عروسة من الجن PDF
Document Details

Uploaded by CatchySteelDrums653
Tags
Summary
This is a story about a young Sudanese girl named Maha who experiences strange dreams and encounters with supernatural beings (جن). The story unfolds in a small village where the traditions and the mysterious encounters of the central character.
Full Transcript
# عروسة من الجن ## الفصل الأول: الغموض الأول في إحدى القرى السودانية الصغيرة كانت البيوت الطينية تقف متلاصقة كأنها تهمس لبعضها تحت ظلال النخيل العالية. الجو دائمًا يحمل عبق الكركدي والتوابل والأطفال يلعبون حفاة على الأرض الترابية. وسط هذا المشهد الهادئ كان هناك بيت صغير منعزل قليلا عن بقية البيوت...
# عروسة من الجن ## الفصل الأول: الغموض الأول في إحدى القرى السودانية الصغيرة كانت البيوت الطينية تقف متلاصقة كأنها تهمس لبعضها تحت ظلال النخيل العالية. الجو دائمًا يحمل عبق الكركدي والتوابل والأطفال يلعبون حفاة على الأرض الترابية. وسط هذا المشهد الهادئ كان هناك بيت صغير منعزل قليلا عن بقية البيوت. يسكن فيه رجل مسن يُدعى "الشيخ إسماعيل" مع حفيدته مها. مها كانت يتيمة الأبوين منذ صغرها، تعيش مع جدها الذي كان إمام المسجد ومرجعًا لأهل القرية في أمور الدين. مها كانت مختلفة ليست كباقي البنات في القرية. كانت هادئة بشكل يثير التساؤل وجمالها اللافت جعل الجميع يتحدث عنها. لكنّ شيئًا غامضًا كان يحيط بها. لم تكن تشارك في حفلات القرية، ولا تُشاهد وهي تلعب مع بقية البنات. كانت تقضي معظم وقتها جالسة تحت شجرة نيمة كبيرة قرب البيت تتأمل السماء أو تكتب شيئًا في دفتر صغير لا يترك يدها أبدًا. ## الفصل الثاني: الأحلام المتكررة بدأ كل شيء حين بلغت مها الثانية عشرة من عمرها. كانت تحلم بأعراس غريبة كل ليلة. الأعراس كانت تختلف عن تلك التي تعرفها في القرية. الموسيقى كانت عجيبة، كأنها تأتي من آلات ليست بشرية، والناس في الحلم كانوا يبدون مختلفين: طويلو القامة، عيونهم براقة كأنها مصابيح، وحركاتهم رشيقة كأنهم يطيرون بدل أن يمشوا. في البداية ظنت مها أن هذه مجرد أحلام عابرة. لكنها استمرت والأسوأ، أنها لم تعد تقتصر على الليل فقط. في وضح النهار بدأت تشعر بوجود خفي حولها. ظلال تمر بسرعة أمام عينيها، همسات غير مفهومة تصل إلى أذنيها. حاولت مها أن تتجاهل الأمر، لكنها لم تستطع. ## الفصل الثالث: لقاء سلمى في يوم من الأيام بينما كانت مها جالسة تحت الشجرة ترسم أشكالاً غريبة على التراب اقتربت منها سلمى ابنة خالها وصديقتها الوحيدة. سلمى كانت فتاة بسيطة تحب الكلام والضحك، لكنها كانت تلاحظ أن مها ليست مثلها. '"مها، في شنو؟ أنا حاسة إنك مخبية حاجة عني.'" رفعت مها رأسها ونظرت إلى سلمى بعيون تحمل خوفًا وارتباكًا. '"ما" في حاجة يا سلمى.'" '"ما تقولي ما في حاجة أنا عارفة إنك بتشوفي حاجات غريبة. كل الناس في القرية بيتكلموا.'" ترددت مها قبل أن تجيب. كانت تعلم أن هذا السر لا يجب أن يُفشى، لكنه أصبح ثقيلًا عليها. أخيرًا، قالت بصوت خافت: '"سلمى، أنا ... أنا بشوف حاجات في الأحلام. وكل يوم الأحلام دي بتزيد وضوح في زول بيجي في حلمي، بقول إنه عايز يتزوجني.'" '"زول؟ كيف يعني؟'" '"هو ما زول عادي... هو من "الجن. تراجعت سلمى خطوة للخلف، ووجهها يشحب. '"الجن؟ يا مها إنت متأكدة؟'" هزّت مها رأسها وقالت: '"متأكدة. وكل مرة أرفضه بلاقي حاجات غريبة بتحصل في البيت. جدّي لقى مصحف محروق مرة. والأصوات الغريبة بقت ما بتفارقني.'" ## الفصل الرابع: محاولة لفهم الحقيقة بعد هذا الحديث، قررت سلمى أن تساعد مها. طلبت منها أن تحكي كل شيء بالتفصيل. ومع كل كلمة تنطقها مها، كانت سلمى تشعر بقشعريرة تسري في جسدها. '"الحلم" الأخير كان مختلف. سلمى. العريس ده قال لي إنه المرة الجاية ما حأقدر أرفضه. قال لي إنه الميعاد قرب.'" '"المعاد بتاع شنو؟'" '"العرس.'" سلمى شعرت بالرعب، لكنها حاولت أن تبقى قوية لأجل صديقتها. '"طيب، لازم نمشي لشيخ كبير. لازم حد يساعدك.'" ## الفصل الخامس: الشيخ القديم اصطحبت سلمى مها إلى شيخ كبير يعيش في قرية بعيدة. كان معروفًا بحكمته وقدرته على التعامل مع أمور الجن. بعد أن سمع القصة كاملة، نظر إلى مها بعينين مليئتين بالقلق. '"يا بتي، الحاجة دي مربوطة بيك من زمان دي لعنة من أجدادك. في عهد قديم بينهم وبين عالم الجن، وإنتي الحفيدة اللي اتورطت.'" '"لكن أنا ما عملت حاجة"' '"ما" ضروري تعملي. الحاجة دي مكتوبة عليك. لكن ممكن نحاول نفك الربط ده. لكن حيكون في "ثمن.'" '"ثمن شنو؟'" '"روح.'" ## الفصل السادس: القرار الصعب كلمات الشيخ سكنت في أذني مها كأنها طعنات خفية. لم تفهم ما الذي يعنيه بالثمن، لكنها شعرت بخوف يعصف بقلبها. '"شنو يعني روح؟ روح "منو ؟"' سألت مها بصوت مختنق. نظر إليها الشيخ بعينين تفيض بالحزن وقال: '"الأمر ده ما ساهل الجن ما بيسيبوا حد بسهولة لفك الربط، يا روحك إنتِ يا روح شخص قريب منك.'" تجمدت مها مكانها، وكأن الأرض انشقت تحت قدميها. كيف يمكنها أن تضحي بشخص تحبه؟ لكنها لم تستطع النطق، وكأن الكلمات خانتها. سلمى، التي كانت تستمع بصمت، تدخلت قائلة: '"ما في طريقة تانية يا شيخ ؟ ما في حل بدون تضحية؟"' أغمض الشيخ عينيه كأنه يحاول تذكر شيء قديم، ثم قال: '"في حل، لكنه صعب. لازم نصنع دائرة من الحماية القوية. لازم نقرأ القرآن يوميًا، ولازم مها تكون قوية .بالإيمان. لكن الجن ما حيخلوا الموضوع يعدي بسهولة.'" '"أنا مستعدة أجرب.'" قالت مها بتصميم. ## الفصل السابع: التحدي الأول عاد الجميع إلى القرية، وبدأ الشيخ إسماعيل، جد مها بإقامة جلسات قراءة القرآن في البيت. كل يوم كانوا ، يجتمعون لقراءة الرقية الشرعية، ويضعون الماء المرقي حول أركان المنزل. فى البداية، بدا أن الأمور تسير على ما يرام. لم تعد مها تحلم بالعريس الغريب، ولم تسمع أصوانًا. لكنها كانت تعلم أن الهدوء هذا مجرد وهم. في إحدى الليالي، وبينما كانت مها نائمة، سمعت صوتًا يناديها. كان الصوت ناعمًا ولكنه مخيف. '"مها.... مها ... ليه بتصديني ؟ ده حقي، وأنتِ عارفاه.'" فتحت عينيها لتجد أن الغرفة مظلمة تمامًا، رغم أن المصباح كان مشتعلاً قبل نومها. بدأت تسمع صوت خطوات تقترب منها، لكنها لم تر أحدًا. تذكرت نصيحة الشيخ، وبدأت تقرأ آية الكرسي بصوت مرتجف. وما إن بدأت الآيات تخرج من فمها، حتى شعرت بضغط هائل على صدرها وكأن شيئا يحاول إسكاتها. استيقظت فجأة لتجد نفسها مبللة بالعرق، والغرفة عادت كما كانت. ## الفصل الثامن: الهجوم الكبير تكررت الحوادث الغريبة، لكن هذه المرة لم تقتصر على مها. بدأت سلمى ترى أحلامًا مشابهة، وتسمع أصوانًا في بيتها. حتى جدها الشيخ إسماعيل لاحظ أمورًا غير طبيعية، مثل أصوات طرق على الأبواب ليلا، وأوان تتحرك من مكانها. قرر الشيخ إسماعيل أن يواجه الجن مباشرة. جلس مع مها وقال لها: '"بتي الليلة حنقيم جلسة كبيرة، لكن لازم تكوني قوية. حتكون مواجهة صعبة.'" في تلك الليلة، اجتمع الشيخ إسماعيل، سلمى، وعدد من رجال القرية الذين قرروا المساعدة جلسوا في حلقة حول مها ، وبدأوا بقراءة القرآن بصوت عال. في البداية، كان كل شيء عاديًا. لكن فجأة، بدأت الرياح تعصف داخل الغرفة، رغم أن الأبواب والنوافذ كانت مغلقة. صوت ضحك عال ملأ المكان، وكأن أحدًا يسخر منهم. '"ما في زول يقدر يفرق بيني وبينها!"' كان الصوت يأتي من كل الاتجاهات. مها التي كانت تجلس في منتصف الحلقة، بدأت تبكي وتصرخ: '"سيبوني! أنا ما عايزاك!"' الشيخ إسماعيل رد بقوة: '"بالقرآن، أنت ما عندك سلطان .هنا. أخرج وإلا نزلت عليك لعنة الله.'" استمرت الجلسة ساعات طويلة، وازدادت الأحداث غرابة. لكن في النهاية، خفتت الأصوات، وعادت الغرفة إلى هدوئها. ## الفصل التاسع: الاختفاء بعد تلك الليلة، بدا أن كل شيء عاد لطبيعته. مها أصبحت أكثر هدوءًا ، ولم تعد ترى الأحلام الغريبة. لكن الجميع شعروا أن هذا ليس النهاية. وفي إحدى الليالي، عندما استيقظ أهل القرية على صوت زغاريد وأصوات دفوف، عرفوا أن شيئًا سيئًا حدث. هرعوا إلى بيت مها ، لكنهم لم يجدوا أحدًا. كانت الغرفة فارغة تمامًا، والجدران تحمل آثار كتابات غريبة باللغة التي لا يفهمها أحد. '"وين" مها؟ وين الشيخ إسماعيل ؟' صرخ أحد الجيران. لكن لم يكن هناك إجابة. فقط رائحة غريبة وأصوات بعيدة كأنها ضحكات تتلاشى في الريح. هل تريدني أن أكمل المزيد من الفصول لتوضيح مصير مها أو التركيز على الجن وشروطهم؟ ## الفصل العاشر: سر العروس بعد اختفاء ،مها، بدأت الأقاويل تنتشر في القرية. البعض كان يعتقد أن مها قد تزوجت والبعض الآخر كان يعتقد أنها اختفت للأبد. كانت القرية محطمة، ليس فقط بسبب اختفاء مها ، ولكن أيضًا بسبب الخوف من الجن الذي يبدو أنه كان يتربص بهم. في اليوم التالي، قرر بعض الشيوخ زيارة مكان اختفاء مها. كان الشيخ إسماعيل قد اختفى أيضًا، ولا أحد يعرف أين ذهب. فقاموا بقراءة بعض آيات القرآن في المكان الذي اختفت فيه مها ، ليكتشفوا أمرًا غريبًا. كانت الجدران ملطخة بحبر أسود، وكأنها تحمل رسائل غامضة مكتوبة بلغة قديمة، ليس لها معنى واضح. لكن أحد الشيوخ لاحظ أمرًا غريبًا في النص المكتوب: '"الزواج" ليس خيارًا، العهد لا ينتهي إلا بالحياة أو الموت.'" ## الفصل الحادي عشر: شروط الجن في تلك اللحظة، تذكر الشيخ إسماعيل حديثًا قديمًا عن الجن وعقودهم مع البشر. كان الجن، خاصة أولئك الذين يتسمون بالسلطة، قادرين على عقد صفقات مع البشر في صور غريبة. تلك الصفقات قد تكون على شكل زواج، أو حتى ربط مصير الشخص بالجن بشكل دائم. عادة، في مثل هذه الصفقات، كان الجن يقدمون إغراءات كبيرة للبشر الجمال، القوة المال، أو حتى القدرة على التأثير في حياة الآخرين. لكن الشرط الذي كان يترتب على هذه الصفقات كان قاسيًا جدًا: - **الخلود في عالم الجن بعد الزواج.** لا يمكن للبشر العودة إلى عالمهم، إلا إذا تم التنازل عن شيء ثمين. - **التضحية بحياة أحد الأحباء.** في بعض الأحيان، يكون الشرط الأسمى هو التضحية بحياة شخص عزيز لكي يستطيع الشخص الهروب من عقده مع الجن. - **الموت أو الحياة.** العقد بين الإنسان والجن لا يمكن أن ينتهي إلا بموت الطرفين أو استمرار الحياة في عالم الجن. كانت هذه هي الشروط التي فهمها الشيخ إسماعيل حين بدأ في فهم العلاقة التي تربط مها بالعريس الغريب. كان العريس الذي ظهر في أحلامها ليس فقط مجرد روح من عالم الجن، بل كان أحد هؤلاء الجن الذين عقدوا صفقة قديمة مع أجدادها. ## الفصل الثاني عشر: مصير مها في هذه الأثناء، كانت مها قد دخلت عالم الجن بالفعل، لكن بطريقة غير تقليدية. لم تكن قد تزوجت منه بعد، ولكنها كانت في مكان محاصر بين عالمي البشر والجن. حيث كانت أرواح الجن لا تغادر تلك المساحة بين العالمين إلا بموافقة العروس. كان العريس يحاول إقناعها بالموافقة على الزواج بشكل كامل. كلما كانت ترفض، كان يزداد الضغط عليها. أثناء احتجازها، تم نقل مها إلى قصر غير مرئي في عالم الجن. مكان كان يحتوي على أسرار لا حصر لها. في هذا القصر واجهت مها العديد من الأرواح التي حاولت إقناعها بتقبل مصيرها. كانت ترى مخلوقات غريبة وأرواحًا مأساوية، لكن العريس كان يظل بالقرب منها، يراقبها، ويتحدث إليها عن العواقب التي ستحدث إذا قررت رفضه نهائيًا. في تلك اللحظة، أدركت مها أنها كانت في وضع لا يمكنها الخروج منه بسهولة. كانت تعلم أن العالم الذي تعيش فيه الآن مختلف تمامًا عن العالم الذي كانت .تعرفه. كانت على وشك اتخاذ قرار مصيري: إما أن تظل في هذا العالم وتقبل مصيرها، أو ترفض العريس وتواجه ما يترتب على ذلك. ## الفصل الثالث عشر: القرار الصعب بينما كان العريس يراقبها، تحدثت مها إليه وقالت: '"أنا مش مستعدة لهذا أريد العودة إلى عائلتي"' قال العريس بصوت خافت: '"إذا عدت إلى عالمك سيكون الثمن غاليًا. ستفقدين شيء عزيزًا عليك. وإذا بقيت هنا ستكونين زوجتي إلى الأبد.'" كانت مها تواجه خيارًا مستحيلاً. كانت تعرف أن حياتها في عالم البشر لن تكون هي نفسها بعد هذه التجربة، سواء اختارت العودة أم البقاء. كانت تفكر في جدها، وفي سلمى، وفي أهلها الذين سيشعرون بحزن عميق إذا اختفت للأبد. لكن في اللحظة الأخيرة، وقبل أن تقبل أي خيار، فكرت مها في شيء ما. هل حقًا كان العريس هو من يملك القرار؟ أم أن هناك طريقة للخروج من هذه الدائرة المغلقة؟ ربما كان الحل في الخروج عن الشروط. ## الفصل الرابع عشر : الفك المؤقت للرباط أثناء تفكيرها، تذكرت مها كلمات الشيخ إسماعيل: '"القرآن" هو الحماية، وإذا كانت إرادتك قوية بما فيه الكفاية، يمكنك كسر أي قيد.'" بدأت مها تذكر الآيات التي قرأها الشيخ إسماعيل عن ،الجن، وتلاها بصوت مرتجف في الهواء حولها. كانت كلماتها قوية بما فيه الكفاية لزعزعة العقد المؤقت بينها وبين الجن. في تلك اللحظة، دخلت قوة غير مرئية، وأشعّت من جسدها، ما جعل العريس يبتعد عنها لحظات. لكن كان عليه أن يتعامل مع هذا التحدي. كان غاضبًا، وقال بصوت مرعب: '"لن" تفرّين" مني بهذه السهولة.'" ومع ذلك، فإن مها كانت قد حصلت على لحظة من الحرية المؤقتة. هل ترغب في متابعة ما سيحدث لمها، أو تحب أن أضيف تطورات أخرى حول الجن أو الشخصيات؟ ## الفصل الخامس عشر: التحول عندما تمكنت مها من كسر جزء من الرباط الذي كان يربطها بعالم الجن شعرت وكأنها استفاقت من حلم طويل، ولكن سرعان ما اكتشفت أن هذا التحرر لم يكن كليا. نعم، كانت قد استعادت لحظة من الحرية، ولكنها لم تكن حلاً نهائيًا. كانت الجن لا ينسون من يرفضهم، وكان العريس يعلم أن الأمر لم ينته بعد. في تلك اللحظة، جاء العريس إلى مها بعينين ملتهبتين بالغضب. '"لن تفرّين مني يا مها. أنتِ جزء من عالمنا الآن. ولكِ خيار واحد فقط: إما أن تبقي هنا كزوجتي، أو أن تدمري كل شيء حولك.'" كانت كلمات العريس كالصاعقة على قلب مها. لقد تم وضعها في وضع لا يمكنها فيه الهروب بسهولة. لكن مها لم تكن تلك الفتاة الضعيفة التي كانت في البداية. بدأت تجد القوة في نفسها، وفي إيمانها. كانت قد تذكرت كل ما تعلمته من جدها، الشيخ إسماعيل، عن قوة الإيمان وقراءة القرآن. ## الفصل السادس عشر: العودة إلى الأرض قبل أن يستطيع العريس مهاجمتهما مرة أخرى، استعادت مها قوتها وبدأت تتلو الآيات من القرآن بصوت عال، كما لو أن كلماتها كانت درعًا يحميها من هذه الكائنات الغريبة. مع كل آية كانت تتلوها، كان العريس يتراجع خطوة إلى الوراء، وكأن قوة لم تكن في الحسبان تُجبره على الانسحاب. في تلك اللحظة، ظهرت فجأة شخصية غير متوقعة: كان الجد الشيخ إسماعيل، يظهر أمامها وسط الظلام، يحيط به نور غير مرئي. كان يبدو كما لو أنه قد نزل من عالم آخر، لكن بحضور قوي، حيث كان قد قرأ التعويذات القديمة التي طالما كان يرددها في المواقف المشابهة. '"مها، لا تخافي. أنا هنا الآن نحن نستطيع كسر هذا الرباط بشكل نهائي.'" قال الشيخ إسماعيل بثقة، وكان صوته يتردد في المكان، معبرًا عن قوة لا يستطيع الجن مقاومتها. بدأ الشيخ إسماعيل بتلاوة آيات من القرآن، لكن هذه المرة كانت تخرج من فمه وكأنها نار تُحرق كل شيء في طريقها. العريس بدأ يتراجع، والشبح الذي كان يلاحق مها بدأ يختفي تدريجيًا. ## الفصل السابع عشر: القرار النهائي كانت مها بين خيارين: البقاء في هذا المكان، في عالم الجن، أو العودة إلى عالمها، مع العلم أن التحديات في عالم البشر لن تكون سهلة. ومع ذلك، كانت تعرف الآن أنها تملك القوة لاختيار مصيرها. كان قلبها ينبض بشدة والذكريات التي كانت قد عاشت معها طوال هذا الوقت تأثرت في قرارها. '"أريد العودة إلى المنزل، إلى عائلتي وأصدقائي. لن أسمح لهذا العهد أن يقيدني بعد اليوم.'" قالت مها بصوت ثابت رغم الدموع التي ملأت عينيها. بدأت الطاقة التي كانت تحيط بها تتغير، وفي لحظة، انقلب الوضع رأسًا على عقب. فجأة، شعرت بأنها تُسحب إلى الأعلى، وكأنها قد نُقلت إلى مكان آخر. في تلك اللحظة، كان العريس في مواجهة حتمية مع قوة لم يكن مستعدًا لها. وعندما تراجعت كل القوة المحيطة به، بدأت المخلوقات التي كانت تلاحق مها تختفي واحدة تلو الأخرى. وبعد لحظات من الظلام العميق، وجدت مها نفسها عائدة إلى الأرض. كانت عادت إلى منزلها، إلى القرية، حيث كان الناس يبحثون عنها. بدا العالم من حولها وكأنه قد تغير تمامًا، لكنه كان في الواقع هو ذاته، مليئا بالتحديات التي تنتظرها. ## الفصل الثامن عشر: عودة إلى الحقيقة عندما عاد الجميع إلى منازلهم بعد تلك الحادثة العجيبة، أدركوا أن مها قد عادت فعلاً، ولكنها كانت قد تغيرت. لقد تعلمت من تجربتها في عالم الجن أن هناك قوى خارقة لا يفهمها البشر، وأن عالم الجن لا يمكن التهاون معه. في البداية، لم يصدق أهل القرية ما حدث، لكنهم شعروا بوجود شيء مختلف في مها. كانت أعينهم تراقبها وهي تمشي وكأنهم لا يزالون يتساءلون إن كانت قد عادت بالكامل. أما بالنسبة لمها، فقد أصبحت أكثر حكمة وأكثر إيمانًا. كانت تملك الآن معرفة عميقة حول القوى التي تحيط بالعالم، وعرفت أن القوة الحقيقية هي في الإيمان في الإرادة القوية، وفي الحفاظ على الهوية. ورغم ذلك، لم تنته القصة هناك. كان العريس، رغم تراجعه، لا يزال يراقبها في الخفاء. كانت مها تعلم أن هذا التحدي قد لا يكون قد انتهى بعد، وأن عليها أن تظل قوية، لأن عالم الجن لا ينسى من يرفضه. لكنها لم تعد خائفة. لقد عادت إلى منزلها، لكنها حملت معها درسًا كبيرًا: القوة الحقيقية ليست في الهروب، بل في مواجهة التحديات بثقة وجرأة.