مفهوم التاريخ ومصادره PDF

Summary

هذه الوثيقة تُقدم لمحة عن مفهوم التاريخ ومصادره، وتناقش أهمية التاريخ في تشكيل شخصية الإنسان وثقافته. تُسلط الضوء على المصادر التاريخية المختلفة، بما في ذلك القرآن الكريم، والسنة النبوية، والكتب التاريخية، والنقوش والآثار، والكتب الجغرافية، وكتب الرحلات، وكتب الأدب والرواية الشفهية.

Full Transcript

‫الدرس الرقمي‬ ‫الدرس ا‪䐣‬لول‬ ‫مفهوم التاريخ ومصادره‬ ‫الوحده ا‪䐣‬لولى‬ ‫‪www.ien.edu.sa‬‬...

‫الدرس الرقمي‬ ‫الدرس ا‪䐣‬لول‬ ‫مفهوم التاريخ ومصادره‬ ‫الوحده ا‪䐣‬لولى‬ ‫‪www.ien.edu.sa‬‬ ‫أ ـ فكرة التاريخ‪:‬‬ ‫تقوم فكـــرة التاريخ على أســـاس التدويـــن القصصي‬ ‫لمجـــرى التفاعل بين ا‪䐥‬لنســـان وبيئته‪ ،‬وما ينشـــأ منه من‬ ‫التـاريـخ‪:‬‬ ‫بحث واســتقصاء للحــوادث التي‬ ‫حوادث وإنجازات أســـهمت فـــي صقل مدارك البشـــرية‬ ‫وقعت ل‪䐥‬لنسان في الزمن الماضي‪.‬‬ ‫وإثراء تجاربها‪.‬‬ ‫ب ـ محور التاريخ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫وحوادث ا‪䐥‬لنســـان في كل‬ ‫ا‪䐥‬لنســـان هو محـــور التاريـــخ‪،‬‬ ‫زمان ومـــكان هي موضـــوع التاريـــخ‪.‬قال اللـــه تعالى‪:‬‬ ‫[البقـــرة ‪.]30‬‬ ‫﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾‬ ‫والخ‪䐧‬لفــــــة فـــي ا‪䐣‬لرض هــــي إعمارها بالعبادة والعمل‪.‬‬ ‫(الحادثـــة) من العناصـــر المكونة‬ ‫لذا جـــاء التاريـــخ مرتبط ًا بحركة البشـــر ومـــا ينتج عن‬ ‫لفكـــرة التاريخ‪.‬‬ ‫يتأمـــل الطلبة مفهـــوم التاريخ‬ ‫تفاع‪䐧‬لتهم عبـــر العصور‪.‬‬ ‫ويســـتنتجون منه معنى العبارة‬ ‫ا‪䐢‬لتية‪:‬‬ ‫ج ـ أهمية التاريخ‪:‬‬ ‫«‪䐧‬ل إنســـانَ ب‪䐧‬ل تاريـــخ‪ ،‬و‪䐧‬ل تاريخَ‬ ‫يمثـــل التاريخ جزء ًا مهم ًا من حياة ا‪䐥‬لنســـان‪ ،‬إذ يســـهم‬ ‫ب‪䐧‬ل إنســـان»‪.‬‬ ‫في بناء شـــخصيته وتشـــكيل ثقافته وتحقيـــق وعيه بذاته‪،‬‬ ‫والتخطيط لمستقبله‪.‬‬ ‫بل إن ا‪䐥‬لنســـان تاريخي بطبعه طالمـــا أنه يتذكر‬ ‫الوثائق‬ ‫مـــا مضى مـــن أيامه مثلمـــا يفكر فيما هـــو أمامه‪،‬‬ ‫الصور‬ ‫وا‪䐣‬لف‪䐧‬لم‬ ‫ا‪䐢‬لثـــار‬ ‫ول ّمـــا كان التاريـــخ هـــو ذاكـــرة ا‪䐣‬لمم والشـــعوب‬ ‫صح القـــول بأنه ‪䐧‬ل‬ ‫ومســـتودع خبراتها وتجاربهـــا؛ ‪ّ兎‬‬ ‫النقوش‬ ‫مـصــــادر‬ ‫إنســـان ب‪䐧‬ل تاريـــخ و‪䐧‬ل َ‬ ‫تاريخ ب‪䐧‬ل إنســـان‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الدراسـات‬ ‫كتب ا‪䐣‬لدب‬ ‫د ـ مصادر الدراسة التاريخية‪:‬‬ ‫التاريخية‬ ‫والرواية‬ ‫الشفهية‬ ‫للتاريـــخ مصادر أصليـــة يعتمدهـــا المؤرخون فيما‬ ‫ا‪䑅‬لسكوكات‬ ‫الكتب‬ ‫يتناولونه مــــن موضوعات‪ ،‬ومن أهمها القرآن الكريم‬ ‫التاريخية‬ ‫كتب‬ ‫الجغرافيا‬ ‫والســـنة النبوية الشـــريفة‪ ،‬حيث ترد فيهما إشـــارات‬ ‫والرح‪䐧‬لت‬ ‫كثيـــرة إلى حـــوادث تاريخية مهمة‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫مفهوم التاريخ ومصادره‬ ‫الدرس ا‪䐣‬لول‬ ‫الوحدة ا‪䐣‬لو‪䑉‬ل‬ ‫‪ -4‬ا‪䑅‬لسكوكات‪:‬‬ ‫ومن أشـــهرها النقود (ال ُع ْم َلـــة) وا‪䐣‬لوزان‪.‬وتعد بمنزلة‬ ‫ســـجل ل‪䐣‬للقاب والنعـــوت التي‬ ‫‪ّ兌‬‬ ‫وثائق رســـمية‪ ،‬فهـــي‬ ‫تلقـــي الضوء علـــى كثير مـــن الحوادث السياســـية‪ ،‬ثم‬ ‫إنها تكشـــف جانباً من الحياة ا‪䐧‬لقتصاديـــة وا‪䐧‬لجتماعية‬ ‫دينار أموي سنة ‪ 90‬هـ‬ ‫والدينية للحقبـــة التاريخية التـــي تنتمي إليها‪.‬‬ ‫‪ -5‬الكتب التاريخية‪:‬‬ ‫كتب مخطوطـــة أو مطبوعة صنفهـــا مؤرخون‬ ‫وهـــي ٌ‬ ‫معاصـــرون للحـــوادث المد ّونة‪ ،‬أو صنفهـــا قريبون من‬ ‫العصر الـــذي وقعت فيه تلـــك الحوادث‪.‬‬ ‫ويطلق علـــى هذا النوع مـــن الكتـــب (المصادر) أو‬ ‫عروة بن الزبير بن العوام (‪94-23‬هـ)‪:‬‬ ‫(المراجـــع ا‪䐣‬لولية ا‪䐣‬لصلية)‪ ،‬وذلك تمييـــز ًا لها عن الكتب‬ ‫كان فقيهــ ًا عالمــ ًا ‪ّ児‬‬ ‫بالســير‪ ،‬وهو مــن أوائل‬ ‫التـــي صنفها مؤرخون جـــاؤوا بعد العصر الذي ســـجلوا‬ ‫المصنفين فــي المغــازي‪ ،‬وكان أحد الفقهاء‬ ‫السبعة بالمدينة‪.‬قال عمر بن عبدالعزيز‪ :‬ما‬ ‫أجــد أعلم من عروة بــن الزبير‪.‬وقال أحمد‬ ‫حوادثـــه بزمن طويل‪ ،‬ويســـمى هذا النـــوع ا‪䐣‬لخير من‬ ‫ابن عبداللــه العجلي‪ :‬عروة بن الزبير تابعي‬ ‫الكتب (المراجع الثانويـــة ـ الفرعية)‪.‬‬ ‫ثقة رجل صالح لم يدخل في شيء من الفتن‪.‬‬ ‫فيعـــد كتاب ُعروة بـــن الزبير (ت‪94‬هـ) في الســـيرة‬ ‫أبان بن عثمان بن عفان (‪105‬هـ)‪:‬‬ ‫ا‪䐣‬لمــوي المدنــي الفقيــه‪ ،‬روى عــن أبيــه‬ ‫النبويـــة‪ ،‬ومرويات أبان بن عثمـــان (ت ‪105‬هـ)‪ ،‬وكذلك‬ ‫الخليفة عثمان ‪ ،‬ولي المدينة لعبدالملك‬ ‫ابـــن مــروان سـبـع سنيـن‪ ،‬مــن فقـهـــاء‬ ‫كتاب الســـيرة النبوية لمحمد بن إســـحاق (ت‪151‬هـ) من‬ ‫التـابعيـن وعلمـائهم‪ ،‬وهو أحـد سبعــة مــن‬ ‫المصادر ا‪䐣‬لولية لحقبة فجر ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لم وعصر الرســـالة‪.‬‬ ‫فصحاء ا‪䐥‬لس‪䐧‬لم‪ ،‬وهـــــو من أوائـــــل مــن‬ ‫كتــب في السيـــــرة النبوية‪.‬كـــان يؤتــى‬ ‫كمـــا يعد كتاب (تاريخ الرســـل والملـــوك) لمحمد بن‬ ‫بـــه إلــى المسـجد محمو‪䐧‬لً‪ ،‬توفي بالمدينة‪.‬‬ ‫جرير الطبــــري (ت‪310‬هـ) من المصادر أو المراجــــع‬ ‫عثمان بن عبدالله بن بشر (‪1290-1194‬هـ)‪:‬‬ ‫ا‪䐣‬لوليـــة للعصـــر النبـــوي وعصـــر الخلفاء الراشـــدين‬ ‫دون‬ ‫ولد في ج‪䐧‬لجـــل بمنطقة الريـــاض‪ّ兎 ،‬‬ ‫حوليـــات تاريـــخ الدولـــة الســـعودية في‬ ‫وعصر الدولـــة ا‪䐣‬لموية والعصر العباســـي ا‪䐣‬لول‪.‬ويجري‬ ‫كتابـــه (عنـــوان المجد في تاريـــخ نجد)‪،‬‬ ‫مثل هـــذا التصنيـــف على كتـــاب (عنـــوان المجد في‬ ‫وله مؤلفـــات في الفلـــك وا‪䐣‬لدب‪.‬‬ ‫تاريـــخ نجد) لعثمان بـــن عبدالله بن بشـــر (ت‪1290‬هـ)‬ ‫فيما يتعلـــق بتاريخ الدولة الســـعودية ا‪䐣‬لولـــى‪ ،‬والدولة‬ ‫الســـعودية الثانية‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫مفهوم التاريخ ومصادره‬ ‫الدرس ا‪䐣‬لول‬ ‫الوحدة ا‪䐣‬لو‪䑉‬ل‬ ‫‪ -6‬الكتب الجغرافية وكتب الرح‪䐧‬لت‪:‬‬ ‫وتُــــعرف قديم ًا بـ (تقويم البلدان) لعنايتها باستقصاء‬ ‫م‪䐧‬لمـــح المـــكان ووصف أحوال الســـكان‪ ،‬حيـــث د ّون‬ ‫مؤلفوهـــا مشـــاهداتهم الشـــخصية في ا‪䐣‬لقاليـــم التي‬ ‫ابن بطوطة (‪779 - 703‬هـ)‪:‬‬ ‫زاروهـــا‪ ،‬كمـــا ســـجلوا كثيـــر ًا مـــن جوانـــب الحياة‬ ‫محمــد بــن عبدالله بن محمد بــن إبراهيم‬ ‫ا‪䐧‬لجتماعيـــة وا‪䐧‬لقتصادية فـــي ا‪䐣‬لقاليم والبلـــدان التي‬ ‫اللواتــي الطنجي المغربــي‪ ،‬المعروف بابن‬ ‫بطوطـة‪.‬‬ ‫اعتنوا بدراســـتها‪.‬ومن أمثلة هذا النـــوع من المؤلفات‪:‬‬ ‫رحالــة مؤرخ طاف بــ‪䐧‬لد العالم فــي قارتي‬ ‫آســيا وإفريقيا‪.‬واتصل بكثيــر من الملوك‬ ‫كتـــاب (صورة ا‪䐣‬لرض) ‪䐣‬لبي القاســـم بـــن َح ْوقل‪ ،‬وكتاب‬ ‫وا‪䐣‬لمراء‪ ،‬واستـغرقت رحلته ‪ 27‬سنة‪.‬‬ ‫(تحفة ال ‪ّ兏‬نظّ ار فـــي غرائب ا‪䐣‬لمصار وعجائب ا‪䐣‬لســـفار)‬ ‫المعـــروف برحلة ابـــن َبط‪ ّ兏‬وطة‪.‬‬ ‫‪ -7‬كتب ا‪䐣‬لدب والرواية الشفهية‪:‬‬ ‫ا‪䐣‬لدب هـــو مـــرآة العصـــر؛ إذ يعكس أحـــوال ا‪䐣‬لفراد‬ ‫والجماعات ويب ّين مشـــاعرهم وآمالهم‪ ،‬وهذا ما يســـاعد‬ ‫علـــى فهم ا‪䐣‬لمـــم والشـــعوب وا‪䐧‬لط‪䐧‬لع علـــى تقاليدها‪،‬‬ ‫ومن ثم يســـهل اســـتيعاب الصورة الكاملـــة لتاريخ أمة‬ ‫نموذج لكتب الرح‪䐧‬لت‪:‬‬ ‫«‪....‬ثــم نزلنا القادســية حيث كانت الوقعة‬ ‫من ا‪䐣‬لمم‪.‬‬ ‫الشــهيرة على الفرس التــي أظهر الله فيها‬ ‫أمـــا الرواية الشـــفهية فقـــد كانت أول وســـيلة لنقل‬ ‫ــد َة النار‬ ‫دين ا‪䐥‬لســ‪䐧‬لم وأذل المجــوس َع َب َ‬ ‫الحادثـــة‪ ،‬وتتجلـــى مكانتها فـــي كونها ُتنقـــل عادة عن‬ ‫فلم تقــم لهم بعدها قائمة واســتأصل الله‬ ‫شأفتهم‪ ،‬وكان أمير المســلمين يومئذ سعد‬ ‫شـــاهد للحادثة‪ ،‬أو معاصر لها‪ ،‬أو سامع عنها بتفصي‪䐧‬لت‬ ‫ابن أبي وقاص ‪ ،‬وكانت القادسية مدينة‬ ‫كثيـــرة ‪䐧‬ل تحويها الوثائق أو المصادر ا‪䐣‬لخــــرى‪.‬‬ ‫عظيمة افتتحها ســعد ‪ ‬وخَ رِ َبت فلم يبق‬ ‫منهــا ا‪䐢‬لن إ‪䐧‬ل مقــدار قرية كبيــرة‪ ،‬وفيها‬ ‫‪ -8‬الصور الفوتوغرافية وا‪䐣‬لف‪䐧‬لم المرئية‪:‬‬ ‫حدائق النخل وبها َمشارِع من ماء الفرات»‪.‬‬ ‫للصــور الفوتوغرافيــة وا‪䐣‬لفــ‪䐧‬لم المرئيــة منزلــة كبيــرة‬ ‫رحلة ابن بطوطة‬ ‫فــي توثيــق التاريــخ‪ ،‬وتعــد مــن المصــادر المهمــة التــي‬ ‫التصوير الفوتوغرافي‪:‬‬ ‫تقــدم كثيــر ًا مــن المعلومــات المتعلقــة بالحــوادث أو‬ ‫بــدأ التصويــر الفوتوغرافي فــي منتصف‬ ‫بالمــكان‪.‬‬ ‫القرن الثالث عشــر الهجــري‪ ،‬وتعني كلمة‬ ‫(الفوتوغرافي) باليونانية الرسم بالضوء‪.‬‬ ‫وازدادت مكانة الصور وا‪䐣‬لفـــ‪䐧‬لم في عصرنا الحاضر؛‬ ‫لتطـــور التقنية واعتمـــاد الثقافة العامة علـــى المرئيات‬ ‫أكثـــر مما مضى‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الدرس الرقمي‬ ‫الموقع‬ ‫ا‪䐣‬لو‪䑉‬لالثاني‬ ‫الوحدةالدرس‬ ‫نشأة التدوين التاريخي عند المسلمين‬ ‫‪www.ien.edu.sa‬‬ ‫نشأة التدوين التاريخي عند ا‪䑅‬لسلم‪䩆‬ي‪:‬‬ ‫كان العـــرب قبـــل ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لم يتناقلـــون أخبارهم‬ ‫وأيامهـــم وما يقـــع لهم مـــن حوادث مـــن طريق‬ ‫بناء الكعبة‪:‬‬ ‫الروايات الشـــفهية‪ ،‬فيجـــري تداولهـــا بينهم على‬ ‫بناء إبراهيم الخليل ‪ ‬مع ابنه إسماعيل ‪‬‬ ‫شـــكل أخبار أو أشـــعار‪ ،‬وذلك لغلبة ا‪䐣‬لميـــة عليهم‪،‬‬ ‫للكعبة المشرفة‪.‬‬ ‫إذ كانـــت ثقافتهم محفوظة في الصـــدور ‪䐧‬ل مكتوبة‬ ‫عام الفيل‪:‬‬ ‫في الســـطور‪.‬‬ ‫الح َبشــي مكة؛‬ ‫َ‬ ‫العــام الذي غزا فيــه أ ْب َر َه ُة َ‬ ‫لهدم الكعبة‪ ،‬فأرسل الله عليه طير ًا أبابيل‪،‬‬ ‫وكانـــوا يؤرخون ببعض الحـــوادث الكبرى لديهم‪،‬‬ ‫ويوافق بالتاريخ المي‪䐧‬لدي ‪571‬م‪.‬‬ ‫مثـــل‪( :‬بناء الكعبة) و(عام الفيـــل)‪ ،‬أو ببعض أيامهم‬ ‫حرب ال َب ُسوس‪:‬‬ ‫وحروبهم المشـــهورة مثل‪( :‬حرب ال َب ُســـوس) و(يوم‬ ‫حـرب وقـعت ‪ -‬قبـل ا‪䐥‬لس‪䐧‬لم ‪ -‬بيـن قبيلتي‬ ‫ذي قار)‪ ،‬فلما ظهر ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لم جـــرى تغي ٌر نوعي في‬ ‫َبكْ ــر و َت ْغ ِلـب‪.‬والبسوس اســم امرأة وهـي‬ ‫جساس بن ُم ‪ّ兎‬رة‪ ،‬كـانــت لها ناقة فرآها‬‫خالة ‪ّ兎‬‬ ‫مفهـــوم التاريخ عند العرب فاتســـع مـــداه الزمني‬ ‫ِ‬ ‫ُكليب بن وائل في حماه فرمى َض ْرعها بسهم‬ ‫ليشـــمل ا‪䐣‬لمم الماضيـــة‪ ،‬حيث دعا القـــرآن الكريم‬ ‫فوثب جساس على كليب فقتله فقامت حرب‬ ‫بين بكر وتغلب ابني وائل بســببها‪ ،‬استمرت‬ ‫إلـــى العناية بأحـــوال الماضين واســـتخ‪䐧‬لص العظة‬ ‫أربعين سنة‪.‬‬ ‫والعبرة مـــن أخبارهم‪ ،‬بل إن الكتاب العزيز أشـــار‬ ‫يوم ذي قار‪:‬‬ ‫إلى أن ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لم نفســـه له جـــذور قديمـــة وتاريخ‬ ‫حرب قامت بيـــن العرب والفُرس‪ ،‬وانتصر‬ ‫فيهــا العــرب على الفــرس‪.‬وهــو ‪ّ兎‬أو ُل َي ْوم‬ ‫طويل‪ ،‬فا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لم هو ديـــن جميع ا‪䐣‬لنبياء والرســـل‪،‬‬ ‫ــرتْ فيه ال َع َر ُب علــى ال َع َج ِم‪.‬و ُذو قارٍ‬ ‫ا ْنت ََص َ‬ ‫قال الله تعالـــى‪﴿ :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ﴾‬ ‫موضع شمال غرب البصرة‪.‬‬ ‫[ آل عمـــران ‪.]19‬وهـــو الحنيفية ديـــن إبراهيم الخليل ‪،‬‬ ‫الح ِني ِف ‪ّ兎‬ي ُة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫قال تعالـــى‪﴿ :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬ ‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ﴾ [آل عمـــران‪.]67 :‬‬ ‫ِهـي َشرِ يـ َعـ ُة ِإ ْب َر ِاه َيم ‪ ،‬وهي‪ :‬الم ‪ّ兎‬ل ُة التي‬ ‫يف‪:‬‬‫الح ِن ُ‬‫ــد ٌة‪ُ.‬يقَــال َ‬ ‫ليس فيها ِضيقٌ و‪䐧‬ل ِش ‪ّ兎‬‬ ‫كل من ْأســ َل َم لله فلم َي ْل َت ِو في شــي ٍء منه‪،‬‬ ‫‪ّ兏‬‬ ‫كمـــا ظهرت الحاجـــة إلى العنايـــة بالتاريخ لدى‬ ‫الح َنفَــا ُء َ‪䐣‬لن‪ّ兎‬ه ت ََحن‪ّ兎‬ف َعــن َ‬ ‫ا‪䐣‬ل ْد َيانِ‬ ‫ــع ُ‬ ‫والج ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫َو َم َال إلى َ‬ ‫الحق‪. ّ児‬‬ ‫المســـلمين عنـــد بنائهـــم دولتهم الجديـــدة؛ وذلك‬ ‫بغـــرض ا‪䐥‬لفـــادة من تجـــارب ا‪䐣‬لمـــم ا‪䐣‬لخرى في‬ ‫ا‪䐥‬لدارة والسياســـة الماليـــة‪ ،‬وهو ا‪䐣‬لمـــر الذي دعا‬ ‫إلـــى توثيق ذلـــك في مدونـــات وكتب حفظـــ ًا له‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫نشأة التدوين التاريخي عند المسلمين‬ ‫الدرس الثاني‬ ‫الوحدة ا‪䐣‬لو‪䑉‬ل‬ ‫أ‪ -‬أسبابـه‬ ‫يمكـــن إجمـــال أســـباب التدويـــن التاريخـــي عند‬ ‫المســـلمين فيمـــا يأتي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ العنايـــة بجمـــع أخبار الســـيرة النبويـــة منذ و‪䐧‬لدة‬ ‫اعتنى ا‪䐣‬لولون بسيرة النبي محمد ﷺ قبل‬ ‫الرســـول ﷺ‪ ،‬فمبعثه‪ ،‬فهجرته المباركـــة‪ ،‬ثم أخبار‬ ‫تدوينها‪ ،‬وكانوا يحفظونها مثلما يحفظون‬ ‫ا‪䐣‬لحاديث النبوية‪.‬‬ ‫بعوثـــه ومغازيه إلـــى حيـــن انتقاله إلـــى الرفيق‬ ‫قال إســماعيل بن محمد بن ســعد بن أبي‬ ‫ا‪䐣‬لعلـى‪.‬‬ ‫وقاص‪( :‬كان أبي يعلمنــا المغازي ويعدها‬ ‫علينــا‪ ،‬ويقول‪ :‬يا َب ِن ‪ّ兎‬ي هذه مآثر آبائكم ف‪䐧‬ل‬ ‫‪2‬ـ معرفـــة أحوال ا‪䐣‬لمم الماضية التـــي ورد ذكرها في‬ ‫تضيعوها)‪.‬‬ ‫القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪3‬ـ اتســـاع مســـاحة الب‪䐧‬لد ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لمية وتضاعف أعباء‬ ‫إدارتها؛ وهو ما شـــجع الخلفاء علـــى مطالعة أخبار‬ ‫ا‪䐣‬لمـــم ا‪䐣‬لخرى وا‪䐥‬لفـــادة من تجاربهـــم في تنظيم‬ ‫شـــؤون الحكم وطـــرق تحصيل ا‪䐣‬لمـــوال وحفظها‪،‬‬ ‫وتدبير الحـــروب وخططها‪.‬‬ ‫من خ‪䐧‬لل أحد مصادر البحث يقرأ الطلبة‬ ‫عن‪ :‬نشأة التاريخ الهجري‪.‬‬ ‫‪4‬ـ التمييـــز بين ا‪䐣‬لقاليم المفتوحـــة ُع ْنوة والتي ُفتحت‬ ‫ُصلحـــ ًا؛ لمـــا ُيبنى علـــى ذلك من ضبـــط مقادير‬ ‫والخراج‪ ،‬وهـــو ما اســـتدعى جمع أخبار‬ ‫الجِ با َيـــة َ‬ ‫الفتوح ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لمية والتدقيق فـــي أزمنتها‪.‬‬ ‫‪5‬ـ تمجيـــد بعض أبناء المناطـــق المفتوحة من الشـــعوب التي دخلت في ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لم لب‪䐧‬لدهم‬ ‫وحرصهم على نشـــر تاريخها بين المســـلمين‪.‬‬ ‫‪6‬ـ ظهـــور تقويم ثابت عند المســـلمين؛ إذ اتفق المســـلمون في خ‪䐧‬لفة عمـــر بن الخطاب ‪‬‬ ‫على اتخـــاذ الهجـــرة النبوية إلى المدينة أساســـ ًا للتاريخ‪ ،‬فســـاعد ذلـــك المؤرخين على‬ ‫تحديد الســـنوات با‪䐣‬لرقام ‪䐧‬ل بالحـــوادث والمعارك وغيرها‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تــطـوره‬ ‫‪ -1‬كتابة الس‪䨱‬ية النبوية‪:‬‬ ‫لقد كانت ســـيرة النبـــي ﷺ محور عنايـــة العلمـــاء والمؤرخين المســـلمين‪ ،‬فهي فاتحة‬ ‫التاريخ ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لمي وأول ما كُــــتب من موضوعاته‪ ،‬إذ بدأت العناية بهـــا عند جمع ا‪䐣‬لحاديث‬ ‫‪17‬‬ ‫نشأة التدوين التاريخي عند المسلمين‬ ‫الدرس الثاني‬ ‫الوحدة ا‪䐣‬لو‪䑉‬ل‬ ‫النبويـــة‪ ،‬وحين الفراغ مـــن ترتيب الحديـــث وتبويب‬ ‫موضوعاتـــه أفردت الســـيرة النبوية بأبـــواب منفصلة‬ ‫والســـ َير)‪ ،‬ولذا جـــاءت طريقة‬ ‫ُعرفـــت بـ (المغـــازي ‪ّ児‬‬ ‫محمد بن إسحاق (‪151‬هـ)‪:‬‬ ‫روايـــة أحداث الســـيرة متأثرة بطريقـــة رواية الحديث‬ ‫محمــد بن إســحاق بــن يســار ‪ّ兎‬‬ ‫المطلبي‪ ،‬من‬ ‫مـــن حيث اعتماد ا‪䐥‬لســـناد أساســـ ًا للرواية‪.‬‬ ‫مؤرخي ا‪䐥‬لســ‪䐧‬لم المتقدمين‪.‬له كتاب (السيرة‬ ‫النبوية) هذبها ابن هشام‪.‬توفي ببغداد‪.‬‬ ‫و ُيعــد علمــاء المدينــة مــن أوائــل مــن َد ‪ّ兎‬ونَ وكتــب‬ ‫أحــداث الســيرة النبويــة‪ ،‬إذ كانــت المدينــة مثــوى‬ ‫النبــي ﷺ وأصحابــه الكــرام‪ ،‬وأهلهــا أعــرف النــاس‬ ‫بأخبارهــم‪ ،‬وقــد بــرز مــن علمائهــا فــي الســيرة‪:‬‬ ‫ُعــروة بــن الزبيــر (ت‪94‬هـــ)‪ ،‬وأبــان بــن عثمــان‬ ‫دعـــا القرآن الكريـــم إلى العنايـــة بأحوال‬ ‫(ت ‪105‬هـ)‪ ،‬ومن بعدهم محمد بن إسحاق (ت‪151‬هـ)‪.‬‬ ‫الماضيـــن واســـتخ‪䐧‬لص العظـــة والعبرة‬ ‫مـــن أخبارهم‪.‬قـــال اللـــه تعالى‪﴿ :‬ﮂ‬ ‫‪ -2‬أخبار الفتوح وأخبار القدماء وا‪䐣‬لمم ا‪䑅‬لجاورة‪:‬‬ ‫ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ‬ ‫ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬ ‫مـــع اتســـاع الفتـــوح ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لمية اتســـع نطاق‬ ‫ﮔﮕ ﮖﮗ ﮘﮙ‬ ‫البحـــث التاريخي ف ُد ‪ّ児‬ونـــت أخبار الفتـــوح وأخبار‬ ‫ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬ ‫القدمـــاء وا‪䐣‬لمـــم المجـــاورة‪ ،‬وظهـــر إخباريون‬ ‫ﮢ ﮣ﴾‬ ‫[الـــروم‪.]9 :‬‬ ‫متخصصـــون في جمع أخبـــار الماضيـــن وأحوال‬ ‫الســنَد أو ا‪䐥‬لسناد‪ :‬هو سلســلة الرواة الذين‬ ‫الجاهليـــة وبـــدء حـــوادث الدعوة ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لمية وما‬ ‫‪ّ兎‬‬ ‫نقلوا الخبر‪.‬‬ ‫صاحبها مـــن فتوحات‪ ،‬فازدادت المـــادة التاريخية‬ ‫المتن‪ :‬هو الك‪䐧‬لم (أو النص) الذي انتهى إليه‬ ‫عند المســـلمين زيـــادة جوهرية‪ ،‬وأمكـــن فيما بعد‬ ‫السند‪.‬‬ ‫تصنيفهـــا ضمن أربعة أبـــواب؛ هي‪ :‬أخبـــار ا‪䐣‬لمم‬ ‫ّ‬ ‫شــرف الله عزّ وجل هذه ا‪䐣‬لمة وأكرمها‬‫وقد ‪ّ兎‬‬ ‫با‪䐥‬لســناد علــى ســائر ا‪䐣‬لمــم‪ ،‬وجعلــه من‬ ‫الماضيـــة‪ ،‬وأحوال العرب قبل ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لم‪ ،‬والســـيرة‬ ‫خصوصياتهــا دون المِ َلل ا‪䐣‬لخرى التي ليس‬ ‫النبويـــة‪ ،‬والحـــوادث التاريخية للدول ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لمية‪.‬‬ ‫في أيدي أهلها ســوى صحف قد خلطوا بها‬ ‫أخبارهم‪ ،‬وليس عندهم تمييز بين ما جاءهم‬ ‫‪ -3‬الرح‪䐧‬لت وال⨱تجمة‪:‬‬ ‫به أنبياؤهم وما ألحقوه بكتبهم من ا‪䐣‬لخبار‬ ‫التــي أخذوها عــن غير الثقات‪.‬قــال ا‪䐥‬لمام‬ ‫بعــد أن هــدأت حركــة الفتــوح‪ ،‬واطمــأن المســلمون‬ ‫عبدالله بن المبارك رحمه الله‪« :‬ا‪䐥‬لسناد من‬ ‫الدين‪ ،‬ولو‪䐧‬ل ا‪䐥‬لسناد لقال َمن شاء ما شاء»‪.‬‬ ‫فــي ا‪䐣‬لمصــار الجديــدة؛ نشــط فريــقٌ مــن طلبــة العلم‬ ‫إلــى الرحلــة والتنقــل فــي أرجــاء البــ‪䐧‬لد ا‪䐥‬لســ‪䐧‬لمية‬ ‫‪18‬‬ ‫نشأة التدوين التاريخي عند المسلمين‬ ‫الدرس الثاني‬ ‫الوحدة ا‪䐣‬لو‪䑉‬ل‬ ‫الفســيحة فشــاهدوا عجائــب البــ‪䐧‬لد وآثارهــا وتحدثوا إلى‬ ‫علمائهــا‪ ،‬فــأدى ذلــك إلــى توثيــق الحــوادث التاريخيــة‪،‬‬ ‫ثــم أســهم ازدهــار حركــة الترجمــة فــي توثيــق التدويــن‬ ‫التاريخــي‪ ،‬وذلــك بنقــل عــدد مــن الكتــب التاريخيــة عن‬ ‫الخطيب البغدادي (‪463-392‬هـ)‪:‬‬ ‫أحمـــد بن علي بـــن ثابت البغـــدادي‪ ،‬أحد‬ ‫اللغــات ا‪䐣‬لخــرى ا‪䐣‬لجنبيــة‪ ،‬إضافــة إلــى أنــه صــار فــي‬ ‫الحفـــاظ المؤرخيـــن المقدمين‪.‬اشـــتغل‬ ‫بتأليـــف الكتـــب‪ ،‬فـــزادت مصنفاته على‬ ‫اســتطاعة المؤرخيــن أن يســتفيدوا مــن العهــود والوثائــق‬ ‫الخمسيـــــن كـتــــاب ًا‪ ،‬مـــن أهمهـــا (تاريخ‬ ‫الرســمية الصــادرة مــن دواويــن الدولــة‪.‬‬ ‫بغـــداد) فـــي أربعة عشـــر مجلداً‪.‬‬ ‫ابن عساكر (‪571-499‬هـ)‪:‬‬ ‫‪ -4‬تــواريخ ا‪䑅‬لـــدن‪:‬‬ ‫علي بن الحســـن بن عســـاكر الدمشـــقي‪،‬‬ ‫المــؤرخ الحافــــــظ‪.‬مـــولــده ووفـــاتــه‬ ‫تأثــر التدويــن التاريخــي ـ منــذ القــرن الثالــث الهجــري ـ‬ ‫في دمشــــــق‪.‬لـــه (تــاريـــــخ دمشـــــق‬ ‫الكبيــــــر) يعـــرف بتاريخ ابن عســـاكر‪.‬‬ ‫بالتفــكك السياســي الــذي أصــاب ا‪䐣‬لمــة ا‪䐥‬لســ‪䐧‬لمية وح ّولها‬ ‫ابن كثير (‪774-701‬هـ)‪:‬‬ ‫إلــى دويــ‪䐧‬لت متعددة‪ ،‬فشــاعت ظاهرة التدويــن التاريخي‬ ‫هو أبـــو الفداء عمـــاد الدين إســـماعيل‬ ‫غيــر الشــامل‪ ،‬وظهــرت تواريــخ محليــة (تواريــخ مــدن)‬ ‫ابن عمـــر‪.‬حافظ مؤرخ فقيـــه‪.‬من كتبه‬ ‫(البداية والنهاية) ‪ 14‬جـــزء ًا في التاريخ‪،‬‬ ‫وكتــب تراجــم وطبقــات لعلمــاء كل إقليــم‪ ،‬مثــل كتــاب‬ ‫انتهى فيـــه إلى حوادث ســـنة ‪ 767‬هـ‪.‬‬ ‫(تاريــخ بغــداد) للخطيــب البغــدادي (ت‪463‬هـــ)‪ ،‬وكتــاب‬ ‫ابن خلدون (‪808 - 732‬هـ)‪:‬‬ ‫هـــو عبدالرحمـــن بن محمد بـــن خلدون‪،‬‬ ‫(تاريــخ دمشــق) ‪䐧‬لبــن عســاكر (ت‪571‬هـــ)‪.‬‬ ‫ولـــد بتونـــس عــــام ‪732‬هـ‪ ،‬فيلســـوف‪،‬‬ ‫‪ -5‬ال ُبعد الفلسفي‪:‬‬ ‫مـــؤرخ‪ ،‬عالـــم اجتماع‪ ،‬باحـــث‪ ،‬ينحدر من‬ ‫أســـرة عربية عريقـــة‪.‬اشـــتغل بالتدريس‬ ‫والخطابـــة والقضـــاء‪ ،‬ومـــارس العمـــل‬ ‫عقــب العــدوان الصليبــي علــى البــ‪䐧‬لد ا‪䐥‬لســ‪䐧‬لمية‬ ‫السياســـي وا‪䐥‬لداري‪ ،‬ثـــم تفـــرغ لكتابـــة‬ ‫بيــن القرنيــن الخامــس والســادس الهجرييــن‪ ،‬والهجــوم‬ ‫التاريـــخ‪ ،‬توفـــي بالقاهرة‪.‬‬ ‫ال َم ُغولــي وســقوط الدولــة العباســية فــي بغــداد ســنة‬ ‫(‪ 656‬هـــ) فــي القــرن الســابع الهجــري؛ ظهــر ُبع ٌد آخــــر‬ ‫فــي الكتابــة التاريخيــة عنــد المســلمين ينحــو منحـ ًـى فلســفي ًا عميقـاً‪ ،‬فيتأمــل الحــوادث ويبحــث‬ ‫وع َلــل ســقوطها ومظاهــر العمــران فيهــا‪ ،‬وظهــر ذلــك لــدى ابــن‬ ‫فــي أســباب قيــام الــدول ِ‬ ‫َخ ْلـ ُدون فــي مقدمتــه الشــهيرة لكتابــه‪( :‬ال ِع َبــر وديــوان المبتــدأ والخبــر فــي أيــام العــرب والعجــم‬ ‫والبربــر‪ ،‬ومــن عاصرهــم مــن ذوي الســلطان ا‪䐣‬لكبــر)‪.‬‬ ‫وهكذا تطور علم التاريخ عند المسلمين وتفرع وازدهر وأثمر‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫الدرس الرقمي‬ ‫الموقع‬ ‫ا‪䐣‬لو‪䑉‬لالثالث‬ ‫الوحدةالدرس‬ ‫نماذج مختارة من مؤلفات‬ ‫‪www.ien.edu.sa‬‬ ‫المؤرخين المسلمين‬ ‫تنوعـــت مؤلفات التاريخ ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لمي فـــي الحقبة‬ ‫المبكـــرة‪ ،‬إذ بـــرع كثير مـــن المؤلفين المســـلمين‬ ‫في تدوين جوانـــب متعددة من التاريخ ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لمي‪،‬‬ ‫ومـــن أبرز تلـــك المؤلفات‪:‬‬ ‫للط َ‪َ乙‬ي (ت ‪310‬هـ)‬‫الرسل وا‪䑅‬للوك ‪ّ兎‬‬ ‫أ ـ تاريخ ُ‬ ‫ُيعـــ ّد محمـــد بن جريـــر الطبري قمـــة من قمم‬ ‫ـــح معالم التدويـــن التاريخي‬ ‫وض َ‬ ‫المؤرخيـــن‪ ،‬حيث ّ‬ ‫عند المســـلمين بمؤ ‪ّ兎‬ل ِفـــه التاريخي الكبيـــر (تاريخ‬ ‫الرســـل والملـــوك)‪ ،‬وظـــل المؤرخون المســـلمون‬ ‫ُ‬ ‫يعتمـــدون كتابه فـــي كل ما يتصل بالقـــرون الث‪䐧‬لثة‬ ‫ا‪䐣‬لولـــى من تاريخ ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لم‪.‬‬ ‫ويتألـــف الكتـــاب من قســـمين كبيريـــن؛ أولهما‬ ‫الطبري (‪310-224‬هـ)‪:‬‬ ‫يبحـــث في تاريـــخ ما قبـــل ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لم‪ ،‬والثاني في‬ ‫محمد بــن جرير الطبــري‪ ،‬أبو جعفر‪:‬‬ ‫تاريـــخ ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لم منذ عهـــد الرســـول ﷺ حتى عام‬ ‫المؤرخ المفسر ا‪䐥‬لمام‪ ،‬له (تاريخ الرسل‬ ‫والملوك) يعرف بتاريخ الطبري في ‪11‬‬ ‫( ‪3 0 2‬هـ)‪.‬‬ ‫جزءاً‪ ،‬وهو من ثقات المؤرخين‪.‬‬ ‫برز فـــي تاريـــخ الطبري أثـــر ثقافتـــه محد‪ ّ児‬ث ًا‬ ‫وفقيهـــ ًا‪ ،‬فأســـلوبه فـــي التدوين جاء علـــى منهج‬ ‫علمـــاء الحديـــث من حيـــث الحرص على ا‪䐥‬لســـناد‪ ،‬وطريقتـــه في عـــرض الروايات جاءت‬ ‫ملتزمة الحيـــا َد والدقـــ َة العلمية‪.‬‬ ‫الح ْولـــي‪ ،‬إذ يجيء با‪䐣‬لخبـــار ُمرتّبة‬ ‫وقـــد اتبع الطبري فـــي تنظيم مادة كتابه ا‪䐣‬لســـلوب َ‬ ‫على تعاقب الســـنين‪ ،‬وذلـــك فيما يتعلق بالتاريخ ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لمي‪ ،‬أما في القســـم ا‪䐣‬لول فقد رتب‬ ‫مادته على أســـاس الموضوعات‪.‬‬ ‫ب ـ الكامل ‪䅊‬ف التاريخ ‪䐧‬لبن ا‪䐣‬لث‪䨱‬ي (ت ‪630‬هـ)‬ ‫من أبـــرز المؤلفـــات التاريخية كتـــاب (الكامل في التاريـــخ)‪ ،‬في عدة مجلـــدات‪ ،‬وهو‬ ‫تاريـــخ عام منذ بـــدء الخليقـــة حتى عصره‪.‬‬‫ٌ‬ ‫‪20‬‬ ‫نماذج مختارة من مؤلفات المؤرخين المسلمين‬ ‫الدرس الثالث‬ ‫الوحدة ا‪䐣‬لو‪䑉‬ل‬ ‫اعتمـــد ابن ا‪䐣‬لثيـــر التســـجيل الحولـــي‪ ،‬وذكر‬ ‫الحـــوادث الصغـــرى وبعض الوفيات فـــي نهاية كل‬ ‫ســـنة‪ ،‬أما الحـــوادث المهمة فيضـــع عناوينها ضمن‬ ‫َ‬ ‫الحـــوادث المحلية في كل‬ ‫الســـنة‪ ،‬ثم إنه لم يهمـــل‬ ‫إقليـــم‪ ،‬وأخبا َر الظواهر الجويـــة وا‪䐣‬لرضية من غ‪䐧‬لء‬ ‫ورخص وقحـــط وأوبئة وز‪䐧‬لزل‪.‬‬ ‫ج ـ البداية والنهاية ‪䐧‬لبن كث‪䨱‬ي (ت ‪774‬هـ)‬ ‫صنف ابن كثير مؤ ‪ّ兎‬ل َفه (البدايـــة والنهاية) فاعتنى‬ ‫فيه بنقد الروايات التاريخيـــة وتمييز صحيح ا‪䐣‬لخبار‬ ‫ابن ا‪䐣‬لثير(‪630-555‬هـ)‪:‬‬ ‫من ســـقيمها في ضوء قواعـــد المحد‪ ّ児‬ثين‪ ،‬ولعل أجود‬ ‫أبو الحسن عز الدين ابــــن ا‪䐣‬لثير‪ :‬المؤرخ‬ ‫ا‪䐥‬لمــام‪ ،‬ولد ونشــأ فــي جزيرة ابــن عمر‪،‬‬ ‫ما فـــي الكتاب القســـم الخـــاص بالســـيرة النبوية‬ ‫وسكن الموصل وتـوفـي بهـا‪.‬من تصانيفه‬ ‫وعصر الخلفاء الراشـــدين‪ ،‬وقد شـــغل مساحة كبيرة‬ ‫(الكامــل في التاريخ) اثنا عشــر جزءاً‪ ،‬بلغ‬ ‫منه ‪.‬‬ ‫فيــه عام ‪629‬هـ‪ ،‬وأكثر مــن جاء بعده من‬ ‫المؤرخين اعتمد كتابه هذا‪.‬‬ ‫اعتمد ابـــن كثيـــر التدوين الحولـــي في عرض‬ ‫مادتـــه العلمية بـــدء ًا من الهجـــرة النبويـــة‪ ،‬و ُيب َدأ‬ ‫بالحـــوادث فـــي حولياته وتختتـــم بالوفيات‪.‬‬ ‫د ـ تاريخ ابن خلدون (ت ‪ 808‬هـ)‬ ‫انتقـــل عبدالرحمن بـــن خلدون مـــن مؤرخ إلى مفســـر‬ ‫للتاريـــخ يتأمـــل الـــدورات الحضاريـــة المتعاقبـــة فيرصد‬ ‫مظاهرها‪ ،‬وينظر في أســـباب نشـــأتها وعوامل فنائها‪ ،‬ووضع‬ ‫نظريته في العمـــران البشـــري وا‪䐧‬لجتماع ا‪䐥‬لنســـاني ود ّونها‬ ‫في مقدمته الشـــهيرة لكتابـــه (ال ِع َبر وديـــوان المبتدأ والخبر‬ ‫في أيام العـــرب والعجـــم والبربر ومن عاصرهـــم من ذوي‬ ‫الســـلطان ا‪䐣‬لكبر)‪.‬‬ ‫نسخة من مخطوطة تاريخ ابن‬ ‫خلدون (العبر وديوان المبتدأ‬ ‫والخبر)‬ ‫‪21‬‬ ‫نماذج مختارة من مؤلفات المؤرخين المسلمين‬ ‫الدرس الثالث‬ ‫الوحدة ا‪䐣‬لو‪䑉‬ل‬ ‫هـ ـ (عنـــوان ا‪䑅‬لجـــد ‪䅊‬ف تاريخ نجـــد) لعثـــان بن ب‪㐱‬ش‬ ‫(ت ‪ 1290‬هـ)‬ ‫وهو فـــي جزأين‪ ،‬ألفـــه المـــؤرخ عثمان بـــن عبدالله‬ ‫ابن بشـــر‪ ،‬تبدأ حوادثـــه بعام ‪850‬هـ وتُخْ تَـــم بعام ‪1267‬هـ‪.‬‬ ‫وير ّكـــز الكتاب في حـــوادث الدولة الســـعودية ا‪䐣‬لولى وما‬ ‫كبير من حـــوادث الدولة الســـعودية الثانية‪.‬‬ ‫قبلها‪ ،‬وجـــز ٍء ٍ‬ ‫للمؤرخ عثمان بن بشر عدد من المؤلفات ا‪䐣‬لخرى‪ ،‬منها كتاب في علوم الفلك بعنوان‬ ‫(ا‪䐥‬لشارة إلى معرفة منازل السبعة السيارة) ألفه بطلب من ا‪䐥‬لمام فيصل بن تركي في الدولة السعودية الثانية‪.‬‬ ‫(نسخة مخطوطة محفوظة بدارة الملك عبدالعزيز)‬ ‫‪22‬‬ ‫الدرس الرقمي‬ ‫الموقع‬ ‫ا‪䐣‬لو‪䑉‬لالرابع‬ ‫الوحدةالدرس‬ ‫منهج تدوين التاريخ عند المسلمين‬ ‫‪www.ien.edu.sa‬‬ ‫عندمــا اشــتغل المســلمون بكتابــة التاريــخ لــم‬ ‫يقتصــروا علــى محــاكاة ا‪䐣‬لمــم ا‪䐣‬لخــرى التــي ســبقتهم‬ ‫إلــى هــذا الميــدان‪ ،‬بــل قدمــوا إنتاج ـ ًا متميــز ًا مــن‬ ‫حيــث المــادة أو الطريقــة‪ ،‬فهــم أول مــن ضبــط‬ ‫التدوين الحولي‪:‬‬ ‫الحــوادث با‪䐥‬لســناد والتوقيــت الكامــل‪ ،‬واســتعملوا‬ ‫أو مـــا يعـــرف بالحوليات‪ ،‬وهو ســـرد‬ ‫مناهــج مختلفــة فــي عــرض المــادة التاريخيــة‪.‬‬ ‫الحوادث وفق الســـنوات ســـرد ًا متتابع ًا‪.‬‬ ‫مثال منهج التاريخ الحولي‪:‬‬ ‫ثم دخلت ســـنة خمـــس عشـــرة ومئة‪،‬‬ ‫وفي هذه الســـنة غزا معاوية بن هشـــام‬ ‫أرض الـــروم‪ ،‬وفيهـــا وقـــع الطاعون‬ ‫بالشـــام‪ ،‬وفيهـــا وقع بخراســـان قحط‬ ‫شـــديد‪ ،‬وفيها غـــزا عبدالملك بن قطن‬ ‫عامل ا‪䐣‬لندلـــس أرض البشـــكنس وعاد‬ ‫سالمــاً‪.‬‬ ‫كتاب‪ :‬الكامل في التاريخ ‪䐧‬لبن ا‪䐣‬لثير‬ ‫من أبرز تلك المناهج في تدوين التاريخ ما يأتي‪:‬‬ ‫الح ْو‪䑊‬ل‪:‬‬ ‫أ ـ منهج التاريخ َ‬ ‫وهـــو عرض الحـــوادث حســـب تعاقب الســـنين مفتتح ًا حوادث كل ســـنة بعبـــارة‪( :‬ثم‬ ‫دخلت ســـنة كـــذا)‪ ،‬وقد أبدع المؤرخون المســـلمون فـــي هذه الطريقة‪ ،‬وســـاعدهم على‬ ‫ســـهولة عرضها اســـتمرار العهود ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لمية وتواصلُها‪.‬‬ ‫ب ـ منهج التاريخ حسب ا‪䑅‬لوضوعات‪:‬‬ ‫عرف المســـلمون منهج التاريخ حســـب الموضوعات‪ ،‬مثل‪ :‬تاريخ الـــدول‪ ،‬أو العصور‪ ،‬أو‬ ‫الخلفاء والســـ‪䐧‬لطين‪ ،‬كما برعوا في التاريخ حســـب ا‪䐣‬لنساب‪.‬‬ ‫ج ـ منهج التاريخ حسب الطبقات‪:‬‬ ‫منهـــج مرتبط بعلم‬ ‫ٌ‬ ‫ابتكر المؤرخون المســـلمون منهـــج التأليف حســـب الطبقات‪ ،‬وهو‬ ‫‪23‬‬ ‫منهج تدوين التاريخ عند المسلمين‬ ‫الدرس الرابع‬ ‫الوحدة ا‪䐣‬لو‪䑉‬ل‬ ‫الحديـــث ارتباط ًا وثيق ًا‪ ،‬إذ إن تقســـيم الطبقات جاء‬ ‫نتيجة طبيعية لفكـــرة طبقة أصحاب الرســـول ﷺ‬ ‫ثـــم طبقات من جـــاء بعدهم‪.‬‬ ‫مثال منهج التاريخ حسب الموضوعات‬ ‫د ـ منهج التاريخ الشامل‪:‬‬ ‫ترجمت فيــه الخلفاء‬ ‫ُ‬ ‫هــذا تاريخ لطيــف‬ ‫أمــراء المؤمنين القائميــن بأمر ا‪䐣‬لمة‪ ،‬من‬ ‫مـــ ّد المؤرخـــون المســـلمون حـــدود البحـــث‬ ‫عهــد أبي بكر الصديق ‪ ‬إلى عهدنا هذا‪،‬‬ ‫على ترتيب زمانهــم ا‪䐣‬لو َل فا‪䐣‬لول‪ ،‬وذكرت‬ ‫التاريخي فلـــم يقتصروا على النطاق ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لمي؛‬ ‫في ترجمة كل منهم مــا وقع في أيامه من‬ ‫بل نظـــروا فـــي تاريخ ما قبـــل ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لم وكتبوا‬ ‫الحوادث المستغربة‪ ،‬ومن كان في أيامه من‬ ‫أئمة الدين وأع‪䐧‬لم ا‪䐣‬لمة‪.‬‬ ‫عن تاريـــخ ا‪䐣‬لمم ا‪䐣‬لخـــرى‪ ،‬بل قدمـــوا محاو‪䐧‬لت‬ ‫كتاب‪ :‬تاريخ الخلفاء لج‪䐧‬لل الدين السيوطي‪.‬‬ ‫لدراســـة تاريخ الجنس البشـــري وبـــدء الخليقة‪،‬‬ ‫مســـتلهمين فكرة التاريـــخ العالمي ممـــا ورد في‬ ‫مثال منهج التاريخ الشامل‬ ‫كان من زمن إســكندر بن فيلبس المقدوني‬ ‫القـــرآن الكريم من إشـــارات إلى ا‪䐣‬لمم الســـابقة‬ ‫اليونانــي‪ ،‬وذلك ‪䐣‬لنه لما غلــب على ملك‬ ‫الفــرس (دارا بن دارا) وأذل مملكته‪ ،‬وخرب‬ ‫وقصـــة الخليقة‪.‬‬ ‫ب‪䐧‬لده‪ ،‬واستباح بيضة قومه‪ ،‬ونهب حواصله‪،‬‬ ‫هـ ـ منهج التاريخ الفلسفي‪:‬‬ ‫ومزق شــمل الفرس؛ عزم علــى ّأ‪䐧‬ل يجتمع‬ ‫لهم بعد ذلك شمل و‪䐧‬ل يلتئم لهم أمر‪.‬‬ ‫نـ ‪ّ兎‬وع المؤرخـون المسـلمون التأليـف فـي التاريخ‬ ‫كتاب‪ :‬البداية والنهاية ‪䐧‬لبن كثير‪.‬‬ ‫من ِسـ َير وتراجم‪ ،‬وحوادث عامة وخاصة‪ ،‬وأنسـاب‪،‬‬ ‫و ُن ُظـم ونحوهـا‪ ،‬كمـا أنهـم أول من كتب في فلسـفة‬ ‫الطبقات‬ ‫التاريـخ وا‪䐧‬لجتمـاع وتاريـخ التاريـخ‪ ،‬وكانـوا فـي‬ ‫علــم من علوم الحديــث النبوي يقوم على‬ ‫تقســيم الرجال الذين ســمعوا الحديث من‬ ‫ذلـك ملتزميـن مبـدأ الصـدق فـي القـول والنزاهـة‬ ‫طبقــة ســابقة لهم ثــم رووه لرجــال من‬ ‫الطبقة التالية لزمانهم‪.‬‬ ‫فـي الحكـم شـرط ًا لكتابـة التاريخ‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫الدرس الرقمي‬ ‫الموقع‬ ‫ا‪䐣‬لو‪䑉‬لالخامس‬ ‫الدرس‬‫الوحدة‬ ‫مهارات التفكير في التاريخ‬ ‫‪www.ien.edu.sa‬‬ ‫لقراءة التاريخ وكتابته أســـاليب متعددة‪ ،‬ومناهج‬ ‫متنوعـــة‪ ،‬ومـــع مكانة تلـــك المناهج وا‪䐣‬لســـاليب؛‬ ‫فـــإن هناك أسســـ ًا عامة تعيـــن القـــارئ للتاريخ‬ ‫فرانز فرديناند‬ ‫أو الدارس علـــى فهم ا‪䐣‬لحداث وتوســـيع المدارك‬ ‫أميـر نمسـاوي ولـد عـام ‪1863‬م‪ ،‬تولـى الحكـم‬ ‫حيـــال تطوراتها‪.‬‬ ‫فـي ا‪䐥‬لمبراطوريـة النمسـاوية المجريـة وعمـره‬ ‫ومن هـــذه ا‪䐣‬لســـس المتعلقة بمهـــارات التفكير‬ ‫‪ 12‬سـنة‪ ،‬قتـل فـي سـراييفو علـى يـد عصابات‬ ‫صربيـة عـام ‪1914‬م‪.‬‬ ‫عنـــد قراءة التاريـــخ أو كتابتـــه ما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬ا‪䐣‬لسباب والنتائج‬ ‫فهم أســـباب الحـــوادث التاريخية عدد ًا‬ ‫يتضمن ُ‬ ‫من المهارات‪ ،‬مثـــل‪ :‬تحديد الحـــوادث التاريخية‪،‬‬ ‫وتحليلها‪ ،‬وتقويـــم الع‪䐧‬لقة بينها‪.‬لذا فإن الســـبب‬ ‫والنتيجة مـــن الجوانب المهمة فـــي قراءة حوادث‬ ‫يفكــر الطلبة في حوادث كانت نتيجة‬ ‫التاريـــخ ومعرفتها‪.‬والمؤرخـــون يعتنون بموضوع‬ ‫لسبب مباشر‪.‬‬ ‫الســـبب والنتيجة فـــي كتابتهم للتاريـــخ؛ ‪䐣‬لن ذلك‬ ‫يعطـــي مزيد ًا من المعرفة والحكـــم على الحوادث‪.‬‬ ‫فعلى ســـبيل المثال نجد أن مقتل ا‪䐣‬لرشـــيدوق النمســـاوي فرانز فردينانـــد عام ‪1914‬م‬ ‫في سراييفو بالبوســـنة والهرسك كان ســـبب ًا مباشـــر ًا في اند‪䐧‬لع الحرب العالمية ا‪䐣‬لولى‪.‬‬ ‫‪ -2‬ا‪䐧‬لستمرارية والتغي‪䨱‬ي ع‪䑉‬ل مرور الزمن‬ ‫يــؤدي هــذا التفكيــر فــي اســتمرار الحــوادث وتغيرهــا علــى مــدى زمــن معيــن إلــى‬ ‫معرفــة حركــة التاريــخ وتحليلهــا‪.‬ومــن مهــارات هــذا النــوع مــن التفكيــر اســتنتاج طبيعــة‬ ‫الحــوادث فــي مــدة زمنيــة لتحديــد ظاهــرة ا‪䐧‬لســتمرار والتغييــر‪.‬فعلــى ســبيل المثــال فــإن‬ ‫القــارئ لتاريــخ الدولــة الســعودية منــذ منتصــف القــرن الثانــي عشــر الهجــري حتــى اليــوم‬ ‫يمكنــه اســتنتاج حقيقــة مهمــة تتعلــق با‪䐧‬لســتمرار والتغييــر هــي عــودة تأســيس الدولــة‬ ‫الســعودية عــدة مــرات‪.‬فعندمــا انتهــت الدولــة الســعودية ا‪䐣‬لولــى عــام ‪1233‬هـــ عــادت‬ ‫مــرة ثانيــة عــام ‪1240‬هـــ‪ ،‬وكذلــك عندمــا انتهــت الدولــة الســعودية الثانيــة عــام ‪ 1309‬هـــ‬ ‫عــادت مــرة ثالثــة عــام ‪1319‬هـــ‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫مهارات التفكير في التاريخ‬ ‫الدرس الخامس‬ ‫الوحدة ا‪䐣‬لو‪䑉‬ل‬ ‫تعد اســـتمرارية عودة الدولة السعودية حادثة‬ ‫تســـتحق التأمل مـــن المؤرخ والقـــارئ للتاريخ‬ ‫من أجل معرفة ا‪䐣‬لســـباب التـــي أدت إلى ذلك‪،‬‬ ‫وهنا تظهر مكانـــة التحليل وا‪䐧‬لســـتنتاج لزيادة‬ ‫قامت الدولة الســعودية ث‪䐧‬لث مرات‪ ،‬يفكر‬ ‫المعرفـــة التاريخيـــة والخـــروج عـــن ظاهرة‬ ‫الطلبة في أسباب عودتها واستمرارها‪.‬‬ ‫القراءة الســـطحية والعامة التي ‪䐧‬ل تقدم ســـوى‬ ‫ما هـــو مد ‪ّ兎‬ون‪.‬‬ ‫‪ -3‬التقسيم التاريخي (التحقيب)‬ ‫اعتنـــى المؤرخـــون بمســـألة التحقيب‪ ،‬وهي‬ ‫تحديد عصـــور تاريخية للحـــوادث وفق تطورها‬ ‫أشــار المؤرخ الفرنسي فليكس مانجان بعد‬ ‫وارتباطها؛ مـــن أجل إبرازها مـــن منظور زمني‬ ‫انتهاء الدولة السعودية ا‪䐣‬لولى عام ‪1233‬هـ‬ ‫وربمـــا مكاني من جهة‪ ،‬وتيســـير فهمها بوصفها‬ ‫‪ -‬وكان معاصــر ًا لذلــك ‪ -‬إلــى أن الدولــة‬ ‫وحدة واحـــدة عنـــد قراءتها من جهـــة أخرى‪.‬‬ ‫السعودية ســوف تعود من جديد برغم مما‬ ‫حدث لها من تدمير للعاصمة الدرعية على‬ ‫فالتاريخ ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لمي مث ً‪䐧‬ل ق ‪ُّ児‬ســـم إلى عصور‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫يد ا‪䐣‬لعداء‪ ،‬وتحقق ذلك بعد أقل من ســبع‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫عصر صـــدر ا‪䐥‬لســـ‪䐧‬لم‪ ،‬وعصر الدولـــة ا‪䐣‬لموية‪،‬‬ ‫فعلى ماذا يدل ذلك؟‬ ‫وعصر الدولة العباســـية‪ ،‬وعصر الدولة ا‪䐣‬ليوبية‪،‬‬ ‫‪䐧‬ل شــك أن قــدرة المــؤرخ على ا‪䐧‬لســتنتاج‬ ‫وعصـــر الدولة المملوكيـــة‪ ،‬والعصر الحديث‪.‬‬ ‫والتوقــع تبرز فــي الجواب عــن مثل هذا‬ ‫السؤال‪.‬‬ ‫ومـــن المهم أيض ًا ا‪䐧‬لســـتفادة من هذا المنهج‬ ‫لتقســـيم ِحقَب أقل زمن ًا من أجـــل التركيز فيها‬ ‫في الدراســـة‪ ،‬مثل تقســـيم تاريخ المملكـــة العربية الســـعودية وفق عهـــود الملوك‪ :‬عهد‬ ‫الملـــك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل ســـعود‪ ،‬وعهد الملك ســـعود بـــن عبدالعزيز‪ ،‬وعهد‬ ‫الملـــك فيصل بـــن عبدالعزيـــز‪ ،‬وعهد الملـــك خالد بـــن عبدالعزيز‪ ،‬وعهـــد الملك فهد‬ ‫ابـــن عبدالعزيز‪ ،‬وعهـــد الملك عبدالله بـــن عبدالعزيز‪ ،‬وعهد خادم الحرمين الشـــريفين‬ ‫الملك ســـلمان بن عبدالعزيز‪.‬‬ ‫‪ -4‬ا‪䑅‬لقارنة‬ ‫مـــن مهارات قـــراءة التاريـــخ وكتابته المقارنة بيـــن الحوادث‪ ،‬ويكـــون ذلك بوصف‬ ‫حادثتين تاريخيتيـــن أو أكثر في مدة واحـــدة أو ُمدد مختلفة‪ ،‬ومقارنتهـــا وتقويمها من‬ ‫‪26‬‬ ‫مهارات التفكير في التاريخ‬ ‫الدرس الخامس‬ ‫الوحدة ا‪䐣‬لو‪䑉‬ل‬ ‫أجـــل معرفة الترابـــط بينها والبحث عن أســـبابها‬ ‫بمنظـــور مختلف عن ا‪䐣‬لســـباب المباشـــرة‪.‬فعلى‬ ‫َ‬ ‫حـــوادث تاريخية مثل‬ ‫ســـبيل المثال عندما نقارن‬ ‫سنة الرحمة‬ ‫اســـتعادة ا‪䐥‬لمام تركي بن عبدالله الدولة الســـعودية‬ ‫أصــاب العا َل َم بأســره وباء بعــد نهاية الحرب‬ ‫ودخول الرياض وتأســـيس الدولة الســـعودية الثانية‬ ‫العالمية ا‪䐣‬لولى عام ‪1337‬هـ (‪1919‬م)‪ ،‬وســمي‬ ‫عام ‪1240‬هـ‪ ،‬واســـترداد الملك عبدالعزيز الرياض‬ ‫هذا الوباء بالوافدة ا‪䐥‬لسبانية‪ ،‬مات على إثرها‬ ‫عـــام ‪1319‬هــــ؛ ســـتتبين لنـــا روابط كثيـــرة بين‬ ‫خلق كثير‪ ،‬واستدعى الملك عبدالعزيز بعض‬ ‫ا‪䐣‬لطباء من خارج المملكة لع‪䐧‬لج شعبه من هذا‬ ‫الحادثتيـــن يمكن بهـــا معرفة المزيد عـــن تاريخ‬ ‫وعولج كثيرون‪،‬‬‫الداء‪ ،‬وخصص منز ً‪䐧‬ل لذلك‪ُ ،‬‬ ‫ومــات ا‪䐢‬ل‪䐧‬لف‪ ،‬ومن بينهــم ا‪䐣‬لمير تركي ا‪䐧‬لبن‬ ‫الدولة الســـعودية‪ ،‬مثل قوة الدولة الســـعودية‪ ،‬وأثر‬ ‫ا‪䐣‬لكبر للملك عبدالعزيز‪.‬‬ ‫الشـــخصيات من ا‪䐣‬لســـرة المالكة (آل ســـعود) في‬ ‫الحوادث نفســـها‪ ،‬وتحمل مســـؤولية عـــودة الدولة‬ ‫الســـعودية لمصلحة الجميـــع‪ ،‬وكذلك الجانـــب ا‪䐧‬لجتماعي المتمثل فـــي التفاف ا‪䐣‬لهالي‬ ‫حـــول ا‪䐥‬لمام تركي بـــن عبدالله والملـــك عبدالعزيز‪ ،‬وأثـــر المبادئ التـــي تقوم عليها‬ ‫الدولة الســـعودية في عودتها عـــدة مرات‪.‬‬ ‫‪ -5‬السياق‬ ‫مـــن المهـــارات المهمة فـــي فهم النـــص التاريخي معرفة الســـياق العـــام للحوادث‬ ‫التاريخيـــة‪ ،‬و‪䐧‬ل ســـيما معرفـــة موقع حادثـــ ٍة ما من إطـــار تاريخي عـــام‪.‬وا‪䐣‬لهم من‬ ‫هـــذا هو أن يتمكـــن الباحـــث والقارئ من وضـــع حادث ٍة ما في ســـياق أشـــمل وعام‬ ‫يرتبـــط بحوادث إقليميـــة أو دولية‪.‬فعلى ســـبيل المثال عندما يقـــرأ الباحث في حادثة‬ ‫(ســـنة الرحمة) التي اجتـــاح فيها المملك َة العربي َة الســـعودية عام ‪1337‬هــــ وبا ُء الحمى‬ ‫ا‪䐥‬لســـبانية ومـــات ا‪䐢‬ل‪䐧‬لف في أنحـــاء الوطن‪ ،‬هنا يســـتطيع الباحث والقـــارئ ربط هذه‬ ‫الحادثة بما هو أوســـع منها‪ ،‬وهو انتشـــار الوباء نفســـه في أنحاء العالـــم‪ ،‬وكان نتيجة‬ ‫للحـــرب العالمية ا‪䐣‬لولى‪.‬‬ ‫‪ -6‬التفس‪䨱‬ي التاريخي‬ ‫فـــي هذه المهارة يســـتطيع الباحـــث والقارئ أن يصـــف ويحلل ويقـــارن الحوادث‬ ‫ويصل إلى تفســـير واضـــح لها مـــن تفكيره‪ ،‬بنـــا ًء على معطيـــات ا‪䐣‬لدلـــة والمقارنة‬ ‫والتفســـير الذي يطرحـــه الباحث يظـــل رأي ًا و‪䐧‬ل يمكـــن أن ُي َع ‪ّ兎‬د‬ ‫ُ‬ ‫والوصـــف والتحليـــل‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫مهارات التفكير في التاريخ‬ ‫الدرس الخامس‬ ‫الوحدة ا‪䐣‬لو‪䑉‬ل‬ ‫حقيقـــة تاريخيـــة؛ ‪䐣‬لنه ربمـــا كان لدى غيـــره رأي آخر فـــي الحادثة بقـــراءة مختلفة‬ ‫ل‪䐣‬لدلـــة التاريخيـــة وتحليلهـــا ومقارنتها‪.‬لهـــذا يعد تفســـير الحـــوادث التاريخية من‬ ‫ا‪䐣‬لدوات المهمـــة لقـــارئ التاريـــخ وكاتبه‪ ،‬فهو يزيد مـــن المعرفـــة التاريخية ويوضح‬ ‫الحوادث إيضاحـــ ًا أفضل‪.‬‬ ‫العصور التاريخية‬ ‫قسم الزمن التاريخي إلى عصور تبدأ من‬ ‫ُي ‪ّ兎‬‬ ‫بدء الخلق حتى اليوم‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عصور ما قبل‬ ‫العصور الحديثة‬ ‫العصور ا‪䐥‬لس‪䐧‬لمية‬ ‫العصور القديمة‬ ‫التاريخ‬ ‫ع‪㔱‬ص صدر ا‪䐥‬لس‪䐧‬لم‬ ‫الع‪㔱‬ص ال‪َ乙‬ونزي‬ ‫الع‪㔱‬ص الحجري‬ ‫الع‪㔱‬ص ا‪䐣‬لموي‬ ‫الع‪㔱‬ص الحديدي‬ ‫الع‪㔱‬ص العبا‪㍊‬س‬ ‫الع‪㔱‬ص ا‪䐣‬ليو‪⡊‬ب وا‪䑅‬لملو‪䍊‬ك‬ ‫‪28‬‬ ‫الدرس الرقمي‬ ‫الدرس ا‪䐣‬لول‬ ‫الوحدة ا‪䐣‬لو‪䑉‬ل‬ ‫الدرس السادس‬ ‫مصادر التاريخ الوطني‬ ‫‪www.ien.edu.sa‬‬ ‫مصادر التاريخ الوطني‪:‬‬ ‫هنــاك عــدد مــن المؤسســات الوطنيــة التــي‬ ‫يتوافــر بهــا مصــادر تاريخيــة عــن المملكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪ ،‬مــن أبرزهــا مــا يأتــي‪:‬‬ ‫الرقم المعياري‪:‬‬ ‫أداة عصريـــة للتعريف بكتـــاب ما‪ ،‬يمكـــن بها معرفة‬ ‫مكتبة الملك فهد الوطنية‬ ‫عنـــوان الكتـــاب‪ ،‬والدار الناشـــرة لـــه‪ ،‬وبلد النشـــر‪،‬‬ ‫وتاريخ النشـــر‪ ،‬والمعلومات الببليوجرافيـــة عنه‪ ،‬وهو‬ ‫مؤسســة وطنيــة تُعنــى بأعمــال التوثيــق ل‪䐥‬لنتــاج‬ ‫أقـــرب إلى مـــا يعرف برقـــم الهوية للكتـــاب‪ ،‬وقد بدأ‬ ‫الوطنــي المعرفــي‪ ،‬وتوفــر بأقســامها المختلفــة مــاد ًة‬ ‫التفكيـــر في ضـــرورة وجـــود رقم عالمـــي يحمله كل‬ ‫كتاب في أثنـــاء المؤتمر الدولي الثالث ‪䐣‬لبحاث ســـوق‬ ‫علميــة للباحثيــن‪.‬‬ ‫الكتاب وتنظيـــم تجارة الكتب‪ ،‬المنعقـــد في برلين عام‬ ‫وجــاءت فكــرة تأسيســها عندمــا أراد الشــعب‬ ‫‪1966‬م‪.‬‬ ‫الســعودي التعبيــر عــن فرحتهــم بتولــي الملــك فهــد‬ ‫وفـــي عـــام ‪1968‬م بـــدأ تطبيـــق نظام يعـــرف بـ‬ ‫(‪ )International Standard Book Number‬ويعـــرف‬ ‫ابــن عبدالعزيــز الحكــم ببنــاء َم ْع َلــم تــذكاري علــى‬ ‫اختصار ًا بــــ (‪ )ISBN‬للكتـــب غير العربيـــة‪ ،‬ويعرف‬ ‫نفقتهــم؛ ليكــون تحفــة معماريــة بالتعــاون مــع أمانــة‬ ‫عربي ًا بـ(الرقم الدولي الموحـــد للكتاب)‪ ،‬واختُصر إلى‬ ‫(ردمك)‪ ،‬واســـتُعمل للمطبوعات العربيـــة‪ ،‬وهو يتكون‬ ‫مدينــة الريــاض التــي قدمــت ا‪䐣‬لرض وا‪䐥‬لشــراف‬ ‫من عشـــرة أرقام‪ ،‬مقســـمة إلى أربع مجموعـــات بينها‬ ‫الفنــي والمعمــاري‪.‬‬ ‫شرطات‪.‬‬ ‫وطـــو‪ّ児‬ر هذا الرقـــم عـــام ‪2007‬م ليكون مـــن ث‪䐧‬لثة‬ ‫وكان المبنــى مصممــ ًا ليكــون مكتبــة عامــة‪،‬‬ ‫وسجل‬ ‫عشـــر رقم ًا؛ فمث ً‪䐧‬ل ُصنف هذا المقرر الدراســـي ُ‬ ‫فوجــه خــادم الحرميــن الشــريفين الملــك ســلمان‬ ‫برقـــم معياري مـــد ‪ّ兎‬ون فـــي الصفحـــة الداخلية بعد‬ ‫ابــن عبدالعزيــز تحويلهــا إلــى مكتبــة وطنيــة للمملكــة‬ ‫الغـــ‪䐧‬لف‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫‪.978-603-508-709-4‬‬ ‫العربيــة الســعودية؛ للحاجــة إلــى ذلــك‪ ،‬وأســهم‬ ‫‪ 978‬رمـــز محدد مـــن قبـــل الوكالـــة الدولية‬ ‫‪ -‬حفظــه اللــه ‪ -‬فــي إنشــاء المكتبــة وتجهيزهــا‪،‬‬ ‫(‪.)ISBN‬‬ ‫‪ 603‬رمز أعطي للمملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫‪ 508‬رمز أعطي لـــدار النشـــر‪ ،‬ويعطى للمؤلف‬ ‫رقم خـــاص به‪.‬‬ ‫‪ 709‬رقم للكتاب يختص بالناشر‪ ،‬أو المؤلف‪.‬‬ ‫‪ 4‬رقـــم التحقـــق‪ ،‬وهو رقـــم يُصـــدره البرنامج‬ ‫للتأكد مـــن صحـــة البيانـــات المدخلة‪.‬‬ ‫مبنى مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض‬ ‫‪29‬‬ ‫مصادر التاريخ الوطني‬ ‫الدرس السادس‬ ‫الوحدة ا‪䐣‬لو‪䑉‬ل‬ ‫وتأتــي هــذه العنايــة مــن خــادم الحرميــن الشــريفين‬ ‫باقتــراح إنشــاء مكتبــة وطنيــة نتيجــ ًة لثــراء معرفتــه‬ ‫وقراءاتــه الواســعة‪.‬‬ ‫ديوي‪:‬‬ ‫وقــد ُوضــع حجر ا‪䐣‬لســاس للمكتبــة عــام ‪1403‬هـ في‬ ‫يعـــدّ نظـــام تصنيف ديوي العشـــري واحـــد ًا من‬ ‫أشـــهر ُن ُظم التصنيـــف الحديثة للكتـــب‪ ،‬وأكثرها‬ ‫حفــل أقيــم لذلــك‪ ،‬وبــدأت عملهــا فــي تســجيل كثيــر‬ ‫شيوع ًا واســـتعما ً‪䐧‬ل في المكتبات ومراكز المعلومات‬ ‫مــن الكتــب والدوريــات وفهرســتها‪ ،‬والتجهيــز لتســجيل‬ ‫في العالم‪ ،‬و‪䐧‬ل ســـيما المكتبـــات ا‪䐣‬لكاديمية والعامة‬ ‫والمدرسية‪.‬‬ ‫ا‪䐣‬لوعيــة الســمعية والبصريــة وإيداعهــا عــام ‪1414‬هـ‪.‬‬ ‫ا‪䐣‬لمريكـــي (ملفل ديوي‬ ‫‪ّ兏‬‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫النظـــا‬ ‫هذا‬ ‫وقد َوضـــع‬ ‫ولمكتبة الملك فهد الوطنية مهمات عدة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪1851‬م ‪1931 -‬م)‪ ،‬وكان يعمـــل مســـاعد ًا ‪䐣‬لمين‬ ‫المكتبة‪ ،‬واكتســـب مـــن عمله خبرة ســـاعدته على‬ ‫اقتنــاء ا‪䐥‬لنتــاج الفكــري وتنظيمــه وضبطــه وتوثيقــه‬ ‫قســـم العلوم إلى عشـــرة‬‫اختراع هذا التصنيف‪ ،‬إذ ‪ّ兎‬‬ ‫وتعريفــه‪.‬‬ ‫كل منها رقم ًا بالمئات‪ ،‬وكل‬‫أقســـام رئيســـة يحمل ‪ّ兌‬‬ ‫قســـم يتفرع إلى عشـــر ُشـــ َعب تحمل كل ُشـــعبة‬ ‫جمع كل ما ينشره أبناء المملكة داخلها وخارجها‪.‬‬ ‫منها رقم ًا بالعشـــرات‪ ،‬وكل شـــعبة قسمت إلى عشرة‬ ‫جمع ما ينشر عن المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫فروع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فمثـــ‪䐧‬ل تاريخ المملكـــة العربية الســـعودية يحمل‬ ‫جــــمع الــــموضوعات الـحيويــــة للمملكة الـعربية‬ ‫الرقـــم (‪)956‬؛ فالرقـــم ‪ 900‬هـــو تصنيف لعلم‬ ‫السعـوديـــــة من كتب التـــــراث والمخطوطـــــات‬ ‫التاريـــخ والجغرافيـــا‪ ،‬و‪ 56‬خصـــص للمملكـــة‬ ‫والمصـــ ‪ّ兎‬ورات النـــادرة والمطبوعـــات والوثائق‪.‬‬ ‫العربية الســـعودية‪.‬‬ ‫تسجيل ما يو َدع لديها وفقاً ل‪䐣‬لنظمة‪.‬‬ ‫إصـــدار الببليوجرافيا الوطنيـــة والفهارس الموحدة‪،‬‬ ‫وغيرها مـــن أدوات التوثيق‪.‬‬ ‫إنشاء قواعد للمعلومات الببليوجرافية‪.‬‬ ‫تقديــم الدراســات المرجعيــة ل‪䐣‬لجهــزة والهيئــات‬ ‫الحكوميــة‪.‬‬ ‫يـــزور الطلبة موقـــع مكتبـــة الملك‬ ‫فهد الوطنيـــة‪ ،‬ويتعرفـــون الخدمات‬ ‫تقديـم الخدمات المرجعية وا‪䐥‬لعـارة ل‪䐣‬لفراد وا‪䐣‬لجهزة‬ ‫التـــي تقدمهـــا المكتبة‪.‬‬ ‫والهيئات الحكومية والخاصة‪.‬‬ ‫‪www.kfnl.gov.sa‬‬ ‫أبرز مصادر التاريخ التي توفرها المكتبة‪:‬‬ ‫‪ -‬الوثائق‪.‬‬ ‫‪ -‬المخطوطات‪.‬‬ ‫‪ -‬الصور‪.‬‬ ‫‪ -‬الكتب‪.‬‬ ‫‪ -‬الصحف‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫مصادر التاريخ الوطني‬ ‫الدرس السادس‬ ‫الوحدة ا‪䐣‬لو‪䑉‬ل‬ ‫دارة الملك عبدالعزيز‬ ‫جــاء تأســيس دارة الملــك عبدالعزيــز بموجــب‬ ‫مرســوم ملكــي صــدر فــي الخامــس مــن شــهر‬ ‫مركـــز الملك ســـلمان للترميـــم والمحافظة على‬ ‫شــعبان عــام ‪1392‬هـــ‪ ،‬وذلــك لخدمــة تاريــخ‬ ‫المـــواد التاريخية‪:‬‬ ‫يرمـــي مركـــز الملـــك ســـلمان بـــن عبدالعزيز‬ ‫المملكــة العربيــة الســعودية وجغرافيتهــا وآدابهــا‬ ‫إلـــى المحافظـــة علـــى الوثائـــق والمخطوطات‬ ‫القديمـــة وا‪䐧‬لعتنـــاء بها‪ ،‬مـــن خـــ‪䐧‬لل الخدمات‬ ‫وتراثهــا‪ ،‬وتاريــخ الــدول العربيــة والــدول‬ ‫الفنيـــة المســـاندة لمهمـــة الـــدارة فـــي‬ ‫ا‪䐥‬لســ‪䐧‬لمية بصفــة عامــة‪.‬‬ ‫حفـــظ الوثائـــق والمخطوطـــات المختلفـــة‬ ‫بـ (التعقيــم والمعالجـــة والترميـــم والميكروفيلم‬ ‫وتهدف الدارة إلى تحقيق عدد من ا‪䐣‬لهداف‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫والتصويـــر الرقمي والتجليد)‪.‬‬ ‫و‪䐧‬ل يقتصـــر عمـــل المركـــز على حفـــظ مقتنيات‬ ‫توثيـــق المصـــادر والمعلومـــات التاريخيـــة‬ ‫الدارة فحســـب‪ ،‬بل يتعـــداه إلـــى المحافظة على‬ ‫التـــراث الذي لـــدى المواطنين والمكتبـــات العامة‬ ‫المتعلقـــة بالمملكـــة العربيـــة الســـعودية‬ ‫والخاصة‪.‬‬ ‫والعالميــن العربــي وا‪䐥‬لســ‪䐧‬لمي بجميــع أنواعهــا‪،‬‬ ‫وجمعه ــا وأرش ــفتها وإتاحته ــا للجمه ــور‪ ،‬بم ــا‬ ‫فيهـــا الوثائـــق‪ ،‬والكتـــب‪ ،‬والمخطوطـــات‪،‬‬ ‫والصـــور‪ ،‬وا‪䐣‬لفـــ‪䐧‬لم‪ ،‬والروايـــات‪ ،‬والصحـــف‪،‬‬ ‫والخرائـــط‪ ،‬والبرامـــج الرقميـــة‪ ،‬وغيرهـــا‪.‬‬ ‫يـــزور الطلبـــة موقـــع دارة الملـــك‬ ‫إعــداد البحــوث والدراســات فــي مجــال عمــل‬ ‫عبدالعزيز‪ ،‬ويتعرفـــون الخدمات التي‬ ‫تقدمهـــا الدارة‪.‬‬ ‫الـــدارة‪ ،‬والقيـــام بأعمـــال النشـــر والترجمـــة‪،‬‬ ‫وتش ــجيع الباحثي ــن ف ــي ه ــذا المج ــال ودع ــم‬ ‫‪www.darah.org.sa‬‬ ‫دراس ــاتهم وبحوثه ــم وأنش ــطتهم‪.‬‬ ‫إقامــة المعــارض وا?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser