التلوث البيئي ومستوياته وأنواعه PDF

Document Details

StreamlinedEuphoria

Uploaded by StreamlinedEuphoria

المعهد العالي للتقنيات الهندسية – بنغازي

د. هيام عبدالرازق نجم

Tags

التلوث البيئي البيئة مستويات التلوث أنواع التلوث

Summary

هذا المستند يتناول موضوع التلوث البيئي بمستوياته المختلفة، وأنواعه، ومصادرها. يقدم تعريفًا شاملاً للتلوث البيئي، مستوياته (المقبول، الخطر، المدمر)، وأنواعه المتنوعة (تلوث الهواء، المياه، النفايات، الضوضاء، والضوء).

Full Transcript

‫اكاديمية الدارسات العالي‬ ‫بنغازي‬ ‫المادة ‪ :‬التلوث البيئي‬ ‫د‪.‬هيام عبدالرازق نجم‬ ‫التلوث البيئي ومستوياته وانواعه‬ ‫مقدمة ‪:‬‬ ‫يعد التلوث من المشاكل الكبيرة التي يواجهها اإلنسا...

‫اكاديمية الدارسات العالي‬ ‫بنغازي‬ ‫المادة ‪ :‬التلوث البيئي‬ ‫د‪.‬هيام عبدالرازق نجم‬ ‫التلوث البيئي ومستوياته وانواعه‬ ‫مقدمة ‪:‬‬ ‫يعد التلوث من المشاكل الكبيرة التي يواجهها اإلنسان المعاصر ‪.‬وهي بحاجة إلى تظافر الجهود كافة‬ ‫لمعالجتها والحد منها ‪.‬ومما يزيد المشكلة تعقيدا إن لإلنسان نفسه الدور الواضح في زيادة خطورتها من‬ ‫خالل نشاطاته المختلفة التي أصبحت تهدد الحياة البشرية ‪.‬فضال عن تأثيرها في الكائنات الحية‬ ‫األخرى مما يحدث تغيرا في التوازن الطبيعي للبيئة ومكوناتها المختلفة الحية منها وغير الحية‬ ‫التلوث البيئي ‪:Environmental pollution‬‬ ‫هو اي تغير في خصائص البيئة مما قد يؤدي بطريقة مباشرة او غير مباشرة الى االضرار بالكائنات‬ ‫الحية او المنشآت او يؤثر على ممارسة االنسان لحياته الطبيعية ‪.‬‬ ‫مستويات التلوث البيئي‪:‬‬ ‫‪ -1‬التلوث المقبول (غير الخطر) ‪:‬‬ ‫هو الدرجة األولى من درجات التلوث التي ال يتأثر بها توازن النظام اإليكولوجي وال يكون مصحوبا‬ ‫بأي أخطار أو مشاكل بيئية رئيسية حيث ال توجد بيئة خالية تماما من التلوث نظرا لسهولة نقل الملوثات‬ ‫المختلفة من مكان إلى آخر سواء كان ذلك بواسطة العوامل المناخية أو البشرية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬التلوث الخطر‪:‬‬ ‫هو مرحلة متقدمة من مراحل التلوث حيث أن كمية ونوعية الملوثات تتعدى الحد اإليكولوجي الحرج‬ ‫والذي يبدأ معه التأثير السلبي للتلوث على العناصر البيئية الطبيعية والبشرية وتعاني كثير من الدول‬ ‫الصناعية من التلوث الخطر والناتج بالدرجة األولى من النشاط الصناعي واالعتماد بشكل رئيسي على‬ ‫الفحم والبترول كمصدر للطاقة‪.‬‬ ‫‪ -3‬التلوث المدمر‪:‬‬ ‫وهو المرحلة التي ينهار فيها النظام اإليكولوجي ويصبح عاجزا عن اداء وظائفه الطبيعية نظرا‬ ‫الختالل توازنه بشكل جذري ومثال ذلك التلوث الناجم عن االشعاعات النووية‪.‬‬ ‫انواع التلوث‪:‬‬ ‫تلوث الهواء‪ :‬ويقصد به وجود المواد الضارة به مما يلحق الضرر بصحة االنسان في المقام االول‬ ‫ومن ثم البيئة التي يعيش فيها ومن اكثر هذه العناصر ازعاجا هو الدخان المنبعث من التبغ او السجائر‪.‬‬ ‫تلوث المياه‪ :‬ويشمل تلوث المياه العذبة والبيئة البحرية ‪.‬‬ ‫التلوث بالنفايات‪ :‬من انواع النفايات القمامة بمختلف تصنيفاتها ( منزلية‪ ،‬صناعية‪ ،‬مستشفيات‪،‬‬ ‫زراعية) سواء كانت صلبة‪ ,‬سائلة او غازية والنفايات االشعاعية‪.‬‬ ‫التلوث البصري‪ :‬هو تشويه الي منظر تقع عليه عين االنسان يحس عند النظر اليه بعدم ارتياح نفسي‬ ‫ويمكن وصفه بأنه نوع من انواع انعدام التذوق الفني او اختفاء الصورة الجمالية لكل شيئ يحيط بنا من‬ ‫ابنية الى طرقات ‪...‬الخ‪.‬‬ ‫التلوث السمعي او الضوضاء‪ :‬يرتبط هذا النوع من التلوث بالحضر واكثر االماكن تقدما وخاصة‬ ‫االماكن الصناعية للتوسع في استخدام االالت ووسائل التكنولوجيا الحديثة في وثيقة الصلة بالتقدم‬ ‫والتطور الذي يسعى وراءه االنسان يوما بعد يوم ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫تقسيم الملوثات تبعا لطبيعتها ‪:Classification by nature‬‬ ‫‪ -1‬التركيب الكيماوي‪:‬‬ ‫ا‪ -‬الملوثات العضوية مثل الهيدروكاربونات‬ ‫ب‪ -‬الملوثات غير العضوية مثل اكاسيد الكبريت‬ ‫‪ -2‬الحالة الطبيعية للملوث‪:‬‬ ‫ا‪ -‬ملوثات غازية‬ ‫ب‪ -‬ملوثات سائلة‬ ‫ج‪ -‬ملوثات صلبة‬ ‫تقسيم الملوثات تبعا لصفاتها ‪:Classification by properties‬‬ ‫‪ -1‬القابلية للذوبان في الماء والزيت والدهون‬ ‫‪ -2‬معدل االنتشار والتخفيف‬ ‫‪ -3‬التحلل البيولوجي‬ ‫‪ -4‬الثبات في الهواء والماء والتربة والكائنات الحية‬ ‫‪ -5‬قابليته للتفاعل مع غيره من المواد‬ ‫التلوث البيئي ومستوياته‬ ‫وانواعه‬ ‫‪Classification by sectors of‬‬ ‫تقسيم الملوثات تبعا لنوع النظام البيئي‬ ‫‪:environment‬‬ ‫‪ -1‬ملوثات هوائية‬ ‫‪ -2‬ملوثات المياه العذبة‬ ‫‪ -3‬ملوثات مياه البحار‬ ‫‪ -4‬ملوثات التربة‬ ‫تقسيم الملوثات تبعا لمصدر التلوث ‪:Classification by source‬‬ ‫‪ -1‬نواتج احتراق الوقود ‪ :‬مصادر منزلية‪ ،‬صناعية‪ ،‬زراعية‬ ‫‪ -2‬نواتج ذات اصول صناعية ‪ :‬تقسم وفقا لنوع الصناعة مثال صناعة البالستك‪ ،‬االسمنت‪ ،‬صهر‬ ‫المعادن ‪....‬الخ‪.‬‬ ‫‪ -3‬منتجات منزلية وخدمية ‪ :‬مثل نفايات المنازل ‪ ،‬نفايات المستشفيات‪ ،‬نفايات المعامل‪.‬‬ ‫‪ -4‬نواتج ذات اصول زراعية‪ :‬مثل مخلفات الحيوانات‪ ،‬مخلفات االسمدة ومتبقيات المبيدات الكيميائية‪.‬‬ ‫‪ -5‬نواتج االنشطة العسكرية‬ ‫‪ -6‬نواتج النشاط البكتيري والفطري مثل مواد حامضية ومواد قاعدية‬ ‫التقسيم تبعا لنمط االستخدام ‪:Classification by pattern of use‬‬ ‫‪ -1‬االستخدامات في الصناعة ‪:‬مثل المواد االولية‪ ،‬المذيبات‪ ،‬الملونات‪ ،‬المثبتات‪ ،‬المواد الحافظة‪...‬الخ‪.‬‬ ‫‪ -2‬االستخدامات في المنازل والمستشفيات‪ :‬مثل المنظفات‪ ،‬الملطفات‪ ،‬مواد الطالء‪ ،‬المطهرات‪،‬‬ ‫المبيدات الكيميائية‬ ‫‪ -3‬االستخدامات في الزراعة‪ :‬مثل االسمدة‪ ،‬المبيدات الكيميائية‪ ،‬الوقود‬ ‫‪ -4‬االستخدامات في النقل‪ :‬مثل الوقود‪ ،‬مواد التشحيم والتنظيف والدهانات‬ ‫‪ -5‬االستخدامات في الحروب‪.‬‬ ‫التقسيم تبعا لالثار الناتجة ‪:Classification by effects‬‬ ‫‪ -1‬ملوثات تؤثر على االنسان‬ ‫‪ -2‬ملوثات تؤثر على الحيوانات‬ ‫‪ -3‬ملوثات تؤثر على النباتات‬ ‫‪ -4‬ملوثات تؤثر على مكونات الجو مثل طبقة االوزون‬ ‫‪ -5‬ملوثات تؤثر على العمليات الحيوية الطبيعية في الماء‬ ‫كما يمكن تقسيم الملوثات الى االقسام التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬ملوثات طبيعية ‪ :‬وهي الملوثات التي ال يتدخل االنسان في احداثها مثل الغازات واالبخرة التي‬ ‫تتصاعد من البراكين او تأثير االنفجارات الشمسية على اضطرابات الطقس او احتراق الغابات بشكل‬ ‫طبيعي جراء ارتفاع درجات الحرارة او انتشار حبوب اللقاح في الجو او الكائنات الحية الدقيقة (بكتريا‬ ‫وفطريات وفيروسات)‬ ‫‪ -2‬ملوثات صناعية‪ :‬وهي الملوثات التي استحدثها االنسان من خالل نشاطه الصناعي كالغازات‬ ‫واالبخرة والمواد الصلبة التي تنتج من مداخن المصانع وعوادم السيارات وايضا المخلفات الناتجة من‬ ‫نشاط الناس ومعيشتهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬ملوثات كيميائية‪ :‬وهي المواد الكيمياوية التي يتعامل معها االنسان كالمبيدات بانواعها المختلفة‬ ‫(حشرية وفطرية ونباتية) والمنظفات الصناعية والمعقمات الكيمياوية ونواتج الصناعات البترولية‬ ‫وصناعات الغزل والنسيج والحديد والصلب واالسمدة وغيرها‪.‬‬ ‫‪ -4‬ملوثات فيزيائية‪ :‬كالضوضاء واالشعاعات الذرية والتلوث الحراري الذي ينتج من استخدام كميات‬ ‫كبيرة من المياه للتبريد في محطات توليد القوى ثم اعادتها الى البيئات المائية مما يسبب تلوثا حراريا‬ ‫لتلك البيئات‪.‬‬ ‫‪ -5‬ملوثات حيوية‪ :‬وهي الكائنات الحية التي تنتشر بشكل كبير في البيئات المختلفة مسببة اضرار‬ ‫خطيرة بصحة االنسان وزراعته وحيواناته ومقتنياته المختلفة وتشمل هذه الكائنات الحية البكتريا‬ ‫والفطريات والفيروسات التي تعد آفات صحية او زراعية على االنسان او الحيوان او النبات‪.‬‬ ‫‪Concentration of Pollution‬‬ ‫تراكيز الملوثات‬ ‫يعبر عن تـراكـيز الملـوثات في كثير من األحيان باألجزاء الصغيرة جدا‪ ،‬فتركيز جزء بالمليون‬ ‫‪ (ppm) Million Per Part‬يطابق جزء واحد من الملوث مقابل مليون جزء من خليط الغاز أو السائل‬ ‫أو الصلب الذي يوجد فيه الملوث‪.‬وعلى أية حال فتراكيز الملوثات على الرغم من صغرها إال أنها تكون ذات‬ ‫تأثير خطير‪ ،‬فمثال جزء واحد بالمليون من الفينول في الماء يكون مميتا لبعض األحياء المائية ومنها األسماك‪،‬‬ ‫وكذلك ‪ppm 0.2‬من نترات بيروكسي بنزويل الموجودة في ضباب الد خان )‪(Smog‬ما‪ ،‬يمكن أن‬ ‫تؤدي الي تهيج شديد في عيون االنسان و ‪ppm 0.001‬من غاز ‪HF‬يتلف نباتات حساسة مثل الخوخ‬ ‫الثبوتية ‪Persistency‬‬ ‫تبقى بعض الملوثات الخطرة إلى األبد كالبلريليوم والرصاص مثال‪ ،‬أما البعض اآلخر فتتجزء إلى‬ ‫مركبات غالبا ما تكون غير مضرة‪ ،‬فثبوتية المبيدات مثال تعرف بأنها الوقت الالزم لمستوى المبيد ألن‬ ‫يختزل إلى ‪ %25‬من مستواه األصلي‪.‬وعلى سبيل المثال تكون هذه الثبوتية للكلوريدين خمسة سنوات‬ ‫(يعني بأنه الكلوريدين يختزل إلى ‪ %25‬من مستواه األصلي خالل خمسة سنوات)‪ ،‬وللـ ‪DDT‬أربعة‬ ‫سنوات وللبكلوران سنة ونصف‪.‬في بعض األحيان يوجد تأخر زمني( )‪ (Time lag‬بين إطالق‬ ‫الملوثات وبين بداية تأثيرها‪ ،‬ومن أمثلة ذلك مركبات الزئبق غير العضوية وخاصة في ترسبات‬ ‫األنهار والبحيرات‪ ،‬حيث تحتاج من ‪100-10‬سنة لتتحول إلى مركبات مثيل الزئبق العضوية والتي‬ ‫تعتبر ذات خطورة كبيرة على األحياء المختلفة‪.‬‬ ‫لتركيز الحياتي ‪Biological Concentration :‬‬ ‫من الصفات المهمة للملوثات هي أنها يمكن أن تتركز حياتيا بحيث تكون المستويات في جزء من النظام البيئي‬ ‫أكبر بكثير من األجزاء األخرى‪ ،‬ويحصل ذلك بصورة نموذجية في السلسلة الغذائية بحيث تكون مستويات‬ ‫الملوثات في كائن ما أعلى مما هي عليه في غذائه‪.‬مثال ذلك‪ :‬فقد بينت إحدى الدراسات وجود تراكيز أعلى‬ ‫للمبيد ‪DDT‬كلما تقدمنا في السلسلة الغذائية حيث كانت النتائج كاآلتي‪:‬‬ ‫‪ppm 0.014‬في ترسبات طين البحيرة‪.‬‬ ‫‪ppm 0.14‬في قشريات تتغذى على القعر‪.‬‬ ‫‪ppm 6 – 3‬في طائر النورس اآلكل للسمك‪.‬‬ ‫التمييز الحياتي ‪Biological Discrimination :‬‬ ‫ويعني وجود المواد الملوثة بتراكيز أقل كلما تقدمنا في سلسلة الغذاء بسبب وجود آلية لتنظيم هذه المواد في داخل‬ ‫أجسام الكائنات الحية تمنعه من زيادة التركيز أكثر من المستويات الطبيعية وبذلك يبقى الملوث في المحيط‬ ‫بتركيز أكبر مما هو عليه في جسم الكائن الحي‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬قد نجد متبقيات مبيد حشري في أنسجة النبات أوطأ من التربة التي ينمو عليها وكاآلتي‪:‬‬ ‫من متبقيات ‪ppm – 0.48 ppm 8.36‬التربة التي تنمو عليها نباتات الجزر والبطاطا والجت تحوي‬ ‫االلدرين‪.‬في حين تحتوي نباتات الجزر والبطاطا والجت على ‪ppm 0.009 – ppm 0.32‬من متبقيات‬ ‫اال لدرين‪.‬‬ ‫تلوث الهواء وطبقات الغالف الجوي ‪Layers Atmospheric and Pollution Air‬‬ ‫يعد تلوث الهواء من أكبر المشاكل التي تواجه المجتمعات المعاصرة وبخاصة في الدول الصناعية وتزداد‬ ‫مأساة هذا النوع من التلوث عاما بعد عام نتيجة للزيادة التراكمية في حجم الملوثات التي تنبعث عن‬ ‫نشاطات اإلنسان المختلفة‪.‬‬ ‫الغالف الجوي ‪Atmosphere‬‬ ‫قبل الخوض في هذا المحور من التلوث البيئي البد من التعرف على الغالف الجوي ونوعية الهواء النقي‪.‬‬ ‫الغالف الجوي هو أحد أربعة أغلفة للكرة األرضية وهي‪ :‬الغالف الجوي ‪Atmosphere‬والغالف‬ ‫المائي ‪Hydrosphere‬والغالف الصخري ‪Lithosphere‬والغالف الحيوي ‪ Biosphere‬يمثل‬ ‫الغالف الجوي محيطا من الهواء يناهز ارتفاعه حوالي ‪ 10000‬كم كما ذكر في إحدى الدراسات‪ ،‬وترى‬ ‫دراسات اخرى أنه يصل حتى ‪ 30000‬كم ‪ ،‬ومن األكيد أنه ال يوجد هواء بعد ارتفاع ‪ 32000‬كم ألنه عند‬ ‫ذلك االرتفاع تتفوق قدرة الطرد المركزية المتولدة من دوران األرض حول نفسها على الجاذبية األرضية‪.‬‬ ‫ولكن بينت القياسات الحديثة باستخدام األقمار الصناعية التي أُجريت مؤخرا بأن ارتفاع الغالف الجوي يصل‬ ‫إلى نحو ‪ 6400‬كم فوق سطح البحر‪.‬وذلك بعد اكتشاف بعض ذرات غازية من الغالف الجوي موجودة عند‬ ‫هذا االرتفاع‪ ،‬ومن الخصائص العامة لهذا الغالف ما يأتي‪:‬‬ ‫يقع حوالي ‪ % 99.99997‬من الغالف الجوي دون ارتفاع ‪ 100‬كم‪.‬‬ ‫يزيد حجم الغالف الجوي عن‪²¹10×5‬متر مكعب‪.‬‬ ‫تقدر كتلته بحوالي‪ 5.14x¹⁸ 10‬كغم‪.‬‬ ‫طبقات الغالف الجوي ‪Layers Atmosphere‬‬ ‫في السابق كان االعتقاد السائد هو أن الغالف الجوي يتكون من طبقة واحدة تمتد من سطح البحر وحتى قمته‪،‬‬ ‫ويعود ذلك إلى ضعف اإلمكانيات البحثية في مجال علم الفضاء أو الفلك‪.‬وبعد التطور العلمي ظهرت إمكانية‬ ‫تقسيم الغالف الجوي إلى خمسة طبقات متميزة‪.‬‬ ‫اوال‪ :‬طبقة التروبوسفير ‪Troposphere:‬‬ ‫تشكل طبقة التروبوسفير الطبقة السفلى من الغالف الجوي‪ ،‬وتعرف أحيانا بالغالف الجوي األسفل‪.‬من سطح‬ ‫البحر وتنتهي عند قمتها بحد انتقالي يشكل حدا بينها وبين الطبقة التي تليها إذ يعرف تمتد هذا الحد باسم‬ ‫التروبوبوز ‪.Tropopause‬ومن أهم خصائص هذه الطبقة هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬يقدر سمكها بحدود ‪ 11‬كم من سطح البحر بشكل عام‪ ،‬إال أن سمكها يتباين بدرجة كبيرة‪ ،‬فتتراوح بين‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪ 18 – 16‬كم فوق خط االستواء و ‪ 8‬كم فوق القطبين‪.‬‬ ‫‪-2‬تحظى طبقة التروبوسفير بأهمية مناخية خاصة‪ ،‬ففيها تجري عمليات الطقس والمناخ المهيمنة على سطح‬ ‫األرض جميعها‪.‬وفيها توجد الغازات وبخار الماء والغبار والجسيمات‪ ،‬وكذلك تتكون فيها الغيوم التي تشكل‬ ‫الهطول بكافة أشكاله وأصنافه ومظاهره‪ ،‬وتهب فيها الرياح الخفيفة والعاتية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬طبقة الستراتوسفير ‪Stratosphere:‬‬ ‫تشكل طبقة الستراتوسفير الطبقة الثانية من طبقات الغالف الجوي‪ ،‬اكتشفها بشكل منفصل كل من العالم الفرنسي‬ ‫‪Port DE‬والعالم األلماني ‪Assmann‬عام ‪1902‬م‪.‬حيث أستخدم بالونا متطورا مثبت عليه بعض‬ ‫المتحسسات‪ ،‬تمكن من االرتفاع في الغالف الجوي متجاوزا حد التروبوبوز‪ ،‬حيث توقفت درجة الحرارة عن‬ ‫التناقص ثم أخذت باالزدياد بعد ذلك مع تزايد االرتفاع‪.‬وتتميز طبقة الستراتوسفير بكون سمكها من ارتفاع ‪– 11‬‬ ‫‪ 50‬كم فوق سطح البحر‪.‬وتنتهي عند قمتها بحد الستراتوبوز ‪ ،Stratopause‬الذي يفصلها عن الطبقة الثالثة‬ ‫التي تليها في الغالف الجوي‪.‬يقل سمك هذه الطبقة إلى حوالي ‪ 33‬كم فوق خط االستواء ‪،‬حيث تمتد بين ‪– 17‬‬ ‫‪ 50‬كم‪ ،‬بينما تصل إلى حوالي ‪ 42‬كم فوق القطبين‪.‬‬ ‫‪Ozone‬‬ ‫عود سبب ارتفاع حرارة طبقة الستراتوسفير ووجودها أساسا إلى وجود طبقة األوزون‬ ‫‪Layer‬فيها‪.‬إذ تعمل طبقة األوزون ‪ -‬من خالل التـــــــفاعالت الكـــــــيموضوئية ‪reactions‬‬ ‫‪Photochemical‬المشكلة لألوزون )‪ (O3‬والمفككة له ‪ -‬بامتصاص األشعة فوق البنفسجية )‪(UV‬‬ ‫‪Violet Ultra‬بكل أطوالها الموجية المحصورة بين ‪ 300-100‬نانومتر‪ ،‬ثم تنشرها على شكل أشعة‬ ‫حرارية تحت حمراء عن طريق اإلشعاع بوساطة عمليات االصطدام مع جزيئات الهواء األخرى‪ ،‬حيث تعمل‬ ‫على تسخين طبقة الستراتوسفير من قمتها حتى قاعدتها‪ ،‬وذلك لقيام جزيئات األوزون بامتصاص األشعة فوق‬ ‫البنفسجية‪.‬‬ ‫ثالثا طبقة الميزوسفير ‪Mesosphere:‬‬ ‫وهي الطبقة الثالثة في الغالف الجوي‪ ،‬وقد اشتق اسمها من الكلمة اإلغريقية " "‪Meso‬التي تعني الوسط‪.‬تمتد‬ ‫طبقة الميزوسفير مرتفعة فوق حد الستراتوبوز إلى ارتفاع يناهز ‪ 80‬كم فوق سطح البحر‪ ،‬وتنتهي عند قمتها‬ ‫بحد لميزوبوز ‪Mesopause‬الذي يفصلها عن الطبقة التي تليها من الغالف الجوي‪.‬وتميل بعض الدراسات‬ ‫‪Middle Atmosphere‬‬ ‫إلى تسمية طبقة الستراتوسفير وطبقة الميزوسفير بالغالف الجوي األوسط‬ ‫رابعا‪ :‬طبقة الثرموسفير ‪Thermosphere:‬‬ ‫ترتفع طبقة الثرموسفير فوق سطح البحر إلى ارتفاع يتراوح بين ‪ 750 – 500‬كم ‪ ،‬حسب حالة الشمس‪.‬وبذلك‬ ‫يتراوح سمكها فوق حد الميزوبوز بين ‪ 670 – 420‬كم‪.‬واال يوجد بينها وبين الطبقة الجوية التي تليها إلى حد‬ ‫حراري‪ ،‬ولذلك تحدد قمتها بحد الثرموبوز‪.‬وتمتاز هذه الطبقة بتباين درجات الحرارة فيها (‪ 1700-93‬درجة‬ ‫مئوية‪).‬‬ ‫خامسا‪ :‬طبقة االلكسوسفير ‪Exosphere:‬‬ ‫هي الطبقة األخيرة الخارجية من الغالف الجوي‪ ،‬وقد اشتق اسمها من كلمة " "‪Exo‬والتي تعني خارج‪.‬تمتد هذه‬ ‫الطبقة مرتفعة فوق طبقة الثرموسفير وحتى نهاية الغالف الجوي عند ارتفاع يقارب ‪ 64400‬كم‪.‬الهواء نادر‬ ‫الوجود فيها ‪ ،‬إذ ينحصر بوجود ذرات من الهيليوم ‪He‬واألوكسجين ‪O‬والهيدروجين ‪H.‬وتتميز طبقة‬ ‫االلكسوسفير بكون درجة حرارتها تتصرف بشكل مثير‪ ،‬حيث تكون درجة حرارتها عند الظل أكثر مما هي‬ ‫عليه عند التعرض ألشعة الشمس مباشرة‪.‬‬ ‫ويبين الشكل توزيع طبقات الغالف الجوي‬ ‫وهناك تقسيمات اُخرى لطبقات الغالف الجوي تتضمن منطقة متأينة تسمى بطبقة االيونوسفير‬ ‫‪Ionosphere‬التي تتميز بتأثيرها الفعال على انعكاس الموجات الالسلكية القصيرة‪ ،‬وذلك بسبب‬ ‫تأين جزيئات الغاز بتأثير األشعة فوق البنفسجية وتتميز هذه الطبقة بظهور وهج أعالي الغالف‬ ‫الهوائي يسمى بالوهج القطبي‪.‬‬ ‫مكونات الهواء ‪Components Air‬‬ ‫يتألف الهواء النقي من مزيج فيزيائي متجانس التركيب لعدة غازات‪ ،‬وهو قابل للتمدد والنضغاط‪،‬‬ ‫ويمثل نظاما ثير وديناميكيا متكامال متوازنا‪ ،‬وهو متجانس التركيب في كل أجزائه من سطح البحر‬ ‫وحتى ارتفاع ‪ 80‬كم‪ ،‬ويتكون من مجموعتين من الغازات‪:‬‬ ‫ مجموعة الغازات الثابتة‪.‬‬ ‫ مجموعة الغازات غير الثابتة‪.‬‬ ‫فالغازات الثابتة هي الغازات التي تكون نسب التراكيز الحجمية لها ثابتة‪ ،‬وتسمى أيضا بالغازات‬ ‫الدائمة‪،‬‬ ‫وهي كل من‪:‬‬ ‫النتروجين (‪ (N2‬و االوكسجين )‪ ، (O2‬اآلرغون )‪ ،(Ar‬النيون )‪ ، (Ne‬الهيليوم (‪، (He‬‬ ‫الكريبتون (‪، (Kr‬‬ ‫الهيدروجين (‪ ، (H2‬الكسينون )‪ (Xe‬و الرادون )‪(Rn‬‬ ‫الغازات غير الثابتة هي كل من‪:‬‬ ‫ثاني اكسيد الكربون (‪ ) CO2‬و ميثان (‪ ) CH4‬وأوكسيد النتروز (‪ )N2O‬و أول أوكسيد الكاربون‬ ‫(‪ )CO‬وثاني أوكسيد الكبريت (‪ ) SO2‬و وزون (‪ )O3‬وثاني أوكسيد النتروجين (‪) NO2‬‬ ‫وأمونيوم (‪ )NH3‬وكبريت الهيدروجين (‪ ) H2S‬وثاني كلورو ثالث فلورو كاربون (‪) CF3Cl2‬‬ ‫وثالث كلورو فلورو كاربون (‪ ) CFCl3‬وهيدروكسيل (‪ )OH-‬و بخار الماء (‪) H2O‬‬ ‫تلوث الهواء ‪Air Pollution‬‬ ‫يختلف تلوث الهواء من وقت إلى آخر ومن مكان إلى آخر تبعا لبعض العوامل‪ ،‬من أهمها سرعة الرياح‬ ‫والظروف الجوية‪.‬فمثال تتفاعل أكاسيد النتروجين مع الهيدروكربونات في وجود ضوء الشمس تحت ظروف‬ ‫جوية خاصة غالبا ما تكون في فصل الصيف لتنتج مواد كيميائية سامة مثل رباعي األسيتيل بيروين وغاز‬ ‫األوزون‪ ،‬وتؤدي هذه المركبات الكيميائية مع بعض المكونات األخرى إلى ما يعرف بالضبخن أو الضباب‬ ‫الدخاني ‪ ،Smog‬والذي في الغالب يكون لونه مائل إلى البني‪ ،‬ويحدث الضباب الدخاني في المدن المزدحمة‬ ‫بالسيارات مثل مدن لوس أنجلوس ونيويورك ولندن والقاهرة وغيرها‪.‬ومن أشهر ظواهر الضبخن‬ ‫هي التي حدثت في لندن عام ‪ 1952‬والتي راح ضحيتها أكثر من ‪ 4000‬شخص‪.‬‬ ‫وفي كثير من األحيان يشار إلى تلوث الهواء في المناطق الحضرية بالضباب الدخاني والذي‬ ‫نوعين‪:‬‬ ‫‪ Classical Smog :‬وهو نمط الضباب الدخاني الذي يحدث في لندن‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الضباب الدخاني الكالسيكي‬ ‫‪ -2‬الضباب الدخاني الكيموضوئي ‪ Photo-Chemical Smog :‬وهو نمط الضباب الدخاني الذي يحدث‬ ‫في لوس أنجلوس‪ ،‬ألنه يتشكل عن طريق تفاعالت كيميائية تتضمن ضوء الشمس‪.‬‬ ‫تقدر خسارة العالم سنويا بحوالي مليون ‪ 5000‬دوالر‪ ،‬بسبب تأثير الهواء على المحاصيل والنباتات‬ ‫الزراعية‪.‬ويعتبر تلوث الهواء من أسوأ الملوثات وأخطرها بالجو‪ ،‬وكلما ازداد عدد السكان في المنطقة الملوثة‬ ‫كلما زاد التأثير الخطر لهذه الملوثات‪.‬‬ ‫ومن األسباب التي تجعل تلوث الهواء من أخطر المشاكل البيئية هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬انتقال الهواء الملوث بسرعة من منطقة إلى أخرى حسب سرعة الرياح واتجاهها‪ ،‬مما يسبب‬ ‫صعوبة تفادي التلوث أو السيطرة عليه‪.‬‬ ‫‪ -2‬يستنشق اإلنسان يوميا كمية كبيرة من الهواء تقدر بحوالي ‪ 15‬كلغم‪.‬‬ ‫إن هذا التأثير المباشر لتلوث الهواء قد دفع الكثير من المؤسسات الحكومية والجمعيات والمنظمات‬ ‫العالمية ومنظمات المجتمع المدني‪ ،‬إلى اتخاذ إجراءات معينة للحد من تلوث الهواء والسيطرة عليه ورصد مصادره‪.‬إذ‬ ‫تشير الدراسات الخاصة بتلوث الهواء في شتى بقاع العالم إلى أن معظم ملوثات الهواء تنتج عن عمليات اإلحراق في‬ ‫القطاع الصناعي إضافة إلى قطاع النقل‪.‬‬ ‫مصادر تلوث الهواء ‪Sources of Air Pollution‬‬ ‫وهي المصادر الناتجة عن نشاطات اإلنسان المختلفة‪ ،‬إذ تتمثل أهم مصادر تلوث الهواء الرئيسية بما‬ ‫يأتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬قطاع النقل والمواصالت بكافة أنواعها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مراكز اإلحراق الثابتة أينما وجدت‪ ،‬وخاصة محارق الطمر الصحي في المدن‪.‬‬ ‫‪ -3‬المراكز والتجمعات الصناعية ومحطات توليد الكهرباء ومصافي النفط‪ ،‬وأية صناعة تولد انبعاثات‪.‬‬ ‫أنواع تلوث الهواء ‪Types of Air Pollution‬‬ ‫‪ -1‬التلوث بالمواد الصلبة العالقة ‪Matter Particulate Suspended‬وتشمل كل من الدخان‬ ‫وانبعاثات عوادم السيارات ومولدات الكهرباء وتصاعد األتربة‪ ،‬وكذلك حبوب اللقاح وغبار القطن وأتربة‬ ‫معامل اإلسمنت‪ ،‬ويعبر عنها بالرمز ‪PM 10‬وهي المواد العالقة التي‬ ‫تقل أحجامها عن ‪ 10‬ما يكرون‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التلوث بالمواد الغازية واألبخرة ‪Vapors and Gases‬‬ ‫مثل غاز الكلور وأكاسيد النتروجين والكاربون‪ ،‬وثاني أوكسيد الكبريت‪ ،‬وغاز األوزون إضافة إلى‬ ‫الغازات المنبعثة عن عمليات التحلل مثل الميثان وكبريتيد الهيدروجين‪.‬‬ ‫‪ -3‬التلوث باألحياء المجهرية ‪Pollution Microbial‬‬ ‫وتشمل مخلفات عمليات التحلل للمواد العضوية مثل البكتيريا والفايروسات والعفن‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تلوث الهواء بالصوت (الضجيج أو الضوضاء( ‪Pollution Noise‬‬ ‫ويتضمن األصوات المرتفعة غير المنسقة الناتجة عن وسائل النقل واشتغال المكائن والمعدات‪،‬‬ ‫وكذلك تلك الناتجة عن األماكن المكتظة كاألسواق التجارية‪ ،‬والتي ستوضح في محاضرة الحقة‪.‬‬ ‫‪ -5‬التلوث باإلشعاع ‪Pollution Radioactive‬‬ ‫حيث تنبعث عن بعض النشاطات العلمية والعسكرية إشعاعات مختلفة تسبب خطورة كبيرة على‬ ‫اإلنسان والكائنات الحية‪ ،‬وستوضح في محاضرة الحقة‪.‬‬ ‫ملوثات الهواء ‪Air Pollution‬‬ ‫تصنف ملوثات الهواء إلى الملوثات األساسية والملوثات الثانوية‪.‬فالملوثات األساسية هي التي تتمثل باألكاسيد الناتجة عن‬ ‫حرق الوقود بأنواعه والفحم الحجري والنشاطات الصناعية األخرى‪ ،‬وينتج عنها انبعاثات تتضمن ما يأتي‪:‬‬ ‫‪-1‬أكاسيد الكاربون ‪CO‬و ‪.CO2‬‬ ‫‪-2 -‬أكاسيد النتروجين )‪(Nox‬وهي كل من ‪NO‬و ‪NO2‬و ‪.N2O‬‬ ‫‪-3 -‬ثاني أوكسيد الكبريت ‪.SO2‬‬ ‫‪-4 -‬المادة الدقائقية ‪Matters Particulate‬مثل المركبات الهيدروكربونية متعددة الحلقات‪ ،‬إضافة إلى أمالح الكبريت‬ ‫وأمالح النترات‪.‬‬ ‫‪-5 -‬مركبات عضوية متطايرة مثل البنزين والكلوروفورم والميثان‪.‬‬ ‫‪- 6 -‬بخار الماء‬ ‫الملوثات الثانوية فهي تلك الناتجة عن التفاعالت التي تحصل بين الملوثات األساسية أو األولية‬ ‫ومكونات الهواء بوجود بخار الماء وأشعة الشمس‪ ،‬مثل األمطار الحامضية واألوزون وغيرها‪.‬‬ ‫ملوثات الهواء األساسية أو األولية ‪Air Pollutants Primary‬‬ ‫يعتبر التلوث البيئي الناجم عن العمليات الصناعية من أخطر أنواع التلوث وأكثرها تأثيرا على اإلنسان والحيوان والنبات‪.‬‬ ‫مثال ذلك هو صناعة اإلسمنت إذ تعتبر من الصناعات الملوثة للبيئة وخاصة الهواء‪ ،‬سواء داخل بيئة العمل أو في البيئة‬ ‫المحيطة بالمعمل‪ ،‬وذلك لما تطرحه هذه المعامل في الجو من غبار وانبعاثات بدءا من المقالع وصوال إلى أقسام التعبئة‬ ‫والتسويق‪.‬وحتى وقت قريب كان الغبار واألتربة المنطلقة في معامل اإلسمنت تعتبر المشكلة البيئية األهم واألخطر في‬ ‫صناعة اإلسمنت‪ ،‬لكن ومنذ أواخر غازية من المداخن الثمانينات وبداية التسعينات اتسعت قائمة الملوثات الواجب أخذها‬ ‫بعين االعتبار لغرض السيطرة عليها لتشمل ما يأتي‪:‬‬ ‫المادة الدقائقية ‪Matter.Particulate‬‬ ‫ ‬ ‫أول أوكسيد الكاربون ‪.CO‬‬ ‫ ‬ ‫ثاني أوكسيد الكاربون ‪.CO2‬‬ ‫ ‬ ‫أكاسيد الكبريت ‪.SOx‬‬ ‫ ‬ ‫أكاسيد النتروجين ‪.NOx‬‬ ‫ ‬ ‫المعادن الثقيلة الرصاص )‪.(Pb‬‬ ‫ ‬ ‫الدايوكسين والفيوران ‪Furans &.Dioxins‬‬ ‫ ‬ ‫المركبات الهايدروكاربونية ‪.Hydrocarbons‬‬ ‫ ‬ ‫المادة الدقائقية ‪)PM10) Matter Particulate‬‬ ‫وهي الجسيمات التي تنبعث من خالل مداخن المصانع وكذلك عوادم السيارات نتيجة االحتراق الوقود‪.‬وهناك العديد من‬ ‫الجسيمات التي لها آثار صحية سيئة على اإلنسان‪ ،‬مثال ذلك انبعاثات الرصاص الذي يضاف إلى البنزين للمساعدة في‬ ‫عملية االحتراق وتقليل عملية الفرقعة في المحرك‪ ،‬إذ أن انطالق هذه المواد في الجو يسبب بعض المشاكل الصحية مثل‬ ‫نقص الكريات الدموية في جسم اإلنسان‪ ،‬كما أن تراكم الرصاص في أنسجة الجسم يؤدي إلى إرباك في الجهاز العصبي فهو‬ ‫يؤثر على األطفال بشكل خاص حيث يضعف‬ ‫الذكاء عندهم‪ ،‬األمر الذي يؤثر على الحالة العقلية وقد يسبب التخلف العقلي في الحاالت المتقدمة‪.‬‬ ‫يحتوي الغالف الجوي على كميات ضخمة من ذرات الغبار الدقيقة جدا والتي تسمى بالجسيمات‬ ‫‪Aerosols‬أو المادة الدقائقية ‪Matter Particulate‬والتي تتكون عادة من‪:‬‬ ‫‪ -1‬مواد صلبة غير غازية عضوية وال عضوية‪.‬‬ ‫‪ -2‬عناصر معدنية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬قطرات حامضية وهيدروكربونية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬دخان من مختلف األصناف واألحجام‪.‬‬ ‫تأثيرات العامة للمادة الدقائقية ‪Matter Particulate of Effects General‬‬ ‫للمادة الدقائقية تأثيرات سلبية على مختلف جوانب الحياة بصورة عامة‪ ،‬ومن أهم هذه التأثيرات ما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬اختزال الرؤيا عن طريق امتصاص وتشتيت ضوء الشمس‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تؤدي إلى تآكل الفلزات عند ارتفاع مستوى الرطوبة‪ ،‬ويتجلى تأثيرها في هذا المجال من خالل تلف وتآكل‬ ‫المعدات الكهربائية (الماسات الكهربائية) عبر فعل المادة الدقائقية الكيمياوي والميكانيكي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬التأثيرات السمية على اإلنسان والحيوان‪ ،‬كالسمية الداخلية التي تنتج عن فعل بعض الخصائص الكيمياوية‬ ‫والفيزيائية للمادة الدقائقية‪ ،‬أو من خالل التدخل في آليات التنقية في القناة التنفسية أو إفراز‬ ‫مواد سمية داخل الجسم‪.‬‬ ‫تلوث التربة ‪Soil pollution‬‬ ‫إن تنجيم وتصنيع الخامات المنخفضة الدرجة يؤدي إلى تخريب مساحات أكبر من األرض ويؤدي إلى مقادير أكبر من‬ ‫بقايا المناجم التي يستوجب التخلص منها‪.‬وباإلضافة إلى ذلك فإن صهر بعض الخامات كالزنك والنحاس يمثل مصدرا‬ ‫بارزا للتلوث البيئي‪ ،‬كما أن تكاليف أية أجهزة سيطرة يمكن أن تحد من التوسع في هذه اإلمكانيات في أي بلد‪.‬‬ ‫إن الضرر البيئي ال ينحصر فقط في األرض إذ أنه حاليا هناك حوالي ‪ %17‬من نفط العالم ينتج بالقرب من الشواطئ‪،‬‬ ‫وهذه النسبة المئوية سوف تزداد بسرعة عالية‪.‬ومن المحتمل أيضا أن يزداد خطر تسرب اآلبار النفطية واشتعالها‬ ‫وتناثر الزيت التي هي جزء اعتيادي من عمليات نقل وتصنيع النفط‪.‬وباإلضافة إلى ذلك سيمكن استخراج بعض المواد‬ ‫المعدنية من قاع البحر وعلى األخص المنغنيز‪ ،‬وبآثار بيئية لم تعرف بعد لحد اآلن‬ ‫أهمية التربة ‪Importance of soil‬‬ ‫تتكون التربة من أربعة عناصر رئيسية وهي الماء والهواء والمواد المعدنية والمواد العضوية‪ ،‬والتي تكون مرتبة بنظام‬ ‫فيزيائي وكيميائي معقد وبشكل يجعل من التربة قاعدة أساسية صلبة لتثبيت النباتات فضال عن تزويدها بما تحتاجه من الماء‬ ‫والعناصر الغذائية الضرورية‪.‬حيث تحصل النباتات على العناصر األساسية لنموها من التربة عن طريق الجذور التي تعمل‬ ‫على امتصاص العناصر األساسية المغذية من جزيئات التربة‪.‬كما تعتبر التربة موطنا للعديد من األحياء المجهرية المختلفة‬ ‫كالبكتيريا والفطريات والطحالب‪ ،‬وكذلك بعض الحيوانات كالديدان مثل دودة األرض والحشرات وغيرها‪.‬‬ ‫لذا تعد التربة عنصرا مهما للحياة إذا ما أخذنا بنظر االعتبار احتضانها جذور النباتات وبالتالي توفر بداية السلسلة الغذائية‬ ‫التي تتمثل بالمنتجات ‪Producers.‬وبالتالي فإن الحفاظ على التربة سليمة ونظيفة وخالي من التلوث هي أساسا للحفاظ‬ ‫على حياة الكائنات الحية التي تعيش عليها‪.‬‬ ‫‪Sources of Soil Pollution‬‬ ‫مصادر تلوث التربة‬ ‫تتلوث التربة بالعديد من الملوثات الناتجة عن الفعاليات الطبيعية والبشرية‪ ،‬ومن أهم مصادر تلوث التربة هي ما يأتي‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬الكيمياويات الزراعية‪:‬‬ ‫وتشمل مجموعتين رئيسيتين هما‪:‬‬ ‫المجموعة الثانية‪ /‬المبيدات‪.‬‬ ‫المجموعة األولى‪ /‬األسمدة الكيمياوية‪.‬‬ ‫إن االستخدام الخاطئ وبكميات كبيرة لألسمدة الكيمياوية قد أثر سلبا في خصوبة التربة‪ ،‬فقد وجد أن معظم األسمدة‬ ‫النيتروجينية على سبيل المثال لها تأثير في زيادة حموضة التربة‪ ،‬في حين أن األسمدة الفوسفورية والبوتاسيوم ال تترك أثرا‬ ‫على حموضة التربة وقاعديتها‪.‬وإن اإلفراط في استخدام هذه األسمدة يؤدي إلى اإلخال بالتوازن الطبيعي ألحياء التربة‬ ‫المختلفة‪ ،‬فقد يؤدي إلى موت جذور النباتات أو موت الحيوانات كالحشرات والديدان‬ ‫أما عن المبيدات‪ ،‬فقد أشارت اإلحصائيات الصادرة عن منظمة األغذية والزراعة الدولية ‪FAO‬إلى وجود اكثر من‬ ‫(‪ )1000‬مادة كيمياوية تستعمل إلبادة اآلفات الزراعية والتي تشمل مبيدات فطرية وحشرية ومبيدات أدغال وغيرها‪،‬‬ ‫وتمتاز هذه المواد بخاصية التراكم في جزيئات التربة مما قد يؤدي إلى موت أو انقراض عدد كبير من األحياء كالطيور‬ ‫وحيوانات أخرى‪ ،‬فضال عن تراكمها في السلسلة الغذائية للكائنات الحية‪.‬فعلى سبيل المثال عند استخدام مادة الـ ‪DDT‬‬ ‫التي هي أحد المبيدات واسعة االنتشار‪ ،‬فإن بعضا منها يسقط على سطح التربة ويجري امتصاصه من قبل ديدان األرض‬ ‫التي تركز هذا المبيد داخل أجسامها‪ ،‬وعند استهالك بعض أنواع العصافير طائر الشحرور ‪Eurasian Blackbird‬‬ ‫المهاجرة لديدان األرض الحاوية على هذه السموم في أجسامها مما يؤدي إلى إبادة أعداد كبيرة من هذه الطيور نتيجة‬ ‫تسممها بمبيد الـ ‪DDT‬الذي يؤثر في جهازها العصبي ويسبب الشلل لها‪.‬لذا تكمن الخطورة للمبيدات من خلل بقاءها في‬ ‫البيئة لفترات طويلة قد تتجاوز عدة سنوات‬ ‫ثانيا‪ :‬الفضالت المنزلية والصناعية‪:‬‬ ‫من خالل أنشطة اإلنسان المختلفة بما يشمل ذلك في المجمعات السكنية والصناعية والتجارية‪ ،‬يالحظ أن التربة‬ ‫تصلها فضاالت متنوعة أغلبها مواد قابلة للتحلل والتفسخ‪ ،‬وهناك فضالت صناعية خطرة بايولوجي وكيمياويا أو‬ ‫إشعاعيا يجب التخلص منها بأساليب سليمة بيئيا‪.‬وعند تراكم هذه الفضالت فإنها تسبب أضرارا صحية متنوعة إذ‬ ‫تكون مرتعا للحشرات وخاصة تلك التي تنقل األمراض لإلنسان واألحياء األخرى‪.‬وقد نشطت الدراسات البيئية‬ ‫حديثا في مجال معالجة المخلفات ‪Treatment Waste‬بطرق آمنة بيئيا من خالل تحقيق مبدأ الـ (‪ (4 R‬وهو‬ ‫‪Reusing‬والتقليل ‪ ،Reducing‬واالسترجاع‬ ‫مبدأ عمليات التدوير ‪Recycling‬وإعادة االستعمال‬ ‫‪ ،Recovering‬وتضم هذه المخلفات الفضالت الصلبة والسائلة‪.‬تتكون الفضالت الصلبة من خليط من عدة مواد‬ ‫مصدرها المنتجات الزراعية أو مخلفات صناعة الورق أو الزجاج أو البالستك أو المعادن وغيرها‪.‬وتشمل‬ ‫الفضالت الصلبة حسب مصدرها ما يأتي‪:‬‬ ‫‪-1‬القمامة المنزلية ‪Garbage‬‬ ‫‪- 2‬النفايات المختلفة ‪Rubbish‬‬ ‫‪ -3‬فضالت الشوارع‪Street refuse‬‬ ‫‪- 4‬المعادن ‪Metals‬‬ ‫‪- 5‬فضالت العمليات اإلنشائية‪Demolition wastes‬‬ ‫‪- 6‬فضالت الصناعات الغذائية‪Food industry wastes‬‬ ‫‪- 7‬فضالت المصانع‪Factory wastes‬‬ ‫‪-8‬فضالت المستشفيات ‪Medical wastes‬‬ ‫ويتم التخلص من الفضالت الصلبة بعدة طرق منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬الطمر األرضي ‪filling Land‬‬ ‫‪-2‬الحرق ‪Incineration‬‬ ‫‪-3‬إعادة االستخدام أو التدوير ‪Recycling‬‬ ‫‪-4‬الطمر البحري ‪filling Sea‬‬ ‫‪-5‬االنحالل الحراري ‪Pyrolysis‬‬ ‫‪-6‬التحويل إلى أسمدة عضوية‪Conversion to fertilizers organic‬‬ ‫ثالثا‪ :‬األمطار الحامضية‪Acid rains :‬‬ ‫إن تصاعد غازات األكاسيد المختلفة إلى الجو مثل أكاسيد الكاربون وأكاسيد النتروجين وأكاسيد الكبريت يؤدي إلى تفاعلها مع‬ ‫جزيئات بخار الماء وبالتالي تتكون األمطار الحامضية وتتساقط على شكل حامض الكربونيك وحامض النتريك وحامض‬ ‫الكبريتيك‪.‬وتؤدي هذه األمطار إلى إحداث تغير في طبقة التربة الزراعية‪ ،‬وتذيب عدد من العناصر والمركبات التي تسري إلى‬ ‫جوف التربة‪.‬وقد تظهر نتيجة لذلك في المياه الجوفية التي قد تستخدم للشرب أو ري المزروعات‪ ،‬حيث تعمل األمطار‬ ‫الحامضية على زيادة حموضة التربة ( )‪(pH‬مما يؤثر في حياة أحياء التربة ويلحق الضرر في خصوبة التربة وبالتالي يؤدي‬ ‫إلى موت جذور النباتات‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬المعادن الثقيلة‪Heavy metals:‬‬ ‫يقصد بالمعادن الثقيلة ‪Heavy metals‬كافة المعادن التي تزيد كثافتها عن‪ ،gm/ cm3 5‬وما يقل عن ذلك تدعى‬ ‫بالمعادن الخفيفة ‪ Light metals‬فضال عن وجود بعض المعادن النادرة‬ ‫‪Trace metals‬التي تتواجد في القشرة األرضية بتراكيز قليلة تساوي أو تقل عن (‪،%) 0.1‬‬ ‫ويقدر عدد المعادن الثقيلة المعروفة في الطبيعة بحوالي ‪ 37‬عنصرا‪ ،‬وتؤدي بعض هذه المعادن دورا مهما في حياة‬ ‫األحياء وفعالياتها البايولوجي المختلفة‪.‬ولكن تكون هذه المعادن سامة وخطرة في تراكيز معينة رغم كونها ضرورية‬ ‫للحياة في تراكيز واطئة جدا قد ال تتجاوز تراكيز قسما منها عن (‪ ،mg/l (0.05‬ومما يزيد من خطورة المعادن‬ ‫الثقيلة في البيئة هو عدم إمكانية تفسخها بوساطة البكتيريا والعمليات الطبيعية األخرى‪.‬ولعل أخطر ما فيها يعود إلى‬ ‫قابلية بعضها على التراكم الحيوي ‪ Bio-accumulation‬في أنسجة وأعضاء الكائنات الحية سواء في الحيوانات‬ ‫أم النباتات‪.‬تطرح الصناعات المختلفة إعدادا من المعادن الثقيلة وبكميات مختلفة بهيئة نفايات غازية وسائلة وصلبة‪،‬‬ ‫ولكنها في النهاية تستقر في بيئة اليابسة وتجد طريقها بسرعة إلى البيئات المائية‪.‬كما أن لبعض المعادن الثقيلة‬ ‫خواص إشعاعية أي أنها تكون بمثابة نظائر مشعة‪ ،‬لذا فإن هذه المعادن ستحمل مخاطر مزدوجة من حيث كونها‬ ‫سامة ومشعة في نفس الوقت‪.‬كما هو الحال في الزنك ‪ 65‬المشع‪ ،‬واليورانيوم ‪ 235.‬لقد أصبحت ‪Radiation‬‬ ‫‪Ecology‬البيئة اإلشعاعي دراسة العناصر المشعة في البيئة علما قائما بذاته يدعى علم ويمكن توضيح خطورة‬ ‫وأهمية المعادن الثقيلة في تلوث البيئة خالل دراسة بعض هذه المعادن وخصوصا تلك التي كانت وراء العديد من‬ ‫الكوارث التي حلت في البيئة‪ ،‬وكما يأتي‪:‬‬ ‫‪-1‬الزئبق ‪:Mercury‬‬ ‫يعد هذا المعدن من المعادن التي تعامل معها اإلنسان منذ فجر التاريخ‪.‬ويعتبر هذا المعدن السائل الوحيد وله درجة‬ ‫انصهار )‪ ،(38° C‬ودرجة غليانه )‪.(357° C‬وله قابلية تطاير أعلى من جميع المعادن األخرى‪ ،‬كما أنه من أحسن‬ ‫الموصالت الكهربائية‪.‬إن لمعدن الزئبق القدرة على إذابة معادن أخرى مثل الذهب ‪.‬كما أن هذا المعدن وجميع‬ ‫مركباته يعد ساما لألحياء ‪.‬علما بأن للمعدن استعماالت عديدة إذ يقدر مجموع استعماالته بحوالي ( ‪ )3000‬استعمال إذ‬ ‫يستعمل في صناعة الورق والصناعات الكهربائية مثل إنتاج المصابيح والبطاريات‪ ،‬وصناعات طبية مثل العقاقير‬ ‫وفي طب األسنان وفي المحارير والبارومترات وإلنتاج مبيدات الفطريات ‪.‬وتتلوث البيئة بملوثات الزئبق خالل هذه‬ ‫الطرق‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكادميوم ‪Cadmium:‬‬ ‫يوجد الكادميوم في الطبيعة بكميات قليلة‪ ،‬وإن االستعمال الرئيس للكادميوم يشمل الصناعات‬ ‫الخاصة بالبطاريات والصناعات الكهربائية وطالء سطوح األنابيب المستعملة في نقل المياه‪.‬كما أن صناعة البالستك تستخدم‬ ‫كميات كبيرة من هذا المعدن‪ ،‬وتحتوي األسمدة الكيمياوية الفوسفاتية على‬ ‫كمية من الشوائب أحدها الكادميوم وبذلك يسبب استعمالها تلويث التربة به‪.‬تتلوث بيئة اليابسة بالكادميوم بطريقتين‪ :‬أوالهما‬ ‫هي تساقط غبار جسيمات الكادميوم المنقول بوساطة الرياح من منطقة إلى أخرى‪.‬وثانيهما هي الترسب الذي يحدث من التربة‬ ‫وخاللها إلى المياه بعد استعمال األسمدة الفوسفاتية الحاوية على الكادميوم بوصفه إحدى الشوائب‪.‬يُمتص الكادميوم من ِقبل‬ ‫جذور النباتات من التربة‪ ،‬وفي الحيوانات يتركز هذا المعدن من خالل انتقاله في السلسلة الغذائية إذ يتركز في األنسجة الدهنية‬ ‫وفي العضالت‪.‬إن المعروف عن الكادميوم هو قدرته على البقاء في داخل الجسم الملوث مدة طويلة تقدر بعشرات السنين‪،‬‬ ‫لهذا استأثر هذا المعدن باهتمام الكثير من الجهات الصحية والبيئية في العالم‪.‬‬ ‫‪ -3‬الرصاص ‪Lead:‬‬ ‫يعتبر الرصاص من العناصر ذات الوجود الطبيعي في القشرة األرضية‪ ،‬ويبلغ معدل تركيزه في التربة بحوالي‬ ‫)‪mg/kg(16‬ويوجد في الطبيعة على شكل خامات معدنية وهي كبريتيد الرصاص ‪PbS‬وكبريتات الرصاص‪.‬‬ ‫ويعد الرصاص واحدا من أهم المعادن الثقيلة االعتبارين‪ :‬األول هو استعماالته الكثيرة‪ ،‬والثاني هو شدة سميته‪،‬‬ ‫كما أنه يعد من أقدم المعادن التي اكتشفها اإلنسان واستخرجها من باطن األرض‪.‬ولقد أستعمل الرصاص في‬ ‫أوروبا خالل القرون الوسطى في صناعة أواني الطهي وتقديم الطعام والشراب‪ ،‬مما أدى إلى ارتفاع نسب التسمم‬ ‫في كثير مناطق أوروبا‪.‬‬ ‫يستعمل الرصاص في العديد من الصناعات كاألصباغ والبطاريات وحروف المطابع واإلطالقات النارية وأسالك‬ ‫لحام المعادن‪ ،‬كما أنه يستعمل في تغليف أنواع من األسالك الكهربائية‪ ،‬ولكن المصدر الرئيسي لتلوث البيئة‬ ‫بالرصاص هو وسائط النقل ومن خالل احتراق الوقود (البنزين) الذي‬ ‫يضاف إليه كمية من مركب رابع أثيل الرصاص من أجل زيادة كفاءة الوقود وتحسين اشتعاله‪.‬يصل الرصاص‬ ‫إلى جسم اإلنسان عن طريق الغذاء والماء وعن طريق الهواء كذلك‪ ،‬وأن امتصاصه من خالل الجهاز التنفسي‬ ‫أعلى من عملية االمتصاص عن طريق القناة الهضمية‪.‬ويصل الرصاص إلى الدم عن طريق الجهاز التنفسي‬ ‫والقناة الهضمية‪ ،‬وفي الدم يتم امتصاص ‪ % 97‬منه من قبل كريات الدم الحمراء وتصل مدة بقاءه فيها إلى أربعة‬ ‫أسابيع‪ ،‬كما أن قسما من الرصاص الموجود في الجسم يتوزع بين الكبد والكليتين ومن ثم يتم طرحه من خالل‬ ‫ترسيبه في العظام‪.‬ويؤدي تعرض األمهات الحوامل للتلوث بالرصاص إلى إحداث تشوهات خلقية في األجنة‪.‬‬ ‫‪ -4‬معادن ثقيلة أخرى‪:‬‬ ‫إن هناك عدد آخر من المعادن الثقيلة مثل النحاس ‪Copper‬والزنك أو الخارصين ‪Zinc‬والحديد والتي تعد من العناصر‬ ‫الغذائية الضرورية للكائنات الحية في تراكيز معينة‪ ،‬وعند زيادة تراكيز هذه‬ ‫المعادن سوف تسبب أضرارا صحية مختلفة‪.‬ومن األمثلة األخرى للمعادن الثقيلة هو الكوبلت والذي يعد ساما عند وجوده‬ ‫بتراكيز عالية جدا‪ ،‬عن معادن القصدير والنيكل والزرنيخ والتي هي األخرى تعد سامة في تراكيز معينة وتؤثر فضال‬ ‫سلبا في نمو األحياء من خالل تثبيط األفعال الحيوية المختلفة السيما األنزيمية منها‪.‬‬ ‫تلوث المياه ‪Water pollution‬‬ ‫يشغل الماء حوالي ‪ 71%‬من مساحة الكرة األرضية ويقدر حجمه بنحو‪ 296‬مليون ميل مكعب‬ ‫وأن‪98%‬منها في حالة سائلة‪.‬كما وتشير الدراسات إلى أن حوالي ‪ 97%‬من الماء الموجود في العالم‬ ‫غير صالح لالستهالك بسبب ملوحته والمتبقي والبالغة نسبته ‪ 3%‬تقريبا مياه عذبة‪ ،‬إال أنها غير متوفرة‬ ‫كثيرا ألن جزءا كبيرا منها إما موجود في تجمعات جليدية أو مخزون على شكل مياه جوفية‪.‬‬ ‫ويحصل اإلنسان على الماء من مصدرين رئيسين هما المياه الطبيعية التي يتم سحبها من األنهار‬ ‫والجداول واألهوار‪ ،‬والمياه الجوفية التي تسحب من باطن األرض عن طريق حفر اآلبار لتغطية‬ ‫استخداماته المختلفة‪ ،‬حيث يعد الماء من الضروريات األساسية للعديد من الجوانب االقتصادية‬ ‫كالصناعة والزراعة والنقل‪ ،‬والجوانب الحياتية كمياه للشرب فضال عن استخداماته المنزلية األخرى‪.‬‬ ‫إن الماء حتى في وضعه الطبيعي ال يكون نقيا تماما ‪ ،‬فمياه األمطار تجمع أثناء تساقطها كميات كبيرة‬ ‫من الشوائب الموجود في الغالف الجوي‪ ،‬لذلك فأن مصطلح التلوث يعني وجود مواد في الماء خارجة‬ ‫عن مركباته‪.‬‬ ‫تعتبر مسألة تجهيز سكان المدن بمياه الشرب النقية وتزويد األراضي الزراعية والصناعات المختلفة‬ ‫بالمياه الصالحة الستعمال والخالية من الشوائب والملوثات من المشاكل المعقدة في الوقت الحاضر‪ ،‬إذ‬ ‫تعتبر مشكلة قلة المياه ومدى صالحيتها الستعمال من المشاكل التي تواجهها المناطق الجافة‪ ،‬وهذا ما‬ ‫تعانيه المناطق الرطبة أيضا‪.‬‬ ‫اعتمادا على الجرف القاري ‪ Continental Shelf‬تصنف المياه إلى صنفين‪:‬‬ ‫‪ -1‬المياه الداخلية‪:Inland waters‬وتشمل جميع األجسام المائية داخل الجرف القاري وتقسم إلى‬ ‫محورين‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫ المياه السطحية ‪: Surface waters‬وتتمثل باألنهار والبحيرات والبرك‪.‬‬ ‫ المياه الجوفية ‪: Ground waters‬وتصنف إلى مياه جوفية سطحية ومياه جوفية عميقة‪.‬‬ ‫‪ -2‬المياه البحرية ‪: Marine waters‬وتشمل الخلجان والبحار والمحيطات‪.‬‬ ‫وعلى هذا األساس فإن المياه الصالحة للشرب التمثل سوى‪ % 0.01‬من المياه العذبةة‪ ،‬وبةالنظر للتزايةد المضةطرد‬ ‫لنمو السكان في العالم وانخفاض حصة الفرد من المياه الصةالحة للشةرب‪ ،‬بةات موضةوع حمايةة الميةاه مةن التلةوث‬ ‫واالهتمام بها من الضرورات القصوى في وقتنا الحاضر‪.‬‬ ‫تعريف تلوث المياه‪Definition of water pollution:‬‬ ‫هو التغيرات الغير مرغوب فيها الخصائص الطبيعية لمياه ( الفزيائية و الكيميائية والبيولوجية ) ناتجة عن اضافة او طرح مادة‬ ‫او طاقة بفعل االنسان‪.‬ويقاس تلوث الماء بمدى صالحيتها لالستخدامات البشرية المختلفة المفيدة ‪.‬‬ ‫مصادر تلوث المياه‪Sources of water pollution:‬‬ ‫إن أي جزء من أجزاء الدورة الهيدرولوجية يمكن أن يعتبر مصدرا للتلوث‪ ،‬إال أن نشاطات اإلنسان‬ ‫على سطح األرض هي المصادر األساسية للتلوث‪.‬حيث تتعدد المصادر التي يمكن أن تسبب تلوثا في المياه والمجاري المائية‪،‬‬ ‫وتجعلها غير صالحة الستخدامات البشرية المختلفة وتسبب أضرارا بالنظم البيئية‪.‬وتختلف مصادر الفضالت السائلة باختالف‬ ‫أوجه استخدام المياه‪ ،‬وتتنوع بتنوع النشاط الزراعي والصناعي والتجاري‪ ،‬واستعمال المياه في المنازل للغسيل والنظافة‬ ‫الشخصية وغيرها من أوجه االستهالك‪.‬تتعرض المياه في الطبيعة الى خطر ظهور المركبات الغريبة كالمبيدات‪ ،‬أو زيادة واحد‬ ‫أو أكثر من المكونات الطبيعية كاألمالح عند حدودها الطبيعية ‪،‬بما يؤدي الي احداث تأثيرات ضارة على االنسان و االحياء‬ ‫المائية التشوية المعالم الطبيعية ‪ ،‬وهذا التعرض ممكن ان يكون على شكلين مختلفين احدهما طبيعي واالخر تحت تأثير‬ ‫التلوث الطبيعي المنشأ ‪Natural Pollution :‬ويسمى احيانا بالتلوث ذو المنشاء االرضي او‬ ‫الجيولوجي )‪(Geogenic pollution‬ويقصد به ظهور أو زيادة المكونات الطبيعية في المياه‬ ‫كاألمالح الالعضوية بأنواعها والطمى والغرين والغازات الكبريتية الذائبة والحرارة واإلشعاع وما ذلك‪،‬‬ ‫وال يكون لإلنسان شأنا في زيادتها بل تحدث نتيجة العوامل الطبيعية كاألمطار الغزيرة وثورات البراكين‬ ‫في قعر البحار‪ ،‬وأغلب هذه الملوثات تكون غير سامة عادة رغم وجود إلى مختلفة لها على األحياء‬ ‫المائية‪ ،‬كما يكون التلوث الناتج ضمن قدرة الطبيعة على أن والسيول تأثيرات ضارة‬ ‫تتخلص منه في غالب األحيان‪ ،‬ما عدا المواد المشعة وبعض الملوثات الطبيعية األخرى‪.‬‬ ‫التلوث البشري المنشأ‪Anthropogenic Pollution :‬هي التغيرات الحاصلة في المياه بسبب‬ ‫النشاط البشري سوء كان صناعيا او زراعيا او ضمن معايشة االنسان في حياته اليومية العامة‬ ‫ويمكن تقسيم مصادر تلوث المياه من حيث تولدها إلى‪ :‬نقطية وغير نقطية (منتشرة‪).‬‬ ‫ مصدر نقطي‪Point Source :‬وهي نقاط التصريف للمياه الملوثة بأنواعها المنزلية والصناعية‬ ‫وقنوات الري والبزل وما شاكل ذلك‪ ،‬والتي يمكن تأشيرها على الخارطة بنقطة محددة‪ ،‬مثل أنابيب‬ ‫تصريف المخلفات السائلة كالصرف الصحي والصرف الصناعي‪.‬‬ ‫ مصدر غير نقطي ‪Source :Non-Point‬وهي جميع ما يؤدي إلى ظهور ملوثات غير‬ ‫معلومة المنشأ أو المصدر‪ ،‬مثل سقوط المطر الحامضي واالنسياب السطحي من األراضي الزراعية‪.‬‬ ‫شكل تخطيطي يوضح تأثير مصادر المياه النقطية الملوثة على التنوع األحيائي للكائنات وقيم‬ ‫كل من ‪BOD‬واألوكسجين المذاب‬ ‫ويمكن تقسيم نوعية المياه في المصادر المائية في العالم إلى خمس فئات رئيسية وهي كما في الجدول‬ ‫االستخدامات والصالحية‬ ‫الفئة‬ ‫الوصف‬ ‫‪1‬‬ ‫مياه نقية تستخدم للشرب وبقية االستخدامات مثل مياه الينابيع الجبيلة‬ ‫نوعية عالية‪High quality‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مياه نقية وبدرجة أدنى من الفئة ‪1‬وتستخدم بعد تصفية وتعقيم بسيط‬ ‫نوعية جيدة‪Good quality‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مياه حاوية على ملوثات غير سامة تزال بتصفية متقدمة وتستخدم للري وتربية‬ ‫‪Fair‬‬ ‫نوعية معتدلة‪quality‬‬ ‫األسماك‬ ‫‪4‬‬ ‫مياه ملوثة بواحد أو أكثر من الملوثات‪ ،‬تعالج وتستخدم لبعض األغراض الصناعية‬ ‫‪Poor‬‬ ‫نوعية ضعيفة‪quality‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مياه ملوثة بعدة ملوثات خطرة أو سامة‬ ‫‪Bad‬‬ ‫نوعية رديئة‪quality‬‬ ‫ملوثات المياه الرئيسية‪Main water pollutants:‬‬ ‫إن أي تغير في خواص الماء من شأنها أن تجعله غير صالح الستخدامات المعروفة ولمعيشة الكائنات المائية يعد‬ ‫ملوثا‪ ،‬وتمثل الملوثات التالية الملوثات الرئيسية للمياه‪:‬‬ ‫‪ -1‬مياه الصرف والفضالت األخرى التي تتطلب األوكسجين ‪Oxygen Demanding Wastes.‬‬ ‫‪.2‬العوامل المعدية ‪.Infection agents‬‬ ‫‪.3‬الكيمياويات العضوية الم صنعة‪.Synthetic Organic Chemicals‬‬ ‫‪.4‬المغذيات النباتية ‪.Plant nutrients‬‬ ‫‪.5‬الكيمياويات غير العضوية والمواد المعدنية ‪Inorganic chemicals and mineral substances‬‬ ‫‪.6‬الترسبات ‪Sediments.‬‬ ‫‪.7‬المواد المشعة‪.Radioactive substances‬‬ ‫‪.8‬التلوث الحراري‪.Thermal pollution‬‬ ‫اوال‪ :‬مياه الصرف والفضالت األخرى التي تتطلب األوكسجين‪Oxygen Demanding Wastes‬‬ ‫وتشمل المركبات العضوية القابلة للتحلل الحيوي ‪ ،Bio-degradation‬والتي تتواجد في مياه المجاري المنزلية وبعض‬ ‫المتدفقات الصناعية‪.‬وعندما تتحلل هذه المركبات عن طريق البكتيريا خاصة الهوائية فإن األوكسجين سوف يزال من المياه‬ ‫وبذلك تتأثر األحياء المائية التي تعتمد في تنفسها عليه‪ ،‬ومن المعلوم أن هناك أربعة عمليات تؤثر في نسبة األوكسجين‬ ‫المتوافرة في المياه وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬االحتكاك‬ ‫‪ - 2‬البناء الضوئي‬ ‫‪ -3‬التنفس‬ ‫‪ -4‬أكسدة الفضالت‬ ‫حيث تزيد العمليتان األولى والثانية نسب األوكسجين‪ ،‬في حين تعمل الثالثة والرابعة على‬ ‫إنقاصه‪.‬ويقاس هذا النوع من التلوث عن طريق معرفة كمية األوكسجين الجزيئي الذائب في الماء والالزم لتحليل المواد‬ ‫العضوية‪ ،‬إن الفحص المعياري لذلك هو اختبار المتطلب الحيوي لألوكسجين‬ ‫‪ (BOD) Biochemical Oxygen Demand‬ويعبر عما تستهلكه األحياء المجهرية الهوائية المعيشة‬ ‫(البكتيريا والخمائر) من األوكسجين الالزم لتنفسها أثناء تحليلها للمواد العضوية‪.‬أما المتطلب الكيمياوي لألوكسجين‬ ‫)‪Chemical Oxygen Demand (COD‬فهو كمية األوكسجين الالزمة ألكسدة المواد العضوية القابلة للتحلل أو غير‬ ‫القابلة للتحلل الحيوي‪ ،‬وذلك باستخدام عوامل مؤكسدة قوية‪ ،‬وتكون قيمة ‪COD‬أكبر من قيمة ‪BOD‬النها تحتاج إلى كمية‬ ‫أكبر من األوكسجين للتحلل‪.‬‬ ‫إن للتلوث بالمواد العضوية تأثيرات عديدة على النظام البيئي الذي يتواجد فيه‪ ،‬وأهم التأثيرات التي تحدثها‬ ‫المواد العضوية على الماء هي ما يأتي‪:‬‬ ‫ التأثير على تبادل واتزان األوكسجين الذائب في الماء‪.‬‬ ‫ التأثير على الصفات والخواص الكيميائية للمجاري المائية‪.‬‬ ‫ التأثير على نواتج البناء والهدم‪.‬‬ ‫ التأثير على تنوع األحياء المائية والتأثير على الكائنات الحية المائية‪.‬‬ ‫تزداد كمية األوكسجين المذاب في الماء كلما انخفضت درجة الحرارة‪ ،‬وتبلغ هذه الكمية في ماء‬ ‫مشبع باألوكسجين ‪ 9.2‬ملغم‪ /‬لتر في درجة حرارة ‪ 20‬مئوي‪.‬ولهذه الكمية أهمية كبيرة في تخليص الماء من المواد‬ ‫العضوية‪ ،‬فالكاربون يتحول إلى ثاني أوكسيد الكاربون‪ ،‬والفوسفور يتحول إلى فوسفات‪ ،‬والكبريت إلى كبريتات‪،‬‬ ‫والنيتروجين يتحول إلى نترات وأمونيا‪ ،‬وبالعكس عندما تكون الكمية غير كافية من األوكسجين المذاب فالكاربون يتحول‬ ‫إلى ميثان‪ ،‬والنيتروجين يتحول إلى أمينات ذات رائحة خاصة‪ ،‬والكبريت يتحول إلى كبريتيد الهيدروجين‪.‬عند انخفاض‬ ‫تركيز األوكسجين الذائب في المياه واقترابه من الصفر تبدأ البكتيريا الهوائية‬ ‫‪Aerobic bacteria‬التي تتنفس األوكسجين الذائب بالتحول إلى الصورة الالهوائية‪ ،‬وتسمى بهذه الحالة بالبكتيريا‬ ‫الالهوائية‪Anaerobic bacteria‬وفيها تستخدم هذه البكتيريا األوكسجين الموجود في بعض المركبات لتقوم بإكمال‬ ‫عملية أكسدة المواد العضوية‪.‬‬ ‫وعليه كلما زاد تركيز المواد العضوية في المياه كلما انخفض تركيز األوكسجين الذائب في المياه‪.‬ومن‬ ‫المعروف أن نسبة تحلل المواد العضوية تزداد مع ارتفاع درجة الحرارة‪ ،‬لذلك فإن العالقة بين األوكسجين‬ ‫المذاب ‪DO‬ودرجة حرارة المياه هي عالقة عكسية ‪.‬ويعتبر تركيز األوكسجين المذاب في المياه دليال على‬ ‫جودة المياه‬ ‫باإلضافة إلى طريقة األوكسجين الذائب في الماء ‪ ،DO‬تعد طريقة األوكسجين الحيوي الممتص لمستهلك‬ ‫‪BOD‬من أشهر الطرق للكشف عن كمية المواد العضوية الملوثة للماء والمستهلكة لألوكسجين من قبل‬ ‫المخلفات البشرية والصناعية التي تصل للمسطحات المائية‪.‬إن أكسدة المواد العضوية من قبل لبكتيريا يؤدي‬ ‫إلى استهالك جزء من األوكسجين الذائب في المياه إلى الحد الذي قد يؤثر على الحياة في البيئة المائية نفسها‪،‬‬ ‫ويبلغ األوكسجين الحيوي الممتص في المياه الصافية حتى ‪ 5‬ملغم \ لتر‪ ،‬وتزداد قيمته مع زيادة تركيز المواد‬ ‫العضوية في الماء‪ ،‬وقد يصل لعدة آالف كما هو الحال في المخلفات الصناعية‪.‬أي أنه كلما زادت قيمة‬ ‫األوكسجين الحيوي الممتص قل تركيز األوكسجين الذائب في المياه الستهالك الكائنات بيولوجيا‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العوامل المعدية‪Infection agents‬‬ ‫يعتبر التلوث الحيوي أو البايولوجي من أقدم صور التلوث التي عرفها اإلنسان‪ ،‬وينشأ هذا التلوث نباتية أو حيوانية‬ ‫كالبكتيريا والفطريات وغيرها في الوسط نتيجة لوجود كائنات حية مرئية أو غير مرئية البيئي كالماء أو الهواء أو‬ ‫التربة‪ ،‬فاختالط الكائنات المسببة لألمراض بالطعام الذي يأكله اإلنسان أو الماء التلوث البايولوجي‪ ،‬مما يؤدي إلى‬ ‫اإلصابة يؤدي إلى حدوث الذي يستنشقه ‪،‬الذي يشربه أو الهواء قبل معالجتها الصحي ويحدث التلوث البايولوجي عند‬ ‫التخلص من مياه المجاري والصرف باألمراض ‪.‬كيميائيا بإلقائها في موارد المياه العذبة‪ ،‬أو بسبب انتشار القمامة‬ ‫المنزلية في الشوارع دون مراعاة للقواعد الصحية في جمعها ونقلها والتخلص منها بطريقة علمية‪ ،‬أو بسبب ترك‬ ‫الحيوانات النافقة في العراء أو إلقائها في موارد المياه‪ ،‬وكذلك عند عدم إتباع الطرق الصحية في حفظ األطعمة‬ ‫وتصنيعها مما يعرضها للتلوث‪.‬تحتوي المياه الطبيعية على العديد من األحياء المجهرية‪ ،‬وإن ازدياد تلك األحياء‬ ‫المسببة لألمراض في المياه يؤدي إلى التلوث الميكروبي للمياه‪ ،‬تعتبر المياه الواردة من مياه الصرف الصحي‬ ‫والمستشفيات ومصانع الدباغة واأللبان والمجازر وصناعات األغذية المختلفة من أهم مصادر المياه الحاوية على‬ ‫البكتيريا الممرضة واألحياء المجهرية وحيدة الخلية والطفيليات المعوية والفايروسات والطحالب‪ ،‬مسببة األمراض‬ ‫الخطير لإلنسان والحيوان على حد سواء‪.‬وهذا التلوث يحصل في الغالب عند اختالط فضالت اإلنسان بالماء بطريقة‬ ‫مباشرة عن طريق تصريف الصرف الصحي مباشرة إلى المسطحات المائية‪.‬ويؤدي وجود الملوثات الحيوية في المياه‬ ‫السطحية بكثافات عالية‪ ،‬إلى اإلصابة بالعديد من األعراض المرضية‬ ‫ثالثا الكيمياويات العضوية المصنعة ‪Chemicals Organic Synthetic‬‬ ‫وتشمل المبيدات ‪Pesticides‬والمنظفات ‪Detergents‬والكيمياويات الصناعية األخرى ويعبر‬ ‫عنها بوحدات الجزء بالمليون ‪ppm‬أو ملغم‪ /‬لتر‪ ،‬تحللها بطيء والعديد منها غير قابل للتحلل وقسم منها سام للسمك‬ ‫بتراكيز واطئة‪ ،‬إن المبيدات بكل أنواعها – سواء كانت مبيدات حشرات ‪Insecticides‬أو مبيدات أدغال‬ ‫‪Herbicides‬أو مبيدات الفطريات – ‪Fungicides‬فإنها تصل إلى مصادر المياه خالل عمليات الرش‪ ،‬السيما على‬ ‫الحقول الزراعية بالطائرات‪ ،‬وخالل تصريف مياه المجاري الصناعية أو المنزلية الحاوية على المبيدات أو مياه‬ ‫محطات المعالجة البيطرية ‪....‬إلخ‪.‬وتختلف مدة بقاءها في البيئة حيث تتراكم نات وقد تنتقل عبر السلسلة الغذائية لتصل‬ ‫إلى جسم اإلنسان‪ ،‬فضال المبيدات في أجسام الحيوان عن احتمالية إصابة المبيدات لبعض األحياء المفيدة غير المقصودة‬ ‫بالمكافحة‪.‬‬ ‫رابعا‪ ً:‬المغذيات النباتية ‪Nutrients Plant‬‬ ‫هي العناصر المغذية األساسية للنباتات‪Essential elements‬أو المالح المغذية األساسية‪ ،‬والتي تُصرف من األراضي‬ ‫الزراعية المخصبة والمواد المتدفقة من المصانع ومحطات معالجة مياه المجاري‪.‬‬ ‫وتقوم هذه العناصر أو المخصبات بتحفيز نمو العديد من الطحالب والنباتات المائية‪ ،‬ويبرز من بين أهم تلك المغذيات المواد‬ ‫الغنية بالنيتروجين والفوسفور والذي يسبب تجهيزهما وتواجدهما في المياه إلى الحالة التي والتي تحدث طبيعيا تسمى‬ ‫باإلثراء الغذائي ‪Eutrophication‬أو بتأثير األنشطة البشرية‪.‬ويمكن تعريف هذه الظاهرة بأنها زيادة األمالح المغذية‬ ‫وبصورة خاصة النترات والفوسفات في المسطحات المائية كاألنهار والبحيرات‪.‬وإن مصدر هذه المغذيات بالدرجة األساس‬ ‫هي المنظفات المتمثلة بمساحيق وسوائل األلبان ومشتقاتها بالنسبة للنتروجين‪.‬التنظيف بما يتعلق بالفوسفور‪ ،‬والمخلفات‬ ‫الغذائية وخاصة إن زيادة حمل المغذيات ‪Loading Nutrients‬في المسطحات المائية ينتج عنه ظاهرة اإلثراء الغذائي‬ ‫‪Eutrophication‬والتي تتمثل بنمو كثيف للطحالب وباألخص الطحالب الخضراء المزرقة ‪Algae Green-Blue‬‬ ‫انخفاضا في تركيز األوكسجين والتي بعد قضاء فترة حياتها تموت وتترسب في القاع وتتحلل مسببة إلى تغيير الخصائص‬ ‫الطبيعية للمياه كا المذاب‪ ،‬إضافة للون والطعم والرائحة‪ ،‬كما وأن بعض أنواع الطحالب الخضراء المزرقة تعد من‬ ‫الطحالب السامة ‪Algae Toxic‬‬ ‫خامسا‪ ً:‬الكيمياويات غير العضوية والمواد المعدنية‪Inorganic chemicals and mineral substances‬‬ ‫وتشمل الحوامض والقواعد الالعضوية والمعادن الثقيلة وغيرها من المواد المتدفقة من تصاريف مياه المناجم والمصانع‬ ‫وغيرها‪.‬تكون معظم المياه الحامضية المنصرفة من المناجم آتية من مناجم الفحم‪ ،‬كما أن مياه المناجم ذات الخواص القلوية أقل‬ ‫ضرر من المياه ذات الخواص الحامضية‪.‬كذلك قد تحتوي المياه الحامضية على مركبات فلزية متنوعة‪ ،‬وعموما فإن هذه‬ ‫الملوثات سوف تؤدي إلى تغيير األس الهيدروجيني للمياه حتما مؤثرا في النهاية على النظام البيئي للكائنات الحية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمعادن الثقيلة ‪metals Heavy‬فإن سرعة تسربها إلى البيئة تعود إلى وفرتها الطبيعية‪ ،‬حيث تتسرب هذه‬ ‫العناصر إلى البيئة المائية عن طريق المخلفات الصناعية وتؤدي إلى تلويثها‪ ،‬كما أن بعضها يأتي عن طريق المطر من األجواء‬ ‫والبعض اآلخر بوساطة االنجراف والسيول والتعرية األرضية‪.‬وتتسرب هذه العناصر في أنسجة وأجسام الكائنات الحية من

Use Quizgecko on...
Browser
Browser