شخصية PDF
Document Details
Tags
Summary
This document discusses the concept of personality, exploring different perspectives on defining and understanding it. It examines the role of biology, environment, and personal experiences in shaping one's personality. Further, the complex and interdependent nature of personality is highlighted; the variety of factors which can determine personality are detailed.
Full Transcript
إن لكلمة " الشخصية " سحرا ً خاصا ً لدى العامة من الناس الذين يستخدمونها كثيرا ً في حياتهم اليومية ،ويُطلقون أحكاما ً ّ...
إن لكلمة " الشخصية " سحرا ً خاصا ً لدى العامة من الناس الذين يستخدمونها كثيرا ً في حياتهم اليومية ،ويُطلقون أحكاما ً ّ ً تقويمية بشأنها ،فعندما يتحدث الفرد العادي عن الشخصية ،فغالبا ما يُشير إلى المهارة االجتماعية ،أي الجاذبية والسحر الذي يُحدثه الفرد في اآلخرين ،ويعني بها أقوى االنطباعات التي يُخلّفها الفرد في اآلخرين ،لذلك نجده يُردد عبارات مثالً: " فالن شخصية عدوانية أو شخصية متسامحة أو شخصية مبدعة "....إلخ ،أي أ ّنه يختار الصفة األكثر تميزا ً فيمن يتم وصفه ويعنون شخصيته بها.وقد استُعمِ ل مصطلح الشخصية لدى غير المختصين لبيان طريقة تعامل الشخص مع أفراد البيئة وتصرفه في المواقف المختلفة. 1-1تعريف الشخصية: تُعد الشخصية من المفاهيم التي يصعب تحديدها والتي تختلف في معناها تبعا ً التجاهات من يقوم بتعريفها وتبعا ً الهتماماته العلمية ،والطريقة التي ينظر بها إلى طبيعة اإلنسان أو الفلسفة التي يؤمن بها ،فعلماء النفس ينظرون لمفهوم الشخصية على أ ّنه مفهوم معقد يتكون من عوامل كثيرة ومتداخلة إذ ال يمكن فصلها أو تحليلها على انفراد. فكلمة الشخصية في المعجم اللغوي مشتقة من المصدر شخص أو شاخص بمعنى برز أو ظهر والبروز :هو التل الذي أن الشخصية هي ما يظهر من الشخص ويميزه عن اآلخرين ،أما في اللغات يعلو على سطح األرض ،وهذا يعني ّ األوربية فاألصل في كلمة الشخصية أ ّنها مشتقة من لفظ التيني ( )Personaومعناه القناع أو الوجه المستعار الذي يظهر به الشخص أمام اآلخرين ،أما إذا رجعنا إلى التحديد العلمي لمفهوم الشخصية وجدنا اتجاهات مختلفة تمثل وجهات نظر متباينة في مظهرها؛ لكنها تلتقي في تحديد ماهية الشخصية ،فمنهم من اعتمد في تعريف الشخصية على الكيان الذاتي للفرد أي حقيقة الفرد الداخلية التي تحدد طريقة الفرد ودرجة انتفاعه بالخيرة الحياتية ،ومنهم عرفها على اساس االزمات النفسية واثرها في تكوين شخصية الفرد ،وذهب البعض الى ان الشخصية هي نظام معقد ناتج عن تفاعل الفرد المستمر بين السلوك والبيئة. والنظرة إلى مفهوم الشخصية مؤخراً ،على أ ّنها النمط المتسق التي يميز األفكار والمشاعر والسلوك ،ويعرفها سانتروك ( )Santrock,2003على أ ّنها األفكار والمشاعر والسلوكيات الدائمة نسبيا ً التي تميز الطريقة التي يتكيف بها الفرد مع بأن النظرة الحديثة لمفهوم الشخصية تُشير إلى النمط الدائم نسبيا ً لألفكار والمشاعر والسلوك، البيئة ،وهكذا يمكن القول ّ الذي يميزه عن غيره وتتضمن هذه النظرة أمرين هامين هما: إن لكل فرد نمطا ً خاصا ً من التفكير والمشاعر والسلوك يميزه عن غيره. ّ -1 إن الشخصية ثابتة نسبيا ً خالل الزمن ،فشخصياتنا ال تتسم بالثبات الكلي. ّ -2 األمر الذي يسمح بتعديل السلوك وتزكية النفس ،فقد يختلف سلوك الفرد كثيرا ً عندما يكون مع زمالئه في الجامعة عنه عندما يكون مع إخوته في البيت ،إلى الحد الذي يصعب فيه القول بأ ّنه الشخص نفسه في الموقفين ،كذلك ّ فأن بعض الخصائص الشخصية (كالعمر والجنس والدين والوضع االقتصادي واالجتماعي) يمكن أن تحدد سلوك اآلخرين تجاهنا، مما يخلق موقفا ً مختلفا ً يمكن أن يؤدي بدوره إلى فروق في السلوك. ومن جهة أخرى فهناك من يؤيد اتساق السلوك عبر المواقف المختلفة بمرور الزمن فالطفل الهادئ يبقى هادئا ً عبر أن ابنهما الهادئ يُظهر سلوك الشغب في المدرسة ، أن الوالدين يصابان بالصدمة عندما يعلمان ّالمواقف؛ لذلك نجد ّ فيردون بعبارات من مثل " هذا غير معقول "فابننا ال يظهر قط سلوكا ً كهذا في البيت " وهم صادقون في قولهم ،ألنّ فإن السلوك يعتمد على الموقف ،ومع ذلك فهناك ميل لثبات ابنهم ال يُظهر سلوك الشغب في البيت ،وخالصة القول ّ السلوك واتساقه خالل المواقف المختلفة ،يجعل من الممكن التنبؤ بسلوكه في المواقف المماثلة. 2-1محددات بناء الشخصية: إن الشخصية هي بناء معقد ومتداخل يصعب فيه تحديد بنية رئيسية لتكون المكون األساسي لبناء الشخصية ،والسؤال ّ كيف يتكون البناء العام للشخصية؟ العديد من الباحثين طرحوا مثل هذا التساؤل وكانت اإلجابات متقاربة فمنهم من أجملها بعدة أمور هي: -2النضج وأسلوب التنشئة خالل مرحلة الطفولة. الوراثة. .1 -4عضوية الجماعة. الدوافع االجتماعية التي تُكتسب عن طريق التعلم. -3 الدور الذي يقوم به الفرد. -5 3-1الشخصية والوراثة: يُركز أنصار االتجاه البيولوجي اهتمامهم على دراسة الوراثة ودراسة األجهزة العضوية والعالقة بين وظائفها الشخصية ودراسة التكوينات البيوكيميائية الفردية ،وتشمل دراسة الجوانب الوراثي للفرد العوامل التي أثرت فيه قبل الوالدة ،وما بعد الوالدة ،إذ يختلف األطفال في نموهم وتطورهم ،فقد يولد طفل أذكى من غيره وذلك بسبب ما ورثه من دقة الحواس وسالمة الجهاز العصبي ،ويمكن تحديد منظومتين رئيسيتين متداخلتين ومتفاعلتين مع بعضهما البعض والتي يمكن ان تؤثر على نمو الشخصية للفرد وهما: أوالً :المنظومة البنائية :ويقصد بها بُنية الفرد من ناحية األجهزة المختلفة فيه ،كالجهاز العصبي والجهاز الغدي ،والجهاز الدوري ،فضالً عن األنسجة المختلفة والخاليا في تلك األنسجة والدم والعظام وتشترك الكائنات البشرية تشريحيا ً بهذا البناء. ثانيا ً :المنظومة االجتماعية :ويُقصد بها الثقافة التي يعيشها الفرد وينخرط فيها والتراث التاريخي والحضاري له ،لذلك ألن الشخصية تعكس التراث الحضاري ألي فأن دراسة الشخصية بطريقة محددة في المجتمعات المختلفة شيء مستحيل ّ ّ مجتمع تعيش فيه ،إذ تعكس الظروف البيئية المادية واالجتماعية التي تحيط بالفرد ،كما تؤثر اتجاهات الفرد في عالقاته باآلخرين ،والتي ترتبط بمجموعة من العوامل البيئية األخرى ،وينتج عن هذه االتجاهات في صورتها اإليجابية شعور الفرد باالطمئنان والحب واالنتماء ووضوح مفهوم الذات لديه ،وقد تؤدي عالقة الفرد باآلخرين في حالة انحرافها إلى انحراف الشخصية واتجاهها في مسار غير اجتماعي ،كما يختلف األفراد عن بعضهم البعض بحكم الخبرات التي يتعرض لها الفرد والتي تنقسم إلى قسمين هما : الخبرات العامة :وهي التي يشترك بها األفراد الذين يعيشون في ظل البيئة الحضارية الواحدةّ ، وأن من أهم .1 تأثيرات الثقافة في الفرد هي ما تعرضه عليه من أدوار في حياته فأدوار الذكور تختلف عن أدوار االناث ،إذ يتولد عن ذلك سلوك يميز الجنس الواحد عن اآلخر ،فكثير من األدوار إلى جانب الثقافة تؤثر في االفراد وتضف عليهم صفات مشتركة ولكن يبقى لكل فرد صبغته الخاصة. الخبرات الخاصة :وهي التي يمتاز بها الفرد ،فكل فرد يختلف عن اآلخر وهذا يعني ّ أن الفروق الفردية في .2 االستجابات بين االفراد يكون مردها إلى البنية البيولوجية المميزة لكل فرد ّ وأن القدرات الموروثة تخضع في الغالب لعملية التطبيع االجتماعي من خالل تأثير بعض األشخاص البارزين في حياته.