محاضرات في جغرافية مصر الطبيعية PDF

Document Details

RefreshedAgate7056

Uploaded by RefreshedAgate7056

كلية الآداب بدمياط

2002

الدكتور باسم خالف

Tags

geography egypt physical geography lectures

Summary

هذه المحاضرات تُقدم لمحة عن جغرافية مصر الطبيعية، ويشمل محتواها التغطية لموقع مصر، وحدودها، وأقاليمها المورفولوجية، بالإضافة إلى جيولوجية الأراضي، ووادي النيل، ودلتا النيل، ومنخفض الفيوم، والصحراء الغربية، والصحراء الشرقية، وشبه جزيرة سيناء، مع عرض لأهم الكتل الصخرية. المحاضرات مصممة لطلاب الجغرافيا في الجامعة.

Full Transcript

‫محاضـــــــرات‬ ‫في‬ ‫جغرافية مصر الطبيعية‬ ‫إعداد‬ ‫الدكتور ‪ /‬باسم خالف‬ ‫قسم الجغرافيا ‪ -‬كلية اآلداب بدمياط‬ ‫العام الجامعي ‪0202 - 0202‬‬ ‫‌‪-‬أ‪-‬‬...

‫محاضـــــــرات‬ ‫في‬ ‫جغرافية مصر الطبيعية‬ ‫إعداد‬ ‫الدكتور ‪ /‬باسم خالف‬ ‫قسم الجغرافيا ‪ -‬كلية اآلداب بدمياط‬ ‫العام الجامعي ‪0202 - 0202‬‬ ‫‌‪-‬أ‪-‬‬ ‫المقدمة‌‪‌ ‌-:‬‬ ‫تعد جغرافية مصر الطبيعية أحد المقررات الرئيسية التي تتضمنيا لوائح قسم‬ ‫الجغرافيا في كل الجامعة المصرية و منيا جامعة دمياط ‪.‬وقد تم إعداد ىذا المقرر‬ ‫بحيث يعطي لطالب الفرقة الرابعة جغرافيا كماً جغرافياً مكثفاً لكي يتحقق ليم اإللمام‬ ‫الكامل بجغرافية وطنيم ‪.‬وقد تضمن ىذا الكتاب تسعة فصول عرضت لمجوانب‬ ‫الجغرافية الطبيعية ألرض مصر حيث تناول الفصل األول موقع مصر و أىميتو‪.‬‬ ‫كما عرض بشكل مبسط ألقاليم مصر المورفولوجية الممثمة في الوادي و الدلتا و‬ ‫الصحراوين الشرقية و الغربية وشبو جزيرة سيناء ‪.‬أما الفصل الثاني فقد تناول‬ ‫جيولوجية األراضي المصرية ‪ ،‬حيث تناول التوزيع الجغرافي لمتكوينات األركية و‬ ‫تكوينات األزمنة الالحقة من األول و حتى الرابع ‪ ،‬وتضمن خالل ىذا العرض تناول‬ ‫األىمية االقتصادية لكل تكوين و األحداث التكتونية التي وقعت عبر العصور‬ ‫الجيولوجية المختمفة ‪ ،‬كما تناول البنية الجيولوجية لألراضي المصرية ‪.‬‬ ‫وقد أتى الفصل الثالث تحت عنوان وادي النيل ‪ ،‬وقد تضمن عرضاً لمخصائص‬ ‫المورفولوجية لمجرى النيل بداية من منطقة النوبة في الجنوب وحتى المصب في‬ ‫دمياط و رشيد ‪ ،‬كما تناول الخصائص المورفولوجية لموادي و السيل الفيضي و أىم‬ ‫الظاىرات الجيومورفولوجية عمى السيل الفيضي ‪.‬وتناول الفصل الرابع دلتا النيل‬ ‫من حيث نشأتيا و تطورىا و أىم الظاىرات المرتبطة بيا ‪.‬وأتى الفصل الخامس‬ ‫تحت عنوان منخفض الفيوم ‪ ،‬حيث تعرض لجيولوجية المنخفض ونشأتو و أشكال‬ ‫السطح الرئيسية بو مثل بحيرة قارون والشواطئ البحيرية القديمة و الحديثة و الحواف‬ ‫المحددة لممنخفض و بحر يوسف و فتحة الالىون ‪.‬كما تناول ىذا الفصل دراسة‬ ‫وادي الريان الواقع إلى الجنوب من منخفض الفيوم و أىم األشكال الرئيسية بو و‬ ‫المشروع التنموي الذي أقيم بو ونتائجو‪.‬‬ ‫‌‪-‬ب‪-‬‬ ‫وقد تناول الفصل السادس تضاريس الصحراء الغربية حيث تناول أىم السمات‬ ‫التضاريسية العامة في أولو ‪ ،‬ثم تناول التضاريس في اليضبة الرممية في الجنوب و‬ ‫اليضبة الجيرية في الوسط و اليضبة الميوسينية في الشمال ‪ ،‬وتعرض بالدراسة‬ ‫لممنخفضات الصحراوية الممثمة في الداخمة و الخارجة و البحرية و الفرافرة و القطارة‬ ‫و سيوه ‪ ،‬أما الفصل السابع فقد أتى تحت عنوان الصحراء الشرقية حيث تناول‬ ‫المالمح المورفولوجية لمصحراء الشرقية متضمناً عرضاً لخصائص ساحل البحر‬ ‫األحمر و السيل الساحمي ‪ ،‬باإلضافة إلى جبال البحر األحمر و ىضبة العبابدة و‬ ‫المعازة ‪.‬‬ ‫وتناول الفصل الثامن شبو جزيرة سيناء حيث تعرض لممالمح الجيولوجية ليا و‬ ‫مظاىر سطحيا و أقساميا المورفولوجية الرئيسية و خميجي السويس و العقبة ‪.‬‬ ‫وتناول الفصل التاسع مناخ مصر والنبات الطبيعي و التربة حيث تناول العوامل‬ ‫المؤثرة في المناخ المصري و توزيعات الضغط الجوي الرئيسية و أىم الكتل اليوائية‬ ‫وشتاء و األقاليم المناخية ‪ ،‬كما تناول‬ ‫ً‬ ‫المؤثرة في مناخ مصر وحالة المناخ صيفاً‬ ‫النبات الطبيعي و التربة في مصر حيث عرض ألىم النباتات و التي تتمثل في‬ ‫المانجروف و النباتات الصحراوية ‪ ،‬كما تعرض ألنواع التربات في األراضي‬ ‫المصرية وبخاصة التربة الصحراوية و التربة الفيضية ‪.‬وقد حاولت خالل إعداد ىذا‬ ‫العمل أن أجمع اآلراء المختمفة حول الظاىرات الرئيسية في جغرافية مصر حتى‬ ‫يتحقق لمطالب اإللمام الكامل بجغرافية مصر الطبيعية ‪.‬‬ ‫باسم‌خالف‌‌أغسطس‌‪‌ ‌‌0202‬‬ ‫‌‬ ‫‌‬ ‫‌‪-‬ج‪-‬‬ ‫فهرس‌المحتويات‌‪‌-:‬‬ ‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫مسلسل‬ ‫‪16 : 1‬‬ ‫موقع مصر وحدودها و أقاليمها المورفولوجية‬ ‫الفصل األول‬ ‫‪1‬‬ ‫أولا الموقع والحدود والمالمح العامة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ثانٌا ا أقالٌم مصر المورفولوجٌة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ثالثا ا المحمٌات الطبٌعٌة فً مصر‬ ‫‪3‬‬ ‫‪71 : 71‬‬ ‫جيولوجية مصر‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫‪11‬‬ ‫أولا‪ :‬التكوٌنات الجٌولوجٌة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬بنٌة األراضً المصرٌة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪45 : 74‬‬ ‫وادي النيل‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫‪53‬‬ ‫سمات المجرى‬ ‫‪1‬‬ ‫‪54‬‬ ‫كمٌة التصرٌف‬ ‫‪2‬‬ ‫‪55‬‬ ‫حمولة نهر النٌل‬ ‫‪3‬‬ ‫‪55‬‬ ‫اتجاهات المجرى و الوادي‬ ‫‪4‬‬ ‫‪51‬‬ ‫خصائص مجرى النٌل جنوب أسوان فً منطقة النوبة‬ ‫‪5‬‬ ‫‪64‬‬ ‫منطقة خانق كالبشة‬ ‫‪6‬‬ ‫‪61‬‬ ‫منطقة الجندل األول‬ ‫‪5‬‬ ‫‪65‬‬ ‫سهل كوم أمبو‬ ‫‪1‬‬ ‫‪69‬‬ ‫مورفولوجٌة وادى النٌل فً نطاق الهضبة الجٌرٌة‬ ‫‪9‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الجزر النٌلٌة‬ ‫‪14‬‬ ‫‪771 : 48‬‬ ‫دلتا نهر النيل ووادي الطميالن ومنخفض وادي النطرون‬ ‫الفصل الرابع‬ ‫‪15‬‬ ‫عوامل نشأة الدلتا‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫مراحل نشأة وتطور الدلتا‬ ‫‪2‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أفرع الدلتا‬ ‫‪3‬‬ ‫‪94‬‬ ‫معدل نمو الدلتا‬ ‫‪4‬‬ ‫‪94‬‬ ‫حركة هبوط الدلتا‬ ‫‪5‬‬ ‫‪96‬‬ ‫أهم الظاهرات الجٌومورفولوجٌة بالدلتا‬ ‫‪6‬‬ ‫‪91‬‬ ‫البحٌرات الشمالٌة‬ ‫‪5‬‬ ‫‪146‬‬ ‫وادى الطمٌالت‬ ‫‪1‬‬ ‫‪149‬‬ ‫وادي النطرون‬ ‫‪9‬‬ ‫‪717 : 777‬‬ ‫منخفض الفيوم‬ ‫الفصل‬ ‫الخامس‬ ‫‪114‬‬ ‫جٌولوجٌة المنخفض‬ ‫‪1‬‬ ‫‪116‬‬ ‫نشأة المنخفض‬ ‫‪2‬‬ ‫‪111‬‬ ‫أشكال السطح الرئٌسٌة فً منخفض الفٌوم‬ ‫‪3‬‬ ‫‪111‬‬ ‫التغٌرات البٌئٌة التً طرأت على البحٌرة حالل القرن العشرٌن‬ ‫‪4‬‬ ‫‪119‬‬ ‫أثر النشاط البشرى علً بحٌرة قارون‬ ‫‪5‬‬ ‫‪125‬‬ ‫محمٌة وادى الرٌان‬ ‫‪6‬‬ ‫‪129‬‬ ‫مشروع وادى الرٌان‬ ‫‪5‬‬ ‫‪129‬‬ ‫نتائج مشروع وادى الرٌان‬ ‫‪1‬‬ ‫‪131‬‬ ‫محمٌة وادى الحٌتان‬ ‫‪9‬‬ ‫‪771 : 711‬‬ ‫الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الساس‬ ‫‪134‬‬ ‫السمات العامة للصحراء الغربٌة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪134‬‬ ‫هضاب الصحراء الغربٌة‬ ‫‪2‬‬ ‫‌‪-‬د‪-‬‬ ‫‪136‬‬ ‫منخفضات الصحراء الغربٌة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪131‬‬ ‫األشكال الرملٌة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪139‬‬ ‫أهم أنواع األشكال الرملٌة