شقين في واحد play PDF
Document Details
Uploaded by FuturisticSamarium
جامعة قطر
عبدالله الكبيسي
Tags
Summary
This play, شقين في واحد, follows Khaled, a character with a fractured personality, who is admitted to a mental institute and experiences self-doubt.
Full Transcript
مسرحية شقين في واحد تأليف :عبدهللا الكبيسي إخراج :ناصر عيسى االحداث: دخوله المستشفى (التعرف على القلب والعقل) -...
مسرحية شقين في واحد تأليف :عبدهللا الكبيسي إخراج :ناصر عيسى االحداث: دخوله المستشفى (التعرف على القلب والعقل) - الجلسة األولى مع الطبيب - الممر يحاول الهروب - الغرفة مع القلب والعقل والشجار - الجلسة الثانية الحوار الداخلي - خالد :مريض انفصام شخصية - القلب :عاطفي صياح - العقل :مستقر وعقالني - الطبيب :مهتم ومستقر - القصة : يدخل خالد للمستشفى النفسي بعد أن قتل شخصا ً بالخطأ ومحاولة أذى نفسه ،وبعد ذلك يتعرف على مريض عاطفي واقع بالحب ويتغزل بمحبوبته ومريض أخر مهووس بالقراءة ،يخوض خالد جلسته األولى بمالمح النشاءة غير المستقرة وعدم االتزان في الحوار ،يحاول خالد الهروب من المستشفى ولكنه يفشل في ذلك ويحاول أذية نفسه مجدداً ،يعود خالد لغرفته ويتشاجر زميليه والذي يتبين الحقا ً أنها هلوسة من تأثيرات االنفصام ،في الجلسة الثانية يبين خالد مشاعره الحالية للطبيب ويبين رغبته في محاسبة القلب والعقل ،يسلم القلب والعقل خالد للطبيب. االستهالل األول: خالد (مربوط يسحب القلب من جهة والعقل من جهة أخرى ) خالد :أنني أتألم! ...ابتعدا عني ( يرمي العقل والقلب بعيدا ً ) خالد ( :يركض ) ...هل مات؟ ...هل انا قتلته؟ ( بتوتر) ..ال لم أفعل أنت من فعلت ال بل أنا خالد ( :يركض) أكرههم ال أحبهم أبتعدوا عني ...ال بل أحبكم ال تتركوني خالد ( :يركض) توفيت زوجته في حادث سير هل أنا من قتلها ؟ خالد ( :يركض ) سئمت من كل هذا ! (يحاول خنق نفسه) الحوار : -المشهد األول : خالد ( :يدخل الغرفة وهو غاضب ) القلب :قولوا لها أنني الزلت أهواها مهما يطول النوى ال أنسى ذكرها خالد :القوا بي مع المجانيين االن رائع جدا ً (بتذمر) العقل :في علم الفلسفة ... خالد :أصمت أصمت ...اال ترى المكان الذي نحن فيه ليس مكان للعلم فأنت وأنا يفترض أن نكون مجنونين العقل :نحن هنا لكي نتعالج ونخرج اذا لماذا ال أتعلم الكثير قبل ذلك ؟ خالد :نخرج صحيح يجب علي أن أحاول الهرب ...ما هذا النوافذ ال تفتح القلب :ولن تفتح فأمثالك من يرغبون بالهرب كثير خالد :وماذا يجب علي أن أفعل هل سأبقى هنا اسمعك تغني وهو يغرقني بمعلوماته ؟ القلب :نعم هذا ما سيحدث واالن أخبرني ماذا تعرف عن الحب ؟ خالد :الحب هل فعالً هناك حب في هذا العالم ...لكن الحب شيء جميل يجعل الشخص سعيدا ً القلب :حيرتني معك هل تحبه أم تكرهه هل يعجبك أم ال ؟ خالد :يعجبني وأحبه بل ال يعجبني وأكرهه القلب :أنت حالة صعبة تعال يا عقل هنا تعرف على صديقنا الجديد العقل :من أنت ولماذا أحضروك إلى هنا ؟ خالد :أنا أكثرهم عقالً خافوا من عقلي فالقوا بي هنا وماذا عنكما العقل :أنا تحملت الكثير ،فكان يطلب مني أن أفكر كثيرا ً إلى أن خسرت عقلي وأصبحت مجنون ألقوا بي هنا خالد :مؤسف جدا ً ،البد أن هذا الوقت سيمضي وستشفى ،ماذا عنك إيها االخر ؟ القلب :أنا ما القى بي هنا هو الحب ،أحببت فتاة من كل قلبي وحاولت تكوين نفسي للزواج منها وبعد ذلك رفضتني وتزوجها صاحبي الذي كان يعرف بحبي لها خالد :وكيف عرفت أنك تحبها ؟ القلب :كانت مميزة بالنسبة لي كانت مختلفة عن البقية خالد :كل من يحب يقول نفس الكالم إين (فجاءة يخاف ) العقل :ماذا جرى لك لماذا خفت ؟ خالد :قالت الشرطة أنني من صدمه بسيارتي لكن هو من صدمه هو دائما ً يوقعني في المشاكل والغريب في االمر أن الشرطة وجدوني وحيدا ً لكنه كان معي أنا متأكد العقل :ربما هرب بعد ما صدمتما ذلك الرجل المسكين خالد :ماذا كيف سيهرب دون فتح األبواب و دون أن انتبه لذلك القلب :ربما كان عقلك شاردا ً مع غيره خالد :لم أفعل ذلك هو من فعل دائما ً يوقعني في مشاكله هو السبب ! المشهد الثاني : الطبيب :اهالً يا خالد كيف حالك اليوم ؟ خالد :لست بخير منذ أن دخلت إلى هنا وانا أشعر بعدم االرتياح الطبيب :لماذا تشعر بعدم االرتياح ؟ خالد :يعاملونني هنا كالطفل ،ال يجيبون على اسئلتي وال حتى يسمحون لي بالخروج ،أغلقوا النوافذ واالبواب قيدوني هنا وبعد كل هذا تظنني سأرتاح ؟ الطبيب :كل هذه األشياء يفعلونها كي ال تؤذي نفسك أو غيرك خالد :الحل لديهم دائما ً هو أن يعطوني تلك االبرة التي تجمدني لساعات وتنقلني لعالم االحالم الطبيب :إال تعتقد أن عالم االحالم ذلك الطف من الواقع ال يوجد فيه حروب وال أحزان فقط سالم وسعادة خالد :بل فيه أخترت كيف أعيش ومع من أعيش وفيه يكون كل ما أرغب فيه موجودا ً لكنني أكرهه كثيرا ً يجعلني أشعر وكأنهم يريدون اسكاتي الطبيب :االن سمعت الكثير عنك وعن حياتك ،دعنا أو ً ال نتحدث عن أخيك ماذا جرى معكما ؟ خال د ( :يمسك الطبيب بغضب ) ال دخل لك فيما جرى بيني وبين أخي ،ال نحتاج لشهاداتك كي نحل مشاكلنا الطبيب ( :يعدل نظارته ومالبسه) اهدأ ال داعي للغضب أنا هنا كصديق يريد االستماع لك ويساعدك لو أستطاع خال د :أملك أصدقاء بما فيه الكفاية ال أحتاجك في حياتي الطبيب :هل هكذا تتحدث مع من يريد أن يكون صديقا ً ؟ حسنا ً على األقل أحكي حكايتك خالد :منذ بداية حكاية وأنا لست على ما يرام فمنذ طفولتي تحملت دور أبي النه بكل بساطة أختار أن يرحل بعيدا ً ويكون أسرة أخر وينسى وجودنا الطبيب ( :يكتب) ...كم كان عمرك عندما تحملت هذا الدور وماذا شعرت بسبب ذلك ؟ خالد :كنت ال أزال صغيرا ً وهذا الدور جعلني أخسر طفولتي وأحرم من أن أكون أنا ،كان يجب علي مراعاة أخي و والدتي ،ومع ذلك وبعد كل هذه السنين ابتعد عني أخي وهجرني الطبيب :البد أنه خاف التعلق بك ومن ثم ترحل ألنه أصغر منك عندما رحل والدكما البد أن هذا أثر عليه بشكل أكبر...ماذا عن والدتكما ؟ خالد :أمي ضحت كثيرا ً لم تعش شبابها ولم يكن لها وقت لترفه عن نفسها وال وقت لمناسبات اجتماعية وال حتى أصدقاء وبعد كل هذا ابتعدنا عنها أكثر فأكثر الطبيب :يبدو لي أنك شديد التعلق بأخيك وأمك البد أن هذا سبب معاناتك واالن أكمل ماذا جرى لك بعد ذلك خالد :أحببت فتاة من كل قلبي ولم أكون كشباب اليوم من الذين يستغلون الحب ويزيفونه ،عملت على جمع مهرها وبعد ذلك تقدمت لخطبتها ولكنها تزوجت من صاحبي بعد رفضها لي الطبيب :وهل الزلت تحبها ؟ خالد :نعم الزلت أحبها وألنني أحبها فأنا أتمنى لها الراحة والهنا وأعرف أنني لست األفضل وهي تستحق األفضل الطبيب :هل أحببت أحدا ً بعدها؟ خالد :بعدها يا طبيب لما أجد من أحب فهي مختلفة عن الجميع كانت سببا ً يجعلني أحاول الوصول لها جاهد لذلك وضعت كل أملي محاو ً ال خطبتها الطبيب :الزلت أعتقد أن مشكلتك تكمن في أنك متعلق بهم واالن ما الذي غير حالك لهذه الدرجة وجدوك تقود برعونة شارد الذهن وحاولت أنهاء حياتك عدة مرات فما السبب في ذلك ؟ خالد :لماذا أخبرك كي تشفق علي وتشعرني أنني مثير لالشمئزاز ؟ الطبيب :لو أنني هنا ألحكم عليك لحكمت عليك من سماعي ل حالتك قبل الحديث معاك ...أحتاج أن أعرف سبب مشكلتك لكي اساعدك خالد :كل مشاكلي جاءت مع بعضها فالمشاكل ال تأتي فرادة ،فبعد كل السنين تعبت والدتي ونحن بعيدين عنها ،وحتى مع ذلك ثقلت اقدامنا على زيارتها الطبيب :ال مشكلة في ذلك فالوقت ليس متأخرا ً على االقتراب منها خالد :لقد مضى الوقت بعد كل ذلك البعد توفيت امي وأنا بعيد عنها الطبيب :لكن وفاتها ال تعني االنقطاع عنها ونسيانها تذكرها بالدعاء واالن أخبرني هل تزوجت وهل أنجبت أطفا ً ال؟ خال د :بعد سنين العزلة أنشرح فؤادي لفتاة تزوجتها كانت طموحة تسعى أن تنجز في هذه الحياة كل أحالمها لكنني لما أستطع مساعدتها في تحقيقها ،بل تخلت عنها من أجلي واالن وبعد كل هذه السنين بسبب تهوري توفت في حادث سير الطبيب :ما الذي أحضرك إلى هنا ؟ خالد :لم أتي لرغبة مني ا نما القى بي أخي هنا بعدما سببت له المتاعب ألنني اراء أشياء ال يروها وأنسى كثيرا ً وأفعل أشياء متناقضة وأحاول أن أؤذي نفسي ومن حولي الطبيب :حدثني أكثر عن هذه المتاعب خالد :متاعب بسيطة جدا ً ...قتلت زوجتي (يضحك) وكذلك قتل ذلك الرجل الذي كان يمشي في الشارع (يضحك) الطبيب( :يكتب) خالد :لماذا تكتب كل هذا...هل تريد أن توقعني في المشاكل؟! الطبيب ( يستمر في الكتابة) خالد :توقف قلت لك توقف ! (يهرب) المشهد الثالث (الممر) : خالد :كل األبواب مغلقة أريد أن أخرج من هنا ،أفتحوا األبواب أرجوكم ال أقوى على البقاء هنا ،أنا ال أستحق وجودي هنا القلب :بل تستحق فأنت تقتل بدم بارد و تؤذي الكثيرين من حولك العقل :حقا ً كم أنت مخيف لمن حولك ...ال تحبهم فعالً وفقط تريد اذيتهم خالد :صحيح ...أنا ال أستحق العيش ،يجب علي أنهاء حياتي! القلب :ال تفعل هذا ! هناك الكثير من حولك المحبين لك وقرارك قد يؤثر عليهم خالد :لكنني اؤذيهم كل يوم لم أكتفي بذلك فلقد أنهيت حياة زوجتي العقل :لكن فكر في مقدار األلم الذي سيحصل لهم من إنهاءك حياتك إال تحبهم خالد :نعم أحبهم ال ال بل أكرههم فهم من تخلوا عني و جعلوني أصل إلى حد الجنون العقل :لذلك أحضروك إلى هنا كي تتعالج وتشفى وتعود لهم لم يتخلوا عنك إنما عرفوا أنهم ال يستطيعون مساعدتك والطبيب هو من يستطيع مساعدتك القلب :لكنهم لم يسألوا عنه حتى ولم يهتموا ألمره فقط تركوه هنا خالد :صحيح فهم ال يحبونني لقد تجاهلوا عدم راحتي هنا ...هم يستحقون األذى !! العقل :هذا خطأ كبير ...فالحب ال يكون بشكل واحد وال يقتصر على كلمات نقولها وال على تعبيرات مباشرة ،فمالحظة معاناتك حب وأحضر إلى هنا دون تردد حب رغبتهم في عالجك حب خالد :أنا أذيتم كثيرا ً أنا ال أستحق حبهم لي ! القلب :نعم ال تستحق! العقل :ال بل يستحق! القلب :يستحق ماذا بعدما سبب لهم المتاعب ؟! العقل :يستحق حبهم فهم يعلمون أنه يعاني وال يستطيع التحكم بقراراته خالد :أخرسا كفا عن الحديث أنتم مزعجا ً! (يركض الطبيب خلف خالد ويخدره) المشهد الرابع (غرفة خالد) العقل :الفئران آتية ...احموا الناس من الطاعون ...آتية آتية خالد :عن أي فئران تتحدث؟ العقل :أنها هنا في كل مكان أنجوا بأنفسكم خالد :البد أنه جن جنونه القلب :كم من شخص قتله الحب كما قتل روميو وجوليت أو جن جنون عاشق لمعشوقته كما جرى مع مجنون ليلى العقل ( :ينظر إلى نفسه في المرآة) من أنت يا هذا ؟ لماذا تقلدني ...توقف ال تقلدني! القلب :يا خالد الحب ليس كما تظن خالد :واالن ماذا؟ تخلت عنك التي قبل ساعات كنت تغني بحبك لها ؟ القلب :الحب جميل ولطيف ،يجب عليك أن تحب يا خالد لتكون أسعد العقل :ومن قال لك أنه سيكون سعيدا ً و أنت قبل قليل قلت له عن جنون قيس وحب روميو وجوليت القاتل القلب :صحيح..ال تحب؟ فالنهايات تكون مؤلمة اما بكأس سم قاتل أو برفض قاطع العقل :لكن التعميم خطأ كبير ،يجعلنا نقف وال نسمح للعكس بالحدوث ،فربما يحصل لك ما حصل مع زوجتك التي أحببتها فنسيت ابنة الجار خالد :ومن أخبرك بتلك القصة؟ ال أحد يعرفها هنا سوى الطبيب ،ال بد أنه بدأ ينشر األحاديث ،فقد وعدني أنه لن يقول ألحد ما حدث ...ولكن المؤلم فعالً هو رفض األولى لي حتى االن وأنا أبحث عن إجابة "لماذا رفضتني وانا أعشقها؟" العقل :لربما لم تكن تحبك كما كنت تحبها ،ولربما لست من يحقق أحالمها فزوجتك تخلت عن أحالمها من أجلك القلب :ال بد أنها ال تحبك ،فالشخص الذي يحب يضحي لمحبوبة العقل :التضحية ال تعني أن يلغي حياته من أجل محبوبة ،فالحب الحقيقي هو أن تمكن المحبوب يعيش ويحقق أحالمه ،بوجودك ودعمك المستمر خالد :كم كنت أنانيا ً ،لم أعرف أنها طموحة وتستحق أن تحقق طموحاتها لم أحرمها فقط حلمها أنما ايضا ً حياتها عندما قدت برعونة ألنني فجاءة شعرت بالغضب ،رغم شعورها أنني لست مستق ًرا ،ولم تحاول الضغط علي كي آتي إلى هنا وهي تتأذى القلب :نعم :إنك أناني فهي التي فكرت في مصلحتك وغلبتها على مصالحها وفي المقابل كنت انت سببا ً في أنهاء حياتها العقل :ليس أنانياً! القدوم إلى هنا ليس سهالً ،ألنك ستصبح مجنونا ً بمجرد دخولك هنا القلب( :بغضب على العقل) يقولون عنه مجنون وال يؤذي من يحب ،وهذا أفضل بكثير ،وحتى هو لن يستمر في معاناته مع تأنيب الضمير ،االناني هنا هو أنت! العقل :أنا لست أنانيا ً إنما أفكر بالمنطق ،أين من يحب منذ أن دخل إلى هنا ؟ خالد :معه حق أين من أحب؟ ولماذا تركوني؟ ...أسئلة كثيرة ،ال إجابات لها ...كم أنا بحاجة ألمي وأود أن يعود بي الزمن لكي أعوضها عن بعدي عنها العقل :ال وقت للندم االن ،يجب عليك أن تنسى وتعيش ،فالندم لن يعيد لك الماضي القلب :لكنك تستطيع أن تصحح أخطاءك االن وتغير كل شيء خالد :يكفي! رأسي يؤلمني منكما ،أصمتا قليالً الطبيب( :يدخل بسرعة) ماذا بك يا سعود لماذا تصرخ؟ خالد :هما السبب لقد أزعجاني (يشير للقلب والعقل) الطبيب :ال أحد هنا سواك! يا خالد خالد :ال تكذب! هما هنا أنهما يتحدثان معي ،و أرهقاني من التفكير الطبيب :ال أكذب عليك ،أنا ال أرى احدا ً خالد :إنهم في كل مكان أنا اراهم كفاكم تكذيبا ً لي الطبيب( :يعطيه المنوم) المشهد الخامس (الممر) خالد :أمي هل انتي هنا؟ ...أمي (يمشي بين الغرف) خالد :لم تمت صدقوني لم تمت أراها في كل مكان! خالد ( :يضحك)...إين هي لعبتي إين العابي كلها البد أن أمي خبأتها خالد :أخي هل هذا أنت ؟ ...أرجوك ال تتركني هنا أرجوك الطبيب :خالد ماذا بك لماذا تتمشى هنا؟ خالد :أبحث عن أمي وأخي أخبرني أنهما هنا الطبيب :لكن ال أحد يأتي إلى هنا في هذا الوقت خالد :هل تعني أنني كاذب ؟! الطبيب :ال ال أقصد ذلك لكن ربما توهمت ذلك خالد :ال لم أتوهم صدقني رأيتهما وهنا وحتى زوجتي لم تمت لقد رأيتها هي األخرى الطبيب :البد أنهم كانوا قلقين عليك فقرروا زيارتك خالد :لكنهم ليسوا هنا أنا أتخيل وجودهم فقط الطبيب :تخيلك وجودهم من حبك لهم خالد :يكفيك التعامل معي وكأنك تفهم كل شيء ،كفاك ادعاء للمثالية أذهب من هنا االن أتركني وشأني ! المشهد السادس (الخيال و الغرفة) -بداية الخيال خالد وحيدا ً- خالد :ال أقوى على تحمل المزيد...أرهقت كثيرا ً ... خالد :لم أعد أفهم ما اذا كنت حي أم أنني ميت من سنين طويلة ...هل يكفي كوني أتنفس أنني حيا ً أم أن الحياة أوسع من ذلك خالد :كم تحملت الكثير ،أني أتألم من الداخل أشعر أن هنالك ما يرهق صدري ،ما يجعلني ال أستطيع الوقوف ،أشعر وكأن مئات سكين تغرس في قلبي ،أصبح دمي قادرا ً على أن يلطخ كل مياه العالم خالد :يعتقدوني أنني سعيد لمجرد أنني أضحك معهم أطلق النكات لكن...هل أنا فعالً سعيد ؟ ال فانا أكثرهم الما ً وهم ال يعرفون بذلك أن أحترق من الداخل! خالد :ال بل أنا أسعد من في هذا العلم وبل أسعد من في الكون ...ال بل أتعسى من في هذا المكان وأحزاني المتراكم تكاد تغرق المكان بأمواجها خالد :واالن ماذا سيحدث لي بعد أبقى هنا ؟ سأموت ولكنني سأموت متأخرا ً ال أقوى على االنتظار فأنا أموت كل مرة عدة مرات أموت عند يزورني خيال والدتي وزوجتي أو عند أغرق نفسي بحور التفكير خالد :لكن الرحلة لم تنتهي بعد ...هناك الكثير ألصلحه هنا الكثير من األفكار في عقلي يكفي! خالد :سئمت من كل هذا! كل هذه األفكار تؤلمني فهي ترميني برصاصات األلم وتفجر قنابل المشاعر...ال أستطيع تحمل المزيد خالد :ال أستطيع الوقوف ...سأسقط ولن يلتقطني أحد ،وهما ايضا ً سيسقطان معي فهما أنا وأنا هما ،أنهما السبب فأحدهما جن واألخر جمد ،لقد تعبت كثيرا ً ! (يحاول االنتحار) -الواقع الغرفةـ القلب :توقف ماذا تفعل هل أنت مجنون ؟ خالد :نعم أنا مجنون وأنتما السبب ،فأنا ال أعرف أي شيء ،وال ما سيحدث لي أنا بعد كل هذا ،لماذا الزلت واقفاً؟ العقل :والحل أن تنهي هذه الرحلة ؟ خالد :نعم يجب أن تنتهي هذه الرحلة االن ! القلب :أنت ولدت لتحارب ال ألن تستسلم العقل :كل ما نمر به مجرد اختبارات فقط تعلمنا دروسا ً وعبر القلب :وما ال يقتلك يجعلك أقوى من قبل خالد :عن أي قوة تتحدثان ؟ فأنا أصبحت أضعف بكثير من ذي قبل العقل :أنت فقط ضعيف نفسك أنت من تعتقد أنك ضعيف لكنك في الواقع أقوى كل يوم من سابقه القلب :صحيح كم من لحظة مؤلمة تجاوزتها أو كم مرة سقطت لتقف مرة أخرى خالد :يكفيكم حديثا ً ! ...أنتم مزعجان القلب :نحن مزعجان ألننا نقول لك ما ال تهواه نفسك وال تريد سماعه خالد :رأسي يؤلمني منكما ،أشعر وكأنني سأسقط بسببكما أتمنى لو لم تكونا موجودين! المشهد األخير (غرفة الطبيب) خالد :سئمت الحياة بشخصيتين! فأنا ال أفهم ماذا يجب علي أن أفعل الطبيب :إيتهما ترتاح لقراراتها أكثر؟ خالد :وال واحدة! فاألولى أنانية ،وعندما أقتنع بأفكارها أخسر االخرين ،فخسرت زوجتي بأنانيتها ،والثانية تحب الجميع وتشعرني بأنني بال قيمة لديها وال في قراراتها الطبيب :أال أن هذا الشيء طبيعي ؟ خالد :يكون طبيعي عندما أعرف نفسي وعندما ال يتجاوز الحد المتوقع من ذلك ،وما غير ذلك هو ضياع في المنتصف الطبيب :وبماذا تشعر بالضبط ؟ خالد :أشعر أنني ال أعرفني وال أدل الطريق ،إلى أين يجب علي الرحيل؟ ال أعرف! أذيت الكثيرين من حولي دون أن أعرف وأصبحت مخيفين كل يوم أكثر من سابقه الطبيب :هناك طريقة تعوض االخرين بها خالد :وما هي ؟ الطبيب :العالج و أن تعود طبيعيا ً كما كنت خالد :ال أستطيع أن أعود فبعد كل ما جرى معي ،حاول عقلي أن يجمد قلبي ،وفي المقابل حاول االخر جعلي أعتقد أن الحب هو الحل لكل شيء ،فال أفكر بعقلي ،وهذا هو سبب خوضي لحروب متناقضة الطبيب :وما الذي تريده من عقلك وقلبك؟ (يدخل العقل والقلب) -حوار داخلي- خالد :لم اعد أشعر بنفسي ،ال فواصل ألكمل قصتي وال نقطة ألنهيها ،أنا حقا ً لست بخير! سؤال لماذا الذي ال إجابة له يثقل كاهلي فهو معلق في صدري و مساميره مغروسة في قلبي...وكل هذا بسببكما ،تريدانني أن أكون سعيد وأنتما تؤلمانني بكل ما تملك من قوى دفعتم بي من أعلى قمة الجبل وطلبتما مني الطيران وال أجنحتي مكسورة وأنتما من كسرها القلب :أنت من يؤذي نفسك ،هذه األسئلة نحن من نعطيها قيمها فمرة تكون أغلى ما في العمر ومرة تكون حتى ال تساوي ربع العمر ،بعض هذه األسئلة ال تحتاج إلجابة واألفضل أن نتركها عائمة ونعيش حتى دون التفكير بالسؤال خالد :هذا ليس سهالً! فأنا أرى ذلك السؤال في كل مكان ،وأسمعه دائ ًما وال أستطيع الهرب منه ،وال حتى نسيانه بل أن كونه معلق يجعلني أشعر بحرقة شديدة إلجابته العقل :أنت فعالً ضعيف نفسك ،أنت تجعل نفسك مثير للشفقة وتكسر كل ذرة قوة فيك ،وكل هذا لمجرد أنك تعتقد أنك ضعيف القلب :ولن يكون التخلص من التفكير سهالً ،يجب أن تحاول وتفشل وتسقط حتى يتكسر كل عظم فيك لتقف بعده رغم األلم لتمسكك باألمل وتصبح أقوى ،يجب أن تتألم لتشفى ففي كل يوم تتعثر وتكتشف أن شوكتك لم تكسر بعد تصبح أقوى من ذي قبل خالد :ومن قال أنني ضعيف بل أنا أسوء بكثير من ذلك ،فأنا أموت كل يوم مع كل سؤال يحرقني حتى أتهالك ،يكتم على صدري فيرهقه بوزنه العقل :رغم كل ذلك مررنا بالكثير معاً ،ومرورك ليس موقفا ً عابرا ً إنما درسا ً تتعلم منه ويقوى عودنا فال تطيرنا الرياح بعيدا ً خالد :أصمتا كفاكما تزيفا ً للمثالية ! أنتما سبب كل ما أنا فيه االن فأنتما من تركني في منتصف الطريق وحيدا ً وتائهاً ،أنتما من حول الفرح لجرح ،والسعادة أللم ،ومن يتحمل كل هذا؟ أنا بالطبع حقا ً أريد محاسبتكما والتخلص منكما! القلب : :من أخبرك أننا السبب؟ ومن أخبرك أنك لست مرتاحاً؟ ،كل شيء كنت أفعله من أجل حبك لهم فال أريد أن تشعر أنك تحارب نفسك ،كنت أبعدك عنهم كي ال تؤذيهم وال أتأذى معهم خالد : :وماذا عن عقلي الذي قرر االختفاء من الصورة دائماً ،أين هو اليوم؟ سمح لك بالتفوق عليه وأخذت دورك ودوره ،أصبحت أفعل االشياء ألنني أحبها وليس لما فيه من فائدة وفي نفس الوقت ،بسبب تهميشك فقد نفسه وأرتكب الكثير من األخطاء العقل :كنا نعمل معا ً دائماً ،فال يستطيع هو وحد فعل الشيء ،خوفا ً من أن يأخذه الحماس ،أو يجمد فنتجمد معه ،لذلك كنت أنا ما يدفعك لفعل الشيء عندما أبين لك الفائدة منه وحتى لوعملنا بشكل متضاد فهو طبيعي جدا ً خالد :طبيعي جدا!ً هل تمزح معي؟ أحدكما يقول لي ال تفعل واألخر يطلب مني أن أفعل دفعتم بي إلى حد الجنون سئمت منكما! عقل خالد :وهذا تماما ً الطبيعي ،فنحن نخلق التوازن كي ال تأخذك عاصفة الحماس وتصدم ،وفي ذات الوقت ال نريد كسر شوكتك لتقف في منتصف طريقك ال تعرف إلى أين تشد رحالك خالد :وبعد ذلك يضعف أحدكما فنراه يتغير كما جرى مع صديقك الذي جمد وتغير ،وتركني أخوض معاركه عنه وانسحب بشكل كامل قلب خالد :مهالً أنا لست جامدا ً! الزلت أحب ولست أختار من أحب ،ويجب أن تعرف أنني لم أنساهم في يوم إنما أتناسى ،كي تبقى تحاول وال تكون مشاعرك سجينة الذكريات ولكي تنهض من فراشك كل يوم خالد :لكنك تغيرت كثيرا ً ،لم أعد أعرفك وال حتى أعرفه ،من أنتم ؟! ال أجد إجابة لدي فأنا حقا ً ال أعرف من ذلك الشخص الذي أراه في كل المرايا و أسمع صوته في كل مرة أتحدث فيها ،ال يشبهني في شيء فقط نتشارك االسم العقل :ما جرى معانا ليس بسيط ونحن نتغير كما يتغير بنو ادم بنضوجهم والمواقف التي يتعرضون لها وال مانع من أن نعترف بالمشكلة ونعالجها ،لذلك ال ضرر في أن نثق بالطبيب ،ما الذي سنخسره من ذلك ؟ القلب :ال مشكلة من تتعرف على نفسك مجدداً ،فهناك الكثير ممن ال يكتشفون بعد مضي الوقت أنه ليسوا كم كانوا يعتقدون خالد :يكفيكما خداعا ً! كم من حرب خضتها بسببكما ،كانت أسلحتها مشاعري وكم من شخصا ً أستخدمكما ضدي ،انهرت وحيدا ً ووجدت نفسي متناقضا ً ،هربت من مواجهات كثير خشية أن تقفا في صف العدو، ضعت ما بين أسئلة تستنزفني بحثا ً عن إ جابة ال وجود لها ،أنا كالنار التي لم يبقى بها الكثير! (النهاية)