلب السلع االستهالكية التي تم إنتاجها و عرضها من قبل المؤسسات (تدفق‬ ‫حقيقي)‪ ،‬في المقابل تدفع العائالت مقابل حصولها على مشترياتها من السلع و الخدمات (تدفق نقدي)‪.‬‬ ‫الشكل ‪ : 5‬حلقة إقتصادية مبسطة (من عونين إقتصاديين)‬ ‫نفقات استهالك‬ ‫سلع و خدمات استهالكية‬ ‫العائالت‬ ‫المؤسسات‬ ‫قوة العمل‬ ‫أجور‬ ‫تدفق حقيقي‬ ‫تدفق نقدي‬ ‫المصدر ‪ :‬من إعداد الكاتب‬ ‫‪.2.4‬الحلقة االقتصادية الكاملة (‪:)Complete economic circuit‬‬ ‫التدفقات االقتصادية التي تج ّسد العالقات األساسية بين الفئات الرئيسية الخمس التالية لألعوان‬ ‫االقتصاديين‪:‬‬ ‫‪ ‬المؤسسات غير المالية‪ :‬يحصلون على دخل مقابل السلع و الخدمات التي ينتجونها و يبيعونها‬ ‫للعائالت‪ ،‬و لمؤسسات أخرى (االستثمارات)‪ ،‬و لإلدارات و لبقية العالم‪ ،‬كما يستفيدون من اإلعانات التي‬ ‫تدفعها اإلدارات و القروض التي توفّرها المؤسسات المالية‪.‬في الوقت ذاته تقوم المؤسسات بدفع الرواتب‬ ‫للعائالت‪ ،‬و االقتطاعات اإلجبارية (الضرائب‪ ،‬الرسوم و اإلشتراكات االجتماعية) لإلدارات‪ ،‬و يسددون‬ ‫القروض مع الفوائد للمؤسسات المالية‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ ‬العائالت‪ :‬يحصلون على رواتب من المؤسسات مقابل مشاركتهم في اإلنتاج‪ ،‬و على رواتب و منح‬ ‫اجتماعية من اإلدارات‪ ،‬كما يستفيدون من القروض التي توفرها المؤسسات المالية‪.‬في حين تسدد العائالت‬ ‫قيمة مشترياتها من السلع االستهالكية للمؤسسات‪ ،‬و تدفع االقتطاعات اإلجبارية (الضرائب‪ ،‬الرسوم‬ ‫و اإلشتراكات االجتماعية) لإلدارات‪ ،‬و تسدد القروض مع الفوائد للمؤسسات المالية‪.‬‬ ‫‪ ‬اإلدارات‪:‬تفرض الضرائب و االقتطاعات اإلجبارية على المؤسسات‪ ،‬العائالت و المؤسسات المالية‬ ‫بغرض تقديم خدمات جماعية لمختلف األعوان االقتصاديين‪ ،‬كما تستفيد اإلدارات من القروض التي تمنحها‬ ‫المؤسسات المالية‪.‬بينما تدفع اإلدارات مقابل مشترياتها من السلع والخدمات من المؤسسات (اإلنفاق العام)‬ ‫و تقدم دخوال للعائالت (الرواتب و المنح اإلجتماعية)‪ ،‬كما تسدد القروض مع الفوائد للمؤسسات المالية‪.‬‬ ‫‪ ‬المؤسسات المالية‪:‬تجمع الودائع (المدخرات) من األعوان االقتصاديين الذين لديهم القدرة على التمويل‬ ‫و تمنح قروضا لألعوان االقتصاديين الذين يعانون من الحاجة إلى التمويل‪ ،‬فتستفيد المؤسسات المالية من‬ ‫الفرق بين سعر فائدة اإلقراض (المدفوعة على القروض) و سعر الفائدة االئتمانية (الممنوحة على الودائع)‪.‬‬ ‫‪ ‬باقي العالم‪ :‬يتلقى مدفوعات من االقتصاد المحلي مقابل ما استورده هذا األخير من سلع و خدمات‪ ،‬و‬ ‫يدفع ثمن السلع والخدمات التي صدرها االقتصاد المحلي له‪.‬‬ ‫العرض الكلي (‪ = )AS‬الطلب الكلي (‪( )AD‬تدفقات حقيقية)‬ ‫الناتج الداخلي الخام (‪ + )Y‬اإلستيراد (‪ = )M‬طلب العائالت (‪ + )C‬طلب المؤسسات (‪ + )I‬طلب الدولة (‪ + )G‬طلب باقي العالم (‪)X‬‬ ‫‪X+G+I+C =M+Y‬‬ ‫الناتج الداخلي الخام (‪( = )Y‬طلب العائالت (‪ + )C‬طلب المؤسسات (‪ + )I‬طلب الدولة (‪( + ))G‬الصادرات (‪ - )X‬الواردات (‪))M‬‬ ‫الناتج الداخلي الخام (‪ = )Y‬الطلب المحلي ‪ +‬صافي الطلب الخارجي‬ ‫‪(M – X) + (G + I + C) = Y‬‬ ‫الناتج الداخلي الخام = نفقات االستهالك ‪ +‬نفقات االستثمار ‪ +‬النفقات العمومية ‪( +‬نفقات التصدير – نفقات االستيراد)‬ ‫الدخل الكلي = اإلنفاق الكلي (تدفقات نقدية)‬ ‫‪16‬‬ ‫الشكل ‪ : 6‬حلقة إقتصادية كاملة (من ‪ 5‬أعوان إقتصاديين)‬ ‫ضرائب و رسوم‬ ‫قروض و فوائد على اإلدخار‬ ‫إدارات عمومية‬ ‫إعانات إنتاج ‪ +‬نفقات عمومية‬ ‫‪Traitements +‬‬ ‫تعويضات‬ ‫خدمات جماعية‬ ‫خدمات جماعية‬ ‫ضرائب و رسوم‬ ‫ضرائب‪ ،‬رسوم و اشتراكات إجتماعية‬ ‫سلع و خدمات (س‪/‬خ) نهائية‬ ‫مؤسسات غير مالية‬ ‫عائالت‬ ‫نفقات استهالك‬ ‫نفقات‬ ‫قوة العمل‬ ‫استثمار‬ ‫أجور‬ ‫إدخار‬ ‫إدخار‬ ‫س‪/‬خ استثمارية‬ ‫و فوائد على القروض‬ ‫و فوائد على القروض‬ ‫قروض و فوائد‬ ‫قروض و فوائد‬ ‫مؤسسات‬ ‫على اإلدخار‬ ‫على اإلدخار‬ ‫خدمات جماعية‬ ‫مالية‬ ‫إدخار و فوائد على القروض‬ ‫إيرادات تصدير‬ ‫س‪/‬خ مص ّدرة‬ ‫س‪/‬خ مستوردة‬ ‫نفقات استيراد‬ ‫باقي العالم‬ ‫المصدر ‪ :‬من إعداد الكاتب‬ ‫‪.5‬قياس النشاط االقتصادي باستعمال المجمعات االقتصادية‪:‬‬ ‫‪.1.5‬االستهالك الوسيط و القيمة المضافة‪:‬‬ ‫‪.1.1.5‬االستهالك الوسيط (‪:)Intermediate Consumption - IC‬‬ ‫اإلستهالك الوسيط هو استهالك السلع و الخدمات التي يتم خصمها (استهالكها) أو تحويلها أثناء عملية‬ ‫اإلنتاج إلعادة بيعها في شكل آخر‪.‬‬ ‫يمكن أن يكون االستهالك الوسيط‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬المواد الخام‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬اللوازم المختلفة‪،‬‬ ‫والمنتجات شبه المصنّعة‪ ،‬و ما إلى ذلك‪.‬‬ ‫‪.2.1.5‬القيمة المضافة (‪:)Value Added - VA‬‬ ‫القيمة المضافة هي في الواقع أساس حساب المؤشرات االقتصادية األساسية‪ ،‬حيث ال يمكن قياس‬ ‫اإلنتاج إال من خالل حساب مجموع القيم المضافة‪.