المساواة في الإسلام

إنّ مفهوم المساواة في الإسلام هو المساواة بين الأفراد في الحقوق والواجبات بغض النظر عن جنسهم، ولكنه لا يعني المساواة المطلقة في جميع المجالات لأنّ الفرق في القدرات و الاحتياجات توجب التمايز في الحقوق و الواجبات.

المساواة بين الأشياء المختلفة قد تكون ظلمًا لأنّ العدل يُقتضي مراعاة الفروق بين الأفراد. فلا يمكن أن نُقارن بين شخص صادق وآخر كاذب ، أو بين انسان مُجتهد وآخر كسلان في الحكم عليهم.

الإسلام يشدد على مُعاملة جميع المؤمنين بالعدل و الرحمة و منع الظلم. و العدل يُقتضي أن يَحصل الناس على ما يستحقونه فقط و لا يُمنَح ما لا يَستحقّه.

يشدد الإسلام على توفير أفضل التسهيلات و الفرص لأصحاب المهارات و القدرات لإدارة البلاد و خدمة المجتمع.

العَدْلُ مَنْهَجٌ كُلِّي يُنظِّمُ حَيَاةَ الْبَشَرِ وَيُسْعِدُهُمْ وَيُحَافِظُ عَلَى مَصْلَحَتِهِمْ وَيُقَيِّدُهُمْ بِالْقَوَانِينِ وَالْحُدُودِ.

المُسَاوَاةُ هِيَ تَسَاوِيَ الْبَشَرِ فِي الْحُقُوقِ وَالْوَاجِبَاتِ بِغَضِّ الْنَظَرِ عَنْ أَيِّ فَرْقٍ بَيْنَهُمْ.

الْمُسَاوَاةُ هِيَ أَحَدُ أَصْلِ الْعَدْلِ وَتُوجَدُ فِي نُصُوصِ الْقُرْآنِ وَالْسُنَّةِ الْحَدِيثَةِ.

كُلُّ إِنْسَانٍ لَهُ حُقُوقٌ وَوَاجِبَاتٌ مُعَيَّنَةٌ، وَهَذَا يُؤَكِّدُ عَلَى أَنَّ الْمُسَاوَاةَ لَا تَعْنِي التَّسَاوِيَ فِي كُلِّ شَيْءٍ بَلْ فِي الْحُقُوقِ وَالْوَاجِبَاتِ.

الْمُسَاوَاةُ فِي الْتَكَالِيفِ الشَّرْعِيَّةِ تَعْنِي أَنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ لَهُ تَكَالِيفٌ شَرْعِيَّةٌ مَعَيَّنَةٌ لِيُؤَدِّيَهَا، وَهَذَا شَامِلٌ لِلنِّسَاءِ وَالْفُقَرَاءِ وَالْغِنَاءِ.

الْمُسَاوَاةُ أَمَامَ الْقَضَاءِ تَعْنِي أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ سَيَخُضَعُ لِلْقَانُونِ وَالْقَضَاءِ بِغَضِّ الْنَظَرِ عَنْ مَنْصِبِهِ أَوْ ثَرْوَتِهِ أَوْ مَكَانَتِهِ.

الْمُسَاوَاةُ فِي الْوَظَائِفِ تَعْنِي أَنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ كَفِيءٍ مُتَسَاوٍ فِي حَقِّهِ فِي الْأَنْضِمَامِ لِلْوَظَائِفِ فِي الْدَّوْلَةِ.

الْمُسَاوَاةُ فِي الْخَلْقِ تَعْنِي أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْبَشَرِ كُلَّهُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلَهُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَتَعَارَفُوا.

مَثَلٌ مِنْ أَمْثِلَةِ الْمُسَاوَاةِ فِي الْحُقُوقِ وَالْوَاجِبَاتِ هُوَ أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ لَهُ حَقٌّ فِي الْحَيَاةِ وَالْأَمَانِ وَالْكَرَامَةِ.

الْمُسَاوَاةُ فِي الْخَلْقِ تُؤَكِّدُ عَلَى أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ لَهُ قِيمَةٌ وَكَرَامَةٌ فِي عَيْنِ اللَّهِ بِغَضِّ الْنَظَرِ عَنْ لَوْنِهِ أَوْ عَرْقِهِ أَوْ مَنْصِبِهِ.