فً الصحراء الغربٌة‬ ‫‪5‬‬ ‫‪143‬‬ ‫دراسة المنخفضات‬ ‫‪6‬‬ ‫‪145‬‬ ‫منخفض القطارة‬ ‫‪5‬‬ ‫‪141‬‬ ‫نطاق الساحل‬ ‫‪1‬‬ ‫‪751 : 751‬‬ ‫الصحراء الشرقية‬ ‫الفصل السابع‬ ‫‪151‬‬ ‫المالمح المورفولوجٌة العامة للصحراء الشرقٌة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪159‬‬ ‫الخصائص الجٌومورفولوجٌة للصحراء الشرقٌة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪741 : 781‬‬ ‫شبه جزيرة سيناء‬ ‫الفصل الثامن‬ ‫‪164‬‬ ‫المالمح الجٌولوجٌة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪163‬‬ ‫مظاهر السطح‬ ‫‪2‬‬ ‫‪117 : 747‬‬ ‫المناخ و النبات الطبيعي والتربة بمصر‬ ‫الفصل التاسع‬ ‫‪111‬‬ ‫أولا المناخ‬ ‫‪1‬‬ ‫‪111‬‬ ‫العوامل المؤثرة فى مناخ مصر‬ ‫‪2‬‬ ‫‪115‬‬ ‫الخصائص المناخٌة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪194‬‬ ‫األحوال المناخٌة صٌفا ا وشتا اء‬ ‫‪4‬‬ ‫‪196‬‬ ‫األقالٌم المناخٌة‬ ‫‪5‬‬ ‫‪199‬‬ ‫ثانٌا ا النبات الطبٌعً‬ ‫‪6‬‬ ‫‪242‬‬ ‫التربة‬ ‫‪5‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪--------------------------------------------------------------‬‬ ‫قائمة المراجع‬ ‫‪-1-‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫موقع مصر وحدودها و أقاليمها المورفولوجية‬ ‫أوالً الموقع والحدود والمالمح العامة ‪-:‬‬ ‫تمتاز مصر بموقع جغرافي هام‪ ،‬اذ تقع عند مجمع قارتي آسيا وأفريقيا‪ ،‬وعند مفرق بحرين‬ ‫داخليين يمتد احدهما إلى المحيط الهندي ومناطقه الحارة‪ ،‬ويمتد اآلخر إلى المحيط‬ ‫األطلسي ومناطقه الباردة‪.‬لذلك كانت مصر والتزال أرض الزاوية التى تجتمع عندها‬ ‫مسالك الشرق والغرب‪.‬والموقع الفلكي لمصر يمتد فيما بين دائرتي عرض ‪0٣ 03 ،٢٢‬‬ ‫شمال دائرة االستواء وخطى طول ‪ 03 03 ، ٢2‬شرق جرينتش ‪ ،‬ويمر مدار السرطان‬ ‫فى جنوب مصر ما ار ببحرة ناصر عند منطقة كالبشة حنبوبي أسوان بحوالي ‪ 52‬كيلو‬ ‫مترا‪ ،‬ويقع ما يقرب من ربع األراضى المصرية جنوبه والباقي إلي الشمال منه‪.‬‬ ‫شكل رقم ( ‪ ) 1‬الموقع الفلكي لمصر‬ ‫وهذا الموقع الفلكي جعل مصر تتوزع بين العروض المدارية فى الجنوب والعروض شبه‬ ‫‪-2-‬‬ ‫المدارية وشبه المعتدلة فى الشمال‪.‬وهذا الموقع كان سبباً رئيسياً في حالة الجفاف و‬ ‫الحرمان من األمطار على غالبية األراضي المصرية باستثناء األطراف الشمالية المطلة‬ ‫على البحر المتوسط و التي تحظى ببعض أمطار مناخ البحر المتوسط ‪.‬والشك في أن‬ ‫حرمان األراضي المصرية من األمطار و مناخها الحار يرجع إلى عاملين أساسين وهما‪-:‬‬ ‫‪ )٣‬استواء سطح األطراف الشمالية لمصر مما ساعد على زحف المؤثرات الحارة نحو‬ ‫الشمال ‪.‬‬ ‫‪ )٢‬وامتداد السواحل المصرية الشمالية من الشرق إلى الغرب بمحاذاة اتجاه األعاصير في‬ ‫حوض البحر المتوسط ‪.‬‬ ‫ويحد مصر شماال البحر المتوسط وهو حد طبيعي تمتد السيادة المصرية فيه لمسافة ‪٣٢‬‬ ‫ميل بحرى وطبقاً لما حددته قوانين المياه اإلقليمية الصادرة عن األمم المتحدة ‪.‬ويحدها‬ ‫شرقا البحر االحمر وخليج العقبة الذى يفصلها عن المملكة العربية السعودية‪.‬وتبدا بعد‬ ‫ذلك الحدود الشرقية البرية التى تبلغ نحو ‪ ٢٣3‬كيلو مت ار من رأس خليج العقبة عند راس‬ ‫طابا فى اتجاه عام نحو الشمال الغربي حتى البحر المتوسط شرق مدينة رفح بكيلو متر‬ ‫واحد ويفصل هذا الخط بين مصر وفلسطين المحتلة‪ ،‬مرورا‪.‬‬ ‫أما الحدود الغربية بين مصر وليبيا فتبدأ على بعد عشرة كيلو مترات شمال غرب السلوم‬ ‫عند بئر الرملة‪ ،‬ثم تتجه نحو الجنوب الغربي إلى سيدى عمر ومنها نحو الجنوب مارة‬ ‫ببئر الشقة‪.‬وتتثنى الحدود بعد ذلك نحو الجنوب الغربي حتى قبيل واحة جغبوب اذ تتجه‬ ‫فجأة نحو الجنوب الشرقي تاركة هذه الواحة فى األراضى الليبية‪.‬ويسير الحد بعد ذلك مع‬ ‫خط طول ‪ ٢2‬شرقا لمسافة تقترب من ‪ 533‬كيلو متر حتى يلتقي بدائرة عرض ‪ ٢٢‬شماال‬ ‫على السفوح الشمالية لجبل العوينات‪.‬ويبدو أيضا أن هذه الحدود ليست طبيعية‪ ،‬اذ‬ ‫فصلت بين واحتى سيوه وجغبوب بينما يقعان فى منخفض واحد‪.‬وحيث تنتهى الحدود‬ ‫الغربية تبدأ الحدود الجنوبية وهى أطول الحدود البرية ‪ 5٣٢‬كيلر مت ار حيث تبدأ من‬ ‫السفوح الشمالية بجبل العوينات ثم يسير الحد السياسي شرقا مع خط عرض ‪ ٢٢‬شماال‬ ‫حتى رأس حدربة الى الجنوب قليال من بلدة حاليب على ساحل البحر األحمر‪.‬‬ ‫وعلى ضوء ذلك يمكننا القول بأن الحدود الفاصلة بين أراضي مصر وأراضي كل من‬ ‫‪-3-‬‬ ‫فلسطين وليبيا والسودان ال يمكن أن تكون اال حدودا صورية جاءت نتيجة التفاقات‬ ‫سياسية اذ أن األسس الجغرافية للحدود الطبيعية الصحيحة ال يتوفر منها أساس واحد‬ ‫يمكن أن تستند اليه‪.‬وقد أفادت مصر من موقعها الجغرافى الممتاز فى معظم أدوار‬ ‫تاريخها‪ ،‬فتحكمت فى طرق التجارة في العصور القديمة والوسطى وضاعف ذلك موارد‬ ‫ثروتها‪.‬واليزال لموقعها أهميته الخاصة فى المواصالت العالمية حتى الوقت الحاضر‪.‬‬ ‫لكن هذا الموقع كان وباال على مصر في عصور الضعف‪ ،‬فمكن كثي ار من الغزوات‬ ‫وموجات الهجرة من الوصول إلى أرض مصر‪.‬وتبلغ مساحة أرض مصر حوالي مليون‬ ‫كيلو متر مربع وهذه المساحة مندمجة حيث يتقارب طولها مع عرضها ‪ ،‬فامتداد مصر‬ ‫من الجنوب إلى الشمال يقدر بنحو ‪ ٣350‬كم و من الشرق إلى الغرب يقدر بنحو ‪٣٣٢1‬‬ ‫كم ‪ ،‬وبهذا فإن معامل اندماج الرقعة المصرية يقدر بحوالي ‪ ، 39.2‬كما أن العاصمة‬ ‫المصرية القاهرة تقع في منطقة منيعة حيث تتوسط المعمور المصري ويحميها من الشرق‬ ‫الصحراء الشرقية و من الغرب الصحراء الغربية ‪.‬وموارد مصر وفيرة و متنوعة لعل‬ ‫أبرزها هو التربة الفيضية الخصبة في الوادي و الدلتا ‪ ،‬و المورد المائي الدائم المتمثل في‬ ‫نهر النيل باإلضافة إلى مكنون أراضيها من ثروات معدنية و مصادر للطاقة ‪.‬‬ ‫وتعتبر مصر مرك از مشتركا لثالثة عوالم نامية‪.‬فهي بحكم موقعها وثقلها االقليمى تمثل‬ ‫قلب العالم العربي ومرك از حيا من مراكز العالم اإلسالمي وركنا أساسيا في العالم اإلفريقي‪،‬‬ ‫لكل ذلك أصبحت مصر أمه وسطا في الموقع وفي الدور الحضاري والتاريخي والسياسي‪.‬‬ ‫ولعله في هذا العطاء الطبيعي والبشرى يكمن سر بقاء مصر وحيويتها على مر العصور‪.‬‬ ‫وتتكون أرض مصر من نواة أركية قديمة‪ ،‬هي جزء من الكتلة العربية النوبية والتي تُعد‬ ‫تعرض‬ ‫جزءاً من الدرع األفريقي؛ والذي كان ُيمثل قلب قارة جندوانا في الزمن األركي‪.‬وقد ّ‬ ‫الدرع األفريقي بمختلف أجزائه لتأثيرات العديد من العوامل عبر العصور‪ ،‬لذلك أخذت‬ ‫أرض مصر تنمو صوب الشمال على حساب بحر تثيس‪.‬وبلغت مصر في نهاية الزمن‬ ‫الجيولوجي الثالث مساحتها الحالية‪ ،‬وتشكلت مالمح سطحها وسواحلها كما هي اآلن في‬ ‫الزمن الرابع‪.‬وقد تكونت التربة المصرية في وادي النيل ودلتاه من تراكم طمي النيل الذي‬ ‫اُشتق أصالً من فتات صخور هضبة الحبشة‪ ،‬والذي بدأ يرد إلى مصر منذ نحو ‪٣3‬‬ ‫آالف سنة‪.‬‬ ‫‪-4-‬‬ ‫وتحتوي أرض مصر عدد كبير من الجبال منها سلسلة جبال البحر األحمر والتي تمتد من‬ ‫أقصى الشمال عند رأس خليج السويس حتى تندمج في هضبة الحبشة في الجنوب محاذية‬ ‫لساحل البحر‪ ،‬وتتكون من صخور أركية قديمة نارية ومتحولة‪ ،‬ويوجد بها هضبة الجاللة‬ ‫البحرية (‪ ٣٢٢0‬متر)‪ ،‬وهضبة الجاللة القبلية (‪ ٣05٢‬متر)‪ ،‬وكذلك جبل عتاقة المطل‬ ‫على مدينة السويس ‪ ،‬وأعلى قمم هذه السالسل في مصر هو جبل الشايب (‪ ٢٣1٣‬متر)‬ ‫وجبل حماطه (‪ ٣.51‬متر ‪.‬‬ ‫شكل رقم (‪ )2‬تضاريس مصر‬ ‫كذلك يوجد سلسلة جبال سانت كاثرين التي تقع في جنوب سيناء ‪ ،‬ويعتبر من أعلى‬ ‫الجبال في سيناء فضالً عن كونه أعلى جبال مصر ‪ ،‬ويبلغ ارتفاعه ‪ ٢30٢‬متر فوق‬ ‫‪-5-‬‬ ‫سطح البحر‪ ،‬وتتساقط عليه الثلوج في فصل الشتاء‪ ، ،‬ويعد جبل موسى من أكثر الجبال‬ ‫الموجودة في جنوب سيناء شهرة ويزيد ارتفاعه عن ‪ ٢333‬متر فوق سطح البحر ويشتهر‬ ‫كمزار سياحي‪ ،‬وجبل البنات و يقع بجوار وادى في ارن‪.‬و جبل العوينات الذي يقع في‬ ‫منطقة الحدود فيما بين ليبيا و مصر والسودان‪ ،‬ويغطي مساحة قدرها ‪ ٣233‬كيلومتر‬ ‫مربع ‪.‬ويتكون جبل العوينات من الصخور النارية التي تكونت نتيجة انصهار الماجما‬ ‫تحت سطح األرض‪ ،‬أي أن صخوره ناريه جوفيه‪.‬‬ ‫وتحتوي أرض مصر على ثالث مناطق صحراوية وهي‪ :‬الصحراء الشرقية الواقعة شرق‬ ‫نهر النيل وغرب البحر األحمر وتبلغ مساحتها حوالى ‪ ٢٢0‬ألف كم‪ ، ٢‬ومن أبرز‬ ‫معالمها جبال البحر األحمر وبعض األودية‪.‬المنطقة الثانية وهي الصحراء الغربية تشغل‬ ‫حوالى ‪ 313‬ألف كم‪ ، ٢‬والتي تمتد غرب نهر النيل وتتميز بوجود الواحات البحرية‬ ‫والخارجة والفرافرة وسيوه ‪ ،‬كذلك المناطق الصحراوية المتواجدة في شبه جزيرة سيناء التي‬ ‫تبلغ مساحتها حوالى ‪ 3٣‬ألف كم‪. ٢‬‬ ‫وتطل مصر على مسطحات مائية هامة ساهمت في الرواج السياحي لمصر من جانب و‬ ‫من جانب آخر كانت بمثابة الحماية و الممول االقتصادي الهام لالقتصاد المصر خاصة‬ ‫في مجال استخراج الثروات البحرية ‪.‬وتتمثل تلك المسطحات في البحر األحمر من جهة‬ ‫الشرق والبحر المتوسط من جهة الشمال‪.‬ويمر بها وبطول البالد نهر النيل الذي يمتد من‬ ‫أقصى الجنوب ومرو ار بالدلتا ويصب في فرعي رشيد ودمياط ‪.‬و يوجد في مصر ‪٣٣‬‬ ‫بحيرة طبيعية منها بحيرة المنزلة و البرلس و البردويل والبحيرات المرة والتمساح باإلضافة‬ ‫إلى بحيرة ناصر الصناعية‪.‬‬ ‫وتضم أرض مصر عدداً كبي اًر من الجزر البحرية والنهرية يقدر عددها بنحو ‪٣301‬‬ ‫جزيرة معظمها غير مأهول‪ ،‬يوجد في نهر النيل منها حوالي ‪ ٣00‬جزيرة أشهرها هي‪:‬‬ ‫جزيرة الرحمانية وجزيرة محروس وجزيرة فيلة وجزيرة الوراق وجزيرة الزمالك (منطقة الجزيرة)‬ ‫وجزيرة الروضة وجزيرة الذهب وجزيرة النباتات وجزيرة بجح وجزيرة سهيل وجزيرة القرصاية‬ ‫‪.‬ويضاف إلى ما سبق جزر البحر األحمر ومنها‪ :‬جزيرة شدوان وجزيرة فرعون وجزيرة‬ ‫الزبرجد وجزر الجفتون وجزيرة الفنادير وجزيرة تيران وجزيرة صنافير وجزيرة أبو منقار‬ ‫وجزيرة روكي وجزيرة مكوى‪.‬أما في البحر المتوسط يوجد به جزيرة جريشة أو جزيرة‬ ‫‪-6-‬‬ ‫نيلسون وهى قريبة من ساحل اإلسكندرية على بعد ‪ 0‬كيلو مترات شمال خليج أبو قير‬ ‫ومساحتها الحالية حوالي ‪ ٢٣033‬متر مربع وهي جزيرة مشهورة لهواة الصيد والغطس‪.‬‬ ‫ويتأثر مناخ مصر بعدة عوامل أهمها الموقع ومظاهر السطح والنظام العام للضغط‬ ‫والمنخفضات الجوية والمسطحات المائية‪ ،‬حيث ساعد ذلك كله على تقسيم مصر إلى عدة‬ ‫أقاليم مناخية متميزة ‪.‬فتقع أغلب مساحة مصر في اإلقليم المداري الجاف فيما عدا‬ ‫األطراف الشمالية التي تدخل في المنطقة المعتدلة الدفيئة التي تتمتع بمناخ شبيه بإقليم‬ ‫مناخ البحر المتوسط الذي يتميز بالح اررة والجفاف في أشهر الصيف وباالعتدال في‬ ‫الشتاء مع سقوط أمطار قليلة تتزايد على الساح ‪ ،‬وتقل باالتعاد عنه نحو الجنوب إلى أن‬ ‫تتالشي في الصعيد‪.‬‬ ‫وقد ساهم الموقع الفلكي أيضا زيادة كمية االشعاع الشمسي الواصل إلى سطح مصر ‪،‬‬ ‫ففي فصل الصيف تتعامد أشعة عمودية على مدار السرطان جنوب البالد وقريبة من‬ ‫العمودية على معظم األنحاء‪ ،‬وفي فصلي الربيع والخريف تكون أشعة الشمس متوسطة‬ ‫القوة وال تضعف إال خالل شهور فصل الشتاء عندما تكون أشعة الشمس عمودية على‬ ‫مدار الجدي ‪ ،‬وبالتالي ال تحرم أرض مصر من رؤية أشعة الشمس في أي يوم من العام‬ ‫‪.‬وبسبب هذا الموقع المداري أيضاً فإن طول النهار يزداد في فصل الصيف ليصل إلى‬ ‫حوالي ‪ ٣0‬ساعة مما يزيد من كمية األشعة الشمسية التي تصل إلى األرض في هذه‬ ‫الفترة‪.‬‬ ‫وبالنسبة للرطوبة‪ ،‬فإنها ترتفع في فصل الشتاء خاصةً في القسم الشمالي للبالد؛ حيث‬ ‫يصل متوسط الرطوبة النسبية إلى ‪ %13‬في شمال البالد‪ ،‬و‪ %03‬في أقصى الجنوب ‪،‬‬ ‫وتتراوح ما بين ‪ %33‬و‪ %53‬على سواحل البحر األحمر وشبه جزيرة سيناء‪.‬أما في‬ ‫فصل الصيف فإنها تنخفض في شهر يوليو‪ ،‬وتتراوح الرطوبة النسبية في المناطق‬ ‫الساحلية ما بين ‪ %33‬و‪ %53‬في يوليو وأغسطس‪ ،‬بينما تنخفض إلى ‪ %٢3‬في أقصى‬ ‫جنوب البالد‪.‬أما في الفصول االنتقالية وهما الربيع والخريف فتكون الرطوبة النسبية وسطاً‬ ‫بين الشتاء والصيف‪.‬‬ ‫وبحسب الموقع الفلكي للبالد‪ ،‬فإن أطرافها الشمالية تقع على مشارف العروض الوسطى‪،‬‬ ‫‪-7-‬‬ ‫كما أن باقي أجزائها تقع داخل العروض المدارية الحارة والجافة حيث يسيطر الضغط‬ ‫المرتفع دون المداري وما يصحبه من هواء هابط يقلل من فرص سقوط األمطار‪.‬كما أن‬ ‫هذه العروض تسود بها على السطح الرياح التجارية الجافة والتي تتميز بقابليتها لحمل‬ ‫بخار الماء؛ ألنها تسخن كلما تقدمت جنوباً إلى خط االستواء ‪،‬أي انها ال تسقط أمطا اًر‬ ‫في هذه العروض بل تساعد على التبخر فقط‪.‬كذلك تتأثر مصر بجميع الكتل الهوائية‬ ‫المعروفة‪ ،‬فالكتل الهوائية القطبية تأتي إلى مصر بنوعيها القاري والبحري‪ ،‬فاألولى‬ ‫مصدرها شرق أوروبا ووسط آسيا والثانية من شمال المحيط األطلنطي‪.‬كذلك تأتي لمصر‬ ‫الكتل المدارية سواء كانت قارية ومصدرها الصحراء الكبرى أو البحرية ومصدرها المحيط‬ ‫األطلنطي في العروض المدارية الدفيئة‪.‬‬ ‫وخالل فصل الشتاء تغلب على شمال مصر الرياح الجنوبية الشرقية والشمالية الغربية‬ ‫والغربية؛ خاصةً الساحل الشمالي الغربي والدلتا‪.‬وفي مصر الوسطى ومصر العليا تسود‬ ‫الرياح الشمالية‪.‬أما في الربيع فتبدأ الرياح الغربية في التراجع بينما تتقدم الرياح الشمالية‬ ‫وذلك بشكل عام‪.‬ولفصل الصيف نمطاً مختلفاً للرياح السطحية‪ ،‬فالرياح الشمالية وأفرعها‬ ‫تطغى على كل االتجاهات وتستحوذ على أكبر نصيب من اتجاهات الرياح‪ ،‬وتعرف‬ ‫بالرياح التجارية وهي رياح جافة وتعرف بين العوام بـالهواء البحري‪.‬ويعد فصل الخريف‬ ‫فترة إنتقالية بين ظروف الصيف والشتاء في مصر‪ ،‬فتبدأ الرياح الشمالية بالتراجع وقد‬ ‫يحدث بعض الخلل في توزيعات الرياح‪.‬‬ ‫ويقل معدل سقوط األمطار في مصر بشكل عام ويتركز بطول الساحل الشمالي‪ ،‬حيث‬ ‫يبدأ موسم الشتاء في مصر من أكتوبر حتى مايو ويصاحب سقوط األمطار وجود جبهات‬ ‫ساخنة وباردة ‪.‬وتستمر فترة سقوط األمطار عادة من يوم إلى أربعة أيام وكنتيجة لظروف‬ ‫استثناء ‪.‬ويتراوح معدل سقوط األمطار‬ ‫ً‬ ‫معينة فقد يزداد سقوط االمطار إال أن ذلك يشكل‬ ‫في القاهرة ما بين ‪ ٢‬إلى ‪ 2‬مم في العام ‪ ،‬و في الساحل الشمالي يمكن لألمطار أن تصل‬ ‫إلى ‪ 0٣3‬ملم ما بين شهري أكتوبر ومارس‪ ،‬أما في المناطق الداخلية فإن هناك انخفاضا‬ ‫حادا يصل إلى ‪ 23‬مم في منطقة وسط الدلتا‪.‬ويستمر االنخفاض في كمية االمطار‬ ‫المتساقطة باالتجاه جنوبا في المناطق الداخلية لتصل عند أسوان إلى ‪ ٣‬مم‪ ،‬وفي بعض‬ ‫السنوات تسقط إمطار غزيرة على مرتفعات جنوب سيناء ومرتفعات البحر األحمر فتندفع‬ ‫‪-8-‬‬ ‫في األودية الجافة على شكل سيول جارفه‪.‬‬ ‫وأقل درجات للح اررة في مصر تكون في شهور فصل الشتاء الثالثة ديسمبر ويناير‬ ‫وفبراير‪ ،‬وأدنى درجات للح اررة في مصر تكون في مرتفعات شبه جزيرة سيناء‪ ،‬حيث تصل‬ ‫متوسطات شهر يناير إلى ‪ °2‬مئوية وتصل إلى ‪ °٣3‬مئوية على هوامش المرتفعات‪،‬‬ ‫وذلك بسبب تأثير عامل ارتفاع سطح األرض‪.‬كذلك تنخفض ح اررة الشتاء على مصر‬ ‫الوسطى واألجزاء المتاخمة لها في نفس خطوط العرض في الصحراوين الشرقية والغربية ‪،‬‬ ‫أما األطراف الشمالية للبالد ُيالحظ انها أكثر دفئاً في فصل الشتاء بسبب تأثير البحر‬ ‫المتوسط الملطف للبرودة‪ ،‬وجنوب الصعيد يكون أكثر دفئاً كذلك بسبب تأثير خطوط‬ ‫العرض‪.‬وتقل متوسطات ح اررة الشتاء في الجزء األوسط إلى ‪ °٣٢‬مئوية‪ ،‬بينما ترتفع إلى‬ ‫‪ °٣2‬مئوية في الشمال‪ ،‬و‪ °٣1‬مئوية في الجنوب‪.‬‬ ‫أما في شهور فصل الصيف يونيو ويوليو وأغسطس فترتفع الح اررة إلى حدودها القصوى‪،‬‬ ‫وتتراوح متوسطات فصل الصيف بين ‪ °٢1‬مئوية و‪ °٢.‬مئوية في الشمال‪ ،‬و ‪ °03‬مئوية‬ ‫إلى ‪ °0٢‬مئوية في الجنوب‪.‬أما في سيناء فإن الح اررة تقل في اتجاهين نحو الساحل‬ ‫الشمالي بسبب تأثير البحر المتوسط لتكون ح اررتها مثل مثيالتها من السواحل الشمالية‬ ‫على نفس البحر‪ ،‬كما تقل في منطقة المرتفعات الوسطى لتدور حول ‪ °٢2‬مئوية‪ ،‬أما‬ ‫األجزاء األخرى فهي حارة شأنها شأن بقية جهات مصر‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للفصلي الربيع والخريف فإنهما فصول إنتقالية اعتدالية‪ ،‬ففي الربيع تبدأ ظروف‬ ‫الشتاء في التراجع تدريجياً‪ ،‬وعادةً يكون متوسط النهايات العظمى في هذا الفصل بين‬ ‫‪ °٢0‬مئوية في الشمال و‪ °00‬مئوية في الجنوب‪ ،‬غير أنها ممكن أن تنخفض ليالً لتتراوح‬ ‫ما بين ‪ °.‬مئوية و‪ °٣3‬مئوية في الشمال والوسط؛ والى ‪ °٣٣‬مئوية و‪ °٣٢‬مئوية في‬ ‫الجنوب‪.‬أما خريف البالد فيتميز أنه ال يوجد به تطرفات ح اررية كاالنخفاضات‬ ‫الخماسينية في الربيع‪ ،‬وقد يأتي ببعض األمطار المبكرة‪ ،‬ولذلك ُيعد فصل الخريف أفضل‬ ‫وأنسب فصول السنة في مصر من حيث راحة اإلنسان‪ ،‬خاصةً شهر نوفمبر‪.‬وتتراوح‬ ‫درجات الح اررة العظمى في الخريف بين ‪ °٢5‬مئوية في الشمال و‪ °02‬في الجنوب‪.‬‬ ‫‪-9-‬‬ ‫ثانياً أقاليم مصر المورفولوجية ‪-:‬‬ ‫‪ ‬إقليم وادي النيل و الدلتا ‪-:‬‬ ‫تبلغ مساحة إقليم وادي النيل و الدلتا ‪ 00‬ألف كيلو متر مربع موزعة بواقع ‪ ٢٢‬ألف كيلو‬ ‫متر مربع مساحة الوادي من بداية دخول النيل لألراضي المصرية عند قرية أدندان وحتى‬ ‫نقطة التفرع شمال القاهرة بحوالي عشرين كيلو متر ‪ ،‬و ‪ ٣٣‬ألف كيلو متر مربع هي‬ ‫مساحة الدلتا المحصورة بين فرعي دمياط و رشيد ‪.‬ويتميز وادي النيل في الجزء من‬ ‫مجراه داخل األراضي المصرية بعدم اقترانه بأية روافد تمده بالمياه فيما عدا األودية الجافة‬ ‫التي تفيض بالمياه على فترات متباعدة ‪.‬ولعل هذا من بين األسباب التي أدت إلى‬ ‫تناقص مائية نهر النيل خالل جريانه فوق أرض مصر حيث يضيع جانب كبير من المياه‬ ‫بالتبخر و التسرب وال يوجد ما يعوضها من أمطار أو روافد ‪.‬‬ ‫شكل رقم (‪ )3‬مرئية فضائية لمصر‬ ‫وتظهر الصخور النارية على مجرى نهر النيل في موضعين أولهما هو منطقة خانق‬ ‫كالبشة ‪ ،‬و الثانية في منطقة الجندل األول جنوب أسوان بسبعة كيلو مترات ‪.‬ويحدد‬ ‫‪-11-‬‬ ‫مجرى النهر خالل الثالثمائة كيلو متر األولى داخل األراضي المصرية الحواف المكونة‬ ‫من الصخور الرملية ثم يحل محلها بعد ذلك صخور الحجر الجيري والتي تظهر على‬ ‫جانبي ثنية قنا ‪.‬وتنحدر مياه نهر النيل من ارتفاع ‪ ٣٢2‬متر فوق مستوى سطح البحر‬ ‫المتوسط عند وادي حلفا ‪ ،‬إلى ‪.٢‬متر عند أسوان أي بمعدل انحدار قدره متر واحد لكل‬ ‫أحد عشر كيلو متر ‪.‬‬ ‫ويتميز السهل الفيضي في مصر بتزايد اتساعه كلما اتجهنا نحو الشمال حيث يصل‬ ‫اتساعه إلى ‪ ٢91‬كيلو متر عند أسوان ‪ ،‬وحوالي ‪ ٣59٢‬كيلو متر ‪ ،‬ويبلغ المتوسط العام‬ ‫للسهل الفيضي عشرة كيلو مترات ‪ ،‬وال يزيد اتساع المقطع العرضي للنهر في مصر عن‬ ‫‪ 523‬متر ‪.‬ويلتزم مجرى النهر فيما بين أسيوط و القاهرة الجانب األيمن من سهله‬ ‫الفيضي حيث تقترب الحواف الصحراوية من المجرى ‪.‬ويتفرع النهر إلى الشمال من‬ ‫القاهرة إلى فرعين هما دمياط و رشيد حيث يبلغ طول األول قرابة ‪ ٢02‬كيلو متر ‪ ،‬و‬ ‫الثاني ‪ ٢0.‬كيلو متر ‪.‬ويقع إلى الجنوب الغربي من دلتا النيل منخفض الفيوم و الذي‬ ‫يتصل بالنيل مباشرة عن طريق بحر يوسف الذي يقترن بنهر النيل عن طريق فتحة‬ ‫الالهون ( يطلق عليها الهوارة ) ‪ ،‬وتبلغ مساحة المنخفض ‪ ٣533‬كيلو متر مربع ‪،‬‬ ‫ويحتل أخفض بقاعة بحيرة قارون التي تقدر مساحتها بمائتي كيلو متر مربع ‪ ،‬وتقع في‬ ‫شمال المنخفض على منسوب أدنى من مستوى سطح البحر بحوالي ‪ 02‬متر‪.‬‬ ‫‪ ‬إقليم الصحراء الغربية ‪-:‬‬ ‫تقدر مساحة الصحراء الغربية بثلثي مساحة الدولة المصرية حيث تبلغ ‪ 31٣‬ألف كيلو‬ ‫متر مربع ‪.‬وتتألف الصحراء الغربية من أسطح مستوية نتجت عن فعل عوامل التعرية‬ ‫خالل التاريخ الجيولوجي الطويل ‪ ،‬ويفصل بين تلك األسطح المنخفضات الصحراوية مثل‬ ‫القطارة و سيوه و الخارجة و الداخلة و الفرافرة ‪.‬وتحتل القسم الجنوبي منها هضبة الجلف‬ ‫الكبير التي تتألف من صخور الخرسان النوبي ‪ ،‬ويبلغ متوسط ارتفاعها ألف متر فوق‬ ‫مستوى سطح البحر ‪.‬وتنحدر تلك الهضبة نحو الشرق بحواف شديدة االرتفاع حيث‬ ‫تشرف على منخفض كبير يقع في شرقه الواحات الخارجة ‪ ،‬وفي غربة الواحات الداخلة و‬ ‫أبو منقار‪.‬‬ ‫‪-11-‬‬ ‫والى الشمال من هضبة الجلف توجد هضبة مؤلفة من الحجر الجيري يبلغ متوسط‬ ‫ارتفاعها ‪ 233‬متر فوق سطح البحر و تغطي القسم الشمالي من الصحراء الغربية ‪،‬‬ ‫وتطل تلك الهضبة على وادي النيل بحواف شديدة االنحدار ‪ ،‬كما تطل على منخفضات‬ ‫الداخلة و الخارجة بحواف عظيمة االرتفاع ‪ ،‬وتعرف تلك الهضبة بالهضبة الوسطى أو‬ ‫الهضبة اإليوسينية‪.‬ويحد تلك الهضبة الجيرية من الشمال منخفضات القطارة و سيوه ‪.‬‬ ‫وقد حفر في تلك الهضبة الجيرية منخفضان كبيران هما منخفض الفرافرة و الذي تربو‬ ‫مساحته على عشرة أالف كيلو متر مربع ‪ ،‬و منخفض البحرية الذي تبلغ مساحته ‪٣133‬‬ ‫كيلو متر مربع ‪.‬وتعد منخفضات القطارة و سيوه في شمال الصحراء الغربية جزءاً من‬ ‫منخفض كبير يضم منخفضات القطارة و سيوه في مصر‪ ،‬و جغبوب و الكفرة في ليبيا‪.‬‬ ‫ويقع قاع منخفض سيوه دون مستوى سطح البحر بحوالي ‪ ٣5‬متر بينما يقع ثلثي مساحة‬ ‫منخفض القطارة أدنى من مستوى سطح البحر بنحو ‪ 23‬متر ‪.‬‬ ‫شكل رقم (‪ )4‬أقسام مصر المورفولوجية‬ ‫‪-12-‬‬ ‫و إلى الشمال من منخفض القطارة و سيوه تمتد هضبة مكونة من صخور الحجر الجيري‬ ‫الميوسيني على شكل مثلث رأسه غرب الدلتا و قاعدته على امتداد الحدو بين مصر و‬ ‫ليبيا ‪ ،‬و تسمى تلك الهضبة بهضبة مارمريكا ‪ ،‬وتطل تلك الهضبة على مياه البحر‬ ‫المتوسط بحواف شديدة االنحدار و ال تترك بينها وبين المياه سوى سهل ساحلي ضيق ‪.‬‬ ‫وتتميز الصحراء الغربية بعدة سمات تتفرد بها عن الصحراء الشرقية و سيناء وهي ‪-:‬‬ ‫‪ )٣‬خلوها من خطو التصريف المائي باستثناء بعض المسيالت الدقيقة التي تنحدر نحو‬ ‫البحر المتوسط أو إلى النيل في الشرق ‪.‬‬ ‫‪ )٢‬يسود بالصحراء الغربية نمط التصريف المركزي حيث تنحدر مياه األمطار إلى‬ ‫المنخفضات التي تزركش سطح الصحراء ‪.‬‬ ‫‪ )0‬تزخر الصحراء الغربية بالعديد من األشكال الرملية التي تنتشر فوق سطحها وتغطي‬ ‫خمسي مساحتها وتتمثل في بحر الرمال ‪ ،‬و غرد أبو المحاريق ‪.