مراحل حياة الرسول PDF
Document Details
![UnbiasedChrysoprase9399](https://quizgecko.com/images/avatars/avatar-14.webp)
Uploaded by UnbiasedChrysoprase9399
Tags
Summary
This document provides a detailed account of the life of the Prophet Muhammad (peace be upon him), covering his lineage, birth, and early life, including important events like his prophethood, the early Islamic community, and the hardships faced by the Prophet and his companions.
Full Transcript
# نسب النبي ومولده كان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم - أشرف الناس نسباً وأعظمهم مكانة وفضلاً، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وقد تزوّج وا...
# نسب النبي ومولده كان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم - أشرف الناس نسباً وأعظمهم مكانة وفضلاً، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وقد تزوّج والد النبي عبد الله من آمنة بنت وهب، ووُلد النبي - عليه الصلاة والسلام يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، وهو العام الذي توجّه فيه أبرهة لهدم الكعبة، إلا أن العرب تصدّت له، وأخبره عبد المطلب بأنّ للبيت رب يحميه، فقدم أبرهة مع الفيلة، فأرسل عليهم الله طيوراً تحمل حجارة من نار أهلكتهم، وبذلك حمى الله البيت من أي أذى، وقد توفي والده وهو في بطن أمه ## حياته في الأربعين عامًا قبل النبوة ### رضاعته رضع محمد - عليه الصلاة والسلام من حليمة السعدية بعد أن قدمت إلى قريش تلتمس أي من الرضعاء، وكان لها ابناً رضيعاً لا تجد ما يسد جوعه، ذلك بعد أن رفضت نساء بن سعد إرضاع النبي عليه السلام - بسبب فقده لوالده؛ ظنّاً منهنّ أن لا تعود عليهن رضاعته بالخير والأجر، وبسبب ذلك نالت حليمة السعدية بركةً في حياتها وخيراً عظيماً لم تر مثله قط، ونشأ محمد - عليه السلام - بخلاف غيره من الشباب من حيث القوة والشدة. وعادت به إلى أمه بعد أن بلغ العامين من عمره واستأذنتها ببقاء محمد عندها خوفاً عليه من الأمراض في مكة، وعاد معها بالفعل، وفي أحد الأيام أتاه جبريل وشق صدره واستخرجه، واستخرج من قلبه علقةً وقال إنها حظ الشيطان منه، فغسلها بماء زمزم في طست من ذهب، ثم لأمه وأعاده مكانه، فكانت حادثة شق الصدر، وكان ذلك الأمر الفاصل في عودته إلى أمه. ### كفالته توفيت والدة النبي عليه السلام - آمنة بنت وهب وهو ابن ست سنوات، وكانت عائدة به من منطقة الأبواء؛ وهي منطقة واقعة بين مكة والمدينة، إذ كانت في زيارة لأخواله من بني عدي من بني النجار، فانتقل بعدها للعيش في كفالة جده عبد المطلب حيث كان يعتني به اعتناء شديداً؛ ظاناً فيه الخير والشأن العظيم، ثم توفي جده والنبي في الثامنة من عمره، وانتقل بعدها للعيش في كفالة عمه أبي طالب، وكان يأخذه معه في رحلاته التجارية، وفي إحدى الرحلات أخبره إحدى الرهبان بأنّ محمداً سيكون ذو شأن عظيم. ### عمله برعي للأغنام عمل الرسول عليه الصلاة والسلام في رعي أغنام أهل مكة، وفي ذلك يقول -عليه الصلاة والسلام: (ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الغَنَمَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ؟ فَقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعاها على قرارِيطَ - جزء من الدينار والدرهم لأهْلِ مَكَّةَ)، وبذلك كان النبي -عليه السلام قدوةً في كسب الرزق. ### عمله بالتجارة كانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها - ذات مال كثير ونسب رفيع، وكانت تعمل في التجارة، وحين بلغها أن محمداً رجل صادق في قوله أمين في عمله كريم في أخلاقه استأمنته على الخروج تاجراً بأموالها مع غلام لها يُدعى ميسرة مقابل الأجر، فخرج -عليه الصلاة والسلام تاجراً إلى بلاد الشام، وجلس في الطريق تحت ظل شجرة قريبة من راهب، فأخبر الراهب ميسرة أنّ من نزل تحت تلك الشجرة لم يكن إلا نبياً، وأخبر ميسرة خديجة بقول الراهب، مما كان سبباً في طلبها الزواج من الرسول، فخطبها له عمه حمزة، وتزوجا. ### بداية الوحي كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخلو بنفسه في غار حراء في شهر رمضان تاركاً كل من حوله؛ مبتعداً عن كل باطل، محاولاً التقرب من كل صواب قدر ما استطاع، متفكراً في خلق الله وإبداعه في الكون، وكانت رؤياه واضحةً لا لبس فيها، وبينما هو في الغار جاءه ملك قائلاً: (اقرأ)، فردّ الرسول قائلاً: (ما أنا بقارئ ، وتكرر الطلب ثلاث مرات، وقال الملك في المرة الأخيرة: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، فعاد إلى خديجة وهو في حالة فزع شديدٍ مما حصل معه، فطمأنته . ثم أخذت به خديجة - رضي الله عنها - إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان شيخاً كبيراً لا يُبصر يكتب الإنجيل بالعبرية، وأخبره الرسول بما حصل فبشره بأنه نبي. # الدعوة السرية لم تستقر أحوال الدعوة في مكة بسبب انتشار عبادة الأصنام والإشراك بالله؛ لذلك كان من الصعب الدعوة إلى توحيد الله فيها بشكل مباشر في بداية الأمر، فما كان من رسول الله إلا الإسرار بالدعوة، وبدأ بدعوة أهل بيته ومن رأى فيه الصدق والرغبة بمعرفة الحق، فكانت زوجته خديجة ومولاه زيد بن حارثة وعلي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق أول من آمن بدعوته، ثم ساند أبو بكر الرسول في دعوته فأسلم على يديه عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، ثم انتشر الإسلام في مكة شيئاً فشيئاً إلى أن جهر بالدعوة بعد ثلاث سنواتٍ من الإسرار بها. # بداية الدعوة الجهرية بدأ رسول الله - عليه السلام بدعوة عشيرته جهراً، قال تعالى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)، فصعد الرسول على جبل الصفا ودعا قبائل قريش إلى توحيد الله فاستهزؤا به، إلا أن الرسول لم يتوان في الدعوة، وأخذ أبو طالب على نفسه حماية الرسول، ولم يلتفت إلى أقوال قريش بصد الرسول عن دعوته. ## المقاطعة اتفقت قبائل قريش على مقاطعة الرسول و من آمن به ومحاصرتهم في شعب بني هاشم، وكانت تلك المقاطعة بعدم التعامل معهم في البيع أو الشراء، إضافةً إلى عدم تزويجهم أو الزواج منهم، وقد وثّقت تلك البنود على لوحة وعلّقت على جدار الكعبة، واستمر الحصار مدة ثلاث سنوات، وانتهى بعد أن تشاور هشام بن عمرو مع زهير بن أبي أمية وغيره في إنهاء الحصار، وهموا بشق وثيقة المقاطعة ليجدوا بأنّها قد اندثرت إلّا "باسمك اللهم" منها، وبذلك فك الحصار. ## عام الحزن قبل هجرته إلى المدينة بثلاث سنواتٍ، مرض أبو طالب الذي كان يحمي الرسول من أذى قريش مرضاً شديداً، واستغلت قريش موقف مرضه وبدأت بالتعرض للرسول بالأذى الشديد، وذهبت مجموعة من أشراف قريش إلى أبي طالب حين اشتد مرضه وطلبت منه أن يكف الرسول عن دعوته، فحدثه أبو طالب بما يريدون، ولم يلتفت لذلك، وقبل وفاة أبي طالب حاول معه الرسول بنطق الشهادتين إلّا أنّه لم يستجب، وتوفي على حاله، وفي ذات العام توفيت السيدة خديجة التي كانت بمثابة السند لرسول الله ، وبوفاته ووفاة خديجة - رضي الله عنها - حزن الرسول حزناً شديداً؛ إذ كانا بمثابة السند والدعم والحماية له، وسمّي ذلك العام بعام الحزن. ## الدعوة خارج مكة توجه رسول الله عليه السلام - إلى الطائف في سبيل دعوة قبيلة ثقيف إلى توحيد الله بعد وفاة عمّه وزوجته، وتعرّض للأذى من قريش، طالباً من ثقيف نصرته وحمايته، والإيمان بما جاء ، راجياً منهم القبول، إلا أنهم لم يستجيبوا وقابلوه بالسخرية والاستهزاء. ## الهجرة : إلى الحبشة حثّ رسول الله أصحابه على الهجرة إلى أرض الحبشة؛ نظراً لما تعرضوا له من التعذيب والأذى، مخبراً إياهم بأنّ فيها ملكاً لا يُظلم عنده أحد، فخرجوا مهاجرين، وكانت تلك أول هجرة في الإسلام.