حقوق اإلنسان PDF

Document Details

InvulnerableXylophone622

Uploaded by InvulnerableXylophone622

جامعة سيناء

2017

د‪.‬سليمان فتوح, د‪.‬أشرف خليفة, د‪.‬رؤوف أبو عابد

Tags

human rights law political science

Summary

This textbook covers the concept of human rights, its history, sources, and diverse categories. Written for students at Sinai University and human rights enthusiasts worldwide, it explores the evolution and importance of human rights within societal context. The book examines international and regional perspectives on these fundamental rights.

Full Transcript

‫حقوق اإلنسان‬ ‫تأليف‬ ‫أ‪.‬د سليمان فتوح‬ ‫د‪.‬أشرف خليفة‬ ‫د‪.‬رؤوف أبو عابد‬ ‫‪ 1438‬هـ ‪ ٢٠١٧ -‬م‬ ‫فهرس المحتويات‬ ‫‪٣‬‬ ‫الوحدة األولى‪ :‬مفهوم حقوق اإلنسان وخصائصها‪.‬‬ ‫‪٤‬‬...

‫حقوق اإلنسان‬ ‫تأليف‬ ‫أ‪.‬د سليمان فتوح‬ ‫د‪.‬أشرف خليفة‬ ‫د‪.‬رؤوف أبو عابد‬ ‫‪ 1438‬هـ ‪ ٢٠١٧ -‬م‬ ‫فهرس المحتويات‬ ‫‪٣‬‬ ‫الوحدة األولى‪ :‬مفهوم حقوق اإلنسان وخصائصها‪.‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫مفهوم حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫سمات وخصائص حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪١٣‬‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬السياق التاريخي لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪١٥‬‬ ‫العصور القديمة‪.‬‬ ‫‪٢٠‬‬ ‫العصور الوسطى والنهضة الفكرية‪.‬‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫العصور الحديثة والمعاصرة ‪.‬‬ ‫‪٣١‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬مصادر حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪٣٣‬‬ ‫المصادر الرسمية واألساسية‪.‬‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫المصادر اإلستداللية واإلحتياطية‪.‬‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬فئات حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪٥١‬‬ ‫الحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬ ‫‪٥٦‬‬ ‫الحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية‪.‬‬ ‫‪٦٠‬‬ ‫الحقوق الثقافية والبيئية‪.‬‬ ‫‪٦٧‬‬ ‫الوحدة الخامسة ‪:‬‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال ‪ :‬حقوق اإلنسان في ظل الثورة المعلوماتية ووسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫الثورة المعلوماتية وتأثيرها علي الرأي العام في مجال حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫الثورة المعلوماتية ودورها فى مجال التنمية‪.‬‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫تأثير العولمة على الثقافة العربية‪.‬‬ ‫‪٧٠‬‬ ‫الثورة المعلوماتية وآفاق توحيد العالم‪.‬‬ ‫‪٧٣‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬دور اإلعالم فى مجال حقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫‪٧٣‬‬ ‫حقوق اإلنسان فى وسائل اإلعالم القومية ‪.‬‬ ‫‪٧٤‬‬ ‫مستقبل خطاب حقوق اإلنسان فى وسائل اإلعالم القومية‪.‬‬ ‫‪٧٤‬‬ ‫الحقوق والحريات الفكرية لإلنسان‪.‬‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫الوحدة السادسة‪ :‬حماية حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪٧٨‬‬ ‫وسائل حماية حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪٨٤‬‬ ‫المنظمات الدولية ‪ ( :‬الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ ،‬المجلس اإلقتصادي واإلجتماعي ‪ -‬مجلس األمن ‪-‬‬ ‫األمانة العامة ‪ -‬محكمة العدل الدولية ‪ -‬األجهزة المتخصصة التابعة لألمم المتحدة )‪.‬‬ ‫‪٨٧‬‬ ‫األدوات التي تستخدمها المنظمات الدولية لحماية حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫مقدمة‬ ‫يولد اإلنسان محاطًا بالعديد من الحقوق التي وهبتها له الطبيعة وفرضتها طبيعته وأحكام تكوينه‪ ،‬ففكرة حقوق اإلنسان‬ ‫قديمة قدم البشرية ذاتها تطورت وواكبت حياة اإلنسان بإرهاصاتها األولى في مرحلة المشاع مع سعيه لتوفير إحتياجاته‬ ‫األساسية‪ ،‬فكان ما تهبه الطبيعة من خيرات حق لكل إنسان يحصل عليه لتلبية إحتياجاته من مأكل ومشرب وملبس وتنقل‪،‬‬ ‫ومع سعي اإلنسان نحو الحياة المشتركة واإلنتظام في مجموعات بشرية ازدادت إحتياجاته وتنوعت‪ ،‬فاتسعت معها حقوقه‬ ‫وتعددت وتمايزت‪ ،‬وهو ما تنازعت في سبيله اإلرادات وإختلفت األهداف وتباينت الغايات وتعددت الوسائل والسبل‪.‬‬ ‫فتمايز البشر إستنادًا إلى العرق والجنس واللون‪ ،‬وتنافسوا وتصارعوا على إمتالك أسباب القوة والثروة والهيمنة‪ ،‬فإستعبد‬ ‫بعضهم بعضا‪ ،‬حتى وجد اإلنسان نفسه سلعة تباع وتشترى‪ ،‬فنهبت الحقوق وتمت مصادرتها واإلستئثار بها‪ ،‬وتحولت من‬ ‫قيمة معنوية إلى ملكية مادية تم تخصيصها لشخص دون اآلخر ولفئة دون األخرى حتى أنها ورثت‪ ،‬فبعد أن كانت الحقوق‬ ‫لكل البشر أصبحت تعطى لهم باإلستناد إلى العرق واللون والجنس والمكانة اإلجتماعية بحسب القوة والثروة والجاه في ظل‬ ‫مجتمعات سادتها مظاهر الظلم والقهر واإلستبداد القائمة على ثقافة الرق والعبودية والحرمان‪ ،‬فلم تعترف بالشخصية‬ ‫القانونية للعبيد والرقيق والنساء واألجنبي‪.‬‬ ‫ومع إزدياد حمى تصارع النزوات للتسابق نحو التملك واإلستئثار وتبلور فكرة الملكية الفردية والخاصة وما أرتبط بها من حقوق‬ ‫وإلتزامات والسعي لحمايتها والحفاظ عليها برزت البذور األولى للفكر السياسي الذي إنشغل مفكروه وفالسفته في محاولة‬ ‫إيجاد عالقة توازن بين هذه الحقوق والحفاظ عليها‪ ،‬وبين إحتياجات اإلنسان وحاجته في اإلجتماع والتنظيم وضروراته وصيانة‬ ‫حقوقه ومنع السيطرة عليها ومصادرتها أو اإلستئثار بها واحتكارها من جانب البعض‪ ،‬بعد أن سوفت وتم اإلفتئات عليها تارة‬ ‫باسم الحاكم « اإلله « أو باسم الملك صاحب الحق المقدس‪ ،‬أو الشرعية الدينية‪ ،‬أو الشعبية‪ ،‬أو بإسم المصلحة العامة وحماية‬ ‫الثورة أو الدولة أو الشعب‪.‬‬ ‫وقد مثلت حقوق اإلنسان المحرك األساسي في شحذ الهمم وإستنهاض اإلرادات لرفض الظلم‪ ،‬فكان الدفاع عنها أهم‬ ‫الدوافع في إنتفاض الشعوب وتمردها على اإلستبداد والطغيان‪ ،‬ليشكل الحفاظ عليها وصونها ومراعاتها السمة المثلى‬ ‫للحكم الرشيد والمستنير‪ ،‬واإلرتقاء بها مقياس للمدنية والتحضر‪ ،‬ومعيار للتقدم واألساس المنهجي للتنمية والحرية‬ ‫والديمقراطية‪.‬‬ ‫فكلما توفرت هذه الحقوق واتسعت دائرتها ومحيطها‪ ،‬إزداد رقي المجتمع و إستقراره‪ ،‬وكلما إنحسرت وضاق أفقها إنحدر‬ ‫المجتمع وتصدعت أركانه وتخلخل عقده اإلجتماعي‪ ،‬وهو العقد الذي شكلت حقوق اإلنسان األساس المنهجي الذي سعت‬ ‫نظرياته الفلسفية والسياسية من خاللها إلى محاولة تفسير العالقة بين الحاكم والمحكوم‪ ،‬لتجد بعد ذلك طريقها عبر‬ ‫حدود السيادة الوطنية مع البدايات األولى لتشكل التنظيم الدولي‪ ،‬وإنطالقة الثورتين الفرنسية واألمريكية وما تبعهما من‬ ‫إعالنات حرصت على التأكيد على قدسية هذه الحقوق وسموها‪ ،‬حيث باتت تشكل أحد أهم مظاهر وأوجه المدنية والتحضر‬ ‫للمجتمعات الدولية‪.‬‬ ‫فقد تطورت هذه الحقوق من رغبات في شكل حاجات وإحتياجات أساسية‪ ،‬إلى مطالب في شكل ضرورات ملحة‪ ،‬إلى حقوق‬ ‫في هيئة قيم ثابتة غير قابلة للتصرف‪ ،‬إلى علم له أصوله ودالالته الخاصة والخالصة‪ ،‬ومفاهيمه العامة التي تشابكت معانيها‬ ‫وإلتبست محدداتها‪ ،‬وتداخلت تعريفاتها ومصطلحاتها باإلتساق مع تعدد الثقافات وإختالف األهداف والغايات من وراء‬ ‫إستخداماتها وتوصيفاتها‪.‬‬ ‫ويأتي العمل بهذا المؤلف كمنهج وإطار معرفي لتدريس مادة حقوق اإلنسان‪ ،‬وكجهد مضافًا إلى بقية الجهود في معترك‬ ‫إبراز ماهية حقوق اإلنسان‪ ،‬ونشر ثقافتها‪ ،‬والتعريف بقيمها‪ ،‬والوقوف على مبادئها وخصائصها الحضارية وعالقتها بالعديد‬ ‫من القضايا والظواهر‪ ،‬ولنضع بين يدي أبنائنا الطلبة في جامعة سيناء خاصة‪ ،‬ليقفوا على ما عليهم من واجبات وما لهم‬ ‫من حقوق في ظل الخصوصية اإلجتماعية والثقافية والسياسية لمجتمعاتنا العربية‪ ،‬وفتح نافذة معرفية نحو عالمية حقوق‬ ‫اإلنسان وآفاقها‪ ،‬وبين يدي المهتمين بشؤون حقوق اإلنسان عامة إنطالقًا مما لهذه المادة العلمية من أهمية محورية‪ ،‬حيث‬ ‫أصبحت ذات مغازي إقتصادية وإجتماعية وسياسية تثير حفيظة الحكام والمحكومين على حد سواء‪ ،‬بما بات يعتريها من‬ ‫مدلوالت‪ ،‬وما تسعى إليه من مطالب وأهداف‪ ،‬وما يكمن وراءها من غايات إنسانية واستخدامات وظيفية‪ ،‬فمن أول وأهم‬ ‫ال وحكومات وأفراد هذه الحقوق وأهميتها‪ ،‬ويقفون على حدود قيمها‪،‬‬ ‫ضمانات حقوق اإلنسان هو أن يدرك الجميع دو ً‬ ‫فيؤدون ما عليهم‪ ،‬ويطالبون بما لهم‪ ،‬فالحريات والحقوق ال ُتهب‪ ،‬وإنما ُتستحق ف ُتنتزع‪.‬‬ ‫وبناء عليه تأتي هذه المادة التدريسية إليضاح ماهية حقوق اإلنسان بتعريفاتها وخصائصها ومصادرها‪ ،‬والوقوف على تطورها‬ ‫في ظل السياق التاريخي وفئاتها المتعددة وأهم مواثيقها العالمية وهو اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬وعالقتها بكل من‬ ‫البيئة والتنمية واإلعالم‪.‬‬ ‫المؤلفون‬ ‫أ‪.‬د سليمان فتوح‬ ‫د‪.‬أشرف خليفة‬ ‫د‪.‬رؤوف أبو عابد‬ ‫‪1‬‬ ‫أهداف المنهج الدراسي‬ ‫وتتمثل األهداف العامة لتدريس المادة فيما يلي‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬الجانب المعرفي‪:‬‬ ‫اإلنماء المعرفي في مجال حقوق اإلنسان من خالل‪:‬‬ ‫‪1.1‬التعرف على أهم المبادئ الرئيسة لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪2.2‬التعريف بحقوق اإلنسان من بعديها اإلقليمي والدولي‪.‬‬ ‫‪3.3‬المقارنة بين العصور المختلفة في مجال الحقوق والحريات‪.‬‬ ‫‪4.4‬تنوير الطالب بفئات حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪5.5‬تحديد مصادر حقوق اإلنسان واآلليات المستخدمة لحمايتها على المستويين اإلقليمي والدولي‪.‬‬ ‫‪6.6‬التعرف على نشاطات األمم المتحدة في مجال حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪7.7‬ترسيخ مبدأ المساواة بين الجنسين‪.‬‬ ‫‪8.8‬تعزيز الوعي بالحقوق والحريات‪.‬‬ ‫‪9.9‬إرساء ثقافة الحوار والتسامح المتبادل ونبذ العنف واإلرهاب‪.‬‬ ‫‪1010‬تعزيز ثقافة السالم القائم على العدل وعلى إحترام حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬الجانب الوجداني‪:‬‬ ‫تعزيز القيم واإلتجاهات وأنماط السلوك التي ُتعلي من شأن حقوق اإلنسان وتعمل على التمسك بها من خالل‪:‬‬ ‫‪1.1‬اإلنماء الوجداني للشخصية اإلنسانية وإحساسها بالكرامة‪.‬‬ ‫‪2.2‬ترسيخ قيم العدالة اإلجتماعية‪.‬‬ ‫‪3.3‬تعزيز إحترام حقوق اإلنسان والحريات‪.‬‬ ‫‪4.4‬تشجيع صفات التسامح واإلحترام والتضامن‪.‬‬ ‫‪5.5‬غرس إحترام اآلخرين في النفوس‪.‬‬ ‫‪6.6‬تعزيز الربط بين الفرد والجماعة والدولة ومؤسساتها‪.‬‬ ‫‪7.7‬تنمية مشاعر التضامن مع اآلخرين‪.‬‬ ‫‪8.8‬دعم سبل المشاركة في الشأن العام‪ ،‬وترسيخ مفهوم المواطنة‪.‬‬ ‫‪9.9‬إحترام التعدد والتنوع الثقافي لكل الجماعات والشعوب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثالثا‪ :‬الجانب السلوكي‪:‬‬ ‫ترجمة المعارف والخبرات والقيم وأنماط السلوك إلى عمل دائم ونشاط مستمر من خالل‪:‬‬ ‫‪1.1‬الدفاع عن حقوق اإلنسان في الواقع المعاش‪.‬‬ ‫‪2.2‬الدفاع عن كرامة اإلنسان‪.‬‬ ‫‪3.3‬دعم مهارات فهم قضايا حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪4.4‬تمكين األفراد من المشاركة بفاعلية في المجتمع‪.‬‬ ‫‪5.5‬المساهمة في تغيير القيم والمشاعر والتغيير في السلوك‪.‬‬ ‫‪6.6‬تنمية مهارات رصد اإلنتهاكات والتعامل مع المنتهكين‪.‬‬ ‫‪7.7‬تعزيز الجهود الكفيلة بمعالجة قضايا حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪8.8‬تحويل مبادئ حقوق اإلنسان إلى حقيقة إجتماعية وإقتصادية وثقافية وسياسية‪.‬‬ ‫‪9.9‬رفع قدرتهم على الدفاع عنها‪ ،‬وصيانتها والنهوض بها على جميع المستويات‪.‬‬ ‫‪1010‬معالجة ومناهضة مظاهر التعصب‪.‬‬ ‫‪ 1111‬إكساب مناعة قوية ضد خطاب الكراهية‪.‬‬ ‫‪1212‬تعزيز سبل التعليم التفاعلي‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الوحدة األولى‬ ‫مفهوم حقوق اإلنسان‬ ‫وخصائصه‬ ‫مفهوم وسمات وخصائص حقوق اإلنسان‬ ‫أو ً‬ ‫ال ‪ :‬مفهوم حقوق اإلنسان‬ ‫يشير مصطلح حقوق اإلنسان بداية إلى تلك السمات والمميزات العامة والخاصة اللصيقة بالبشر‪ ،‬والتي ال غنى لهم عنها‬ ‫للعيش في كرامة ووئام‪ ،‬وبإحترامها يكون السالم‪ ،‬وتتحقق التنمية واإلزدهار‪ ،‬وقد تعددت مفاهيم حقوق اإلنسان وتنوعت‬ ‫مدخالتها‪ ،‬بين المعايير العلمية والفلسفية واإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية والقانونية‪ ،‬ولكي نحيط بمعناها ومغزاها‪،‬‬ ‫نقف بداية عند معنى اإلنسان ومعنى الحق ودالالته ‪ ،‬ثم نتعرف على المقصود بحقوق اإلنسان‪ ،‬وهو ما سنفرد له مطلبين‪،‬‬ ‫نوضح في األول المقصود باإلنسان ونعرف الحق بشكل عام ومفاهيمه‪ ،‬ونورد في الثاني تعريفات حقوق اإلنسان بمضامينها‬ ‫المتعددة‪.‬‬ ‫تعريف اإلنسان ومفهوم الحق‪:‬‬ ‫اإلنسان‬ ‫‪+‬‬ ‫حقوق‬ ‫=‬ ‫حقوق‬ ‫اإلنسان‬ ‫يتكون مصطلح حقوق اإلنسان من كلمتين‪ ،‬األولى تتعلق بالحقوق التي تكون لإلنسان‪ ،‬والثانية تشير إلى اإلنسان كموضوع‬ ‫للحق‪ ،‬فاإلنسان‪ :‬لفظًا تطلق في اللغة على كل فرد من أفراد الجنس البشري‪ ،‬وإصطالحا يعني الكائن البشري‪ ،‬ويتميز بسمو‬ ‫خلقه‪ ،‬أما الحق فقد تعددت تعريفاته وتنوعت دالالتها بحسب الغاية والمقصد وأهمها‪-:‬‬ ‫يمكن تعريف الحق‬ ‫قانو ًنا‬ ‫ً‬ ‫فقها‬ ‫إصطالحا‬ ‫ً‬ ‫لغة‬ ‫لغة‪ :‬لقد جاء إستخدام لفظ « الحق « في اللغة بالعديد من المعاني والدالالت‪ ،‬فإستخدم بمعنى نقيض الباطل‬ ‫ً‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬الحق‬ ‫والظلم‪ ،‬وبمعنى النصيب‪ ،‬وبكونه صفة للذات اإللهية‪ ،‬وبمعنى العدل‪ ،‬وهو كذلك الثابت الذي ال يسوغ إنكاره‪ ،‬والواقع ال محالة‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬إصطالحًا‪ :‬فهو الحكم المطابق للواقع‪ ،‬ويطلق على األقوال والعقائد واألديان والمذاهب‪ ،‬أو هو ما يختص به الشخص‬ ‫عن غيره ماديًا ومعنويًا وله قيمة‪ ،‬وهو األمر الثابت الذي ال يسوغ إنكاره‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬فقهًا ‪ :‬هو ما منحه الشرع للناس كافة على السواء‪ ،‬وألزم على كل منهم باحترامه‪ ،‬وعدم اإلعتداء على ما هو لغيره‪،‬‬ ‫وله خمسة أركان‪ ،‬صاحب الحق‪ ،‬الشيء المستحق‪ ،‬من عليه الحق‪ ،‬نص شرعي بوجوب الحق‪ ،‬والمشروعية‪.‬‬ ‫رابعًا‪ :‬قانونًا ‪ :‬هو المركز المقرر قانونًا لشخص ما بموجبه يستطيع أن ينفرد به‪ ،‬وإستيفاء ما يفرضه القانون عند العدوان عليه‪،‬‬ ‫أو هو مصلحة ذات قيمة مالية يحميها القانون‪.‬‬ ‫أما الحق الطبيعي‪ :‬فهو مجموعة الحقوق التي يكتسبها الفرد بالطبيعة‪،‬باإلضافة إلى الحقوق التي يحرزها اإلنسان بعمله‬ ‫أو بإنتمائه كالحقوق المكتسبة‪ ،‬يمثل الحق الطبيعي الحقوق األخرى األساسية التي يحصل عليها ليس باإلرتباط بنشاط أو‬ ‫وظيفة أو صفة معينة‪ ،‬بل تبعًا من كرامته الجوهرية بصفته إنسان‪ ،‬وال يجوز اإلنتقاص من هذه الحقوق أو اإلعتداء عليها(‪.)١‬‬ ‫‪ -١‬ماهر عبد الهادى‪,‬حقوق اإلنسان‪,‬دار النهضة العربية‪ ,‬القاهرة‪1984 ,‬م ‪ ,‬ص ‪35‬‬ ‫وكذلك ‪Mohamed Mauaqit,Les Droits de l’Homme Sont – its Universels,in, La Communate international et les droits de la personne fiumaine,2001,P111‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الحق والحرية‪-:‬‬ ‫فالحرية‪ :‬تعني القدرة على التصرف بملء اإلرادة والخيار الواعي‪ ،‬والتخلص من العبودية أو اللوم أو نحوهما‪ ،‬فهي صفة تعطي‬ ‫لبعض األفعال البشرية التي يقوم بها اإلنسان بدون ضغط أو إكراه وعن سابق قصد وتصور وتصميم‪ ،‬فهي نقيض العبودية‬ ‫والتبعية باإلكراه‪ ،‬وهو ما ينطبق على كل الحريات العامة « اإلعتقاد ‪ -‬التنقل ‪ -‬المسكن‪ -‬التعبير والرأي «‪ ،‬وفيما يكون الحق‬ ‫(‪)1‬‬ ‫على أمر محدد وقابل للتحديد‪ ،‬فإن الحرية إباحة للشخص في ممارسة كل ما ال يتعارض أو يمنعه القانون من نشاط‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫تعريف حقوق اإلنسان‪:‬‬ ‫تعددت التعريفات والمفاهيم الخاصة بحقوق اإلنسان‪ ،‬مما جعل من الصعوبة بمكان وضع تعريف واضح وشامل ومحدد‪،‬‬ ‫كذلك صعوبة الفكرة وعموميتها وغموضها‪ ،‬والخلط إلى حد كبير بين الفكرة محل الحماية وآليات حمايتها‪ ،‬باإلضافة إلى إنها‬ ‫في تطور مستمر مع تطور الظروف المحيطة وتفاعالتها مع البيئة على الصعيد المحلي واإلقليمي والدولي‪ ،‬وعلى المستوى‬ ‫السياسي واإلقتصادي واإلجتماعي والقانوني‪.‬‬ ‫فحقوق اإلنسان « مصطلح يشير إلى مجموعة الحقوق اللصيقة بالشخصية اإلنسانية التي نصت عليها المواثيق الدولية‪ ،‬والتي‬ ‫يتمتع بها اإلنسان وال يجوز تجريده منها ألي سبب كان بصرف النظر عن كل مظاهر التميز مثل الدين‪ ،‬واللغة‪ ،‬واللون‪ ،‬واألصل‪،‬‬ ‫والعرق‪ ،‬والجنس‪ ،‬وغير ذلك»‬ ‫وتعرفها األمم المتحدة « بأنها ضمانات قانونية عالمية لحماية األفراد والجماعات من إجراءات الحكومات التي تمس الحريات‬ ‫األساسية والكرامة اإلنسانية‪ ،‬ويلزم قانون حقوق اإلنسان الحكومات ببعض األشياء ويمنعها من القيام بأشياء أخرى « فهي‬ ‫مكفولة لجميع البشر بفضل إنسانيتهم وحدها وأن حقوق اإلنسان هي أساس الحرية والدالة والسالم‪.‬‬ ‫وتعتبر تلك الحقوق األصلية في طبيعتها والتي ال يستطيع اإلنسان العيش بدونها‪ ،‬فهي حقوق تولد مع اإلنسان‪ ،‬وتتميز‬ ‫بأنها واحدة في أي مكان في المعمورة‪ ،‬فهي ليست وليدة نظام قانوني معين‪ ،‬وتتميز بوحدتها ويجب إحترامها وحمايتها‬ ‫فدراسة الحقوق الشخصية المعرف بها وطنيًا ودوليًا‪ ،‬والتي في ظل حضارة معينة تضمن الجميع بين تأكيد الكرامة اإلنسانية‬ ‫وحمايتها من جهة‪ ،‬والمحافظة على النظام العام من جهة أخرى‪.‬‬ ‫فحقوق اإلنسان تشكل مزيجًا من القانون الدستوري والدولي مهمتها الدفاع بصورة مباشرة ومنظمة قانونًا عن حقوق‬ ‫الشخص اإلنساني ضد إنحرافات السلطة الواقعة في أجهزة الدولة‪ ،‬وأن تنمو بصورة متوازية معها الشروط اإلنسانية للحياة‬ ‫والتنمية المتعددة األبعاد للشخصية اإلنسانية»‪.‬‬ ‫وفي السياق القانوني يمكن تعريف حقوق اإلنسان بأنها « ثبوت قيمة معينة لشخص بمقتضى القانون فيكون لهذا‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الشخص أن يمارس سلطات معينة يكفلها القانون »‪.‬‬ ‫ومما سبق نجد أن جميع التعريفات بتعدد مشاربها أقرت وإختصت اإلنسان بحقوق طبيعية وأصيلة تشمل كافة جوانب الحياة‬ ‫السياسية‪ ،‬واإلقتصادية واإلجتماعية ‪..‬الخ‪ ،‬تولد معه وتثبت له‪ ،‬ويحميها في كافة مراحله العمرية بشكل فردي أو جماعي‪،‬‬ ‫بغض النظر عن عوامل اإلختالف‪ ،‬من دين ومعتقد ولغة وفكر وجنس ولون وعرق‪ ،‬وإنما بوصفه إنسانًا وحسب‪ ،‬وبدونها ال‬ ‫يمكن له العيش بكرامة‪ ،‬وهي حقوق مكفولة بموجب القانون ومحاطة ومحمية به‪ ،‬للحفاظ على الحريات األساسية‬ ‫والكرامة اإلنسانية‪ ،‬وهي ليست وليدة نظام بعينه فهي تسبق نشأة الدولة والكيانات السياسية وتسمو عليها‪ ،‬وهي ركن هام‬ ‫في مهمة الدفاع عن مزايا الشخص اإلنساني في مواجهة السلطات الحاكمة والتي تعتمد في إدارة هذه الحقوق والتعامل‬ ‫معها على موافقة المحكومين وبإرادتهم الحرة‪ ،‬فهي األساس الموضوعي واألخالقي والمعنوي إلستقرار المجتمع وتنميته‬ ‫إنطالقا من تنمية الفرد‪.‬وهي من ناحية ثانية فهي علم له أصوله ومنهجيته العلمية والفلسفية المستقاة من الواقع‬ ‫اإلجتماعي واإلقتصادي والثقافي‪ ،‬والمستندة إلى حقائق السياسة والتاريخ والقانون‪ ،‬يختص بدراسة حاجات اإلنسان ومتطلباته‬ ‫وإتساقها مع ما له من حقوق طبيعية بوصفه إنسانًا‪ ،‬في ضوء الروابط بين الناس والعالقة بين الحاكم والمحكوم‪.