علم الإجرام والعقاب_ 2023/2024 PDF

Document Details

Uploaded by Deleted User

جامعة طنطا

2024

وفاء محمد ابوالمعاطي صقر

Tags

criminology punishment legal studies social sciences

Summary

This document is an introduction to criminology for the 2023/2024 academic year. It explores the concept of crime as a social phenomenon and discusses relevant theories to explain criminal behavior. Information on the history of criminology is included.

Full Transcript

‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫الوجيز في علم اإلجرام‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫دكتورة ‪ /‬وفاء محمد ابوالمعاطي صقر‬...

‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫الوجيز في علم اإلجرام‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫دكتورة ‪ /‬وفاء محمد ابوالمعاطي صقر‬ ‫مدرس القانون الجنائي‬ ‫بكلية الحقوق ‪ -‬جامعة طنطا‬ ‫مقدمة‬ ‫الجريمة ظاهرة اجتماعية قديمة قدم االنسان رافقته منذ وجوده واستمرت معه‬ ‫حتى االن فهى سلوك انسانى طبيعى ال يخلو منها مجتمع من المجتمعات وان‬ ‫كانت الجريمة حتمية الى هذا الحد فذلك ال يعنى انها مسألة عادية نستسلم‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫لها ونتقبلها كقدر محتوم ‪ ،‬فالعادى ان يطمئن الفرد على حياته وسالمته‬ ‫وحالة ومن ثم يتعين على المجتمع ان يتصدى لهذه الظاهرة بحزم ويكافحها‬ ‫للحد منها على االقل وال يتسنى له ذلك اال اذا فهم حقيقتها وعرف االسباب‬ ‫التى تولدها والعوامل التى تساعد على استفحالها وهذا هو دور علم االجرام‬ ‫بل سبب وجوده ‪.‬‬ ‫فاالنسان كائن اجتماعى بطبعه يعيش مع الجماعة ويتعامل معها هذه‬ ‫التعامالت داخل الجماعة يسودها احيانا الود واالنسجام واحيانا اخرى الصراع‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫والشقاق ‪.‬‬ ‫فاذا اكتنفها الود واالنسجام فانها تتفق دون شك مع مصالح الجماعة ومن‬ ‫ثم تعتبر تصرفات سوية بينما اذا اكتنفها الصراع والشقاق فانها تتعارض مع‬ ‫والسلوك السوى ال يثير أى‬ ‫‪1‬‬ ‫مصالح الجماعة وتصبح تصرفات غير سوية‬ ‫مشكلة لتستدعى اهتمام علماء االجرام نظ اًر لتمشيه مع قيم وعادات وتقاليد‬ ‫المجتمع وذلك على العكس بالنسبة للسلوك غير السوى والذى نعنى به (كل‬ ‫سلوك انسانى يتعارض أو ال يتفق مع قيم المجتمع ومعاييره المنتظمة) هذا‬ ‫السلوك غير السوى يقع فى دائرة اهتمام علماء االجرام ‪ ،‬ولكن ال يعنى ذلك‬ ‫انه بمجرد وقوع السلوك غير السوى داخل الجماعة يعكف علماء االجرام على‬ ‫دراسته للبحث عن اسبابه وايجاد التفسير العلمى له والكشف عن سبل الوقاية‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬محمود احمد طه ‪ ،‬علم االجرام (الظاهرة االجرامية ) بدون دار نشر ‪ 2016 ،‬ص ‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫منه وانما البد ان يأخذ هذا السلوك طابع الظاهرة حتى يهتم علماء االجرام‬ ‫بدراسته وتحليله بنيه الوقوف على اسبابه وايجاد التفسير العلمى له ومن ثم‬ ‫بحث سبل الوقاية منه‪.1‬‬ ‫فالظاهرة االجرامية هى مجموعة من الجرائم التى تزيد عن المعدل الطبيعى‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫للجريمة وتحدث بصورة تلقائية ونعنى بالتلقائية هنا ان يصبح من السهل‬ ‫على افراد الجماعة ارتكابها نتيجة لغريزة المحاكاة والتقليد ولضعف رد فعل‬ ‫المجتمع ازاء مرتكب السلوك االجرامى ‪ ،‬كما يشترط أيضا فى الظاهرة االجرامية‬ ‫ان تتسم بالعمومية بمعنى ان يتصور ارتكابها من قبل جميع طوائف المجتمع‬ ‫‪2‬‬ ‫بغض النظر عن مستوياته الثقافية او االقتصادية او االجتماعية‬ ‫وفى ضوء السمات المميزة للظاهرة االجرامية فأنها تعنى كل سلوك انسانى‬ ‫غير سوى يحدث بصورة تلقائية متكررة ويتسم بالعمومية ‪.‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫ولقد اهتم االنسان منذ القدم بالبحث فى الجريمة واسبابها اال ان تلك‬ ‫االهتمامات لم تقم على دراسة علمية ومنهج صحيح ‪ ،‬بل طغت عليها الخرافات‬ ‫واالعتقادات كتسلط أرواح شريرة على االنسان لتدفعه الى هاوية الجريمة او‬ ‫كسخط من االلهة تلقى غضبها فى شكل جرائم ‪.‬وقد انعكس هذا التفكير على‬ ‫رد الفعل االجتماعى فى مواجهة المجرم فيتمثل فى تعذيبه الخراج هذه االرواح‬ ‫‪3‬‬ ‫الشريرة من جسمه‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬يسر انور ‪ ،‬د‪ /‬امال عثمان ‪ ،‬الوجيز فى علمى االجرام والعقاب ‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النهضة‬ ‫العربية ‪ ، 1983‬ص‪12‬‬ ‫‪ 2‬د‪ /‬حسن اسماعيل عيد ‪ /‬سوسيولوجيا الجريمة ‪ ،‬شركة ميد اليت المحدودة لندن‪1993 ،‬‬ ‫ص‪32‬‬ ‫‪ 3‬د‪ /‬احمد فاروق زاهر ‪ ،‬مبادئ علم االجرام وعلم العقاب ‪ /‬جهاز نشر الكتاب الجامعى‬ ‫‪، 2006‬ص‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ولقد اهتم الفالسفة االغريق بدراسة الظاهرة االجرامية وان كان تعرضهم لها‬ ‫كان تعرضا سطحياً يتسم باالسلوب الفلسفى حيث ع از هؤالء الفالسفة هذه‬ ‫الظاهرة الى عيوب خلقيه وجسمية وعقليه ‪.‬فلقد اعتبر افالطون المجرم‬ ‫كالمريض تماماً يجب عالجه ان امكن ذلك كما ذهب ارسطو وسقراط وغيرهم‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫من الفالسفة الى الربط بين التكوين الخلقى واالخالقى بمعنى ان التكوينات‬ ‫الخلقية او العضوية ما هى اال انعكاسات للصفات والطباع الفرعية ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وعن طريقها يمكن دراسة الفرد ودراسة طباعة وصفاته وتصرفاته عموماً‬ ‫واذا كانت الدراسات السابقة لم تتسم بالطابع العلمى اال انها مهدت الى نشأة‬ ‫علم االجرام بيد أن المولد الحقيقى للدراسات الجادة للظاهرة االجرامية لم يظهر‬ ‫اال بحلول عام ‪ 1883‬وانتهى الى ان للجريمة اسباب فرديه تتعلق بشخص‬ ‫‪ 2023/2024‬اسباب اجتماعية تتعلق بالبيئة المحيطة‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫المجرم كالجنس والسن وكذلك‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫بشخص المجرم كالطقس والتعليم والهيئة‬ ‫كما أصدر كيتليه ‪ quetelet‬مؤلفا عام ‪ 1853‬تحت عنوان ( االنسان وتطور‬ ‫ملكاته) تعرض فى هذا المؤلف لموضوعات هامة تعد من صميم علم االجرام‬ ‫الحديث مثل أثر السن والجنس والطقس والفقر على الجريمة وخلص كيتليه‬ ‫الى ان السلوك االنسانى والظاهرة االجرامية تخضع للقواعد والقوانين التى لن‬ ‫يتسنى معرفتها اال باستخدام االسلوب االحصائى وانتهى كيتليه فى بحثه الى‬ ‫معيار لالنسان السوى اسماه االنسان العادى أو المتوسط ويعتبر باقى االفراد‬ ‫‪2‬‬ ‫ورغم االنتقادات التى وجهت‬ ‫بالنسبه له منحرفين بالزيادة أو النقصان‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬فوزيه عبد الستار ‪ ،‬مبادئ علم االجرام والعقاب ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ 1973‬ص ‪21‬‬ ‫د‪ /‬محمود احمد طه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪22‬‬ ‫‪ 2‬د‪ /‬يسر انور ‪ ،‬د‪ /‬امال عثمان ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪– 27،28‬د‪/‬ابراهيم عبد الرحمن ‪،‬‬ ‫دراسات فى علم ااالجتماع الجنائى ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬دار العلوم للطباعة والنشر ‪1994‬‬ ‫ص‪24‬‬ ‫‪3‬‬ ‫البحاث العالمين جيرى وكيتليه من انهما اسرفا فى االعتداد بالعوامل‬ ‫االجتماعية على حساب العوامل الفردية ومن ثم لم يوليا العناية الالزمة لدراسة‬ ‫المجرم بجميع صفاته الخلقية او النفسية اال انه يرجع لهما الفضل فى نشأة‬ ‫علم االجرام لتناولهما بالبحث الظاهرة االجرامية معتمدين على االسلوب‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫االحصائى كما يرجع لهما الفضل فى فتح مجاالت البحث فى الظاهرة االجرامية‬ ‫وبحث شخصية المجرم وأثر العوامل الداخلية على الجريمة على غرار العوامل‬ ‫االجتماعية ويرجع الفضل فى تطور علم االجرام فى الربع االخير من القرن‬ ‫التاسع عشر الى المدرسة الوضعية االيطالية التى اهتمت بفحص شخصيه‬ ‫المجرم وبحث اثر العوامل الداخلية على دفع الفرد الى الجريمة وقد كان المدخل‬ ‫الى تطور علم االجرام ما الحظه اقطاب هذه المدرسة وهم لمبروزو وفيرى‬ ‫وجارفلو من ان بعض االفراد يقدمون على الجريمة دون البعض االخر بالرغم‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫من ان ظروفهم االجتماعية واحدة االمر الذى يعنى دون شك ان هناك عوامل‬ ‫اخرى تؤثر على الظاهرة االجرامية بخالف العوامل االجتماعية (‪. )1‬‬ ‫ومما ال شك فيه ان الظاهرة االجرامية فى وقتنا المعاصر تختلف اختالفاً كبي اًر‬ ‫عما كانت عليه قديماً فقد تزايد االجرام كماً وكيفاً وظهرت صور واشكال جديدة‬ ‫لم تكن معروفة من قبل كاالجرام المنظم والجرائم االرهابية والجرائم االلكترونية‬ ‫وغيرها ‪.‬ونظ اًر لما يترتب على الظاهرة االجرامية من مخاطر تهدد كيان‬ ‫المجتمع واالفراد وتلحق اضرار جمه بعضها يصيب المجنى عليه بصورة‬ ‫مباشرة وبعضها يصيب االبرياء بصورة غير مباشرة وبعضها يصيب المجتمع‬ ‫نفسه وحتى يتسنى مكافحة الظاهرة االجرامية بشكل فعال كان البد من فهم‬ ‫هذه الظاهرة ومعرفة العوامل التى دفعت الجانى الى ارتكاب الجريمة عن طريق‬ ‫دراسة شخصيته دراسة علمية واقعية لتحديد درجة قابليته للتقويم والتأهيل‬ ‫‪4‬‬ ‫والوقوف على اسباب الظاهرة االجرامية والسعى اليجاد طرق للوقاية منها وهو‬ ‫ما سوف نوضحه من خالل موضوعات الدراسة على النحو التالى ‪:‬‬ ‫الباب االول ‪ -:‬ماهية علم االجرام‬ ‫الباب الثانى ‪ -:‬النظريات العلمية فى تفسير السلوك االجرامى‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫الباب الثالث ‪ -:‬العوامل المؤثرة فى الظاهرة االجرامية‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫الباب االول‬ ‫ماهية علم االجرام‬ ‫تقسيم ‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫يقسم هذا الباب الى ثالثة فصول ‪ :‬نتناول فى الفصل االول تعريف علم االجرام‬ ‫وتحديد موضوعاته ‪.‬ونتناول فى الفصل الثانى علم االجرام وعالقته بالعلوم‬ ‫الجنائية االخرى وفى الفصل الثالث اساليب البحث فى علم االجرام ‪.‬‬ ‫الفصل االول‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫التعريف بعلم االجرام وتحديد موضوعاته‬ ‫تقسيم ‪:‬‬ ‫يتم تقسيم هذا الفصل الى مبحثين ‪ :‬نتناول فى المبحث االول التعريف بعلم‬ ‫االجرام ونتناول فى المبحث الثانى موضوع علم االجرام‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫المبحث االول‬ ‫التعريف بعلم االجرام و فروعه‬ ‫تقسيم ‪:‬‬ ‫‪6‬‬ ‫يلزم للتعريف بعلم االجرام ان نبين مضمونه وفروع هذا العلم ثم ننتقل بعد‬ ‫ذلك لتحديد مدى ذاتيته واستقالله ‪.‬‬ ‫لذا نقسم هذا المبحث الي مطلبين على النحو التالى ‪:‬‬ ‫المطلب االول ‪ -:‬تعريف علم االجرام‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫المطلب الثانى ‪ -:‬فروع علم االجرام‬ ‫المطلب االول‬ ‫التعريف بعلم االجرام‬ ‫تعريف علم االجرام ‪:‬‬ ‫اختلف الرأى فى تعريف علم االجرام ومرجع هذا الخالف الى حداثه الدراسات‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫حول علم االجرام والى تعدد وجهات نظر القائمين بهذه الدراسات فكل باحث‬ ‫كان يضع تعريفا لهذا العلم بحسب طبيعة ونوع الفكرة التى يرسمها له ‪.1‬‬ ‫ويكاد الباحثون فى علم االجرام يجمعون على ان هذا العلم يتناول بالبحث‬ ‫الجريمة والمجرم واسباب الظاهرة االجرامية فى المجتمع وفى الفرد وسبل قمعها‬ ‫والوقاية منها‪. 2‬‬ ‫وقد تعددت التعريفات لعلم االجرام فقد قيل بأنه " العلم الذى يدرس الظاهرة‬ ‫االجرامية " وقد عرفه البعض بأنه (علم الجريمة)‪ 3‬كما قيل أيضا بأنه " العلم‬ ‫الذى يدرس االنحراف من حيث اسبابه ومظاهره ووسائله وأثاره" كما عرف‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬عوض محمد ‪ ،‬مبادئ علم االجرام ‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعيه‪ ،‬االسكندرية ‪1980 ،‬‬ ‫ص‪14‬‬ ‫‪ 2‬د‪ /‬اشرف توفيق شمس الدين ‪ ،‬د‪ /‬السيد محمد عتيق مبادئ علم االجرام وعلم العقاب ‪،‬‬ ‫دار النهضة العربية ‪ ، 1999‬ص‪8‬‬ ‫‪V-E , SEELIG , Traite de criminology , paris p.u.f., 1956, p.3 3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫علم االجرام بأنه " الدراسة العلمية للمذنب من الناحية الداخلية والخارجية"‬ ‫وعرفه البعض االخر بأنه " العلم الذى يتخذ من الجريمة وهى كل فعل معاقب‬ ‫عليه جنائياً موضوعا له" وذهب البعض االخر الى تعريفه بأنه " العلم الذى‬ ‫يدرس الجريمة كظاهرة فى حياة الفرد ومجاله هو فهم وتفسير الجريمة "‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫ويختلف علم االجرام عن العلوم الجنائية االخرى مثل قانون العقوبات وعلم‬ ‫السياسة الجنائية فى انه علم يدرس الوقائع االجرامية فى حد ذاتها اى ال‬ ‫يهتم بما يجب ان يكون وانما يهتم فقط بما هو كائن ‪.1‬‬ ‫ويبدو من هذه التعريفات المختلفة لعلم االجرام ان الخالف بينهما اساسه عدم‬ ‫تحديد نطاق هذا العلم وبيان موضوعه فاذا امكن تحديد موضوع هذا العلم‬ ‫سهل بالتالى وضع تعريف له فموضوع علم االجرام ينصب بصفه اساسية‬ ‫ظاهرة حتمية فى حياة المجتمع وظاهرة احتمالية‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫على دراسة الجريمة بأعتبارها‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫فى حياة الفرد ‪.‬‬ ‫ويدخل فى موضوعه ايضا البحث عن مختلف العوامل للجريمة سواء كانت‬ ‫عوامل فردية تكمن فى ذات المجرم او عوامل اجتماعية او اقتصادية او‬ ‫طبيعية او ثقافية تتعلق بالوسط الذى يعيش فيه كما يدخل فى موضوعه ايضا‬ ‫دراسة كافة الوسائل الفعاله فى مواجهة هذه العوامل ‪.2‬‬ ‫وقد ادرج موضوع تعريف علم االجرام فى جدول اعمال المؤتمر الدولى الثانى‬ ‫لالجرام الذى انعقد فى باريس سنه ‪ 1950‬وصادق على تعريف مفاده "ان علم‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬أشرف توفيق شمس الدين ‪،‬د‪ /‬السيد محمد عتيق مرجع سابق ‪ ،‬ص‪10‬‬ ‫‪ 2‬د‪ /‬احمد شوقى عمر ابو خطوة ‪ ،‬االجرام والعقاب ‪ ،‬بدون دار نشر ‪ ،‬سنة ‪ ، 2004‬ص‪16‬‬ ‫‪8‬‬ ‫االجرام هو الدراسة العلمية لظاهرة االجرام ‪ ،‬واضاف ان موضوعه هو دراسة‬ ‫اسباب الظاهرة االجرامية وسبل عالجها" ‪.1‬‬ ‫وكذلك ال يوجد اتفاق بين الباحثين فى مصر على تعريف موحد لعلم االجرام‬ ‫فالبعض يعرفه بأنه " العلم الذى يدرس الجريمة كحقيقة واقعية توصالً الى‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫اسبابها وبواعثها عضوية كانت او بيئية بغية الوقوف على انجح الوسائل فى‬ ‫الوقايه منها وفى عالجها " او هو " العلم الذى يدرس الجريمة من الناحية‬ ‫الواقعية دراسة علمية بقصد الكشف عن العوامل التى ادت الى حدوث تلك‬ ‫الظاهرة " او هو " العلم الذى يدرس الجريمة بأعتبارها ظاهرة فى حياة الفرد‬ ‫والجماعة دراسة علمية تستهدف وصفها وتحليلها وتقصى اسبابها " او هو "‬ ‫العلم الذى يتناول بالدراسة العلمية عوامل السلوك االجرامى من اجل التوصل‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬نشأة هذا السلوك وتطوره ‪.2‬‬ ‫الى صياغة القوانين التى تحكم‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫وعلى هدى ما تقدم يمكن تعريف علم االجرام بأنه العلم الذى يبحث فى الجريمة‬ ‫باعتبارها ظاهرة فى حياة المجتمع وحياة الفرد للبحث عن اسبابها ومعرفة‬ ‫العوامل التى تساهم فى وجودها سواء كانت داخلية متعلقة بالجانى او خارجية‬ ‫متعلقة بالظروف المختلفة المحيطة به ‪.‬‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬محمد عبد الحميد مكى ‪ ،‬دروس فى علم االجرام ‪ ،‬الجزء االول ‪ ،‬دار النيل للطباعة ‪،‬‬ ‫ص‪17‬‬ ‫‪ 2‬انظر التعريفات المختلفة لعلم االجرام فى مصر ‪-:‬‬ ‫د‪ /‬محمود نجيب حسنى ‪ :‬دروس فى علم االجرام ‪ ،‬دار النهضه العربية ‪ 1982‬ص‪ ، 1‬د‪/‬‬ ‫رءوف عبيد اصول علمى االجرام والعقاب ‪ ،‬طبعة خامسة ‪ ،‬دار الفكر ‪ 1981‬ص‪ 32‬وما‬ ‫بعدها د‪ /‬مامون محمد سالمه ‪ ،‬اصول علم االجرام والعقاب ‪ ،‬دار الفكر العربى ‪، 1975‬‬ ‫ص ‪ 49‬وما بعدها د‪ /‬يسر انور على و د‪ /‬امال عثمان – علم االجرام وعلم العقاب ‪1970‬‬ ‫ص ‪ – 61‬د‪ /‬فوزيه عبد الستار مبادئى علم االجرام وعلم العقاب ‪ ،‬الطبعة الخامسة – دار‬ ‫النهضة العربية ‪ 1985‬ص ‪ 5‬وما بعدها د‪ /‬محمد زكى ابو عامر ‪ ،‬دراسة فى علم االجرام‬ ‫والعقاب ‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية ‪ 1985‬ص ‪21‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المطلب الثانى‬ ‫فروع علم االجرام‬ ‫اذا سلمنا ان الجريمة سلوك معاد للمجتمع ينتج عن تفاعل جوانب عديدة من‬ ‫شخصية الفرد مع المحيط الذى يعيش فيه فأنه ال مفر للباحث فى علم‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫االجرام من االعتماد على النتائج العلمية التى توصلت اليها العلوم االنسانية‬ ‫وبصفة خاصة علم االنثروبولوجيا وعلم النفس وعلم االجتماع تلك العلوم التى‬ ‫تعتبر وبحق الركيزة االساسية التى ال غنى لعلم االجرام عنها لتفسير سلوك‬ ‫الفرد المناهض للمجتمع‪. 1‬‬ ‫اوال علم االنثروبولوجيا ‪Anthropologie‬‬ ‫‪ 2023/2024‬فى تاريخه وتكوينه الجسمانى والبيولوجى‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫هو علم طبائع االنسان يبحث‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫والفسيولوجى وتبيان وظائف اعضاء الجسم المختلفة سواء الداخلية منها او‬ ‫الخارجية وقد يتخصص هذا العلم فى دراسة الجانى فيسمى بعلم االنثروبولوجيا‬ ‫الجنائية او علم طبائع المجرم يدرس هذا العلم الصفات العضوية والنفسية‬ ‫لالنسان المجرم ويحاول الوصول الى عالقة الخصائص النفسية والعضوية‬ ‫بالسلوك االجرامى وفى سبيل ذلك يجرى فحص المجرم عضويا ونفسيا ويبحث‬ ‫اثر العوامل البيئية او الخارجية على صفات الفرد وذلك بغيه تفسير الدوافع‬ ‫واالسباب التى دفعت الشخص الرتكاب افعال معينة بذاتها اي انه ال يقدم‬ ‫تفسير الظاهرة االجرامية بوجه عام بل لحاالت فردية بالنسبة لجرائم معينة ‪.2‬‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬السيد على شتا ‪ ،‬علم االجتماع الجنائى ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية – االسكندرية ‪1987،‬‬ ‫‪،‬ص ‪7‬‬ ‫‪ 2‬د‪ /‬محمود نجيب حسني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪12‬‬ ‫د‪ /‬مأمون سالمه ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪105‬‬ ‫‪10‬‬ ‫وقد تفرع علم االنثروبولوجيا الى فرعين ‪-:‬‬ ‫أ‪ -‬علم البيولوجيا الجنائية ‪ :‬ويرجع الفضل فى نشأته الى العالم االيطالى‬ ‫لومبروزو مؤسس المدرسة الوضعية وتحاول دراسات هذا العلم ان‬ ‫تستخلص من الصفات العضوية للمجرم الخلل فى اجهزة جسمه الداخلية‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫مثل اضطرابات الغدد او االمراض التى تصيبه تفسي ار لما يرتكب من الجرائم‬ ‫كما انه يعنى بدراسة طبائع المجرم وعادات حياته العاطفية والغريزية ومدى‬ ‫تأثير الوراثة على سلوك المجرم ‪.1‬‬ ‫ب‪ -‬علم النفس الجنائى ‪ :‬يعنى علم النفس الجنائى علم دراسة العوامل‬ ‫النفسية التى تقود الى الجريمة اى العوامل التى ترجع الى التكوين النفسى‬ ‫للمجرم ‪ 2‬كأخالقه ومستوى ذكائه ومدى قابليته للحياة االجتماعية وغرائزة‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫وانفعاالته ‪.‬‬ ‫ويهتم الباحثون فى علم النفس الجنائى بدراسة تكوين العقلية االجرامية وتتبع‬ ‫كيفية نموها وتطورها ويراد بهذه العقلية (االستعداد او الميل الذهنى الرتكاب‬ ‫الجرائم) وتتجه هذه الدراسات الى محاولة تحديد العوامل التى اثرت تفكير‬ ‫الشخص وذهنه فأدت الى تكوين هذه العقلية لديه ‪.3‬‬ ‫فعلم النفس الجنائى يلعب اذاً دو اًر هاما فى تفسير الظاهرة االجرامية الن‬ ‫االنسان ليس كيانا بدنيا فحسب بل هو كذلك كيان نفسى يؤثر ويتأثر بالتكوين‬ ‫الجسمانى فالجريمة قد ال ترجع الى خلل فى التكوين العضوى للمجرم بل قد‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬احمد فاروق زاهر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪10‬‬ ‫‪ 2‬د‪ /‬اشرف توفيق شمس الدين ‪ ،‬د‪ /‬السيد محمد العتيق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪ – 11‬د‪ /‬محمود‬ ‫نجيب حسنى ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪14‬‬ ‫‪ 3‬د‪ /‬احمد شوقى ابو خطوة ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫يكون سببها خلل فى التكوين النفسى له وعلى ذلك يعد علم االنثروبولوجيا‬ ‫الجنائية الفرع االول من علم االجرام يقوم بدراسة شخصية المجرم فى محاولة‬ ‫للوصول الى عالقة الخصائص النفسية والعضوية بالسلوك االجرامى ‪.1‬‬ ‫ثانيا علم االجتماع الجنائى ‪la sociologie criminelle‬‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫علم االجتماع الجنائى هو فرع من علم االجتماع العام الذى يدرس جميع‬ ‫الظواهر االجتماعية وقد تخصص هذا الفرع فى الكشف عن االسباب‬ ‫االجتماعية للظاهرة االجرامية فموضوع دراسته هو الجريمة كظاهرة اجتماعية‬ ‫فهو يدرس مدى تفشي الظاهرة االجرامية فى المجتمع والصلة بينها وبين‬ ‫سائر الظواهر االجتماعية االخرى سواء كانت طبيعية او اقتصادية او ثقافية‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫فعلم االجتماع هو العلم الذى يشارك غيره من العلوم مثل علم النفس الجنائى‬ ‫وعلم االجتماع القانونى فى السعى لفهم اسباب السلوك االجرامى محاوال فهم‬ ‫تفاعل العوامل المختلفة التى تدفع ببعض الناس الى اقتراف بعض االفعال‬ ‫االجرامية وذلك بغيه الوصول الى قوانين او مبادئ عامة حول انماط السلوك‬ ‫المضاد للمجتمع والعوامل الدافعة اليه وذلك بهدف عالج الجانى وتقليل حدوث‬ ‫الفعل االجرامى ‪.2‬‬ ‫وقد ظهرت اهمية علم االجتماع الجنائى بعد ان ادرك الباحثون فى علم االجرام‬ ‫ان تفسير الجريمة ال يمكن ان يقتصر على الخصائص العضوية والنفسية‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬محمد على الدعير ‪ ،‬د ‪ /‬ناصر على العريفى ‪ ،‬علم النفس العام والجنائى ‪ 1991،‬ص‬ ‫‪121‬‬ ‫‪ 2‬د‪ /‬مساعد ابراهيم الحديثي‪ ،‬مبادئ علم االجتماع الجنائى ‪ ،‬مكتبة العبيكان ‪ 1995‬ص‬ ‫‪242‬‬ ‫‪12‬‬ ‫للمجرم بل ان للبيئة التى يحيا فيها االنسان دور هام فى التأثير على حركة‬ ‫االجرام كماً وكيفاً ‪.1‬‬ ‫ومع ذلك فقد ذهب البعض الى القول بعدم الحاجة الى تخصيص علم مستقل‬ ‫لدراسة العوامل االجتماعية للجريمة الن دراسة ومعرفة العوامل الفردية للجريمة‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫تؤدى منطقيا الى معرفة العوامل االجتماعية لها كما ان علم االنثروبولوجيا‬ ‫الجنائية ال يقتصر على معرفة العوامل الفردية التى تدفع المجرم الى االجرام‬ ‫ولكنه يسعى كذلك الى معرفة وتقصي العوامل االجتماعية الدافعة اليه وبذلك‬ ‫يتضح عدم الحاجة الى تخصيص علم مستقل لالجتماع الجنائى الن االخير‬ ‫يدخل فى نطاق علم االنثروبولوجيا ‪.2‬‬ ‫غير ان هذا الرأى محل نظر فكال العلميين يرتبطان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫فكالهما يدرس الجريمة لمعرفة العوامل المؤدية الى ارتكابها كما ان كال‬ ‫العلميين يكمل االخر ويتممه بحيث يتعذر على علم االجرام تفسير الظاهرة‬ ‫االجرامية تفسي ار صحيحا وكامال اذ هو اقتصر على احدهما فقط فمن ناحية‬ ‫فأن القوانين االساسية التى تسرى فى علم االجتماع الجنائى ال تسرى‬ ‫بالضرورة فى مجال االنثروبولوجيا الجنائية ومن ناحية اخرى فأن الجريمة‬ ‫فى حياة الفرد تعتبر ظاهرة اجتماعية قد تتحقق وقد ال تتحقق في حين انها‬ ‫بالنسبة للجماعة تعد ظاهرة حتمية ‪.3‬‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬السيد على شتا ‪ ،‬علم االجتماع الجنائى ‪ ،‬مرجع سابق ص‪9‬‬ ‫‪ 2‬د‪ /‬احمد شوقى عمر ابو خطوه ‪ ،‬مرجع سابق ص‪19‬‬ ‫‪ 3‬د‪ /‬عوض محمد ‪ ،‬مبادئ علم االجرام ‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية االسكندرية ‪، 1980‬‬ ‫ص‪18‬‬ ‫‪13‬‬ ‫نخلص من ذلك ان دراسة اسباب الظاهرة االجرامية لن تكتمل اال بدراسة‬ ‫االسباب االجتماعية لهذه الظاهرة والعوامل المتعلقة بالبيئة التى يحيا بها‬ ‫االفراد باالضافة الى دراسة العوامل البيولوجية والنفسية للمجرم ‪.‬‬ ‫وعلى ذلك يشمل علم االجرام علم االنثروبولوجيا الجنائية وعلم االجتماع‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫الجنائى ويضيف البعض الى هذين العلمين علم االمراض العقليه وعلم‬ ‫السياسة الجنائية ‪ 1‬اال اننا ال نوافق على ذلك فعلم االمراض العقليه الجنائية‬ ‫وان كانت تخصص له دراسات علمية خاصة اال انه يدخل فى مجال دراسة‬ ‫علم االنثروبولوجيا الجنائية على اساس انه دراسة الحد اعضاء الجسم‬ ‫ووظائفه وهو المخ ‪.‬‬ ‫اما علم السياسة الجنائية فيعنى بالبحث عن افضل الوسائل التى يمكن للدولة‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫ان تستخدمها لمكافحة الظاهرة االجرامية فى مجاالت التشريع والقضاء والتنفيذ‬ ‫وعلى هذا االساس فأن السياسة الجنائية ال تبحث فى اسباب الجريمة ومن‬ ‫ثم فهى تخرج عن مجال علم االجرام ‪.‬‬ ‫المبحث الثانى‬ ‫موضوع علم االجرام‬ ‫تمهيد وتقسيم‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬احمد شوقى عمر ابو خطوه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪20‬‬ ‫‪14‬‬ ‫يقوم علم االجرام على اساس تحليل الظاهرة االجرامية الى عناصرها االولية‬ ‫وهى الجريمة كظاهرة فردية ويثور التساؤل حول معيار اعتبار سلوك معين‬ ‫جريمة ثم المجرم وهو مرتكب الفعل الذى يعد جريمة واخي ار المجنى عليه وعلى‬ ‫ذلك نقسم هذا المبحث الى مطلبين على النحو التالى ‪:‬‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم الجريمة‬ ‫المطلب الثانى ‪ :‬مفهوم المجرم‬ ‫المطلب االول‬ ‫مفهوم الجريمة‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫الجريمة فى اللغة‬ ‫الجْرُم وهو الذنب ‪ ،‬ومن قول هللا تعالى " ان اللذين‬ ‫الجريمة لغة مشتقة من ُ‬ ‫اجرموا كانوا من اللذين امنوا يضحكون" ‪.1‬‬ ‫شئ‬ ‫َل عن ٍ‬ ‫وقول النبى (ص) " ان اعظم المسلمين في المسلمين ُجْرماً من َسأ َ‬ ‫لم ُي َحًرْم علي المسلمين فحرم عليهم من اجل مسألته " ‪.2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫وجَرَم بمعنى َك َس َب‬ ‫الجْرُم ‪ :‬القطع َ‬ ‫وأصل ُ‬ ‫‪ 1‬سورة المطففين ‪ :‬ايه (‪)29‬‬ ‫‪ 2‬اخرجه البخارى فى صحيحه (كتاب االعتصام بالكتاب والسنة ‪ ،‬باب ما يكره من كثرة‬ ‫السؤال ‪ ، 72، 89 ، 414/4‬ومسلم فى صحيحه كتاب الفضائل باب توقيره صلى هللا عليه‬ ‫وسلم وترك اكثار سؤاله عما ال ضرورة اليه ‪92/72‬ح ‪6565‬‬ ‫‪ 3‬الرازى ‪ :‬مختار الصحاح (ص‪)56‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1‬‬ ‫حاره‬ ‫الحًر وأرض َجْرُم ‪ً :‬‬ ‫الجْرُم ‪َ :‬‬ ‫قو َ‬‫وح ً‬ ‫وقيل بمعنى وجب َ‬ ‫الخالصه ان كلمه جريمه تطلق على كل ذنب او فعل او أمر خالف الشرع او‬ ‫المألوف وحاد عن الجاده وجانب الصواب ‪.‬‬ ‫عرف الفقهاء الجريمة بعدة تعريفات نكتفى منها‬ ‫الجريمة فى االصطالح‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫بتعريف الماوردى رحمه هللا حيث قال (الجرائم محظورات شرعية زجر هللا تعالى‬ ‫عنها بحد او تعزير) ‪.2‬‬ ‫شرح التعريف ‪-:‬‬ ‫قول محظورات ‪ :‬جمع محظور وهى اتيان فعل منهى عنه او ترك فعل مأمور‬ ‫به ‪.3‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫شرعيه ‪ :‬اى مستمده من مصادر الشريعة االسالمية ومنصوص عليها فما‬ ‫قبحه الشرع فهو قبيح ويستحق العقوبه عليه ‪.‬‬ ‫زجر هللا تعالى عنها ‪ :‬الزجر هو المنع والنهى ‪ 4‬اى منع ونهى عن ارتكابها‬ ‫ورتب على من فعلها او ارتكبها عقوبة ‪.‬‬ ‫الحد ‪ :‬اصل الحد المنع والفصل بين شيئيين وحدود هللا تعالى االشياء التى‬ ‫‪5‬‬ ‫وفى الشرع عقوبه مقدره تجب حقاً هلل تعالى فالحد ما كان‬ ‫يبين تحريمها‬ ‫‪ 1‬الزبيرى ‪ :‬تاج العروس مادة جرم ‪392/31‬‬ ‫‪ 2‬المارودى ‪ :‬على بن محمد بن حبيب البغدادى ‪ ،‬االحكام السلطانية والواليات الدينيه‬ ‫مطبعة السعادة مصر ‪ ،‬ط ‪273 ، 1‬‬ ‫‪ 3‬د‪ /‬عبد القادر عوده ‪ ،‬التشريع الجنائى االسالمى مقارنا بالقانون الوضعى ‪ ،‬دار الكتاب‬ ‫العربى ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ص‪66‬‬ ‫‪ 4‬الرازى ‪ :‬مختار الصحاح ص ‪135‬‬ ‫‪ 5‬ابن منطور ‪ :‬لسان العرب ص ‪140‬‬ ‫‪16‬‬ ‫منصوص عليه فى الشريعة االسالمية نصا صريحا والعقوبة التى نص هللا‬ ‫تعالى عليها تشمل الحدود والقصاص ‪.‬‬ ‫التعزير‪ :‬يأتى بمعنى التأديب ويكون التعزير فى كل معصيه ال حد فيها وال‬ ‫كفاره وهى غير مقدره بل يترك تقديرها لولى االمر او من يقوم مقامه ‪.1‬‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫تعريف الجريمة فى الشريعة االسالمية ‪:‬‬ ‫للجريمة فى الشريعة االسالمية معنيان احداهما عام واالخر خاص وتعنى‬ ‫الجريمة وفقا للتعريف العام فعل ما نهى هللا تعالى عنه وعصيان ما امر هللا‬ ‫تعالى به او بعبارة اخرى عصيان ما أمر هللا به بحكم الشرع الحنيف او هي‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫فعله او ترك واجب معاقب على تركه ‪.2‬‬ ‫اتيان فعل محرم معاقب علي‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫هذا التعريف يشمل كل معصية او خطيئة او اثم يكسبه االنسان مما فيه‬ ‫مخالفه الوامر هللا عز وجل ونواهيه سواء كانت هذه المعصية ظاهرة او باطنة‬ ‫وسواء كان لها عقوبة دنيوية ام عقوبة اخروية سواء كانت ناتجة عن فعل‬ ‫ايجابى او سلبى (امتناع او ترك) قال هللا تعالى (وذروا ظاهر االثم وباطنه)‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪ 1‬االمام عالء الدين ابو بكر بن مسعود ‪ ،‬بدائع الضائع فى ترتيب الشرائع دار الكتب‬ ‫العلمية ‪1986 ،‬م ص ‪33‬‬ ‫‪ 2‬الشيح محمد ابو زهرة ‪ ،‬الجريمة والعقوبة فى الفقة االسالمى ‪ ،‬قسم الجريمة ‪ ،‬دار الفكر‬ ‫العربى ص ‪25‬‬ ‫‪ 3‬سورة االنعام ‪ :‬االيه ‪120‬‬ ‫‪17‬‬ ‫وفقا لهذا المفهوم فأن الجريمة تطلق على كل ما يكتسب المجرم من كسب‬ ‫خبيث ومن امر مكروه مستهجن وهذا التعريف يتفق مع المفهوم االخالقى‬ ‫للجريمة ‪.1‬‬ ‫بينما نعنى بالتعريف الخاص للجريمة (كل محظور شرعى زجر هللا عنه بحد‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫او قصاص او ديه او تعزير) ‪.2‬‬ ‫وهذا التعريف جامع شامل لكل انواع الجريمة على عكس تعريف المارودى‬ ‫الذى عرفها بأنا (محظورات شرعيه زجر هللا عنها بحد او تعزير) فالتعريف لم‬ ‫يشتمل على جرائم القصاص والديه ‪.‬‬ ‫نستخلص مما سبق ان الجريمة فى الشريعة االسالمية يجب ان تتوافر فيها‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫االمور االتية ‪:‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪ -1‬ان تكون من المحظورات الشرعية التى نهى عنها الشارع نهى تحريم ال‬ ‫نهى كراهه بدليل وجوب العقاب على مرتكب هذه المحظورات والعقاب ال يجب‬ ‫اال على من ترك واجب او فعل محرم ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ان يكون تحريم الفعل او الترك من قبل الشريعة االسالمية فأن كان من‬ ‫غيرها فال يعتبر المحظور جريمه ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ان يكون للمحظور عقوبه من قبل الشريعة االسالمية سواء كانت هذه‬ ‫العقوبه مقدره من قبل الشارع مثل عقوبة الحد او كان تقديرها مفوضا الى رأى‬ ‫القاضى مثل عقوبة التعزير‪.‬‬ ‫‪ 1‬الشيخ محمد ابو زهرة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪25‬‬ ‫‪ 2‬عبد القادر عوده ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪66‬‬ ‫‪18‬‬ ‫المفهوم القانونى للجريمة ‪:‬‬ ‫ناد ار ما تقوم التشريعات الجنائية بتعريف الجريمة تاركة ذلك للفقه وقد تعددت‬ ‫التعريفات الفقهية للجريمة ولكن التعريف السائد هو ان الجريمة هى " كل‬ ‫فعل او امتناع عن فعل يقرر له المشرع جزاءاً جنائياً سواء كان هذا الجزاء‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫عقوبة او تدبي اًر احترازياً" ففكرة الجزاء الجنائى هى المعيار القانونى الذى يميز‬ ‫الجريمة عن غيرها من اوجه السلوك غير االجتماعى ‪.‬‬ ‫وعلى ذلك فالجريمة فى التشريع الجنائى ليس لها تحديد فى ذاتها وانما بالنظر‬ ‫للجزاء الجنائى الذى يفرضه المشرع على مرتكبها فالنص القانونى هو المصدر‬ ‫الوحيد الذى يصبغ على سلوك ما وصف الجريمه وهو فى نفس الوقت‬ ‫المصدر الوحيد للجزاء الذى يطبق على مرتكبها وذلك تحقيقا لمبدأ شرعية‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫الجرائم والعقوبات الذى يعد من المبادئ الدستورية فى اغلب التشريعات‬ ‫المعاصرة ‪.1‬‬ ‫مفترضات المفهوم القانونى للجريمة ‪:‬‬ ‫يمدنا التعريف السابق بمجموعة مفترضات تميز الجريمة عن غيرها من‬ ‫االفكار القانونية المشابهة ‪.‬‬ ‫‪ -1‬الجريمة سلوك انسانى ‪:‬‬ ‫فالجريمة ال تقوم قانونا دون ارتكاب فعل مادى وهو ما يعبر عنه اصطالحاً‬ ‫بمبدأ مادية الجريمة ويعنى هذا ان مجرد النوايا والنوازع الداخلية مهما كانت‬ ‫شريرة ال تكفى لقيام الجريمة قانونا فمن يرغب فى قتل عدو له ال يعد مرتكبا‬ ‫‪ 1‬م ‪ 95‬من دستور ‪( 2014‬العقوبة شخصية وال جريمة وال عقوبة االبناء على قانون وال‬ ‫توقع عقوبة اال بحكم قضائى وال عقاب اال على االفعال الالحقة لتاريخ نفاذ القانون‬ ‫‪19‬‬ ‫لجريمة قتل وال حتى الشروع فيها طالما لم تترجم رغبته هذه الى سلوك يمكن‬ ‫نعته بالمادية ولعنصر السلوك فى الجريمة صورتان ‪ :‬صورة الفعل االيجابى‬ ‫وصورة االمتناع فالجريمة كما تقوم بفعل ايجابى ( كمن يطلق النار على اخر‬ ‫او كمن يختلس ماال مملوكا للغير) يمكن ان تحدث ايضا بفعل سلبى (االمتناع)‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫فيعد مرتكبا لجريمه قتل االم التى تمتنع عن ارضاع وليدها بهدف انهاء حياته‬ ‫وكذلك القاضى الذى يمتنع عن اصدار حكم فى الدعوى يعد مرتكبا لجريمة‬ ‫انكار العدالة والجريمة من ناحية ثانية سلوك انسانى فهى اذن صادرة عن‬ ‫انسان فال يتصور وقوع الجريمة من الحيوان او من الشخص المعنوى فيما‬ ‫خال بعض االستثناءات وال يكفى لقيام الجريمة قانونا وقوعها من انسان وانما‬ ‫ينبغى ان يكون هذا االنسان متمتعاً بالتميز واالختيار فأن تجرد الشخص من‬ ‫ملكه التميز واالدراك ال يعد من الوجهة القانونية المحضة مرتكبا لجريمة اى‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫ال تجوز مساءلته جنائيا وهكذا فصغير السن والمجنون تمتنع مساءلتهم‬ ‫الجنائية النتفاء ملكه التميز واالدراك لديهم كما ان تجرد الشخص من ارادة‬ ‫حرة مختاره يحول ايضا دون مساءلته جنائيا عن الجريمة التى ارتكبها‬ ‫كالشخص الذى يرتكب الجريمة فى حالة اكراه او ضرورة ويطلق على هذه‬ ‫العوارض الخمس موانع المسئولية الجنائية (صغر السن – الجنون – السكر‬ ‫االضطرارى – االكراه – الضرورة) ففى الموانع الثالث االولى يتجرد االنسان‬ ‫من ملكه التميز واالدراك وفى المانعيين االخيرين ينعدم لديه عنصر االختيار‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪ -2‬الجريمة خرق او تهديد لقيم المجتمع او لمصالح افراده االساسية ‪:‬‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬سليمان عبد المنعم سليمان ‪ ،‬اصول علم االجرام القانونى ‪ ،‬الجامعة الجديدة للنشر‬ ‫‪ 1994‬ص‪60‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ولعل هذه الحقيقة هى ايضا ما يميز الجريمة عن غيرها من مختلف االفعال‬ ‫غير المشروعة فالجريمة سلوك يصل فى الجسامة حد االخالل بشرط جوهرى‬ ‫من شروط كيان المجتمع ووجوده فهى اعتداء على مصالح عليا بلغت من‬ ‫االهمية حد تدخل المشرع بتجريم المساس بها وتوقيع الجزاء على المخالف‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫وقد تعبر هذه المصالح عن قيم المجتمع نفسه وقد تمثل مصالح افراده‬ ‫االساسية ‪.‬فتزييف العمله الوطنيه او تزوير المحررات الرسمية سلوك‬ ‫استوجب التجريم العتدائه على مصلحه الوطن االقتصادية او لمساسه بالثقة‬ ‫الواجب توافرها فى المحررات الرسمية للدولة ‪.‬اما مسلك السرقة والنصب فقد‬ ‫استحق التجريم العتدائه على مصلحة فرديه وهى حق الملكية باالضافة الى‬ ‫ذلك هناك افعال تمثل اعتداء على احدى قيم المجتمع وتنال فى ذات الوقت‬ ‫من مصالح االفراد االساسية كالقتل فهو اعتداء على مصلحة اجتماعية وفردية‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫في ان واحد ويترتب على ذلك ان كل ما ال ينتهك من صور السلوك احدي قيم‬ ‫المجتمع االساسية او مصلحة جوهرية الحد افراده ال ينبغى ان يعتبر جريمة‬ ‫‪1‬‬ ‫فى المفهوم القانونى ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الجريمة واقعة معاقب عليها ‪:‬‬ ‫اذ يترتب على ارتكابها توقيع الجزاء القانونى الجنائى مما يميز الجريمة عن‬ ‫ما يشابهها من افعال غير مشروعه و عنصر الجزاء الذى يخضع له الجانى‬ ‫قد يتمثل فى العقوبة (سواء كانت بدنيه ام سالبة للحرية او مقيده لها ام‬ ‫مالية) وقد يأخذ الجزاء الجنائى صورة ما يسمى بالتدبير االحترازى ‪.‬‬ ‫د‪ /‬يسر انور على ‪ ،‬د‪ /‬امال عثمان ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪70‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪21‬‬ ‫وصور الجزاء الجنائى (عقوبة كانت ام تدبير احترازى) وارده فى القانون على‬ ‫سبيل الحصر وتوقيع الجزاء موكول الى السلطة العامة من خالل مجموعة‬ ‫من االجراءات القضائية التى حددها المشرع ‪.1‬‬ ‫‪ -4‬النص القانونى هو الوسيلة الوحيدة النشاء الجرائم ‪:‬‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫الجريمة سلوك معاقب عليه قانوناً بمقتضى نص قانونى فالمصدر الوحيد‬ ‫للجرائم والعقوبات هو القانون ويعبر عن ذلك بمبدأ شرعية الجرائم اى (ال‬ ‫جريمة وال عقوبة اال بنص القانون) وهكذا ينعدم دور العرف تماماً فى مجال‬ ‫القانون الجنائى والهمية المبدأ فقد ورد النص عليه ليس فقط في القوانين‬ ‫الجنائية لمختلف الدول بل ايضا فى صلب الدساتير والهدف من تقرير مبدأ‬ ‫الشرعية على هذا النحو هو مواجهة احتمال استبداد القضاة وضمان حريات‬ ‫االفراد بحيث ال يجوز معاقبة شخص عن جريمه لم ينص عليها القانون وال‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫الحكم عليه بعقوبه لم يرد النص عليها او بعقوبة تزيد فى مقدارها عما ورد‬ ‫فى النص ‪.2‬‬ ‫ويقرر الدستور المصرى الحالى مبدأ الشرعية حيث تنص المادة ‪ 95‬من‬ ‫دستور سنة ‪ 2014‬على انه ( ال جريمه وال عقوبه اال بناء على نص وال‬ ‫توقع عقوبة اال بحكم قضائى وال عقاب اال على االفعال الالحقة لتاريخ نفاذ‬ ‫القانون) وفى نفس المعنى تقرر المادة الخامسة من قانون العقوبات المصرى‬ ‫(يعاقب على الجرائم بمقتضى القانون المعمول به وقت ارتكابها) ‪.‬‬ ‫المفهوم االجتماعى للجريمة ‪:‬‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬سليمان عبد المنعم سليمان ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪62‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪22‬‬ ‫تعرض التعريف القانونى لالنتقاد من قبل علماء االجتماع وقد استندوا فى‬ ‫ذلك الى ان التشريع الذى يعد المصدر لهذا التجريم خاصة فى الدول المتقدمة‬ ‫ال يعبر عن رد فعل المجتمع ازاء اضرار فعل معين على مصلحة المجتمع ‪،‬‬ ‫ومن االمثلة على ذلك الجرائم التهديدية (الضريبية – الجمركية) التى ال يقابلها‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫المجتمع باالمتعاض لكونها ال تتناقض مع قيم المجتمع فالجريمة تتسم بأنها‬ ‫ذات خاصيه نسبية سواء من حيث الزمان او المكان فما يعد جريمة اليوم قد‬ ‫ال يكون جريمة باالمس او الغد وكذلك ما يعد جريمة فى مجتمع من المجتمعات‬ ‫قد ال يعد جريمة فى المجتمع االخر وما ذلك اال الن المجتمع هو الذى يحدد‬ ‫ما هو خطأ وما هو صواب ‪.‬وهذا يعنى ان نظرة المجتمعات تتغير تجاه االفعال‬ ‫االجرامية بتغير الثقافات وكان نتيجة هذه التغيرات المتالحقة ان أصبح التفاوت‬ ‫كبير بين مفهوم الجريمة بالمعنى االجتماعى ومفهومها طبقا للمعنى القانونى‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.‬‬ ‫طبقا للمفهوم االجتماعى ال يكفى ان ينص القانون على اعتبار فعل ما جريمه‬ ‫حتى يكون كذلك بل يتعين النظر الى موضوع الفعل ذاته اذا ما كان منافيا‬ ‫للمصالح الجوهرية للمجتمع ام ال فاذا ما اتضح ان هذا الشرط متوافر فى فعل‬ ‫ما فانه يصبح جريمة من الناحية الموضوعية حتى ولو تخلف شرط النص‬ ‫القانونى ‪.‬‬ ‫وحتى نعرف ما اذا كان فعال ما مخالفا للمصالح الجوهرية ينبغى معرفة ما‬ ‫اذا كان يقابل بمشاعر االستهجان ام ال من قبل عامة الناس ‪.2‬‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬محمود احمد طه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪42‬‬ ‫‪ 2‬د‪ /‬غنام محمد غنام ‪ ،‬محاضرات فى علم االجرام ‪ ،‬كتاب جامعى ‪ ،‬ص‪25‬‬ ‫‪23‬‬ ‫فالمجتمع هو الذى يحدد من بين سلوك االنسان ما ينظر اليه على انه جريمه‬ ‫فالجريمه تشكل موضوعاً الستهجان المجتمع اى ان السلوك االجرامى سلوك‬ ‫يستهجنه المجتمع العتدائه على قيمه ومصالحه التى يحرص عليها وال شك‬ ‫ان القيم والمصالح تختلف باختالف الزمان والمكان ففى المجتمعات البدائية‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫مثال لم يكن قتل االجنبى يعد جريمه فهو لم يكن بحدث اى رد فعل فى الجماعة‬ ‫التى ينتمى اليها القاتل بل كثي ار ما كان يعتبر عمال مجلباً للفخر ‪ ،‬بينما لو‬ ‫وقع القتل على احد افراد الجماعة اعتبر فى نظر الجماعة جريمة ‪ ،‬وفى‬ ‫المجتمعات المعاصرة منها ما يعتبر الزنا جريمة ومنها ما يقف منه موقف‬ ‫الالمباالة فالجريمة وفقا لهذا المفهوم هى كل فعل يخالف الشعور العام‬ ‫للجماعة ‪.1‬‬ ‫‪ 2023/2024‬يتعارض مع االفكار والمبادئ السائدة فى‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫وكما قيل ايضا انها (كل فعل‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2‬‬ ‫المجتمع)‬ ‫مفهوم الجريمة لدى جاروفالو‪:‬‬ ‫حاول العالمة االيطالى جاروفالو منذ زمن البحث عن تفسير طبيعى للجريمة‬ ‫فأبتدع مصطلح الجريمة الطبيعية وهى تلك الجريمة التى تعارفت كافة‬ ‫المجتمعات المتمدينة على تجريمها وتوقيع الجزاء الجنائى على فاعلها‬ ‫وللجريمة على هذا النحو طابع الثبات اذ هى فعل ضار فى كافة اال زمنة وفى‬ ‫مختلف المجتمعات وال تحظى الجريمة بهذا االجماع مع المجتمعات خالل نمو‬ ‫هذه المجتمعات وتطورها وبناء عليه فالجريمة الطبيعية لدى جاروفالو هى‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬احمد فاروق زاهر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪19‬‬ ‫‪ 2‬د‪ /‬محمد زكى ابو عامر ‪ ،‬مرجع سابق ص‪33‬‬ ‫‪24‬‬ ‫جرح لعاطفتى االستقامة واالحسان كما يشعر بها الرجل المتوسط فى كل‬ ‫العصور وكل البالد فى اى زمان واى مكان‪.1‬‬ ‫ولقد خرج جاروفالو من تحليله لعواطف المجتمع التى تثار خالل تصرفات‬ ‫انسان ما الى نوعين من الجريمة ‪:‬‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫أ‪ -‬جريمة طبيعية ‪ :‬متفق على تجريمها من المجتمعات فى كل زمان وكل‬ ‫مكان لتعارضها مع عاطفة الشفقة وعاطفة االمانة مثل االعتداء على‬ ‫االشخاص واالعتداء على االموال ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬جرائم مصطنعة ‪ :‬وهى الجرائم (ضد العواطف غير الثابتة) اى العواطف‬ ‫القابلة للتحول كالعواطف الدينية والشعور بالحياء وحب الوطن ‪.‬‬ ‫الطبيعية دون االخرى ولكن هذه الفكرة تعتمد على‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫وقد اهتم جاروفالو بالجرائم‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫نوعين من العواطف االمانة والشفقة وهما ليستا متشابهتين عند المجتمعات‬ ‫فى كل زمان ومكان كما ان ابعاده للجرائم المصطنعة عن مجال علم االجرام‬ ‫يترك افعاال تعتبر جرائم كالجرائم ضد امن الدولة والجرائم الماسة بالعقائد ‪.2‬‬ ‫نقد المفهوم االجتماعى ‪:‬‬ ‫الواقع ان فكرة الجريمة الطبيعية ليست مقبولة ولم تجد تأييداً لدى أغلب‬ ‫الفقهاء فالمفهوم االجتماعى يشوبه العيوب االتية ‪:‬‬ ‫‪-1‬يهدر هذا االتجاة مبدأ الشرعية الجنائية وهى أحدى الضمانات االساسية‬ ‫للحرية الشخصية لالفراد ‪.‬‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬عبد الفتاح الصيفى ‪ ،‬علم االجرام ‪ 1973،‬ص‪69‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪ -2‬يصعب احيانا تحديد مشاعر االستهجان واالستحسان ازاء فعل معين‬ ‫على سبيل المثال يجعل القانون من تشرد الحدث فعال ممنوعا ويتعرض ولى‬ ‫االمر للمسئولية اذا ترك الحدث الذى له وصاية عليه فى حالة تشرد ‪.‬ومع‬ ‫هذا فأنه يصعب تحديد مشاعر المجتمع من االستهجان فى هذه الحالة وخاصة‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫اذا ما كان ولى االمر ينتمى الى طبقة الفقراء ‪.‬‬ ‫‪ -3‬عدم اتسامه بالثبات الن المجتمع ومصالحه فى تطور وتغير مستمر كما‬ ‫ان المصالح االجتماعيه تختلف باختالف الزمان والمكان وليس ادل على ذلك‬ ‫من ان جريمة القتل كانت تعد فى فترة من الفترات من قبيل االفعال المشروع‬ ‫القيام بها وذلك مثال فى حاالت المبارزة القديمة حيث كانت تعد افعال مشروعة‬ ‫طالما تتم فى اطار معين ومنظم ‪.‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪ -4‬يؤدى الى استبعاد طائفة من الجرائم المنصوص عليها قانونا نظ ار النها‬ ‫ال تثير االستهجان لمشاعر افراد المجتمع مثل التهرب الضريبى والجمركى ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ال يجوز القول بأن الجريمة الطبيعية وفقا لتحديد جاروفالو لها هى فقط‬ ‫محل اهتمام البحوث والعلوم الجنائية فقد تناول تلك البحوث جرائم اخرى ال‬ ‫تدخل فى دائرة االفعال الماسة فقط بمشاعر الشفقة واالمانة ‪.‬‬ ‫‪-6‬يؤخد على هذه الفكرة ايضا انها تعتمد فى تحديد مضمون الجريمة على‬ ‫القدر االوسط من المشاعر والذى يسود المجتمع وهذا الشعور بدوره يتحدد‬ ‫وفقا لمعيار الشخص المتوسط وهو معيار غامض فضفاض يختلف من‬ ‫مجتمع الخر ومن فترة زمنية الخرى ‪.‬‬ ‫كما انتقدت ايضا فكرة الجريمة الطبيعية لدى جاروفالو من حيث ما تتسم به‬ ‫من نقص وافراط ‪-:‬‬ ‫‪26‬‬ ‫فهى اوال‪ -:‬فكرة يعيبها النقص الن الجرائم التى يتضمنها قانون العقوبات ال‬ ‫تمس فقط مشاعر الشفقة واالمانة فالجرائم الموجهة ضد امن الدولة او الجرائم‬ ‫السياسية ال عالقة لها بمشاعر الشفقة واالمانة ‪.1‬‬ ‫ورغم ذلك فال شك فى كونها كما يذهب البعض ظواهر اجرامية بالغة الخطورة‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫ثانيا ‪ -:‬فكرة الجريمة الطبيعية يعيبها االفراط الن الجرائم التى يجرمها النظام‬ ‫القانونى ليست كلها ماسة بالقدر المتوسط من المشاعر الذى يتوافر لدى‬ ‫كافة المجتمعات فى مختلف االزمان‪ 2‬باالضافة الى ان معيار الرجل المتوسط‬ ‫معيار غامض فضفاض يختلف من مجتمع الخر ومن فترة زمنية الخرى وأيه‬ ‫ذلك ان فكرة االفعال الماسة بالحياء العام مثال تختلف فى المناطق الريفية‬ ‫عنها فى المناطق الحضرية ‪.3‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫مقارنه بين المفهوم القانون واالجتماعى للجريمة ‪:‬‬ ‫نالحظ اوال ان هناك تالقى بين كل من المفهوم القانون والمفهوم االجتماعى‬ ‫للجريمة فاالستنكار االجتماعى يجد اساسه فى االخالق بمعنى ان المجتمع ال‬ ‫يستنكر اال السلوك الذى يمثل اعتداء على قيمه اخالقيه وكذلك بالنسبة لقانون‬ ‫العقوبات فهو يعاقب على االفعال التى تستهجنها االخالق كالقتل والسرقة‬ ‫واالغتصاب ‪.‬‬ ‫اما االختالف بين المفهومين فيتمثل فى ان قانون العقوبات ال يجرم كل فعل‬ ‫مخالف لالخالق فالكذب المجرد مثال مخالف لالخالق ومع ذلك فهو غير‬ ‫معاقب عليه من الناحية الجنائية اال اذا اتخذ مظه اًر معيناً كما لو اتخذ صورة‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬يسر أنور ‪ ،‬د‪ /‬امال عثمان ‪ ،‬مرجع سابق ص‪75‬‬ ‫‪ 2‬د‪ /‬سليمان عبد المنعم سليمان ‪ ،‬مرجع سابق ص‪92‬‬ ‫‪ 3‬د‪ /‬احمد شوقى ابو خطوة ‪ ،‬مرجع سابق ص‪92‬‬ ‫‪27‬‬ ‫الشهادة الزور او البالغ الكاذب او النصب وهكذا تبدو دائرة االخالق اوسع‬ ‫من دائرة القانون فى هذا الخصوص ومن ناحية اخرى هناك بعض االفعال‬ ‫التى يجرمها المشرع فى حين انها ال تتنافى مع قواعد االخالق ومن هذا‬ ‫القبيل مخالفات المرور ومخالفات البناء التى ال يستهجنها شعور الجماعة‬ ‫ﻓﻴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻫﺎﻧﻰ ﺭﺯﻕ ﻣﺴﻴﺤﻪ ﺭﺯﻕ‬ ‫ولكن المشرع يعاقب عليها ‪.1‬‬ ‫مفهوم الجريمة من المنظور االخالقى ‪:‬‬ ‫اتجه رأى فى الفقة الى انتقاد المنظور القانونى للجريمة وذلك استناداً الى‬ ‫ضيق هذا المنظور فى مواجهة علم االجرام كما اتجه ايضا الى انتفاد المنظور‬ ‫االجتماعى للجريمة والذى يربط بين الجريمة وبين مخالفة قيم اجتماعية وذلك‬ ‫استناداً الى ان اعتبار المجتمع هو االساس فى تجريم الفعل امر مخالف‬ ‫للواقع فغالبا ما يكون المجتمع ظالماً فى ارائه ومعتقداته وبالتالى فال يمكن‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫‪2023/2024‬‬ ‫اعتبار الفعل جريمه فى حالة مخالفة هذا الظلم وليس أدل على ذلك من ان‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser