الغسل وموجباته وكيفيته وسننه

المبحث الرابع: الغسل وموجباته - كيفيته - سننه - الأغسال المستحبة

• الغُسل شرعًا: استعمال ماء طهور في جميع البدن على وجه مخصوص.
• أصل مشروعيته في قوله تعالى: (وإن كنتم جنبًا فاطهروا).
• الأشياء التي توجب الغسل أو تنقض الطهارة وتوجب الحدث الأكبر هي ستة أشياء.
• ثلاثة منها يشترك فيها الرجال والنساء، وثلاثة تخص النساء.

المشتركة بين الرجال والنساء

• التقاء الختانين: محاذاة موضع خِتان كل منهما لختان الآخر، وهو ما يسمى بالجماع.
• الدليل على أن التقاء الختانين يوجب الغسل، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا التقى الختانان - أو مس الختان الختان، فقد وجب الغسل.
• قالت السيدة عائشة : فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم - فاغتسلنا.
• روي عن عائشة: أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: الرجل يجامع أهله، ثم يكسل، هل عليهما الغسل؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل.
• يقال: أكسل الرجل في جماعه، إذا ضعف عن الإنزال، فإذا جامع ولم ينزل، فعليه الغسل.
• عدم الاغتسال من عدم الإنزال كان رخصة.
• قال أبي بن كعب : إن الفتيا التي كانوا يقولون: الماء من الماء، رخصة، رخص بها النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أمر بالاغتسال.
• صنعت في هذا العصر أكياس رقيقة، يدخل فيها الرجل ذكره لئلا يصل المني رحم المرأة، فمثل هذه الأكياس لا تمنع اللذة.
• الراجح أنه يجب على المجامع، الغسل إذا غيب الحشفة، أو قدرها في الفرج، ولو كان الذكر في كيس من تلك الأكياس.
• إنزال المني بالجماع أو بالاحتلام.
• يعرف المني بأنه ماء ثخين يخرج بتدفق ولذة، يعقبه فتور وانكسار الشهوة.
• إذا كان رطبًا كانت له رائحة العجين أو الطلع، وإذا جف كانت له رائحة البيض.
• إذا قام الشخص من نومه، فرأى في فراشه الذي لا ينام فيه غيره منيًا، ولم يذكر احتلامًا أو غيره، وجب عليه الغسل.
• إذا استيقظ من نومه أثناء الاحتلام فلم يخرج منه شيء، لا يغتسل، وإذا احتلم ولم يُمْنِ فلا شيء عليه.
• إذا شك ولم يجد ما يؤكد شكه بالنفي أو الإثبات، فالأولى أن يغتسل احتياطا.
• عن أم سلمة قالت: يا رسول الله إن الله لا يستحى من الحق، فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت؟ قال: نعم، إذا رأت الماء.
• قالت أم سلمة: أو تحتلم المرأة؟ فقال: تربت يدك فيما يشبهها ولدها.
• هذا يدل على أنها لا تغتسل إلا أن ترى الماء.
• قال الشوكاني: والحديث يدل على وجوب الغسل على المرأة بإنزالها الماء.
• الموت هو الأمر الثالث من الأمور الموجبة للاغتسال، ويشترك فيه الرجال والنساء، وهو وإن كان واجبا في حق الميت، فإن الذين يقومون به هم الأحياء.
• يستثنى من ذلك الشهيد، والسقط الذى لم يستهل صارخا، فهذان لا يغسلان.
• إيجاب الغسل بالموت شرع تعبدًا ، لا عن حدث؛ لأنه لو كان عنه؛ أي: الحدث لم يرتفع، مع بقاء سببه.
• إذا كان عنه؛ أي النجاسة: لم يطهر مع بقاء سبب التنجيس، وهو الموت.

الأمور الخاصة بالنساء

• هي ثلاثة أيضًا هي: الحيض، والنفاس؛ والولادة.
• قال الله تعالى : ((ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله. إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)).
• قوله: فإذا تطهرن، يعنى بالماء. وإليه ذهب جمهور العلماء إلى وجوب الغسل من انقطاع دم الحيض.
• النفاس هو الدم الذى يعقب الولادة، وله حكم الحيض ذاته.
• قال النووي: أجمع العلماء على وجوب الغسل بسبب الحيض والنفاس.
• الولادة معروفة، فإنها توجب الغسل، إما لأنها مظنة خروج الدم، فقلما تلد المرأة إلا وينزل عليها الدم.
• عند المالكية: يجب الغسل على المرأة إذا خرج الولد جافاً، وتنوي الغسل من خروج الولد.

هل إسلام الكافر من موجبات الغسل؟

• ذهب الإمام مالك، وأحمد، إلى أن الكافر إذا أسلم وجب عليه الغسل، وجد منه في زمن كفره ما يوجب الغسل، أو لم يوجد.
• رجحه الشوكاني، ودليلهم حديث قيس بن عاصم، أنه أسلم، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يغتسل بماء وسدر.
• ذهب الإمامان أبو حنيفة والشافعي، ورواية عن أحمد، إلى الاستحباب.
• احتجوا بأن العدد الكثير أسلموا، فلو كل من أسلم أمر بالغسل لنقل نقلا متواترا أو ظاهرًا.
• وربما علم النبي (صلى الله عليه وسلم أنه - أي قيسا - أجنب، فأمره بالغسل لذلك، لا للإسلام ...

كيفية الغسل وفرائضه

• الغسل هو إسالة الماء على سائر الجسد .
• للغسل فرائض وسنن، فالفرائض لا يصح دونها والسنن تتممه وتكمله.

فرائض الغسل

• النية لأن الغسل عبادة وعادة، فقد يغتسل الإنسان لمجرد النظافة، أو للتبرد من الحرّ.
• إزالة النجاسة، إن كان على بدنه نجاسة.
• إيصال الماء إلى أصول شعره وجلده، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من ترك موضع شعرة من جنابة لم يغسله، يفعل به كذا وكذا من النار)).
• المرأة اتفق الأئمة الأربعة على أن نقضه غير واجب، وذلك لحديث أم سلمة أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إني امرأة أشد ضفر رأسي، أفأنقضه للجنابة؟ قال لا، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضي عليك الماء فتطهرين)).
• بعض العلماء: إلى وجوب نقض الشعر للغسل من الحيض؛ لأنه لا يتكرر، فلا مشقة في نقضه وهو مذهب الحسن و طاووس.

سنن الغسل

• التسمية.
• غسل اليدين قبل إدخالهما الإناء.
• الوضوء قبله.
• إمرار اليد على الجسم لتدليكه، لإزالة ما على الجسد من عرق وغيره، وليحصل إنقاء البشرة.
• الموالاة؛ أي: غسل العضو التالي قبل أن يجف العضو السابق
• تقديم الميامن على المياسر ، فيقدم غسل جانبه الأيمن قبل جانبه الأيسر، ويده اليمنى قبل اليسرى، ورجله اليمنى قبل اليسرى.
• يغسل بدنه ثلاثًا.
• عدم الإسراف في الماء.

الكيفية

• ميمونة رضى الله عنها: وضع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وضوء الجنابة، فأفرغ على يديه، فغسلهما مرتين أو ثلاثًا.
• ثم أفرغ بيمينه على شماله، فغسل مذاكيره ثم ضرب بيده الأرض أو الحائط مرتين أو ثلاثا.
• ثم تمضمض واستنشق، وغسل وجهه وذراعيه، ثم أفاض الماء على رأسه ثم غسل جسده.
• ثم تنحى عن مقامه ذلك فغسل رجليه، فأتيته بالمنديل، فلم يردها، وجعل ينفض الماء بيده.

الأغسال المسنونة

• غسل الجمعة.
• غسل العيدين.
• الغسل من غسل الميت.
• الغسل للإحرام.
• الغسل لدخول مكة والوقوف بعرفة.
• غسل المستحاضة لكل صلاة.