تاريخ مصر في عهد البطالمة والرومان

مقدمة

يغطي الكتاب تاریخ مصر خلال عهد البطالمة والرومان من عام 332 قبل الميلاد حتى عام 284 بعد الميلاد.
يعتبر هذا العصر من أهم وأخصب عصور التاريخ المصري حيث شهد العديد من التحولات والتنوع الثقافي.
في عام 332 قبل الميلاد، تمكن الإسكندر الأكبر من إخضاع مصر، التي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية الفارسية.
سقطت الإمبراطورية الفارسية في يد الإسكندر الذي واصل تقدمه إلى قلب آسيا واستولى على ممتلكاتها، حتى وصل إلى وادي نهر السند.
توفي الإسكندر الأكبر في مدينة بابل سنة 323 قبل الميلاد أثناء عودته من الهند.
يُطلق المؤرخون على العصر الذي أعقب وفاة الإسكندر الأكبر اسم العصر الهللينيستي.
هذا العصر يشهد اندماج الحضارات الشرقية مع الحضارة الإفريقية، مما أدى إلى ظهور حضارة جديدة تجمع ما بين الشرق والغرب.
هدف الإسكندر الأكبر إلى تحقيق المساواة بين البشر، وبالتالي كان من المهم أن يؤسس لحضارة تجمع مختلف الثقافات.
انقسمت إمبراطورية الإسكندر الأكبر بعد وفاته إلى ثلاث ممالك رئيسية: مقدونيا في اليونان، الدولة السلوقية في سوريا وبلاد الرافدين، ومملكة البطالمة في مصر.
امتدت سيطرة البطالمة في مصر إلى مناطق خارج مصر، مثل إقليم جوف سوريا.

### الفتوحات الإسكندرية وظهور العصر الهللينستي

يمثل فتح الإسكندر الأكبر للشرق بداية العصر الهللينيستي.
كان الإسكندر الثالث ملك مقدونيا، التي تقع شمال اليونان.
كانت بلاد اليونان عبارة عن مجموعة من الأقاليم المستقلة التي خضعت لحكم "دويلات المدن".
كانت دولة المدينة هي أساس الحضارة الإغريقية، حيث رأى الإغريق أنها النظام السياسي المثالي للإنسان الحر.
كانت مدينة أثينا من أشهر دويلات المدن، وأتيكا كانت منطقة نفوذها.
أصبحت مدينة إسبرطة عاصمة شبه جزيرة البيلوبونيز جنوب اليونان.
تقع مدينة طيبة في قلب بلاد اليونان.
شهدت دويلات المدن تطورًا مستمرًا في أنظمتها السياسية، ما بين الملكية والأرستقراطية والديمقراطية.
كانت مقدونيا من الدول المحافظة في شمال اليونان، بينما كانت باقي اليونان تشهد تحولات حضارية وسياسية.
واجه سكان مقدونيا نظرة تحقير من الإغريق، اعتبروا أنهم قوم بدائيون.
حاول بعض ملوك مقدونيا تبني مظاهر الحضارة الإغريقية، مثل الإسكندر الأول الذي استضاف كتابًا وفنانين إغريقيين، مثل هيرودوت.
كان أرخيلاوس، ملك مقدونيا من (413- 399 ق.م)، معجبًا بالحضارة الإغريقية، واستضاف في بلاطه العديد من الكتاب والفنانين الإغريق.
كتبت مسرحية يوربيديس واحدة في قصر الملك أرخيلاوس، وتمجد هذا الملك في هذه المسرحية.
رغم إعجاب بعض ملوك مقدونيا بالحضارة الإغريقية، فهم كانوا يرون أن اليونان مجزأة سياسياً، وعلّقوا آمالهم على توحيد المنطقة من خلال التعاون مع الإمبراطورية الفارسية.
كان الملك الإسكندر الأول من أوائل ملوك مقدونيا الذين تحالفوا مع الفرس خلال الحروب الفارسية وسمح لهم بالعبور من أراضي مقدونيا أثناء هجماتهم على البلاد عامي 490 ق.م و 480 ق.م.

### الفراعنة والإغريق:

تأسست الإمبراطورية الإخمينية حوالي عام 544 ق.م على يد قورش، الأول ملك الفرس.
شكلت الإمبراطورية الفارسية تهديدًا للمنطقة لمدة تقاربِ ٧٠ عامًا.
امتدت حدود الإمبراطورية الفارسية من بحر إيجة في الغرب إلى جبال هندكوش في الشرق ومن بحر قزوين في الشمال حتى صحراء بلاد العرب في الجنوب.
كانت المدن الإغريقية الموجودة على ساحل إيونيا تحت سيطرة الفرس.
خلف قمبيز "قمبيز الثاني" قورش على العرش سنة 530-522 ق.م، واستمر في التوسع ومحاولة السيطرة على مصر و قوريني لأن هاتين المنطقتين هاتين كانتا مصدرًا هامًا للحبوب للإغريق، ورأى قمبيز أن حرمانهم منها سيضعفهم.
أراد قمبيز إحباط الإغريق حاصلين على السيطرة البحرية على شرق البحر الأبيض المتوسط.
أصبح داریسوس ملكًا للإمبراطورية الفارسية بعد وفاة قمبيز في 521-486 ق.م، وعمل على إعادة بناء الإمبراطورية على أسس متينة.