‬‬ ‫كما هي تلك المزايا الواجبة بمقتضى الطبيعة اإلنسانية‪ ،‬والتي يختص بها اإلنسان بوصفه إنسانًا‪ ،‬ويمثل التعدي عليها أو‬ ‫(‪)٤‬‬ ‫اإلنتقاص منها إنتهاكا للقوانين والمواثيق واألعراف والشرائع بمختلف أطيافها‪.‬‬ ‫ولقد إنعكس غموض المصطلح وخصوصيته الحضارية في ذلك التشابك القانوني بين مصطلح حقوق اإلنسان وما يماثله من‬ ‫مفاهيم ومصطلحات أبرزها الحقوق العامة والحريات العامة والقانون الدولي اإلنساني‪-:‬‬ ‫* الحقوق العامة ‪ :‬وهي « تلك الحقوق الالزمة لإلنسان باعتباره فردًا في المجتمع‪ ،‬وال يمكنه اإلستغناء عنها‪ ،‬بل هي مفردة‬ ‫لحمايته في نفسه وحريته وماله»‪.‬‬ ‫* الحريات العامة‪ :‬هي القدرة على عمل كل شيء ال يضر باآلخرين‪ ،‬أو القدرة على قيام الفرد بأداء ما يريد وما يشاء دون أي‬ ‫موانع تحد من ذلك‪ ،‬كمجموعة الحريات السياسية (حق اإلنتخاب‪ -‬حرية التجمع‪ -‬حرية الصحافة ‪...‬الخ )‪ ،‬وهي بذلك تختلف‬ ‫(‪)٥‬‬ ‫عن الحريات الفردية (كحق التنقل‪ -‬حق الملكية‪...‬الخ)‪.‬‬ ‫‪ -١‬محمد سعيد البوطى ‪ ,‬الحقوق والحريات المدنية فى اإلسالم ‪ ,‬بحوث ومناقشات ندوة حقوق اإلنسان فى اإلسالم بين الخصوصية والعمومية ‪ ,‬الرباط ‪ 2001‬م ‪ ,‬ص ‪95‬‬ ‫‪Ahmed Laraba. Sur les rapports entretenus par le droit international humantaire et le droit international des droits de l’home,Alger les 19-20 mai,2001,P63-76 -٢‬‬ ‫‪ -٣‬محمد حافظ غانم ‪ ,‬الموجز فى القانون الدولى العام ‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬دار النهضة العربية ‪1979 ,‬م ‪ ,‬ص ‪ 57‬وكذلك ‪Jean Rivero,les libbertes puplic : Les Droits de l,Homme Toma,P.u.F,France,1991,P23 :‬‬ ‫‪ -٤‬عبد الواحد الفار ‪ ,‬قانون حقوق اإلنسان ‪ ,‬دار النهضة العربية ‪2001 ,‬م ‪ ,‬ص ‪60‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ -٥‬عز الدين فودة ‪ ,‬حقوق اإلنسان ‪ ,‬المجلة المعاصرة ‪ 1966 ,‬م ‪ ,‬ص ‪73‬‬ ‫تذكر أن‬ ‫المصطلحات المتشابهة في مجال الحقوق والحريات‬ ‫الحريات العامة‬ ‫الحقوق العامة‬ ‫حقوق اإلنسان‬ ‫القدرة على عمل كل شيء ال يضر‬ ‫الحقوق الالزمة لإلنسان‬ ‫حقوق و مزايا طبيعية وأصيلة تشمل كافة جوانب‬ ‫باعتباره فردًا في المجتمع‪ ،‬وال باآلخرين‪.‬كـــ (حق اإلنتخاب‪ -‬حرية‬ ‫الحياة السياسية‪ ،‬واإلقتصادية واإلجتماعية ‪..‬الخ‪،‬‬ ‫التجمع‪ -‬حرية الصحافة ‪..‬الخ )‪.‬‬ ‫يمكنه اإلستغناء عنها‪.‬‬ ‫تجب بمقتضى الطبيعة اإلنسانية‪ ،‬ويمثل التعدي‬ ‫عليها أو االنتقاص منها إنتهاكا للقوانين والمواثيق‬ ‫واألعراف والشرائع بمختلف أطيافها‪.‬‬ ‫الملخص‬ ‫يمكن تعريف الحق‪ ( :‬لغة ‪ ،‬إصطالحًا ‪ ،‬فقهًا ‪،‬قانونًا )‬ ‫حقوق اإلنسان‪ :‬من الصعوبة بمكان وضع تعريف واضح وشامل ومحدد‪ ،‬لحقوق اإلنسان‪.‬وجميع التعريفات بتعدد مشاربها‬ ‫أقرت وإختصت اإلنسان بحقوق طبيعية وأصيلة تشمل كافة جوانب الحياة‪.‬‬ ‫الحقوق العامة‪ :‬الحقوق الالزمة لإلنسان باعتباره فردًا في المجتمع‪ ،‬وال يمكنه اإلستغناء عنها‪.‬‬ ‫الحريات العامة‪ :‬القدرة على عمل كل شيء ال يضر باآلخرين‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫تدريبات‬ ‫س‪ -1‬ما الحق لغة وإصطالحًا وفقهًا وقانونًا؟‬ ‫س‪ -2‬ما الحرية؟ وهل هناك فرق بين الحق والحرية؟‬ ‫س‪ -3‬علل ما يأتى ‪:‬‬ ‫‪ -‬من الصعوبة وضع تعريف واضح وشامل ومحدد لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ -‬أدى غموض المصطلح وخصوصيته الحضارية في ذلك التشابك القانوني‪.‬‬ ‫‪ -‬بين مصطلح حقوق اإلنسان وما يماثله من مفاهيم ومصطلحات‪ ،‬أذكر أبرزها مع تعريف كل مصطلح‪.‬‬ ‫س‪ -4‬دلل على صدق العبارات التالية‪:‬‬ ‫‪ -‬تشابهت الكثير من التعريفات لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ -‬من الصعوبة بمكان وضع تعريف واضح وشامل ومحدد‪.‬‬ ‫س‪ -5‬ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة (×) أمام العبارة الخاطئة فيما يلي‪:‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ ‬ ‫مفهوم حقوق اإلنسان في تطور مستمر‪.‬‬ ‫)‬ ‫يختلف مفهوم حقوق اإلنسان ويتطور مع تطور الظروف المحيطة وتفاعالتها مع البيئة على الصعيد المحلي فقط‪(.‬‬ ‫س‪ -6‬إختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يلي‪:‬‬ ‫جميع تعريفات حقوق اإلنسان بتعدد مشاربها أقرت وإختصت اإلنسان بحقوق ‪........‬‬ ‫(طبيعية وأصيلة ‪ -‬السياسية ‪ -‬اإلقتصادية)‬ ‫حقوق اإلنسان تولد معه وتثبت له في كافة مراحله العمرية بشكل فردي أو جماعي‪ ،‬بغض النظر عن‪......‬‬ ‫(اللون فقط‪ -‬الدين‪-‬عوامل اإلختالف)‬ ‫حقوق اإلنسان مكفولة بموجب ‪....‬‬ ‫(القانون ‪ -‬الدين‪ -‬اللغة)‬ ‫حقوق اإلنسان يختص اإلنسان بها بوصفه ‪....‬‬ ‫(إنسانًا ‪ -‬حرًا ‪ -‬غربيًا)‬ ‫يمثل التعدي على حقوق اإلنسان أو اإلنتقاص منها إنتهاكًا ل ‪.....‬‬ ‫(لقوانين ‪ -‬المواثيق ‪ -‬الشرائع ‪ -‬جميع ما سبق)‬ ‫‪7‬‬ ‫ثانيا‪ :‬سمات وخصائص حقوق اإلنسان‬ ‫يمكن إجمال أبرز معاني سمات وخصائص حقوق اإلنسان وأهم مظاهرها فيما يلي‪-:‬‬ ‫‪ -1‬التعددية ‪ :‬أي أنها حقوق متعددة وبشقين ‪:‬‬ ‫(‪)١‬‬ ‫‪ -‬األول ‪ :‬حقوق طبيعية وثابتة‪ ،‬وتعرف بالحقوق المعنوية‪ ،‬وهي نابعة من إنسانية كل كائن بشري‪ ،‬وتستهدف حماية كرامته‬ ‫وصونها والحفاظ عليها‪.‬‬ ‫‪-‬الثاني ‪ :‬الحقوق القانونية والتي أنشئت طبقا لعمليات سن القوانين وتقنينها على سبيل تنظيم تلك الحقوق ال على سبيل‬ ‫إنشائها‪ ،‬وتستند إلى رضا المحكومين أصحاب هذه الحقوق وليس إلى نظام طبيعي‪ ،‬كما هو الحال في الحقوق المعنوية‪.‬‬ ‫صور تعددية‬ ‫حقوق اإلنسان‬ ‫القانونية‬ ‫طبيعية وثابتة‬ ‫‪ -2‬حقوق أصلية ومستقرة في النفس البشرية ‪ :‬متأصلة في كل فرد‪ ،‬تثبت لإلنسان تتركز فيه وتركز عليه وتحميه وتستمر‬ ‫معه حتى مماته‪ ،‬وهي ملك لكل الناس بوصفهم بشر‪ ،‬ليست مكتسبة أو منحة من أي سلطة سياسية كانت أم إجتماعية‪،‬‬ ‫فهي سابقة على الوجود السياسي للكيانات السياسية واإلجتماعية‪.‬‬ ‫‪-3‬العالمية ‪:‬من الخصائص التي أصبحت مكرسة وثابتة لحقوق اإلنسان‪ ،‬فهي من ناحية حقوق متساوية وغير تمييزية‪،‬‬ ‫للجميع الحق في الحصول عليها‪ ،‬ولكل إنسان على وجه األرض الحق في التمتع بها واإلنتفاع منها على قدم المساواة بدون‬ ‫تمييز بغض النظر عن ديانته‪ ،‬أو جنسه‪ ،‬أو لغته‪ ،‬أو قوميته‪ ،‬أو معتقده السياسي والفكري‪ ،‬أو منبته اإلجتماعي‪ ،‬والتي يحظر‬ ‫التمييز على أساس أيا منها‪.‬‬ ‫ومن ناحية ثانية هي حقوق ذات طبيعة موضوعية تتمتع بقوة إلزامية‪ ،‬حيث أنها مشمولة بالحماية القانونية الدولية‪ ،‬أي إنها‬ ‫مضمونة ومعترف بها من لدن القانون الدولي في شكل معاهدات وعرف ومبادئ عامة ومصادر قانونية أخرى‪ ،‬تم إقرارها‬ ‫واإلعتراف بها من قبل معظم دول العالم‪.‬‬ ‫‪ -4‬التكاملية ‪:‬فهي حقوق مترابطة غير قابلة للتجزئة‪ ،‬ومتآزرة ‪:‬‬ ‫‪-‬مترابطة وغير قابلة للتجزئة‪ :‬وهما من المبادئ الراسخة في القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬فبرغم تنوع الحقوق وتعددها‬ ‫ال يمكن ممارسة حق أو حقوق معينة بمعزل عن الحقوق األخرى‪ ،‬أو إعطاء أفضلية ألي حق من الحقوق على حساب حق آخر‪،‬‬ ‫بل إن اإلنتقاص من حق يعد إنتقاصًا من الحقوق كافة‪ ،‬وهي ما ال يجوز تجزئتها سواء كانت مدنية سياسية حق « الحياة ‪،‬‬ ‫المساواة أمام القانون ‪ »...‬أو إقتصادية وإجتماعية حق « العمل ‪ ،‬والضمان ‪ ،‬والتعليم ‪ »...‬أو جماعية حق « التنمية ‪ ،‬تقرير المصير ‪.»...‬‬ ‫‪ -‬متآزرة‪ :‬فمن شأن أداء وتطبيق أحد الحقوق واإلرتقاء به أن يساعد باإليفاء واإلرتقاء بالحقوق األخرى وأدائها‪ ،‬وكذلك فإن‬ ‫التقصير ومصادرة أحد الحقوق يؤثر بالسلب على الحقوق األخرى‪ ،‬فالعالقة بين الحقوق تبادلية ينعكس بعضها على بعض‪.‬‬ ‫خصائص التكاملية في‬ ‫حقوق اإلنسان‬ ‫مترابطة وغير‬ ‫متآزرة‬ ‫قابلة للتجزئة‬ ‫‪.Timor Oriental(Portugal C. Australie),Op.citpara 29, P.102 -١‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ -5‬الشمولية‪ :‬فهي تعني فيما تعنيه أنها ليست حقوق قاصرة على فئة أو طائفة معينة من الناس أو الحاجات‪ ،‬أو بقعة‬ ‫واحدة من العالم‪ ،‬أو على زمان محدد‪ ،‬وإنما تشمل كافة الحقوق والتي تغطي كل جوانب الحياة‪ ،‬السياسية‪ ،‬واإلجتماعية‪،‬‬ ‫والثقافية‪ ،‬واإلقتصادية ‪...‬الخ‪ ،‬وتتضمن كل القضايا والمطالب اإلنسانية المتعلقة بالديمقراطية‪ ،‬والتنمية‪ ،‬والعدالة اإلنسانية‬ ‫واإلجتماعية‪ ،‬واحترام الحريات‪ ،‬وسيادة القانون‪ ،‬وحقوق الطفل‪ ،‬والالجئين‪ ،‬والمهجرين‪ ،‬واألقليات ‪...‬الخ‪.‬‬ ‫‪ -6‬الديمومة‪ :‬فهي حقوق مستمرة ودائمة وراسخة غير قابلة للتصرف‪ ،‬فال يجوز التنازل عنها أو التصرف بها أو إنتزاعها‬ ‫ومصادرتها‪ ،‬أو المساس بها حتى لو لم تعترف بها قوانين البلد وانتهكت من قبل سلطاتها‪ ،‬كما إنه ال يجوز سحبها أو اإلنتقاص‬ ‫منها إال في أحوال محددة طبقا لإلجراءات المرعية في حالة الجرم أو خرق القانون أو الخروج على النظام العام‪.‬‬ ‫ومن جهة ثانية ال يجوز اإلفتئات عليها أو إنتهاكها‪ ،‬بحيث أنها أصبحت بذاتها محل إجماع شعبي ومجتمعي ومصدر للشرعية‪،‬‬ ‫فال تستمد شرعيتها من أي نظام قانوني أو سياسي‪ ،‬بل إن إنتهاك الحكومة أو السلطة الحاكمة لحقوق اإلنسان لمواطنيها‬ ‫يفقدها الشرعية السياسية واألخالقية‪.‬‬ ‫‪ -7‬الفاعلية واإلزدواجية‪ :‬ونقصد بالفاعلية أن تحرص الدولة وسلطاتها ونظامها السياسي واإلجتماعي على تحويل المبادئ‬ ‫النظرية لحقوق اإلنسان إلى واقع عملي وفعلي ملموس يشعر به الناس في حياتهم اليومية‪ ،‬والمحافظة عليها وعدم‬ ‫السماح بإنتهاكها‪.‬‬ ‫‪ -8‬التطور واإلزدهار‪ :‬فحقوق اإلنسان في تطور مستمر‪ ،‬تتجدد تفسيراتها مع تطور المجتمعات وإزدياد حاجات الناس‪ ،‬وتبلور‬ ‫الوفاق المحلي والدولي حولها‪ ،‬وبينما تعتبر بعض الحقوق حقوقًا مطلقة‪ ،‬يخضع بعضها للقيود المجتمعية التي يترجمها‬ ‫كل مجتمع بشكل يتوافق مع إحتياجاته ونظامه السياسي‪ ،‬وبنيته الثقافية واإلجتماعية‪ ،‬وروابطه اإلقتصادية‪ ،‬ضمن محددات‬ ‫عالمية الحقوق والتفسيرات المتفق عليها‪ ،‬بما ال يتعارض مع إلتزامات الدول ومسار عالقاتها‪.‬‬ ‫‪ -9‬محدد للسياسة الخارجية‪ :‬إذ أن حقوق اإلنسان باتت تشكل اليوم محددًا للسياسة الخارجية للعديد من الدول والتكتالت‬ ‫اإلقليمية والدولية‪ ،‬وفي صياغة العالقات بين الدول‪.‬‬ ‫‪ -10‬ويبقى أخيرًا من بين السمات والخصائص القانونية لحقوق اإلنسان أن إنتهاكها بشكل واسع ومنهجي موجه كالقتل‬ ‫العمد‪ ،‬واإلبادة‪ ،‬واإلسترقاق‪ ،‬والتعذيب‪ ،‬واإلضطهاد ألسباب عرقية أو دينية‪ ،‬أو ثقافية‪ ،‬واإلختفاء القسري‪ ،‬والفصل العنصري‪ ،‬أو‬ ‫حرمان شخص أو أكثر حرمانًا شديدًا من حقوقهم األساسية‪ ،‬يضعها في دائرة الجرائم ضد اإلنسانية والتي ال تسقط عقوبتها‬ ‫أو جزاءاتها وآثارها القانونية بالتقادم‪ ،‬وذلك كنوع من الضمان لتوفير الحماية الجنائية لحقوق اإلنسان‪ ،‬وكأحد الضمانات للحد‬ ‫(‪)١‬‬ ‫من طغيان الحكام الذين يتنكرون للقيم اإلنسانية‪.‬‬ ‫الديمومة‬ ‫محدد‬ ‫التعددية‬ ‫للسياسة‬ ‫الخارجية‬ ‫أصلية‬ ‫سمات‬ ‫التطور‬ ‫ومستقرة‬ ‫وخصائص‬ ‫واإلزدهار‬ ‫حقوق اإلنسان‬ ‫الفاعلية‬ ‫العالمية‬ ‫واإلزدواجية‬ ‫التكاملية‬ ‫الشمولية‬ ‫‪ -١‬سليمان محى الدين فتوح ‪ ,‬تطور حقوق اإلنسان عبر العصور التاريخية ‪ 2009 ,‬م ‪ ,‬ص ‪ 18‬ومابعدها الوحدة الثانية‬ ‫‪9‬‬ ‫الملخص‬ ‫أبرز سمات وخصائص حقوق اإلنسان وأهم مظاهرها‪:‬‬ ‫‪ -1‬التعددية‪.‬‬ ‫‪ -2‬أصلية ومستقرة في النفس البشرية‪.‬‬ ‫‪-3‬العالمية‪.‬‬ ‫‪ -4‬التكاملية‪.‬‬ ‫‪ -5‬الشمولية‪.‬‬ ‫‪ -6‬الديمومة‪.‬‬ ‫‪ -7‬الفاعلية واإلزدواجية‪.‬‬ ‫‪ -8‬التطور واإلزدهار المستمر‪.‬‬ ‫‪ -9‬محدد للسياسة الخارجية‪.‬‬ ‫‪ -10‬القانونية‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫تدريبات‬ ‫س‪ -1‬لحقوق اإلنسان سمات وخصائص متعددة أذكرها؟‬ ‫س‪ -2‬تمتاز حقوق اإلنسان بالتعددية‪ ،‬بينها؟‬ ‫س‪ -3‬علل من الصعوبة وضع تعريف واضح وشامل ومحدد لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫س‪ -4‬تناول بالشرح والتحليل سمتين من سمات حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫س‪ -5‬ما المقصود بكل من الفاعلية واإلزدواجية؟‬ ‫س‪ -6‬ما اإلنتهاكات التي يضعها القانون في دائرة الجرائم ضد اإلنسانية والتي ال تسقط عقوبتها أو جزاءاتها وآثارها‬ ‫القانونية بالتقادم؟‬ ‫س‪ -7‬دلل على صدق العبارات التالية‪:‬‬ ‫‪ -‬حقوق اإلنسان أصلية ومستقرة في النفس البشرية‪.‬‬ ‫‪ -‬حقوق اإلنسان مترابطة وغير قابلة للتجزئة‪.‬‬ ‫‪ -‬حقوق اإلنسان محددة للسياسة الخارجية‪.‬‬ ‫س‪ -8‬ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة (×) أمام العبارة الخاطئة فيما يلي‪:‬‬ ‫( )‬ ‫ ‬ ‫حقوق اإلنسان حقوق طبيعية وصناعية‪.‬‬ ‫( )‬ ‫ ‬ ‫حقوق اإلنسان غير متطورة‪.‬‬ ‫( )‬ ‫ ‬ ‫أصبحت حقوق اإلنسان محل إجماع شعبي ومجتمعي‪.‬‬ ‫( )‬ ‫ ‬ ‫ما العالقة بين الحقوق تبادلية ينعكس بعضها على بعض‪.‬‬ ‫س‪ -9‬إختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يلي‪:‬‬ ‫من الخصائص التي أصبحت مكرسة وثابتة لحقوق اإلنسان ‪.......................‬‬ ‫(القانونية ‪ -‬العالمية ‪ -‬اإلقتصادية)‬ ‫‪.......................‬أنشئت طبقا لعمليات سن القوانين وتقنينها‪.‬‬ ‫(الحقوق الطبيعية ‪ -‬الحقوق المالية‪ -‬الحقوق القانونية)‬ ‫حقوق اإلنسان باتت تشكل اليوم محددًا ‪.......................‬‬ ‫(للدين ‪ -‬للسياسة الخارجية ‪ -‬للغة)‬ ‫‪.......................‬من الجرائم ضد اإلنسانية والتي ال تسقط عقوبتها أو جزاءاتها وآثارها القانونية بالتقادم‪.‬‬ ‫(اإلبادة واإلسترقاق والتعذيب ‪ -‬السرقة ‪ -‬اإلختالس)‬ ‫‪11‬‬ 12 ‫الوحدة الثانية‬ ‫السياق التاريخي‬ ‫لحقوق اإلنسان‬ ‫‪2‬‬ ‫تمهيد‬ ‫إرتبطت فكرة حقوق اإلنسان بالتاريخ البشري‪ ،‬فتنوعت مع إزدياد حاجات اإلنسان ومتطلباته‪ ،‬واتسع مداها مع تطور الحياة‬ ‫البشرية‪ ،‬وتأثرت باإلعتبارات الفكرية‪ ،‬والعقائدية والتقاليد‪ ،‬والظروف الزمنية والمكانية‪ ،‬وحركة تشكل وتطور األطر اإلجتماعية‬ ‫واإلقتصادية والثقافية والقانونية والسياسية‪ ،‬فتناولها الفقهاء والفالسفة والمؤرخون على مر العصور وبإختالف مراحلها‬ ‫على النحو التالي‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬العصور القديمة‪.‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬العصور الوسطى والنهضة الفكرية‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬العصور الحديثة والمعاصرة‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫السياق التاريخي لحقوق اإلنسان‬ ‫أو ً‬ ‫ال ‪ :‬العصور القديمة‬ ‫قامت مجتمعات هذه العصور على التمايز والتقسيم الطبقي الذي يعد األساس للتباين اإلجتماعي‪ ،‬وعدم المساواة‪ ،‬ومصادرة‬ ‫الحقوق والحريات‪ ،‬وإمتهان الكرامة اإلنسانية‪ ،‬فكانت حقوق اإلنسان الغائب األبرز عن مالمح حضارات تلك العصور‪ ،‬وإتسمت‬ ‫فكرتها بالغموض وإنزواء قيمها خلف منطق البقاء لألقوى‪ ،‬والعديد من النظم والتقاليد واألعراف الرافضة والمتناقضة مع‬ ‫كل ما له عالقة بالكرامة اإلنسانية‪ ،‬فكان اإلستبداد والظلم والعبودية واإلضطهاد والتمايز اإلجتماعي واإلقتصادي عنوان‬ ‫العالقة بين الناس وبين الحاكم والمحكوم‪.‬‬ ‫إال أن تلك الحضارات لم يغب عن شمسها بعضًا من مفاهيم حقوق اإلنسان‪ ،‬فشهدت العديد من الشرائع والقوانين والتعاليم‬ ‫التي أشارت إلى فكرة حقوق اإلنسان وقيمها‪ ،‬ودعت إلى السالم والتسامح والمساواة بين الناس‪ ،‬وضرورة إقامة العدل ورفع‬ ‫الظلم ودفع الغبن‪ ،‬كأحد أهم معايير تجسيد فكرة حقوق اإلنسان وتأصيلها‪ ،‬ومن أهم تلك الحضارات كانت‪:‬‬ ‫حضارات العصور‬ ‫القديمة‬ ‫الفكر‬ ‫الحضارة‬ ‫الحضارة‬ ‫الحضارة‬ ‫حضارة‬ ‫الحضارة‬ ‫العربي‬ ‫الهندية‬ ‫الرومانية‬ ‫اليونانية‬ ‫بالد‬ ‫الفرعونية‬ ‫القديم‬ ‫والصينية‬ ‫الرافدين‬ ‫(‪)١‬‬ ‫الحضارة الفرعونية‪:‬‬ ‫حكم الفراعنة وفق نظرية الحق اإللهي المقدس‪ ،‬فنظر قدامى المصريين إلى ملوكهم بوصفهم آلهة‪ ،‬وباعتبارهم مصدر‬ ‫السلطات المطلقة ومنتهاها‪ ،‬فعلى رأس الهرم اإلجتماعي يقع الفراعنة‪ ،‬تم يأتي الكهنة‪ ،‬ويليهم األرستقراط‪ ،‬ثم الطبقة‬ ‫المتوسطة‪ ،‬فالفالحين في الطبقة الدنيا‪ ،‬ثم العبيد‪ ،‬وفق تقسيم طبقي يقوم على اإلستبداد والظلم‪ ،‬من رق وعبودية‬ ‫وسخرة في العمل اإلجباري بدون مقابل‪ ،‬ورغم ذلك شهدت تلك الحضارة بعض القوانين والظواهر التي تعكس بعضًا من‬ ‫مالمح حقوق اإلنسان وقيمها‪ ،‬من ذلك قانون « ماعت « الذي يستند إلى مفاهيم الحق والعدل والصدق‪ ،‬كما شهدت في عهد‬ ‫األسرة الثامنة مجالس للبالد نادت بضرورة تطبيق معايير العدالة‪ ،‬وقد مثلت ثورة الملك « أخناتون « أول دعوة إلى الوحدانية‪،‬‬ ‫وتحقيق السالم والتسامح ونبذ الحروب‪ ،‬والمساواة ونشر العدل‪ ،‬وعدم التمايز‪ ،‬فمثلت أول باكورة الفكر اإلصالحي نحو تجسيد‬ ‫معايير ومفاهيم حقوق اإلنسان في تلك الحقبة‪ ،‬وفي ذات السياق يمكن اإلشارة أيضًا إلى تعاليم الملك « حريكاع « ‪ -‬أحد‬ ‫حكماء األسرة العاشرة ‪ -‬والتي جاءت تنادي بإقامة العدل والمساواة ونشر المحبة واإلخاء‪.‬‬ ‫(‪)٢‬‬ ‫حضارة بالد الرافدين‪:‬‬ ‫إنقسم النظام اإلجتماعي عند قدامى العراقيين إلى طبقتين‪ ،‬األولى‪ :‬تضم الحكام‪ ،‬ورجال الدين‪ ،‬والبيروقراطيين‪،‬‬ ‫والعسكريين‪ ،‬والثانية‪ :‬وتضم المحكومين من األحرار‪ ،‬والفئة الوسطى « المشكينرم « أصحاب الحرف‪ ،‬وطبقة العبيد‪ ،‬وهو‬ ‫نظام سادت فيه الطبقية والتمايز اإلجتماعي بما يمثله من عدم مساواة وظلم وإستبداد‪.‬‬ ‫إال أنه من رحم هذه الحضارة خرجت الوثيقة السومرية وهي من أقدم ما أشار إلى حقوق اإلنسان من الوثائق‪ ،‬والسيما حق‬ ‫الحرية « أماركي «‪ ،‬كذلك تشير المدونات التاريخية إلى وجود قوانين وتشريعات التي سنتها العديد من الممالك العراقية‬ ‫والتي تتضح فيها اإلشارة إلى بعض مالمح حقوق اإلنسان ومنها قانون « أورنمو «‪ ،‬وقانون لبيث عشتار‪ ،‬وقانون مملكة أشتونا‪،‬‬ ‫وإصالحات العاهل السومري « أوركاجينا « التي تعد من أقدم الوثائق التاريخية والتي أكدت صراحة على الحرية‪ ،‬وإزالة الظلم‬ ‫واإلستغالل‪ ،‬والقضاء على التمايز اإلجتماعي‪ ،‬ويبقى أشهرها قانون حامورابي مؤسس ساللتها األولى‪ ،‬ويعتبر قانونه أول مدونة‬ ‫للقانون الجنائي حددت قواعد العدل واإلنصاف « العين بالعين والسن بالسن «‪ ،‬وتضمنت خمسة أبواب شملت أحكام التجارة‬ ‫والزواج والمهن والزراعة وأجور العمال وأحكام الرقيق الذين أصبح لهم ذمة مالية مستقلة عن سيده‪ ،‬ودعت إلى العدالة وفق‬ ‫‪ -١‬سليمان محي الدين فتوح ‪ ,‬تطور حقوق اإلنسان عبر العصور التاريخية ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪ 40‬ومابعدها‬ ‫‪ -٢‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪ 45‬ومابعدها‬ ‫‪15‬‬ ‫المبدأ الفردي حيث غالى في تطبيقها بفرض العقوبات القاسية التي تتنافى مع القيم اإلنسانية‪ ،‬فأجاز بتر األعضاء‪ ،‬وقتل اإلبن‬ ‫بدل أبيه‪ ،‬وشرع الثأر‪.‬‬ ‫الحضارة اليونانية‪:‬‬ ‫(‪)١‬‬ ‫شهدت أولى مراحلها الفصول األكثر تجاوزًا لحقوق اإلنسان وإمتهان لكرامته‪ ،‬فاعتقد قدامى اليونان أن اإلله « زيوس «‬ ‫خلق الناس من معادن‪ ،‬فخص المواطنين بالذهب‪ ،‬وخلق األجانب من الفضة‪ ،‬والعبيد من الحديد‪ ،‬وفق نسق عقائدي إجتماعي‬ ‫تبنى فيه فالسفتهم وأبرزهم أفالطون وأرسطو الرق باعتباره حالة طبيعية وضرورة إجتماعية لتأمين الحياة‪ ،‬وأباحوا الربا‬ ‫وإسترقاق المدين وإضطهاد األجانب‪ ،‬بالرغم من أن أرسطو كان قد أعتبر أن مبدأ المساواة ينطوي تحت لوائه جميع الحقوق‬ ‫بما يفضي إلى المساواة بين جميع البشر وأن كان يعني هنا المواطنين األحرار‪.‬‬ ‫إلى أن جاءت باكورة اإلصالحات التشريعية والقانونية على يد « مصولون « الذي أقر بحق الشعب بإنتخاب قضاته دون تمييز‪ ،‬وحرم‬ ‫الربا‪ ،‬وألغى حق الدائن بجسد مدينه والرهن العقاري ضد فقراء الفالحين‪،‬وأقر حق اإلرث ألفراد األسرة بعد أن كان لألب سلطة‬ ‫مطلقة‪ ،‬وقد استمر هذا النهج اإلصالحي نحو مزيدًا من اإلعتراف واإلقرار بحقوق اإلنسان واحترام آدميته وحرياته األساسية‬ ‫مع ظهور جماعة السفسطائيون الذين دعوا إلى المساواة دون تمييز بسبب اللغة أو الجنس أو العرق‪ ،‬وكامتداد لهم ظهرت‬ ‫المدرسة « الكلبية « بالدعوة إلى المساواة ورفض الظلم واإلستبداد‪ ،‬وعلى نفس الخطى صارت المدرسة األبيقورية التي أضافت‬ ‫بعدا آخر للمساواة تمثل في الدعوة لنشر التسامح وروح اإلخاء‪ ،‬وهو ما صار عليه أيضًا بعد ذلك أصحاب المدرسة الرواقية‪.‬‬ ‫(‪)٢‬‬ ‫الحضارة الرومانية‪:‬‬ ‫قام المجتمع الروماني على الطبقية والتمايز اإلجتماعي‪ ،‬حيث إستأثرت فيه طبقة األحرار لنفسها بكافة الحقوق العامة‬ ‫والخاصة‪ ،‬فشرع الرق وتجارة الرقيق‪ ،‬وإستعباد اآلخرين وإستباحة أموالهم وممتلكاتهم والتي شكلت المحرك الرئيسي‬ ‫لغزوات الرومان وحروبهم‪ ،‬وصو ً‬ ‫ال إلى قيام اإلمبراطورية الرومانية التي تجاوزت إنتهاكات حقوق اإلنسان في ظلها كل أشكال‬ ‫الظلم والقهر‪ ،‬بما رافقها من ممارسات همجية غير إنسانية بحق الشعوب األخرى التي وصفت وفق التشريع الروماني بالبرابرة‪.‬‬ ‫وهو ما وجه بثورة من العوام في منتصف القرن الخامس قبل الميالد كان من نتائجها إقرارا تشريعات األثني عشر لوحًا‪ ،‬التي‬ ‫دعت إلى المساواة بين طبقات الشعب الروماني ومجتمعه‪ ،‬وإزالة الفوارق بين األغنياء والفقراء‪ ،‬وحق التملك‪ ،‬ومسائل األحوال‬ ‫الشخصية‪ ،‬وقيدت إلى حد ما سلطة الحاكم في إصدار أحكام تقضي باإلعدام‪ ،‬وقد رافق ذلك ظهور أفكار المدرسة الرواقية‬ ‫التي تحسنت في ظلها وبهداها أحوال العبيد‪ ،‬فمنع قتل من ال يرجى نفعه منهم‪ ،‬وتحرير المريض‪ ،‬وتعيين قضاة لإلهتمام‬ ‫بشكواهم‪ ،‬وإن بقي صدى هذه األفكار على صعيد الفكر والتنظير أكثر منه على صعيد الفعل والممارسة‪.‬‬ ‫إال أن مفكري الرومان إستلهموا أيضًا المبادئ التي نادت بها مدرسة القانون الطبيعي كنتاج للفكر الفلسفي اليوناني‪ ،‬والتي‬ ‫تعرف بأنها مجموعة القواعد القانونية اآلمرة التي يفرضها المنطق السليم‪ ،‬وتجد أساسها في األخالق والضرورات واألخالقية‪،‬‬ ‫وتحض على المساواة وتطبيق العدالة‪ ،‬ومراعاة القيم اإلنسانية‪ ،‬وإعتبار القانون الطبيعي مصدرًا رئيسيًا للحقوق الثابتة لألفراد‪،‬‬ ‫ومن أهم المفكرين الرومان الذين كان لهم إسهامات في مجال اإلقرار بالحقوق اإلنسانية « شيشرون « الذي تأثر بالفكر‬ ‫الرواقي فنادى بالمساواة وركز على الفضيلة والعدالة والعلم والمعرفة‪ ،‬ودعا إلى الرجوع للقانون الطبيعي الذي ينعم في‬ ‫ظله الناس بقدر محدد من الكرامة اإلنسانية بوصفهم بشر‪ ،‬وكذلك «سينيكا « الذي أقر أيضًا بالمساواة بين جميع األفراد دون‬ ‫تمييز‪.‬‬ ‫(‪)٣‬‬ ‫الحضارة الهندية والصينية‪:‬‬ ‫شكل التقسيم الطبقي والتمايز اإلجتماعي بين األغنياء والفقراء عنوانًا للغبن والظلم في غابر تلك الحضارتين‪ ،‬بما يتنافى‬ ‫مع الكرامة اإلنسانية وحقوق البشر وقيمها‪ ،‬وفي المقابل ظهرت بعض الفلسفات والتعاليم والديانات المحلية التي أخذت‬ ‫تحاكي حقوق اإلنسان وتقر ببعض من الكرامة اإلنسانية لعموم أفراد شعوبها‪.‬‬ ‫ففي الهند‪ :‬جاءت تعاليم بوذا ( ‪ 480 - 560‬ق ‪.‬م ) والتي إنتشرت كذلك في كل من اليابان والصين‪ ،‬مؤكدة على الكثير من‬ ‫مبادئ المساواة والحرية والعدل‪ ،‬كما ظهرت الهندوسية أيضًا ( ‪ 1300- 1500‬ق ‪.‬م ) والتي أكدت على مبدأ إحترام حقوق اإلنسان‬ ‫أن اعتمدت المنشأ الطبقي كأساس للتمييز بين البشر‪ ،‬كما تضمن قانون مانو القرن (‪ 14 - 13‬ق ‪.‬م) العديد من المبادئ الهادفة‬ ‫إلى حماية اإلنسان من األخطار والتي تتطابق مع القانون الدولي اإلنساني لجهة معاملة األسرى والمدنيين وقت الحروب‬ ‫والنزاعات المسلحة‪.‬‬ ‫أما في الصين ‪ :‬فكانت حكمة « كونفوشيوس « ( ‪ 479 - 550‬ق ‪.‬م ) التي وقفت أمام واجبات اإلنسان تجاه أخيه اإلنسان بما‬ ‫يكفل حقوقه في السعادة وحرية التعبير عن الذات‪ ،‬ودعت إلى نشر العدل واإلخاء العالمي والسالم بين الناس معتبرة أن‬ ‫الظلم رذيلة الرذائل‪.‬‬ ‫‪ -١‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪ 47‬ومابعدها‬ ‫‪ -٢‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪ 50‬ومابعدها‬ ‫‪ -٣‬ألبير بانيه ‪ ,‬تاريخ إعالن حقوق اإلنسان ‪ ,‬ترجمة دكتور محمد مندور ‪ ,‬جامعة الدول العربية ‪1950 ,‬م ‪ ,‬ص ‪ 95‬ومابعدها‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫(‪)١‬‬ ‫الفكر العربي القديم في شبة الجزيرة العربية‪:‬‬ ‫على صعيد الفكر والفلسفة ال يوجد في التراث العربي القديم ما يوحي بإهتمامهم بحقوق اإلنسان كإطار قانوني ومنهج‬ ‫مجتمعي أو التطرق إلى فكرتها‪ ،‬أما على صعيد الممارسة فهناك وجهان ‪ :‬األول ‪ :‬وهو عبارة عن موروث من العادات واألعراف‬ ‫والتقاليد التي تنكرت لحقوق اإلنسان وافتئت عليها ‪ ،‬بل وشكلت خرقًا سافرًا لقيمها فانتشرت العبودية وتجارة الرقيق‪،‬وسيطر‬ ‫مبدأ الغلبة لألقوى‪ ،‬وشاعت العصبية القبيلة والثأر والغزو‪ ،‬وإرتكاب الفواحش‪ ،‬وزواج الشغار ‪ -‬المقايضة بين النساء أو التبضع‬ ‫‪،‬ووأد البنات‪ ،‬وبيع األوالد بسبب الفقر‪ ،‬بل إن المرأة كانت تؤول باإلرث إلى ورثة زوجها بعد وفاته‪ ،‬أما الوجه الثاني ‪ :‬فكان عبارة عن‬ ‫مجموعة العادات والتقاليد والقيم التي وجد في ممارستها شيء من اإلقرار بحقوق اإلنسان وقيمها النبيلة‪ ،‬كالكرم‪ ،‬وإغاثة‬ ‫الملهوف‪ ،‬والوفاء بالعهد‪ ،‬وحسن الضيافة‪ ،‬والسماح للنساء بالمشاركة في الغزوات‪ ،‬وممارسة وإعتناق الدين الذي يناسبها‪ ،‬بل‬ ‫إنها كانت تستطيع أن تزوج وتطلق نفسها‪ ،‬ويبين ذلك بأن قدامى العرب قد أقروا ببعض المفاهيم والقيم التي تتسق وفكرة‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬ومن الوثائق التاريخية في هذا الصدد يأتي « حلف الفضول « الذي يؤكد على حماية الزائر الغريب من الظلم‪،‬‬ ‫وما تجسد أيضًا فيما يسمى « صحيفة المدينة « التي جاءت لتراعي حقوق وواجبات الملل األخرى والسيما اليهود الذين أصبحوا‬ ‫بموجبها جزء من النسيج اإلجتماعي العام حيث ضمنت لهم حرية الدين واإلعتقاد والملكية كسكان المدينة‪.‬‬ ‫مظاهر وصور حقوق اإلنسان في العصور القديمة‬ ‫الحضارة‬ ‫الفكر العربي‬ ‫الحضارة‬ ‫الهندية‬ ‫الحضارة الرومانية‬ ‫الحضارة اليونانية‬ ‫حضارة بالد الرافدين‬ ‫القديم‬ ‫الفرعونية‬ ‫والصينية‬ ‫الوثيقة السومرية‪.‬‬ ‫قانون ماعت‪.‬‬ ‫تعاليم بوذا‪.‬‬ ‫تشريعات أالثني‬ ‫على يد صولون‪.‬‬ ‫قانون أورنمو‪.‬قانون‬ ‫حلف الفضول‪.‬‬ ‫الهندوسية‪.‬‬ ‫لوحًا‪.‬المدرسة‬ ‫عشر‬ ‫السفسطائيون‬ ‫لبيث عشتار‪.‬قانون‬ ‫ثورة الملك‬ ‫صحيفة‬ ‫قانون مانو‪.‬‬ ‫مدرسة‬ ‫الرواقية‪.‬‬ ‫المدرسة الكلبية‬ ‫مملكة أشتونا‪.‬‬ ‫أخناتون‪.‬‬ ‫المدينة‬ ‫حكمة‬ ‫القانون الطبيعي‪.‬‬ ‫المدرسة األبيقورية‪.‬‬ ‫إصالحات العاهل‬ ‫كونفوشيوس‬ ‫المدرسة الرواقية‬ ‫السومري أوركاجينا‪.‬‬ ‫تعاليم الملك‬ ‫قانون حامورابي‬ ‫حريكاع‪.‬‬ ‫‪ -١‬سليمان محى الدين فتوح ‪ ,‬تطور حقوق اإلنسان عبر العصور التاريخية ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪ 115‬ومابعدها‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الملخص‬ ‫حضارات العصور القديمة‪:‬‬ ‫‪ -1‬الحضارة الفرعونية‪.‬‬ ‫‪ -2‬حضارة بالد الرافدين‪.‬‬ ‫‪ -3‬الحضارة اليونانية‪.‬‬ ‫‪ -4‬الحضارة الرومانية‪.‬‬ ‫‪ -5‬الحضارة الهندية والصينية‪.‬‬ ‫‪ -6‬الفكر العربي القديم في شبة الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫تدريبات‬ ‫س‪ -1‬كيف كانت العالقة بين الناس وبين الحاكم والمحكوم خالل العصور القديمة؟‬ ‫س‪ -2‬ظهر في المجتمع العربي خرقًا سافرًا لقيم حقوق اإلنسان‪ ،‬فما مظاهر ذلك؟‬ ‫س‪ -3‬دلل على صدق العبارة فيما يأتي‪:‬‬ ‫إرتبطت فكرة حقوق اإلنسان بالتاريخ البشري‪.‬‬ ‫كانت حقوق اإلنسان الغائب األبرز عن مالمح حضارات العصور القديمة‪.‬‬ ‫تعد ثورة الملك «أخناتون» أول باكورة الفكر اإلصالحي نحو تجسيد معايير ومفاهيم حقوق اإلنسان في تلك الحقبة‪.‬‬ ‫س‪ -4‬أكتب نبذة مختصرة عما يلي‪:‬‬ ‫الحضارة الفرعونية‪.‬‬ ‫الحضارة اليونانية‪.‬‬ ‫الحضارة الهندية والصينية‪.‬‬ ‫الفكر العربي القديم في شبة الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫س‪ -5‬قارن بين الحضارة الهندية والصينية من حيث الفلسفات والتعاليم والديانات‪.‬‬ ‫س‪ -6‬ما األسباب التي أدت لقيام ثورة العوام منتصف القرن الخامس قبل الميالد؟‬ ‫س‪ -7‬ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة (×) أمام العبارة الخاطئة فيما يلي‪:‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ ‬‫غاب عن شمس العصور القديمة مفاهيم حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ ‬ ‫إنقسم النظام اإلجتماعي عند قدامى العراقيين إلى طبقتين‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ ‬ ‫نظر قدامى المصرين إلى ملوكهم بوصفهم آلهة‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ ‬‫جاءت باكورة اإلصالحات التشريعية والقانونية في اليونان على يد “شيشرون”‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫من أهم المفكرين الرومان الذين كان لهم إسهامات في مجال اإلقرار بالحقوق اإلنسانية “صولون”‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬العصور الوسطى والنهضة الفكرية‬ ‫(‪)١‬‬ ‫‪ -1‬العصور الوسطى‪-:‬‬ ‫إمتدت على ما يقارب العشرة قرون ما بين العصور القديمة والعصور الحديثة وتخللها مرحلة النهضة الفكرية‪ ،‬أو ما يعرف‬ ‫بعصر النهضة‪ ،‬وساد خاللها نظام اإلقطاع القائم على ملكية األرض ومن عليها من وسائل الزراعة وأدواتها‪ ،‬كأساس للثروة‬ ‫والحياة اإلقتصادية‪ ،‬أي إن الفالحين في هذا النظام كانوا شبه عبيد عند السيد اإلقطاعي واألمراء أصحاب النفوذ والجاه‪،‬‬ ‫وحاشية الملوك والحكام‪ ،‬كما اتسمت هذه الفترة أيضًا بإستبداد الكنيسة التي تحولت إلى سلطة دنيوية بمصدر وشرعية‬ ‫دينية‪ ،‬سخرتها في إستغالل الناس والسيطرة على أموالهم وحياتهم الخاصة والعامة‪ ،‬بالمشاركة مع الحكام اإلقليميون‬ ‫وأمراء اإلقطاع‪ ،‬فدب الفساد وعم الظلم وساد القهر واإلستبداد‪ ،‬الذي ووجه بالرفض واإلستنكار على صعيد الفكر والفلسفة‬ ‫والدين‪ ،‬عبر العديد من المفكرين والفالسفة وأهمهم‪:‬‬ ‫‪ -‬أوغسطين‪:‬الذي آمن بأن الحكومة الرشيدة هي التي تحقق العدالة اإلجتماعية‪ ،‬فدعا إلى أن تسود المحبة حتى بين األعداء‬ ‫المتحاربين‪ ،‬وبالرغم من أنه أيد نظام الرق معتبرًا إياه ضرورة إقتصادية وإجتماعية وسياسية‪ ،‬إال أنه ساوى بين العبيد واألحرار‬ ‫عند اهلل‪.‬‬ ‫‪-‬توما اإلكويني ( ‪1274 -1225‬م)‪ :‬رفض نظام الحكم األرستقراطي‪ ،‬وناهض الدكتاتورية واإلستبداد‪ ،‬وأيد حق الشعب بالثورة‬ ‫عليهم‪ ،‬كما أنه دعا إلى إنتخاب الملك من قبل الشعب‪ ،‬وناصر الوحدة اإلجتماعية معتبرًا أن العدالة هي الهدف من قيام‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫أبرز فالسفة العصور‬ ‫الوسطي‬ ‫توما األكويني‬ ‫أوغسطين‬ ‫‪ -‬رفض نظام الحكم‬ ‫‪-‬فدعا إلى أن تسود‬ ‫األرستقراطى وناهض‬ ‫المحبة حتى بين األعداء‬ ‫الدكتاتورية واإلستبداد‪.‬‬ ‫المحاربين‪.‬‬ ‫‪ -‬دعا إلى إنتخاب الملك‬ ‫‪ -‬ساوى بين العبيد‬ ‫من قبل الشعب‪.‬‬ ‫واألحرار عند اهلل‪.‬‬ ‫‪ -‬ناصر الوحدة اإلجتماعية‪.‬‬ ‫‪ -2‬النهضة الفكرية « عصر النهضة» ‪-:‬‬ ‫مهدت الثورات الفكرية واإلجتماعية والفلسفية والتي حملتها األديان السماوية وما جاءت به من قيم ومفاهيم إنسانية نبيلة‬ ‫تحض على العدل والحرية والمساواة‪ ،‬وتدعو لرفض الظلم ومجابهته‪ ،‬إلى وعي اإلنسان بحقوقه وإدراكه لكرامته وتحركت‬ ‫داخله نوازع اإلستنكار والرفض لكل ما هو جائر وظالم‪ ،‬وشكلت دافع لإلحتجاج في وجه وسائله وأدواته ورموزه‪ ،‬فكانت أفكار‬ ‫مارتن لوثر (‪1546- 1483()Martin Luther‬م ) والتي طالب فيها بإلغاء غفران الكهنة وحرق صكوك الغفران‪ ،‬األساس النظري‬ ‫الذي قامت عليه حركة اإلصالح الديني أو ما تعرف بالبروتستانتية « اإلحتجاج» التي خرجت عن الكاثوليكية رفضًا لفساد رجاالت‬ ‫الكنيسة وطغيانهم‪.‬‬ ‫وجاءت الثورات اإلنسانية الكبرى اإلنجليزية واألمريكية والفرنسية أواخر العصر الوسيط والتي خاضتها الشعوب دفاعًا عن‬ ‫كرامتها المهدورة وإنتصارًا لحقوقها المسلوبة ورفضًا للطغيان والظلم والعبودية واإلستبداد‪ ،‬مطالبة بالعدل والحرية‬ ‫والمساواة‪ ،‬وذلك تحت تأثير النهضة الفكرية وكأبرز عناوينها التي تضمنت العديد من مبادئ وقيم حقوق اإلنسان‪ ،‬وغرست‬ ‫‪ -١‬سليمان محى الدين فتوح ‪ ,‬محاضرات فى حقوق اإلنسان ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪ 67‬ومابعدها‪.‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser