Document Details

SuccessfulLasVegas

Uploaded by SuccessfulLasVegas

Université Amar Telidji

Tags

divorce sociocultural factors urban studies

Full Transcript

**تأثير المجال الحضري على العوامل السوسيوثقافية التي تسهم في الطلاق بين المتزوجين حديثا.** **ملخص:** في المجتمع الحضري سريع الخطى اليوم، تواجه مؤسسة الزواج أزمة غير مسبوقة. إن الإحصائيات الآخذة في الإرتفاع تحكي حقيقة صارخة لمعدلات الطلاق بين فئة حديثي الزواج. وهذا الاتجاه ليس مجرد نتاج لظروف فردية...

**تأثير المجال الحضري على العوامل السوسيوثقافية التي تسهم في الطلاق بين المتزوجين حديثا.** **ملخص:** في المجتمع الحضري سريع الخطى اليوم، تواجه مؤسسة الزواج أزمة غير مسبوقة. إن الإحصائيات الآخذة في الإرتفاع تحكي حقيقة صارخة لمعدلات الطلاق بين فئة حديثي الزواج. وهذا الاتجاه ليس مجرد نتاج لظروف فردية، ولكنه بالأحرى ظاهرة معقدة تشكلها العديد من العوامل الإجتماعية والثقافية التي تمثل ضغطًا كبيرًا على هذه الزيجات الشابة في المناطق الحضرية، مما يسهم بشكل كبير في إرتفاع معدلات الطلاق بين الأزواج الجدد، والتي تعيد تشكيل فهمنا للعلاقات الحديثة. يهدف هذا المقال إلى الخوض في الشبكة المعقدة للتأثيرات المجتمعية التي تساهم في تنامي ظاهرة الطلاق بين المتزوجين حديثا في المجال الحضري.\ **الكلمات المفتاحية:الطلاق؛حديثي الزواج؛العوامل السوسيوثقافية؛ المجال الحضري؛الجزائر.** **Abstract :** In today\'s fast-paced urban society, the institution of marriage is facing an unprecedented crisis. Growing statistics tell the stark reality of divorce rates between newlyweds. This trend is not only a product of individual circumstances, but it is a complex phenomenon posed by many social and cultural factors that put great pressure on these young people\'s marriages in urban areas, contributing significantly to the high divorce rates among new couples, reshaping our understanding of modern relationships. This article aims to delve into the complex network of societal influences that contribute to the growing phenomenon of urban divorce among new couples. **Keywords : Divorce; My Talk Marriage; sociocultural; Urban area; Algeria.** **\ ** **مقدمة:** تُعَدُّ مؤسسة الزواج ركيزة أساسية في المجتمعات البشرية، إلا أن العقود الأخيرة شهدت تزايدًا مطردًا في حالات الطلاق. هذا التزايد أثار مخاوف جدية حول استقرار العلاقات الزوجية الحديثة، وأصبحت ظاهرة الطلاق بين حديثي الزواج ظاهرة شائعة بشكل متزايد في المجتمعات المعاصرة. في ظل التطورات السريعة التي تشهدها البيئات الحضرية اليوم، تواجه مؤسسة الزواج تحديات غير مسبوقة، حيث ترتفع معدلات الطلاق بين حديثي الزواج، مما يعكس حالة مضطربة للعلاقات العاطفية في العصر الحديث. هذه الظاهرة لا يمكن تفسيرها فقط بالمعطيات الفردية؛ بل هي نتاج تفاعل معقد بين العوامل الإجتماعية والثقافية التي تسود البيئات الحضرية. تهدف هذه الدراسة إلى إستكشاف هذا التعقيد المجتمعي من خلال معرفة العوامل التي تقف وراء ارتفاع معدلات الطلاق في المدن الكبرى خلال السنة الأولى من الزواج، بدءًا من صعوبة التكيف مع أنماط الحياة السريعة، وضعف التواصل بين الأزواج، وصولًا إلى تضارب التطلعات الفردية المدفوعة بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي. هذه العوامل تؤدي في كثير من الأحيان إلى نشوء توقعات غير واقعية، حيث يسعى الأزواج لتحقيق نموذج مثالي للشراكة بعيدة المنال. **الإشكالية:** تشهد المجتمعات الحديثة تحولات جذرية في ديناميات الحياة الزوجية، حيث تلعب العوامل المادية والتحولات المجتمعية دورًا متزايدًا في إضعاف الروابط الأسرية وإعادة تشكيل أدوار المرأة في المجتمع. ومع تضاؤل التركيز على الحرية الشخصية والنمو المعنوي، تجد المرأة نفسها تواجه تحديات جديدة تعكس انخفاض مكانتها التقليدية. هذه التحديات تتجلى بوضوح في ارتفاع معدلات الطلاق، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 80% من القضايا في محاكم الأحوال الشخصية ترتبط بالطلاق. في الجزائر، على سبيل المثال، بلغت نسبة الطلاق أكثر من 33% من إجمالي الزيجات في عام 2023، مع تسجيل 93,400 حالة طلاق، مما يعكس تغيرًا عميقًا في النسيج الاجتماعي والثقافي للأمة. هذه الظاهرة المعقدة تتأثر بعوامل متعددة، مثل التوقعات الثقافية، غياب الدعم الاجتماعي، التباين الثقافي، والأدوار الزوجية. بناءً على هذه المعطيات، تبرز الإشكالية التالية: **ما هي العوامل السوسيوثقافية التي تسهم في انهيار الزيجات في البيئات الحضرية المعاصرة ؟\ ** **أهداف البحث:** \_ تحديد العوامل الإجتماعية والثقافية الأساسية التي تسهم في طلاق بين فئة حديثي الزواج في البيئة الحضرية. \_ دراسة آثار هذه الخصائص على استقرار الزواج. \_ تقديم إقتراحات بشأن التدابير المحتملة التي يمكن إتخاذها للحد من إحتمال الطلاق. **أسئلة الدراسة:** \_ ما هي العوامل الإجتماعية والثقافية التي تسهم في الطلاق بين حديثي الزواج في المناطق الحضرية ؟ \_ كيف تعمل هذه العناصر معا للتأثير على إستقرار الزواج ؟ \_ ما هي المبادرات التي قد تكون فعالة في خفض معدل الطلاق بين فئة حديثي الزواج؟ **أهمية البحث:** 1\_ تُعد دراسة هذه العوامل جزءًا أساسيًا من علم الاجتماع الحضري والأنثروبولوجيا. من خلال فهم هذه العوامل، يمكن للباحثين إكتساب رؤى أعمق حول كيفية تطور العلاقات في المدن، 2\_ يمكن استخدام هذه النتائج لزيادة الوعي بالعوامل المؤثرة على الاستقرار الزوجي، كما يمكن لنتائج البحث أن تؤدي إلى تطوير برامج دعم تُعنى بالاستقرار العائلي، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. 3\_ إستخدام هذه النتائج لإعداد سياسات تدعم الأسرة وتحاول التقليل من معدلات الطلاق وفقى خطط شاملة لتعزيز الصحة النفسية والإستقرار الإجتماعي في المدن الكبيرة. 4\_ توظيف النتائج لفهم أفضل لكيفية تأثير حياة الحضرية على الناس بشكل عام والعلاقات الزوجية بشكل خاص. **\ ** **مفاهيم الدراسة:** **\_ الزواج:** يعرف بأنه إتحاد ينظمه المجتمع ويكتسب صيغته الشرعية من خلال الثقافة السائدة فيه، كما يشكل وحدة الإنجاب. أحمد عادل سركيس ، الزواج وتطور المجتمع، القاهرة دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ، ص13 **- الأسرة يعرفها بارسونز\"** الأسرة مثل كل الأنساق البنائية الأخرى تتكون من مجموعتين من الأدوار المجموعة الأولى وهي مجموعة الأدوار الفطرية التي تغلب عليها إستجابات الجبلبة، والمجموعة الثانية هي الأدوار الإجتماعية المكتسبة وتزيد هذه الأدوار من تماسك البناء الإجتماعي وإستمراره. ديكن ميتشل. 1981 المعجم النقدي لعلم االإجتماع ترمجة احسان محمد الحسن. ببروت: دار الطليعة. ص97 إن التكنولوجيا أدت الى تفكيك الأسرة وفقدانها لمختلف وظائفها الأساسية، ويؤكدون أن الأسرة فالماضي كانت وحدة وظيفية وطبيعية ونتاجا ثقافيا نشأ أساسا لإستجابة الحاجات الاقتصادية ، ولكن تعرضها لبعض انماط التغير الاجتماعي جعلها تتحلل. (مصطفى ، 1985، صفحة 84) **\_ الأسرة النووية :** هي نموذج أسري يتميز أعضاؤه بدرجة عالية من الفردية والتحرر الواضح من الضبط الأسري مما يترتب عليه أن تعلو مصلحة الفرد على مصلحة الأسرة ككل. وتمتاز الأسرة النواة يصغر حجمها حيث تتكون عادة من زوج، زوجة وأبنائها غير المتزوجين. (مهدي، 2008، صفحة 26) **\_ حديثي الزواج:** **\_ الطلاق:** يعرف علماء الاجتماع الطلاق بأنه \"ظاهرة تنتج عن بعض الظروف الإجتماعية يترتب عليها في أغلب الأحيان مشكلات إجتماعية، وتنبع الظاهرة من المجتمع ࢫهي تنتج من إختلال التوازن نتيجة للإنحرافات عن نسق المعايير الخاصة بالحياة الزوجية سواء تشريعية أوثقافية أوإجتماعية أوإقتصادية. شكري علياء وآخرون (1993.(دراسة المشكلات الاجتماعية، الإسكندرʈة: دارالمعرفة الجامعية، 218. **\_ العوامل الإجتماعية:** هي الأسباب المرتيطة بحياة الأفراد، ومستوى الدخل المادي والإلتزام بالشعائر الدينية والقدرة على تأمين متطلبات الأسرة وإحتياجاتها المادية الضرورية لإستمرارها وضمان قيامها بدورها في المجتمع بشكل صحيح، وقلة تأمينها يساهم في حصول الطلاق مثل تدخل أهل الزوج أو الزوجة في الحياة الأسرية. الخطيب ،سلوى عبد الحفيظ(2009): التغيرات الإجتماعية وأثرها في زيادة معدلات الطلاق على المجتمع السعودي من وجهة نظر المرأة المطلقة، جامعة الملك عبد العزيز، مجلة الأداب والعلوم الإنسانية ، المجلد 17، العدد 1، المملكة العربية السعودية.ص27 **\_ العوامل الثقافية**: هي العامل الأقوى في إحداث التغيرات الإجتماعية، فعندما تحدث تغيرات ثقافية في مجتمع معين تتبعها تغيرات إجتماعية بالضرورة كالتغير في العلاقات والعادات والتقاليد والبنى الإجتماعية، وتقوم العوامل الثقافية بدفع التغير الإجتماعي وإكتسابه صفة الإستمرارية على القيم والتقاليد والعادات والمثل العليا والمعتقدات الدينية وبالتالي على طرق تفكير الفرد في إدارة شؤون حياته. عيوض،ذياب (2015): مقدمة في علم الإجتماع، ط2، فلسطين- بيت لحم **\_ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺤﻀﺮي:** يعبر عن إمتداد حضري يتشكل وفقًا لنتائج النمو الحضري التي يمكن أن يكون محدد في فعالية وطبيعة الأنشطة التي تمارس داخل النسيج الحضري، فهو الحقل الذي تتم فيه عملية التفاعل بين المعنـي و محيطـه الإجتمـاعي ، و المجـال الإجتمـاعي يتميـز عن المجال العمراني لأن المنتوج العمراني هو منتوج للتفاعلات التي تـتم فـي المجـال الإجتمـاعي ثـم يصـبح بعد ذلك نتاجا لها. الدكتور محمد المهدي بن عيسى ، الأستاذة بوسحلة إيناس ، تجاوز الإعاقة الحركية بين آليات الدمج و تشكيل الهوية ، الملتقى الدولي الأول حول الهوية و المجالات الاجتماعية في ظل التحولات السسيوثقافية في المجتمع الجزائري ،جامعة ورقلة ،2011 ،ص 6 **المقاربة النظرية : نظرية التغير الاجتماعي :**تساعد الباحثين في عملية التنبؤ الاجتماعي حول الظواهر الإجتماعية وتفسير أحداثها وتطورها ، ولهذا تعرف النظرية \"عند العالم الاجتماع الأمريكي تالكوت بارسونز: بانها نسق نظري بالمفهوم الحديث تشكل وحدة لمفاهيم مترابطة متساندة منطقيا وبنائيا ولها مرجعية إمبريقية في الواقع، تشكل فيها العلاقات بين الأجزاء وإمكانية إشتقاق فرضيات جديدة أو تعميمات تعبر عن إنتظامات امبريقية. (جدنز، 2006، صفحة 151) **العوامل الإجتماعية والثقافية التي تؤدي إلى الطلاق بين فئة حديثي الزواج:** الطلاق بين حديثي الزواج هو موضوع معقد يتأثر بالعديد من العوامل الثقافية والاجتماعية. الدراسات المتعددة تناولت هذا الموضوع من زوايا مختلفة، مما يوفر فهماً أعمق للأسباب التي قد تؤدي إلى الطلاق لدى هذه الفئة. **01\_العوامل الإجتماعية:** **1\_1 تأثير المجال الحضري:** كان للمجال الحضري تأثير عميق على الجوانب الاجتماعية والثقافية التي أدت إلى الطلاق بين العروسين. أحد هذه العوامل هو الطبيعة السريعة والتنافسية للحياة الحضرية، والتي يمكن أن تضع ضغوطًا على الزيجات. يمكن أن تترك متطلبات العمل والتنقل والالتزامات الاجتماعية القليل من الوقت للأزواج لرعاية علاقتهم، مما يؤدي إلى الشعور بالإهمال والاستياء. سلط عالم النفس جون جوتمان، المعروف بأبحاثه حول الاستقرار الزوجي والتنبؤ بالطلاق، الضوء على أهمية التواصل والثقة والارتباط العاطفي في الحفاظ على علاقات صحية. تشير نتائج جوتمان إلى أن الأزواج في المناطق الحضرية قد يواجهون تحديات فريدة في هذه المناطق بسبب الطبيعة السريعة الخطى والمجزأة للحياة الحضرية في كثير من الأحيان. 2\. Gottman, J. M., & Silver, N. (2015). The Seven Principles for Making Marriage Work. Harmony. **1\_2** التحولات الإجتماعية: إن الحراك الجغرافي الكثيف الذي سيصاحب الحركيّة الاقتصادية والحضريّة يدفع الأفراد إلى التنقّل في المجال بعيدا عن بيئة النشأة الأولى سواء للدراسة أو العمل أو السكن وتأسيس أسرة، حيث يرى أندرسون: أن ظاهرة الهجرة إلى المدن في دول العالم الثالث ترجع إلى حقيقة أنها تعمل على توفير الفرص العمل. وكذلك التوقع في زيادة الدخل، وهذه حقيقة لا نجدها في الريف وهذا ما مهد لبروز شكل الأسرة الزواجية في المجتمع الجزائري. ( Nels , 1964, p. 47) أثرت التغييرات في الهيكل والوظيفة للأسرة على تطور حالات الطلاق. تزامنا مع التحولات الثقافية والاجتماعية والتي صاحبها حراك ديموغرافي كبير وازن بين الارتفاع المطرد والمتزايد في معدلات الطلاق مع انخفاض ظرفي متزايد في معدلات الزواج. سعيدي محمد و سراج جياللي، جانفي2022 ، تطور حالات الطلاق في المجتمع الجزائري -قراءة سوسيو أنثروبولوجية مؤشرات إحصائية ، مجلة أنثروبولوجية الأديان، المجلد 18 العدد01 ،جامعة بلقايد تلسمان **1\_3 تدخل الأهل في الحياة الزوجية:** يُعتبر سببًا إضافيًا لانهيار الزواج. يؤدي تدخل والدي الزوجين في حياتهما اليومية إلى نشوء خلافات يمكن أن تتفاقم إلى حد الطلاق. قد تمارس الأسرة الممتدة ضغوطًا على الأزواج للاستمرار في زواج غير سعيد، أو قد تتدخل بشكل مفرط في شؤون الزواج، مما يؤدي إلى تفاقم التوترات. محمد، ر.، علي، م.، حسن، أ. (2019). تأثير الأسرة الممتدة على قرارات الطلاق بين الأزواج الشباب: دراسة حالة في المجتمعات الحضرية. مجلة الدراسات الثقافية، 25(4)، 347-362. **1\_4 سوء إختيار الشريك المناسب:** نحن الآن نعيش تحولا كبيرا نظرا للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وبعد أن كانت عملية اختيار شريك الحياة من المهام التي تقوم بها الأم أو النساء بشكل عام، ولا يكاد يكون للشاب أو الشابة المقبل على الزواج دور في إختيار أو تقرير من يكون شريكه، وأما الآن فقد أصبحت هذه مهمة يقوم بها الشاب والشابة باجتهادهما دون إستشارة أهلهما والإستعانة بهما، يرجون بذلك تحقيق أكبر قدر من التوافق في حياتهما المستقبلية. (الحسين، 2015، صفحة 16) **1\_5 الخيانة الزوجية:** يمكن أن تظهر الخيانة الزوجية، التي غالبًا ما تعتبر عاملاً مهمًا في الضيق الزوجي والطلاق، بأشكال مختلفة، بما في ذلك الخيانة العاطفية أو الجسدية. تشير الأبحاث إلى أن الخيانة الزوجية يمكن أن تنبع من نقص الاتصال العاطفي أو عدم الرضا عن العلاقة الحالية أو نقاط الضعف الفردية. - Dana A. Weiser, M. Shrout, Adam V Thomas, A. Edwards, Jaclyn Cravens Pickens. (2022). "I've been cheated, been mistreated, when will I be loved": Two decades of infidelity research through an intersectional lens. 40, p. 856-898. وفي سياق السنة الأولى للزواج، يمكن أن تكون الخيانة الزوجية مدمرة بشكل خاص لأنها تقوض أساس الثقة والالتزام الأساسيين لنجاح الزواج. تعد أسباب الخيانة الزوجية الإلكترونية متعددة، منها الشعور بالملل في العلاقة الزوجية أو نقص التواصل بين الزوجين. بالإضافة إلى ذلك، قد تلعب العوامل الاجتماعية والضغوط النفسية دورًا في دفع الأفراد للبحث عن الدعم العاطفي خارج نطاق العلاقة ، مما يؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه داخل العلاقة. نهى إبراهيم سلامة إبراهيم خريسه. (2023). الخيانة الزوجية الإلكترونية وعلاقتها بالطلاق المبكر. مجلة كلية الآداب جامعة الفيوم، (15) 1، الصفحات 1-46 **1\_6 الزواج المبكر:** يشير إلى سن المتزوجين التي تتراوح أعمارهم بين 17 و 19 عامًا والذي يعني عدم إمتلاك الخبرة العلائقية وكذلك الإفتقار إلى النضج الفكري والاجتماعي ، الأمر الذي يضعهما أمام عجز في التعامل مع الخلافات والقضايا التي تواجههم في حياتهما الزوجية. إنَّ قلة التجربة وانعدام الخبرة بمسألة التعايش والتكيف، بالإضافة إلى الجهل بمسؤوليات الزواج ، هذا ما قد يخلق نوعاً من النفور، حيث تتطلب العلاقات الناجحة القدرة على التعبير عن المشاعر وفهمها، وهذا قد يكون متعذرًا بفعل عدم النضوج الاجتماعي والعاطفي، مما يؤدي إلى تفاقم النزاعات بدلاً من حلها. Sanford, K. (2005). Attributions and anger in early marriage: Wives are event-dependent and husbands are schematic. *Journal of Family Psychology, 19*(2), 180-188. [[https://doi.org/10.1037/0893-3200.19.2.180]](https://doi.org/10.1037/0893-3200.19.2.180) **1\_7 تضارب الأدوار:** ويقصد بذلك الطرق التي يتوقع بها الفرد كيفية سلوك الطرف الثاني معه وبناء على ذلك فإن توقع الدور لدى الزوجين هو \"مجموعة من التوقعات المعينة التي يكونها الزوج او الزوجة حول الدور الذي سيقوم به الطرف الثاني. (سناء، الزواج والعلاقات الأسرية، 1979، صفحة 278). يؤدي عدم إدراك الزوجين حديثي العهد بالحياة الأسرية لاستقبال المولود الجديد إلى العديد من المشكلات، فكثيرا من الآباء والأمهات يتزوجون دون أن يعودوا أنفسهم لممارسة أدوارهم الجديدة التي تفرض عليهم بعد شهور قليلة من بدء زواجهما كبداية طبيعية يمر بها كل إنسان في حياته الزوجية، مما ينتج عنه مشكلات لا حصر لها تتعلق بهذه الأدوار، وتنشا المنازعات بسبب الوافد الجديد، والذي قد يعد عبئا إضافيا ثقيلا علي مسئولياتهما الأساسية تجاه بعضهم البعض. (عمر، 2000، صفحة 396). وهنا يؤكد الخبراء ضرورة تحديد التزامات الدور لكل من الزوج والزوجة اضافة الى تحديد الاهداف المتعلقة بهذه الادوار باعتبارها شرطا ضروريا لتحقيق الوحدة الزواجية. **1\_8 العنف ضد الزوجة:** تجربة العنف القائم على النوع الاجتماعي ارتبطت بارتفاع معدلات الطلاق. النساء اللواتي عانين من هذا العنف كانت لديهن احتمالات أعلى للطلاق مقارنة بأولئك اللاتي لم يختبرن العنف. في المناطق الحضرية، كانت هذه النسبة أعلى، حيث كان العنف الجنسي والجسدي يؤدي إلى زيادة كبيرة في احتمال الطلاق. الأثر السلبي للعنف يجعل الطلاق يُعتبر مخرجًا للكثير من النساء اللواتي يتعرضن لشتى أشكال العنف. ليتسع في بعض الأحيان ليصل نطاقه الى كل من اهل الزوج والزوجة وما يترتب عنه من مشاكل يصعب حلها. See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.net/publication/374373086 Exploring the factors contributing to Rising Divorce Rates in rural and urban Zambia: The influence of Phones, Education and Gender Based Violence مقالة ملوكي وآخرين. يحقق في أثر العنف المنزلي على صحة المرأة في عنابة، الجزائر. أجرى الباحثون دراسة شاملة شملت 200 امرأة طلبن المساعدة في وحدة استكشاف الطب الشرعي بسبب العنف المنزلي. تكشف النتائج أن جزءًا كبيرًا من هؤلاء النساء، حوالي 9.36٪، كانوا ضحايا للعنف المنزلي،والتي تشمل الإصابات الجسدية مثل الكدمات والكسور، والقضايا النفسية مثل القلق والتوتر الحاد، والتداعيات الاجتماعية المختلفة، بما في ذلك عدم الاستقرار المالي والطلاق. Mellouki, Y., Sellami, L., Zerairia, Y., Saker, L., Belkhadja, N., Zetili, H., Guehria, F., Kaious, F., Bensaaida, M., & Mira, A. H. (2023). The impact of domestic violence: A prospective forensic study in the northeastern region of Algeria (Annaba). *Egyptian Journal of Forensic Sciences*, 13(1). [[https://doi.org/10.1186/s41935-022-00321-2]](https://doi.org/10.1186/s41935-022-00321-2) **1\_9 الضغوط المالية**: عامل مهم آخر يسهم في الطلاق المبكر. أدى العبء المالي المتزايد للحياة الحديثة، إلى جانب انخفاض استقرار التوظيف، إلى خلق مناخ من القلق وعدم اليقين (كاي، 2018). Kaye, B. (2018). The Financial Impact of Divorce. In The Effects of Divorce on Families (pp. 123-135). New York: Routledge. بينما يكافح الأفراد لتغطية نفقاتهم، غالبًا ما تصبح العلاقات ضحية للضغوط المالية، مما يؤدي إلى زيادة التوترات وزيادة احتمالية الانفصال. علاوة على ذلك، يمكن أن يسهم انعدام الأمن والاستقرار الماليين في الشعور باليأس، حيث يعطي الأفراد الأولوية للمكاسب قصيرة الأجل على النجاح الطويل الأجل لعلاقاتهم. Smith, T. (2017). Financial Stress and Divorce Among Newlyweds. Journal of Financial Psychology, 30(2), 112-125 **2\_ العوامل الثقافية:** **2\_1 التوقعات الثقافية حول الزواج:** تؤثر المعايير الثقافية والتوقعات بشكل كبير على ديناميات علاقات حديثي الزواج. من البداية، يدخل الأزواج في الزواج بمفاهيم مسبقة متأثرة بخلفياتهم الثقافية. غالبًا ما تشكل هذه التوقعات أنماط الاتصال، وأنماط حل النزاعات، وأدوار الجنسين داخل العلاقة. على سبيل المثال، في المجتمعات التقليدية، حيث تُعتبر وحدة الأسرة ذات أهمية كبيرة، قد يتعرض حديثو الزواج لضغوط للامتثال للهياكل الأسرية التقليدية، مما يؤثر على عمليات اتخاذ القرار، مما يؤثر على رضاهم العام وطول مدة العلاقة. لذا، فإن استكشاف هذه العوامل الثقافية ضروري لفهم تعقيدات العلاقات الزوجية وتنبؤ التحديات المحتملة التي قد تنشأ. Lagang, P. (2023). *Impact of cultural norms and expectations on new relationships*. **2\_2 التباين الثقافي:** إن فشل الزواج وحدوث الطلاق هو تعارض فكري وتباين الخلفيات الثقافية للزوجين،، خاصة إذا كانت الثقافات الأصلية للزوجين متباعدة بشكل كبير مما يؤدي إلى الاصطدامات والصراع ثم الانفصال، ومع ذلك، فإن الخلفيات الاجتماعية والثقافية المختلفة يمكن أن تعزز الصراع الثقافي في الزواج بين الثقافات. يمكن أن تتسبب المعتقدات المختلفة حول الأسرة وتربية الأطفال واقتراب الصراع في سوء الفهم وإجهاد الأزواج الجدد. الزواج حديثي الزواج معرض للخطر من التأثيرات الواسعة للمجتمعات الفردية والعالم شديد الارتباط. تخلق الضغوط اليومية. Aiyedogbon, G. A., Abiodun, A. O. (2020). Changing sociocultural and religious traits and Nigerian youth \\\' family life: implications for social work practice. Social Work and Society International Online Journal, 18(1), 1-18. [*https://ssw.jura.uni-frankfurt.de/ojs/index.php/social-work-and-society/article/view/633*](https://ssw.jura.uni-frankfurt.de/ojs/index.php/social-work-and-society/article/view/633) **2\_3 أهمية المركزية الزوجية**: تكمن أهمية \"المركزية الزوجية في تدوين العلاقات الزوجية، خاصة بين الأزواج الجدد. المركزية الزوجية تشير إلى مدى أهمية دور الزواج في حياة الأفراد مقارنةً بالمسؤوليات الأخرى. حيث وجدت النتائج أن الأزواج الذين يحملون معتقدات قوية حول مركزية الزواج يتمتعون بمعدل أعلى من الالتزام تجاه شركائهم، مما يعزز جهودهم للحفاظ على العلاقة، بالإضافة إلى ذلك، ترتبط هذه المعتقدات بزيادة رضاهم عن علاقتهم، مما يمهد الطريق لمزيد من التواصل الإيجابي والاستقرار العاطفي. فالنجاح في العلاقات الزوجية قد يعتمد بشكل كبير على مدى تقدير الأفراد للزواج كجزء أساسي من هويتهم الحياتية. Willoughby, B. J., Yorgason, J., James, S., & Holmes, E. K. (2020). What Does Marriage Mean to Us? Marital Centrality among Newlywed Couples. *Journal of Family Issues*. P 1.7 **2\_4عدم التوافق وغياب التفاهم**: يمكن أن تؤدي الطبيعة السريعة والتنافسية للعيش في المدينة إلى التركيز على النجاح الفردي والتمكين، مما قد يلقي بظلاله على احتياجات ورغبات العلاقة. يجلب التحضر أيضًا تحديات يمكن أن تضع ضغطًا على الزيجات. من المعروف أن تكلفة المعيشة في المدن مرتفعة، مع مشاكل الازدحام المروري وفرص العمل المحدودة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضغوط مالية وعدم القدرة على التفاهم حول القرارات المهمة، وهو مؤشر مهم على عدم الرضا الزوجي والطلاق. كما أن الأسر حديثة العهد (حديثة التكوين) تتأثر علاقاتها وتفاعلاتها، حيث كشفت الإحصائيات عن وقوع حالات الطلاق فى 40% من حالات الزواج الحديث بسبب صعوبة التفاهم بين الزوجين. (المجدوب، 2005، صفحة 10) علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي جهل الشريك بمعنى الحياة الزوجية مع عدم وجود شبكة أمان إجتماعي قوية ونظم دعم مجتمعي إلى تفاقم الضغط على الأزواج للتغلب على هذه التحديات بمفردهم. **2\_5 الافتقار إلى مهارات الإتصال وحل النزاعات**: أظهرت الأبحاث أن عدم القدرة على التواصل بفعالية وحل النزاعات بطريقة صحية هو مؤشر مهم على انهيار العلاقة ، قد يعلق الأزواج غير القادرين على التواصل بشكل فعال في دورات الصراع والنقد، مما يؤدي إلى زيادة التوتر داخل العلاقة. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي الإفتقار إلى مهارات حل النزاعات إلى الشعور بالإستياء والإحباط، مما يزيد من إحتمالية فشل الزواج في عامه الأول. Johnson M. (2018). The Role of Communication in Newlywed Divorces. Communication Studies, 12(4), 78-91. **2\_6 التأثير الإعلامي**: لقد أصبحت وسائل الإعلام الجديدة، ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعي، قوة مؤثرة في تشكيل القيم والمفاهيم الثقافية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالعلاقات الزوجية. مع تراجع دور المؤسسات التقليدية مثل الأسرة والمدرسة في نقل القيم والمعايير الاجتماعية، أصبحت وسائل الإعلام هي المصدر الرئيسي لتشكيل الهويات الفردية والجماعية. هذا التحول يجعل الأفراد والمجتمعات أكثر عرضة للتأثر بالثقافات الأخرى، ولا سيما الثقافة الغربية. ونتيجة لذلك، نشهد تغييرات جوهرية في أنماط العلاقات الإجتماعية، بما في ذلك العلاقات الزوجية، والتي تتأثر بشكل مباشر بالقيم والمعايير المنتشرة عبر وسائل الإعلام الجديدة. **الحسيني، أ. (2015).** *وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على العلاقات الأسرية*. مجلة العلوم الاجتماعية، العدد 25. **2\_7 التعديل في المواد القانونية**: تؤدي التغييرات في القوانين، مثل الانتقال من نظام الزواج القائم على الموافقة إلى نظام يسمح بالطلاق من طرف واحد، إلى تغيير جذري في طبيعة عقد الزواج. حيث تُرفع قدرة الأفراد على الابتعاد عن الزواج دون الحاجة لإذن الطرف الآخر، مما يؤثر على توزيع القوة داخل الأسرة. الدراسات تشير إلى أن هذه القوانين قد تزيد من فرص المرأة وتعزز من وضعها الاجتماعي. ومع ذلك، قد تؤدي هذه التغييرات أيضًا إلى تقليل الفوائد من الزواج التقليدي. Stevenson, Betsey; Wolfers, Justin (2007). \"Marriage and divorce: changes and their driving forces.\" IZA Discussion Paper No. 2602 Institute for the Study of Labor (IZA). (Pages 24-26) إن التغييرات التي أدخلت على قانون الأسرة الجزائري في عام 1984 وبالأخص على المادتين 53 و 54 أعطت الزوجة مزيدا من الفرص لاستعادة حريتها والخروج من شراكة فاشلة. نتيجة لذلك، ينجذب العديد منهم نحو الخلع، مما ساهم كثيرا في إرتفاع حالات الطلاق في الجزائر، منذ صدور قانون الأسرة الجديد سنة 2005، الذي عُدل، وألغى بند الرجل وتعليق حقه في الطعن أو الاستئناف على أحكام الطلاق والخلع، التي كانت موجودة في القانون الأول. شوقور فاضل، \"تعديل المادة 45 من قانون الأسرة بين تقييد الطلاق وتكريس مبدأ المساواة بين الزوجين\"، المخبر المتوسطي للدراسات القانونية، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة أبو بكر بلقايد / تلمسان، الجزائر، 2022 ص97 **2\_8 التحضر وتأثيره على المتزوجين حديثًا:** إن حركة الزوح من الريف إلى الحضر وفي ظل التغيرات الإجتماعية بدأت الأسرة الممتدة تفقد شكلها بتحولها إلى شكل الأسرة الزواجية، والتي تعتبر السمة المميزة للمجتمع الحديث، كما يؤكده \"بارسونز\" أنه بالموازاة مع مرور المجتمع الريفي التقليدي إلى نمط المجتمع الصناعي الحضري يؤدي إلى فقدان حتمي للأسرة الممتدة التي تحل محلها الأسرة النووية. ( KOUAOCI, 1992, p. 175) أدى تعطيل الهياكل المجتمعية التقليدية إلى انخفاض رأس المال الإجتماعي والشعور بالعزلة مع عدم وجود شبكات الدعم والروابط الاجتماعية التي كانت موجودة في السابق، فإن الأفراد هم أكثر عرضة للشعور بالانفصال وعدم الوفاء، مما يؤدي إلى إحتمال أكبر للبحث عن علاقات بديلة أو إنهاء العلاقات القائمة. Putnam, R. (2000). Bowling Alone: The Collapse and Revival of American Community. New York: Simon & Schuster **2\_9 سوء إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي:** إن الإستحدام الخاطئ لوسائل التواصل الإجتماعي يزيد الفجوة لتوتر العلاقات بين أفراد الأسرة أولا وما بين الكثير من الأزواج، ويهدد الاستقرار الأسري ويمزق أواصر التواصل بين جميع أفرادها، كما أنها تخلق عالما رومانسيا مزيفا خاصة بين المتزوجين، فيصاب أحدهما أو كلاهما بحالة فراغ عاطفي قد يؤدي إلى الانحدار في القيم الأخلاقية دون أن يشعر بذلك في البداية بسبب متعة المغامرة والوهم النفسي مثل إقناع نفسه أن شخصيته عبر الإنترنت غير معروفة، وأن علاقاته هي علاقات عابرة ولن تؤثر على شريك حياته، مما يعزز بيئة يكون فيها الناس أكثر عرضة لإعطاء الأولوية للرضا الشخصي على طول عمر علاقاتهم. H.lua. (2022). Love in the Time of Hyperreality: The Role of Social Media in Individualistic Societies. Entropy, 24(1249), 1-21. [*https://doi.org/10.3390/e24091249*](https://doi.org/10.3390/e24091249) **2\_10 خروج المرأة للعمل:** في المجتمع التقليدي، يعد التحالف شرطًا حيويًا للفرد، فالرجل يحتاج إلى زوجة لرعاية واجباته أو منزله أو ضمان ذريته أو رعاية كبار السن أو المعاقين. تحتاج المرأة إلى زوج لأنها لا تستطيع الوصول إلى السوق أو العلاقات الاجتماعية بمفردها. اليوم، يتم تقليل هذا الاعتماد الكلي وتمنح المرأة مزيدًا من الحرية واتخاذ الخيارات، لذلك، يستثمر الجيل الجديد توقعات جديدة في الزواج ويتوقع مسؤولية شخصية. هذا هو الحال بشكل خاص بالنسبة للفتيات، اللائي من المرجح أن يكن عازبات. إنهم يحيطون أنفسهم بضمانات قبل ارتكاب جريمة الطلاق الذي يشكل تهديدًا دائمًا فوق رؤوسهم. إن النساء اللواتي يتمتعن بمستوى دخل عالٍ يكن أكثر ميلاً لاتخاذ قرار الطلاق، مما يدل على تأثير الاستقلال الاقتصادي على حياة المرأة. Anuja Ravindran, \"Socio-demographic factors and divorce among young married couples - A socio-cultural perspective,\" (Page 6). **معدلات الطلاق حول العالم**: تُعتبر المجتمعات الغربية أعلى في معدلات الطلاق مقارنةً بالبلدان الآسيوية والأفريقية شديدة التدين ، ويرجع ذلك إلى قلة وصمة العار المجتمعية وزيادة الاستقلال المالي للنساء. إرتفاع معدلات الطلاق في بعض الدول يعود إلى سهولة وسرعة إجراءات الطلاق، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة التعليم والمساواة بين الجنسين. وتشمل الأسباب الأكثر شيوعا للطلاق في هذه البلدان ما يلي: عدم الالتزام: 75٪ ؛ الخيانة الزوجية: 59.6٪ ؛ عدم التوافق: 57.7٪ ؛ الزواج صغير جدًا: 45.1٪؛ الضائقة المالية: 36.7٪؛تعاطي المخدرات: 34.6٪ العنف المنزلي: 23.5٪. **الشكل رقم 01: ترتيب دول العالم حسب معدلات الطلاق** ![](media/image2.png) **https://cdn.prod.website-files.com/5ef484232161dd0feefffa2b/623dd0a55f5b15a80d4d74c4\_x0q3e2Cr4CRs4bnR80oZAFj0iF8sc6xBl-NpkkLinQIHyLBN9Evgtbnt3QBvOU5qx9p8tnCkxOOFpCLoa7I65kzmJ\_wLiwKgS\_XAqSZ35QMelOfJnyTxm6L2D7GfbU4CgWU8D2OE.png** **معدلات الطلاق في العالم العربي:** تشهد الدول العربية إرتفاعًا في معدلات الطلاق مقارنة بعدد عقود الزواج، مما أثار قلق الخبراء الذين طالبوا بإتخاذ إجراءات للحفاظ على دور الأسرة. ترتيب معدلات الطلاق في الدول العربية لعام 2024 [[وفقا لتقرير نشره موقع \"داتا بانداز\"]](https://www.datapandas.org/ranking/divorce-rates-by-country) المختص بمعدلات الطلاق في العالم، كان ترتيب الدول العربية، لعام 2024، بمعدل نسبة الطلاق لكل ألف شخص كالآتي: 1\_ ليبيا (2.5). 2\_ مصر (2.3). 3\_ السعودية (2.1). 4\_ الجزائر (1.6). 5\_ الأردن (1.6). 6\_ لبنان (1.6). 7\_ سوريا (1.3). 8\_ الكويت (1.3). 9\_ الإمارات العربية المتحدة (0.7). 10\_ قطر (0.7). **الشكل رقم 02:** ترتيب الدول العربية حسب معدلات الطلاق لعام 2024 https://globalsy.net/wp-content/uploads/2024/08/IMG\_20240807\_175511\_105.jpg **معدلات الطلاق في الجزائر:** **الجدول رقم 10:** يبين عدد حالات الزواج والطلاق مقارنة بعدد السكان في الجزائر خلال الفترة الممتدة ما بين 2005-3202 +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **معدل | **عدد | **معدل | **عدد | **عدد | **الحالة* | | الخام | حالات | الخام** | الزيجات | السكان** | * | | لحالات | الطلاق | | بالألف** | | | | الطلاق؉** | ألف** | **لحلات | | **بالمليو | **السنوات | | | | الزواج؉** | | ن** | ** | +===========+===========+===========+===========+===========+===========+ | **0.90** | **31021** | **8.50** | **279.5** | **32906** | **2005** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.00** | **34623** | **8.82** | **295** | **33481** | **2006** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.00** | **34137** | **9.55** | **325** | **34096** | **2007** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.14** | **39396** | **9.58** | **331** | **34591** | **2008** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.18** | **41505** | **9.68** | **341** | **35268** | **2009** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.39** | **49845** | **9.58** | **345** | **35978** | **2010** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.49** | **54826** | **10.05** | **369** | **36717** | **2011** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.47** | **54985** | **9.90** | **371** | **37495** | **2012** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.50** | **57461** | **10.13** | **388** | **38297** | **2013** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.56** | **60844** | **9.88** | **386** | **39114** | **2014** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.50** | **59909** | **9.24** | **369** | **39963** | **2015** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.52** | **62128** | **8.73** | **357** | **40836** | **2016** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.57** | **65637** | **8.14** | **340** | **41721** | **2017** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.54** | **65690** | **7.79** | **332** | **42578** | **2018** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.52** | **65967** | **7.26** | **315** | **43424** | **2019** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.51** | **66791** | **6.43** | **285** | **44241** | **2020** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.70** | **76202** | **7.01** | **315** | **44938** | **2021** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **1.84** | **84072** | **6.26** | **286** | **45631** | **2022** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ | **2.02** | **93402** | **6.01** | **279** | **46344** | **2023** | +-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+-----------+ **المصدر:** من إعداد الباحثين بالإعتماد على (بيانات الديوان الوطني للإحصاء، 2024) **التحليل الإحصائي:** نلاحظ من خلال الجدول، الذي يعرض حالات الزواج والطلاق مقارنة بعدد السكان في الجزائر للفترة من 2005 إلى 2023، يتضح أن هناك إتجاهًا تصاعديًا ملحوظًا في معدل الطلاق الخام. حيث ارتفع من 0.90% في عام 2005 إلى 2.02% في عام 2023، مع تسارع ملحوظ بعد عام 2010، حيث زاد من 1.39% إلى 2.02% خلال الفترة الزمنية المدروسة. تشير البيانات إلى زيادة كبيرة في عدد حالات الطلاق، إذ ارتفع العدد من 31,021 حالة في عام 2005 إلى 93,402 حالة في عام 2023، أي أن العدد تضاعف تقريبًا. في الوقت نفسه، شهد معدل الزواج الخام تقلبات ملحوظة؛ فقد كان 8.50% في عام 2005، وبلغ ذروته عند 10.05% في عام 2011، ثم تراجع تدريجيًا ليصل إلى 6.01% في عام 2023. هذا الانخفاض قد يعكس تغييرات اجتماعية وثقافية محتملة، مثل تأجيل الزواج أو عدم الإقبال عليه. كما شهد عدد الزيجات تغيرات ملحوظة، حيث سجلت الجزائر 279,500 حالة زواج في عام 2005، وارتفع العدد إلى 388,000 حالة في عام 2013 قبل أن ينخفض مجددًا إلى 279,000 حالة في عام 2023. كما ارتفع العدد الإجمالي للسكان من 32.9 مليون نسمة في عام 2005 إلى 46.3 مليون نسمة في عام 2023. على الرغم من هذا النمو السكاني، فإن الاتجاهات في معدلات الطلاق والزواج تشير إلى تغييرات اجتماعية أعمق تتجاوز مجرد النمو السكاني، مما يتطلب دراسة معمقة لفهم العوامل الاجتماعية والثقافية التي تؤثر على هذه الديناميات. **التحليل السوسيولوجي:** تشير البيانات إلى وجود علاقة عكسية بين معدلات الزواج والطلاق في الجزائر، مما يعكس تحولات اجتماعية وثقافية عميقة. تتعلق بالقيم الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالأسرة والزواج، بالإضافة إلى زيادة الاستقلالية الاقتصادية للمرأة، التي قد تسهم في تعزيز اتجاهات الطلاق، بما في ذلك تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا على العلاقات، والتحولات المرتبطة بالتحضر. كما تلعب أدوار الجنسين المتغيرة دورًا في زيادة معدلات الطلاق. إضافة إلى ذلك، الأزمة الصحية المتمثلة في جائحة كورونا التي خلقت ضغوطات إجتماعية وإقتصادية ونفسية نتيجة الحجر المنزلي، زيادة إلى الضغوط الأسرية وتغير نظرة المجتمع إلى الطلاق، كلها أثرت على الاستقرار الزوجي. هذه الديناميات تعكس تحولًا أعمق في القيم والمفاهيم الإجتماعية المتعلقة بالأسرة في الجزائر. يقدم هذا التحليل لمحة عن التحولات الديموغرافية والاجتماعية التي تمر بها الجزائر، موضحًا كيفية تأثير العوامل السوسيوثقافية على معدلات الزواج والطلاق. **الشكل رقم03:** يوضح عدد حالات الزواج والطلاق في الجزائر خلال الفترة الممتدة من 2005 إلى 2023. [\[CHART\]]{.chart} **المصدر:** من إعداد الباحثين بالإعتماد على (بيانات الديوان الوطني للإحصاء، 2024) **\ ** **الاستنتاج:** تشير النتائج إلى أن العوامل السوسيوثقافية تلعب دورًا معقدًا ومتعدد الأوجه في الطلاق بين حديثي الزواج في السياق الحضري. ويتجلى التعارض بين القيم التقليدية والحديثة، والضغوط الإجتماعية والإقتصادية، وتأثير الأسرة الممتدة والمجتمع المحلي، والمجال الحضري كعوامل رئيسية تساهم في قرار إنهاء الزواج. ومن الجدير بالذكر أن هذه العوامل لا تعمل بمعزل عن بعضها البعض، بل تتفاعل وتتشابك بطرق معقدة. وبالتالي، فإن فهم وإدراك العوامل الإجتماعية والثقافية المؤدية إلى الطلاق في السياق الحضري يتطلب نهجًا شموليًا يأخذ في الإعتبار هذه العوامل المترابطة من طرف الباحثين وصناع القرار من سياسيين ومشرعين والمجتمعات من أجل تقديم الدعم لفئة حديثي الزواج الذين يواجهون تحديات الحياة الحضرية. من خلال تعزيز التواصل المفتوح، وبناء شبكات دعم قوية، ومواءمة القيم والتوقعات، والتي تمكنهم من التعامل بشكل أفضل مع ضغوط الحياة الحضرية لتعزيز الزواج الصحي والمستدام. **التوصيات:** \_ دعم التخطيط الحضري والسياسات الإجتماعية للزواج الصحي والأسر في المناطق الحضرية؛ \_ دمج برامج تهدف إلى دعم الأسر الصغيرة والمتوسطة الحجم في المناطق الحضرية. \_ ضرورة إجراء محاولات للصلح قبل الوصول إلى الخلع؛ \_ التركيز على ضرورة سن قوانين جديدة تعزز حقوق المرأة وتمنع الزواج المبكر؛ \_ إلزام المقبلين على الزواج بدورات تأهيلية وتثقيفية حول القيم المجتمعية وتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية والحياة الزوجية، مما سيساهم في إستقرار المجتمع؛ \_ إدراج مادة تعليمية في المنااهج التربوية تبرز أهمية الزواج والأسرة للفرد والمجتمع في جميع الأطوار الدراسية لنشر الثقافة والتوعية الأسرية؛ \_ إنشاء مكاتب الإستشارات الزوجية لتقديم الدعم للأزواج الجدد لمساعدتهم في فهم التوقعات المشتركة وبناء أساس قوي لعلاقتهم من خلال إنشاء تطبيقات في الهواتف الذكية أو برامج تليفزيونية أومواقع التواصل الإجتماعي، التي بدورها ترشدهم بالطرق الصحيحة لبناء علاقة زوجية مستقرة وسعيدة؛ \_ تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية وندوات تركز على مهارات التواصل وحل النزاعات، وإدارة الضغوط الزوجية، وفهم أدوار الجنسين بشكل عادل؛ \_ تقديم دعم مالي أو تسهيلات للأزواج الجدد لتخفيف الضغوط الاقتصادية التي قد تؤثر على إستقرار الزواج؛ \_ إنشاء دور للحضانة وروضات الأطفال لمساعدة الأزواج على تحقيق التوازن بين الإلتزامات الأسرية والمهنية ولتخفيف الضغوط خلال ساعات العمل؛ \_ زيادة الوعي الإجتماعي بإشراك الجمعيات والمنظمات والمجتمع المدني للعمل على تقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالطلاق وتعزيز قبول المجتمع للأزواج الذين يمرون بصعوبات؛ \_ يمكن إقتراح دراسات وبحوث مثل الدراسات الطولية أو البحث المقارن عبر البيئات الحضرية المختلفة. **الخاتمة:** في الختام، فإن إرتفاع معدل الطلاق بين المتزوجين حديثًا في المجال الحضري هو قضية معقدة لا يمكن أن تُعزى إلى عامل واحد. بل هو تتويج لمجموعة من التأثيرات الإجتماعية والثقافية التي تشكل مواقف وسلوكيات وتوقعات الأفراد الذين يدخلون في الزواج. من خلال الإعتراف بهذه العوامل وفهمها، يمكننا العمل من أجل خلق بيئة أكثر دعمًا ومواتية للعلاقات في المناطق الحضرية. علاوة على ذلك، فإن التحديات الفريدة التي يواجهها الأزواج في المجال الحضري يمكن أن يسترشد بها في إستراتيجيات تعزيز الزواج الصحي وخفض معدلات الطلاق. في النهاية، من خلال تبني تعقيدات الحياة الحضرية ومعالجة الشبكة المعقدة للعوامل الاجتماعية والثقافية التي تساهم في الطلاق، يمكننا هذا العمل على بناء علاقات أقوى وأكثر مرونة تتحمل إختبار الزمن. **\ ** **المراجع:**

Use Quizgecko on...
Browser
Browser