‬‬ ‫‪ )0‬تعاني الصحراء الغربية من الجفاف الشديد حيث تفتقر إلى المياه باستثناء تلك الينابيع‬ ‫و اآلبار االرتوازية التي تظهر في قيعان المنخفضات الصحراوية لتمثل واحات يتركز‬ ‫حولها السكان ‪ ،‬كما في واحات الوادي الجديد وسيوه ‪.‬‬ ‫‪ ‬الصحراء الشرقية ‪-:‬‬ ‫تبلغ مساحة الصحراء الشرقية ‪ ٢٢0‬كيلو متر مربع بما يزيد قليالً على خمس مساحة‬ ‫القطر المصري‪ ،‬و يحدها من الشرق البحر األحمر و اذراعه خليج السويس و الممر‬ ‫المائي الصناعي الممثل في قناة السويس ‪ ،‬أما حدها الغربي فيتمثل في نهر النيل بسهله‬ ‫الفيضي و دلتاه‪.‬ومن أبرز مالمحها التضاريسية احتوائها على سالسل جبال البحر‬ ‫األحمر التي تتألف من صخور بللورية شديدة الصالبة ‪ ،‬مزقتها الصدوع التي نشأت تحت‬ ‫تأثير الحركات التكتونية المسئولة عن نشأة البحر األحمر و األخدود اإلفريقي ‪.‬ويحد‬ ‫جبال البحر األحمر من الشمال هضبتي الجاللة القبلية و البحرية و كتلة جبل عتاقة ‪.‬‬ ‫وتتخذ تلك الجبال شكل السلسلة الفقرية والتي تظهر على هيئة مثلث تقع رأسه عند دائرة‬ ‫عرض ‪ ٢1‬درجة شماالً حيث توجد كتل جبل أم تناصيب ‪ ،‬و تقع قاعدة المثلث على‬ ‫وتحتوي جبال‬ ‫امتداد الحدود المصرية السودانية المنطبقة على دائرة عرض ‪ ٢٢‬شماالً‪.‬‬ ‫البحر األحمر على العديد من القمم الجبلية شاهقة االرتفاع ‪ ،‬أعالها قمة جبل الشايب‬ ‫‪-13-‬‬ ‫التي تبلغ ‪ ٢٣15‬متر فوق مستوى سطح البحر ‪ ،‬وجب علبة في اقصى الجنوب الشرقي‬ ‫حيث يصل ارتفاعها إلى ‪ ٣003‬متر ‪ ،‬وكتلة جل الفرايد التي تقع عند مدار السرطان‬ ‫ويبلغ ارتفاعها ‪ ٣033‬متر ‪ ،‬وقمة جبل حماطة التي تربو على ‪ ٣.51‬متر ‪.‬وتنهي‬ ‫جبال البحر األحمر في الشمال بهضبة الجاللة القبلية و التي يصل ارتفاعها إلى ‪٣033‬‬ ‫متر ‪ ،‬و هضبة الجاللة البحرية ‪ ٣٢52‬متر ‪.‬‬ ‫وتنقسم الصحراء الشرقية فيما بين وادي النيل وجبال البحر األحمر إلى هضبتين يفصل‬ ‫بينهما الطريق الواصل بين قنا و القصير ‪.‬وتعرف الهضبة الشمالية باسم هضبة المعازة‬ ‫و هي هضبة مؤلفة من صخور جيرية ‪ ،‬ويفصل وادي قنا بين تلك الهضبة و جبال البحر‬ ‫األحمر و الذي يجري من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي حيث يتصل بوادي النيل‬ ‫عند قنا و يبلغ طولة أكثر من ثالثمائة كيلو متر ‪.‬أما الهضبة الثانية و التي تشغل القسم‬ ‫الجنوبي من الصحراء الشرقية فهي هضبة العبابدة والتي تتكون من صخور الحجر الرملي‬ ‫وتتسم بأنها أقل ارتفاعاً من الهضبة الجيرية في الشمال ‪.‬كما أن اتساعها يزيد باتجاه‬ ‫الجنوب بعكس الهضبة الجيرية التي تضيق باتجاه الشمال ‪.‬وتختلف الصحراء الشرقية‬ ‫عن الصحراء الغربية في عدة أمور هي ‪-:‬‬ ‫‪ )٣‬تمزقها الشديد باألودية الجافة التي تنحدر من قمم جبال البحر األحمر نحو وادي النيل‬ ‫و البحر األحمر ‪ ،‬مما جعلها مختلفة عن الصحراء الغربية في أن تصريفها خارجي‪.‬‬ ‫ويالحظ بأن األودية الجافة المنحدرة على جانبي جبال البحر األحمر متباينة ‪،‬‬ ‫فاألودية المنحدرة نحو الشرق قصيرة شديدة االنحدار سريعة الجريان عندما تغمرها‬ ‫مياه األمطار‪.‬أما األودية المنحدرة صوب الغرب نحو وادي النيل فتتميز بطول‬ ‫مجاريها و انحدارها التدريجي ‪ ،‬ومن أهم أودية الصحراء الشرقية وادي حوضين ووادي‬ ‫العالقي ووادي قنها و غيرها من عشرات األودية التي تتراوح مساحاتها بين بضعة‬ ‫كيلو مترات و أالف الكيلومترات‪.‬‬ ‫‪ )٢‬تخلو الصحراء الشرقية من األشكال الرملية باستثناء بعض اإلرسابات الرملية التي‬ ‫تظهر على ساحل البحر األحمر إلى الجنوب من رأس بناس و التي تراكمت نتيجة‬ ‫التقاء الرياح الشمالية الغربية مع الرياح الجنوبية الشرقية مما يجبر الرياح الشمالية‬ ‫الغربية على إرساب حمولتها‪.‬‬ ‫‪-14-‬‬ ‫‪ )0‬الصحراء الشرقية فقيرة كالصحراء الشرقية في موارد المياه ‪ ،‬إال أنها تحظى بكميات‬ ‫البأس بها من مياه األمطار التي تسبب الجريانات السيلية التي تحدث على فترات‬ ‫متباعدة ‪ ،‬ويتسرب قسم من مياهها في ثنايا التربة مكوناً مخزوناً جوفياً في الرواسب‬ ‫التي تمتلئ بها قيعان األودية الجافة ‪.‬‬ ‫‪ ‬شبه جزيرة سيناء ‪-:‬‬ ‫تبلغ مساحة شبه جزيرة سيناء ‪ 3٣‬ألف كيلو متر مربع بما يوازي ‪ % 3‬من مساحة القطر‬ ‫المصري ‪ ،‬و تقع بين ذراعي البحر األحمر حيث يحدها من الشرق خليج العقبة و من‬ ‫الغرب خليج السويس ‪ ،‬و تمثل البوابة الشرقية لمصر ‪.‬وتظهر شبه جزيرة سيناء على‬ ‫هيئة هضبة يتألف القسم الجنوبي منها من كتلة نارية شديدة الصالبة تظهر على شكل‬ ‫مثلث رأسه في الجنوب عند رأس محمد ‪ ،‬أما قاعدته فتمتد على طول الخط الواصل بين‬ ‫رأسي خليجي العقبة و السويس ‪.‬وتمثل سيناء من الناحية الجيولوجية امتدادا للصحراء‬ ‫الشرقية فجبال سيناء النارية تمثل امتداد لجبال البحر األحمر ‪ ،‬وهضبة التيه تمثل امتداد‬ ‫لهضبتي الجاللة البحرية و القبلية في شمال الصحراء الشرقية ‪.‬وبوجه عام يمكن القول‬ ‫بأن الصخور النارية تظهر في الثلث الجنوبي من سيناء ‪ ،‬أما ثلثي المساحة فيتألف من‬ ‫هضبة جيرية تقع إلى الشمال من المثلث الناري ‪ ،‬يبلغ متوسط ارتفاعها ‪ 133‬متر فوق‬ ‫سطح البحر ‪ ،‬وتنحدر تلك الهضبة نحو البحر المتوسط بانحدار تدريجي ‪ ،‬بينما تلتقي‬ ‫بالصخور النارية بحواف شديدة االنحدار و التمزق ‪.‬‬ ‫وتحتوي سيناء على أعلى القمم الجبلية في مصر على اإلطالق و هي قمة جبل سانت‬ ‫كاترين التي يبلغ ارتفاعها ‪ ٢30٢‬متر فوق مستوى سطح البحر ‪.‬وتحتوي على بعض‬ ‫القمم شاهقة االرتفاع مثل قمة جبل أم شومر ‪ ٢213‬متر ‪ ،‬جبل موسى ‪ ٢٢13‬متر جبل‬ ‫سربال ‪ ٢٣33‬متر ‪.‬ويتميز القسم الجنوبي من سيناء بشدة تقطعه باألودية الجافة التي‬ ‫تجري متسقة مع خطوط االنكسارات ‪.‬ويشغل القسم األوسط من سيناء نطاق هضبي‬ ‫يشغل قسمه الشمالي هضبة التيه ‪ ،‬أما القسم الجنوبي فتشغله هضبة العجمة‪ ،‬وتقع منابع‬ ‫وادي العريش في هذا القسم ‪.‬ومن أبرز ما يتميز به القسم الشمالي كثرة الكثبان الرملية‬ ‫الهاللية الشكل و التي تمتد بمحاذاة ساحل البحر المتوسط ‪ ،‬وتمتاز بقدرتها الفائقة على‬ ‫اختزان مياه األمطار ‪ ،‬ولهذا تعد التجويفات الواقعة بين الكثبان الرملية من الموارد المائية‬ ‫‪-15-‬‬ ‫الهامة والتي يمكن الوصول إليها من خالل حفر آبار ضحلة ‪.‬كما يتميز هذا القسم من‬ ‫سيناء أيضاً باحتوائه على الكتل الجبلية المنعزلة مثل جبل حالل ‪ 1.3‬متر ‪ ،‬و جبل‬ ‫يعلق ‪ ٣٣33‬متر و جبل المغارة ‪ 503‬متر ‪.‬‬ ‫‪ ‬ثالثاً المحميات الطبيعية في مصر ‪-:‬‬ ‫افياً‪ ،‬سواء كانت هذه المساحة مائيةً‬ ‫َّ‬ ‫بيعية هي مساحةٌ من األرض محددة جغر ّ‬ ‫المحمية الط ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطبيعية التي تحمي بعض األنواع المهددة باالنقراض من‬ ‫ّ‬ ‫أم برّيةً‪ ،‬ويتم توفير الظروف‬ ‫الحيوانات والنباتات‪.‬أما المفهوم الحديث للمحمية الطبيعية فهو صيانة الطبيعة وتحقيق‬ ‫االستغالل األمثل للموارد الطبيعية للموارد على سطح األرص ‪ ،‬حيث يتحقق هذا المفهوم‬ ‫من خالل عاملين هما ‪-:‬‬ ‫‪ )٣‬حماية النظم البيئية التي بها يستمر بقاء اإلنسان ‪ ،‬وحماية التنوع الجيني الضروري‬ ‫للتكاثر الحيواني و النباتي و التأكد من عدم استغالل اإلنسان للنظم البيئية بشكل‬ ‫جائر‬ ‫‪ )٢‬التخطيط البيئي من خالل وضع قوانين تحمي الطبيعة و تحقق التوازن البيئي‬ ‫وبخاصة حماية الحيوانات المهددة باالنقراض‪.‬‬ ‫‪ )0‬تحقيق التنمية المستدامة من خالل المحافظة على استقرار البيئة‪ ،‬وضمان االستغالل‬ ‫األمثل للموارد ‪.‬‬ ‫وتنقسم المحميات إلى عدة أنواع كما يلي ‪-:‬‬ ‫‪ )٣‬المحميات الطبيعية المغلقة بهدف الحفاظ على التوازن الطبيعي بدون أي تدخل بشري‪.‬‬ ‫‪ )٢‬المتنزهات القومية التي تستخدم لألغراض السياحية الترفيهية مع الحفاظ على مواردها‬ ‫وعدما المساس بها‪.‬‬ ‫‪ )0‬محميات المعالم الطبيعية مثل الغابات المتحجرة‪.‬‬ ‫‪ )0‬محميات الحياة البرية وادارة الموارد الطبيعية ‪.‬‬ ‫‪ )2‬محميات المحيط الحيوي التي تهدف إلى المحافظة على المجموعات الحيوية ‪.‬‬ ‫‪-16-‬‬ ‫‪ )3‬مواقع التراث العالمي ‪.‬‬ ‫وتضم أرض مصر ‪ 0٣‬محمية طبيعية موازعة على أرجاء مصر في سيناء و الصحراء‬ ‫الشرقية و الغربية وعلى ساحل مصر الشمالي كما يتضح من الشكل رقم (‪)2‬‬ ‫شكل رقم (‪ )5‬توزيع المحميات الطبيعية على أرض مصر‬ ‫‪-17-‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫جيولوجية مصر‬ ‫تعد األراضي المصرية بمساحتها التي تزيد قليالً على المليون كيلومتر مربع جزءاً من‬ ‫الكتلة العربية النوبية التي بدورها تمثل جزءاً من الدرع الجندوانى األركى القديم ‪.‬وقد كان‬ ‫النمو الجيولوجي لألراضي المصرية نتاجاً للعالقة بين األساس األركى القديم ‪ ،‬والبحر‬ ‫الجيولوجي القديم المعروف ببحر تيثس و الذي اتسم بعدم استقرار منسوبة‪.‬إلى جانب‬ ‫ذلك فإنه رغم ما تميزت به األراضي المصرية من ثبات نسبى طوال تاريخها إال أنها لم‬ ‫تسلم في كثير من األحيان من التأثر بالحركات التكتونية‪ ،‬خاصة في هوامشها الشرقية‬ ‫والشمالية ‪.‬فإلى الشرق يعد صدع البحر األحمر وتوابعه من الصدوع الممتدة في‬ ‫اتجاهات مختلفة خاصة بسيناء والصحراء الشرقية ‪ ،‬كما تعد الطيات القبابية أمثلة للتأثر‬ ‫بعمليات الطي والتي نتجت كرد فعل لحركات أرضية قادمة من الشمال الشرقي خالل‬ ‫عصر الميوسين‪.‬‬ ‫وقد تطورات أرض مصر خالل األزمة والعصور الجيولوجية ونمت نمواً بطيئاً‪ ،‬وان كان‬ ‫مضطرداً فازدادت مساحة وعلت منسوباً وكان اتجاه النمو دائماً نحو الشمال على حساب‬ ‫بحر تثس‪ ،‬وقد بلغت أرض مصر مساحتها الحالية عند نهاية الزمن الثالث واتضحت‬ ‫مالمحها وتبلورت صورها المورفولوجية خالل فترات الباليستوسين الذي شهدت مصر‬ ‫خالله تغيرات مناخية حادة ارتبطت بها عمليات التشكيل الخارجية‪.‬ويمكن إيجاز‬ ‫التطورات الجيولوجية التي تعرضت لها أرض مصر على النحو التالي في ضوء ما توصل‬ ‫إليه كل من ( ديكسي و كنج ) ‪-:‬‬ ‫‪ )٣‬تمثل المرتفعات األركية األساس الصخري الذي نمت حوله أرض مصر ‪ ،‬و قد‬ ‫تعرضت تلك المرتفعات لعمليات التعرية لفترات طويلة حتى أتت عليها و لم يبقى منها‬ ‫إال جذورها ‪.‬وقد استمرت عمليات الهدم و التعرية طوال الزمن األركي و حتى‬ ‫العصر الكربوني في النصف الثاني من الزمن األول ‪ ،‬عندما طغت مياه بحر تيثس‬ ‫على اليابس المصري ‪ ،‬و حتى أثناء الغمر البحري استمرت عمليات الهدم و التعرية‬ ‫لسطح مصر ‪.‬وقد كان نتاج عمليات الهدم و التعرية هو تكوين صخور الحجر الرملي‬ ‫المعروفة على أرض مصر باسم الخرسان النوبي ‪.‬‬ ‫‪-18-‬‬ ‫‪ )٢‬تعرضت أرض مصر للطغيان البحري خالل الكريتاسي نتيجة التخفيض الذي تعرضت‬ ‫له خالل الزمن األول و الزمن األركي ‪.‬‬ ‫‪ )0‬ترسبت على أرض مصر الصخور اإليوسينية نتيجة الغمر البحري الذي تعرضت له‬ ‫البالد في بداية الزمن الثالث ‪ ،‬حيث تنتشر الصخور اإليوسينية على خمس مساحة‬ ‫سطح مصر‪.‬‬ ‫‪ )0‬ظلت أرض مصر بعيدة عن الغمر البحري خالل عصر األوليجوسين ‪ ،‬و تعرضت‬ ‫خالل ذلك العصر الضطرابات تكتونية و عمليات تصدع ‪ ،‬كما نشطت عمليات‬ ‫اإلرساب القاري على سطح مصر‪ ،‬كما انبثقت الطفوح البازلتية على بعض بقاع‬ ‫مصر سيرد ذكرها تفصيالً في حينه ‪.‬‬ ‫‪ )2‬طغت مياه البحر على أرض مصر خالل الميوسين نتيجة تخفيض سطح مصر‬ ‫بعوامل التعرية ‪ ،‬ويعد هذا الغمر هو األخير الذي تعرضت له األراضي المصرية‬ ‫باستثناء طغيان مياه البحر خالل الباليوسين على األطراف الشمالية للبالد‪.‬‬ ‫‪ )3‬تكونت مدرجات وادي النيل خالل الزمن الرابع كما تشكلت التكوينات الرملية المنتشرة‬ ‫في الصحراء الغربية ‪.‬‬ ‫وبوجه عام فإن الصخور النارية تغطي عشر مساحة مصر ‪ ،‬بينما تغطي صخور‬ ‫الحجر الرملي النوبي ‪ % ٢.‬من المساحة ‪ ،‬و صخور الحجر الجيري الطباشيري ‪00‬‬ ‫‪ %‬من المساحة ‪ ،‬وتغطي التكوينات األوليجوسينية ‪ %٢‬من مساحة مصر‪.‬وتنتشر‬ ‫رواسب و تكوينات الزمن الرابع على مساحة ‪ %٣3‬من البالد ‪ ،‬وتتألف من الشعاب‬ ‫المرجانية و الشواطئ المرتفعة ‪ ،‬و الرواسب الفيضية في الوادي و الدلتا ‪.‬‬ ‫‪ ‬أوالً‪ :‬التكوينات الجيولوجية‪-:‬‬ ‫تكوينات الزمن األركى‪ -:‬تمثل األساس القاعدي الذي ترتكز عليه كل الصخور التي‬ ‫تكونت خالل العصور الجيولوجية التالية‪.‬وتظهر الصخور األركية بارزة فوق أكثر من‬ ‫مائة ألف كيلو متر مربع من سطح مصر بنسبة ‪ %٣3‬من جملة مساحتها وتمثل في‬ ‫الوقت ذاته أكثر مناطق مصر وعورة وتضرساً وارتفاعاً‪ ،‬وذلك بسبب ما تعرضت له‬ ‫خالل تاريخها الطويل من حركات أرضية من تصدع وتداخالت نارية وتحول إقليمي‬ ‫‪ Regional-metamorphism‬على نطاق واسع‪.‬‬ ‫‪-19-‬‬ ‫ومع صغر المساحة التي تشغلها تلك التكوينات فإنها تتوزع في كل الوحدات‬ ‫الجيومورفولوجية في مصر‪ ،‬أكبرها تلك التي تظهر كحاجز جبلي مرتفع يمتد كمثلث‬ ‫طولي بالصحراء الشرقية ترتكز قاعدته على خط الحدود مع السودان وتنتهي قمته شماالً‬ ‫عند دائرة عرض ‪ ٢12 033‬شماالً‪.‬يقابله المثلث الناري في سيناء وهو مثلث مقلوب قمته‬ ‫في الجنوب وقاعدته ممتدة على طول دائرة عرض ‪ ٢.2 033‬شماالً ‪ ،‬ويمتد ضلعه الشرقي‬ ‫على طول ساحل خليج العقبة ‪ ،‬أما ضلعه الغربي فيبتعد عن الساحل الشرقي لخليج‬ ‫السويس تاركاً سهالً طويالً ومتسعاً تمتد فوقه حافات طولية من صخور نارية ورسوبية‪.‬‬ ‫باستثناء النطاقين األركيين سابقي الذكر توجد الصخور األركية المعقدة في مواضع‬ ‫محدودة بوادي النيل مثل موضع خانق كالبشة جنوب أسوان والذي أصبح اآلن مغمو اًر‬ ‫بمياه بحيرة السد‪ ،‬وكذلك في موضع الجندل األول‪ ،‬وتوجد بالصحراء الغربية في شكل‬ ‫جزيرات نارية ومتحولة تبرز وسط خضم من الصخور الرملية النوبية في الهضبة الجنوبية‬ ‫عند دائرة عرض ‪ ٢02‬شماالً‪.‬وتظهر بشكل أكبر وأوضح وأكثر ارتفاعاً في منطقة جبل‬ ‫العوينات أقصى جنوب غرب مصر‪.‬‬ ‫وبالنسبة للخصائص الجيولوجية لهذه التكوينات األركية‪ ،‬فإنها بشكل عام عبارة عن خليط‬ ‫شديد التعقيد من أنواع متعددة ومتباينة الخصائص من صخور نارية ومتحولة ‪ ،‬واألخيرة‬ ‫غالباً ما تكون من أصل ناري وناد اًر ما تكون ذات أصل رسوبي‪.‬ومن أهم أنواع الصخور‬ ‫األركية النايس والشست وهى من الصخور المتحولة ‪ ،‬والجرانيت والجرانوديوريت وغيرها‬ ‫مما تعرض خالل التاريخ الجيولوجي لضغوط شديدة واندفاعات وتداخالت نارية والتواءات‬ ‫عنيفة أدت إلى شدة تعقيدها وتضرسها بالصورة التي نجدها عليها اآلن ‪.‬مما سبق يمكن‬ ‫القول بأن الصخور األركية في مصر تنقسم إلى مجموعتين األولى وهي الصخور البلورية‬ ‫الممثلة في الجرانيت و النايس و الشيست ‪ ،‬أما الثانية فهي الصخور الرسوبية التي‬ ‫تعرضت لعمليات التحول ‪.‬‬ ‫وترتبط بالصخور األركية عروق كثير من المعادن مثل الذهب الذي توجد عروقه إما في‬ ‫صخور الشيست أو الديوريت ‪ ،‬و الفضة و النحاس و الحديد والتي ترتبط بالمناطق التي‬ ‫توجد بها صخور متحولة عن أصل ناري ‪.‬كما توجد بعض األنواع الصخرية ذات القيمة‬ ‫االقتصادية الكبيرة مثل الرخام و السماق و السربنتين و األوبسيديان ‪ ،‬وكلها صخور‬ ‫تستخدم في أعمال الزينة و الديكورات للمنشآت ‪.‬‬ ‫‪-21-‬‬ ‫شكل رقم (‪ )6‬الخريطة الجيولوجية لمصر‬ ‫تكوينات الزمن األول‪ -:‬تقتصر تكوينات الزمن األول في مصر على صخور العصر‬ ‫الكربوني وهو العصر الخامس من هذا الزمن‪ ،‬بينما لم يكشف النقاب بعد عن أية تكوينات‬ ‫أخرى تنتمي للعصور األربعة السابقة له والتي ربما تكون قابعة تحت تكوينات أحدث أو‬ ‫ربما تكون قد أزيلت بفعل عوامل التعرية التي تعرضت لها خالل التاريخ الموغل في القدم‪،‬‬ ‫أو ربما وهذا احتمال وارد‪ ،‬أن كانت أرض مصر خالل عصور الكمبري واألردوفيشى‬ ‫والسيلورى أرضا مرتفعة ومن ثم لم تتعرض أصالً ألي طغيان مائي‪.‬‬ ‫‪-21-‬‬ ‫أما عن تكوينات العصر الكربوني فمساحتها محدودة للغاية ال تتعدى ‪ %٣‬وتوجد في‬ ‫غرب شبه جزيرة سيناء في قطاع أم بجمة – أبو زنيمه وتوجد مرتكزة فوق األساس األركى‬ ‫‪ ،‬وتحت صخور الحجر الرملي الكريتاسي وتتكون من طبقتين من الصخور الرملية‬ ‫تفصلهما طبقة من الحجر الجيري ‪ ،‬ويبلغ سمك الطبقة العليا ‪ ٣23‬مت اًر والسلفي ‪،٣03‬‬ ‫بينما يبلغ سمك الطبقة الجيرية الوسطى ‪ 03‬مت اًر فقط ‪.‬والموضع الثاني في وادى عربة‬ ‫والجوانب الشرقية لهضبة الجاللة البحرية وهى هنا عبارة عن طبقة من الحجر الجيري‬ ‫تحتوى على حفريات لنباتات كربونية وتتخلل طبقات من الحجر الرملي والمارل ‪.‬أما‬ ‫الموضع الثالث فيوجد في أقصى جنوب غرب الصحراء الغربية بمنطقة جبل العوينات‬ ‫حيث وجدت صخور رملية تحتوى على نباتات من العصر الكربوني ‪.‬مما يعطى مؤش اًر‬ ‫على احتمال وجود تكوينات العصر الكربوني مختبئة تحت تكوينات الحجر الرملي‬ ‫الكريتاسي ‪.‬وفي ضوء الصورة العامة لتوزيع التكوينات الكربونية في مصر يمكن معرفة‬ ‫العالقة بين اليابس و الماء على النحو التالي ‪-:‬‬ ‫‪ )٣‬أن مياه البحر الكربوني طغت على مساحة واسعة من أرض مصر ربما امتدت إلى‬ ‫الحدود الجنوبية حتى جبل العوينات‪.‬ويدل على ذلك وجود الصخور الكربونية البحرية‬ ‫في موضعين متباعدين أولهما وادي عربة في شمال الصحراء الشرقية و الثاني في‬ ‫جبل العوينات ‪.‬‬ ‫‪ )٢‬تراجعت مياه البحر الكربوني عن أرض مصر عندما تعرضت تلك األرض لحركة رفع‬ ‫تكتونية استمرت حتى بداية الكريتاسي ‪ ،‬وقد نتج عن التراجع احتباس المياه في بعض‬ ‫الجهات المنخفضة المنسوب مكونة بحيرات داخلية تراكمت بداخلها المواد الناتجة عن‬ ‫عمليات التعرية حتى بدايات العصر الكريتاسي ‪.‬‬ ‫‪ )0‬يحتمل أن يكون هناك مصب خليجي في منطقة جبل العوينات بدليل وجود بعض‬ ‫النباتات المتحجرة التي تنتمي إلى الكربوني األسفل ‪.‬‬ ‫‪ )0‬أن الغمر البحري الكربوني قد مر بمراحل متعددة لم تتوقف خاللها عمليات تخفيض‬ ‫سطح مصر ‪.‬‬ ‫‪ )2‬أن الرواسب الكربونية في مصر فقيرة في تكويناتها الفحمية مما يدل على فقر الحياة‬ ‫النباتية نتيجة ظروف المناخ الجاف الذي سادت في ذلك الوقت ‪.‬‬ ‫‪-22-‬‬ ‫‪ ‬تكوينات الزمن الثاني في مصر‪-:‬‬ ‫لم تتعرض أرض مصر طوال عصري الترياسي والجوراسى إال لعمليات غمر هامشي‬ ‫محدود لم يتعد الحد الشمالي لهضبة الجاللة البحرية‪.‬وتظهر تكوينات العصر الترياسي‬ ‫في بقع محدودة للغاية ‪ ،‬أهمها جبل عرايف الناقة شمال شرق سيناء والتي تتكون كتلته‬ ‫من نواه من الحجر الرملي تتخللها تكوينات من المارل والحجر الجيري تحتوى على‬ ‫حفريات ترجع إلى ذلك العصر‪.‬‬ ‫أما تكوينات العصر الجوراسي فإنها تشغل مساحة أكبر بكثير من تكوينات الترياسي ‪،‬‬ ‫وتظهر في شبة جزيرة سيناء في جبل المغارة وجبل المنشرح ‪ ،‬بينما تكاد تختفي من بقية‬ ‫األراضي المصرية باستثناء بقع صغيرة المساحة في منطقة خشم الجاللة ‪.‬ويبلغ سمك‬ ‫رواسب الجوراسي نحو ‪ 13‬متر وهى عبارة عن صخور رملية ومارلية تحتوى على رقائق‬ ‫طفليه تختفي شمال دائرة عرض ‪ ٢02 ٢33‬شماالً‪.‬‬ ‫وبالنسبة لتكوينات العصر الكريتاسي فإن توزيعها بقسميها السفلى والعلوي في األراضي‬ ‫المصرية يدل على أن البحر الكريتاسي قد غطى أكبر مساحة من أرض مصر‪ ،‬حيث‬ ‫تظهر مكشوفة على السطح في نحو ‪ 0٣3‬آالف كيلومتر مربع بينما يتغطى بالتكوينات‬ ‫األحداث نحو ‪ 233‬ألف كم‪. ٢‬ويمكن القول بأن تكوينات الكريتاسي تغطي تسعة أعشار‬ ‫مساحة مصر ‪ ،‬ومن أهم األنواع الصخرية الكريتاسيه في مصر ما يلي ‪-:‬‬ ‫‪ ‬الخرسان النوبي ( الحجر الرملي النوبي )‪-:‬‬ ‫وهو عبارة عن صخور رملية متالحمة باألكسيد أو السليكات أو الكالسيت ترجع طبقاتها‬ ‫التحتية إلى ما قبل عصر الكريتاسي األسفل‪ ،‬بينما تكونت طبقاتها العلوية خالله‪ ،‬ويبلغ‬ ‫سمكها إجماالً نحو ‪ 233‬متر‪ ،‬وهى عبارة عن رواسب متراكمة فوق أرصفة بحرية أو ربما‬ ‫تكون قد ترسبت فوق سطح تحاتي وهى مشتقة أصالً من صخور القاعدة األركية التي‬ ‫تعرضت للتفتيت طوال فترات زمنية طويلة بفعل عمليات التجوية والنحت المختلفة‪.‬‬ ‫وبالنسبة لخصائصها الليثولوجية فهي صخور ضعيفة التماسك من السهل تفككها إلى‬ ‫رمال سائبة ناعمة أو خشنة تبدو فى شكل طبقات تتعدد ألوانها بسبب احتوائها على‬ ‫أكاسيد متعددة وتتخلل طبقاتها راقات من الطفل والكوارتزيت ‪ ،‬وكثير ما تقطعها الجدد‬ ‫النارية والقواطع الناتجة عن اندساسات بركانية تعرضت لها في مراحل الحقة‪.‬‬ ‫‪-23-‬‬ ‫ومن أهم ما يميز هذه الصخور ليثولوجيا ما تتميز به من مسامية عالية جعلتها قادرة على‬ ‫اختزان المياه الجوفية ‪ ،‬ساعدها على ذلك امتداد صخور األساس األركى تحتها والتي‬ ‫منعت تسرب المياه من خزاناتها الجوفية باعتبارها صخور كتيمة ‪ aqueclude‬غير‬ ‫مسامية‪ ،‬وكانت الصخور الرملية النوبية بذلك مصدر المياه الجوفية الرئيسي بواحات‬ ‫الصحراء الغربية ‪.‬كما أنها تحتوى على خامات الحديد بمنطقة أسوان ومنخفض الواحات‬ ‫البحرية‪.‬وتشغل تلك التكوينات الرملية النوبية أكثر من ‪ %٢.‬من جملة مساحة مصر‪،‬‬ ‫وتتوزع في كل من سيناء والصحراء الشرقية والصحراء الغربية ‪.‬‬ ‫ففي شبه جزيرة سيناء تظهر صخور الحجر الرملي كشريط عرضي يحف بقاعدة المثلث‬ ‫األركى من الشمال ‪ ،‬وفى الصحراء الشرقية يقتصر وجودها على الجزء الواقع جنوب ثنية‬ ‫قناة والمحصور ما بين الصخور األركية في الشرق ووادي النيل في الغرب والممتد حتى‬ ‫خط الحدود جنوباً و المعروف بهضبة العبابدة ‪.‬أما في الصحراء الغربية فإنها تظهر في‬ ‫معظم مساحة الهضبة الجنوبية ممتدة ما بين خط الحدود جنوباً ( دائرة عرض ‪ ٢٢2‬شماالً‬ ‫) حتى دائرة عرض ‪ ٢22 033‬في الشمال والمعروفة بهضبة الجلف الكبير‪.‬كما أنها تظهر‬ ‫منكشفة داخل المنخفضات بالهضبة الجيرية الوسطى ‪ ،‬البحرية والفرافرة وداخل منخفضي‬ ‫الخارجة والداخلة في الجنوب ‪ ،‬كما أن وادي النيل قد حفر خالل الصخور الرملية في‬ ‫المنطقة الممتدة فيما بين خط الحدود الجنوبية وحتى نهاية سهل كوم أمبو‪.‬‬ ‫‪ ‬تكوينات الطباشير‪-:‬‬ ‫ترجع إلى الكريتاسي األعلى‪ ،‬ومن ثم نجدها مرتكزة على تكوينات الحجر الرملي النوبي ‪،‬‬ ‫وتتكون أساساً من طبقات جيرية طباشيرية ثم تكوينات صلصاليه تتميز بوفرة حفرياتها‬ ‫الحيوانية ‪ ،‬حث تميز الحجر الجيري الكريتاسي األعلى بغناه بالحيوانات البحرية الضخمة‪.‬‬ ‫وقد ترسبت تكوينات الطباشير في شكل طبقات في قاع بحر جيولوجي عميق يدل على‬ ‫عمقه سمكها الكبير الذي يتجاوز الخمسمائة متر‪ ،‬وقد كان هذا البحر متعمقاً داخل‬ ‫األراضي المصرية إلى أقصى حد باتجاه الجنوب‪ ،‬وربما كان يغطى منطقة الهضبة‬ ‫الجنوبية ( هضبة الجلف الكبير )‪.‬‬ ‫وتوجد تكوينات الطباشير في مناطق مختلفة من األراضي المصرية حيث تغطي ما يزيد‬ ‫على ‪ % ٣٢‬من مساحة القطر المصري ‪ ،‬فتوجد في أجزاء من هضبة التيه وسط سيناء ‪،‬‬ ‫وتظهر بصحراء مصر الشرقية في بعض المواضع بشرقي ثنية قنا وفيما بين سفاحة‬ ‫‪-24-‬‬ ‫والقصير خاصة في سلسلة " جبل ضوى " إلى الغرب والشمال الغربي من القصير‪ ،‬وهى‬ ‫هنا تحتوى على خامات الفوسفات والتي توجد أيضا في منطقة جبل عطشان وجبل‬ ‫حمادات جنوب غرب القصير بنحو عشرين كيلومتر‪.‬أما في الصحراء الغربية فنجد‬ ‫تكوينات الطباشير في شكل نطاق صخري في الوسط فيما بين منخفض البحرية والداخلة‬ ‫‪ ،‬إلى جانب امتداده على طول الحافة الشرقية لمنخفض الخارجة ‪ ،‬مرتك اًز على الصخور‬ ‫الرملية النوبية مباشرة ‪ ،‬ويظهر في منطقة هضبة أبو طرطور محتوياً على خامات‬ ‫الفوسفات التي تظهر هنا في طبقات سمكها عشرة أمتار‪ ،‬كذلك تظهر على طول الحافة‬ ‫الشمالية لمنخفض الداخلة‪ ،‬وتظهر في منخفض الفرافرة والبحرية ‪ ،‬وفى شكل بقايا فريدة‬ ‫في منطقة أبو رواش وسط الصخور الجيرية اإليوسينية األحداث‪.‬‬ ‫ويمكن إيجاز التغيرات التي طرأت على أرض مصر خالل العصر الكريتاسي على النحو‬ ‫التالي ‪-:‬‬ ‫‪ )٣‬تعرضت أراضي مصر و شمال أفريقيا خالل العصر الكريتاسي ألوسع غمر بحري‬ ‫طوال التاريخ الجيولوجي ‪ ،‬واتسم هذا الغمر بضحولته مما يدل على زيادة معدل تراكم‬ ‫الرواسب قبل الغمر البحري بالقدر الذي يتفوق على معدل هبوط سطح مصر ‪،‬‬ ‫واستمر الحال على هذا المنوال إلى أن زادت كمية الرواسب و شكلت ثقالً نائت بحمله‬ ‫األرض فزاد معدل الهبوط عن معدل التراكم ‪.‬وقد استمر معدل الهبوط السريع ألرض‬ ‫مصر مما ساعد على زيادة عمق البحر الكريتاسي وساعد ذلك على ترسيب الصخور‬ ‫الجيرية الطباشيرية‪.‬‬ ‫‪ )٢‬عندما قارب العصر الكريتاسي على االنتهاء توقفت حركة الهبوط األرضي وبدأت‬ ‫عملية الرفع ليابس مصر مما أدى إلى انحسار مياه البحر عن أرض مصر وتقهقرها‬ ‫نحو الشمال حتى خط عرض القاهرة ‪.‬ويؤكد ذلك عدم االنتظام الواضح فيما بين‬ ‫الطبقات الكريتاسيه و الطبقات اإليوسينية التي ترتكز فوقها ‪.‬‬ ‫‪ )0‬أن أرض مصر تعرضت لفترة من النشاط البركاني خالل الكريتاسي بدليل وجود‬ ‫التداخالت النارية في صخور الحجر الرملي وصخور القاعدة التي ترتكز فوقها‬ ‫الصخور الرملية ‪.‬‬ ‫‪-25-‬‬ ‫‪ ‬تكوينات الزمن الثالث‪-:‬‬ ‫تعرضت أرض مصر خالل الزمن الثالث لثالث طغيانات بحرية خالل عصور اإليوسين‬ ‫و الميوسين و الباليوسين ‪ ،‬و فيما بين كل طغيان و الذي يليه نشطت عمليات التعرية‬ ‫القارية ‪ ،‬وأبرز فترات النحت القاري ما حدث خالل عصر األوليجوسين ‪.‬وتجدر اإلشارة‬ ‫إلى أن تكوينات اإليوسين تغطي ما يقارب ‪ ٢33‬ألف كيلو متر مربع من أرض مصر مما‬ ‫يدل على اتساع الغمر البحري في هذا العصر ‪ ،‬ولكنه ال يضاهي اتساع الغمر الكريتاسي‬ ‫‪ ،‬أما تكوينات الميوسين فتشغل مساحة أقل من اإليوسين حيث تقدر بحوالي ‪ ٣٣0‬ألف‬ ‫كيلو متر مربع ‪ ،‬وتكوينات الباليوسين تظهر في مساحة أقل من تكوينات الميوسين حيث‬ ‫ال تزيد على سبعة آالف كيلو متر مربع ‪ ،‬مما يدل على تراجع اتساع الغمر البحري في‬ ‫الميوسين عن اإليوسين ‪ ،‬وفي الباليوسين عن الميوسين‪.‬‬ ‫‪ ‬تكوينات اإليوسين‪-:‬‬ ‫ترتكز تكوينات اإليوسين على رواسب مؤلفة من شرائح من الطين يتراوح سمكها ما بين‬ ‫‪ 32 : 03‬متر يطلق عليها الجيولوجيون شرائح طين إسنا ‪ ،‬وهذه الشرائح تمثل في رأي‬ ‫الجيولوجيين مرحلة االنتقال بين حقب الحياة المتوسطة و حقب الحياة الحديثة ‪.‬و تتكون‬ ‫صخور اإليوسين من الحجر الجيري حيث يبلغ سمكها نحو ‪ 533‬متر مما يدل على‬ ‫عمق البحر اإليوسين‪ ،‬وقد تكونت طبقات الحجر الجيري فوق سطح مصر في ثالث‬ ‫مراحل‪-:‬‬ ‫أولها ‪ -:‬صخور اإليوسين األسفل وتتميز بتجانسها وهى من صخور الحجر الجيري‬ ‫والمارل وراقات من الشرت ‪ ،‬وتحتوي على العقد الصوانية ‪ ،‬وتعرف بمكون طيبة وتتألف‬ ‫منها الحواف الشرقية و الغربية لمنخفض الفرافرة ‪ ،‬كما تظهر في سيناء ‪.‬‬ ‫ثانيها ‪ –:‬صخور اإليوسين األوسط وهى من نفس األنواع السابقة وتتميز هنا بغناها‬ ‫بحفريات قروش المالئكة ‪ ،‬وتتميز بلونها ناصع البياض وتعرف باسم تكوينات المقطم‬ ‫السفلي ‪.‬وهى أقل انتشا اًر من صخور اإليوسين األسفل حيث تظهر في هضبة العجمة‬ ‫بسيناء و وفي محافظة المنيا بصعيد مصر ‪ ،‬وال تظهر إلى الجنوب من دائرة عرض ‪٢5‬‬ ‫درجة شمالً ‪.‬‬ ‫‪-26-‬‬ ‫المرحلة الثالثة ‪ -:‬واألخيرة من اإليوسين فقد ترسبت خاللها طبقات من الحجر الجيري‬ ‫بني اللون وتعرف في مصر بطبقات المقطم العلوي‪ ،‬يدل لونها وخصائصها الطبقية على‬ ‫سرعة تراجع البحر شماالً وانحساره عن اليابس‪.‬وتتميز تكوينات الحجر الجيري بشكل عام‬ ‫باحتوائها على العديد من الحفريات وبوضعها في شكل طبقات تميل شماالً باتجاه االنحدار‬ ‫العام لسطح مصر‪ ،‬وارتكازها على طبقات الطباشير الكريتاسي في الجنوب ووجودها تحت‬ ‫طبقات الحجر الجيري الميوسيني في الشمال‪ ،‬وفى الغالب يزداد سمكها باالتجاه نحو‬ ‫الشمال‪.‬‬ ‫أما عن التوزيع الجغرافي لتكوينات عصر اإليوسين فإن مساحتها التي تبلغ نحو مائتي‬ ‫ألف كيلومتر مربع تتوزع في مناطق مختلفة من الصحارى المصرية وتمثل ‪ %٢3‬تقريباً‬ ‫من جملة مساحة مصر‪.‬وتظهر في شبة جزيرة سيناء في مساحات واسعة من هضبة‬ ‫العجمة‪ ،‬يصل سمكها عند الحافة الجنوبية لهذه الهضبة ‪ ٢03‬مت اًر‪.‬وتعد صخور‬ ‫اإليوسين األسفل أكثر أنواع الصخور اإليوسينية انتشا اًر‪ ،‬وذلك في هضبتي العجمة والتيه‪،‬‬ ‫وتظهر كذلك في مناطق القباب الشمالية وفى منطقة أبو زنيمه غرب سيناء وغيرها من‬ ‫المناطق األخرى بشبه الجزيرة‪.‬‬ ‫أما في الصحراء الشرقية فتظهر في هضبة المعازة بين وادى قنا في الشرق ووادي النيل‬ ‫غرباً وفيما بين ثنية قنا جنوباً ووادي الطميالت في الشمال‪.‬وفى الصحراء الغربية تمتد‬ ‫صخور الحجر الجيري اإليوسين على مساحة واسعة من خط عرض ‪ ٢.2‬شماالً مع توغل‬ ‫جنوبي يصل إلى حدودنا مع السودان في الجزء الواقع بين وادى النيل شرقاً ومنخفض‬ ‫الواحات الخارجة في الغرب ‪.‬‬ ‫وتطل صخور الحجر الجيري اإليوسينى على جانبي وادى النيل في قطاعه الممتد من‬ ‫ثنية قنا حتى القاهرة بحافات مرتفعة تحدد الوادي من الجانبين‪ ،‬تقطعها بعض األودية‬ ‫الصحراوية المتجهة نحو النيل خاصة بالصحراء الشرقية‪.‬وتبدو كذلك كحوائط تحيط‬ ‫بالمنخفضات الصحراوية وتنحدر نحو قيعانها بانحدارات شديدة في أغلب الحاالت‪.‬‬ ‫ويتضح من الشكل رقم (‪ )5‬أن البحر اإليوسينى العميق كان يتوغل باتجاه الجنوب‬ ‫لمسافات بعيدة وذلك حتى قرب خط عرض ‪ ٢02‬شماالً على األقل‪.‬وتعد صخور الحجر‬ ‫الجيري اإليوسينى مصد اًر رئيسياً لمواد البناء من حجر جيري ورخام والباستر ‪ ،‬وتنتشر‬ ‫‪-27-‬‬ ‫محاجرها في مناطق مختلفة في السباعية والمقطم وبني سويف وطره وغيرها‪.‬ويمكن‬ ‫إيجاز العالقة بين اليابس و الماء خالل عصر اإليوسين على النحو التالي ‪-:‬‬ ‫شكل رقم(‪ )7‬توزيع التكــــــــــــــــــوينات البحرية على أرض مصـــــــــــــــــــــر خالل الزمنين‬ ‫عن محمد صفي الدين أبو العز‬ ‫الثاني و الثالث‬ ‫‪ )٣‬في بداية عصر اإليوسين تعرضت أرض مصر لغمر بحري بالغ العمق امتد لمسافة?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser