Summary

This document appears to be a syllabus for a course on prophecy in the third level of Islamic studies. It covers topics like the nature of angels, the importance of believing in them, and their attributes.

Full Transcript

‫مقرر النبوة‬ ‫املستوى الثالث أصول الدين‬ ‫اإلميان ابملالئكة والكتب والرسل‬ ‫خطة جديدة‬ ‫قسم أصول الدين‬ ‫الفصل الثاين‬ ‫‪1441‬هـ‬ ‫ُ‬ ‫‪:‬الفصل األوؿ‪ :‬اإلِياف ابملالئكة وحتته مباحث‬...

‫مقرر النبوة‬ ‫املستوى الثالث أصول الدين‬ ‫اإلميان ابملالئكة والكتب والرسل‬ ‫خطة جديدة‬ ‫قسم أصول الدين‬ ‫الفصل الثاين‬ ‫‪1441‬هـ‬ ‫ُ‬ ‫‪:‬الفصل األوؿ‪ :‬اإلِياف ابملالئكة وحتته مباحث‬ ‫املبحث األوؿ‪ :‬املراد ابإلِياف ابملالئكة‪.‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬حكم اإلِياف ابملالئكة‪.‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬صفات املالئكة‪.‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬أعماؿ املالئكة‪.‬‬ ‫املبحث اخلامس‪ :‬مثرات اإلِياف ابملالئكة‪.‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المراد باإليمان بالمالئكة‪:‬‬ ‫ذؼشٌف انًالئكح‪:‬‬ ‫ك ‪ٚ‬تع مالئكة ك"أصلو مألك بتقدمي ا‪٢‬تمزة من األلوكة‪ ،‬كىي الرسالة‪.‬‬ ‫لغة‪ :‬ا‪١‬تل ي‬ ‫ومعىن املالئكة يف االصطالح‪ :‬خلق من ‪٥‬تلوقات هللا‪٢ ،‬تم أجساـ نورانيػة لطيفػة قػاةرة‬ ‫على التشكل كالتمثل كالتصور ابلصور الكرٯتة‪ ،‬ك‪٢‬تم قول عظيمة‪ ،‬كقدرة كبَتة على التنقل‪.‬‬ ‫يؼُى اإلًٌاٌ تانًالئكح ٔيا ٌرضًُّ‪:‬‬ ‫اإلٯتاف اب‪١‬تالئكة ينتظم أمور‪:‬‬ ‫األمر األوؿ‪ :‬اإلٯتاف بوجوةىم‪.‬‬ ‫األمر الثاين‪ :‬اإلٯتاف ٔتن علمنا امسه منهم اب‪ٝ‬تو كجربيل‪ ،‬كميكاؿ‪ ،‬كمالك‪ ،‬كإسرافيل‪،‬‬ ‫كىاركت كماركت‪ ،‬كمنكر كنكَت‪ ،‬كغَتىم ‪٦‬تن جاءت النصوص بتسميتهم‪.‬ككذلك من‬ ‫جاءت النصوص ابإلخبار عنو ابلوصف‪ :‬كرقيب كعتيد‪ ،‬أك بذكر وظيفته‪ :‬كملك ا‪١‬توت‬ ‫كملك ا‪ٞ‬تباؿ‪ ،‬أك من جاءت النصوص بذكر كظائفهم يف ا‪ٞ‬تملة‪ :‬كحملة العرش‪ ،‬كالكراـ‬ ‫الكاتبُت كا‪١‬توكلُت ْتفظ ا‪٠‬تلق‪ ،‬كا‪١‬توكلُت ْتفظ األجنة كاألرحاـ‪ ،‬كطواؼ البيت ا‪١‬تعمور‪،‬‬ ‫كا‪١‬تالئكة السياحُت‪.‬ومن مل نعلم أمساءهم نؤمن هبم إمجاالً(ُ)‪.‬‬ ‫ّ‪-‬اإلٯتاف ٔتا علمنا من صفاهتم‪.‬‬ ‫ْ‪-‬اإلٯتاف ٔتا علمنا من أعما‪٢‬تم‪.‬‬ ‫كم عدد ا'(ئكة التي تحفظ ا‪3‬نسان؟‬ ‫ٓ‪-‬اإلٯتاف أبهنم خلق كثَت جدًّا‪.‬‬ ‫ج ‪١٠‬‬ ‫ٔ‪-‬اإلقرار ‪٢‬تم ٔتقاماهتم العظيمة عند رهبم ككرمهم عليو كشرفهم عنده‪.‬‬ ‫(ُ) تسمية ملك املوت بعزرائيل‪ :‬قد جاء يف بعض اآلاثر‪ ،‬كلكن ال كجوة ‪٢‬تذا االسم يف القرآف‪ ،‬كال يف األحاةيث الصحيحة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٕ‪-‬اعتقاة تفاضلهم كعدـ تساكيهم يف الفضل كا‪١‬تنزلة عند هللا‪.‬‬ ‫ٖ‪-‬مػواالهتم كا‪ٟ‬تػػذر مػػن عػػداكهتم كقػػد حػػذر هللا تعػػاذل مػػن عػػداكة ا‪١‬تالئكػػة فقػػاؿ‪َ { :‬مػ ْػن َاػػا َف‬ ‫ين} [البقرة‪]ٖٗ:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يل َوِمي َك َ‬ ‫اؿ فَِإ هف ه‬ ‫اّلِلَ َع ُد لو ل ْل َكاف ِر َ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ‬ ‫َع ُد ًّوا هّلِل َوَم َالئ َكته َوُر ُسله َوج ِْْب َ‬ ‫ٗ‪-‬االعتقػػاة أبف ا‪١‬تالئكػػة خلػػق مػػن خلػػق هللا يعملػػوف أبمػػره ال شػػأف ‪٢‬تػػم يف ا‪٠‬تلػػق‪ ،‬كال ‪٬‬تػػوز‬ ‫صرؼ شيء من أنواع العباةة ‪٢‬تم‪ ،‬كهللا تعاذل ىو الذم بيده األمر كلو ال شريك لو يف ذلك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬حكم اإليمان بالمالئكة‪:‬‬ ‫اإلٯتاف اب‪١‬تالئكة ىو الركن الثاين من أركاف اإلٯتاف اليت ال يصح إٯتاف العبد إال هبا‪.‬‬ ‫كإجابة النيب (‘) على سؤاؿ جربيل عن اإلٯتاف ببياف أركانو الستة‪ ،‬كإخباره أبف اإلٯتاف‬ ‫اب‪١‬تالئكة ركن من أركاف اإلٯتاف‪ ،‬ةليل كاضح على أف كجوة ا‪١‬تالئكة اثبت ابلدليل القطعي‬ ‫الذم ال ٯتكن أف يتطرؽ إليو شك‪.‬‬ ‫كمػن ىنػػا كػاف إنكػػار كجػوة ا‪١‬تالئكػػة كفػر‪١ ،‬تخالفتػػو نػت كتػػاب هللا الكػرمي كسػػنة رسػولو‬ ‫األمػػُت ‘‪ ،‬فمػػن كفػػر هبػػم أك حػػاكؿ التشػػكيك يف كجػػوةىم فهػػو كػػاذب كػػافر ال حػػظ لػػو يف‬ ‫اإلسالـ لتكذيبو هلل تعاذل كلرسولو كللمؤمنُت‪.‬‬ ‫وؿ ِِبَا أُنْ ِز َؿ إِلَي ِه ِمن ربِ ِه والْم ْؤِمنُو َف ُالل آمن ِاب هِ‬ ‫ّلِل َوَم َالئِ َكتِ ِه َوُاتُبِ ِه‬ ‫آم َن ال هر ُس ُ‬ ‫ََ‬ ‫ْ ْ َّ َ ُ‬ ‫قاؿ تعاذل‪َ { :‬‬ ‫َوُر ُسلِ ِه} [البقرة‪ ]ِٖٓ:‬فأخرب أف اإلٯتاف اب‪١‬تالئكة مع بقية أركاف اإلٯتاف ‪٦‬تا أنزلو على رسولو‬ ‫كأكجبو عليو كعلى أمتو كأهنم امتثلوا ذلك‪.‬‬ ‫كقد أخرب هللا (¸) أف من كفر هبذه األركاف فقد كفػر ابهلل‪ :‬فقػاؿ‪{ :‬ومػن ي ْك ُفػر ِاب هِ‬ ‫ّلِل‬ ‫ََ ْ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫بػ َػال ًال بَ ِعي ػ ًدا} [النسػػاء‪ ]ُّٔ:‬فػػأطلق‬ ‫َوَم َالئِ َكتِػ ِػه َوُاتُبِػ ِػه َوُر ُسػػلِ ِه َوالْيَ ػ ْػوـ ا ْ ِق ػ ِر فَػ َض ػ ْد َ‬ ‫ب ػ هل َ‬ ‫الكفر على من أنكر ىذه األركاف‬ ‫ْ‬ ‫انًثحث انثانث‪ :‬صفاخ انًالئكح‪:‬‬ ‫أصم خهمرٓى‪:‬‬ ‫ا‪١‬تالئكػ ػػة ‪٥‬تلوق ػ ػػة مػ ػػن ن ػ ػػور‪ ،‬خلقهػ ػػم هللا تع ػ ػػاذل لعباةتػ ػػو كطاعت ػ ػػو‪ ،‬يقػ ػػوؿ الن ػ ػػيب (‘)‪:‬‬ ‫((خلق ػػت ا‪١‬تالئك ػػة م ػػن ن ػػور‪ ،‬كخل ػػق ا‪ٞ‬ت ػػاف م ػػن م ػػارج(ُ) م ػػن ر‪ ،‬كخل ػػق آةـ ‪٦‬ت ػػا كص ػ ػ‬ ‫ي‬ ‫لكم))(ِ)‪ ،‬كىذا يبُت أف خلق ا‪١‬تالئكة مغاير ‪٠‬تلق اآلةمي كخلق ا‪ٞ‬تػا ٌف‪ ،‬يف أصػلو الػذم ىػو‬ ‫النور‪ ،‬كيف صفاتو اليت خصم هللا تعاذل هبا‪.‬‬ ‫تؼض صفاذٓى‪:‬‬ ‫ص ػػفاهتم‪ :‬ق ػػد تض ػػمن الكت ػػاب كالس ػػنة الكث ػػَت م ػػن النص ػػوص ا‪١‬تبين ػػة ص ػػفات ا‪١‬تالئك ػػة‬ ‫كحقائقها فمن صفاهتم‪:‬‬ ‫ُ‪-‬أهنم موصػوفوف ابلقػوة كالشػدة‪.‬كمػا قػاؿ تعػاذل يف كصػ جربيػل (’) { َعله َمػهُ‬ ‫َش ِدي ُد الْ ُض َوى} [النجم‪.]ٓ:‬‬ ‫ِ‪-‬أهنػػم موصػػوفوف بعظ ػػم األجسػػاـ كا‪٠‬تل ػػق‪.‬ففػػي ص ػػحيح مسػػلم م ػػن حػػديث عائش ػػة‬ ‫(~) كق ػ ػػد س ػ ػػألت الن ػ ػػيب (‘) ع ػ ػػن مع ػ ػػٌت قول ػ ػػو تع ػ ػػاذل { َولََضػ ػ ػ ْد َرآأُ ِاب ْألُفُػ ػ ػ ِ ال ُْمبِػ ػ ػ ِ }‬ ‫[التكػوير‪ ]ِّ:‬فقػػاؿ‪(( :‬إ‪٪‬تػػا ىػػو جربيػػل دل أره علػػى صػورتو الػػيت خلػػق عليهػػا غػػَت ىػػاتُت ا‪١‬تػرتُت‬ ‫رأيتو منهبطا من السماء ساةا عظم خلقو ما بُت السماء إذل األرض)) ركاه مسلم‪.‬‬ ‫ّ‪-‬كمػػن صػػفاهتم أهنػػم ‪٢‬تػػم أجنحػػة‪ ،‬يتفػػاكتوف يف ا‪٠‬تلػػق كا‪١‬تقػػدار فهػػم ليس ػوا علػػى ةرجػػة‬ ‫كاحدة‪ ،‬فمنهم من لو جناحاف كمنهم من لو ثالثة‪ ،‬كمنهم من لو أربعة‪ ،‬كمنهم مػن لػو سػتمائة‬ ‫َجنِ َح ٍة‬ ‫ضج ِ‬ ‫اع ِل ال َْم َالئِ َك ِة ُر ُس ًال أ ِ‬ ‫ّلِل فَ ِ‬ ‫اط ِر ال ه ِ‬ ‫جناح‪.‬قاؿ تعاذل {ا ْْلم ُد ِهِ‬ ‫ُوِل أ ْ‬ ‫س َم َاوات َو ْاأل َْر ِ َ‬ ‫َْ‬ ‫شاءُ} [فاطر‪.]ُ:‬‬ ‫ع يَ ِزي ُد ِيف ْ‬ ‫اخلَْل ِ َما يَ َ‬ ‫ث َوُرَاب َ‬ ‫َمثْػ َىن َوثَُال َ‬ ‫ْ‪-‬كمػػن صػػفاهتم ا‪ٟ‬تسػػن كا‪ٞ‬تمػػاؿ‪.‬قػػاؿ تعػػاذل يف حػػق جربيػػل (’) { َعله َمػػهُ َشػ ِػدي ُد‬ ‫ِ ٍ‬ ‫اسػ ػتَػ َوى} [ال ػػنجم‪ ]ٔ-ٓ:‬ق ػػاؿ اب ػػن عب ػػاس (‪( )ƒ‬ذك م ػػرة‪ :‬ذك منظ ػػر‬ ‫الْ ُض ػ َػوى * ذُو مػ ػ هرة فَ ْ‬ ‫حسن)‪.‬‬ ‫(ُ) كا‪١‬تارج اللَّ ىهب ا‪١‬تختلًط بً ىس ىو ًاة النار‬ ‫ى‬ ‫(ِ) ركاه مسلم رقم (ِٔٗٗ)‬ ‫ٓ‬ ‫ٓ‪-‬كمن صفاهتم اليت كصفهم هللا هبا أهنم كراـ أبرار‪.‬قػاؿ تعػاذل { ِِبَيْ ِػدي َسػ َف َرةٍ * اِ َػر ٍاـ‬ ‫بَػ َرَرةٍ} [عبس‪. ]ُٔ-ُٓ:‬‬ ‫ٔ‪-‬كمػ ػػن صػ ػػفاهتم ا‪ٟ‬تيػ ػػاء لقػ ػػوؿ النػ ػػيب (‘)‪(( :‬أال أسػ ػػتحي مػ ػػن رجػ ػػل تسػ ػػتحي منػ ػػو‬ ‫ا‪١‬تالئكة))(ُ)‪.‬‬ ‫ٕ‪-‬كم ػػن ص ػػفاهتم أيض ػػا العل ػػم‪.‬ق ػػاؿ تع ػػاذل يف ح ػػق جربي ػػل (’) { َعله َم ػػهُ َش ػ ِػدي ُد‬ ‫الْ ُض َوى} [النجم‪ ]ٓ:‬كىذا متضمن كص جربيل ابلعلم كالتعليم‪.‬‬ ‫هِ‬ ‫آمنُػوا اُػوا‬‫ين َ‬ ‫ٖ‪-‬كمن صفات خزنة النػار الشػدة كالغلظػة علػى أىػل النػار { ََي أَيُّػ َهػا الػي َ‬ ‫ظ ِشػ ػ ػ َدا ٌد}‬ ‫ػارةُ َعلَْيػ َه ػ ػػا َم َالئِ َكػ ػ ػةٌ ِغ ػ ػ َػال ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ػاس َوا ْْل َِ ػ ػ َ‬ ‫سػ ػ ػ ُك ْم َوأ َْهلِ ػ ػػي ُك ْم َُ ًرا َواُ ُ‬ ‫ود َه ػ ػػا النه ػ ػ ُ‬ ‫أَنْػ ُف َ‬ ‫[التحرمي‪.]ٔ:‬‬ ‫ٗ‪-‬كمن صفاهتم أهنم مطهركف قاؿ تعاذل‪{ :‬ال ِيسه إال املطهروف} أم ال ٯتس اللوح‬ ‫احملفوظ إال ا‪١‬تالئكة‪.‬‬ ‫تؼض خصائصٓى‪:‬‬ ‫للمالئكػػة (ﭺ) خصػػائت اختصػػهم هللا تعػػاذل هبػػا‪ ،‬كامتػػازكا هبػػا عػػن ا‪ٞ‬تػػن كاإلنػػس‬ ‫كسائر ا‪١‬تخلوقات‪.‬فمنها‪:‬‬ ‫ُ‪-‬أهنم ‪٥‬تلوقوف من نور‪.‬‬ ‫ِ‪-‬أف مس ػػاكنهم يف الس ػػماء كإ‪٪‬ت ػػا يهبط ػػوف إذل األرض تنفيػ ػ نذا ألم ػػر هللا يف ا‪٠‬تل ػػق كم ػػا‬ ‫أسند إليهم من تصري شؤكهنم‪.‬‬ ‫ّ‪ -‬أهنم ال يوصفوف ابألنوثة كال ابلذكورة‪.‬‬ ‫ْ‪ -‬أهنم ال يعصوف هللا يف شيء‪ ،‬كال تصدر منهم الذنوب‪.‬‬ ‫ٓ‪ -‬أهنم ال يفًتكف عن العباةة كال يسأموف‪.‬‬ ‫(ُ) صحيح مسلم برقم (َُِْ)‬ ‫ٔ‬ ‫انًثحث انشاتغ‪ :‬أػًال انًالئكح‪:‬‬ ‫األعماؿ اليت كل هللا هبا ا‪١‬تالئكة كأمرىم ابلقياـ هبا‪ ،‬فهي على قسمُت‪:‬‬ ‫الضسم األوؿ‪ :‬أعماؿ عامة يشًتكوف ‪ٚ‬تيعان فيها‪ ،‬كتتمثل يف عباةة هللا سبحانو‪ ،‬كتسبيحو‬ ‫ار َال يَػ ْفتُػ ُرو َف} [األنبياء‪.]َِ:‬‬ ‫سبِّ ُحو َف اللهْي َل َوالنػ َ‬ ‫هه َ‬ ‫ليالن كهناران‪ ،‬بال ملل كال فتور‪ ،‬قاؿ تعاذل‪{:‬يُ َ‬ ‫الضسم الثاين‪ :‬أعماؿ خاصة لبعض ا‪١‬تالئكة‪ ،‬أمرىم هللا ابلقياـ هبا‪.‬‬ ‫كا‪١‬تالئكة ابلنسبة إذل األعماؿ اليت يقوموف هبا أصناؼ‪:‬‬ ‫ش َوَم ْن َح ْولَهُ} [غافر‪.]ٕ:‬‬ ‫ُ ‪-‬فمنهم ى‪ٛ‬تىلةي العرش‪ ،‬قاؿ تعاذل‪{ :‬اله ِي ِ‬ ‫ين ََْيملُو َف ال َْع ْر َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‪-‬كمنهم ا‪١‬توكلوف اب‪ٞ‬تناف كإعداة الكرامة ألىلها‪.‬‬ ‫كم ىقدَّموىم تسعة عشر‪ ،‬كخازهنا‬ ‫كتعذيب أىلها‪ ،‬كىم الزابنية‪ ،‬ي‬ ‫ً‬ ‫ّ‪-‬كمنهم ا‪١‬توكلوف ابلنا ًر‬ ‫ِ ِ‬ ‫مالك‪ ،‬كىو م ىقدَّـ ا‪٠‬تزنة‪ ،‬كما قاؿ تعاذل‪{ :‬واَ َ ه ِ‬ ‫هم ا ْدعُوا َربه ُك ْم‬‫ين ِيف النها ِر خلََزنَة َج َهن َ‬‫اؿ الي َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ف َعنها يَػ ْوًما ِم َن ال َْع َي ِ‬ ‫اب} [غافر‪.]ْٗ :‬‬ ‫ُُيَِّف ْ‬ ‫ات ِم ْن بَػ ْ ِ يَ َديْ ِه َوِم ْن‬ ‫ْ‪-‬كمنهم ا‪١‬توكلوف ْتفظ بٍت آةـ يف الدنيا‪ ،‬قاؿ تعاذل‪{ :‬لَهُ ُم َع ِّضبَ ٌ‬ ‫اّلِل} [الرعد‪ ،]ُُ:‬أم معو مالئكة ٭تفظونو من بُت يديو كمن‬ ‫َقل ِْف ِه ََْي َفظُونَه ِمن أَم ِر هِ‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫خلفو‪ ،‬فإذا جاء قدر هللا تعاذل‪ٗ :‬تلٌوا عنو‪.‬‬ ‫ات ِم ْن بَػ ْ ِ يَ َديْ ِه‬ ‫ٓ ‪ -‬كمنهم ا‪١‬توكلوف ْتفظ أعماؿ العباة ككتابتها‪ ،‬قاؿ تعاذل‪{ :‬لَهُ ُم َع ِّضبَ ٌ‬ ‫وِمن َقل ِْف ِه ََْي َفظُونَه ِمن أَم ِر هِ‬ ‫اّلِل} [الرعد‪.]ُُ:‬‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫كل ابلرحم كشأف النطفة‪ ،‬كما يف حديث ابن مسعوة (‪:)¢‬‬ ‫ٔ‪-‬كمن ا‪١‬تالئكة من ىو مو ه‬ ‫((إف أحدكم ‪٬‬تمع خلقو يف بطن أمو أربعُت يومان‪ ،‬مث يكوف علقة مثل ذلك‪ ،‬مث يكوف مضغة‬ ‫مثل ذلك‪ ،‬مث يبعث هللا ملىكان فيؤمر أبربع كلمات‪ ،‬كيقاؿ لو‪ :‬اكتب عملو‪ ،‬كرزقو‪ ،‬كأجلو‪،‬‬ ‫كشقي أك سعيد))‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫ت اله ِيي‬ ‫ك الْمو ِ‬ ‫ٕ‪-‬كمنهم مالئكة موكلوف بقبض األركاح‪ ،‬قاؿ تعاذل‪{ :‬اُ ْل يَػتَػ َوفها ُا ْم َملَ ُ َ ْ‬ ‫ك ا‪١‬توت لو أعوا هف من ا‪١‬تالئكة‪،‬‬ ‫ُوّاِ َل بِ ُك ْم ثُه إِ َ َربِّ ُك ْم تُػ ْر َجعُو َف} [السجدة‪ ،]ُُ:‬كملى ي‬ ‫ركح العبد من جسمو حىت تبلغ ا‪ٟ‬تلقوـ‪ ،‬فيتناك‪٢‬تا ملك ا‪١‬توت‪.‬‬ ‫يستخرجوف ى‬ ‫ٖ‪-‬كمنهم مالئكة موكلة اب‪ٞ‬تباؿ‪.‬‬ ‫ٗ‪-‬كمنهم ا‪١‬توكل ابلقطر كالنبات كىو ميكائيل (’)‬ ‫ٕ‬ ‫صػػور كىػػو صػػاحب القػػرف كا‪١‬تشػػهور أنػػو إس ػرافيل (’) كىػػو اثلػػث‬ ‫َُ‪-‬كمػػنهم ا‪١‬توكػػل ابل و‬ ‫ا‪١‬تالئكة ا‪١‬تفضلُت‪.‬‬ ‫كمنهم غَت ىؤالء‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫المبحث الخامس‪ :‬ثمرات اإليمان بالمالئكة‪:‬‬ ‫ُ‪-‬العلم بعظمة هللا تعاذل‪ ،‬كقوتو‪ ،‬كسلطانو‪ ،‬فإف عظمة ا‪١‬تخلوؽ من عظمة ا‪٠‬تالق‪.‬‬ ‫ِ‪-‬شكر هللا تعاذل على عنايتػو ببػٍت آةـ‪ ،‬حيػث ككػل مػن ىػؤالء ا‪١‬تالئكػة مػن يقػوـ ْتفظهػم‪،‬‬ ‫ككتابة أعما‪٢‬تم‪٦ ،‬تا تتحقق بو مصا‪ٟ‬تهم يف الدنيا كاآلخرة‪.‬‬ ‫ّ‪٤-‬تبػػة ا‪١‬تالئكػػة علػػى مػػا قػػاموا بػػو مػػن عبػػاةة هللا تعػػاذل علػػى الوجػػو األكمػػل‪ ،‬كاسػػتغفارىم‬ ‫للمؤمنُت‪.‬كنصرهتم ‪٢‬تم كما أهنم ٭تبوف ا‪١‬تؤمنُت كيدعوف ‪٢‬تم اب‪١‬تغفرة كا‪ٞ‬تنة‪.‬‬ ‫ْ‪-‬كمن ‪ٙ‬ترات اإلٯتاف اب‪١‬تالئكة اإلٯتاف ابلكتب‪.‬‬ ‫ٓ‪-‬أف تتطهر عقيػدة ا‪١‬تسػلم مػن شػوائب الشػرؾ كأةرانػو‪ ،‬ألف ا‪١‬تسػلم إذا آمػن بوجػوة ا‪١‬تالئكػة‬ ‫الذين كلفهػم هللا هبػذه األعمػاؿ العظيمػة ٗتلػت مػن االعتقػاة بوجػوة ‪٥‬تلوقػات ك‪٫‬تيػة تسػهم يف‬ ‫هل ممكن يتفاوتون ا‪10‬ئكة بالحجم و الشكل؟‬ ‫تسيَت الكوف‪.‬‬ ‫ٔ‪-‬أف يعلم ا‪١‬تسلم أف ا‪١‬تالئكة ال ينفعوف كال يضركف‪ ،‬فال يعبدىم كال يتعلق هبم‪.‬‬ ‫ٕ‪-‬اإلٯتػػاف بقدرتػػو التامػػة جػػل كعػػال علػػى إحيػػاء ا‪١‬تػػوتى كبع ػث األجسػػاة مػػن القبػػور لفصػػل‬ ‫القضاء‪ ،‬فإف هللا الذم خلق ىػؤالء ا‪١‬تالئكػة علػى ىػذه الصػفات العظيمػة كىػم أكػرب مػن خلػق‬ ‫النػػاس بكثػػَت قػػاةر مػػن ابب أكذل علػػى إعػػاةة ىػػذا ا‪٠‬تلػػق الصػػغَت الػػذم مبػػدؤه نطفػػة مث علقػػة‪.‬‬ ‫ٖ‪-‬أال نػ ػػؤذيهم بقػ ػػوؿ أك فعػ ػػل‪ ،‬كمػ ػػن ذلػ ػػك أال نفعػ ػػل ذنبنػ ػػا أك معصػ ػػية‪ ،‬كإذا أرة أف ‪٨‬تضػ ػػر‬ ‫للمساجد فال أنيت برائحة كريهة‪ ،‬فإف ا‪١‬تالئكة تتأذل ‪٦‬تا يتأذل منو بنوا آةـ‪.‬‬ ‫َُ‪ -‬التشبو هبػم فيمػا ىػو ةاخػل ٖتػت قػدرتنا مػن صػفاهتم‪ ،‬كالػدأب كاالسػتمرار علػى عبػاةة‬ ‫هللا تعاذل‪ ،‬كأف ال نعصي هللا ما أمر كنفعػل مػا نػؤمر بػو‪ ،‬كمػن ذلػك ٖتسػُت صػفوؼ الصػالة‪،‬‬ ‫من تقارهبا كتراصها كسد الفرج كإ٘تاـ الصفوؼ األكؿ فاألكؿ‪.‬‬ ‫ُُ‪-‬أف يعًتؼ بقصػور علمػو فا‪١‬تالئكػة الػذين ىػم عنػد هللا دل يعلمػوا ا‪ٟ‬تكمػة مػن خلػق أبيػا‬ ‫آةـ ’ فقصور علمنا من ابب أكذل‪.‬‬ ‫ُِ‪-‬أف نراقب هللا يف نياتنا فهو سبحانو قد اطلع ا‪١‬تالئكة على ذلك‪ ،‬يدؿ عليو مػا جػاء يف‬ ‫األحاةيث أف ا‪١‬تالئكة تكتب القوؿ كالفعل ككذلك النية‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬اإلٌمان بالكتب المنزلة على المرسلٌن‬ ‫وفيه مخست مباحث‪:‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المراد باإلٌمان بالكتب‪.‬‬ ‫المبحث الثانً‪ :‬حكم اإلٌمان بالكتب‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أدلة اإلٌمان بالكتب‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬اإلٌمان بالمرآن الكرٌم وممتضاه‪.‬‬ ‫المبحث الخامس‪ :‬ثمرات اإلٌمان بالكتب‪.‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المراد باإلٌمان بالكتب‪:‬‬ ‫تعرٌف الكتب لغة‪:‬‬ ‫الكت ػػم يف اللغ ػػة‪ٚ :‬تػػع كتػػاب ٔتعػػٌت مكتػػوب‪ ،‬مثػػل ف ػراش ٔتعػػٌت مفػػركش‪ ،‬كإلػػو ٔتعػػٌت‬ ‫مألوه‪ ،‬كغراس ٔتعٌت مغركس‪.‬‬ ‫كمػػاةة (كتػػب) تػػدكر حػػوؿ ا‪ٞ‬تمػػع كالضػػم‪ ،‬ك‪ٝ‬تػػي الكاتػػب كاتب ػان؛ ألنػػو ‪٬‬تمػػع ا‪ٟ‬تػػركؼ‬ ‫كيضم بعضها إذل بعض‪.‬‬ ‫كمنو الكتيبة من ا‪ٞ‬تي ‪ٝ‬تيت كتيبةن؛ الجتماعها‪ ،‬كانضماـ بعضها إذل بعض‪.‬‬ ‫تعرٌف الكتب فً الشرع‪:‬‬ ‫ا‪١‬تػراة هبػا الكتػب الػيت أنز‪٢‬تػا هللا تعػاذل علػػى رسػلو؛ ر‪ٛ‬تػة للخلػق‪ ،‬كىدايػة ‪٢‬تػم؛ ليصػلوا هبػػا‬ ‫ما سبب إنزالها؟‬ ‫إذل سعاةة الدنيا كاآلخرة‪.‬‬ ‫كىذا ا‪١‬تعٌت أخت من عمػوـ مػا أنزلػو هللا علػى أنبيائػو كرسػلو‪ ،‬إذ الكتػاب لػو قػدر يتميػز‬ ‫بو عن سائر الوحي‪.‬ويكوف سػائر الػوحن مبيّنػاً لػيلك الكتػاب‪.‬فػالقرآف مػثالن لػيس ىػو كػل‬ ‫الوحي الذم أنزلو هللا تعاذل على نبيو دمحم (‘)‪ ،‬بل إنو جػزء منػو‪ ،‬كيكػوف الػوحي بعػده مبينػان‬ ‫لو‪ ،‬كحجة مثلو‪.‬‬ ‫تعرٌف الوحً فً اللغة‪:‬‬ ‫والرسالة واإلهلاـ والْكالـ اخلفن وال ما ألضيته إ غيؾ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الوحن‪ :‬اإلشارة‪ ،‬والْكتَابَةُ ّ‬ ‫ػب؛ فػالوحي لغػػة‪ :‬ىػػو‬ ‫كك ىحػػى ىكحيػان كأكحػػى أيضػان أم ىكتىػ ى‬ ‫ػاؿ‪ :‬كحيػت إليػػو الكػػالـ كأكحيػت‪.‬ى‬ ‫يػي ىقػ ي‬ ‫اإلعالـ ا‪٠‬تفي السريع ا‪٠‬تاص ٔتن يوجو إليو ْتيث ٮتفى على غَته‪)ُ(.‬‬ ‫(ُ) الوحي احملمدم حملمد رشيد رضا ص‪ُٖ/‬‬ ‫ِّ‬ ‫الشرعية في القران‬ ‫من إطاللات الوحً اللغوٌة فً المرآن(ُ)‪:‬‬ ‫ٔ) اإلهلاـ الفطري لإلنساف‪ :‬كىذا مثل ما ذكره هللا تعاذل عن أـ موسى ‪٦‬تا ألقاه‬ ‫{ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ‬ ‫سبحانو يف قلبها من أمر فكاف يقينان ال تشك فيو‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬ ‫ﱓﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ‬ ‫ﱤ ﱥ ﱦ} [القصت‪.]ٕ:‬‬ ‫ٕ) اإلهلاـ الغريزي للحيواف‪ :‬كما ذكره هللا تعاذل عن النحل من إ‪٢‬تامو ‪٢‬تا يف اٗتاذ‬ ‫{ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ‬ ‫بيو ‪ ،‬قاؿ هللا تعاذل‪:‬‬ ‫ﲃ ﲄ} [النحل‪.]ٖٔ:‬‬ ‫ٖ) الرمز واإلشارة‪ :‬كما ذكره هللا تعاذل عن زكر حُت جاءتو آية كجوة الولد منو أبنو‬ ‫ال يستطيع الكالـ لثالث لياؿ‪ ،‬فكانت ةعوتو لقومو خالؿ ىذه الثالث ابإلشارة‪ ،‬قاؿ‬ ‫{ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ}‬ ‫تعاذل‪:‬‬ ‫[مرمي‪.]ُُ:‬‬ ‫قػػاؿ عبػػد الػػر‪ٛ‬تن بػػن زيػػد بػػن أسػػلم‪" :‬كػػاف يقػرأ كيسػػبح كال يسػػتطيع أف يكلػػم قومػػو إال‬ ‫إشارة‪ ".‬كقاؿ ‪٣‬تاىد‪( :‬فأكحى إليهم)‪" :‬أم أشار‪.‬كبو قاؿ كىب كقتاةة"‪)ِ(.‬‬ ‫أمر هللا تعا ملن شاء من عبادأ‪ :‬فقد ‪ٝ‬تى هللا تعاذل بعض ما أيمر بو من شاء‬ ‫ٗ) ُ‬ ‫{ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ‬ ‫من عباةه كحيان كما يف قولو تعاذل‪:‬‬ ‫ﲂﲃ} [األنفاؿ‪.]ُِ:‬كقولو {ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ} [الزلزلة‪.]ٓ-ْ:‬‬ ‫٘) وسوسة الشيطاف‪ :‬فقد ‪ٝ‬تى هللا تعاذل ما يلقيو الشيطاف من كساكس ابلوحي؛ ألنو‬ ‫{ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀﲁ ﲂ‬ ‫يكوف عن طريق ا‪٠‬تفاء قاؿ تعاذل‪:‬‬ ‫ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ} [األنعاـ‪.]ُُِ:‬كقاؿ أيضان‪{ :‬ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ‬ ‫ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧﱨ} [األنعاـ‪.]ُُِ:‬‬ ‫(ُ) الوحي احملمدم ص‪ ُٖ/‬كأصوؿ اإلٯتاف يف ضوء الكتاب كالسنة ‪ٞ‬تمع من الباحثُت ص‪ُِّ/‬‬ ‫(ِ) تفسَت القرآف العظيم البن كثَت سورة مرمي آية ُُ‬ ‫ِْ‬ ‫المعنى الشرعً للوحً‪ :‬س‪-‬ا‪#‬عنى الشرعي للوحي ا‪#‬تعلق بالشيطان ؟‬ ‫الوحي اب‪١‬تعٌت الشرعي ىو ا‪١‬تتعلق ابألنبياء كالرسل علػيهم الصػالة كالسػالـ كىػو مػا أنزلػو‬ ‫هللا تعاذل على أنبيائو كرسلو من ًعلم‪ ،‬سواء كاف خربان أك أمران أك نفيان‪ ،‬كأبم طريقة كاف‪.‬‬ ‫العاللة بٌن المعنى اللغوي والمعنى الشرعً‪:‬‬ ‫‪ٙ‬تػػة عالقػػة بػػُت ا‪١‬تعنيػػُت‪ ،‬وهػػو جػػامع اخلفػػاء بينهمػػا‪ ،‬فػػوحي هللا تعػػاذل ألنبيائػػو لػػيس ‪٦‬تػػا‬ ‫يدركػػو العبػػاة أب‪ٝ‬تػػاعهم كأحاسيسػػهم‪ ،‬بػػل إف جانػػب اإلٯتػػاف ابلغيػػب ال بػػد أف يكػػوف حاض ػران‬ ‫ىنا‪ ،‬فال يتوق اإلٯتاف ابلنظر إذل ا‪١‬تلك الذم ينزؿ إليو‪ ،‬كال بسماع الكػالـ الػذم يكلمػو هللا‬ ‫تعاذل بو‪ ،‬كلكن ابلتصديق ا‪ٞ‬تازـ ٔتا ‪٬‬تعلو هللا تعاذل من ةالالت ظاىره على صدؽ النيب‪ ،‬من‬ ‫حالػة الصػدؽ الػيت ال تتخلػ عػػن أم ‪ٟ‬تظػة مػن حياتػو‪ ،‬كابلعلػم الػػذم جػاء بػو موافقػان للفطػػرة‬ ‫كالعقل كا‪ٟ‬تس‪ ،‬كٔتا ‪٬‬تريو على يديو من آ ت بينات ال ٯتلػك صػاحب العقػل كالبصػَتة إال أف‬ ‫يثبت أنو نيب ما ضل كما غول‪ ،‬كما ينطق عن ا‪٢‬تول‪ ،‬إف ىو إال كحي يوحى‪.‬‬ ‫س‪-‬ا‪#‬عتزلة دليل على صدق نبوة النبي؟‬ ‫ج ‪-‬خطأ‬ ‫طرق نزول الوحً على األنبٌاء‪:‬‬ ‫ﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔ‬ ‫قاؿ هللا تعاذل‪{ :‬ﳇ‬ ‫ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ} [الشورل‪.]ُٓ:‬‬ ‫ىذه اآليػة أصػل يف طػرؽ إنػزاؿ هللا تعػاذل الػوحي علػى أنبيائػو كرسػلو‪ ،‬فقػد جػاء يف اآليػة‬ ‫ثالث طرؽ‪ ،‬كىي‪:‬‬ ‫ُ‪-‬الطريضة األو ‪ :‬الػوحي اهػرة كىػو مػا يقذفػو هللا يف قلػب ا‪١‬تػوحى إليػو مػا أراة ْتيػث‬ ‫ال يشػػك فيػػو أنػػو مػػن هللا‪ ،‬كىػػو ا‪١‬ت ػراة بقولػػو يف اآليػػة‪{ :‬ﳎ ﳏ} كمثػػاؿ ذلػػك مػػا جػػاء يف‬ ‫حديث عبد هللا بن مسػعوة ‪ ¢‬عػن النػيب (‘) أنػو قػاؿ‪(( :‬إف ركح القػدس نفػث يف ركعػي‬ ‫لن ٘توت نفس حىت تستكمل رزقها‪ ،‬فاتقوا هللا كأ‪ٚ‬تلوا يف الطلب)) (ُ)‬ ‫كأ‪ٟ‬تق بعض أىل العلم هبذا القسم رؤل األنبياء يف ا‪١‬تناـ كرؤ إبراىيم ’ على ما‬ ‫أخرب هللا عنو‪{.‬ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ‬ ‫(ُ) ركاه ا‪ٟ‬تاكم يف ا‪١‬تستدرؾ ح(ُِّٔ) كصححو ككافقو الذىيب‬ ‫ِٓ‬ ‫ﳤ}‬ ‫ﳖﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ‬ ‫[الصافات‪.]َُِ:‬‬ ‫كعلػػى مػػا ركل الشػػيخاف مػػن حػػديث عائشػػة رضػػى هللا عنهػػا قالػػت‪(( :‬أكؿ مػػا بػػدئ بػػو‬ ‫رسوؿ هللا (‘) مػن الػوحي الػرؤ الصػا‪ٟ‬تة يف النػوـ‪ ،‬فكػاف ال يػرل رؤ إال جػاءت مثػل فلػق‬ ‫الصبح)) (ُ)‬ ‫ٕ‪-‬الطريضة الثانية‪ :‬التكليم من وراء حِاب بال واسطة‪ ،‬كىو ا‪١‬تراة يف اآلية بقولو‪:‬‬ ‫{ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ} كقد ثبت ذلك لبعض الرسل كاألنبياء عليهم الصالة كالسالـ‪،‬‬ ‫كتكليم هللا تعاذل ‪١‬توسى ’ على ما أخرب هللا بو يف أكثر من موضع من كتابو‪.‬قاؿ‬ ‫تعاذل‪{ :‬ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ} [النساء‪ ،]ُْٔ:‬ككتكليم هللا تعاذل لنبينا دمحم‬ ‫ليلة ا‪١‬تعراج حُت فرض عليو الصلوات ا‪٠‬تمس‪.‬‬ ‫ٖ‪-‬الطريضة الثالثة‪ :‬الوحن بواسطة امللك‪ ،‬وهو جْبيل والسػالـ‪ ،‬جعلػو تعػاذل مػوكالن‬ ‫ابلػػوحي كىػػذه الطريقػػة ىػػي ا‪١‬ت ػراةة ابآليػػة يف قولػػو تعػػاذل‪{ :‬ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ‬ ‫ﳚﳛ} كالقػرآف كلػػو نػػزؿ هبػذه الطريقػػة‪ ،‬تكلػػم هللا بػو‪ ،‬ك‪ٝ‬تعػػو جربيػػل ’ مػػن هللا عػػز كجػػل‪،‬‬ ‫كبلغو جربيل حملمد (‘)‬ ‫{ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬ ‫ﲐ ﲑ ﲒ} [الشعراء‪.]ُْٗ-ُِٗ:‬‬ ‫ككل ىذه الطرؽ اجتمعت لنبينا دمحم (‘) يف إنزاؿ الوحي عليو‪.‬‬ ‫صور مجًء الملن للنبً له بالوحً‪:‬‬ ‫تقػػدـ أف الطريقػػة الثالثػػة مػػن طػػرؽ نػػزكؿ الػػوحي علػػى األنبيػػاء علػػيهم كالسػػالـ ىػػي عػػن‬ ‫طريق ا‪١‬تلك كىذه تكوف على ثالث صور وهن‪:‬‬ ‫ٔ‪-‬الصورة األو ‪ :‬أف يراأ النيب ‘) على صورته اليت قل عليها‪:‬‬ ‫كىذه كقعت للنيب (‘) مػرتُت األكذل بعػد فتػور الػوحي‪ ،‬ككانػت ىػذه الرؤيػة األو يف‬ ‫أوائػػل البعثػػة‪ ،‬بعػػدما جػػاءه جربيػػل ’ أكؿ مػػرة‪ ،‬فػػأكحى هللا إليػػو صػػدر سػػورة اقػػرأ‪ ،‬مث فػػًت‬ ‫(ُ) ركاه البخارم ح(ّ) كمسلم ح(َُٔ)‬ ‫ِٔ‬ ‫الػػوحي‪ ،‬فاشػػتد ذلػػك علػػى النػػيب (‘)‪ ،‬ككػػاف جربيػػل ’ يناةيػػو‪ :‬دمحم أنػػت رسػػوؿ هللا‬ ‫حقػان‪ ،‬كأ جربيػػل‪.‬فيسػػكن لػػذلك جأشػػو‪ ،‬كتقػػر عينػػو‪ ،‬حػػىت تبػػدل لػػو جربيػػل ’‪ ،‬كرسػػوؿ‬ ‫هللا (‘) ابألبطػػح‪ ،‬فػػرآه يف صػػورتو الػػيت خلقػػو هللا عليهػػا‪ ،‬لػػو سػػتمائة جنػػاح‪ ،‬قػػد سػػد عظػػم‬ ‫خلقو األفق‪،‬و الرؤية الثانية‪ :‬رآأ ليلة املعراج عند سدرة املنتهى‪.‬‬ ‫ٕ‪-‬الصورة الثانية‪ :‬يتمثل امللك يف صورة بشر كمػا قػاؿ النػيب (‘) يف كيفيػة نػزكؿ‬ ‫الوحي عليو‪(( :‬كأحيا يتمثل رل ا‪١‬تلك رجال فيكلمٍت فأعي ما يقوؿ))‪.‬‬ ‫كىػػذا كمػػا يف حػػديث جربيػػل الطويػػل مػػن ركايػػة عمػػر ‪ ¢‬حػػُت قػػاؿ‪(( :‬بينمػػا ‪٨‬تػػن عنػػد‬ ‫رسوؿ هللا (‘) ذات يوـ‪ ،‬إذ طلع علينا رجل شػديد بيػاض الثيػاب‪ ،‬شػديد سػواة الشػعر‪ ،‬ال‬ ‫يػػرل عليػػو أثػػر الس ػػفر‪ ،‬كال يعرفػػو منػػا أحػػد‪ ،‬ح ػػىت جلػػس إذل النػػيب (‘)‪ ،‬فأسػػند ركبتي ػػو إذل‬ ‫ركبتيو‪ ،‬ككضع كفيو على فخذيو‪ ،‬كقاؿ‪ :‬دمحم أخربين عػن اإلسػالـ))‪...‬كذكػر ا‪ٟ‬تػديث‪ ،‬كيف‬ ‫آخره قاؿ النيب (‘)‪(( :‬فإنو جربيل أ كم يعلمكم ةينكم))‬ ‫وااف اثياً ما يتمثل جْبيل ’ بصورة الصحايب اجلليل دحية بن قليفة الكليب‪.‬‬ ‫ٖ‪-‬الصػػورة الثالثػػة‪ :‬أف ُتيػػه مثػػل صلصػػلة اجلػػرس‪ ،‬كىػػو أشػػده علػػى النػػيب (‘)‪،‬‬ ‫كيػػدؿ علػػى ذلػػك جػواب النػػيب (‘) للحػػارث بػػن ىشػػاـ (‪ )¢‬حػػُت سػػألو عػػن كيفيػػة نػػزكؿ‬ ‫الوحي عليػو‪ ،‬فقػاؿ‪(( :‬أحيػا أيتيػٍت مثػل صلصػلة ا‪ٞ‬تػرس‪ ،‬كىػو أشػده علػي‪ ،‬فيفصػم عػٍت كقػد‬ ‫كعيت عنػو مػا قػاؿ))‪.‬قالػت عائشػة ا‪ :‬كلقػد رأيتػو ينػزؿ عليػو الػوحي يف اليػوـ الشػديد الػربة‬ ‫فيفصم عنو‪ ،‬كإف جبينو ليتفصد عرقا‪)ُ(.‬‬ ‫كمعػػٌت قولػػو‪( :‬مثػػل صلصػػلة اجلػػرس)‪ :‬أم شػػدة الصػػوت كاسػػتمراره‪ ،‬فالصلصػػلة ىػػي‬ ‫الصػػوت الػػذم فيػػو طنػػُت كاس ػػتمرار‪ ،‬فهػػو يف ىػػذه ا‪ٟ‬تػػاؿ ال ي ػػرل ا‪١‬تل ػك‪ ،‬كإ‪٪‬تػػا يسػػمع ص ػػو ن‬ ‫شػػديدان كشػػدة طنػػُت ا‪ٞ‬تػػرس‪ ،‬حػػىت يفصػػم عنػػو‪ ،‬يعػػٍت ينفصػػل عنػػو ذلػػك الصػػوت كقػػد كعػػى مػػا‬ ‫نزؿ بو ا‪١‬تلك من الوحي‪.‬‬ ‫ػوت كقػػوع ا‪ٟ‬تديػػد بعض ػو علػػى بعػػض‪ ،‬مث‬ ‫قػػاؿ ابػػن حجػػر‪" :‬كالصلصػػلة يف األصػػل‪ :‬صػ ي‬ ‫ػوت يمت ػدارؾ ال يػػدرؾ ألكؿ كىلػػة"‪.‬مث قػػاؿ‪:‬‬ ‫أطلػػق علػػى كػػل صػػوت لػػو طنػػُت‪ ،‬كقيػػل‪ :‬ىػػو صػ ي‬ ‫‪ٝ‬تعػػوي الػػوحي فػػال‬ ‫"كقيػػل‪ :‬بػػل ىػػو صػػوت حفي ػ أجنحػػة ا‪١‬تلػػك‪ ،‬كا‪ٟ‬تكمػة يف تىق ٌدمػػو أف ييقػػرع ى‬ ‫ب ىع ًٌٍت‪.‬‬ ‫ًج ىع ًٌٍت ىكيى ٍذ ىى ي‬ ‫(ُ) صحيح البخارم ح(ِ) ك صحيح مسلم ح(ِّّّ) كمعٌت فيفصم عٍت‪ :‬يػىٍنػ ىفر ي‬ ‫ِٕ‬ ‫يبقى فيو مكاف لغَته‪ ،‬ك‪١‬تا كاف ا‪ٞ‬ترس ال ٖتت صلصلتو إال متداركةن كقع التشبيو بو ةكف غػَته‬ ‫من اآلالت" كىذا الصوت رغم شدتو إال أنو ال يدركو كذلك إال النػيب (‘)‪ ،‬أمػا مػن يكػوف‬ ‫حولػػو فػال يسػػمعونو إال بقػػدر صػػوت ةكم النحػػل‪ ،‬كمػػا قػػاؿ عمػػر (‪(( :)¢‬كػػاف رسػػوؿ هللا‬ ‫(‘) إذا نزؿ الوحي ي‪ٝ‬تع عنده ةكم كدكم النحل‪)ُ( )).‬‬ ‫كىذه الصورة كما جاء يف ا‪ٟ‬تديث ىي أشدىا على النيب (‘)‪ ،‬كقد جاء ما يدؿ‬ ‫على ذلك أيضا عن زيد بن اثبت أف رسوؿ هللا لو أملى عليو‪{ :‬ال يستوي الضاعدوف من‬ ‫رسوؿ‬ ‫املؤمن واجملاهدوف يف سبيل هللا} فجاءه ابن أـ مكتوـ كىو ٯتلها علي‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬ ‫هللا‪ ،‬لو أستطيع ا‪ٞ‬تهاة ‪ٞ‬تاىدت‪.‬ككاف رجال أعمى‪ ،‬فأنزؿ هللا تبارؾ كتعاذل على رسولو‬ ‫علي حىت خفت أف تيرض فخذم‪ ،‬مث سرم عنو فأنزؿ‬ ‫(‘) كفخذه على فخذم‪ ،‬فثقلت ٌ‬ ‫هللا عز كجل {غي أوِل الضرر} [النساء‪)ِ( ]ٗٓ:‬‬ ‫ما ٌتضمنه اإلٌمان بالكتب‪:‬‬ ‫ُ‪-‬التصديق ا‪ٞ‬تازـ أبف هللا تعاذل أنزؿ كتبان على عموـ رسلو‪ ،‬منها ما علمنا كمنها ما‬ ‫ال نعلم‪ ،‬كىي حجة لكل رسوؿ على قومو‪ ،‬كىداية ‪٢‬تم إذل صراط هللا ا‪١‬تستقيم‪ ،‬فيجب أف‬ ‫نؤمن‬ ‫{ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ‬ ‫بذلك إٯتا ن عاما ‪٣‬تمالن‪.‬قاؿ عز كجل‪:‬‬ ‫ﲀ}‬ ‫ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ‬ ‫[البقرة‪.]ُِّ:‬‬ ‫ِ‪-‬اإلٯتاف ٔتا علمنا ا‪ٝ‬تو منها اب‪ٝ‬تو‪:‬‬ ‫أ‪-‬كالقرآف الذم نػيًٌزؿ على نبينا (‘) كالذم ذكره هللا تعاذل يف القرآف من كتبو‬ ‫السابقة ‪ٜ‬تسة كتب‪:‬‬ ‫(ُ) ركاه أ‪ٛ‬تد ح(ِِّ) كالًتمذم ح(ُّّٕ) كا‪ٟ‬تاكم ح(ُُٔٗ)‬ ‫(ِ) ركاه البخارم ح(ِِّٖ)‬ ‫ِٖ‬ ‫ب‪ -‬كالتوراة اليت أينزلت على موسى {ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ} [آؿ عمراف‪.]ّ:‬‬ ‫كيف صحيح مسلم أف النيب ةعا رجال من علماء اليهوة فقاؿ لو‪(( :‬أنشدؾ ابهلل الذم أنزؿ‬ ‫التوراة على موسى)) ا‪ٟ‬تديث‪)ُ(.‬‬ ‫{ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ‬ ‫ج‪-‬كاإل‪٧‬تيل الذم نزؿ على عيسى (’)‬ ‫ﱣ} [ا‪١‬تائدة‪.]ْٕ:‬‬ ‫ة‪-‬كالزبور الذم أكتيو ةاكة ’ {ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ} [اإلسراء‪.]ٓٓ:‬‬ ‫ق‪-‬كصح إبراىيم {ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ} [األعلى‪.]ُٗ:‬‬ ‫كمعٌت التوراة يف اللغة العربانية‪ :‬الشريعة ‪ ،‬كىي اآلف موجوةة عند اليهوة لكنها ‪٤‬ترفة‪.‬‬ ‫كاإل‪٧‬تيل كلمة يو نية تعٍت اخلْب الطيم (البشارة)‪ ،‬كىو موجوة عند النصارل اليوـ‬ ‫‪٤‬ترؼ‪ ،‬كىم يتلوف اليوـ بدؿ اإل‪٧‬تيل الواحد أربعة أ جيل‪ ،‬كال ينسبوف أ منها إذل‬ ‫لكنو ٌ‬ ‫ا‪١‬تسيح ’‪ ،‬كإ‪٪‬تا ىي منسوبة مل هي ومراص ولواا ويوحنا‪ ،‬كىذه األ جيل ٖتوم شيئان من‬ ‫ريخ عيسى ’ حيث ذكر فيها كالةتو‪ ،‬مث تنقالتو يف الدعوة‪ ،‬مث هنايتو بصلبو كقيامتو يف‬ ‫زعمهم‪ ،‬مث صعوةه إذل السماء‪ ،‬كما ٖتتوم على مواعظ منسوبة إليو كخطب‪ ،‬ك‪٣‬تاةالت مع‬ ‫اليهوة‪ ،‬كمعجزات كاف يظهرىا للناس ةليالن على صدقو يف أنو مرسل من هللا‪ ،‬فهذه األ جيل‬ ‫أشبو ما تكوف بكتب السَتة‪ ،‬إال أف بينها اختالفات ليست قليلة‪ ،‬كبعضها اختالفات‬ ‫جوىرية ال ٯتكن التوفيق بينها إال ابلتعس ‪.‬‬ ‫كأما ما دل نعلمو من الكتب ا‪١‬تنزلة فنؤمن بو إ‪ٚ‬تػاالن‪.‬فكتػب هللا الػيت أنز‪٢‬تػا علػى رسػلو ال‬ ‫يعرؼ أ‪ٝ‬تاءىا كعدةىا إال ىو سبحانو‪.‬‬ ‫حق كصدؽ‪.‬‬ ‫ّ‪-‬التصديق ا‪ٞ‬تازـ أبف كل ما يف تلك الكتب اليت أنز‪٢‬تا هللا تعاذل ٌ‬ ‫ْ‪-‬االعتقاة ا‪ٞ‬تازـ أبف ‪ٚ‬تيع الكتب السابقة قد نيسخت ابلقرآف الكرمي‪.‬‬ ‫ٓ‪-‬التصػػديق ٔتػا صػػح مػػن أخبارىػػا‪ ،‬كأخبػػار القػػرآف‪ ،‬كأخبػػار مػػا دل يبػػدؿ‪ ،‬أك ٭تػػرؼ مػػن‬ ‫الكتب السابقة‪.‬‬ ‫ٔ‪-‬العمل ٔتا دل ينسخ منها‪ ،‬كالرضا‪ ،‬كالتسليم بو‪ ،‬سواء فهمنا حكمتو أـ دل نفهمها‪.‬‬ ‫(ُ) صحيح مسلم ح(ََُٕ)‬ ‫ِٗ‬ ‫انًثحث انثاًَ‪ :‬حكى اإلًٌاٌ تانكرة‪:‬‬ ‫اإلٯتاف ابلكتب ركن كىو الركن الثالث من أركاف اإلٯتاف الستة‪.‬كال بد أف يكوف اإلٯتاف‬ ‫شامالن للكتب ‪ٚ‬تيعها‪ ،‬فمن كفر ككذب بكتاب من كتب هللا تعاذل فقد كفػر بسػائر الكتػب‪،‬‬ ‫بل كفر ابهلل تعاذل‪ ،‬كليس لو يف اإلٯتاف نصيب‪.‬‬ ‫أًٍْح اإلًٌاٌ تانكرة‪:‬‬ ‫دالئل أهمٌة اإلٌمان بالكتب‪:‬‬ ‫اإلٯتاف ابلكتب كما سبق أصل من أصػوؿ العقيػدة‪ ،‬كركػن مػن أركػاف اإلٯتػاف‪ ،‬كال يصػح‬ ‫إٯتاف أحد إال إذا آمن ابلكتب اليت أنز‪٢‬تا هللا على رسلو ﭺ‪.‬‬ ‫ك‪٦‬تا يدؿ على أ‪٫‬تيتو أف هللا أمر ا‪١‬تؤمنُت أبف يؤمنوا ٔتا أنزلو كما يف قولو تعاذل‪{ :‬اُولُوا‬ ‫اعيل وإِسح َ ويػع ُضوب واألَسب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اط َوَما‬ ‫يم َوإِ ْمسَ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫آمنها اب هّلِل َوَما أُن ِز َؿ إلَْيػنَا َوَما أُن ِز َؿ إ َ إبْػ َراه َ‬ ‫َ‬ ‫ُوِت النهبِيُّو َف ِمن رّهبِِم ال نُػ َف ِر ُؽ بػ أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح ٍد م ْنػ ُه ْم َوَْرم ُن لَهُ‬ ‫ّ ََْ َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫يسى َوَما أ ِ َ‬ ‫وسى َوع َ‬ ‫ُوِتَ ُم َ‬ ‫أِ‬ ‫ُم ْسلِ ُمو َف} [البقرة‪.]ُّٔ:‬‬ ‫َٕع انرحشٌف انزي ٔلغ فً ذهك انكرة‪:‬‬ ‫الضوؿ األوؿ‪ :‬أهنا بدلت كلها ّتميع لغاهتا حىت دل يبق فيهػا حػرؼ كاحػد ‪٦‬تػا أنزلػو هللا‪،‬‬ ‫حػػىت أف مػػنهم مػػن أسػػرؼ كقػػاؿ إنػػو ال حرمػػة ‪٢‬تػػا‪ ،‬كجػػوز االسػػتجمار ٔتػػا‪.‬كىػػذا قػػوؿ ابطػػل ال‬ ‫يعرؼ عن أحد من أىل العلم ا‪١‬تعتربين‪.‬قاؿ اإلمػاـ ابػن تيميػة‪" :‬ىػذا ‪٦‬تػا ال يقولػو ا‪١‬تسػلموف"‪،‬‬ ‫كذكػػر أنػػو ال أحػػد مػػن أىػػل العلػػم ا‪١‬تعتػربين يقػػوؿ‪ :‬إنػػو حرفػػت ‪ٚ‬تيػػع ألفػػاظ النسػػخ ا‪١‬توجػػوةة يف‬ ‫عللي ‪$‬اذا القول الثاني ‪.‬يسلم به؟‬ ‫مشارؽ األرض كمغارهبا‪)ُ(.‬‬ ‫الضوؿ الثاين‪ :‬إف ألفاظها ابقية‪ ،‬كإ‪٪‬تا التحري كقع يف ا‪١‬تعاين فقط‪.‬كىذا كإف كاف قاؿ‬ ‫بو بعض أىل العلم إال أنػو ال يسػلٌم بػو‪ ،‬ألنػو قػد كجػد فيهػا مػن األلفػاظ مػا ال ‪٬‬تػوز أف يكػوف‬ ‫من كالـ هللا عز كجل إضافة إذل ما فيها من التناقض كالتضارب يف نصوصها‪ ،‬فلو كػاف كحيػان‬ ‫من عند هللا ‪١‬تا يكجد فيها ىذا التناقض كالتضارب‪.‬‬ ‫النقل هو الكتاب والسنة‬ ‫)النقل والعقل(‬ ‫(ُ) ا‪ٞ‬تواب الصحيح ِ‪ُْٗ/‬‬ ‫َّ‬ ‫هل يجوز اهانة التوراء وا‪0‬نجيل؟‬ ‫كقػػد ذكػػر ابػػن حػػزـ ر‪ٛ‬تػػو هللا يف (كتػػاب الفصػػل) كث ػَتان مػػن ىػػذه التناقضػػات الظػػاىرة‪،‬‬ ‫كاليت تؤكد كقوع التحري يف ألفاظها‪)ُ(.‬‬ ‫ما القول الراجح؟ الضوؿ الثالث‪ :‬أف نوعي التحري كقع فيها‪ ،‬كىو التحري اللفظػي كالتحريػ ا‪١‬تعنػوم‬ ‫وه ػػيا الض ػػوؿ الػ ػراج كبنػػاء علػػى ذلػػك ال ‪٬‬تػػوز جعلهمػػا مرجع ػان يف التش ػريع؛ لوق ػػوع ذلػػك‪١‬‬ ‫سػخان ‪ٞ‬تميػع الكتػب السػابقة كمػا‪٢‬سػبق‪.‬كػذلك ال ‪٬‬تػوز ‪٣‬‬ ‫التحري فيهما‪ ،‬كألف القرآف جاء‬ ‫إىانتهما؛ الشتما‪٢‬تما على كالـ هللا تعاذل ‪٦‬تا كقع التحري فيو ٔتعناه ةكف لفظو‪.‬‬ ‫(ُ) الفصل ُ‪َُِ/‬‬ ‫ُّ‬ ‫انًثحث انثانث‪ :‬أدنح اإلًٌاٌ تانكرة‪:‬‬ ‫تظػػاىرت األةلػػة مػػن الكتػػاب كالسػػنة علػػى اإلٯتػػاف ابلكتػػب فمػػن ذلػػك قولػػو تعػػاذل‪ََ { :‬ي‬ ‫اب اله ِيي أَن َػز َؿ‬ ‫ْكتَ ِ‬ ‫اب اله ِيي نَػ هز َؿ َعلَى رسولِ ِه وال ِ‬ ‫ّلِل ورسولِ ِه وال ِ‬ ‫ْكتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِ‬ ‫َُ َ‬ ‫آمنُوا آمنُوا ِاب ه َ َ ُ َ‬ ‫أَيُّػ َها الي َ‬ ‫ين َ‬ ‫ػاب}‬ ‫اّلِلُ ِمػ ػ ْػن اِتَػ ػ ٍ‬ ‫ػِ ِِبَػ ػػا أَنْ ػ ػ َػز َؿ ه‬ ‫آم ْنػ ػ ُ‬ ‫ػل} [النسػ ػػاء‪ ]ُّٔ:‬كقولػ ػػو تعػ ػػاذل‪َ { :‬واُػ ػ ْػل َ‬ ‫ِ‬ ‫مػ ػ ْػن اَػ ْبػ ػ ُ‬ ‫[الشورل‪.]ُٓ:‬هاتي دليل ‪ /‬حديث جبريل ا‪1‬شهور‬ ‫كقاؿ (‘) كما يف حديث جربيػل ا‪١‬تشػهور عنػدما سػألو عػن اإلٯتػاف قػاؿ‪(( :‬أف تػؤمن‬ ‫ابهلل كمالئكتو ككتبو كرسلو)) ا‪ٟ‬تديث‪.‬‬ ‫انغاٌح يٍ إَزال انكرة‪ :‬ما الفائدة من انزال الكتب؟‬ ‫أنزلت الكتػب السػماكية كلوهػا لغاي وػة كاحػدةو‪ ،‬كىػدؼ كاحػد كىػو أف يُػ ْعبَػ َد هللا وحػدأ ال‪١‬‬ ‫شريك له‪ ،‬ولتكوف‪٢‬منهج حياة للبشر اليين يعيشوف يف هيأ األرض‪ ،‬تقوةىم ٔتا فيهػا مػن‬ ‫ىدايػػة إذل كػػل خػػَت‪ ،‬كلتكػػوف ركحػان كنػػوران ٖتيػػي نفوسػػهم‪ ،‬كتكشػ ظلماهتػػا‪ ،‬كتنػػَت ‪٢‬تػػم ةركب‬ ‫ا‪ٟ‬تياة كلها‪.‬‬ ‫يٕاضغ االذفاق تٍٍ انكرة انضًأٌح‬ ‫تتفق الكتب السماكية يف أمور عديدة منها(ُ)‪:‬‬ ‫ُ‪-‬وحػػدة املصػػدر‪ :‬فمصػػدرىا كاحػػد؛ فهػػي منزلػػة مػػن عنػػد هللا‪ ،‬قػػاؿ تعػػاذل‪{ :‬امل ٔ)‬ ‫ص ِّدااً لِ َما بَػ ْ َ يَ َديْ ِػه َوأَنْػ َػز َؿ‬ ‫اب ِاب ْْلَِّ ُم َ‬ ‫اّلِل ال إِلَهَ إِاله ُهو ا ْْل ُّن الْ َضيُّوـ ٕ) نَػ هز َؿ َعلَي َ ِ‬ ‫ك الْكتَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫هُ‬ ‫هاس َوأَنْػ َز َؿ الْ ُف ْراَا َف} [آؿ عمراف‪.]ْ-ُ:‬‬ ‫يل ٖ) ِم ْن اَػ ْب ُل ُه ًدى لِلن ِ‬ ‫ِ‬ ‫التػ ْهوَرا َة َوا ِإل ْذم َ‬ ‫ِ‪-‬وحػػدة الغايػػة‪ :‬فالكتػػب السػػماكية غايتهػػا كاحػػدة‪ ،‬فهػػي كلهػػا تػػدعو إذل عبػػاةة هللا‬ ‫كحده ال شريك لو‪ ،‬كإذل ةيػن اإلسػالـ؛ فاإلسػالـ ىػو ةيػن ‪ٚ‬تيػع الرسػل‪ ،‬قػاؿ تعػاذل‪َ { :‬ولََضػ ْد‬ ‫وت} [النحل‪.]ّٔ:‬‬ ‫اجتَنِبُوا الطهاغُ َ‬ ‫بَػ َعثْػنَا ِيف ُا ِّل أُهم ٍة َر ُسوالً أَ ْف اُ ْعبُ ُدوا ه‬ ‫اّلِلَ َو ْ‬ ‫ّ‪-‬مسػ ػػائل العضيػ ػػدة‪ :‬فالكتػ ػػب اشػ ػػتملت علػ ػػى اإلٯتػ ػػاف ابلغيػ ػػب‪ ،‬كمسػ ػػائل العقيػ ػػدة‪،‬‬ ‫كاإلٯتاف ابلرسل‪ ،‬كالبعث كالنشور‪ ،‬كاإلٯتاف ابليوـ اآلخر إذل غػَت ذلػك‪ ،‬فمسػائل العقيػدة مػن‬ ‫ابب األخبار اليت ال تنسخ‪)ِ(.‬‬ ‫(ُ) االٯتاف ابلكتب (ص‪)ْ/‬‬ ‫(ِ) اإلٯتاف ابلكتب (ص‪)ٓ/‬‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‪-‬الضواعػ ػػد العامػ ػػة‪ :‬فالكت ػػب الس ػػماكية تق ػػرر القواع ػػد العام ػػة‪ ،‬ال ػػيت الب ػػد أف تعيه ػػا‬ ‫البشرية؛ كقاعدة الثػواب كالعقػاب‪ ،‬كىػي أف اإلنسػاف ٭تاسػب بعملػو‪ ،‬فيعاقػب بذنوبػو كأكزاره‪،‬‬ ‫كال يؤاخذ ّتريرة غَته‪ ،‬كيثاب بسعيو‪ ،‬كليس لو سعي غَته كما قاؿ تعاذل‪{ :‬أ َْـ َملْ يُػنَػبهػأْ ِِبَػا ِيف‬ ‫يم الهػ ِػيي َو ه ‪ )ٖٚ‬أَاله تَػ ػ ِزُر َوا ِزَرةٌ ِوْزَر أُ ْق ػ َػرى ‪َ )ٖٛ‬وأَ ْف‬ ‫ِ ِ‬ ‫صػ ُ ِ‬ ‫وس ػػى ‪َ )ٖٙ‬وإبْػ ػ َػراه َ‬ ‫ػحف ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫اء األ َْو َ }‬ ‫ػاف إِاله َمػػا َسػ َػعى ‪َ )ٖٜ‬وأَ هف َسػ ْػعيَهُ َسػ ْػو َ‬ ‫لَػ ْػيس لِ ِإلنسػ ِ‬ ‫ؼ يُػ َػرى ٓٗ) ثُه ُُْيػ َػزاأُ ا ْجلػَ َػز َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫[النجم‪.]ُْ-ّٔ:‬‬ ‫كمػػن ذلػػك ا‪ٟ‬تػػث علػػى تزكيػػة الػػنفس‪ ،‬كبيػػاف أف الفػػالح ا‪ٟ‬تقيقػػي ال يتحقػػق إال بتزكيػػة‬ ‫النفس ابلطاعة هلل‪ ،‬كالعبوةية لو‪ ،‬كإيثار اآلجل على العاجل‪.‬‬ ‫صػلهى ٘ٔ) بَػ ْػل تُػ ْػؤثُِرو َف‬ ‫ِ‬ ‫اسػ َػم َربِّػػه فَ َ‬ ‫قػاؿ تعػػاذل‪{ :‬اَػ ْد أَفْػلَػ َ َمػ ْػن تَػ َزهاػػى ٗٔ) َوذَ َاػ َػر ْ‬ ‫ف األُو َ ‪)ٔٛ‬‬ ‫ػح ِ‬ ‫الص ػ ُ‬ ‫ا ْْلَيَػػاةَ ال ػ ُّػدنْػيَا ‪َ )ٔٙ‬وا ِق ػ َػرةُ َق ْيػ ػ ٌػر َوأَبْػ َض ػػى ‪ )ٔٚ‬إِ هف َهػ ػ َيا لَِف ػػن ُّ‬ ‫وسى} [األعلى‪.]ُٗ-ُْ:‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يم َوُم َ‬ ‫ص ُحف إبْػ َراه َ‬ ‫ُ‬ ‫كم ػػن تل ػػك القواع ػػد أف ال ػػذم يس ػػتحق كراث ػػة األرض ى ػػم عب ػػاة هللا الص ػػا‪ٟ‬توف؛ { َولََضػ ػ ْد‬ ‫اْلُو َف} [األنبياء‪.]َُٓ:‬‬ ‫صِ‬ ‫ادي ال ه‬ ‫َاتَػبػنَا ِيف ال هزبوِر ِمن بػ ْع ِد ال ِّي ْا ِر أَ هف األَرض ي ِرثُػها ِعب ِ‬ ‫ْ ََ َ َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ْ‬ ‫كمػ ػػن ذلػ ػػك أف العاقبػ ػػة للتقػ ػػول كللمتقػ ػػُت‪ ،‬كمػ ػػا قػ ػػاؿ تعػ ػػاذل‪َ { :‬وال َْعااِبَػػ ػةُ لِلتهػ ْضػ ػ َػوى}‬ ‫ْمت ِهض َ } [األعراؼ‪.]ُِٖ:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫[طو‪ ،]ُِّ:‬كقاؿ‪َ { :‬وال َْعاابَةُ لل ُ‬ ‫ٓ‪-‬العػػدؿ والضس ػ ‪ :‬كىػػذا مػػن م ػواطن االتفػػاؽ؛ فجميػػع األنبيػػاء ﭺ ‪ٛ‬تل ػوا مي ػزاف‬ ‫ػاب َوال ِْمي َػزا َف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العدؿ كالقسط‪ ،‬قػاؿ تعػاذل‪{ :‬لََضػ ْد أ َْر َسػلْنَا ُر ُسػلَنَا ِابلْبَػيِّنَػات َوأَنْػ َزلْنَػا َم َع ُه ْػم الْكتَ َ‬ ‫هاس ِابل ِْض ْس ِ } [ا‪ٟ‬تديد‪.]ِٓ:‬‬ ‫وـ الن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ليَػ ُض َ‬ ‫ٔ‪-‬حماربػػة الفسػػاد واالرم ػراؼ‪ :‬كىػػذا مػػا اتفقػػت عليػػو الرسػػاالت؛ س ػواء كػػاف الفسػػاة‬ ‫عقػد ن أك خلقيػان‪ ،‬أك ا‪٨‬ترافػان عػن الفطػرة‪ ،‬أك عػدكا ن علػى البشػر‪ ،‬أك تطفيفػان يف الكيػل كا‪١‬تيػزاف‪،‬‬ ‫أك غَت ذلك‪.‬‬ ‫ٕ‪-‬الػػدعوة إ مكػػارـ األقػػالؽ‪ :‬فالكتػػب كلهػػا ةعػػت إذل مكػػارـ األخػػالؽ‪ ،‬كػػالعفو‬ ‫عػػن ا‪١‬تسػػيء‪ ،‬ككالصػػرب علػػى األذل‪ ،‬ككػػالقوؿ ا‪ٟ‬تسػػن‪ ،‬كبػػر الوالػػدين‪ ،‬كالوفػػاء ابلعهػػد‪ ،‬كصػػلة‬ ‫األرح ػػاـ‪ ،‬كإكػ ػراـ الض ػػي ‪ ،‬كالتواض ػػع‪ ،‬كالعطػ ػ عل ػػى ا‪١‬تس ػػاكُت‪ ،‬إذل غ ػػَت ذل ػػك م ػػن مك ػػارـ‬ ‫األخالؽ‪.‬‬ ‫ّّ‬ ‫ٖ‪-‬اثػػي مػػن العبػػادات‪ :‬فكثػػَت مػػن العبػػاةات الػػيت نقػػوـ هبػػا كانػػت معركفػػة عنػػد الرسػػل‬ ‫صػػالةِ‬ ‫ات َوإِاَا َمػ ِػة ال ه‬ ‫اخلَْي ػػر ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ػل ْ َ‬ ‫كأتبػػاعهم‪ ،‬كالصػػالة‪ ،‬كالزكػػاة‪ ،‬قػػاؿ تعػػاذل‪َ { :‬وأ َْو َح ْيػنَػػا إلَػ ْػيه ْم ف ْعػ َ‬ ‫اء ال هزَااةِ} [األنبياء‪.]ّٕ:‬‬ ‫َوإِيتَ َ‬ ‫صػػالةِ َوال هزَاػػاةِ} [مػػرمي‪ ،]ٓٓ:‬كقػػاؿ هللا ‪١‬توسػػى‬ ‫كإ‪ٝ‬تاعيػػل ’ { َوَاػػا َف َُ ُْمػ ُػر أ َْهلَػػهُ ِابل ه‬ ‫ص ػ ِػاين‬ ‫’ {فَا ْعبػ ػ ْدِين وأَاِ ػػم ال ه ِ ِ‬ ‫ص ػػال َة ل ػػي ْا ِري} [ط ػػو‪ ،]ُْ:‬كق ػػاؿ عيس ػػى ’‪َ { :‬وأ َْو َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ِ َحيّاً} [مرمي‪.]ُّ:‬‬ ‫صالةِ َوال هزَااةِ َما ُد ْم ُ‬ ‫ِابل ه‬ ‫كالصػػوـ كػػذلك مفػػركض علينػػا كمػػا ىػػو مفػػركض علػػى مػػن قبلنػػا‪ ،‬قػػاؿ تعػػاذل‪ََ { :‬ي أَيُّػ َهػػا‬ ‫ين ِم ْن اَػ ْبلِ ُك ْم} [البقرة‪.]ُّٖ:‬‬ ‫هِ‬ ‫م َعلَى الي َ‬ ‫ِ‬ ‫اـ َا َما ُات َ‬ ‫م َعلَْي ُك ْم ِّ‬ ‫الصيَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫آمنُوا ُات َ‬ ‫ين َ‬ ‫هِ‬ ‫الي َ‬ ‫يٕاضغ االخرالف (ُ) هل هناك مواضع اختلفت فيها الكتاب؟‬ ‫ٗتتل ػ الكتػػب السػػماكية يف الش ػرائع‪ ،‬فش ػريعة عيسػػى ٗتػػال ش ػريعة موسػػى يف‬ ‫بعض األمور‪ ،‬كشريعة دمحم (‘) ٗتال شريعة موسى كعيسى يف أمور‪.‬‬ ‫قاؿ تعاذل‪{ :‬لِ ُك ٍّل َج َعلْنَا ِم ْن ُك ْم ِش ْر َعةً َوِم ْنػ َهاجاً} [ا‪١‬تائدة‪.]ْٖ:‬‬ ‫وليس معىن ذلك أف الشرائع ختتلف اقتالفاً الياً؛ فالناظر يف الشرائع ‪٬‬تد أهنا متفقة‬ ‫يف ا‪١‬تسائل األساسية‪ ،‬كقد مر بنا شيء من ذلك‪ ،‬فاالختالؼ بينها إ‪٪‬تا يكوف يف التفاصيل‪.‬‬ ‫فعػػدة الصػػلوات‪ ،‬كأركاهنػػا‪ ،‬كشػػركطها‪ ،‬كمقػػاةير الزكػػاة‪ ،‬كمواضػػع النسػػك‪ ،‬ك‪٨‬تػػو ذلػػك قػػد‬ ‫ٗتتل ػ مػػن ش ػريعة إذل ش ػريعة‪ ،‬كقػػد يً٭تػػل هللا أم ػران يف ش ػريعة ‪ٟ‬تكمػػة‪ ،‬ك٭ترمػػو يف ش ػريعة أخػػرل‬ ‫‪ٟ‬تكمة يعلمها عز كجل كال يلزـ أف نعلمها‪ ،‬كمن األمثلة على ذلك ما يلي‪:‬‬ ‫ُ‪-‬الصػػوـ‪ :‬فقػػد كػػاف الصػػائم يفطػػر يف غػػركب الشػػمس‪ ،‬كيبػػاح لػػو الطعػػاـ‪ ،‬كالش ػراب‪،‬‬ ‫كالنك ػػاح إذل طل ػػوع الفج ػػر م ػػا دل ي ػػنم‪ ،‬ف ػػإف ـ قب ػػل الفج ػػر ح ػػرـ علي ػػو ذل ػػك كل ػػو إذل غ ػػركب‬ ‫الشمس من اليوـ الثاين‪ ،‬فخف هللا عن ىذه األمة‪ ،‬كأحلو من الغػركب إذل الفجػر‪ ،‬سػواءن ـ‬ ‫ِ‬ ‫ػث إِ َ نِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ػاس لَ ُكػ ْػم َوأَنْ ػػتُ ْم‬ ‫سػػائ ُك ْم ُهػ هن لبَػ ٌ‬ ‫َ‬ ‫أـ دل يػنم‪ ،‬قػػاؿ تعػاذل‪{ :‬أُحػ هل لَ ُكػ ْػم لَْيػلَػةَ ِّ‬ ‫الصػػيَ ِاـ ال هرفَػ ُ‬ ‫وه هن‬‫اب َعلَْي ُك ْم َو َع َفا َعػ ْن ُك ْم فَػا َف َاب ِش ُػر ُ‬ ‫س ُك ْم فَػتَ َ‬ ‫اس َهلُ هن َعلِ َم ه‬ ‫اّلِلُ أَنه ُك ْم ُانتُ ْم َختْتَانُو َف أَن ُف َ‬ ‫لبَ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫اخلَْي ِ األَ ْس َوِد‬ ‫ض ِم ْن ْ‬ ‫اخلَْي ُ األَبْػيَ ُ‬ ‫اّلِلُ لَ ُك ْم َوُالُوا َوا ْش َربُوا َح هي يَػتَػبَػ ه َ لَ ُك ْم ْ‬ ‫م ه‬ ‫َوابْػتَػغُوا َما َاتَ َ‬ ‫ِم ْن الْ َف ِْ ِر} [البقرة‪.]ُٖٕ:‬‬ ‫(ُ) اإلٯتاف ابلكتب (ص‪)ٗ-ٕ/‬‬ ‫ّْ‬ ‫ِ‪-‬سرت العورة حػاؿ االغتسػاؿ‪ :‬دل يكػن كاجبػان عنػد بػٍت إسػرائيل‪ ،‬ففػي ا‪ٟ‬تػديث الػذم‬ ‫ركاه البخػػارم كمسػػلم‪(( :‬كانػػت بنػػو إس ػرائيل يغتسػػلوف ع ػراة ينظػػر بعضػػهم إذل بعػػض‪ ،‬ككػػاف‬ ‫موسى يغتسل كحده))‪.‬‬ ‫ّ‪-‬األم ػػور احملرم ػػة‪ :‬فممػػا أحل ػػو هللا آلةـ تػػزكيج بناتػػو مػػن بني ػػو‪ ،‬مث حػػرـ هللا ىػػذا بع ػػد‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ّٓ‬ ‫انًثحث انشاتغ‪ :‬اإلًٌاٌ تانمشآٌ انكشٌى ٔيمرضاِ‪:‬‬ ‫يُزنح انمشآٌ يٍ انكرة انًرمذيح‪:‬‬ ‫القرآف ىو رسالة هللا ‪ٞ‬تميع ا‪٠‬تلق‪ ،‬كقد تكفل هللا سبحانو ْتفظو فقاؿ‪{ :‬إِ هُ َْرم ُن نَػ هزلْنَا‬ ‫ال ِّي ْا َر َوإِ هُ لَهُ َْلَافِظُو َف} [ا‪ٟ‬تجر‪.]ٗ:‬كال يقبل هللا من أحد ةينػان إال مػا جػاء يف ىػذا القػرآف‬ ‫العظيم‪.‬‬ ‫قاؿ الشيخ ابن سعدم ¬ يف قولو تعاذل‪َ { :‬وُم َه ْي ِمناً َعلَْي ِػه} "أم مشػتمالً علػى مػا‬ ‫اشتملِ عليه الكتم السابضة وزَيدة يف ا‪١‬تطالػب اإل‪٢‬تيػة‪ ،‬كاألخػالؽ النفسػية؛ فهػو الكتػاب‬ ‫الذم يتبع كل حق جاءت بو الكتب‪ ،‬فأمر بو‪ ،‬كحػث عليػو‪ ،‬كأكثػر مػن الطػرؽ ا‪١‬توصػلة إليػو‪.‬‬ ‫كىو الكتاب الذم فيو نبأ السابقُت كالالحقُت‪ ،‬كىو الكتاب الذم فيو ا‪ٟ‬تكم كا‪ٟ‬تكمة‪.‬‬ ‫عللي عقيدة اهل السنة في القران؟)تعداد(‬ ‫يؼُى انمشآٌ ٔأصًاؤِ‪:‬‬ ‫القػػرآف يف اللغػػة مػػأخوذ مػػن مػػاةة (قػػرأ)‪ ،‬كمنػػو‪ :‬قػػرأت الشػػيء‪ ،‬فهػػو قػػرآف‪ :‬أم ‪ٚ‬تعتػػو‪،‬‬ ‫ك‪ٚ‬تعػػت بعضػػو إذل بعػػض‪.‬فمعنػػاه‪ :‬اجلمػػع والض ػػم‪.‬ك‪ٝ‬تػػي القػػرآف قيػ ػ ٍرآ ن ألنػػو ‪ٚ‬تػػع القصػػت‬ ‫كاألمر كالنهي كالوعد كالوعيد كاآل ت كالسور بعضها إذل بعض‪)ُ(.‬‬ ‫ى‬ ‫كقد جعل هللا لو أ‪ٝ‬تاء كأكصافان كثَتة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ُ‪-‬الكتاب‪ :‬كما يف قولو تعاذل‪{ :‬ﱃ ﱄ ﱅ ﱆﱇ ﱈﱉ ﱊ ﱋ ﱌ} [البقرة‪.]ِ:‬‬ ‫ِ‪-‬الفرااف‪ :‬كما يف قولو تعاذل‪{ :‬ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ} [آؿ عمراف‪.]ْ:‬‬ ‫ّ‪-‬اليار‪ :‬كما يف قولو تعاذل‪{ :‬ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ} [ا‪ٟ‬تجر‪.]ٗ:‬‬ ‫ْ‪-‬النور‪ :‬كما يف قولو تعاذل‪{ :‬ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ} [التغابن‪.]ٖ:‬‬ ‫ٓ‪-‬اْل ‪ :‬كما يف قولو تعاذل‪{ :‬ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ} [األنعاـ‪.]ٔٔ:‬‬ ‫{ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ‬ ‫ٔ‪ -‬أحسن اْلديث‪ :‬كما يف قولو تعاذل‪:‬‬ ‫ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫﱬ ﱭ‬ ‫ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ} [الزمر‪.]ِّ:‬‬ ‫ٕ‪ -‬هدى‪ :‬كما يف قولو تعاذل {ﱃ ﱄ ﱅ ﱆﱇ ﱈﱉ ﱊ ﱋ ﱌ} [البقرة‪.]ِ:‬‬ ‫(ُ) لساف العرب ُ‪ُِٗ/‬‬ ‫ّٔ‬ ‫ﲁ}‬ ‫{ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼﱽ ﱾ ﱿ ﲀ‬ ‫ٖ‪-‬عزيز‪ :‬كما يف قولو‪:‬‬ ‫[فصلت‪.]ُْ:‬‬ ‫ٗ‪ -‬جميد‪ :‬كما يف قولو تعاذل‪{ :‬ﱁﱂ ﱃ ﱄ ﱅ} [ؽ‪.]ُ:‬‬ ‫َُ‪-‬ارمي‪ :‬كما يف قولو تعاذل‪{ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ} [الواقعة‪.]ٕٕ:‬‬ ‫{ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ‬ ‫ُُ‪ -‬مبارؾ‪ :‬كما يف قولو تعاذل‪:‬‬ ‫ﱪ ﱫ} [ص‪.]ِٗ:‬‬ ‫كىكذا ‪٧‬تد يف القرآف كثَتان من األ‪ٝ‬تاء كاألكصاؼ للقرآف الكرمي‪٦ ،‬تا يدؿ على علو‬ ‫مكانتو‪ ،‬كرفعة شأنو‪.‬‬ ‫املسمى‪ ،‬أو اماله يف أمر‬ ‫قاؿ الفَتكزاابةم‪" :‬اعلم أف اثرة األمساء تدؿ على شرؼ ّ‬ ‫من األمور‪ ،‬أما ترل أف كثرة أ‪ٝ‬تاء األسد ةلت على كماؿ قوتو‪ ،‬ككثرة أ‪ٝ‬تاء القيامة ةلت‬ ‫على كماؿ شدتو كصعوبتو ‪...‬ككذلك كثرة أ‪ٝ‬تاء هللا تعاذل ةلت على كماؿ جالؿ عظمتو‪،‬‬ ‫ككثرة أ‪ٝ‬تاء النيب (‘) ةلت على علٌو رتبتو‪ ،‬ك‪ٝ‬تو ةرجتو‪ ،‬ككذلك كثرة أ‪ٝ‬تاء القرآف ةلٌت‬ ‫على شرفو‪ ،‬كفضيلتو"‪.‬مث ساؽ مائة اسم للقرآف‪.‬‬ ‫يا ٌضاد اإلًٌاٌ تانكرة‪:‬‬ ‫ُ‪-‬يضاة اإلٯتاف ابلكتب تكذيبها‪ ،‬كالكفر هبا‪ ،‬كٖتريفها‪.‬‬ ‫اض عن القرآف‪.‬‬‫ِ‪-‬اإلعر ي‬ ‫ّ‪-‬التحاكم إذل غَته‪.‬‬ ‫ْ‪-‬اةعاء نسخو‪.‬‬ ‫ٓ‪-‬اةعاء نقصو‪.‬‬ ‫ٔ‪-‬مضاىاتو‪ ،‬كمعارضتو‪.‬‬ ‫انطٕائف انرً ضهّد فً تاب اإلًٌاٌ تانكرة(ُ)‬ ‫ىناؾ طوائ كثَتة ضلت يف ىذا الباب منها‪:‬‬ ‫ُ‪-‬اليهود‪ :‬كذلػك بتكػذيبهم للقػرآف‪ ،‬كتكػذيبيهم للقػرآف ىػو يف ا‪ٟ‬تقيقػة تكػذيب ‪ٞ‬تميػع‬ ‫الكتب السماكية‪.‬‬ ‫(ُ) االٯتاف ابلكتب (ص‪)ُْ/‬‬ ‫ّٕ‬ ‫ِ‪-‬النصارى‪ :‬يقاؿ عنهم ما قيل عن اليهوة‪.‬‬ ‫ّ‪-‬الرافضة‪ :‬كذلك ابةعائها أف القرآف قت ٌ‬ ‫ك‪٤‬ترؼ‪ ،‬كأف القػرآف الكامػل مػع الغائػب‬ ‫الذم سيخرج يف آخر الزماف من سرةاب سامراء!‬ ‫مث إهنم ضلوا يف ىذا الباب بسبب جعلهما يف ا‪ٞ‬تفر كا‪ٞ‬تامعة مصدران للتلقي عندىم‪.‬‬ ‫كضلوا أيضان يف أتكيل القرآف حيث أغرقوا يف الباطنية يف أتكيلو‪.‬‬ ‫ْ‪-‬البابيػة والبهائيػة‪ :‬كذلػك ابةعائهػا نسػػخ القػرآف الكػرمي‪ ،‬كالشػريعة اإلسػالمية بشػريعة‬ ‫الباب كالبهاء‪.‬‬ ‫ٓ‪-‬التيِانيػػة‪ :‬كذلػػك بتفضػػيلها أكر ىاةىػػا ك ى‬ ‫أذكارىػػا كصػػالة الفػػاتح علػػى القػػرآف الكػػرمي‬ ‫حيث قالوا‪ :‬إف قراءة صالة الفاتح مرة كاحدة أفضل من قراءة القرآف ستة آالؼ مرة‪.‬‬ ‫ٔ‪-‬غػػالة الصػػوفية عمومػاً‪ :‬كذلػػك ابةعػػائهم العلػػم اللَّػ يػدًٌين الػػذم يػػوحى إلػػيهم‪ ،‬كيغنػػيهم‬ ‫عن القرآف كما يزعموف‪.‬مث إف مصدر التلقي عندىم ليس القرآف كالسنة بل يقػوـ علػى الػرؤل‬ ‫كاألحالـ‪ ،‬كالكش ‪ ،‬كغَت ذلك ‪٦‬تا ٮتال ما جاء يف القرآف‪.‬‬ ‫ٕ‪-‬النصػ ػيية والػ ػػدروز وسػ ػػائر الفػػػرؽ الباطنيػ ػػة‪ :‬كذل ػػك اب‪٨‬تػ ػرافهم يف أتكي ػػل الق ػػرآف‪،‬‬ ‫كإغراقهم يف التأكيل الباطٍت‪ ،‬كإخراج القرآف عن معانيو كحقائقو الصحيحة‪.‬‬ ‫ٖ‪-‬املشػ ػػرعوف والضػ ػػانونيوف‪ :‬ال ػػذين أعرض ػ ػوا ع ػػن ٖتك ػػيم الق ػػرآف‪ ،‬كعارض ػػوه ب ػ ػزابالت‬ ‫أفكارىم‪ ،‬زاعمُت أنو ال يناسب العصر ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كال يفي ْتاجاتو‪.‬‬ ‫هاتي دليل تقرير اعتقاد اهل السنة؟‬ ‫ذمشٌش اػرماد أْم انضُح فً انمشآٌ انكشٌى‪:‬‬ ‫يؤمن أىل السنة أبف القرآف كالـ هللا الذم أنزلو على نبيو دمحم (‘) عن طريق جربيل‬ ‫’‪ ،‬فسمع جربيل كالـ هللا تعاذل كبلٌغو إذل النيب (‘) كما ‪ٝ‬تعو بال ز ةة كال نقصاف؛‬ ‫كلذلك كانت إضافة القرآف إذل جربيل يف قولو تعاذل‪{ :‬ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ} [ا‪ٟ‬تاقة‪.]َْ:‬‬ ‫[التكوير‪.]ُٗ:‬كإضافة تبليغ‪ ،‬إذ أف الرسوؿ يبلغ الكالـ كما ىو بال ز ةة كال نقصاف‪.‬‬ ‫كما يثبت أىل السنة صفة الكالـ لو تعاذل إثبا ن تقرر فيو ا‪١‬تعٌت الظاىر الذم ال ٮتفى‬ ‫مع السكوت عن الكيفية ‪ٞ‬تهل ا‪٠‬تلق هبا إذا ال ٭تيطوف بو علمان‪ ،‬بل إهنم ال ٭تيطوف‬ ‫ٔتخلوقات هللا كال ٭تيطوف أبركاحهم اليت بُت جنبيهم كال ٔتا أعد هللا للمؤمنُت يف ا‪ٞ‬تنة فكي‬ ‫بصفات هللا ا‪٠‬تالق العظيم‪.‬‬ ‫ّٖ‬ ‫واملأثور عن أئمة اْلديث والسنّة يف صفة الكالـ له سبحانه‪ :‬أنو تعاذل دل يزؿ‬ ‫و‬ ‫بصوت ييسمع‪ ،‬كأف نوع الكالـ قدمي كإف‬ ‫متكلمان إذا شاء كمىت شاء ككي شاء‪ ،‬كىو يتكلم‬ ‫دل يكن الصوت ا‪١‬تعُت قدٯتان‪.‬‬ ‫ومعىن اوهلم‪" :‬وإف نوع الكالـ ادمي وإف مل يكن الصوت الع ادِياً"‪ :‬أم أف هللا‬ ‫تعاذل متص بصفة الكالـ منذ األزؿ‪ ،‬فلم يكن يف أم كقت مضى معطالن عن صفة‬ ‫الكالـ‪ ،‬كال يقاؿ إنو تكلم بعد أف دل يكن متكلمان‪ ،‬أما أفراة تكلمو سبحانو فليست أزلية‪،‬‬ ‫بل إف تكليمو آلةـ كاف بعد خلق آةـ ’‪ ،‬كتكليمو ‪١‬توسى ’ كاف بعد أف جاء‬ ‫موسى ‪١‬تيقات ربو‪ ،‬ككذلك سيكلم أىل ا‪ٞ‬تنة حُت يدخلوهنا كىكذا فإنو يتكلم إذا شاء مىت‬ ‫شاء سبحانو كتعاذل‪)ُ(.‬‬ ‫حفظ المرآن‪:‬‬ ‫القرآف الكرمي ‪٤‬تفوظ من التحري كالتبديل‪ ،‬قدرا كشرعان أم أف ىذا ا‪ٟ‬تفظ تعلٌق بو‬ ‫األمر هللا القدرم أبف هللا قضى كق ٌدر أف ىذا القرآف يبقى ‪٤‬تفوظا‪ ،‬فال يصيبو أم ٖتري ‪.‬‬ ‫عباةه بتعلٌم كتابو كتالكتو كالعمل ٔتقتضاه‪،‬‬ ‫األمر الشرعي؛ إذ أمر هللا تعاذل ى‬ ‫َّ‬ ‫ككذلك تعلق بو ي‬ ‫حىت صارت األمة ٔتجموعها صدكران ٖتوم آ ت الكتاب‪ ،‬فال تتداخل ا‪ٟ‬تركؼ‪ ،‬كال تتساقط‬ ‫اشرحي عبارة ان القران‬ ‫الكلمات على تتابع األجياؿ‪ ،‬كتعاقب الزماف‪.‬‬ ‫ناسخ لجميع الكتب‬ ‫المرآن خاتم الكتب السابمة ومصدق لها ومهٌمن علٌها‪:‬‬ ‫السابقة؟‬ ‫‪١‬تػػا كػػاف القػػرآف من ػزالن علػػى خػػاي األنبيػػاء كػػاف ىػػو آخػػر الكتػػب كخا٘تهػػا‪ ،‬كفيػػو كػػل مػػا‬ ‫تتضمنو الكتب السابقة ‪٦‬تا ٭تقق بو ا‪١‬ترء عباةتو لربػو تبػارؾ كتعػاذل‪ ،‬كزاة عنهػا بشػموؿ خطابػو‬ ‫للناس كلذلك كاف القرآف حاكمان على ‪ٚ‬تيع الكتب السابقة‪ ،‬كمهيمنان عليها‪ ،‬أم مصدقان ‪٢‬تا‪،‬‬ ‫كشػػاىدان للحػػق الػػذم جػػاءت بػػو‪ ،‬كىػػو آخػػر مػػا اسػػتقرت عليػػو ش ػرائع هللا مػػن أحكػػاـ‪ ،‬كىػػذا‬ ‫ا‪١‬تعٌت ى

Use Quizgecko on...
Browser
Browser