مقدمة في التفاعل الاجتماعي

مقدمة

• الإنسان يقضي معظم وقته في التفاعل مع الأفراد أو الجماعات، سواء كان ذلك بشكل عفوي أو نتيجة للانجذاب المتبادل أو بشكل مقصود ورسمي.
• هذه التجمعات تشكل شبكات تواصل اجتماعي.
• كل ظاهرة اجتماعية هي نتيجة للتفاعل بين الأفراد والجماعات، مما يجعل التفاعل مفهوماً أساسياً وهاماً في المجتمع.

مفهوم التفاعل الاجتماعي

• التفاعل الاجتماعي مهارة ضرورية للتعايش مع أفراد المجتمع.
• المجتمع يمنح الفرد أدواراً مختلفة ومتنوعة، وقد ينجح أو يفشل في أدائها حسب متغيرات مثل الجنس والمكانة الاجتماعية والقدرات والمهارات الاجتماعية.
• يختلف التفاعل الاجتماعي حسب طبيعة المواقف.
• التفاعل الاجتماعي مفهوم منتشر في العلوم الاجتماعية كعلم النفس وعلم الاجتماع.
• هو الأساس في دراسة علم النفس الاجتماعي، الذي يتناول كيفية تفاعل الفرد في البيئة وما ينتج عن ذلك من قيم وعادات واتجاهات.
• التفاعل الاجتماعي هو الأساس في العديد من نظريات الشخصية والتعلم والعلاج النفسي.
• هو العملية التي تربط أعضاء الجماعة مع بعضهم البعض عقلياً ودافعياً وفي الحاجات والرغبات والوسائل والأهداف والمعارف.
• حامد زهران عرف التفاعل الاجتماعي بأنه ما يحدث عندما يتصل فردان أو أكثر ويحدث نتيجة لذلك تعديل السلوك.
• التفاعل الاجتماعي هو العملية التي يؤثر بها الناس على بعضهم البعض من خلال تبادل الأفكار والمشاعر وردود الأفعال.

خصائص التفاعل الاجتماعي

• وسيلة اتصال وتفاهم بين أفراد المجموعة، وتبادل الأفكار لا يحدث بدون تفاعل اجتماعي.
• يقوم على التواصل والرغبة في المشاركة لتحقيق أهداف معينة بين طرفين أو أكثر.
• كل فعل يؤدي إلى رد فعل، مما يحدث التفاعل الاجتماعي بين الأفراد.
• تفاعل الجماعة ككل يعطي حجماً أكبر من تفاعل الأفراد وحدهم.
• التفاعل بين الأفراد يؤدي إلى ظهور القيادات والقدرات والمهارات الفردية.
• التفاعل الاجتماعي نوع من الالتزام السلوكي الذي يمكن من خلاله التنبؤ بسلوك الفرد.
• هو منبر لتبادل الأداء الفعال في المواقف الاجتماعية المختلفة.
• مصدر لتحديد السلوك الفردي المطلوب أو المتوقع في المواقف الاجتماعية، مما يساعد على تحديد النمط الشخصي لكل عضو في الجماعة.

أهمية التفاعل الاجتماعي وأهدافه

• أهمية التفاعل الاجتماعي:
  • أساس لعملية التنشئة الاجتماعية، حيث يتعلم الفرد والجماعة أنماط السلوك المتنوعة والاتجاهات التي تنظم العلاقات في إطار القيم السائدة والثقافة والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها.
  • يهيئ الفرص للأشخاص ليتميزوا بشخصياتهم، مما يساعد على اكتساب القدرة على التعبير والمبادرة والمناقشة.
  • ضروري لنمو الطفل، فالتفاعل الاجتماعي الكافي يساهم في نمو الطفل.
  • يكون الفرد ضمن إطار اجتماعي يجعله منظماً وفقاً لأطر المجتمع وقيمه السائدة، مما يؤدي إلى تنوع ورقيه إذا أقيمت العلاقات على أساس المحبة والاحترام.
  • يساعد على تحديد الأدوار الاجتماعية أو المسؤوليات التي يجب أن يضطلع بها كل إنسان.
• أهداف التفاعل الاجتماعي:
  • يساعد على التنشئة الاجتماعية للأفراد وغرس الخصائص المشتركة بينهم.
  • يساعد على تحقيق الذات ويخفف من الشعور بالضيق، حيث أن العزلة قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية.
  • يساعد على تقييم الذات والآخرين بصورة مستمرة.
  • ييسر تحقيق أهداف الجماعة ويحدد طرق إشباع الحاجات.
  • يتعلم الفرد والجماعة أنماط السلوك المتنوعة والاتجاهات التي تنظم العلاقات في إطار القيم السائدة والثقافة والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها.

أسس التفاعل الاجتماعي

• الاتصال:
  • لا يمكن أن يحدث تفاعل بين فردين دون اتصال بينهما.
  • يساعد الاتصال بوسائله المتعددة على توحيد الفكر والتوصل إلى السلوك التعاوني.
  • الاتصال هو تعبير عن العلاقات بين الأفراد ويعني نقل فكرة معينة أو معنى محدد من شخص إلى آخر.
  • عملية الاتصال ضرورية لفهم ودراسة التفاعل في أي جماعة.
• التوقع:
  • اتجاه عقلي واستعداد للاستجابة لمنبه معين.
  • يؤدي دوراً أساسياً في عملية التفاعل الاجتماعي، حيث يصاغ سلوك الإنسان وفق ما يتوقعه من ردود فعل الآخرين.
  • يضع الفرد عدة توقعات لردود أفعال الآخرين (الرفض، القبول، الثواب، العقاب) ثم يقيم تصرفاته ويكيف سلوكه وفقاً لهذه التوقعات.
  • التوقع هو المحدد للسلوك وعامل هام في تقييمه، حيث يتم تقييم السلوك على أساس توقع استقبال الزملاء سواء أكان حركياً أو اجتماعياً.
  • يبنى التوقع على الخبرات السابقة أو على القياس بالنسبة إلى أحداث مشابهة.
  • وضوح التوقعات ضروري لتنظيم السلوك الاجتماعي، والغموض يؤدي إلى صعوبة التكيف والشعور بالعجز.
• إدراك الدور وتمثيله:
  • لكل إنسان دور يقوم به، وهذا الدور يفسر من خلال سلوك الفرد وقيامه بدوره.
  • يتحدد التعامل بين الأفراد وفقاً للأدوار المختلفة التي يقومون بها.
  • تتطلب مواقف التفاعل الاجتماعي إجادة الفرد لدوره والقدرة على تصور دور الآخرين أو القيام به داخل نفسه بالنسبة لدوره.
  • يساعد انسجام الجماعة وتماسكها أن يكون لكل فرد القدرة على تمثيل أدوار الآخرين داخلياً.
• الرموز ذات الدلالة:
  • يتم الاتصال والتوقع ولعب الأدوار عن طريق الرموز ذات الدلالة المشتركة (اللغة، تعبيرات الوجه واليد).
  • تؤدي هذه الأساليب إلى إدراك مشترك بين أفراد الجماعة ووحدة الفكر والأهداف، مما يسهل التفكير والتنفيذ في اتجاه واحد.
  • الإنسان يعيش في عالم من الرموز التي تعبر عن الأفكار والمشاعر الداخلية.

أنماط التفاعل الاجتماعي

• التفاعل الاجتماعي يأخذ أشكالاً مختلفة: التعاون، التكيف، المنافسة، الصراع، والقهر.
• عندما تستقر أنماط التفاعل، تتحول إلى علاقات اجتماعية: علاقات الأبوة، الأخوة، الزمالة، السيادة، والخضوع.
• التعاون والتنافس:
  • يرتكز التفاعل الاجتماعي على التعاون والتنافس.
  • ينشأ التعاون من وحدة الهدف واشتراك المصلحة وينشأ أيضاً استجابة لدوافع نفسية.
  • الغيرية دافع إلى التعاون، والأنانية دافع إلى التنافس.
  • إذا كان الهدف يؤدي إلى مكافأة فرد وخسارة آخر، يسمى تنافساً.
  • ينشأ التنافس لوجود موارد محدودة والرغبة في الحصول على المكانة والرتبة.
  • درس العلماء التعاون والتنافس كنواتج للتفاعل الاجتماعي وأثره على سلوك الأفراد.
• الولاء والصراع:
  • الولاء والصراع عمليتان للتفاعل الاجتماعي تعملان على استمرار تماسك الجماعات وتحقيق أهدافها.
  • الولاء والانتماء والإحساس بالمشاركة يعزز التماسك.
  • إذا غلب الصراع، يؤدي إلى تفكك الجماعة.
• التسامح والتعصب:
  • نوع من العلاقات: سلبية وجمود يسمى تعصباً، أو إيجابية تعمل على التقبل والتفهم وتسمى تسامحاً.
  • يعرف التعصب بأنه اتجاه أعضاء جماعات ضد جماعات أخرى (دينياً، سياسياً، طبقياً).
• التجاذب والتنافر:
  • يحدث بفعل الألفة والمحبة والإيثار (تجاذب) أو بفعل التباعد والانعزال والأنانية والتسلط (تنافر).

مستويات التفاعل الاجتماعي

• التفاعل بين الأفراد:
  • أكثر أنواع التفاعل شيوعاً (بين الأب والابن، الزوج والزوجة، إلخ).
  • يأخذ الأفراد سلوك الآخرين في الحسبان ويؤثرون ويتأثرون.
• التفاعل بين الجماعات:
  • مثال: التفاعل بين القائد وأتباعه، المدرس وتلاميذه.
  • يتأثر المدرس بمدى اهتمام التلاميذ وثقتهم المتبادلة.
  • الشخص المتفاعل مع مجموعة معينة قد ينجم عنه توقعات سلوكية من جانب الجماعة.
• التفاعل بين الأفراد والثقافة:
  • الثقافة (العادات، التقاليد، طرق التفكير، الأفعال، القيم البيئية) تؤثر على التفاعل بين الفرد والمجتمع.
  • الثقافة تشبه التوقعات السلوكية الشائعة لدى الجماعة.
  • الفرد يتفاعل مع المتوقعات الثقافية بطريقته الخاصة ويفسر المظاهر الثقافية حسب مايراه مناسبا للظروف.
  • الثقافة جزء هام من البيئة التي يتفاعل معها الفرد.
  • القيم والمثل هي مكونات رئيسية للثقافة.
  • يأخذ التفاعل الاجتماعي بين الأفراد والثقافة مكاناً من خلال وسائل الإتصال الجماهيرية (الراديو، التلفاز، الصحف).

التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية

• مصطلحان مرتبطان لا يحدث أحدهما دون الآخر.
• التفاعل الاجتماعي شكل من أشكال العلاقات الاجتماعية.
• العلاقات الاجتماعية مظاهر لعمليات التفاعل الاجتماعي.
• عندما يلتقي فردان ويؤثر أحدهما في الآخر، يسمى التغيير الناتج تفاعلاً.
• إذا تكررت عمليات التأثير والاستقرار، يسمى الصلة بين الفردين علاقات متبادلة.
• كلما ازدادت العلاقات الاجتماعية داخل الجماعة، ازداد اتصال الأفراد وزادت ديناميكية التفاعل.
• مجموع العلاقات يدل على مدى التفاعل الاجتماعي.
• يمكن قياس التفاعل الاجتماعي بطلب اختيار الزملاء دون التقيد بعدد، وحساب النسبة المئوية للعلاقات القائمة.
• العمليات الاجتماعية هي علاقات اجتماعية في مرحلة تكوين.
• تشير العمليات الاجتماعية إلى الجانب الوظيفي الديناميكي، بينما تشير العلاقات الاجتماعية إلى الجانب التركيبي الاستاتيكي.