‬في الواقع‪ ،‬إذا أردنا جمع أرقام المبيعات على سبيل‬ ‫‪17‬‬ ‫المثال‪ ،‬فسنحسب نفس العناصر عدة مرات عندما يتم استخدامها من قبل العديد من الشركات خالل دورة‬ ‫اإلنتاج‪.‬و لهذا السبب تعتبر القيمة المضافة مفهو ًما أساسيًا‪.‬‬ ‫و بالتالي فإن القيمة المضافة للمؤسسة تتوافق مع "الثروة" التي تخلقها‪.‬و يتم حسابها على النحو‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫القيمة المضافة = قيمة السلع و الخدمات المنتجة – قيمة السلع و الخدمات التي تحصل عليها المؤسسة‬ ‫من مؤسسات أخرى قصد استخدامها في اإلنتاج‪.‬‬ ‫القيمة المضافة = اإلنتاج (رقم األعمال) – اإلستهالك الوسيط‬ ‫= قيمة المبيعات (عدد الوحدات المنتجة ‪ ‬سعر البيع الوحدوي) – اإلستهالك الوسيط‬ ‫إن حساب القيمة المضافة يجعل من الممكن قياس المساهمة االقتصادية الحقيقية للمؤسسات‬ ‫و القطاعات‪.‬‬ ‫‪.2.5‬الناتج الداخلي (المحلي) الخام )‪:(Gross Domestic Product -GDP‬‬ ‫‪.1.2.5‬تعريف الناتج الداخلي الخام‪:‬‬ ‫هو القيمة السوقية لكل السلع و الخدمات النهائية المنتجة من طرف األعوان االقتصاديين المقيمين‬ ‫خالل مدة زمنية معينة (غالبا سنة)‪.‬‬ ‫انطالقا من هذا التعريف‪ ،‬يمكن استنتاج ما يلي‪:‬‬ ‫‪ ‬مبادالت األسهم والسندات ال تحتسب مع ‪ GDP‬ألنها ليست لها عالقة بالسلع والخدمات؛‬ ‫‪ GDP ‬يأخذ بعين االعتبار فقط السلع والخدمات النهائية التي تم بيعها للمستهلك النهائي‪ ،‬وذلك لتجنب‬ ‫التكرار في الحساب (عجلة إيريس مباعة للمستهلك تحتسب‪ ،‬أما المباعة لمصانع السيارات فال تحتسب‪ ،‬ألنها‬ ‫ستحتسب في سعر السيارة)؛‬ ‫‪ GDP ‬ال يضم السلع والخدمات المنتجة في الماضي والمباعة حديثا ( هاتف تم إنتاجه في ‪ 0202‬ولم‬ ‫يتم بيعه إال في ‪ ،0202‬فيتم حسابه مع ‪ GDP‬لسنة ‪.)0202‬‬ ‫‪.2.2.5‬طرق حساب الناتج الداخلي الخام‪:‬‬ ‫‪ ‬طريقة اإلنتاج‪ :‬يتم جمع القيم المضافة لكل األعوان االقتصاديين‪ ،‬و نستعمل القيم المضافة من أجل‬ ‫تفادي التكرار في الحساب كما ذكرنا سابقا‪:‬‬ ‫الناتج الداخلي الخام = مجموع القيم المضافة ‪ +‬الرسوم على القيمة المضافة ‪ +‬الرسوم الجمركية –‬ ‫اإلعانات على الواردات‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪ ‬طريقة اإلنفاق‪ :‬يقوم كل قطاع من القطاعات بنوع معين من االنفاق و يتكون لدينا ما يسمى باإلنفاق‬ ‫الكلي )‪ (Total spending‬للحصول على الناتج الكلي‪.‬و نكتب المعادلة بالشكل التالي‪:‬‬ ‫الناتج الداخلي الخام = نفقات االستهالك ‪ +‬نفقات االستثمار ‪ +‬النفقات العمومية ‪( +‬نفقات التصدير –‬ ‫نفقات اإلستيراد)‬ ‫‪ ‬طريقة الدخول‪ :‬بعد بيع ال ناتج الداخلي الخام سيحقق اإلقتصاد دخال يتم توزيعه على عناصر اإلنتاج‪،‬‬ ‫إذن يمكن القول أن الناتج الداخلي الخام هو مجموع دخول و عوائد عناصر اإلنتاج ‪:‬‬ ‫الناتج الداخلي الخام = األجور ‪ +‬األرباح ‪ +‬الضرائب‬ ‫الناتج الداخلي الخام = تعويضات األجراء ‪ +‬فوائض اإلستغالل الخام (األرباح الخام) ‪ +‬الدخول المختلطة‬ ‫(ريوع‪ ،‬فوائد) ‪( +‬ضرائب غير مباشرة – إعانات اإلستغالل)‬ ‫‪.3.2.5‬الناتج الداخلي الخام السوقي و غير السوقي‪:‬‬ ‫إن الناتج المحلي اإلجمالي يسمح لنا بتقييم مجمل الجهد اإلنتاجي لالقتصاد‪.‬و للقيام بذلك‪ ،‬يكفي أن‬ ‫نجمع الجهود اإلنتاجية لجميع األعوان االقتصاديين المقيمين في بلد ما خالل فترة معينة‪.‬سواء كانوا ينتجون‬ ‫منتجًا سوقيًا أو غير سوقي‪.‬‬ ‫الناتج الداخلي الخام = الناتج الداخلي الخام السوقي ‪ +‬الناتج الداخلي الخام غير السوقي‬ ‫‪ ‬الناتج الداخلي الخام السوقي‪ :‬يقال أن الناتج الداخلي الخام سوقي عندما يغطي سعره تكاليف إنتاجه‬ ‫على األقل‪ ،‬فهو ينشأ بشكل رئيسي من النشاط اإلنتاجي لألسر (المؤسسات الفردية) و المؤسسات المالية‬ ‫و غير المالية‪ ،‬و يتم تقييمه بسعر السوق‪.‬‬ ‫الناتج الداخلي الخام السوقي يسمى أيضا اإلنتاج الداخلي الخام (‪.)Gross Domestic Production‬‬ ‫‪ ‬الناتج الداخلي الخام غير السوقي‪ :‬الناتج الداخلي الخام غير السوقي ال يؤدي إلى سعر البيع في‬ ‫السوق‪ ،‬فهو ينتُج بشكل رئيسي من الخدمات التي تقدمها اإلدارات العامة و الخاصة بطريقة مجانية أو شبه‬ ‫مجانية‪ ،‬و يقاس من خالل تكاليف هذه الخدمات‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪.3.5‬الناتج الوطني الخام )‪:(Gross National Product - GNP‬‬ ‫هو القيمة السوقية لكل السلع و الخدمات النهائية المنتجة من طرف األعوان االقتصاديين الوطنيين‬ ‫سواء مقيمين في الداخل أو في دول أجنبية خالل مدة زمنية معينة (غالبا سنة)‪.‬‬ ‫‪.4.5‬العالقة بين الناتج الداخلي الخام )‪ (GDP‬و الناتج الوطني الخام )‪:(GNP‬‬ ‫الناتج الوطني الخام = الناتج الداخلي الخام ‪[ +‬مداخيل األعوان اإلقتصاديين الوطنيين المقيمين في‬ ‫الخارج ‪ -‬مداخيل األعوان اإلقتصاديين األجانب المقيمين في الداخل]‬ ‫الناتج الوطني الخام = الناتج الداخلي الخام ‪( [ +‬أجور‪ ،‬أرباح‪ ،‬فوائد‪ ،‬ريوع) األعوان اإلقتصاديين‬ ‫الوطنيين المقيمين في الخارج ‪( -‬أجور‪ ،‬أرباح‪ ،‬فوائد‪ ،‬ريوع) األعوان اإلقتصاديين األجانب المقيمين في‬ ‫الداخل]‬ ‫إذن‪ ،‬الناتج الوطني الخام = الناتج الداخلي الخام ‪ +‬رصيد صافي المداخيل الخارجية‬ ‫الشكل ‪ : 7‬العالقة بين الناتج المحلي اإلجمالي (‪ )GDP‬و الناتج الوطني اإلجمالي (‪)GNP‬‬ ‫‪ +‬مداخيل األجراء (موظفين و عمال) و مداخيل الملكية (أرباح‪ ،‬فوائد‪ ،‬ريوع)‬ ‫المدفوعة لألعوان االقتصاديين الوطنيين للبلد (‪ (A‬و المقيمين في بلدان أخرى‪.‬‬ ‫البلد (‪: (A‬‬ ‫باقي العالم = البلدان األخرى ‪:‬‬ ‫‪ ‬دخول األعوان االقتصاديين الوطنيين‬ ‫‪ ‬دخول األعوان االقتصاديين الوطنيين‬ ‫للبلد (‪ (A‬المقيمين في البلد (‪(A‬‬ ‫للبلد (‪ (A‬المقيمين في البلدان األخرى‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪ ‬دخول األعوان االقتصاديين األجانب‬ ‫‪ ‬دخول األعوان االقتصاديين من جنسيات‬ ‫المقيمين في البلد (‪(A‬‬ ‫أخرى المقيمين في البلدان األخرى‬ ‫‪ ‬الناتج الداخلي الخام للبلد (‪)A‬‬ ‫‪ -‬مداخيل األجراء (موظفين و عمال) و مداخيل الملكية (أرباح‪ ،‬فوائد‪ ،‬ريوع) المدفوعة‬ ‫لألعوان االقتصاديين األجانب و المقيمين في البلد (‪.)A‬‬ ‫الناتج الوطني الخام للبلد (‪)A‬‬ ‫المصدر ‪ :‬من إعداد الكاتب‬ ‫‪20‬‬ ‫‪.6‬الناتج الداخلي الخام اإلسمي و الناتج الداخلي الخام الحقيقي‪:‬‬ ‫يتم تقييم (‪ )GDP‬بأسعار السوق‪ ،‬أي السعر الذي يدفعه المستهلك النهائي‪ ،‬وهنا نستنتج أن (‪)GDP‬‬ ‫يتغير بتغير األسعار‪ ،‬وهنا نحن نتكلم على الناتج الداخلي الخام اإلسمي‪ ،‬أما إذا قمنا بتثبيت األسعار‪،‬‬ ‫فنحصل على الناتج الداخلي الخام الحقيقي‪.‬‬ ‫‪.1.6‬الناتج الداخلي الخام اإلسمي (‪)Nominal GDP‬أو الناتج الداخلي الخام باألسعار الجارية‪:‬‬ ‫لحسابه نقوم بتقييم الكميات المنتجة في كل سنة بأسعار بيعها خالل نفس السنة‪.‬‬ ‫عدد السلع المنتجة‬ ‫‪ :Qi,t‬الكمية المنتجة من المنتج )‪ (i‬في السنة )‪(t‬‬ ‫‪ :Pi,t‬السعر الوحدوي المتوسط للمنتج )‪ (i‬في السنة )‪.(t‬‬ ‫مثال‪ :‬نفترض اقتصاد يتميز بإنتاج منتجين فقط هما النفط و الغاز‪ ،‬الجدول الموالي يوضح الكميات المنتجة‬ ‫سنويا واألسعار الوحدوية لكل منتج خالل سنتي ‪ 0216‬و ‪.0217‬‬ ‫الغاز ‪Gas‬‬ ‫النفط ‪OIL‬‬ ‫السنة‬ ‫السعر للوحدة‬ ‫الكمية المنتجة‬ ‫السعر للوحدة‬ ‫الكمية المنتجة‬ ‫‪62‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪12 222‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0216‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪11 000‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪0217‬‬ ‫‪ -‬أحسب الناتج الداخلي الخام اإلسمي لكل سنة‪.‬‬ ‫‪.2.6‬الناتج الداخلي الخام الحقيقي (‪)Real GDP‬أو الناتج الداخلي الخام باألسعار الثابتة‪:‬‬ ‫لحسابه نقوم بتقييم الكميات المنتجة في كل سنة بأسعار بيعها خالل سنة األساس‪.‬‬ ‫عدد السلع المنتجة‬ ‫‪ :Qi,t‬الكمية المنتجة من المنتج )‪ (i‬في السنة )‪(t‬‬ ‫‪ :Pi,0‬السعر الوحدوي المتوسط للمنتج )‪ (i‬في سنة األساس ( السنة المرجعية)‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫باستعمال نفس المثال السابق و مع العلم أن سنة ‪ 2116‬هي سنة األساس‪ :‬أحسب الناتج الداخلي الخام‬ ‫الحقيقي لكل سنة‪.‬‬ ‫نالحظ أنه خالل سنة األساس‪ :‬الناتج الداخلي الخام اإلسمي = الناتج الداخلي الخام الحقيقي‪.‬‬ ‫‪.3.6‬الفرق بين الناتج الداخلي الخام الحقيقي و اإلسمي‪:‬‬ ‫األول ال يتغير إال بتغير الكميات المنتجة من السلع والخدمات فهو يحسب بالسعر الثابت‪ ،‬و بالتالي‬ ‫يعبّرعن الحجم الحقيقي لإلنتاج‪ ،‬أما الثاني فيتغير بتغير األسعار و‪/‬أو الكميات‪ ،‬فإذا أنتجنا نفس السلع‬ ‫والخدمات بنفس الكميات بين سنتي ‪ 0202‬و ‪ 0201‬و تضاعفت أسعارها‪ ،‬فإن األول يبقى ثابتا بينما‬ ‫يتضاعف الثاني‪.‬‬ ‫فحسب المثال السابق فإن ارتفاع الناتج الداخلي اإلسمي بين سنتي ‪ 0216‬و ‪ 0217‬يعود باألساس‬ ‫إلرتفاع األسعار (التضخم) و ليس الكميات المنتجة (ألن هذه األخيرة تراجعت خالل نفس الفترة)‪.‬‬ ‫‪.4.6‬معدل النمو االقتصادي (‪:(Economic growth rate‬‬ ‫‪ ‬معدل نمو اقتصادي موجب ي ّدل على توسع النشاط االقتصادي (زيادة الكميات المنتجة)؛‬ ‫‪ ‬معدل نمو اقتصادي سالب ي ّدل على انكماش النشاط االقتصادي (انخفاض الكميات المنتجة)؛‬ ‫‪ ‬معدل نمو اقتصادي معدوم ي ّدل على استقرار النشاط االقتصادي (ثبات الكميات المنتجة)‪.‬‬ ‫باستعمال معطيات المثال السابق‪:‬‬ ‫‪ -‬معناه أن حجم اإلنتاج تراجع بـ ‪ % -6,09‬بين سنتي ‪ 0216‬و ‪.0217‬‬ ‫‪.5.6‬استعمال الناتج الداخلي الخام الحقيقي في المقارنات الدولية‪:‬‬ ‫في حالة مقارنة )‪ (Real GDP‬لبلدين بعملتين مختلفتين يتم تحويل قيمة )‪ (Real GDP‬لنفس الفترة إلى‬ ‫نفس العملة (غالبا الدوالر) باستعمال معدل الصرف‪ ،‬لكن في حالة اختالف عدد السكان بين البلدين فمن‬ ‫األحسن استعمال نصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام الحقيقي )‪:(Real GDP per capita‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الشكل ‪ : 8‬متوسط نصيب القرد من الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة سنة ‪( 2121‬دوالر أمريكي)‬ ‫يعد )‪ (Real GDP per capita‬من بين أحسن المؤشرات لقياس المستوى المعيشي في مختلف البلدان‪،‬‬ ‫لكنه ال يزال يواجه بعض االنتقادات لألسباب التالية‪:‬‬ ‫‪ ‬من جهة هذا المؤشر ال يأخذ بعين االعتبار بعض األمور التي تحسن من المستوى المعيشي‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫تحسين نوعية السلع والخدمات المنتجة‪ ،‬النشاطات المنزلية لربات البيوت والمنتجات الموجهة لالستهالك‬ ‫الذاتي و النشاطات في القطاع الموازي؛‬ ‫‪ ‬ومن جهة أخرى ال يأخذ هذا المؤشر بعين االعتبار بعض األشياء التي تدني المستوى المعيشي‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫تناقص ونفاذ الموارد المتاحة‪ ،‬التلوث الذي تحدثه عملية اإلنتاج ‪.‬‬ ‫‪ ‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬هذا المؤشر عبارة عن متوسط ال يهتم بالفوارق االجتماعية و ال يأخذ بعين االعتبار‬ ‫طريقة توزيع الثروة بين مختلف فئات المجتمع‪ ،‬و بالتالي ممكن أن نجد في بلد (أ) أن‬ ‫)‪ (Real GDP per capita‬أكبر من البلد (ب)‪ ،‬في حين أن البلد (أ) يعاني من فقر أكثر من البلد (ب)‪ ،‬بسبب‬ ‫سوء توزيع الثروة ما يخلق الفوارق االجتماعية والطبقية‪.‬أما في البلد (ب) فهناك تقارب أكبر في المستوى‬ ‫المعيشي‪ ،‬وبالتالي فقر أقل؛‬ ‫‪.7‬مؤشرات األسعار والتضخم‬ ‫‪.1.7‬مكمش الناتج الداخلي الخام )‪: (GDP Deflator‬‬ ‫هو مؤشر يقيس تطور أسعار جميع السلع و الخدمات النهائية المنتجة محليا‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪.2.7‬مؤشر أسعار المستهلك )‪: (Consumer Price Index-CPI‬‬ ‫هو مؤشر يقيس تطور تكلفة عينة أو سلة من السلع و الخدمات المستهلكة بكثرة من طرف العائالت‪.‬‬ ‫القيمة الجارية للسلة الغذائيةالمستهلكة‬ ‫قيمة نفس السلة في األساس سنة‬ ‫‪.3.7‬معدل التضخم (‪:)Inflation rate‬‬ ‫يذكر أن المؤشر األكثر استعماال لحساب معدالت التضخم هو )‪ (CPI‬وليس )‪ (GDP Deflator‬ألن هذا‬ ‫األخير ال يأخذ بعين االعتبار تغير أسعار السلع و الخدمات المستوردة‪ ،‬حتى ولو كانت مستهلكة بكثرة من‬ ‫طرف العائالت‪.‬ولحساب معدل التضخم بين فترتين مختلفتين‪ ،‬نستعمل العالقة التالية‪:‬‬ ‫‪24‬‬ ‫الفصل ‪ : 3‬اإلنتاج‪ ،‬االستهالك و التوزيع‬ ‫إلشباع حاجاته‪ ،‬يجد اإلنسان نفسه مجبراً على إنتاج عدد معين من السلع و الخدمات و ذلك باستخدام‬ ‫ما يعرف بعوامل اإلنتاج‪.‬ليتم بيع ما أنتج في السوق بسعر معين‪ ،‬بهدف تعويض جميع األعوان االقتصاديين‬ ‫الذين ساهموا في العملية اإلنتاجية‪.‬و هذا ما يسمى بالتوزيع األولي للدخل‪ّ.‬‬ ‫إن الدخل الناتج عن مشاركة‬ ‫العائالت في العملية اإلنتاجية يسمح لها بإشباع حاجاتها على الفور‪ ،‬أي االستهالك‪.‬‬ ‫‪.1‬اإلنتاج و االستثمار‪:‬‬ ‫يعمل األعوان االقتصاديون المنظمون في مؤسسات‪ ،‬مهما كان شكلها أو نوعها‪ ،‬على تحويل السلع‬ ‫والخدمات المقتناة من السوق إلى منتجات نهائية أو شبه نهائية الصنع بهدف بيعها في السوق مرة أخرى‬ ‫لتلبية احتياجات األعوان االقتصاديين اآلخرين‪.‬‬ ‫تقوم المؤسسات باستخدام سلع و معدات في العملية اإلنتاجية من أجل تحويل المواد الخام و السلع‬ ‫الوسيطة إلى منتجات تامة الصنع‪.‬و تتمثل هذه العملية في االستثمار‪.‬‬ ‫‪.1.1‬اإلنتاج (‪:)Production‬‬ ‫يعتبر فعل اإلنتاج ضروريا للمؤسسات‪.‬و لتنفيذه يجب على المؤسسات استخدام عوامل اإلنتاج المتمثلة‬ ‫أساسا في العمل ورأس المال‪ ،‬اللذين يتم دمجهما خالل سيرورة العملية اإلنتاجية بشكل يسمح للمؤسسة‬ ‫بتحويل عدد معين من السلع و الخدمات الوسيطة إلى سلع أو خدمات نهائية (أو نصف نهائية) يتم بيعها في‬ ‫السوق من أجل تلبية الحاجات التي يعبر عنها األعوان االقتصاديون اآلخرون‪ ،‬في إطار الحلقة االقتصادية‪.‬‬ ‫‪.1.1.1‬تعريف اإلنتاج‪:‬‬ ‫اإلنتاج هو النشاط المنظّم إجتماعيا‪ ،‬و الذي يهدف إلى خلق سلع و خدمات إعتمادا على عوامل االنتاج‬ ‫المقتاة من السوق‪.‬‬ ‫يتم قياس اإلنتاج المحقق انطالقا من القيمة التبادلية للسلع والخدمات المنتجة‪ ،‬أي كل اإلنتاج المباع‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك اإلنتاج القانوني غير المعلن عنه تهربا من اإللزام الضريبي أو التكاليف االجتماعية‪.‬بينما ال يعتبر‬ ‫إنتاجا من الناحية المحاسبية كل إنتاج ال يباع في السوق و يستهلك بشكل مباشر من طرف المنتج‪ ،‬و هو‬ ‫الحال بالنسبة لإلنتاج المنزلي‪ ،‬الذي تقوم به العائالت‪ ،‬وال يتم بيعه أو تبادله‪ ،‬بل يستهلك بشكل مباشر‪.‬و هذا‬ ‫ما يجعل من حساب القيمة اإلجمالية لإلنتاج أمرا معقدا للغاية‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪.2.1.1‬تصنيف المؤسسات اإلنتاجية‪:‬‬ ‫عندما نهتم بتحليل النسيج االقتصادي فإن ذلك يعني التعامل مع الوحدات المك ّونة له‪ ،‬وهي المؤسسات‪،‬‬ ‫من خالل تجميعها و تصنيفها وفق معايير محددة‪

Use Quizgecko on...
Browser
Browser