محاضرات في المشكلات السكانية PDF
Document Details
Uploaded by MeaningfulNephrite4976
دكتورة / آية العطار
Tags
Summary
هذه المحاضرات تتناول المشكلات السكانية في مصر، وتشمل تحليلًا شاملًا للنمو السكاني، والمشكلات المرتبطة به، مثل توفير الغذاء والماء، واستهلاك الموارد الطبيعية، والتلوث، إضافةً إلى دراسة التركيب السكاني، ومعدلات الإنجاب، ومعدلات الوفيات.
Full Transcript
ة ا اداب ارات ام ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﯽ اﻟﻤﺸﮑﻼت اﻟﺴﮑﺎﻧﯿﮥ إﻋﺪاد دﮐﺘﻮرة /آﯾ ـ ـ ــﮥ اﻟﻌﻄ ـ ـ ــﺎر ات ات...
ة ا اداب ارات ام ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﯽ اﻟﻤﺸﮑﻼت اﻟﺴﮑﺎﻧﯿﮥ إﻋﺪاد دﮐﺘﻮرة /آﯾ ـ ـ ــﮥ اﻟﻌﻄ ـ ـ ــﺎر ات ات ام : إن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ ﺳﻛﺎن ھذا اﻟﻛوﻛب ﻛﺛﯾرة وﻗد ﺣرص اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻧذ ﻧﺷﺄﺗﮫ إﻟﻰ ﺗطوﯾر ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻣن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻧواﺣﻲ وﻟﻛن ﻣﻊ ﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑدأ اﻹﻧﺳﺎن ﯾﺟد ﻧﻔﺳﮫ أﻣﺎم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻻﺑد ﻣن ﻣواﺟﮭﺗﮭﺎ. ﻓﻲ ھذا اﻟﺟﮭد اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﺣرﺻﻧﺎ أن ﻧﺿﻊ ﺑﯾن ﯾدﯾك ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﻛل واﻟﺣﻠول اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ ﺣﯾث ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ أﻛﺛر اﻟﻣﺷﺎﻛل ﺻﻌوﺑﺔ وﺑﻘﯾت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺣدﯾﺎت ﻟم ﯾﺗم طرﺣﮭﺎ وذﻟك ﻷن اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ اﻟﺑﺷرﯾﺔ أﻛﺑر ﻣن أن ﯾﺗم إﺣﺻﺎﺋﮭﺎ. ﻓﻲ ھذا اﻟﻛﺗﺎب ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ أﻛﺑر اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ ﺳﻛﺎن ھذا اﻟﻛوﻛب إﻻ وھﻲ اﻻﻧﻔﺟﺎر اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ اﻟرھﯾب واﻟذي ھو ﻓﻲ ﺗزاﯾد ﻣﺳﺗﻣر ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗوﻓﯾر اﻟطﻌﺎم واﻟﻣﺎء ﻟﮭذا اﻟﻛم اﻟﻣﺗزاﯾد ﻣن اﻟﻧﺎس ﺛم ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻔﻘر ،وﺗم اﻟﺗطرق أﯾﺿﺎ إﻟﻰ اﺳﺗﻧزاف اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻓﻲ ﺗﻧﺎﻗص ﻣﺳﺗﻣر وﻛذﻟك اﻟﺗﻠوث اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ازدﯾﺎد اﻷﻋداد اﻟﻣﮭوﻟﺔ ﻣن اﻟﺑﺷر واﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻌﯾش ﻟﮭذه اﻷﻋداد اﻟﻣﺗزاﯾد. ﻛﻣﺎ ﺗم اﻟﺗطرق أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﮭﻣﺔ إﻻ وھﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻓﻲ ﺗﻧﺎﻗص ﻣﺳﺗﻣر واﻟﺗﻲ ﺑدوﻧﮭﺎ ﺗﺻﺑﺢ اﻟﺣﯾﺎة أﻗل ﺣﺿﺎرة ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻹﻧﺳﺎن ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن اﻟطﺎﻗﺔ وﺗطرﻗﻧﺎ أﯾﺿﺎ ﻟﺑﻌض أﻧواع اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ. ١ ات ات ام ا اول ات ا ام أو :ا ام: ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻣﯾﺎ ً ﺑﺄﻧﮭﺎ اﺧﺗﻼل اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ، وﺣﺟم اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،ﻓﺎﻟﺳﻛﺎن ﻛﻣﺎ ﯾُﻧظر إﻟﯾﮭم ﻛﻘوة إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ووﺳﯾﻠﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣوارد ،ﻛذﻟك ھم أﯾﺿﺎ ً ﻗوة اﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ ﺗﻣﺛل ﺿﻐطﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،وﻣن ﺛم ﯾؤدي ﻋدم اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺳﻛﺎن وﺣﺟم اﻟﻣوارد إﻟﻰ وﺟود ﻣﺎ ﯾُﻌرف ﺑـ "اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ". م :ات ا ام: إ أاد ان ادات: ﺗﺷﯾر اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺟﮭﺎز اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﺣﺻﺎء إﻟﻰ أن ﻋدد ﺳﻛﺎن ﻣﺻر ﺑﻠﻎ ﻓﻲ ٢٦أﻛﺗوﺑر ٢٠٢٤ﻧﺣو ١٠٦,٩٧٥,٦٩١ﻧﺳﻣﺔ. وھﻧﺎ ﻧﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ إﺟﻣﺎﻟﻲ أﻋداد اﻟﺳﻛﺎن ﺑﺎﻟﺗﻌدادات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻧﺳﻰ ﻟﻧﺎ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣطردة ﻓﻲ اﻷﻋداد ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة. أاد ان ات ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن ﺑﺎﻟﻤﻠﯿﻮن اﻟﺘﻌﺪاد 14.18 1927 15.92 1937 48.2 1986 59.31 1996 72.6 2006 94.8 2017 ٢ ات ات ام وھﻛذا ﻓﻘد ﺷﮭد ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﺗطورا ﻛﺑﯾرا وﺗﺿﺎﻋف ﺧﻼل ﺳﻧوات ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻟﺗﺻﺑﺢ ﻣﺻر اﻟدوﻟﺔ اﻷﻛﺛر ﺳﻛﺎﻧﺎ ً ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ وﺛﺎﻟث أﻛﺛر اﻟدول اﻛﺗظﺎظﺎ ً ﺑﺎﻟﺳﻛﺎن ﻓﻲ إﻓرﯾﻘﯾﺎ )ﺑﻌد ﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ وإﺛﯾوﺑﯾﺎ( ،واﻟدوﻟﺔ رﻗم ١٤ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى دول اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﺣﯾث ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن. ﻛﻣﺎ أﻋﻠن اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﺣﺻﺎء أن ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﺳﯾﺻل ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٣٠إﻟﻰ ﻗراﺑﺔ ١٢٠ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﻟﻌدد ﺳﻛﺎن ١٥دوﻟﺔ أوروﺑﯾﺔ ذات ﻛﺛﺎﻓﺔ ﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﺿﻌﯾﻔﺔ أو ﻣﺗوﺳطﺔ.ﻓﯾﻣﺎ ﺗﺷﯾر اﻟدراﺳﺎت إﻟﻰ أﻧﮫ ﺑﺣﻠول ﻋﺎم ٢٠٥٠ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﺻل ﻋدد ﺳﻛﺎن ﻣﺻر إﻟﻰ ١٥٣,٤ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ،ﺛم ﯾﺗواﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع ﻟﯾﺻل ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﺑﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟواﺣد واﻟﻌﺷرون إﻟﻰ ١٩٨,٧ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ أو ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل أﻛﺛر ﻣن ﺿﻌف ﺳﻛﺎن ﻣﺻر ﻋﺎم .٢٠١٥ ا ام: أظﮭرت ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﺣﺻﺎء ﺗطور اﻟﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر واﻟﺗﻲ ﺷﮭدت ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻣن ٧١,٥ﻧﺳﻣﺔ /ﻛم ٢ﻋﺎم ٢٠٠٦إﻟﻰ ١٠١,٨ﻧﺳﻣﺔ /ﻛم ٢ﻋﺎم ،٢٠٢١ﺛم إﻟﻰ ١٠٣,٣ﻧﺳﻣﺔ /ﻛم ٢ﻋﺎم ،٢٠٢٢وھو ﻣﺎ ﯾوﺿﺣﮫ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ: ل ا ام: ﺑﺣﺳب ﺗﻌداد ،٢٠١٧ارﺗﻔﻊ ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻧوي ﻟﻠﺳﻛﺎن اﻟﻣﺻرﯾﯾن ﻣن ﻧﺳﺑﺔ %٢,٠٥ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣن ٢٠٠٦ – ١٩٩٦إﻟﻰ ﻧﺳﺑﺔ %٢,٥٦ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣن .٢٠١٧ – ٢٠٠٦ ٣ ات ات ام وﯾوﺿﺢ اﻟرﺳم اﻟﺑﯾﺎﻧﻲ اﻟﺳﺎﺑﻖ: ﺗزاﯾد ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﺑﺷﻛل ﻣطرد ﻓﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن ﻻ ﯾﺗﺧطﻰ %١,٠٩ﻓﻲ أواﺋل اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،أﺻﺑﺢ %٢,٧٥ﻓﻲ ﺣﻘﺑﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ،ﺛم %٢,٥٦ﺑﯾن اﻟﺗﻌدادﯾن اﻷﺧﯾرﯾن ﻟﻠﺳﻛﺎن ).(٢٠١٧ – ٢٠٠٦ وﺑﺣﺳب ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ،ﻓﺈن ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﯾﺗراوح ﺑﯾن ٢إﻟﻰ ،%٤ﻓﻲ ﺣﯾن ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز %١,٥ﺳﻧوﯾﺎ ﻓﻲ أوروﺑﺎ وأﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ. ل ا ادي ا ام: أﻛدت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺑﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت أن اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ﺛﻼﺛﺔ أﺿﻌﺎف ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻛﻲ ﯾﻛون ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺟﯾل اﻟﺟدﯾد.وھذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺻر واﻟذي وﺻل إﻟﻰ %٢,٥٦ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣن ٢٠١٧ – ٢٠٠٦ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﻧﻣو اﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺗﺟﺎوز %٧,٥ﺳﻧوﯾﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣواطن أن ﯾﺷﻌر ﺑﺛﻣﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ. وﻓﻲ ﺿوء ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ،ﻓﺈن ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٢٠ﻧﺣو ،%٥,٦وﺗراﺟﻊ ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٢١ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ،%٣,٦وﻣﻊ ﺗوﻗﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺻل ﻟـ %٦,٦ﻵﺧر ﺑﯾﺎﻧﺎت وزارة اﻟﺗﺧطﯾط ،إﻻ أن اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﯾزال ﻏﯾر ﻛﺎف ﻟﻣواﻛﺑﺔ اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ وﺗﻌد ﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻛﻲ ﺗﻧﺎﺳب اﻟزﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ، ٤ ات ات ام اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺻﻌب ﻣﻌﮫ ﺷﻌور اﻟﻣواطن اﻟﻣﺻري ﺑﺗﺣﺳن رﻏم ﺟﮭود اﻟدوﻟﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺳﮭم ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋﻠﻰ اﻟﻣواطن وﺗوﻓﯾر ﺣﯾﺎة ﻛرﯾﻣﺔ ﻟﮫ. د ا: وﻓﻘﺎ ﻟﺗﻘدﯾرات اﻟﺳﻛﺎن ﻓﻲ ١ﯾﻧﺎﯾر ،٢٠٢٢ﺑﻠﻎ ﻋدد اﻷﺳر اﻟﻣﺻرﯾﺔ ٢٥,٥ﻣﻠﯾون أﺳرة. %٥٥,٣ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋدد اﻷﺳر ﯾﻘﯾﻣون ﺑﺎﻟرﯾف ) ١٤,١ﻣﻠﯾون أﺳرة( %٤٤,٧ ،ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋدد اﻷﺳر ﯾﻘﯾﻣون ﺑﺎﻟﺣﺿر ) ١١,٤ﻣﻠﯾون أﺳرة( ﻛﻣﺎ ھو ﻣوﺿﺢ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ: :أب ادة ام: ﺗُﻌد اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﻌﻘدة ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺗﺷﻌب ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻷﺳﺑﺎب واﻟﺗداﻋﯾﺎت، ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﮫ ﻛﻼ ﻣن اﻷﺳﺑﺎب واﻟﺗداﻋﯾﺎت ﺗؤدي ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ إﻟﻰ اﻷﺧرى ،وﻟﻛن ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد أﺳﺑﺎب ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟزﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻵﺗﻲ: .١اﻟزﯾﺎدة اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ )ارﺗﻔﺎع ﻋدد اﻟﻣواﻟﯾد واﻧﺧﻔﺎض أﻋداد اﻟوﻓﯾﺎت(: ﺑﻠﻐت اﻟزﯾﺎدة اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ﻧﺣو ١,٥٧١ﻣﻠﯾون ﻓرد ﻋﺎم ٢٠٢٠ﻣﻘﺎﺑل ١,٧٣٤ﻣﻠﯾون ﻓرد ﻋﺎم ٢٠١٩ﺑﻧﺳﺑﺔ اﻧﺧﻔﺎض .%٩,٤وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل اﻟزﯾﺎدة اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟذي وﺻل إﻟﻰ %١٥,٦ﻓﻲ اﻷﻟف ﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻋﺎم ٢٠٢٠ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن ٢٤,٩ﻓﻲ اﻷﻟف ﻋﺎم ٢٠١٢و ٢٣,٣ﻓﻲ اﻷﻟف ﻋﺎم ،٢٠١٥إﻻ أن ھذا اﻟﻣﻌدل ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺗﻔﻌﺎ ﻗﯾﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌدل اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠزﯾﺎدة اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟذي ﺑﻠﻎ %١٠,٣٧وﻓﻘﺎ ً ﻟﻠﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ. ٥ ات ات ام -ﻣﻌدل اﻟزﯾﺎدة اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﻓﻘﺎ ً ﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ :٢٠٢٠ ﺳﺟﻠت ﻣﺣﺎﻓظﺎت )ﻣطروح – ﺳوھﺎج – أﺳﯾوط – اﻟﻣﻧﯾﺎ – ﻗﻧﺎ( واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﻘر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ،ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﺑﻣﻌدﻻت اﻟزﯾﺎدة اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻷﺧرى، وﻗد ﺑﻠﻎ اﻟﻣﻌدل ﺑﮭذه اﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت ) (٢٠,٣ – ٢١,٨ – ٢٢,٢ – ٢٢,٧ – ٤٠,٢ﻟﻛل ١٠٠٠ﻣن اﻟﺳﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺗﯾب ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﺑورﺳﻌﯾد اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷﺧﯾرة ﺣﯾث ﺑﻠﻎ اﻟﻣﻌدل ٨ﻓﻲ اﻷﻟف ﻟﻧﻔس اﻟﻌﺎم. وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أﻧﮫ ﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ اﺗﺟﮫ ﻣﺗوﺳط اﻟزﯾﺎدة اﻟﺳﻧوﯾﺔ إﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع ﻋﺑر اﻟزﻣن، ﻓﻘد أﺿﺎﻓت ﻣﺻر إﻟﻰ ﺳﻛﺎﻧﮭﺎ ٣,٦ﻣﻼﯾﯾن ﻧﺳﻣﺔ ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ ١٩٢٠و ،١٩٤٠ﺛم ٩,٣ﻣﻼﯾﯾن ﻧﺳﻣﺔ ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ ١٩٤٠و ،١٩٦٠ﺛم ١٦,٧ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ ١٩٦٠و ،١٩٨٠ﺛم ٢٥,٥ ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ ١٩٨٠و ،٢٠٠٠ﺛم ٣٣,٥ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ ٢٠٠٠و .٢٠٢٠ ٦ ات ات ام وﺑﺣﺳب ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﺣﺻﺎء ،ﺑﻠﻎ ﻋدد اﻟﻣواﻟﯾد ٢,٢٣٥ﻣﻠﯾون ﻣوﻟود ﻋﺎم ٢٠٢٠ﻣﻘﺎﺑل ٢,٣٠٥ﻣﻠﯾون ﻣوﻟود ﻋﺎم ٢٠١٩ﺑﻧﺳﺑﺔ اﻧﺧﻔﺎض ،%٣وﺑﻠﻎ ﻣﻌدل اﻟﻣواﻟﯾد ٢٢,٢ﻓﻲ اﻷﻟف ﻋﺎم ٢٠٢٠ﻣﻘﺎﺑل ٢٣,٣ﻓﻲ اﻷﻟف ﻋﺎم ٢٠١٩ﺑﻧﺳﺑﺔ اﻧﺧﻔﺎض ١,١ ﻓﻲ اﻷﻟف.وھذه اﻟزﯾﺎدة اﻟﮭﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ أﻋداد اﻟﻣواﻟﯾد ﺗﻌﯾﻖ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت وﻗدرات أي دوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم. ﺗطور ﻣﻌدل اﻟﻣواﻟﯾد ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة )(٢٠٢٠ – ٢٠١٦ وﺑﻠﻎ ﻋدد ﻣواﻟﯾد اﻟﺣﺿر ١,١٤٣ﻣﻠﯾون ﻣوﻟود ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻋدد ﻣواﻟﯾد اﻟرﯾف ١,٠٩٢ﻣﻠﯾون ﻣوﻟود ﻋﺎم .٢٠٢٠وﺟﺎءت ﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻘﺎھرة ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻋدد اﻟﻣواﻟﯾد ﺑﮭﺎ ١٩٩ أﻟف ﻣوﻟودا ﻋﺎم ،٢٠٢٠ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺟﺎءت ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﺟﻧوب ﺳﯾﻧﺎء ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷﺧﯾرة ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻋدد اﻟﻣواﻟﯾد ﺑﮭﺎ ٢٩٧٧ﻣوﻟودا. ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻋدد اﻟوﻓﯾﺎت ٦٦٥أﻟف ﻋﺎم ٢٠٢٠ﻣﻘﺎﺑل ٥٧١أﻟف ﻋﺎم ٢٠١٩ﺑﻧﺳﺑﺔ ارﺗﻔﺎع ﻗدرھﺎ .%١٦,٥وﺑﻠﻎ ﻣﻌدل اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﺧﺎم ٦,٦ﻓﻲ اﻷﻟف ﻋﺎم ٢٠٢٠ﻣﻘﺎﺑل ٥,٨ﻓﻲ اﻷﻟف ﻋﺎم ٧ ات ات ام ٢٠١٩ﺑﻧﺳﺑﺔ ارﺗﻔﺎع ٠,٨ﻓﻲ اﻷﻟف.وﺳﺟﻠت اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﻌﻣرﯾﺔ ) (١٤-٥) ،(٤-١أﻗل ﻧﺳب ﻟﻠوﻓﯾﺎت ﺣﯾث ﺑﻠﻐت ﻓﻲ ھذه اﻟوﻓﯾﺎت %١,٣ ، %١,٤ﻋﻠﻰ ﻟﺗرﺗﯾب ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟوﻓﯾﺎت. .٢زﯾﺎدة ﻣﺗوﺳط اﻟﻌﻣر اﻟﻣﺗوﻗﻊ: ﺳﺎھم ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻗم ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺳﻛﺎن ،ﺣﯾث إن ﺗوﻗﻊ اﻟﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة وﺻل إﻟﻰ ٧٥,٩ﻟﻺﻧﺎث و ٧٣,٤ﻟﻠذﻛور ﻋﺎم ٢٠٢٠ﻣﻘﺎﺑل ٧٣,٣ﻟﻺﻧﺎث و ٧٠,٥ ﻟﻠذﻛور ﻋﺎم ،٢٠١٦ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎن ٧١,٧ﻟﻺﻧﺎث و ٦٩,٠ﻟﻠذﻛور ﻋﺎم .٢٠١٢ .٣اﻟﺗرﻛﯾﺑﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ: ﺗﺗﺳم اﻟﺗرﻛﯾﺑﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﺧﺻوﺑﺔ ﺣﯾث أﺷﺎر اﻟﻣﺳﺢ اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ اﻟﺻﺣﻲ ﻟﻣﺻر ٢٠١٤إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻟﻣﻌدل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺧﺻوﺑﺔ )ﻣﺗوﺳط ﻋدد اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﺗﻧﺟﺑﮭم اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﺑﯾن ١٥و ٤٩ﻋﺎﻣﺎً( ﻣن ٣أطﻔﺎل ﻟﻛل اﻣرأة ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٠٨إﻟﻰ ٣,٥طﻔل ﻟﻛل اﻣرأة ﻓﻲ ﻋﺎم ،٢٠١٤اﻷﻣر اﻟذي أدى ﺑدوره إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺳﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻌﻣرﯾﺔ أﻗل ﻣن ١٥ﻋﺎﻣﺎ ً ﺣﯾث ﺑﻠﻐت ﻧﺳﺑﺗﮭم ﻧﺣو %٣٤,٣ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻌﻣري ﻷﻓراد اﻷﺳر. واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ھﻧﺎ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن اﻟﺧطر ﻣن اﻟزﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﺣﺟﻣﮭﺎ ﺑل ﻓﻲ اﻟﺗرﻛﯾﺑﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟزﯾﺎدة ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ھﻧﺎك أﻛﺛر ﻣن ٣٦ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ﻣن اﻟﺳﻛﺎن أﻗل ﻣن ١٥ﺳﻧﺔ أي ﻗراﺑﺔ ﺛﻠث ﺳﻛﺎن ﻣﺻر ،ﻓﺈن ھذا ﯾؤدي إﻟﻰ اﺗﺳﺎع ﻗﺎﻋدة اﻟﮭرم اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ وإﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻹﻋﺎﻟﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﺑدوره ﻋﺑﺋﺎ ﻛﺑﯾرا ﻋﻠﻰ اﻷﺳر وﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮭم ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺻﺣﺔ واﻟﻐذاء وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ،وﯾﻌﺗﺑر ﻋﺎﺋﻘﺎ أﻣﺎم ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي. ٨ ات ات ام وﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻹﻋﺎﻟﺔ اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﻲ ﺣﯾث إن اﻟﺷرﯾﺣﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ واﻟﻣﻌﺎﻟﺔ )أﻗل ﻣن ١٥ﺳﻧﺔ وﻓوق ﺳن ٦٥ﺳﻧﺔ( أﻛﺑر ﻣن اﻟﺷرﯾﺣﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ أي أن أﻋداد اﻟﻣﻌﺎﻟﯾن أﻛﺑر ﻣن أﻋداد ﻗوة اﻟﻌﻣل ،اﻷﻣر اﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﻌﻛس ﺗﺄﺧرا ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﺻر. .٤اﻟزواج اﻟﻣﺑﻛر: ﯾﺳﮭم ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻗم ﺣﺟم اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻌﺎدة ﻣﺎ ﺗرﺗﺑط ﻣﻌدﻻت اﻟزواج اﻟﻣﺑﻛر ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣواﻟﯾد ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﺣﯾث إن ﻣﻌظم اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣﺗزوﺟﺎت ﻓﻲ ﻣﺻر ﯾﻠدن اﻟطﻔل اﻷول ﺧﻼل اﻟﻌﺎم واﻟﻧﺻف اﻷول ﻣن اﻟزواج ،ﻛﻣﺎ ﺳﯾؤدي اﻟزواج اﻟﻣﺑﻛر إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻓﺗرة اﻟﺧﺻوﺑﺔ ﻟدى اﻟﻧﺳﺎء. وﻗد ﻛﺷف اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﺣﺻﺎء ﻓﻲ ﺗﻘرﯾره ﺣول اﻟﺗﻌداد اﻷﺧﯾر ﻟﻠﺳﻛﺎن ﻟﻌﺎم ٢٠١٧أن ﺟﻣﻠﺔ زواج اﻟﻘﺎﺻرات )دون ﺳن ١٨ﻋﺎﻣﺎً( ﻓﻲ ﻣﺻر ارﺗﻔﻌت ﻟﺗﺻل إﻟﻰ ١١٨أﻟف ﺣﺎﻟﺔ زواج ﺳﻧوﯾﺎ ،ﺑﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ﻧﺣو %٤٠ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺣﺎﻻت اﻟزواج ،ﻣﺷﯾرا إﻟﻰ ٩ ات ات ام أن أرﻗﺎم اﻟﺣﺎﻻت اﻟزواﺟﯾﺔ ﻟﻠﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ أﻗل ﻣن ١٥ﻋﺎﻣﺎ ﻣن اﻟذﻛور واﻹﻧﺎث ﻣﻌﺎ ﺧﻼل ﻋﺎم واﺣد ﺑﻠﻐت ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ٥٩٩٩ﺣﺎﻟﺔ زواﺟﯾﺔ ١٥٤١ :ﺣﺎﻟﺔ زواﺟﯾﺔ ﻟﻠذﻛور ،و ٤٤٥٨ﺣﺎﻟﺔ زواﺟﯾﺔ ﻟﻺﻧﺎث. ﻛﻣﺎ ﺗﺷﯾر ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﻌداد ٢٠١٧إﻟﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﺗﺻل إﻟﻰ %٢٧,٤ﻣن اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣﺗزوﺟﺎت )أﻛﺛر ﻣن رﺑﻊ اﻟﺳﯾدات ﻓﻲ ﻣﺻر( ﺗزوﺟن ﻗﺑل ﺳن ٢٠ : ١٨ﺳﻧﺔ ،وأن ﻣن ﺗزوﺟن ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﻟدﯾﮭن ﻓﻲ اﻟﻣﺗوﺳط طﻔل أﻛﺛر ﻣن ﻋدد اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﻧﺟﺑﯾن ﻟﻣن ﺗزوﺟن ﻓﻲ أﻋﻣﺎر أﻛﺑر. .٥اﻟﮭﺟرة: ﺗﺳﺑب اﻟﻌدد اﻟﮭﺎﺋل ﻣن اﻟﻣﮭﺎﺟرﯾن واﻟﻼﺟﺋﯾن واﻟذي ﯾﻘدر ﺑﻧﺣو ٦ﻣﻼﯾﯾن ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ،واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ﻣﻊ اﻟﻣﺻرﯾﯾن ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻓرص اﻟﻌﻣل ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟوﺣدات اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ واﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻓﻖ واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ. ھذا ﻓﺿﻼ ﻋن أن اﻟﮭﺟرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣن اﻟرﯾف إﻟﻰ اﻟﻣدن ﺑﺣﺛﺎ ﻋن ﻓرص اﻟﻌﻣل واﻟﺳﻛن اﻟﻣﻼﺋم ﺗﺳﺑﺑت ﻓﻲ إﺣداث ﻛﺛﺎﻓﺔ ﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدن اﻟﺣﺿرﯾﺔ وﺿﻐطﺎ ھﺎﺋﻼ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺧدﻣﺎت. .٦ﺗطور اﻟﺧدﻣﺎت اﻟطﯾﺑﺔ: أدى ﺗطور اﻟﺧدﻣﺎت اﻟطﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﻼج اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗودي ﺑﺣﯾﺎة اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﻣرﺿﻰ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻧﺧﻔﺿت ﻣﻌدﻻت اﻟوﻓﯾﺎت ﻓﻲ ظل ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻟﻣواﻟﯾد ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً. ھذا وﻗد أﺷﺎر ﺗﻘرﯾر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻟﻌﺎم ٢٠٢٢إﻟﻰ أﻧﮫ ﺗم ﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣﻌدﻻت ﺗﺣﺳن ﻣﻌﺗدل ﺑﻌدد ﻣن اﻟﻣؤﺷرات ﻛﻣؤﺷر ﻣدة اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻋﻧد اﻟوﻻدة ،وﻣﻌدل اﻟوﻓﺎة اﻟﻣﻌﯾﺎري ﺑﺳﺑب ﻋدد ﻣن اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ،وﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﺣﺳن ﺑﮭذه اﻟﻣﻌدﻻت ﺑﻌد ﺗطﺑﯾﻖ ﻋدد ﻣن اﻟﻣﺑﺎدرات اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻣﺑﺎدرة ١٠٠ﻣﻠﯾون ﺻﺣﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻓﯾروس ﺳﻲ واﻟﻛﺷف ١٠ ات ات ام اﻟﻣﺑﻛر ﻋن اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻌدد ﻣن اﻷﻣراض ﻏﯾر اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﻟدى اﻟﻛﺑﺎر ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﻋدد ﻣن اﻟﻣﺑﺎدرات اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻟﺻﺣﺔ اﻟﻣرأة واﻟطﻔل. .٧اﻟﻣوروﺛﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ: ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗطور اﻟﻔﻛري واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟذي ﺷﮭده اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺻري ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻋﻘود طوﯾﻠﺔ، إﻻ أﻧﮫ ﻣﺎزاﻟت ﺗﺗﺣﻛم ﺑﮫ أﻓﻛﺎر وﻣﻌﺗﻘدات – ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ رﯾف ﻣﺻر وﺻﻌﯾدھﺎ – ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ أھﻣﯾﺔ اﻷﺳرة اﻟﺗﻲ ﯾزداد ﻋدد أﺑﻧﺎﺋﮭﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھم " اﻟﻌزوة واﻟﺳﻧد" واﻟﻧظر إﻟﻰ اﻷﺳر اﻟﺻﻐﯾرة ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ أﺳر ﺿﻌﯾﻔﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻌﻠﻖ ھذه اﻟﻣﻌﺗﻘدات أﯾﺿﺎ ﺑﺄن اﻷﺳر اﻟﻛﺑﯾرة ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ ﺗﺷﻐﯾل أﺑﻧﺎﺋﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﻣر ﻣﺑﻛر وھو ﻣﺎ ﯾﻣﺛل ﻟﮭذه اﻷﺳر ﻗوة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﺎﻟﯾﺔ وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ. وﻗد ﻗﺎﻣت ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت ﺑﻘﯾﺎس اﻵراء ﺣول ﺑﻌض اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻧظﯾم اﻷﺳرة ،وﺗوﺻﻠت إﻟﻰ أن ﻧﺳﺑﺔ %٢٠ﻣﻣن ﺷﺎرﻛوا ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت ﯾﻌﺗﻘدون ﺑﺄن اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل ﻣﻧﻊ اﻟﺣﻣل ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ ﻣﻊ اﻟﻣﻌﺗﻘدات اﻟدﯾﻧﯾﺔ ،وﻛﺷﻔت ﻋن أن ﻋدد اﻷطﻔﺎل اﻟذي ﯾرﻏب اﻟﻣواطﻧون ﻓﻲ إﻧﺟﺎﺑﮫ ﻣرﺗﻔﻊ ﻧﺳﺑﯾﺎ. .٨اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ: ﺷﮭدت اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻣﻧذ ﻋﺎم ٢٠١١ﺗﻐﯾﯾرات ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ھﺎﺋﻠﺔ ﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﺗداﻋﯾﺎت ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ ﺧطط اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﺿﺑط اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﺣﯾث ﺗوﺟﮭت أوﻟوﯾﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻻﻧﺿﺑﺎط اﻷﻣﻧﻲ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟﻐذاﺋﻲ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن ،وﯾﺳﺑب ھذه اﻷوﺿﺎع ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘرة ﺗﺣول اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع ﻣرة أﺧرى وﺑﻣﻌدﻻت ﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻧﺗظﺎم ﺧدﻣﺎت ﺗﻧظﯾم اﻷﺳرة ﺑﻌد أﺣداث ٢٠١١واﻧﺧﻔﺎض ﺟودة اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣﻊ ﻏﯾﺎب اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣدﺛﺔ وﺑراﻣﺞ ﺑﻧﺎء اﻟﻘدرات وآﻟﯾﺎت اﻟرﺻد واﻟﺗﻘﯾﯾم. ١١ ات ات ام ا ام امر ام وم ا ﯾﻌﺗﺑر اﻻﻧﻔﺟﺎر اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ أﻋظم ﺧطر ﯾواﺟﮫ اﻟﻌﺎﻟم ،وﻗد ﺗم اﺳﺗﻌراض ﻧﺳب ﻋدد ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﺧﻼل ﺳﻧوات ﺑدأت ﻣﻧذ ﻋﺎم ١٩٥٠م ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﺣدود ٢.٥ﻣﻠﯾﺎر ﻧﺳﻣﺔ، ﺛم ارﺗﻔﻊ إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ ﻣﻠﯾﺎرات و ٣٠٠ﻣﻠﯾون ﻋﺎم ١٩٩٠م ،ووﻓﻘﺎ ً ﻟذﻟك ﻗدروا ﺗﺿﺎﻋف ﻋدد ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ ١٠ﻣﻠﯾﺎرات ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٥٠م ،أي ﺑﻣﻌدل زﯾﺎدة ﺳﻧوﯾﺔ ﺗﺻل إﻟﻰ ٩٧ ﻣﻠﯾون. ﻟﻛن ﺗﺑدو ﻣﻘوﻟﺔ اﻻﻧﻔﺟﺎر اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻣﻘوﻟﺔ ﻣﻐﻠوطﺔ ،ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدن اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗزدﺣم ﺑﺎﻟﺳﻛﺎن ،ﻓﯾﻣﺎ ﻣدن أﺧرى ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺑﻠد ﯾﻛون ﻣﻌدل اﻟﺳﻛﺎن ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺗدﻧﯾﺎً ،وﻟﮭذا ﺗﻛون ﻣﻘوﻟﺔ اﻟﺗﻛدس اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻣﻘوﻟﺔ أﻛﺛر ﺻدﻗﺎ ً وﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻣن ﻣﻘوﻟﺔ اﻻﻧﻔﺟﺎر.واﻟﺗﻛدس اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺎ أو ﻣدﯾﻧﺔ ،ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺿرر ﻣﻧﮫ إﻻ اﻟﻣﺗﻛدﺳﯾن ﻓﯾﮭﺎ ﻓﻘط.وھذا اﻟﺗﺿرر ﻣرھون ﺑﺄﺳﺑﺎب ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻋدم اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﺻﺣﻲ اﻟﻧظﯾف. وإذا ﻣﺎ ﺗم اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣﺳﺗوى ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻠوث ﻓﻲ ﻣدن اﻟﻌﺎﻟم ،ﻓﺳوف ﺗﺗﺟﮫ أﻧظﺎرھﺎ ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ ﻣدﯾﻧﺗﯾن ﺑﺎﻟذات ھﻣﺎ طﮭران واﻟﻘﺎھرة ،ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن ھﺎﺗﯾن اﻟﻣدﯾﻧﺗﯾن ﻻ ﺗﻣﺛﻼن ﻓﻲ ﻋدد ﺳﻛﺎﻧﮭﻣﺎ إﻻ ﻧﺳﺑﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻣن ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ ﺑﻛﯾن ،وھﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻣﻛﺗظﺔ أﻛﺛر ﺑﻛﺛﯾر ﺑﺎﻟﺳﻛﺎن ﻣن اﻛﺗظﺎظ اﻟﻘﺎھرة وطﮭران ،وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗرﻗﻲ ﺻﺣﯾﺎ ﻋﻧﮭﻣﺎ ﺑﻛﺛﯾر أﯾﺿﺎ.وﻟﮭذا ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌوﯾل ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﺟﺎر اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل ﺗﻠوث ودﻣﺎر اﻟﻣﻧﺎﺧﺎت اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻘﺎرن ﺑﯾن ﻣﺳﺗوى ﻋدد ﺳﻛﺎن اﻟﻣدن وﻣﺳﺗوى ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻠوث ﻓﯾﮭﺎ. أن ﻛل اﻟﺗوﻗﻌﺎت ﺣول ارﺗﻔﺎع ﻋدد ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﺗﻌﺗﺑر ﻧﺎﻗﺻﺔ ،ﻛوﻧﮭﺎ ﺗﺟﺎھﻠت ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻧﺷوب اﻟﺣروب ﺑﯾن وﻗت وآﺧر ،أو ﻟﻌﻠﮭﺎ ﺗﻔﺎﻋﻠت ﺑﺎﻟﺳﻼم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻹﻋﻼن ﻋن وﻓوده ﻓﻲ ١٢ ات ات ام ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة.ﻛﻣﺎ ﺗﺟﺎھﻠت أﯾﺿﺎ ﺛورة اﻟﺑراﻛﯾن وﺣدوث اﻟزﻻزل واﻷﻋﺎﺻﯾر واﻟﻔﯾﺿﺎﻧﺎت ،وھﻲ ظواھر طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﺿرب ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻛوارث ﻻ ﺣدود ﻷﺿرارھﺎ وﺧﺳﺎﺋرھﺎ. وإذا ﻛﺎن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺑﯾﺋﺔ واﻟﺟﯾوﻟوﺟﯾﺎ ﯾﻘﻔون ﻋﺎﺟزون أﻣﺎم اﻟﺗﻛﮭن ﺑوﻗت وﻗوع زﻟزال ،أو وﻗت ﺛورة ﺑرﻛﺎن ،ﻓﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﻟﻣروﺟﻲ أو ﻣﻧظري ﻓﻛرة اﻻﻧﻔﺟﺎر اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ اﻟﺗوﻗﻊ ﺑوﺻول اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ ھذا اﻟﻌدد ﻣن اﻟﺳﻛﺎن ﻓﻲ وﻗت ﻧرى أن اﻟﺣروب اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗﻌل ﻓﻲ ﻣﻧﺎطﻖ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﻌﺎﻟم ﺗﺣﺻد أرواح ﻣﺛﻠث اﻵﻻف ﻣن اﻟﻧﺎس؟. وﯾﻣﻛن أن ﻧطﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻻزدﺣﺎم اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ دﺑﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻵن ﻣن ﻧﺳﺑﺔ ﺗﻠوث ﺑﺳﯾطﺔ؟ ھل ﻧﻘول أﻧﮫ اﻧﻔﺟﺎر أم ﺗﻛدس؟ وھل ھذا اﻟﺗﻠوث ﺟﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻزدﺣﺎم أم ﺟﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻗﻠﺔ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﺻﺣﻲ اﻟﻧظﯾف؟ اﻟﺗﻛدس اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻟﮫ آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺑﻼ ﺷك ،وﻟﻛن اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﻛون إﻻ ﺑﻣﺎ ﻛﺳﺑت أﯾدي اﻟﻧﺎس اﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون ﻋﻣﻠﯾﺎت دﻓن اﻟﺑﺣر وﯾﻘﺿون ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎطﻖ طﺑﯾﻌﯾﺔ وﺑﯾﺋﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘوﻣون ﺑﺗدﻣﯾر اﻟﻣﺳطﺣﺎت اﻟﺧﺿراء واﻟﻣزروﻋﺎت ﻣن أﺟل ﺗﻛدﯾس اﻟﺳﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻧﺎطﻖ ﻣﺣدودة، ﻣن ﺧﻼل إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ دون اﻟﻧظر ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗوازن اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﻧظﯾﻔﺔ. ﻟﮭذا ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌوﯾل ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﺟﺎر اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ أو اﻟﺗﻛدس وﺟﻌﻠﮫ ﺳﺑﺑﺎ ً وﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾﯾرات اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ واﻷﺿرار اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ،ذﻟك أن اﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ ﻟﮭﺎ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﺣداث ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻐﯾﯾرات ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ واﻟطﺑﯾﻌﺔ.ﻓﻘد ﺑرھن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺟﯾوﻟوﺟﯾﺎ أن اﻟرﺑﻊ اﻟﺧﺎﻟﻲ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻓﺗرات ﺳﺣﯾﻘﺔ ﯾﺗﻛون ﻣن ﺑﺣﯾرات ،أﻣﺎ اﻟﯾوم ﻓﮭو ﺻﺣراء ﺟرداء ﻣﻔﻘرة. ١٣ ات ات ام امر ام ا اؤ واؤل: ھﻧﺎك أﻣور ﻋدﯾدة ﺗﺿﻌﻧﺎ أﻣﺎم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت وﻣن ھذه اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﻛﯾف اﺳﺗطﺎﻋت دول ﻣﺷﮭورة ﺑﻛﺛﺎﻓﺗﮭﺎ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ أن ﺗﻧﻣوا اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ وﺑوﺗﯾرة ﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺛﻼ ﻓﻘدت اﻷرﺿﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻘف ﺑﺻﻼﺑﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﻧطﻘﺔ دول ﺷرق آﺳﯾﺎ ﺗرﺑﺢ ھذه اﻷرﺿﯾﺔ وﻓﻲ ﻓﺗرة وﺟﯾزة.وﯾدﻋو ذﻟك اﻟﻣرء إﻟﻰ أن ﯾﻧظر ﻓﻲ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮭﮭﺎ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﻘﺎرة اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻛﻧﮭﺎ ﺣواﻟﻲ ٤٠٠ﻣﻠﯾون ﻣن اﻟﺑﺷر ﯾﻌﯾﺷون ﻓوق ﻣﺳﺎﺣﺔ ﺗﺑﻠﻎ ٧ﻣﻼﯾﯾن ﻣﯾل ﻣرﺑﻊ وﺗﺗﻌدد ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ. وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ھذا اﻟﺗﻧوع ﯾوﺟد ﻣن اﻷﺳﺑﺎب ﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻠﻧظر إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﺟﻣل ﻓﺎﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺗﺷﺎﺑﮭﺔ وﻛل ﺑﻠدان ھذه اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺗﺄﺛرة ﺑﻌﻼﻗﺗﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺗطور ﺧﺻوﺻﺎ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة.ﻟﻘد ﻛﺎﻧت اﻟرؤﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑل أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﻣﺷﺟﻌﺔ ﻗﺑل ﻋدة ﻗرون ﻓﻘد اﺳﺗﻔﺎدت ﻣن اﻟطﻠب اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﮭوﺗﮭﺎ وﺧﺷﺑﮭﺎ وﻟﺣوﻣﮭﺎ وﻧﻔطﮭﺎ وﻣﻌﺎدﻧﮭﺎ وﺗﻣﺗﻌت ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ﻓﻲ ﺧﻼل اﻟﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣﺎ ﻣﺎ ﺑﯾن ١٩٤٥إﻟﻰ ١٩٧٥ﺗﺿﺎﻋف إﻧﺗﺎج اﻟﺣدﯾد ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻧطﻘﺔ ٢٠ﻣرة ﻛﻣﺎ ﺗﺿﺎﻋف إﻧﺗﺎﺟﮭﺎ ﻣن اﻟﻛﮭرﺑﺎء واﻟﻣﻌﺎدن واﻵﻻت أﻛﺛر ﻣن ﻋﺷرة أﺿﻌﺎف وارﺗﻔﻊ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻔرد ﺑﻣﻌدل %٢.٨ﻟﻛن ﻟﺳوء اﻟﺣظ ﺑدأ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻔرد ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدول ﻓﻲ اﻻﻧﺧﻔﺎض إﻟﻰ %٠.٩ ﻣﺎ ﺑﯾن أﻋوام ١٩٨٠إﻟﻰ ١٩٨٨وﻓﻲ ﺑﻌض دول ھذه اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺛل )ﺗﺷﯾﻠﻲ – ﻛوﻟوﻣﺑﯾﺎ – ﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟدوﻣﯾﻧﻛﺎل ،اﻟﺑﺎھﺎﻣﺎ (....أﺻﺑﺢ ذﻟك اﻟﻣﻌدل أﻗل ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺑل ﻋﻘدﯾن ﻣن اﻟزﻣن. ﻣﺎ ھﻲ أﺳﺑﺎب ھذا اﻟﺗطور اﻟﻣﻌﺎﻛس اﻟذي ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ ﻧﻘﯾﺿﺎ ﻟﻣﻛﺎ ﺣﺻل ﻟدول ﺷرق آﺳﯾﺎ اﻟﺣدﯾﺔ. أوﻻً :إﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺑدﯾل ﻋن اﻻﺳﺗﯾراد اﻟذي اﺗﺑﻌﺗﮫ دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ وذﻟك ﺑﺈﻧﺷﺎء ﺻﻧﺎﻋﺎﺗﮭﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻔوﻻذ واﻹﺳﻣﻧت واﻟﺳﯾﺎرات واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ وداﻋﻣﺔ ﻟﮭذه اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ واﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﺿراﺋﺑﯾﺔ ﺑﻐرض ﺟﻌل ھذه ١٤ ات ات ام اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﺗواﻓرة ﻣﺣﻠﯾﺎ دون اﻟﻧظر إﻟﻰ ﺗﺣﻔﯾز اﻟﺗﺻدﯾر واﻻرﺗﻔﺎع ﺑﮭذه اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻟﯾﺗﻧﺎﻓس ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻧﺧﻔﺎض ﻗدرة ھذه اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻟﯾﺗﻧﺎﻓس ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻧﺧﻔﺎض ﻗدرة ھذه اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﻛذﻟك ﻛﺎن ﻣن اﻟﺻﻌب ﻣﺣﻠﯾﺎ ً إﻗﺎﻣﺔ ﺻﻧﺎﻋﺎت ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﺛل ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗرات واﻟﻣﻌدات واﻵﻻت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟدواﺋﯾﺔ واﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺟﮭﻠﮭﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣﺗﻘدﻣﺔ وﻣﺻدرة أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻣواد ﺧﺎم ﻣﺛل اﻟﻧﻔط واﻟﻘﮭوة وﺑذور اﻟﺻوﯾﺎ.. ﺛﺎﻧﯾﺎً :ﺿﻌف اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟدول واﻋﺗﻣﺎدھﺎ اﻟﻣﺗزاﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻧظرا ً ﻟﻘﯾﺎم ھذه اﻟدول ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم ﺑل ﺻرف ﻣﺑﺎﻟﻎ طﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟدول اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ واﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﻛﺑﯾرة اﻟﺣﺟم وﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ھﻲ ﺗﺿﺧم ﻧﺻﯾب اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ وﺗﺳﺎرع ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر وازدﯾﺎد وﺗﯾرة اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺎرﺗﻔﺎع اﻟرواﺗب واﻷﺟور اﻟذي ﺟﻌل ﻋﻣﻠﺔ ھذه اﻟﺑﻼد ﺑﻼ ﻗﯾﻣﺔ ﻛﻣﺎ أﺻﺑﺣت ﻓﻛرة اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ رﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣدﺧرات اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﻼ ﻗﯾﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗدھور اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﺗدﻧﯾﺔ ﺟدا ﻻ ﺗؤﺗﻲ ﻣﻌﮭﺎ اﻟﻣدﺧرات ﺑﺄي ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد وﻛﺎن اﻻﻗﺗراض ﻣن اﻟﺧﺎرج ھو اﻟﻣﻧﺣﻧﻲ اﻟذي اﺗﺧذﺗﮫ دول ھذه اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺣت ﻣن أﻛﺛر اﻟﺑﻠدان اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم.وارﺗﻔﻊ ﻣﻌدل اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ وﻟﻸﺳف ﻓﺈن ھذا اﻟدﯾن ﺑدﻻ ﻣن أن ﯾﻛون ﻣوﺟﮭﮭﺎ ﻧﺣو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﻗد أھدر وأﺧﺗﻔﻰ ﻛرأﺳﻣﺎل ھﺎرب إﻟﻰ ﺑﻧوك ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻣﻠﺔ ھذه اﻟﺑﻼد ﺑﻼ ﻗﯾﻣﺔ ﻓﻲ وﻗت ﻛﺎﻧت ﻣﻌظم دول ھذه اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺣﻛوﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل دﻛﺗﺎﺗورﯾﺎت ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﯾﻣﯾﻧﯾﺔ أو ﺛورﯾﯾن اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﯾن وﻛﺎﻧت اﻟﺣروب اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ واﻻﻧﻘﻼﺑﺎت واﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺟدا ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺣﺗﻰ ﺣﯾن ﺗﺑﻧت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ھذه اﻟدول اﻟﻧظم اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ ﻓﺈن اﻟوﺿﻊ ﻛﺎن ﻗد وﺻل إﻟﻰ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻼج واﻧﻔض اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻐرﺑﻲ ﻋن ﻣﻌﺎوﻧﺔ ﺗﻠك اﻟدول ﻏﯾر ﻣﻛﺗرث ﺑﺎﻟﻧﺗﺎﺋﺞ واﻧﺗﺷر اﻟﺧوف ﻣن أن ﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗد ﻓﺟرت أﺟزاء ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ اﻟدوﻟﻲ. ١٥ ات ات ام ﺛﺎﻟﺛﺎً :اﻹﻧﺟﺎزات ﻏﯾر اﻟﻣﺛﻣرة ﻟﻸﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ وﻻ ﺗﻌود ھذه اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ إﻟﻰ ﻏﯾﺎب اﻟﻣدارس ﺑﺄﻧواﻋﮭﺎ أو اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻓﺎﻟﻌدﯾد ﻣن دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﺗﻣﺗﻠك ﺗﻌﻠﯾﻣﺎ ً ﻋﺎﻣﺎ ً ﻣﻛﺛف وﻋﺷرات اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﻓﺎﻟﺑرازﯾل ﺗﻔﺎﺧر ﺑوﺟود ٦٨ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﮭﺎ واﻷرﺟﻧﺗﯾن ٤١ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻟﻛن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻹھﻣﺎل وﻗﻠﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ.ﻓﻔﻲ اﻷرﺟﻧﺗﯾن ﻛﻣﺎ ﯾﺻف اﻟﺣﺎل ﻓﯾﮭﺎ أﺣد ﻣواطﻧﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﺑدون ﺗدﻓﺋﺔ واﻟﻣدارس ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻧواﻓذھﺎ ﻣن ﻋدم وﺟود زﺟﺎج ﺑﮭﺎ وﺗدﻧﻲ رواﺗب اﻟﻣدرﺳﯾن ﺑﺎﻟدارس واﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗدھور ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻷﻣل ﻣﻌﻘود ھﻧﺎك ﻋﻠﻰ ازدﯾﺎد اﻷﻧظﻣﺔ وإﻋﺎدة ﺟدوﻟﺔ اﻟدﯾون واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻘوﯾﺔ اﻟﮭﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾص ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم. راﺑﻌﺎً :ارﺗﺑﺎط اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ھذه اﻟدول ﺑﺟﺎرﺗﮭﺎ اﻟﻛﺑرى اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗﺷﺑﮫ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن دول اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﺷرق آﺳﯾﺎ واﻟﯾﺎﺑﺎن اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭﺎ ﺳوﻗﺎ ً أﺳﺎﺳﯾﺔ وﻣﺻدرا ً ھﺎﻣﺎ ﻟرأس اﻟﻣﺎل وﻣﻊ ذﻟك ﯾوﺟد ﻣﺎ ھو أﻛﺛر ﻓﻲ ھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣن ﻣﺟرد اﻋﺗﻣﺎد أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﻓﻘد ﺗﺿررت ﺻﺎدرات اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﺣد ﻛﺑﯾر ﺑﺳﺑب ﻗﺻر ﻣﺻﺎدر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻼﺗﯾﻧﻲ ،أﯾﺿﺎ ً ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﻌدد ﺑﯾﺋﺔ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑﺳﺑب ﺗﻘﻠص ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻐﺎﺑﺎت ﻓﻲ اﻷﻣﺎزون وأﻣرﯾﻛﺎ اﻟوﺳطﻰ ﻛذﻟك ﻓﺈن ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣﺧدرات اﻟﻣﺧﯾﻔﺔ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ﺳﺑﺑﮭﺎ اﻟﺗﻣوﯾﻧﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﻓﻣن اﻟﻣﻘدر %٨٠ﻣن اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن و %٩٠ﻣن اﻟﻣﺎرﯾواﻧﺎ اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة أﻣﺎ ﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﻧطﻘﺔ أم أﻧﮭﺎ ﺗﻌﺑر ﻣﻧﮭﺎ وﺑذﻟك ﻓﺈن أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﺗﻘدم ﻟواﺷﻧطن ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣروﻋﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ وﺑﯾﺋﯾﺎ وﻣﺎﻟﯾﺎ وﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ً ﻣﻣﺎ ﯾﺟﺑر اﻟﺑﻠدان اﻟﻐﻧﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ أﻣرﯾﻛﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم واﻟﻌون ﻟﺗﻠك اﻟدول ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ذاﺗﯾﺎً. ١٦ ات ات ام وﯾﺑﻘﻰ اﻟﺳؤال اﻟﮭﺎم ﻣﺎذا ﻋن ﻣﻧطﻘﺗﻧﺎ؟ ﯾﺣﺗﺎر اﻟﻣرء ﻓﻲ ﻋرض ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻧطﻘﺗﻧﺎ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ اﻟﺿﻐوط اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ وﻧﻘص اﻟﻣﺻﺎدر واﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﺻراﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟﺗدﺧﻼت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺣﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﺿﯾﻔﮭﺎ ﻣوﻗف ﺑﻌض ﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻐﺎﺿﺑﺔ واﻟﻣزرﯾﺔ ﻟﻘوى اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑدﻻ ﻣن اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ ﺷرق آﺳﯾﺎ ﻓﺑﻌﯾدا ً ﻋن ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻘرن اﻟواﺣد واﻟﻌﺷرﯾن ﯾﺑدو أن ﻣﻌظم اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن اﻟﻌرﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ﯾﺟد ﺻﻌوﺑﺔ ﺣﺗﻰ ﻣﻊ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﻋﺑر دﯾﻣﻘراطﯾﺗﮫ واﻗﺗﺻﺎداﺗﮫ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣر واﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟدﯾﻧﻲ وارﺗﺑﺎطﺎﺗﮫ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺑﺗﻐﯾﯾراﺗﮫ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وأﺳﺋﻠﺗﮫ اﻟﻔﻛرﯾﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﻣرء ﻗﺑل ﺗﺣﻠﯾل اﻟدور اﻟﻣﻣﯾز ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ أن ﯾﻼﺣظ ﺧطر اﻟﺗﻌﻣﯾم ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺗﻧوع ﻛﺑﯾر ﻓﺑﻌد ﻛل ﺷﻲء ﻟﯾس ﻣن اﻟدﻗﺔ ﺗﺳﻣﯾﺔ ھذا اﻟﺟزء ﻣن اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺎﻟﺷرق اﻷوﺳط ﺣﯾث ﯾﺗرك ذﻟك دول ﺷﻣﺎل أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺧﺎرج إطﺎره وإذا ﺳﻣﯾﻧﺎه اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ﯾﺳﺗﺛﻧﻰ ذﻟك دوﻻً ﻣﺛل إﯾران وإﺳراﺋﯾل وﻣﻧﺎطﻖ ﻏﯾر ﻣﺳﻠﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﻧوب اﻟﺳودان وﻣورﯾﺗﺎﻧﯾﺎ وإذا ﺳﻣﯾﻧﺎه اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﺈن ذﻟك ﯾﺧﻔﻲ ﻛون ﻋدة ﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ھم ﻣﺳﯾﺣﯾون وأﻗﺑﺎط وﯾﮭود وان اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﯾﻣﺗد ﻣن ﻏرب أﻓرﯾﻘﯾﺎ إﻟﻰ إﻧدوﻧﯾﺳﯾﺎ وﻣﻧﺎطﻖ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺻﯾن. إن ﺛروة اﻟﻧﻔط اﻟﺗﻲ وﺟدت ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺳﺑﺑت اﻧﻘﺳﺎﻣﺎ ﺑﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء ﺟدا واﻟﻔﻘراء ﺑﺷﻛل ﻣﺧﯾف اﻷﻣر اﻟذي ﻻ ﯾوﺟد ﻟﮫ ﻣﺛﯾل ﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن آﺧر ﻣن اﻟﻌﺎﻟم.وأﺻﺑﺢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺑﻌض ﯾﻣﻠﻛون واﻟﻛﺛرة ﻣﻣن ﻻ ﯾﻣﻠﻛون ﻣﺗﻼﺻﻘﯾن وﻣﺗﺟﺎورﯾن وﺗزداد اﻟﺛﻐرة ﺑوﺟود ﻧظم ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن دﯾﻣﻘراطﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ إﻟﻰ إﻣﺎرات وﺷﯾﺧﺎت إﻟﻰ أﻧظﻣﺔ ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﺛورﯾﺔ زد ﻋﻠﻰ ذﻟك وأﻛﺛر ﻣن أي ﻣﻧطﻘﺔ ﻧﺎﻣﯾﺔ أﺧرى ﯾﺗﺄﺛر ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺷﻣﺎل أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺑﻣﺳﺎﺋل اﻟﺣرب واﻟﺻراع إذ ﯾوﺟد ﺑﺎﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣن اﻟﺟﻧود واﻟطﺎﺋرات واﻟﺻوارﯾﺦ واﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟذرﯾﺔ واﻟﺟرﺛوﻣﯾﺔ أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﯾوﺟد ﻓﻲ أي ﺑﻘﻌﺔ ﻣن اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك ﻣن ﺑﻼﯾﯾن اﻟدوﻻرات اﻟﺗﻲ ١٧ ات ات ام أﻧﻔﻘت ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾﺢ ﺧﺻﻣﺎ ﻣن ﺣﺳﺎب اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗطور ﻓزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺻراع اﻟﻌرﺑﻲ اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻓﺎﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﻌداوات وﺻراﻋﺎت أﺧرى ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﺗﺳﺗﻧزف ﻣواردھﺎ وطﺎﻗﺎﺗﮭﺎ، وﺗﺟﻌل اﻟﺻورة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ واﻵﻓﺎق ﻣﺣدودة أﻣﺎ اﻟﺗطور واﻟﻧﮭوض واﻟﻠﺣﺎق ﺑرﻛب اﻟﺗطور اﻟﺳرﯾﻊ. إﻧﻧﺎ إذا دﻗﻘﻧﺎ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺗﻧﺎ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺟد أﻧﮫ ﻣن اﻟﺳﺧرﯾﺔ ﺑﻣﻛﺎن أن ﺗﻘف دوﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ أھم اﻟﻣﺧزون اﻟﻧﻔطﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ وأھم ﻣﺧزون ﻏﺎز طﺑﯾﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻛون وﺛروات طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ وﯾﺗوﻓر ﻟدﯾﻧﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ واﻟﻣﺎء واﻟﻣوﻗﻊ واﻟﻘوة اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺷﺎﺑﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧرى ﺷﻌوﺑﻧﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟﺗﺧﻠف اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺑﯾﺋﻲ واﻟﺣﺿﺎري. ١٨ ات ات ام ا ا ا (١ا: ﯾُﻌرف اﻟﻔﻘر ﺑﺄﻧﮫ ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻷدﻧﻰ ﻣن اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﻐﯾﺎب اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻣن اﻟدﺧل أو اﻟﻣوارد ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،وﯾﺷﯾر اﻟﻔﻘر ﺑﺷﻛل ﻋﺎم إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻏﯾر ﻣﻘﺑول ﻣن اﻷوﺿﺎع اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ إﻟﻰ وﺿﻊ ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﺣرﻣﺎن ﻣن ﻣوارد ،أو ﻗدرات ﺗﻌﺗﺑر ﺿرورﯾﺔ ﻟﺣﯾﺎة ﺑﺷرﯾﺔ ﻛرﯾﻣﺔ. (٢ا: ﺧط اﻟﻔﻘر ھو اﻟﻣﺳﺗوى اﻷدﻧﻰ ﻣن اﻟدﺧل اﻟذي ﯾﺣﺗﺎﺟﮫ اﻟﻔرد ﻟﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﺷﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﺎ.وﯾﻌد اﻟﻣﻔﮭوم اﻟﺷﺎﺋﻊ أو اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﺧط اﻟﻔﻘر أﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﻠﺣوظ. ﺧط اﻟﻔﻘر اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﮫ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ ً ﻛﺎن ﺣواﻟﻲ دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ واﺣد ﻓﻲ اﻟﯾوم ﻟﻠﻔرد ،ﻟﻛن اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻋﺎد ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٠٨ورﻓﻊ ھذا اﻟﺧط إﻟﻰ ١.٢٥دوﻻر ﻋﻧد ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻌﺎم .٢٠٠٥ﺛم أﺧﯾرا ً إﻟﻰ ١.٩٠دوﻻر ﻓﻲ اﻟﯾوم ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠١٥ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺳﻧﺔ .٢٠١١ وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول ﺗﺿﻊ ﺧطوط ﻓﻘر ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ وﻓﻖ ظروﻓﮭﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ.ﻓﻣﺛﻼً ﻋﺎم ٢٠٠٩ﻛﺎن ﺧط اﻟﻔﻘر ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﻔرد دون ﺳن ٦٥ھو ١١,١٦١دوﻻر ﺳﻧوﯾﺎ ،وﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣن أرﺑﻌﺔ أﻓراد ﻣن ﺑﯾﻧﮭم طﻔﻠﯾن ھو ٢١,٧٥٦دوﻻر ﺳﻧوﯾﺎ. وﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺗوي اﻟﻔﻘر ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻠﻣوارد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﮭﻠﻛﮭﺎ اﻷﻓراد اﻟﺑﺎﻟﻐون ﻓﻲ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ً ﺳﻧﺔ.ﻛﻣﺎ أن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﯾﮭﺗﻣون ﻛﺛﯾرا ً ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﻌﻘﺎرات وﺗﻛﺎﻟﯾف اﺳﺗﺋﺟﺎر اﻟﻣﺳﺎﻛن وذﻟك ﻷھﻣﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺧط اﻟﻔﻘر. ١٩ ات ات ام (٣آر ا: إن ﻟﻠﻔﻘر آﺛﺎر اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠدان ،ﺣﯾث أﻧﮫ ﻋﺎﻣل ﺳﻠﺑﻲ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗم اﻟوﺿﻊ وﺗدھوره أﻛﺛر ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ھﻧﺎك أﺳﺑﺎب ﻣﻌﯾﻧﺔ أدت إﻟﻰ ظﮭوره ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌﻘﯾد ھذه اﻷﺳﺑﺎب ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣد ﻣﻧﮫ أو اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﮫ. ﻓﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ: .١ظﮭور اﻧﺣراﻓﺎت ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺳﻠوك اﻷﻓراد وأﺧﻼﻗﮭم ،ﻓﻔﻲ اﻷﺛر ﻛﺎد اﻟﻔﻘر أن ﯾﻛون ﻛﻔرا ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗظﮭر ﺳﻠوﻛﯾﺎت ﺟدﯾدة ﺗﺧﺎﻟف اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد ،واﻟدﯾن ،ﺣﯾث أن اﻟﻔﻘﯾر ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﻔف ،ﯾﺟﯾز ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻛل اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﮫ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻟﻘﻣﺔ اﻟﻌﯾش. .٢ﻋدم ﺗﻣﻛﯾن اﻷطﻔﺎل ﻣن اﻟﺗﻣدرس ،أو اﻟﺗﻣدرس اﻟﺟﯾد ،ﻓﺎرﺗﻔﺎع ﻋبء اﻹﻋﺎﻟﺔ اﻟذي ھو ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﻔﻘر ﯾؤدي ﺑﺎﻵﺑﺎء إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﮭم ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾم أطﻔﺎﻟﮭم ،وﺗوﻓﯾر اﻟظروف اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟذﻟك ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺗﺷﺎر اﻷﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻷطﻔﺎل. .٣ﺑروز ظﺎھرة ﻋﻣﺎﻟﺔ اﻷطﻔﺎل ،وآﺛﺎرھﺎ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻻﻗﺗﺻﺎد. .٤ﺗدھور اﻟوﺿﻊ اﻟﺻﺣﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸطﻔﺎل ،وﻗﻠﺔ اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﮭم ،وﺗﻧطﺑﻖ ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺑﺎر ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﻌرض ﺑدرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻟﻸﻣراض ،وﻟﻠﻌدوى اﻟﻣزﻣﻧﺔ. أﻣﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدي: .١ظﮭور اﻟﻔﺳﺎد واﻧﺗﺷﺎره ﺑﺷﻛل ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌطﯾل اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠد ،ﻓرﻏم أن اﻟﻔﺳﺎد ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺷؤون اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎره ﻣن ﻣﺳﺑﺑﺎت اﻟﻔﻘر ،إﻻ أن وﺟود ھذه اﻟظﺎھرة ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻧﻣﯾﺗﮫ وظﮭوره ﻟﻠﻌﯾﺎن ﺑﺷﻛل ﻣﻠﻔت ﻟﻼﻧﺗﺑﺎه ،ﺣﯾث أن ﻣﻊ اﻟﻔﻘر ﺗزول ﻛل اﻟﻣﺣظورات ،ﻓﺎﻟﻣوظف اﻟذي ﻻ ﺗﻣﻛﻧﮫ وظﯾﻔﺗﮫ ﻣن ﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮫ واﺣﺗﯾﺎﺟﺎت أﺳرﺗﮫ )وﻓﻲ ظروف ﻣﻌﯾﻧﺔ( ،ﯾﺻﺑﺢ ﻣوظﻔﺎ ﻓﺎﺳدا ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣؤﺳﺳﺗﮫ وﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻛل. ٢٠ ات ات ام .٢ﺗدھور ﻣﻌﯾﺷﺔ اﻷﻓراد. .٣ظﮭور اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﯾؤدي إﻟﻰ ﻗﻠﺔ ﻣرد ودﯾﺔ اﻷﻓراد ،وﺿﻌف ﻣﺳﺗوى ﻧﺷﺎطﮭم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض دﺧل اﻟدول. (٤أوع وم ا: زادت ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﻘر ﺧﻼل اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻋﻣوم اﻟﺑﻼد ،وأﺻﺑﺢ اﻟﺗﻔﺎوت ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺎطﻖ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟرﻓﺎھﺔ ﺳﻣﺔ داﺋﻣﺔ.وﺗوﺟد أﻋﻠﻰ ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﻘر ﻓﻲ ﻗرى اﻟﺻﻌﯾد :ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٠٥ ﺑﻠﻎ ﻣﻌدل اﻟﻔﻘر ،%٣٩,١ﻟﻛن ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠١٠اُﻋﺗﺑر ﻧﺻف ﺳﻛﺎن ھذه اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣن اﻟﻔﻘراء. وﻛﺎن ﯾوﺟد أدﻧﻰ ﻣﻌدل ﻟﻠﻔﻘر ) (%٥,٧ﻓﻲ اﻟﻣدن اﻟﻛﺑرى )اﻟﻘﺎھرة واﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ وﺑورﺳﻌﯾد واﻟﺳوﯾس( ﻓﻲ ﻋﺎم ،٢٠٠٥وإن ﻛﺎن ﻗد ارﺗﻔﻊ ﻣﻌدل اﻟﻔﻘر ﺑﮭﺎ أﯾﺿﺎ ً ﻋﺎم .٢٠١٠وﻣن ﺛم ،ﻓرﻏم ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻟﻔﻘر ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﺻﻌﯾد ،ﻓﺈن اﻟﻣدن اﻟﻛﺑرى اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد ﺷﮭد ھﻲ اﻷﺧرى ارﺗﻔﺎﻋﺎ ً ﻓﻲ ﻣﻌدل اﻟﻔﻘر. ﺗراﻓﻖ اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺎطﻖ ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﻘر ﻣﻊ ظﮭور ﻓروق ﻛﺑﯾرة ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺎطﻖ ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﺗر ّﻛز اﻟﺳﻛﺎن اﻟﻔﻘراء.وﺗوﺟد ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻔﻘراء ﻓﻲ اﻟﺻﻌﯾد.ورﻏم أن ﻗرى اﻟﺻﻌﯾد ﻛﺎﻧت ﺗﺿم رﺑﻊ اﻟﺳﻛﺎن ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾﻌﯾش ﺑﮭﺎ %٥٠.٦ﻣن ﻓﻘراء ﻣﺻر ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٠٥ وظﻠت ﺗﺿم أﻛﺛر ﻣن %٤٠ﻣن اﻟﻔﻘراء ﻓﻲ ﻋﺎم .٢٠١٠ ووﻓﻘﺎ ﻟﺑﯾﺎن اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﺣﺻﺎء اﻧﺧﻔﺿت ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻔﻘر ﻓﻲ ﻣﺻر إﻟﻰ %٢٩.٧ﻋﺎم ) ،(٢٠٢٠ – ٢٠١٩ﻣﻘﺎﺑل %٣٢,٥ﻋﺎم ) (٢٠١٨ -٢٠١٧ﺑﻧﺳﺑﺔ اﻧﺧﻔﺎض %٢,٨ﻷول ﻣرة ﻣﻧذ ٢٠ﻋﺎﻣﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻛس ﻧﺟﺎح ﺟﮭود اﻟدوﻟﺔ ،ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗزاﻣن ﻣﻊ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟذى ﻧﻔذﺗﮭﺎ اﻟدوﻟﺔ ورﻛزت ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻌد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ٢١ ات ات ام ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ،وھذا ﯾؤﻛد أن اﻟدوﻟﺔ ﺗﺟﻧﻰ ﺛﻣﺎر اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﻣن ﺗﻛﺎﻓل وﻛراﻣﺔ وﺣﯾﺎة ﻛرﯾﻣﺔ وﺑراﻣﺞ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ. وﻓﻘﺎ ﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ١.٣ﻣﻠﯾﺎر ﺷﺧص ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻋﺎم ٢٠٢١ﻣﺎ زﻟوا ﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ ﻓﻘر ﻣﺗﻌدد اﻷﺑﻌﺎد ،وھم ﻏﯾر اﻟﻘﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﺛل :اﻟﺗﻌﻠﯾم، اﻟﺻﺣﺔ ،اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻣﺳﻛن ،اﻷﺻول واﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ،و ُﯾﺷﻛل ﻧﺻﻔﮭم ﺗﻘرﯾًﺑﺎ ﻣن اﻷطﻔﺎل واﻟﺷﺑﺎب. إن ﻣﺎ ﻗﺑل ﺟﺎﺋﺣﺔ ﻛوروﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠١٥؛ ﻛﺎن أﻛﺛر ﻣن ٧٣٦ﻣﻠﯾون ﺷﺧص ﯾﻌﯾﺷون ﺗﺣت ﺧط اﻟﻔﻘر اﻟدوﻟﻲ ،وﻛﺎن ﻧﺣو %١٠ﻣن ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم؛ ﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ ﻓﻘر ُﻣدﻗﻊ وﯾﻛﺎﻓﺣون ﻣن أﺟل ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺻﺣﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم ،واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾﺎه اﻟﻧﻘﯾﺔ واﻟﺻرف اﻟﺻﺣﻲ ،وھﻧﺎك أﻛﺛر ﻣن ١٦٠ﻣﻠﯾون طﻔل ُﻣﻌرﺿﯾن ﻟﺧطر اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﻌﯾش ﻓﻲ ﻓﻘر ﻣدﻗﻊ ﺑﺣﻠول ﻋﺎم ،٢٠٣٠وﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﺷﮭد ﺟﻧوب آﺳﯾﺎ وإﻓرﯾﻘﯾﺎ وﺟﻧوب اﻟﺻﺣراء؛ أﻛﺑر زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﻘر اﻟﻣدﻗﻊ ،ﺣﯾث ﯾﻌﯾش ٣٢ﻣﻠﯾون و ٢٦ﻣﻠﯾون ﺷﺧص ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﺗﺣت ﺧط اﻟﻔﻘر اﻟدوﻟﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﮭذا اﻟوﺑﺎء. وﻟﻔت إﻟﻰ أن ﻣﺎ ﺑﻌد ﺟﺎﺋﺣﺔ ﻛوروﻧﺎ؛ دﻓﻌت ﻣﺎ ﺑﯾن ١٤٣و ١٦٣ﻣﻠﯾون ﺷﺧص إﻟﻰ داﺋرة اﻟﻔﻘر ﻓﻲ ﻋﺎم ،٢٠٢١وأدت اﻟﺟﺎﺋﺣﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻔﻘر ﺑﻧﺳﺑﺔ %٨.١ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٢٠ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌﺎم ) ٢٠١٩ﻣن %٤.٨إﻟﻰ %٩.١ﻛﻣﺎ ﺗﺿﺎﻋﻔت ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﻘر اﻟﻣدﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ ٢٠١٥و ٢٠١٨ﻣن %٣.٨إﻟﻰ %٧.٢ﺑﺳﺑب اﻟﺻراﻋﺎت وﺑﺧﺎﺻﺔ اﻟﺻراع ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ واﻟﯾﻣن. ٢٢ ات ات ام ﻧﺟد ﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ ﻓﻲ ﺻدارة اﻟدول اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن اﻟذي ﯾﻌﯾﺷون ﺗﺣت ﺧط اﻟﻔﻘر ،ﺑـ ٧٠ﻣﻠﯾون ﻓرد ،ﺗﻠﯾﮭﺎ ﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﻛوﻧﻐو اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ٦٧ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ،ﺛم ﻣدﻏﺷﻘر ٢١ ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ،وأﻧﺟوﻻ ١٨ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ. (٥أب ا: .١ﺗﻌد اﻟزﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ أﺣد أھم اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ ﻣﺳﯾرة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،واﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻔﻘر ،ﺣﯾث ﺗزداد ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻔﻘراء ﻣﻊ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻷﺳرة ﻷن زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻷﺳرة ھو ﺳﺑب وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﻔﻘر ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ،ﻓﮭو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻟدى اﻷﺳر اﻟﻔﻘﯾرة اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻠﺟﺄ ھذه اﻷﺳر إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻋدد اﻷطﻔﺎل ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﺳن أو اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھم ﻣﺻدرا ﻟﻠدﺧل. .٢ﻛﻣﺎ أن اﻷﺳرة ﻟدﯾﮭﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ زﯾﺎدة ﻧﺳب اﻟﻔﻘر ﺑﺳﺑب زﯾﺎدة ﻋدد أﻓرادھﺎ ،ﻓﻧﺟد أن % ٨٠.٦ﻣن اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ أﺳر ﺑﮭﺎ ١٠أﻓراد أو أﻛﺛر ھم ﻣن اﻟﻔﻘراء ،و %٤٨.١ﻟﻸﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻘﯾﻣون ﻓﻲ أﺳر ﺑﮭﺎ ٧ - ٦أﻓراد ﻓﻘراء ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑـ % ٧.٥ﻟﻸﺳر اﻟﺗﻲ ﺑﮭﺎ أﻗل ﻣن ٤أﻓراد. .٣وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم ،ﯾﻌد ﻣن أﻛﺛر اﻟﻌواﻣل ارﺗﺑﺎطﺎ ﺑﻣﺧﺎطر اﻟﻔﻘر ،ﺣﯾث ﺗﺗﻧﺎﻗص ﻣؤﺷرات اﻟﻔﻘر ﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم ،وھﻧﺎك %٣٥.٦ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻔﻘراء ﺑﯾن اﻷﻣﯾﯾن، ﻣﻘﺎﺑل %٩.٤ﻟﻣن ﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة ﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻓﻲ ) (٢٠٢٠ - ١٠١٩و %١٥.٢ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻔﻘراء ﺑﯾن ﺣﺎﻣﻠﻲ اﻟﺷﮭﺎدات ﻓوق اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ،و %١٧.٤ﻧﺳﺑﺔ ﻣن ﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة ﺛﺎﻧوﯾﺔ ،و %٣٣.١ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺣﺎﺻﻠﯾن ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة ﺗﻌﻠﯾم أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ).(٢٠٢٠ - ٢٠١٩ ٢٣ ات ات ام و ا ا اء واوج داة ا: ﺗم ﺗوﺳﯾﻊ ﻗﺎﻋدة اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن ﺑراﻣﺞ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻔﺋﺎت اﻷﻛﺛر ﺿﻌًﻔﺎ واﻷﺳر اﻷ َوﻟَﻰ ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣﺳﺗوى أﻓﺿل ﻟﺣﯾﺎﺗﮭم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺑﯾﺋﯾﺔ وﺗﺧﻔﯾف اﻷﻋﺑﺎء ﻋن ﻛﺎھﻠﮭم ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟظروف اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑﺑت ﻓﯾﮭﺎ أزﻣﺔ ﻛوروﻧﺎ واﻟﺣرب اﻟروﺳﯾﺔ -اﻷوﻛراﻧﯾﺔ. زﯾﺎدة اﻟدﻋم ،ﺣﯾث ﺑﻠﻎ دﻋم رﻏﯾف اﻟﻌﯾش واﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻣوﯾﻧﯾﺔ ﻧﺣو ٩٠ﻣﻠﯾﺎر ﺟﻧﯾﮫ ،ﺑﻧﺳﺑﺔ % ٦٠.٥ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟدﻋم اﻟﻣﻘدم ﻣن اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ) ،(٢٠٢٣ - ٢٠٢٢ﻣﻘﺎﺑل ٨٧.٢ﻣﻠﯾﺎر ﺟﻧﯾﮫ ﻓﻲ ﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺑﻖ ،ﺑزﯾﺎدة ٢.٨ﻣﻠﯾﺎر ﺟﻧﯾﮫ ،ﺑﻧﺳﺑﺔ زﯾﺎدة ﻗدرھﺎ ،ﺑﻧﺳﺑﺔ زﯾﺎدة ﻗدرھﺎ .%٣,٢ ﺷﮭرﯾﺎ ﻟـ ٤أﻓراد ً وﺑﻠﻎ أﻋداد اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن دﻋم اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻣوﯾﻧﯾﺔ ٦٣.٦ﻣﻠﯾون ﻓرد٥٠ ) ،ﺟﻧﯾًﮭﺎ ﺷﮭرﯾﺎ (.وﺗﺻل ﺗﻛﻠﻔﺔ دﻋم رﻏﯾف اﻟﺧﺑز ً ﻣﻘﯾدﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﺎﻗﺔ ،وﻣﺎ زاد ﻋﻠﻰ ذﻟك ٢٥ﺟﻧﯾﮭﺎ ﻟﻠﻔرد إﻟﻰ ٤٨.٩ﻣﻠﯾﺎر ﺟﻧﯾﮫ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺗﻛﻠﻔﺔ دﻋم اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻣوﯾﻧﯾﺔ. ﺑدء ﺑرﻧﺎﻣﺟﻲ ﺗﻛﺎﻓل وﻛراﻣﺔ ،ﻋﺎم ،٢٠١٥وﻛﺎن ﻋدد اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣﻧﮫ ٢.٥ﻣﻠﯾون أﺳرة ،ﺗﺿم ٩.٣ﻣﻠﯾون ﻓرد %٨٦ ،ﻣﻧﮭم اﺳﺗﻔﺎد ﺑﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﻛﺎﻓل ،و %١٤ﺑﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻛراﻣﺔ ،ﺑﻘﯾﻣﺔ ٦.٧ﻣﻠﯾﺎر ﺟﻧﯾﮫ ﻋﺎم ) ،(٢٠١٥ - ٢٠١٤وارﺗﻔﻊ ﻋدد اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ٣.٨ﻣﻠﯾون أﺳرة ﻋﺎم )٢٠٢٠ – ،(٢٠٢١وﺗﺿم ﻧﺣو ١٤ﻣﻠﯾون ﻓرد ،ﻣن ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ،ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ ١٩ﻣﻠﯾﺎر ﺟﻧﯾﮫ. ٢٤ ات ات ام ا اا ا ﺗﻌد اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن أﺧطر وأﻛﺑر اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﺗﮭدد اﺳﺗﻘرار اﻷﻣم واﻟدول ،وﺗﺧﺗﻠف ﺣدﺗﮭﺎ ﻣن دوﻟﺔ ﻷﺧرى وﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻵﺧر ،ﻓﺎﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺗﺷﻛل اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻣﻌظم اﻷﻣراض اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗﻣﺛل ﺗﮭدﯾدا واﺿﺣﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ. أو :ا: ﺗُﻌرف اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﺄﻧّﮭﺎ اﻟﻌد ُد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻸﻓراد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻘﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم اﻷﻋﻣﺎل وﻟﻛن ﻟم ﯾﺗﻣﻛﻧوا ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋﻣل ﻟﮭم ،وﺗُﻌرف اﻟﺑطﺎﻟﺔُ أﯾﺿﺎ ً ﺑﺄﻧّﮭﺎ ﻣﺻطﻠﺢ ﯾُطﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻓﺋﺔ ﻣن اﻟﺳﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذﯾن ﻟم ﯾﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ أي ﻋﻣل أو وظﯾﻔﺔ ﺿﻣن ﻣﺟﺎل اﺧﺗﺻﺎﺻﮭم، أو ﻣﮭﺎراﺗﮭم ،أو ﺧﺑرﺗﮭم ،ﻣﻣﺎ أدّى إﻟﻰ ﺟﻠوﺳﮭم ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل ،وﻋدم ﺗﺣﻘﯾﻘﮭم ﻷي ﻗﯾﻣﺔ ﻣن ﻗﯾم اﻟدّﺧل اﻟﻣﺎﻟﻲ ،وﯾﺗم اﺳﺗﺧدام ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺣﺻﺎءات اﻟﺑﯾﺎﻧﯾّﺔ ﻟﻠﺗﻌُر ف ﻋﻠﯾﮭم ،وﻣﻌرﻓﺔ طﺑﯾﻌﺔ ﺣﯾﺎﺗﮭم ﻣن أﺟل ﺗﺻﻧﯾﻔﮭم ﺿﻣن ﻓﺋﺎت اﻟﻘوى ﻏﯾر اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ. وﻓﻲ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺷﺎﺳﻊ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ اﻟذي أوﺻت ﺑﮫ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أن "اﻟﻌﺎطل ﻋن اﻟﻌﻣــل ھو ذﻟك اﻟﻔرد اﻟذي ﯾﻛون ﻓوق ﺳن ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﻼ ﻋﻣل وھو ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل وراﻏب ﻓﯾﮫ وﯾﺑﺣث ﻋﻧﮫ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى أﺟر ﺳﺎﺋد ﻟﻛﻧﮫ ﻻ ﯾﺟده ".ﻓﻲ ﺿوء ھذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﻣﻛن أن ﻧﺣدد اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌد ﻓﯾﮭﺎ اﻷﻓراد ﻋﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ: -اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﺣﺑطﯾن وھم اﻟذﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ وﯾرﻏﺑون ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،وﻟﻛﻧﮭم ﻟم ﯾﺣﺻﻠوا ﻋﻠﯾﮫ وﯾﺋﺳوا ﻣن ﻛﺛرة ﻣﺎ ﺑﺣﺛوا ،ﻟذا ﻓﻘد ﺗﺧﻠوا ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل.وﯾﻛون ﻋددھم ﻛﺑﯾرا ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرات اﻟﻛﺳﺎد اﻟدوري. ٢٥ ات ات ام -اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻌﻣﻠون ﻣدة أﻗل ﻣن وﻗت اﻟﻌﻣل اﻟﻛﺎﻣل وھم ﯾﻌﻣﻠون ﺑﻌض اﻟوﻗت دون إرادﺗﮭم، ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﮫ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮭم اﻟﻌﻣل ﻛﺎﻣل اﻟوﻗت. -اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﻟﮭم وظﺎﺋف وﻟﻛﻧﮭم أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺣﺻﺎء اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺗﻐﯾﺑوا ﺑﺻﻔﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ﻟﺳﺑب ﻣن اﻷﺳﺑﺎب ﻛﺎﻟﻣرض اﻟﻌطل وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻷﺳﺑﺎب. -اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﯾﻌﻣﻠون أﻋﻣﺎﻻ إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة ذات دﺧول ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ،وھم ﻣن ﯾﻌﻣﻠون ﻟﺣﺳﺎب أﻧﻔﺳﮭم. -اﻷطﻔﺎل ،اﻟﻣرﺿﻰ ،اﻟﻌﺟزة ،ﻛﺑﺎر اﻟﺳن واﻟذﯾن أﺣﯾﻠوا ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺎﻋد. -اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎدرﯾن ﻋل اﻟﻌﻣل وﻻ ﯾﻌﻣﻠون ﻣﺛل اﻟطﻠﺑﺔ ،واﻟذﯾن ﺑﺻدد ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﮭﺎراﺗﮭم. -اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن ﻟﻠﺛروة واﻟﻣﺎل اﻟﻘﺎدرﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل وﻟﻛﻧﮭم ﻻ ﯾﺑﺣﺛون ﻋﻧﮫ. -اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺄﺟور ﻣﻌﯾﻧﺔ وھم داﺋﻣﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن أﻋﻣﺎل أﺧرى أﻓﺿل. وﻋﻠﯾﮫ ﯾﺗﺑﯾن أﻧﮫ ﻟﯾس ﻛل ﻣن ﻻ ﯾﻌﻣل ﻋﺎطﻼ ،وﻓﻲ ذات اﻟوﻗت ﻟﯾس ﻛل ﻣن ﯾﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل ﯾﻌد ﺿﻣن داﺋرة اﻟﻌﺎطﻠﯾن. م :أب ا: ﺗﻌ ُد اﻟﺑطﺎﻟﺔ ِﻣن أھم اﻷزﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗُﮭ ّد ُد اﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،وﺗوﺟ ُد َﻣﺟﻣوﻋﺔٌ ِﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ظﮭورھﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ إﻟﻰ آﺧر ،وﻣن أھﻣﮭﺎ :اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾّﺔ ،واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾّﺔ ،واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾّﺔ ،وﻟﻛل ﻣﻧﮭﺎ ُﻣؤﺛرات وﻧﺗﺎﺋﺞ ﺳﻠﺑﯾّﺔٌ ﺗُؤﺛّر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ. واﻵﺗﻲ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن ھذه اﻷﺳﺑﺎب: أ -اب ا:ّ ھﻲ ﻛﺎﻓّﺔُ اﻟﻣؤﺛّرات اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟﻣﺗﻌﻠّﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟدوﻟﺔ ﻣﺎ ،وﻣن أھﻣﮭﺎ: ٢٦ ات ات ام .١اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻘدرةِ ﻋﻠﻰ دﻋم ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟدوﻟﯾّﺔ. .٢اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺣروب واﻷزﻣﺎت اﻷھﻠﯾّﺔ ﻓﻲ اﻟدّول. .٣ﻏﯾﺎب ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗّﻧﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾّﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟدُول اﻟﻧّﺎﻣﯾﺔ. ب -اب اد:ّ وھﻲ ﻣن أﻛﺛر اﻷﺳﺑﺎب اﻧﺗﺷﺎرا ً وﺗﺄﺛﯾرا ً ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗُؤدّي إﻟﻰ رﻓﻊ ُﻣﻌدّﻻﺗﮭﺎ اﻟدوﻟﯾّﺔ ،وﻣن أھم ھذه اﻷﺳﺑﺎب: .١زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﻊ ﻗﻠّﺔ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﻌروﺿﺔ ،وھﻲ ﻣن اﻟﻣؤﺛّرات اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن اﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل ،وﺧﺻوﺻﺎ ً ﻣﻊ زﯾﺎدة أﻋداد ﺧرﯾﺟﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ،وﻋدم ﺗوﻓﯾر اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﮭم. .٢اﻻﺳﺗﻘﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻌﻣل واﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل ﺟدﯾد؛ وھﻲ ﺑطﺎﻟﺔٌ ُﻣؤﻗّﺗﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل ﻛل ﺷﺧص ﺗﺧﻠّﻰ ﻋن ﻋﻣﻠﮫ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﺑﮭدف اﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل ﻏﯾره ،وﻟﻛﻧّﮫ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ وﻗت طوﯾل ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋﻣل ،ﻟذﻟك ﯾُﺻﻧّف ﻓﻲ ﻓﺗرةِ ﺑﺣﺛﮫ ﺑﺄﻧّﮫ ﻋﺎطل ﻋن اﻟﻌﻣل. .٣اﺳﺗﺑدال اﻟﻌﻣﺎل ﺑوﺳﺎﺋل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾّﺔ ﻛﺎﻟﺣﺎﺳوب ،واﻟﺗﻲ أ ّد ْت إﻟﻰ زﯾﺎدةِ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾّﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت ﺑﺗﻘﻠﯾل ﻧﻔﻘﺎت اﻟدّﺧل ﻟﻠﻌﻣﺎل ،وﻟﻛﻧّﮭﺎ أدت إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ. .٤اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔُ ﺑﻣوظﻔﯾن ﻣن ﺧﺎرج اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﻣﻔﮭوم اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟواﻓدة ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻣﮭن اﻟﺣرﻓﯾّﺔ ،أو اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﺳﺗﻘدا ِم ُﺧﺑراء ﻣن اﻟﺧﺎرج ،ﻣﻣﺎ ﯾُؤدّي إﻟﻰ اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄي ُﻣوظﻔﯾن أو ﻋﻣﺎل َﻣﺣﻠﯾّﯾن. ج -اب ا:ّ ھﻲ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﺗﻌﻠّﻘﺔُ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﺗﺄﺛ ّر ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾّﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾّﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑطﺎﻟﺔ ،وﻣن أھم اﻷﺳﺑﺎب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾّﺔ: ٢٧ ات ات ام .١ارﺗﻔﺎع ُﻣﻌدّﻻت اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻣﻊ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻔﻘر ،واﻟذي ﯾُﻘﺎﺑﻠﮫ ﻋدم وﺟود وظﺎﺋ َف أو ِﻣﮭن ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ. .٢ﻏﯾﺎب اﻟﺗﻧﻣﯾّﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾّﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣ ُد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺎدةِ ﻣن اﻟﺗّﺄﺛﯾرات اﻹﯾﺟﺎﺑﯾّﺔ اﻟﺗﻲ ﯾُﻘدّﻣﮭﺎ ﻗطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻟﻠﻣﻧﺷﺂت. .٣ﻋدم اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺗطوﯾر ﻗطﺎع اﻟﺗّﻌﻠﯾمّ ،ﻣﻣﺎ ﯾُؤدّي إﻟﻰ ﻏﯾﺎب ﻧﺷر اﻟﺗّﺛﻘﯾف اﻟﻛﺎﻓﻲ ،واﻟوﻋﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳب ﺑﻘﺿﯾﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﺻﻔَﺗِﮭﺎ ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾّﺔ اﻟﻣﮭﻣﺔ. .٤زﯾﺎدة أﻋداد اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻘﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﻣﻊ ﺷﻌورھم ﺑﺎﻟﯾﺄس؛ ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺣﺻوﻟﮭم ﻋﻠﻰ وظﺎﺋف أو ﻣﮭن ﺗُﺳﺎﻋدھم ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟدّﺧل اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﮭم. .٥ﻏﯾﺎب اﻟﺗّطوﯾر اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻷﻓﻛﺎر اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗُﺳﺎﻋ ُد ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟوظﺎﺋف ﻟﻸﻓراد اﻟﻘﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل. د -أب دا: ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻔﺟوة اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد ﻓﺎﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻟﻠﺳﻛﺎن، واﺧﺗﻼل اﻟﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺳﻛﺎن ﻟﮭﺎ اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﮭﺎ اﻟواﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وأﺳﻠوب ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ وﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل وﻋرض اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗوﻓرة ﺑﻛﻣﯾﺎت ﻛﺑﯾرة ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﺷوء اﻟﺑطﺎﻟﺔ. ه -أب : ﺣﯾث ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺧﺻﺎﺋﺻﮭﺎ اﻟﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أن ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﺳﻠﯾم ﻣﻊ وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺣدﯾﺛﺔ واﻟﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ اﻟﺗطور ،ﻛﻣﺎ ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ھذه اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻛﯾف اﻟﺳرﯾﻊ ﻣﻊ ظروف اﻟﻌﻣل اﻟﺟدﯾدة اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌرﺿﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺑطﺎﻟﺔ. ٢٨ ات ات ام :أد ا: اﻟﺑﻌد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ :إن اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺷﺑﺎب ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋزﻟﮭم ﻋن ﺑﻘﯾﺔ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻓﻘدان اﻟﺛﻘﺔ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﮭم ﻓﻲ اﻟﻧظم واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﻠﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻷوﺿﺎع اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻷﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ أي ﻣﺟﺗﻣﻊ. اﻟﺑﻌد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ :ﯾؤدي ارﺗﻔﺎع ﻧﺳب اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺷﺑﺎب إﻟﻰ ﺣدوث ﻛﺳﺎد ورﻛود اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ أي ﺑﻠد ،وﻗد ﺗﻣﺗد آﺛﺎره أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﺧﺎرج ﺣدود اﻟدوﻟﺔ ،وذﻟك ﻷن أﺳواق اﻟﻌﻣل ﺗﺗﺄﺛر ﺑﻌﺿﮭﺎ ﺑﺑﻌض داﺧل اﻟدوﻟﺔ وﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﻓﻘدان اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺧرﺟﺎت واﻟدﺧل اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻌوﯾﺿﮫ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗؤﺛر ﺗﺄﺛﯾرا ﻣﺑﺎﺷرا ً ﻓﻲ ﺣرﻣﺎن اﻟدوﻟﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن اﻟﻣﺳﺎھﻣﺎت اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب أﻛﺑر ﻗوة ﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﻲ أي ﻣﺟﺗﻣﻊ وھم اﻟﺷﺑﺎب. اﻟﺑﻌد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ :ﺗؤﺛر اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺷﺑﺎب ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻧﻣوھم وﺗطورھم ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻔرﺻﮭم ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻘرار واﻟزواج وﺗﺄﺳﯾس أﺳرة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وإﻧﺟﺎب اﻷطﻔﺎل وﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺣرﻣﺎن ﻣن إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟدﺧل ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻣﻣﺎ ﯾﺣرﻣﮭم ﻣن اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﯾﺎة ﻛرﯾﻣﺔ وﺗﺟﻧب اﻟﺷداﺋد ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﺣرﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﮭؤﻻء اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ،ﺣﯾث أﻧﮭم ﻻ ﯾﺷﺎرﻛون ﻓﻲ اﻟﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﮭﺎ ﺑﻘﯾﺔ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗواﺟد ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل ،واﻟذي ﯾﺗﺄﺛر ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻻﺳﺗﺑﻌﺎد ﻋن اﻟﻌﻣل ،وﯾؤدي ھذا اﻟﺣرﻣﺎن إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﻔﻛك أو اﻟﺗﺣﻠل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.ﺗؤدي اﻟﺑطﺎﻟﺔ وآﺛﺎرھﺎ إﻟﻰ اﻧﺗﺷﺎر ظواھر اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻧﻔﺳﯾﺔ ﻗد ﺗﺗﺣول إﻟﻰ أﻣراض ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺛل اﻧﺗﺷﺎر ظواھر اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻧﻔﺳﯾ?