مونودراما "مجرد نفايات" - جامعة عين شمس

Document Details

PersonalizedApostrophe

Uploaded by PersonalizedApostrophe

Ain Shams University

Tags

monodrama literature arabic literature drama analysis

Summary

This document is a lecture or research paper on the monodrama "Majrod Nafayat" by the Iraqi writer Qassem Matrood. It discusses themes of alienation, betrayal, and the relationship between intellectuals and authority in the Iraqi context. The paper analyzes the play's structure and characters using a perspective of existentialism or absurdity.

Full Transcript

‫جامعة عين شمس‬ ‫كلية األلسن‬ ‫قسم اللغة العربية‬ ‫محاضرة‪:‬‬ ‫شيئية العبث قراءة في‬ ‫مونودراما " مجرد نفايات"‬ ‫مقدم إلى طالب أقسام اللغات‬ ‫التركية‬ ‫الصينية‬ ‫الفرقة‪ /‬الثالثة‬ ...

‫جامعة عين شمس‬ ‫كلية األلسن‬ ‫قسم اللغة العربية‬ ‫محاضرة‪:‬‬ ‫شيئية العبث قراءة في‬ ‫مونودراما " مجرد نفايات"‬ ‫مقدم إلى طالب أقسام اللغات‬ ‫التركية‬ ‫الصينية‬ ‫الفرقة‪ /‬الثالثة‬ ‫"مجرد نفايات" للكاتب العراقي قاسم مطرود‬ ‫مبدع عراقي كان يعيش في المنفى‪ ،‬توفي يوم الجمعة ‪2102/9/7‬م في منفاه بلندن‪ ،‬يُشكل إبداعه إغراء بالدراسة؛‬ ‫لدرجة دفعت أحد الباحثين المغاربة إلى إنجاز رسالة حول إسهامات قاسم مطرود في كتابة النص المسرحي‪.‬‬ ‫مجرد نفايات‬ ‫مونودراما تعالج إشكالية ذاعت في العراق على مدار عقود ثالثة من منتصف السبعينيات في القرن الماضي‪ ،‬حتى‬ ‫منتصف العقد األول من األلفية الثالثة تقريبًا‪ ،‬وهي إشكالية عالقة المثقف بالسلطة‪ ،‬التي عانى منها المبدعون‬ ‫العراقيون تلك األيام‪.‬‬ ‫يرتبط باإلشكالية الرئيسة إشكالية أخرى ذات سمة فردية‪ ،‬وهي إشكالية الخيانة‪ ،‬أو خيانة المضطر التي مارسها‬ ‫البطل‪ ،‬فنصبح بذلك أمام خطين‪ :‬خط فردي‪ ،‬وآخر جمعي يرتبطان بالخيانة‪ :‬خيانة الذات‪ ،‬وخيانة الوطن من وجهة‬ ‫نظر الكاتب‪.‬‬ ‫والمسرحية تعالج موقفًا إنسانيًا عا ًما؛ لكونها من مسرحيات الموقف التي التغفل مجال تصوير األبعاد النفسية‪...‬‬ ‫ويحرص الكاتب فيها على ربط الشخصيات في أبعادها بالموقف‪.‬‬ ‫تحليل النص‬ ‫عنوان النص‪:‬‬ ‫نجده عنوانًا قي ًما‪ ،‬يمتزج فيه المفهوم بالقيمة؛ حيث يوحي العنوان بالذِلة والمهانة‪ ،‬ويقيد الداللة‪ ،‬ويحصر قيمتها في‬ ‫ً‬ ‫ممثال في (الكتب‬ ‫ً‬ ‫ممثال في (الخيانة)‪ ،‬والمادي‬ ‫معادلتها للنفايات‪ ،‬التي جاءت على صيغة الجمع‪ ،‬ليختلط فيها المعنوي‬ ‫وشخصيات المتسلطين)‪.‬‬ ‫تشكل الدعوة في بداية النص تمهيدًا نفسيًا لبطل المونودراما؛ حيث يخاطب فيها البطل من خانوا الوطن بزعم الحفاظ‬ ‫عليه‪ ،‬فأضروا به من خالل تسلطهم وغطرستهم مع أبنائه‪ ،‬ولم يتورعوا عن إيذائهم نفسيًا وبدنيًا‪ ،‬أو قتلهم في بعض‬ ‫وضعَتِهم‪ ،‬وعدم‬ ‫األحيان‪ ،‬ويرى مطرود أن أولئك ال مكان لهم غير صندوق النفايات في إيحاء بانعدام قيمتهم‪ِ ،‬‬ ‫االحتياج إليهم‪ ،‬وألنهم اعتادوا أن يفكروا بعقل اآلخر‪ ،‬فلن يستطيعوا تلبية الدعوة‪ ،‬التي طرحها قاسم لهم بمحاولة‬ ‫التخلص من الماضي؛ ألنهم ال يملكون شجاعة االعتراف بالخطأ مثل بطل المونودراما‪.‬‬ ‫المونودراما‬ ‫تعبر المونودراما عمو ًما عن موقف درامي يحاول فيه البطل تغيير حالته الحاضرة بالتخلص من خبرات مؤلمة للذات‪،‬‬ ‫التي تمارس حريتها في التعبير؛ لذلك يغلب عليها المونولوج أو المحاورة الذاتية‪.‬‬ ‫وهي بذلك أقرب شب ًها من الموقف النفسي الملتقط في القصة القصيرة‪ ،‬حيث يعمل كالهما على استبطان الذات‪،‬‬ ‫والغوص فيها للقبض على دواخلها مهما كانت قاسية‪.‬‬ ‫كما هو حال البطل‪ ،‬الذي يريد أن يتطهر من إثم الخيانة‪ ،‬التي تمثل بؤرة ظالمية في ذاته‪ ،‬ويريد التخلص منها‪،‬‬ ‫انطالقًا من أن " الكشف عن الموقف األشد ُحلكة"‪ ،‬هو نفسه أول درجة للتحكم فيه‪.‬‬ ‫ومحاولة التحكم في مثل هذه المواقف هي التي تنشىء الصراع المسرحي‪ ،‬الذي جاء في المونودراما ‪ /‬مجرد نفايات‬ ‫ً‬ ‫متخيال ينمو مع البعد النفسي للبطل‪ ،‬والكشف عن مناطق مخبوءة في الوعي‪.‬‬ ‫عا اجتراريًا‬ ‫صرا ً‬ ‫وكلما اكتشفنا منطقة جديدة دخلنا بؤرة صراعية جديدة‪ ،‬يهتم فيها البطل بتصوير األِشياء – طبقًا للتعبيرية المسرحية –‬ ‫من وجهة نظره في لحظة معينة‪ ،‬ومن زاوية رؤية فريدة تدخلنا في مسرح العبث الذي يعكس في موضوعه إحساس‬ ‫الشخصية بعبث الحياة‪ ،‬وقيامها على كثير من األوضاع غير المعقولة‪.‬‬ ‫األحداث‬ ‫يرى البطل الشخصيات التي عذبته‪ ،‬ويرى نفسه أكياس قمامة‪ ،‬ويرى الكتب مجرد نفايات‪ ،‬فكأنه أحال اإلنسان‬ ‫مغايرا؛ طبقًا لزاوية‬ ‫ً‬ ‫والكتاب إلى مجرد أشياء‪ ،‬وهذه هي الشيئية لتي تفرغ الموجودات من محتواها‪ ،‬وتحيلها شيئًا‬ ‫رؤية البطل‪.‬‬ ‫مثال هو مصدر المعرفة يُمزق في بداية العرض‪ ،‬ويتحول إلى مجرد أوراق‪ ،‬فيفرغ من مضمونه‪ ،‬ويصير‬ ‫فالكتاب ً‬ ‫نفاية‪ ،‬وكأن تمزيقه تمزيق للوعي السابق لحظة التعذيب‪ ،‬في محاولة للتخلص من الخيانة التي ارتكبها البطل في‬ ‫الماضي‪ ،‬ولالعتراف بالمصير الذي آلت إليه شخصيته من وحدة يعانيها‪.‬‬ ‫حيث تجسم خشبة المسرح (المدينة) التي يسكنها وحده‪ ،‬وكل كتاب عنده يعادل صديقًا خائنًا يرغب في نسيانه‪ ،‬في‬ ‫محاولة لالنسحاب من الحياة‪ ،‬ويتمادى هذا االنسحاب عندما يتمنى االرتداد إلى المادي األسطوري السابق على الحياة؛‬ ‫ليعيش البطولة التي فقدها في الحاضر وهذ صورة من صور الصراع النفسي يقع فيها البطل بين الرغبة في الحياة‬ ‫واالنسحاب‪.‬‬ ‫وينمو هذا الصراع داخله عندما يضع كيسي قمامة فوق بعضها على هيئة رجل – وكأنهما هو يُركل باألقدام في‬ ‫استحضار للحظة صراع مضت؛ فتحول من اآلدمية إلى الشيئية في مشهد عبثي حيث انعدام الفرق بينه وبين النفايات‪.‬‬ ‫ويدخل الصراع مرحلة جديدة‪ ،‬عندما يتحول البطل من طعن الكتاب إلى محاولة طعن نفسه أكثر من مرة‪ ،‬في لحظة‬ ‫مزدوجة تمثل الضعف ومحاولة التخلص من الحياة‪ ،‬كما تمثل الرغبة فيها والتمسك بها؛ ألن كل طعنة يقطعها جرس‬ ‫الهاتف‪ ،‬أو تراجع إلى الخلف‪ ،‬أو لحظة تذكر‪.‬‬ ‫فهو شخصية يتمكن منها الخوف‪ ،‬ويعتريها في لحظة استحضار مشهد التهديد بالقتل‪ ،‬وتخيل طريقته‪ :‬رميًا‬ ‫بالرصاص‪ ،‬أو شنقًا‪ ،‬أو الرمي من مكان مرتفع‪ ،‬ويتجسد هذا الخوف عندما يقول‪( :‬أنا خائف‪ ،‬ليست لدي الشجاعة‬ ‫لمواجهة الصعاب‪ ،‬أنا إنسان عادي) فهو ال يملك شجاعة مواجهة اآلخرين‪ ،‬وال مواجهة الموت‪.‬‬ ‫تتمثل ذروة الصراع النفسي في مشهد االغتيال الذي مارسه مع اآلخرين؛ حيث سلبهم حياتهم ليحتفظ هو بحياته‪،‬‬ ‫وتذ ُكر تلك اللحظة أحالة إنسانًا متمردًا على ذاته‪ ،‬فيمزق بطاقته‪ ،‬وألقاها في برميل النفايات‪ ،‬في تجسيد لذروة الشيئية‬ ‫ضا؛ ألن تمزيق البطاقة انسحاب من الحياة‪ ،‬وضياع لهوية الذات التي صارت نفاية‪.‬‬ ‫أي ً‬ ‫وقرب الختام تأتينا النقطة الكاشفة لهذا الصراع النفسي الذي يعيشه‪ ،‬عندما وشى بأخيه وأبلغ عن مكانه فأعدم‪ ،‬يأتي‬ ‫مشهد الختام ليمثل تمام االنسحاب من الحياة عندما يقول وهو في أحد البرملين‪( :‬أنا حشرة‪ ،‬أنا مجرد نفايات) ويأتي‬ ‫مشيرا إلى‬ ‫ً‬ ‫العامل يرفع البرملين إلى السيارة‪ ،‬وينطفئ الضوء مؤكدًا على تمام االنسحاب‪ ،‬بينما يبقى رنين الهاتف‬ ‫إمكانية تكرار الحالة‪.‬‬ ‫هكذا كان بطلنا شخصية عبثية في مونولوجه الذي جاء أقرب الشطحات العقلية في لحظة إفاقة‪ ،‬أو الهلوسة الناتجة عن‬ ‫خبرة سابفة استقرت في الذات‪ ،‬وال تخرج إال عندما يستشرف اإلنسان الموت‪.‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser