جغرافية الأردن: الموقع والحدود السياسية

الفصل األول: جغرافية الأردن وذاكرته المكانية

• يتمتع الأردن بموقع جغرافي فريد ساهم في توفير ميزات ومقومات لسُكانه وللدول والكيانات التي نشأت على أرضه.
• فرض الموقع الجغرافي تحديات واجهتها الكيانات التي وجدت على الأرض الأردنية الحالية.
• أسهمت جغرافية الأردن في التأثير على ملامح الشخصية الحضارية، وخصائص السكان واقتصادهم والمظاهر العمرانية.
• يتناول هذا الفصل تحديد الموقع الجغرافي للأردن وحدوده السياسية ومساحة رقعته الأرضية.
• يستعرض أهمية موقع الأردن الجيوسياسي وسط إقليم يمتاز بالاضطراب وعدم الاستقرار.
• يُلقي الضوء على الوحدات التضاريسية الأرضية في الأردن وآثارها في الإنسان والعمران والأنشطة الاقتصادية.
• يُعرف بأهم الخصائص المناخية وانعكاساتها على خصائص المكان.
• يتم عرض ثراء الأردن الحضاري وعمقه التاريخي باستعراض مختصر لنماذج من المدن والمواقع الأردنية والحضارات التي تعاقبت عليها وآثارها.

الموقع الجغرافي والحدود السياسية

• يُعبر الموقع الجغرافي لأي دولة عن طبيعة المكان الذي يتشكل داخل حدودها السياسية.
• يعطي الموقع الجغرافي منح وموارد وخصائص إيجابية أو يفرض تحديات وانعكاسات سلبية.
• يُحدد مدى إشراف الدولة على البحر ومناطق النفوذ وطبيعة جوارها، وأهمية ذلك من الناحية الجيوسياسية.
• الموقع الجغرافي من العناصر الأساسية التي تحدد أهمية الدولة استراتيجيًا وخصائصها الطبيعية.
• يُعد مكونًا من مقومات الدولة الطبيعية وما يترتب عليها من خصائص إيجابية أو سلبية.
• يُعد موقع الدولة الجغرافي صفة ثابتة، لكن قيمته السياسية والاستراتيجية عرضة للتغير بتغير الظروف الاقتصادية والسياسية.
• فلكيًا، يقع الأردن بين دائرتي عرض 29 - 33 شمالاً وبين خطي طول 34 - 39 شرقًا.
• لهذا الموقع الفلكي تأثير مباشر في خصائص المناخ وما يرتبط بها من ظواهر أخرى.
• تتحدد أقاليم العالم المناخية وفقًا للدوائر العرضية
• جغرافيًا، يتوسط الأردن دول المشرق العربي، بين دول بلاد الشام والعراق شمالًا ودول شبه الجزيرة العربية جنوبًا.
• يُعد إشرافه على خليج العقبة ممرًا مائيًا فريدًا ونقطة اتصال بين دول المشرق العربي والدول العربية الأفريقية.
• تلتقي حدوده المائية على الجانب الشرقي لخليج العقبة مع حدود جمهورية مصر العربية على الخليج من الجانب الغربي.
• مصر تمثل بوابة الدول العربية في الجناح الأفريقي ونقطة تماس لها مع الدول العربية في الجناح العربي الآسيوي.
• يُعد موقع الأردن الجغرافي موقعًا متوسطًا لدول العالم وسيادته على حلقة وصل عربية.
• يلتقي بحدود بحرية مع حدود جمهورية مصر البحرية في خليج العقبة في الجزء الجنوبي الغربي من أراضيه.
• ورث الأردن هذا الموقع الجغرافي المميز وما له من أصالة أكسبته أهمية بالغة لأنه حلقة وصل بين الأقطار على مر التاريخ.
• هو موقع متوسط يجعل الدور المنوط بالأردن أكبر من حجمه الفعلي وموارده.
• لا يزال الأردن حلقة وصل إقليمية لتجارة العبور العربية.

طول الحدود الأردنية

• يتمتع الأردن بنسبة كبيرة من الجوار مع الدول العربية.
• يبلغ طول الحدود الأردنية الحالية 1635 كيلومترًا.
• يتشارك بـ 744 كيلومترًا مع المملكة العربية السعودية.
• يتشارك بـ 375 كيلومترًا مع الجمهورية العربية السورية.
• يتشارك بـ 181 كيلومترًا مع جمهورية العراق.
• يتشارك بـ 335 كيلومترًا مع فلسطين التاريخية، منها 97 كيلومترًا مع الضفة الغربية و 238 كيلومترًا مع الخط الأخضر 1948.
• يبلغ طول الحدود الأردنية البحرية على خليج العقبة 26 كيلومترًا.
• يؤدي طول حدود الأردن بالنسبة لمساحته إلى زيادة الأعباء الاقتصادية اللازمة لتوفير البنية التحتية والخدمات.
• يتطلب طول الحدود اعتماد استراتيجية خاصة في الدفاع العسكري وتكاليف تأمين الحدود ضد التهريب والإدخال غير المشروع للسلع أو للمخدرات.
• تبلغ مساحة الأردن 89342 كم2، ويُعد بذلك دولة متوسطة المساحة وفق التصنيف العالمي لمساحة الدول.
• يحتل الأردن المرتبة الخامسة عشرة بين الدول العربية في المساحة.
• المساحة الكبيرة للدول تعطيها ميزات سياسية وعمقًا استراتيجيًا واحتمالية أكبر لوفرة الثروات والخامات المعدنية والموارد الأرضية.
• تسهم هذه الموارد في قوة الدولة الاقتصادية والسياسية، وهو ما لا يتمتع به الأردن.
• يُركز الأردن على الأمان والبقاء من خلال عقد تحالفات قوية مع دول أكبر، مثل الولايات المتحدة ودول الخليج.
• وذلك لضمان الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في إقليم غير مستقر، ولا سيما مع محدودية موارده الاقتصادية.
• يعتمد الأردن بشكل كبير على المساعدات الاقتصادية الدولية والاستثمارات الأجنبية لدعم اقتصاده.
• يتبع الأردن أيضًا سياسة خارجية حذرة ومتوازنة للحفاظ على علاقات جيدة مع الدول الغربية والعربية وتجنب النزاعات الإقليمية.
• يعتمد الأردن على سياسات داخلية شاملة لضمان الاستقرار السياسي في ظل التنوع الإثني والديني وقضايا اللاجئين.
• يضمن ذلك مشاركة مختلف الفئات في الحياة السياسية والاجتماعية.
• يُظهر الأردن مرونة في التعامل مع الأزمات الإقليمية والدولية، مما يمكنه من التكيف مع التغيرات السريعة في البيئة السياسية والاقتصادية.

الجغرافيا السياسية للأردن نعمة أم نقمة

• يمكن النظر إلى الموقع الجغرافي للأردن إيجابيًا لكونه يتوسط ثلاث قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا.
• يجعله هذا الموقع مركزًا استراتيجيًا للنقل والتجارة الإقليمية والدولية.
• يعزز اقتصاده ويزيد الاستثمارات الأجنبية فيه.
• يتيح له دورا فاعلا في الشؤون السياسية والدبلوماسية في الشرق الأوسط بفضل علاقاته الجيدة مع العديد من الدول العربية والغربية.
• يمتلك الأردن موارد طبيعية مهمة مثل الفوسفات والبوتاس، ويُعد من أكبر الدول المنتجة والمصدرة لها.
• يُعد الفوسفات من الموارد الاستراتيجية الرئيسة في الأردن، حيث يمتلك البلد احتياطيات تقدر بحوالي 1.5 مليار طن.
• يتم استخراج حوالي 7 ملايين طن من الفوسفات سنويًا، مما يجعله من أكبر المنتجين عالميًا.
• تُعد الفوسفات مصدرًا رئيسًا للصادرات الأردنية إلى أسواق عالمية متعددة، مثل الهند والصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
• يُسهم ذلك في تعزيز الاقتصاد الوطني، وتشغيل العمالة، وتحفيز الاستثمارات في الصناعات التحويلية المرتبطة بالفوسفات.
• يضم الأردن العديد من المواقع السياحية المهمة، مثل البحر الميت والبترا والقصور الصحراوية.
• تنبئ خريطة الأردن السياسية عن مشكلة كبرى هي مواجهته المباشرة مع الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية بأطول حدود لدولة عربية.
• تتجاوز نفقات دفاع الأردن طاقته بأكثر من نصف الإنفاق العام لعقود، مما ينعكس سلبًا على خطط التنمية الاقتصادية.
• لزامًا على الدول العربية دعمه اقتصاديًا باعتباره نوعًا من الواجب القومي.
• يشكل الأردن بهذا الموقع الاستراتيجي أهمية كبرى في منطقة الشرق الأوسط لقربه الجغرافي من الصراع العربي الإسرائيلي وما يسمى بدول الطوق.
• تؤثر المتغيرات والتحولات الاستراتيجية والأزمات الإقليمية والدولية في المنطقة بصورة مباشرة على موقع الأردن الجيوسياسي.
• تُؤثر في رسم سياساته الداخلية والخارجية بالتوازي مع الموروث الثقيل من القضايا والملفات التاريخية والحضارية المصاحبة لها منذ القدم.

أشكال سطح الأرض التضاريس

• تتألف كلمة الأردن جوردان (Jordan) من (جور) و(دان)، وهما الرافدان الشماليان لنهر الأردن.
• أصبحت تلفظ أوردان والأردن.
• أطلق العرب على هذه المنطقة اسم الأردن، وهي كلمة تعني الشدة والغلبة. والاسم الإغريقي هو يوردانيم (Jordanem).
• جوردن (Jordan)، ومعناها المنحدر أو السحيق.
• هذه المعاني تشير إلى طبيعة المنطقة من الناحية الجغرافية؛ إذ تتسم طبيعتها بالوعورة وشدة انحداراتها.
• يُعد الأردن من الناحية الطبيعية لوحة فسيفسائية تعكس تنوعًا جيولوجيًا وتضاريسيًا ومناخيًا.
• يكاد يكون التنوع الحيوي والنباتي متطابقًا على هيئة أقاليم متمايزة تأخذ شكلًا شريطيًا من الشمال إلى الجنوب.
• تتجسد الشخصيات الإقليمية تضاريسيًا في ثلاثة أقاليم طبيعية رئيسة.
• يبدأ بتصدع غوري (الأخدود الأردني) يمثل الجزء الغربي من الأراضي الأردنية.
• يمتد على شكل شريط ضيق من مصب نهر اليرموك في نهر الأردن شمالًا إلى رأس خليج العقبة جنوبًا لمسافة تقدر بنحو 370 كيلومترًا.
• يضم بذلك أراضي غور الأردن والبحر الميت ووادي عربة.
• يتراوح منسوب منطقة الأخدود ما بين 437 مترًا دون مستوى سطح البحر عند شاطئ البحر الميت إلى منسوب 220 مترًا فوق مستوى سطح البحر في منتصف وادي عربة.
• إلى الشرق من الأخدود الغوري في الأردن تقع سلسلة من المرتفعات الجبلية التي تمتد من الشمال إلى الجنوب أيضًا.
• تنحدر منها إلى الغور أودية مائية دائمة الجريان أو أودية تفيض بمائها وقت المطر.
• أسهمت في تعقيد الطبوغرافيا وتشوهها بفعل النحت المائي العنيف الذي ينحدر إلى الغور من جبال تربو ارتفاعاتها على 700 متر في الشمال إلى أكثر من 1700 متر في الجنوب.
• تطل سلسلة المرتفعات الجبلية الأردنية شرقًا على إقليم صحراوي يمتد إلى ما وراء حدود الأردن الشرقية والجنوبية يمثل الصحراء الأردنية.
• تشكل الصحراء الأردنية نحو 80% من مساحة الأردن.

الأخدود الأردني

• يمثل الأخدود الأردني (Jordan Rift Valley) في غرب الأردن جزءًا من الصدع الآسيوي الأفريقي الذي يمتد بطول يزيد على 6000 كيلومتر.
• يمتد من بحر إيجة في تركيا شمالاً إلى سواحل موزنبيق جنوبًا.
• يمتد وادي الأردن بطول 370 كيلومترًا من الشمال إلى الجنوب، ويأخذ شكلًا إهليجيًا.
• يتسع عرضه على خط عرض أريحا إلى نحو 35 كيلومترًا ويضيق عند نهايته شمالاً إلى نحو سبعة كيلومترات.
• في الجنوب شمال العقبة يضيق لنحو خمسة كيلومترات فقط.
• تباينت وجهات نظر الباحثين في أسباب نشأة هذه الحفرة الصدعية، ما بين قائل بنظرية الحركة العمودية التي تفسر نشأة الأغوار بوجود مجموعة من الصدوع المتوازية لغور الأردن في اتجاه شمال جنوب.
• أدى كل صدع منها إلى عملية خفض صغيرة ومتدرجة بحيث تؤدي مجموعة هذه الصدوع على جانبي الانهدام إلى ما يعرف جيولوجيًا باسم الأغوار.
• بين من يرى صحة نظرية الحركة الأفقية التي تقوم على أساس تحرك جزء من الأرض أفقيًا بالنسبة إلى جزء آخر ثابت.
• ما يحدث نتيجة لذلك من إزاحة جانبية بين نقطتين بينهما مسافة أفقية كانتا في الأصل نقطة واحدة.
• هذه الحركة تكون على طول الصدع إلى الأمام أو الخلف وتبعا لهذه النظرية.
• تحرك الأردن وجزيرة العرب وسورية والعراق نحو شمالاً بالنسبة إلى صفيحة شبه جزيرة سيناء مخلفة هذا الصدع الغوري.
• هذه النظرية هي الأكثر قبولاً بين أوساط الجيولوجيين.