مهارات التواصل في اللغة العربية AR113 (2020) PDF

Summary

كتاب مهارات التواصل في اللغة العربية AR113 لعام 2020 من الجامعة العربية المفتوحة، يتضمن وحدات دراسية في البلاغة، الشعر، والكتابة. يهدف الكتاب إلى تطوير مهارات التواصل لدى الطالبة.

Full Transcript

‫ﻋﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ‬ ‫ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﻓﻨﻮﻥ‬ ‫)ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪( AR١١٣‬‬ ‫‪٢٠٢٠‬‬ ‫عمادة الدراسات اللغوية‬ ‫(مهارات التواصل في اللغة العربية ‪) AR113‬‬ ‫مهارات وفنون‬ ‫‪1‬‬ ‫اإلشراف العام‬ ‫أ‪...

‫ﻋﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ‬ ‫ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﻓﻨﻮﻥ‬ ‫)ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪( AR١١٣‬‬ ‫‪٢٠٢٠‬‬ ‫عمادة الدراسات اللغوية‬ ‫(مهارات التواصل في اللغة العربية ‪) AR113‬‬ ‫مهارات وفنون‬ ‫‪1‬‬ ‫اإلشراف العام‬ ‫أ‪.‬د‪.‬عزيز ثابت سعيد‬ ‫عميد عمادة الدراسات اللغوية ــ الجامعة العربية المفتوحة‬ ‫أعد المادة التعليمية لهذا الكتاب‪:‬‬ ‫أ‪.‬د‪.‬محمد حسان الطيان‬ ‫(المنسق)‬ ‫أ‪.‬م د‪.‬إيهاب النجدي‬ ‫حقوق الطبع والنشر‬ ‫الجامعة العربية المفتوحة‬ ‫‪2020‬‬ ‫المحتويات‬ ‫مقدمة الكتاب‪4...................................................... :‬‬ ‫الوحدة األولى‪ :‬قطوف من البالغة ‪7............................‬‬ ‫‪39..............................‬‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬في طبيعة الشعر‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬الكتابة الوظيفية ‪77.................................‬‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬الكتابة األدبية ‪119...................................‬‬ ‫الوحدة الخامسة‪ :‬نصوص مختارة ومهارات لغوية‪157...........‬‬ ‫مقدمة‬ ‫الحمد هلل الذي خلق اإلنسان‪ ،‬علمه البيان‪ ،‬وبعد‬ ‫فــإن عمــادة الدراســات اللغويــة تســعى مــن خــال احتضانهــا لمقــررات اللغــة العربيــة‪ ،‬إلــى‬ ‫العنايــة بجســر لغــوي معرفــي أصيــل‪ ،‬يقــوم بــدوره فــي التواصــل بيــن الحضــارات‪ ،‬وتعميــق‬ ‫الهويــة الثقافيــة للطالــب الجامعــي غيــر المتخصــص‪ ،‬وتقتــرن هــذه العنايــة بتطويــر المــادة‬ ‫العلميــة وتجديدهــا‪ ،‬وتجويــد االختيــارات وتنويعهــا‪.‬‬ ‫ويتضافــر هــذا التوجــه مــع مســعى هــذا الكتــاب‪ ،‬فاللغة ليســت مجــرد أداة للتواصــل والتفاهم‬ ‫بيــن النــاس‪ ،‬وإنمــا هــي كذلــك فضــاء للفكــر والعلــم‪ ،‬وبقــدر مــا تكــون اللغــة المســتخدمة لــدى‬ ‫الباحثيــن وطــاب المعرفــة دقيقــة ومزدهــرة يكــون الفكــر دقيقـا ً ومزدهــراً‪ ،‬وشــواهد الحــراك‬ ‫أن العلــم ال يتوطّــن فــي أمــة إال إذا اعتمــدت لغتهــا‬ ‫الحضــاري للــدول والشــعوب تــد ّل علــى ّ‬ ‫القوميــة‪ ،‬كمــا أن اللغــة أيقونــة للفــن فــي كل العصــور‪ ،‬تصنــع الجمــال وتر ّســخ فــي النفــوس‬ ‫تذ ّوقــه‪ ،‬وفــي ظلهــا نشــأت فنــون القــول مــن شــعر وقصــة وخطابــة ورســائل وخواطــر‬ ‫وأمثــال‪ ،‬واســتطاع اإلنســان ‪ -‬مــن خــال اللغــة الجماليــة ‪ -‬أن يرتقــي بأســلوب حياتــه وأن‬ ‫يحقــق الســعادة فــي متعتيــن‪ :‬متعــة التفكيــر ومتعــة الوجــدان‪.‬‬ ‫وإليــك‪ ،‬وبــك ‪ -‬عزيــزي الطالــب ‪ -‬تتو ّجــه وحــدات الكتــاب الخمــس نحــو اإلبــداع األدبـ ّي‬ ‫والثقافــي والمهــارات اللغويــة والكتابيــة‪ ،‬وتمتـ ّد إلــى نمــاذج مختــارة مــن األدب فــي عصوره‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫ومــن هنــا جــاءت الوحــدة األولــى «قطــوف مــن البالغــة» زاخــرة باألمثلــة القريبــة مــن‬ ‫القــرآن الكريــم والحديــث الشــريف والشــعر والنثــر‪ ،‬الدالــة علــى ألــوان مــن البالغــة‪ ،‬مــع‬ ‫تبيــان مقاصدهــا المعنويــة والجماليــة‪ ،‬وقــد أع ـ ّد هــذه الوحــدة الدكتــور جابــر حمــدان‪.‬‬ ‫وتصحبُــك الوحــدة الثانيــة «فــي طبيعــة الشــعر وتذوقــه» إلــى حديقــة الشــعر العربــ ّي‪،‬‬ ‫تبحــث فــي سـرّه‪ ،‬وجوهــره الــذي ظـ ّل ســاطعًا عبــر العصــور‪ ،‬وذلــك مــن خــال الســؤال‪ :‬مــا‬ ‫الشــعر؟ ولمــاذا الشــعر؟ ومــا مكانتــه؟ وكيــف نقــرأ القصيــدة؟ وقــد اتخــذت مــن الشــعر الغنائـ ّي‬ ‫مجـ ً‬ ‫ـال لالختيــار والقــراءة والتحليــل‪ ،‬وهــي الوحــدة التــي أعدهــا الدكتــور إيهـــاب النجـــدي‪.‬‬ ‫وجــاءت الوحــدة الثالثــة «الكتابــة الوظيفيــة» لترســم معالــم للنشــاطات الكتابيــة الوظيفيــة‬ ‫التــي يزاولهــا كل طالــب‪ ،‬ويحتــاج إلــى معرفتهــا كل كاتــب‪ ،‬كالرســالة‪ ،‬وكلمــات المناســبات‪،‬‬ ‫والتلخيــص والمذكــرات‪ ،‬وهــي الوحــدة التــي أعدهــا األســتاذ الدكتــور محمــد حســان الطيــان‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وتتنــاول الوحــدة الرابعــة « الكتابــة األدبيــة» األســاليب التــي يعتمدهــا الكاتــب للتعبيــر‬ ‫عــن أفــكاره ومشــاعره‪ ،‬وتضــع بيــن يديــك جملــة مــن الفنــون النثريــة (المقــال‪ ،‬والخاطــرة‪،‬‬ ‫والقصــة‪ ،‬والمقامــة‪ ،‬والمثــل)‪ ،‬مــع تبيــان ســماتها وفوائدهــا‪ ،‬ورافــق ذلــك النــص األدبــي‬ ‫تحليــا ومناقشــة‪ ،‬وقــد اعتمدنــا فيهــا علــى كتــاب مهــارات االتصــال فــي اللغــة العريبــة‪،‬‬ ‫إصــدار الجامعــة العربيــة المفتوحــة ‪.2007‬‬ ‫أمــا الوحــدة الخامســة « نصــوص مختــارة ومهــارات لغويــة» فتقــدم منهجــا تكامليــا‬ ‫للغــة مــن خــال نصــوص حيــة نابضــة‪ ،‬تتنــاول مهاراتهــا المختلفــة‪ ،‬مــن قــراءة صحيحــة‪،‬‬ ‫واســتيعاب‪ ،‬وإدراك لوظائــف الكلمــات فــي تراكيبهــا‪ ،‬وقــد حاولنــا أن نجعلهــا تفاعليــة يكتســب‬ ‫فيهــا الطالــب المعرفــة مــن خــال إثــارة األســئلة‪ ،‬وإجابتــه عنهــا تــارة‪ ،‬وإجابتنــا عنهــا تــارة‬ ‫أخــرى‪ ،‬كمــا تمثــل رافــدا للقــراءة والمناقشــة والتدريــب‪ ،‬وتقــدم قيمــا إنســانية ووجدانيــة‪،‬‬ ‫تدعــو إلــى االنفتــاح علــى اآلخــر‪ ،‬وهــي إعــداد مشــترك‪.‬‬ ‫ولعــل أجلــى ثمرتيــن يمكــن للطالــب أن يظفــر بهمــا ‪ -‬بعــد رحلــة شــائقة مــن الــدرس‬ ‫والتعمــق‪ -‬همــا‪:‬‬ ‫تكويــن حصيلــة لغويــة وافــرة‪ ،‬مفــردات وتعابيــر وأســاليب‪ ،‬تنهض بقدراتــه القرائيــة والكتابية‪.‬‬ ‫ثــم تنميــة ملكــة التفكيــر الناقــد لديــه‪ ،‬وهــي ســبيل أصيــل مــن ســبل التفــوق والتميز‪.‬‬ ‫ومــا ينبغــي لــك ‪-‬عزيــزي الطالــب وأنــت الجامعــي الواعــي‪ -‬أن يتوقــف ســعيك عنــد تلبيــة‬ ‫متطلبــات الدراســة التخصصيــة‪ ،‬فمــن األهميــة بمــكان‪ ،‬أن تتذكــر أن لديــك وجدانــا‪ ،‬وعليــك‬ ‫أن تتــواله بالرعايــة واإلثــراء‪ ،‬وأن لديــك ذائقــة ّ‬ ‫يغذيهــا األدب بأصــح غــذاء‪ ،‬وملــكات تنمــو‬ ‫وتتســع بتقديــر الجمــال‪.‬‬ ‫دام توفيقك‪ ،‬واعتزازك بلغتك وأدبها الخالد‪.‬‬ ‫المؤلفون‪,,,,‬‬ ‫‪5‬‬ 6 ‫الوحدة األولى‬ ‫قطوف من البالغة‬ ‫‪7‬‬ ‫المحتويات‬ ‫مقدمة ‪9..................................................................‬‬ ‫األهداف التعليمية للوحدة ‪9..........................................‬‬ ‫في معنى الفصاحة والبالغة ‪10.....................................‬‬ ‫أوال‪ :‬علم المعاني ‪14...................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬علم البيان ‪22.....................................................‬‬ ‫ثالثا‪ :‬علم البديع ‪32.....................................................‬‬ ‫المصادر والمراجع ‪38................................................‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مقدمة‬ ‫تــرك العــرب كنــوزاً زاخــرة مــن األدب البليــغ ت ّوجــه هللا بكتــاب ال يخلــق عــن كثــرة‬ ‫الــرد وال تنقضــي عجائبــه‪ ,‬وهــذه الوحــدة ‪ -‬عزيــزي الطالــب‬ ‫‪ -‬تبيــن لــك معنــى البالغــة وأقســامها الثالثــة‪ :‬المعانــي والبيــان والبديــع‪ ،‬وتضــع‬ ‫أمامــك شــيئا مــن ســحر البيــان علــه يعينــك علــى تــذوق العبــارة العربيــة والوقــوف‬ ‫علــى أســرار الجمــال فيهــا‪ ،‬ويتيــح لــك تأمــل بالغــة نمــاذج أدبيــة مختلفــة ويمنحــك‬ ‫فرصــة أوســع لتدريــب متنــوع ‪.‬‬ ‫وقــد روعــي فــي هــذه الوحــدة أنــك تخطــو خطــوات جديــدة فــي علــم البالغــة‪ ،‬فجــاءت‬ ‫تعالــج ألوانــا رئيســة مــن بالغــة العــرب وإرثهــم البيانــي الخالــد‪.‬‬ ‫وقــد أُتبعــت بأمثلــة مــن القــرآن الكريــم والحديــث الشــريف والشــعر والنثــر بمــا‬ ‫يجلوهــا مــن إيضــاح‪ ،‬علــى أمــل أن تنمــي قدراتــك علــى التــذوق الفنــي‪ ،‬وتســاعدك‬ ‫علــى إرهــاف حســك النقــدي‪ ،‬وتمكنــك مــن اســتخدام األســاليب البالغيــة الرفيعــة كتابــة‬ ‫وتحدثــا‪ ،‬وتحفــزك إلــى المزيــد مــن القــراءة واالطــاع‪.‬‬ ‫األهداف التعليمية للوحدة‪:‬‬ ‫‪.1‬بيان أوجه الفروق في المعاني الناشئة من خالل التراكيب‪.‬‬ ‫أعــد هــذه الوحــدة د‪.‬جابــر‬ ‫‪.2‬تجاوز مستوى التعبير الصحيح إلى المستوى الجمالي‪ ،‬وتمكين‬ ‫حمــدان‪.‬‬ ‫الطالب لغويا من خالل نصوص أدبية بليغة‪.‬‬ ‫‪.3‬إدراك بعض المهارات التي يحقق بها موافقة الكالم لمقتضى‬ ‫الحال‪.‬‬ ‫‪.4‬اكتساب مهارة التعبير عن المعنى األصلي الواحد بطرق متنوعة‬ ‫من البيان‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫في معنى الفصاحة والبالغة‬ ‫‪ -1‬الفصاحة‪:‬‬ ‫عبــارة عــن األلفــاظ الظاهــرة المعنــى المألوفــة االســتعمال عنــد العــرب‪،‬‬ ‫وتكــون وصفــا للكلمــة والــكالم والمتكلــم‪.‬‬ ‫وفصاحــة الكلمــة ‪ :‬أن تخلــص مــن تنافــر الحــروف وأال تكــون ثقيلــة علــى‬ ‫الســمع صعبــة علــى اللســان؛ نحــو قــول امــرئ القيــس‪:‬‬ ‫َض ُّل ا ْل َمدارى في ُمثنَّى و ُم ْر ِ‬ ‫سل‬ ‫ت ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ش ِزراتٌ إلى ال ُعال‬ ‫غدائِ ُرهُ ُم ْ‬ ‫فالشــاعر يصــف غــزارة شــعر مــن يهواهــا‪ ،‬فيقــول‪ :‬إنهــا لكثــرة شــعرها كان‬ ‫بعضــه مرفوعــا وبعضــه مثنــى وبعضــه مرســا‪ ،‬وتنافــر الحــروف وقــع‬ ‫فــي لفظــة «مستشــزرات» بمعنــى مرتفعــات‪ ،‬فهــي لفظــة مســتكرهة؛‬ ‫ألن تنافــر الحــروف أدى إلــى ثقلهــا وصعوبــة التلفــظ بهــا‪ ،‬فأنقــص مــن‬ ‫فصاحتهــا فصاحــة البيــت وجمالــه‪.‬‬ ‫وتتمثــل فصاحــة الــكالم فــي خلــوه مــن ضعــف التأليــف وتنافــر األلفــاظ والتعقيــد‬ ‫اللفظــي أو المعنــوي مــع فصاحــة المفــردات التــي يتألــف منهــا‪.‬‬ ‫ومن األمثلة الدالة على التعقيد المعنوي‪ ،‬قول الشاعر‪:‬‬ ‫حي أبوهُ يقاربه‬ ‫أبو أ ِم ِه ٌّ‬ ‫و َما ِمثلهُ في النَّا ِ‬ ‫س إال ممل ًكا‬ ‫أي أنه ال يشبهه أحد إال خاله‪.‬‬ ‫ومن أمثلة التعقيد اللفظي قول الشاعر ‪:‬‬ ‫ب قبر‬ ‫قرب قب ِر حر ٍ‬ ‫وليس َ‬ ‫َ‬ ‫مكان قفر‬ ‫ٍ‬ ‫وقَ ْب ُر َح ْر ٍ‬ ‫ب في‬ ‫‪10‬‬ ‫فإنــه ال يتهيــأ ألحــد أن يــردد هــذا البيــت ثــاث مــرات متواليــات دون أن يتلعثــم؛‬ ‫ألن اجتمــاع كلمــات البيــت وقــرب مخــارج حروفهــا أحدثــا ثقــا ظاهــرا علــى‬ ‫اللســان والســمع معــا‪ ،‬مــع أن كل مفــردة منــه لــو أُخــذت وحدهــا كانــت غيــر‬ ‫مســتكرهة وال ثقيلــة‪.‬‬ ‫‪ -2‬البالغة ‪:‬‬ ‫البالغــة ‪ :‬بلــوغ الغايــة‪ ،‬أي الوصــول إليهــا‪ ،‬وســميت بذلــك ألنهــا تبلــغ المعنــى‬ ‫وتصــل بــه إلــى قلــب الســامع فيفهمهــا‪.‬‬ ‫وفــي االصطــاح ‪ :‬هــي وجــوب مراعــاة مقتضــى الحــال أو وجــوب مطابقــة‬ ‫الــكالم للمقــام ‪ ،‬فــا يكــون الــكالم بليغــا حتــى يكــون مطابقــا لمقتضــى الحــال‪.‬‬ ‫لذلك عيب قول المتنبي في رثاء والدة سيف الدولة‪:‬‬ ‫بالجمال‬ ‫ِ‬ ‫على الوج ِه المكفَّ ِن‬ ‫سال ُم هللاِ خالقنا َحنوطٌ‬ ‫َ‬ ‫فهــذا الــكالم فصيــح‪ ،‬غيــر أنــه ال يســتقيم مــع مــا يقتضيــه الحــال‪ ،‬إذ المقــام مقــام‬ ‫رثــاء فــا يليــق أن يصــف وجــه المتوفــاة بأنــه جميــل‪.‬وقــد ســئل بشــار بــن بــرد‪:‬‬ ‫مــا لــك تأتــي بالمتفــاوت فــي شــعرك ؟ قــال ‪ :‬ومــا هــو؟‬ ‫قيل له ‪ :‬رأيناك تخيف األعداء وترهبهم بمثل قولك‪:‬‬ ‫س أو قطرت دما‬ ‫حجاب الشَّم ِ‬ ‫َ‬ ‫هت ْكنا‬ ‫غضبةً مضريّةً‬ ‫إذا ما َغض ْبنا ْ‬ ‫ورأينــاك تشــيد بشــجاعة قومــك وقــوة بأســهم وبالئهــم فــي الحــروب بأســلوب‬ ‫رصيــن مثــل‪:‬‬ ‫وأسيافَنا لي ٌل تهاوى كواكبُه‬ ‫رؤوسنا‬ ‫ِ‬ ‫كأنَّ مثا َر النَ ْق ِع فو َ‬ ‫ق‬ ‫وفي الوقت نفسه سمعناك تقول في جاريتك ‪:‬‬ ‫ت‬ ‫تَ ُ‬ ‫ص ُّب الخ َّل بالزي ِ‬ ‫ربابةُ ربَّةُ البي ِ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ودي ٌك حسنُ الصو ِ‬ ‫ت‬ ‫ش ُر دجاجا ٍ‬ ‫لها َع ْ‬ ‫‪11‬‬ ‫ـكل موض ًعــا‪ ،‬اعلــم أن هذيــن البيتيــن عنــد الجاريــة‬ ‫فأجــاب بشــار بقولــه‪ :‬إن لـ ٍ‬ ‫همــا أحســن مــن ( قفــا نبــك ) عنــدك‪.‬‬ ‫يريــد أن يقــول‪ :‬إن هــذا الــكالم الســهل الرقيــق الــذي يمكــن أن تفهمــه هــذه‬ ‫الجاريــة أفضــل عندهــا مــن شــعر رصيــن ال تفهمــه‪ ،‬وإن كان المــرئ القيــس‪.‬‬ ‫وإجابة الشاعر تبين أنه توخى مراعاة الكالم لمقتضى الحال‪.‬‬ ‫وكــذا األمــر عنــد مقــام الــكالم مــع النابــه يوجــب االختصــار واإليجــاز‪ ،‬ومقــام‬ ‫الــكالم مــع الســاذج يوجــب الشــرح والتفصيــل واإلطالــة‪.‬‬ ‫وأمــا العالقــة بيــن الفصاحــة والبالغــة فــإن الــكالم ال يكــون بليغــا إال إذا كان‬ ‫فصيحــا‪ ،‬ومــع ذلــك فليــس كل كالم فصيــح بليغــا؛ ألن مــن شــرط بالغــة الــكالم‬ ‫أن تكــون كلماتــه مفــردة ومركبــة فصيحــة‪ ،‬والــكالم الفصيــح إن طابــق المقــام‬ ‫كان بليغــا‪ ،‬وإال يبقــى فصيحــا وغيــر بليــغ‪ ،‬كمــا فــي بيــت المتنبــي الســابق‪.‬‬ ‫وتتضمن البالغة ثالثة فروع‪:‬‬ ‫‪ -3‬علم البديع‪.‬‬ ‫‪ -2‬علم البيان‪.‬‬ ‫علم المعاني‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫وتم اختيار أهم مباحث كل علم توخيا لإليجاز وتجنبا للتكرار‪.‬‬ ‫تدريبات على الفصاحة والبالغة‬ ‫‪ -1‬ضع عالمة ( ‪ ) /‬أمام الصحيح وعالمة ( × ) أمام الخطأ فيما يلي‪:‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫أ‌‪ -‬تنافر الحروف من العيوب التي تخل بفصاحة الكالم‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ب ‪ -‬الكالم البليغ يشترط فيه فصاحة مفرداته‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫جـ‪ -‬التعقيد من العيوب التي تخل بفصاحة الكلمة‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫د‪ -‬كل كالم فصيح فهو بليغ‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫هـ‪ -‬تكون الفصاحة صفة للكلمة فقط‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫و‪-‬الكالم البليغ هو المطابق لمقتضى الحال مع فصاحة مفرداته‪.‬‬ ‫‪ –2‬اختر العيب الذي يخل بالفصاحة مما بين القوسين فيما يلي‪:‬‬ ‫عشوا ُء تاليةٌ غبسا دهاريســا‬ ‫أ‪ -‬إذا اطلخ َّم األم ُر وانبعــــثت‬ ‫( الغرابة ‪ -‬تنافر الكلمات ‪ -‬كثرة التكرار)‬ ‫معي ومتى ما لمتُهُ لمتُهُ َوحْ ِدي‬ ‫ب‪ -‬كري ٌم متى أمدحهُ أمدحهُ والورى‬ ‫( تنافر الكلمات ‪ -‬تنافر الحروف ‪ -‬الغرابة )‬ ‫وتسكبُ عيناي الدمو َع لتجمدا‬ ‫الدار عنكم لتقربوا‬ ‫ِ‬ ‫جـ‪ -‬سأطلبُ بُع َد‬ ‫( تعقيد معنوي ‪ -‬تنافر الحروف ‪ -‬تعقيد معنوي )‬ ‫ب األغرِّ دالئ ُل‬ ‫شيَ ٌم على الحس ِ‬ ‫د‪َ -‬جفَخَت وهم ال يجْ فَ ُخون بها بهم‬ ‫( تعقيد معنوي ‪ -‬تعقيد لفظي ‪ -‬ضعف التأليف )‬ ‫مفتاح اإلجابة عن السؤالين األول والثاني‪:‬‬ ‫ج‪ -‬خطأ‬ ‫ب‪ -‬صح‬ ‫أ‪ -‬خطأ‬ ‫ ‬ ‫السؤال األول‬ ‫و‪ -‬صح‬ ‫هـ‪ -‬خطأ‬ ‫د‪ -‬خطأ‬ ‫ ‬ ‫السؤال الثاني ‪:‬‬ ‫د‬ ‫ ‬ ‫ج‬ ‫ ‬ ‫ب‬ ‫ ‬ ‫أ‬ ‫تعقيد لفظي‬ ‫تعقيد معنوي‬ ‫تنافر الكلمات‬ ‫الغرابة‬ ‫‪13‬‬ ‫أوال‪ :‬علم المعاني‬ ‫تعريفــه‪ :‬هــو علــم يعــرف بــه أحــوال اللفــظ العربــي التــي بهــا يطابــق مقتضــى‬ ‫الحــال‪ ،‬فهــو يرشــدنا إلــى اختيــار التركيــب اللغــوي المناســب للموقــف فيجعــل‬ ‫لــكل مقــام مقــاال‪ ،‬وثمــرة هــذا العلــم هــو الوقــوف علــى األســرار التــي يرتفــع بهــا‬ ‫شــأن الــكالم ويَ ْف ُ‬ ‫ضــل بعضــه بعضــا‪.‬‬ ‫وسنقف في دراستنا عند بعض أبوابه‪.‬‬ ‫‪ -‬من مباحث علم المعاني‬ ‫(ا) الخبــر‪ :‬هــو الــكالم الــذي يحتمــل الصــدق والكــذب لذاتــه‪ ،‬ويقصــد بذلــك‬ ‫مضمــون الخبــر ال قائلــه‪.‬ومــن أمثلــة ذلــك‪:‬‬ ‫السماء صافية‪.‬‬ ‫المسافرون رجعوا أمس على متن الطائرة‪.‬‬ ‫الكرام المكار ُم‬ ‫ِ‬ ‫وتأتي على قد ِر‬ ‫أهل ْ‬ ‫العز ِم تأتي العزائ ُم‬ ‫على قد ِر ِ‬ ‫ أغراض الخبر‪:‬‬ ‫إن المتكلــم ال يلقــي خبــرا إلــى الســامع عبثــا وإنمــا يتوخــى فائــدة أو هدفــا‪ ،‬ومــا‬ ‫خــا مــن الفائــدة والهــدف فهــو ثرثــرة ال قيمــة لهــا‪.‬‬ ‫واألصل في الخبر أن يلقى ألحد غرضين‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬إفادة المخاطب حكما يجهله‪ ,‬ويسمى ذلك (فائدة الخبر)‪.‬‬ ‫مثال ذلك قول ابن مالك في األلفية‪:‬‬ ‫اس ٌم وفع ٌل ث َّم حرفٌ ال َكلِ ْم‬ ‫كال ُمنا لفظٌ مفي ٌد كاستق ْم‬ ‫‪14‬‬ ‫ـب بأمــر كان يجهلــه‪ ،‬وهــو أن الــكالم ال يعتــد بــه إال‬ ‫فقــد أفــاد المتكل ـ ُم المخاطـ َ‬ ‫إذا أفــاد‪.‬‬ ‫ب ‪-‬إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم‪ ،‬ويسمى ذلك ( الزم الفائدة)‪.‬‬ ‫مثــال ذلــك ‪ :‬إنــك تعفــو مــع المقــدرة‪ ،‬وتصفــح عــن الزلــة‪ ،‬وتســرع إلــى‬ ‫النجــدة‪.‬‬ ‫حيــث يخبــر المتكلــم المخاطــب بخصــال فــي نفســه هــو أعــرف بهــا مــن غيــره‪،‬‬ ‫وإنمــا اســتفاد المخاطــب أن المتكلــم عالــم بهــا‪.‬‬ ‫ األغراض البالغية للخبر‪:‬‬ ‫ويأتــي الخبــر ألغــراض معنويــة بالغيــة تُفهــم مــن الســياق‪ ،‬وهــي كثيــرة نذكــر‬ ‫منها ‪:‬‬ ‫‪ -‬إظهار الضعف‪:‬‬ ‫ْم ِمنِّي َوا ْشتـََع َل َّ‬ ‫الرأْ ُ‬ ‫س َش ْيبًا ﴾ مريم (‪.)4‬‬ ‫ال َر ِّ ِ‬ ‫ب إنِّي َو َه َن ال َْعظ ُ‬ ‫﴿ قَ َ‬ ‫‪ -‬الوعظ واإلرشاد‪:‬‬ ‫﴿ ُك ُّل من َعلَيـ َها فَ ٍ‬ ‫ان﴾ الرحمن (‪.)26‬‬ ‫َْ ْ‬ ‫‪ -‬تحريك الهمة‪:‬‬ ‫ال يستوي العالم والجاهل‪.‬‬ ‫‪ -‬التنزيه‪:‬‬ ‫سبحان هللا العظيم‪.‬‬ ‫‪ -‬التهديد‪:‬‬ ‫َمنْ أعياهُ داؤُه فعندي دواؤُه ‪ ،‬و َمنْ استطا َل أجلُهُ فعلي أن أُع َِّجلَهُ‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ مؤكدات الخبر‪:‬‬ ‫والتوكيــد المقصــود هــو توكيــد الحكــم الــوارد فــي مضمــون الخبــر‪ ،‬وهــذه أهــم‬ ‫أدواتــه‪:‬‬ ‫ين َم َف ًازا ﴾ النبأ (‪.)31‬‬ ‫إن ‪ :‬مثال ذلك‪ ﴿ :‬إِ َّن لِل ِ‬ ‫ْمتَّق َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ّ -‬‬ ‫‪ -‬الم االبتداء ‪ :‬وهي الم مفتوحة تدخل في األصل على المبتدأ‪.‬‬ ‫مثال ذلك‪ :‬لزي ٌد قائ ٌم‪.‬‬ ‫«إن من ِ‬ ‫البيان لسحرا»‪.‬‬ ‫وتتصل باسم إن‪ ،‬ومثالها‪َ َّ :‬‬ ‫‪ -‬نونا التوكيد الثقيلة والخفيفة‪:‬‬ ‫مثال ذلك‪ :‬ألقدمنَّ االمتحان في موعده‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫سافرن‪.‬‬ ‫يا زهي ُر‬ ‫ش ٰى ﴾ الليل (‪.)1‬‬ ‫‪ -‬القسم‪َ ﴿ :‬واللَّْي ِل إِ َذا يـَغْ َ‬ ‫﴿قَالُوا تَاللَّ ِه لََق ْد آثـََر َك اللَّهُ َعلَيـْنَا﴾ يوسف (‪.)91‬‬ ‫‪ -‬قد‪ :‬وهي التي تسبق الماضي للتحقيق‪.‬‬ ‫مثال ذلك ‪ ﴿ :‬قَ ْد أَفـْلَ َح ال ُْم ْؤِمنُو َن﴾ المؤمنون (‪.)1‬‬ ‫(‪ )2‬اإلنشاء ‪ :‬هو الكالم الذي ال يحتمل تصديقا وال تكذيبا لذاته‪.‬‬ ‫فمن غير المعقول أن أحكم بصدق أو كذب على ما يلي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الخبرة‪.‬‬ ‫أصحاب‬ ‫‪ -‬شا ِوْر‬ ‫َ‬ ‫‪ ﴿ -‬ال تـَْعتَ ِذ ُروا الْيـَْوَم إِنَّ َما تُ ْج َزْو َن َما ُك ْنتُ ْم تـَْع َملُو َن﴾ التحريم (‪.)7‬‬ ‫ْجنَّةَ﴾ البقرة (‪.)35‬‬ ‫ك ال َ‬ ‫ت َوَزْو ُج َ‬ ‫اس ُك ْن أَنْ َ‬ ‫آد ُم ْ‬ ‫‪﴿ -‬يَا َ‬ ‫‪16‬‬ ‫واإلنشاء نوعان‪ :‬طلبي وغير طلبي‬ ‫وســيقتصر الحديــث عــن النــوع األول؛ ألن الثانــي ال يدخــل فــي مباحــث علــم‬ ‫المعانــي‪.‬‬ ‫اإلنشاء الطلبي‪:‬‬ ‫وهــو الــكالم الــذي يســتدعي مطلوبــا غيــر حاصــل وقــت الطلــب‪ ،‬وينــدرج‬ ‫تحــت اإلنشــاء الطلبــي خمســة أســاليب هــي‪ :‬األمــر والنهــي واالســتفهام والنــداء‬ ‫والتمنــي‪.‬‬ ‫‪ -1‬األمــر ‪ :‬هــو طلــب حصــول الفعــل مــن األعلــى إلــى األدنــى‪ ،‬ولــه أربــع‬ ‫صيــغ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬فعل األمر‪ :‬اتقوا اهلل ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬المضارع المجزوم بالم األمر‪ ﴿:‬لِيـُْن ِف ْق ذُو َس َع ٍة ِم ْن َس َعتِ ِه﴾ الطالق(‪.)7‬‬ ‫جـ ‪ -‬اسم فعل األمر‪ :‬حي على الصالة‪.‬‬ ‫د‪.‬المصدر النائب عن فعله‪ ( :‬صبرا آل ياسر ) ‪.‬‬ ‫ويخرج األمر إلى أغراض بالغية منها‪:‬‬ ‫ب ا ْغ ِف ْر لِي َولَِوالِ َد َّ‬ ‫ي ﴾ نوح (‪.)28‬‬ ‫‪ -‬الدعاء ‪َ ﴿ :‬ر ِّ‬ ‫‪ -‬اإلرشاد‪ :‬اتق اهلل حيثما كنت‪.‬‬ ‫‪ -‬التعجيز‪ :‬ادفع عن نفسك الموت‪.‬‬ ‫‪ -‬اإلباحة‪ :‬اجلس حيث تشاء‪.‬‬ ‫‪ -‬التخيير‪ :‬اجلس في المقعد األول أو الثاني‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪ -2‬النهــي ‪ :‬هــو طلــب الكــف عــن الفعــل مــن األعلــى إلــى األدنــى‪ ،‬ولــه صيغــة‬ ‫واحــدة هــي‪:‬‬ ‫الفعــل المضــارع المســبوق بــا الناهيــة الجازمــة ومثالــه‪ :‬ال تبخــل بمــا أعطــاك‬ ‫هللا‪.‬‬ ‫ويخرج النهي إلى أغراض بالغية منها ‪:‬‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫‪ -‬الدعاء ‪َ ﴿ :‬ربـَّنَا َل تَ ْج َعلْنَا فتـْنَةً ل ْل َق ْوم الظَّالم َ‬ ‫ين﴾ يونس (‪.)85‬‬ ‫يقبل عذرك‪.‬‬ ‫تعتذر فلن َ‬ ‫‪ -‬التيئيس‪ :‬ال ْ‬ ‫‪ -‬التهديد‪ :‬ال تعاند َم ْن إذا قال فعل‪.‬‬ ‫‪ -‬الحث‪ :‬ال تستسلموا للصعاب‪.‬‬ ‫‪ -‬التوبيخ‪َ ﴿ :‬وال تـَل ِْم ُزوا أَنـُْفس ُك ْم َوال تـَنَابـَُزوا بِ ْالَلْ َق ِ‬ ‫اب﴾ الحجرات(‪.)11‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬النصح‪ :‬ال تجلس مع السفهاء‪.‬‬ ‫‪ -3‬االســتفهام‪ :‬هــو طلــب العلــم بشــيء لــم يكــن معلومــا مــن قبــل‪ ،‬وذلــك‬ ‫بواحــدة مــن أدوات االســتفهام‪ ،‬كالهمــزة ‪ ،‬هــل ‪َ ،‬مــن ‪ ،‬متــى ‪ ،‬أيــن ‪...‬وغيرهــا‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أراكبا ً جئت أم ماشيا ً ؟‬ ‫ويخرج االستفهام إلى أغراض بالغية منها ‪:‬‬ ‫‪ -‬التقرير‪﴿ :‬أَلَ ْم يَأْتِ ُك ْم نَ ِذ ٌير﴾ الملك (‪.)8‬‬ ‫ك إَِّل الْ َق ْو ُم الظَّالِ ُمو َن﴾ األنعام (‪.)47‬‬ ‫﴿ه ْل يـُْهلَ ُ‬ ‫‪ -‬النفي‪َ :‬‬ ‫﴿هل أ َُدلُّ ُك ْم َعلَ ٰى تِ َج َارٍة تـُْن ِجي ُك ْم ِم ْن َع َذ ٍ‬ ‫اب أَلِ ٍ‬ ‫يم﴾ الصف(‪.)10‬‬ ‫‪ -‬التشويق‪ْ َ :‬‬ ‫‪ -‬التهويل‪﴿ :‬الْ َقا ِر َعةُ‪َ ،‬ما الْ َقا ِر َعةُ﴾ القارعة (‪.)2-1‬‬ ‫ص ُر اللَّ ِه﴾ البقرة (‪.)214‬‬ ‫‪ -‬االستبطاء‪َ ﴿ :‬متَ ٰى نَ ْ‬ ‫وهذي الضجةُ الكبرى عَالما؟‬ ‫إال َم ال ُخ ْلفُ بينك ُم إالما‬ ‫‪ -‬التوبيخ ‪:‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪ -4‬النــداء‪ :‬هــو طلــب اإلقبــال بواحــدة مــن أدوات النــداء‪ :‬الهمــزة ‪ ،‬يــا‪ ،‬أيــا‪،‬‬ ‫هيــا‪ ،‬وا‪.‬‬ ‫ومثاله‪ :‬يا صديقي أقبل‪.‬‬ ‫ويخرج النداء إلى أغراض بالغية منها ‪:‬‬ ‫‪ -‬الدعاء‪ :‬يا غافر الذنب اغفر لي ذنوبي ‪.‬‬ ‫ْت فِي َج ْن ِ‬ ‫ب اللَّ ِه﴾ الزمر(‪.)56‬‬ ‫س يَا َح ْس َرتَا َعلَ ٰى َما فـََّرط ُ‬ ‫‪ -‬التحسر‪﴿:‬أَ ْن تـَُق َ‬ ‫ول نـَْف ٌ‬ ‫‪ -‬اإلغراء‪ :‬يا متوانياً وأنت سليل األبطال ‪.‬‬ ‫الرجال‬ ‫ُ‬ ‫أتطمع بالمعالي وما يَ ْحظى بها إال‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬التحقير‪ :‬أيا هذا‬ ‫‪ -5‬التمنــي ‪ :‬هــو طلــب أمــر محبــوب ال يرجــى حصولــه‪ ،‬إمــا لكونــه مســتحيال‪،‬‬ ‫كمــا فــي قــول الشــاعر‪:‬‬ ‫المشيب‬ ‫ُ‬ ‫فأخبره بما فع َل‬ ‫الشباب يعو ُد يوما ً‬ ‫َ‬ ‫أال ليتَ‬ ‫وإما ألنه بعيد المنال غير مطموع بحصوله‪:‬‬ ‫ارو ُن﴾ القصص (‪.)79‬‬ ‫ِ‬ ‫مثاله‪ ﴿ :‬يا لَي َ ِ‬ ‫ت لَنَا مثْ َل َما أُوت َي قَ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫فإن إتيانهم مثل ما أوتي قارون ليس مستحيال‪ ،‬ولكنه بعيد المنال‪.‬‬ ‫واألداة الموضوعــة للتمنــي هــي (ليــت)‪ ،‬ولكــن هنــاك أدوات أخــرى تخــرج‬ ‫عمــا وضعــت لــه فــي األصــل لتــؤدي معنــى التمنــي‪ ،‬وهــي‪( :‬هــل‪ ،‬لــو‪ ،‬لعــل)‬ ‫يل ﴾ غافر (‪.)11‬‬‫وج ِم ْن َسبِ ٍ‬ ‫مثال ذلك‪ ﴿ :‬فـََه ْل إِلَ ٰى ُخ ُر ٍ‬ ‫ـن﴾ الشــعراء (‪.)102‬وهــذا كالم المعذبيــن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿فـَلَـ ْـو أ َّ‬ ‫َن لَنَــا َكـ َّـرةً فـَنَ ُكــو َن مـ َـن ال ُْم ْؤمنيـ َ‬ ‫فــي النــار‪.‬‬ ‫وقول الشاعر‪:‬‬ ‫لعلّي إلى َمنْ ق ْد ه ِويتُ أطي ُر‬ ‫جناحهُ‬ ‫َ‬ ‫أسرب القطا ه ْل َمنْ يعي ُر‬ ‫َ‬ ‫‪19‬‬ ‫تدريبات على الخبر واإلنشاء‬ ‫‪ -1‬اكتــب حــرف ( خ ) أمــام األســلوب الخبــري‪ ،‬والحــرف ( ش) أمــام األســلوب‬ ‫اإلنشــائي فيمــا يلــي ‪:‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ ‬ ‫أ‪ -‬الجنة تحت أقدام األمهات‪.‬‬ ‫ين ظَلَ ُموا إِنـَُّه ْم ُمغْ َرقُون﴾ هود(‪)37‬‬ ‫ِ ِ ِ َّ ِ‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ب‪َ ﴿ -‬وَل تُ َخاط ْبني في الذ َ‬ ‫الصوِر نـ ْف َخةٌ و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫( )‬ ‫ ‬ ‫اح َدةٌ﴾ الحاقة (‪)13‬‬ ‫جـ‪ ﴿ -‬فَِإ َذا نُف َخ في ُّ َ َ‬ ‫حتِ ِه ْم ﴾ األنعام (‪.)6‬‬ ‫ِ‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫د‪َ ﴿ -‬و َج َعلْنَا ْالَنـَْه َار تَ ْج ِري م ْن تَ ْ‬ ‫( )‬ ‫ ‬ ‫وسى ﴾ طه (‪)17‬‬ ‫ك يَا ُم َ‬ ‫ْك بِيَ ِمينِ َ‬ ‫هـ ‪َ ﴿ -‬وَما تِل َ‬ ‫يه﴾ البقرة (‪)2‬‬ ‫ْكتَاب َل ريب فِ ِ‬ ‫و‪َ ﴿ -‬ذلِ َ ِ‬ ‫( )‬ ‫ ‬ ‫ك ال ُ َْ َ‬ ‫( )‬ ‫سيًا َم ْن ِسيًّا ﴾ مريم (‪)23‬‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫حـ ‪ ﴿ -‬يَا لَْيتَنِي ِم ُّ‬ ‫ت قـَْب َل َه َذا َوُك ْن ُ‬ ‫( )‬ ‫ ‬ ‫ط ‪ ﴿ -‬واصنع الفلك بأعيننا ووحينا﴾ هود (‪)37‬‬ ‫‪ -2‬تخيــر الغــرض البالغــي لــكل أســلوب ممــا يأتــي‪ ،‬وذلــك باختيــار الرقــم‬ ‫المناســب‪:‬‬ ‫أ‪ -‬إنشائي غرضه التعظيم ب ‪ -‬إنشائي غرضه التهديد‬ ‫جـ ‪ -‬إنشائي غرضه اإلنكار د‪ -‬إنشائي غرضه التخيير‬ ‫و‪ -‬خبري غرضه إظهار الضعف‬ ‫هـ ‪ -‬خبري غرضه الدعاء‬ ‫ز‪ -‬خبري غرضه التوبيخ ‪.‬‬ ‫البقرة (‪.)249‬‬ ‫ود ِه﴾‬ ‫وت وجنُ ِ‬ ‫‪﴿ -1‬قَالُوا ال طَاقَةَ لَنَا الْيـَْوَم بِ َجالُ َ َ ُ‬ ‫إذا فاخَرْ تهم ذكروا الجدودا‬ ‫خمول‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -2‬فَ َشرُّ النَّ ِ‬ ‫اس قو ٌم ذو‬ ‫‪20‬‬ ‫المائدة (‪.)64‬‬ ‫ت أَيْ ِدي ِه ْم َولُ ِعنُوا بِ َما قَالُوا﴾‬ ‫‪ ﴿ -3‬غُلَّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫شةَ ما سبـ َق ُكم بِها ِمن أ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ﴾ األعراف(‪.)80‬‬ ‫َحد م َن ال َْعالَم َ‬‫‪﴿ -4‬أَتَأْتُو َن الْ َفاح َ َ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫يب ﴾ هود(‪.)81‬‬ ‫الص ْب ُح بَِق ِر ٍ‬ ‫س ُّ‬ ‫‪ ﴿ -5‬إِ َّن َم ْو ِع َد ُه ُم ُّ‬ ‫الص ْب ُح أَلَْي َ‬ ‫ْم ْي َمنَ ِة﴾ الواقعة (‪.)8‬‬ ‫اب ال َ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫ِ‬ ‫اب ال َْم ْي َمنَة َما أ ْ‬‫َص َح ُ‬ ‫‪ ﴿ -6‬فَأ ْ‬ ‫ب مرةً ومجانبه‬ ‫ُ‬ ‫مقارف ذن ٍ‬ ‫ك فإنَّهُ‬ ‫واحداً أو ِ‬ ‫صلْ أخا َ‬ ‫‪ -7‬فعشْ ِ‬ ‫‪ -3‬تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين ‪:‬‬ ‫( ليت – هل ‪ -‬لو )‬ ‫‪ -‬أداة التمني األصلية هي ‪:‬‬ ‫‪ -‬إذا خرج األمر من األدنى إلى األعلى يكون‪:‬‬ ‫( أمرا حقيقيا – دعاء – التماسا)‬ ‫ ‬ ‫( األمر – المدح – التعجب )‬ ‫‪ -‬من صيغ اإلنشاء الطلبي ‪:‬‬ ‫مفتاح اإلجابة عن السؤال الثاني ‪:‬‬ ‫ ‬ ‫‪( -4‬جـ )‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪( -3‬هـ )‪.‬‬ ‫‪ ( -2‬ز )‪.‬‬ ‫‪ (-1‬و) ‪.‬‬ ‫(د)‪.‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫‪( -6‬أ)‪.‬‬ ‫‪ (-5‬ب)‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ثانيا‪ :‬علم البيان‬ ‫ويُعــرَّف بأنــه أصــول وقواعــد يعــرف بهــا إيــراد المعنــى الواحــد بطــرق‬ ‫متعــددة وتراكيــب متباينــة فــي درجــة الوضــوح علــى أن تكــون موافقــة لمقتضــى‬ ‫الحــال‪ ،‬فــإذا أردت أن تعبــر عــن كــرم شــخص‪ ،‬فيمكــن أن تعبــر عنــه بإحــدى‬ ‫الطــرق اآلتيــة‪:‬‬ ‫‪ -‬طريق التشبيه‪ :‬فالن كالبحر كرما‪.‬‬ ‫‪ -‬طريق االستعارة‪ :‬رأيت بحرا يفيض كرما‪.‬‬ ‫‪ -‬طريق الكناية‪ :‬الكرم في عباءته‪.‬‬ ‫فقد تنوعت طرق األداء‪ ،‬والمعنى في األصل واحد‪.‬‬ ‫وفيما يلي بيان وتفصيل ‪:‬‬ ‫‪ -1‬التشبيه‪:‬‬ ‫هــو عقــد مماثلــة بيــن أمريــن قصــد إشــراكهما فــي صفــة أو أكثــر بــأداة ألمــر‬ ‫يقصــده المتكلم ‪.‬‬ ‫ومثال ذلك ‪ :‬بدت الطفلة كالزهرة رقة وجماال‬ ‫شــبه المتكلــم الطفلــة بالزهــرة‪ ،‬أو عقــد مماثلــة بيــن الطفلــة والزهــرة ليؤكــد‬ ‫اشــتراكهما فــي أكثــر مــن صفــة‪ ،‬فقــد اشــتركا فــي الرقــة والجمــال‪ ،‬وأداتــه فــي‬ ‫ذلــك (الــكاف)‪.‬‬ ‫وتشــمل أدوات التشــبيه‪ :‬الــكاف ‪ ،‬كأن ‪ ،‬مثــل ‪ ،‬ومــا شــابهها مــن أفعــال مثــل ‪:‬‬ ‫شــابه ‪ ،‬حاكــى ‪ ،‬ماثــل ‪ ،‬وإن كانــت الــكاف وكأن أكثــر األدوات شــيوعا ‪.‬‬ ‫( العل ُم كالنو ِر في الهداي ِة )‬ ‫ أركان التشبيه ‪:‬‬ ‫‪22‬‬ ‫يشتمل التشبيه في المثال السابق على أركان أربعة‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫‪-1‬المشبه ‪ :‬وهو األمر الذي تثبت الصفة له (العلم)‪.‬‬ ‫‪-2‬المشبه به‪ :‬وهو األمر الذي وضحت فيه الصفة (النور)‪.‬‬ ‫ويســمى الركنــان األساســيان طرفــي التشــبيه‪ ،‬وال يصــح القــول بوجــود التشــبيه‬ ‫إال بتوافرهمــا‪.‬‬ ‫‪-3‬أداة التشبيه‪ :‬وهي الكلمة التي تفيد المشابهة (الكاف) ‪.‬‬ ‫‪-4‬وجه الشبه‪ :‬وهو الصفة أو الصفات التي قصد إثباتها للمشبه (الهداية)‪.‬‬ ‫وأداة التشــبيه ووجــه الشــبه ‪ :‬قــد يوجــدان وقــد يحذفــان؛ لذلــك يمكــن القــول‪:‬‬ ‫العلــم كالنــور‪ ،‬أو العلــم نــور‪ ،‬وتبقــى الصــورة تشــبيها‪.‬‬ ‫ فوائد التشبيه ‪:‬‬ ‫ينطوي التشبيه على فوائد بالغية كثيرة منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬تقريب المعنى البعيد‪ ،‬وإظهار الخفي في صورة الجلي‪:‬‬ ‫ـل الَّ ِذيـ َـن َك َفـ ُـروا‬ ‫وهــذا يــؤدي إلــى إيضــاح المعنــى وبيــان المــراد‪ ،‬ومثــال ذلــك‪َ﴿ :‬مثَـ ُ‬ ‫ـف﴾ إبراهيــم (‪ ،)18‬فاآليــة‬ ‫الريــح فِــي ي ــوٍم َع ِ‬ ‫اصـ ٍ‬ ‫ـاد ا ْشــتَ َّد ْ ِ ِ‬ ‫بِربِّ ِهــم أَ ْعمالُهــم َكرمـ ٍ‬ ‫َْ‬ ‫ت بــه ِّ ُ‬ ‫َ ْ َ ُ ْ ََ‬ ‫توضــح حــال الكفــار وأعمالهــم التــي يظنــون بهــا اإلصابــة‪ ،‬وهــي ال جــدوى لهــا‬ ‫بهــذا التمثيــل المحســوس بذلــك الرمــاد الــذي تتســلط عليــه الريــاح فتبــدده‪ ،‬وال تبقــي‬ ‫منــه شــيئا‪.‬‬ ‫ومثــل قــول الرســول صلــى هللا عليــه وســلم‪( :‬كــن فــي الدنيــا كأنــك غريــب أو‬ ‫عابــر ســبيل) يعنــي فــي قطــع العالئــق وخفــة الحــال‪ ،‬فــإن الغريــب ال علقــة لــه‬ ‫فــي بــاد الغربــة‪ ،‬وابــن الســبيل ال لبــث لــه إال بمقــدار العبــور وقطــع المســافة‪.‬‬ ‫ومثل ذلك‪ :‬الدنيا كالملح‪ ،‬كلما ازددت منها شربا ازددت عطشا‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪ -‬المــودة بيــن الصالحيــن كآنيــة الذهــب بطيئــة االنكســار هينــة اإلعــادة‪ ،‬والمــودة‬ ‫بيــن األشــرار كآنيــة الفخــار ســريعة االنكســار وال وصــل لهــا‪.‬‬ ‫‪-2‬المبالغة‪:‬‬ ‫وذلــك عــن طريــق تشــبيه الشــيء بمــا هــو أعظــم منــه أو أحســن منــه‪ ،‬فيأتــي‬ ‫الحســن مــن ناحيــة تعظيــم الشــيء والمبالغــة فــي تصــوره‪.‬‬ ‫آت فِي الْبَ ْح ِر َكاأل ْع ِ‬ ‫الم﴾ الرحمن (‪.)24‬‬ ‫ش ُ‬‫ْج َوا ِر ال ُْم ْن َ‬ ‫مثال ذلك ‪َ ﴿ :‬ولَهُ ال َ‬ ‫فتشــبيه الســفن الجاريــة علــى ظهــر البحــر بالجبــال فــي كبرهــا وفخامــة أمرهــا‬ ‫علــى جهــة المبالغــة فــي ذلــك‪.‬‬ ‫كب‬ ‫ُ ِ‬ ‫ومن ذلك‪ - :‬كأَنَّ َ‬ ‫منهن كو ُ‬ ‫ت لم يبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُد َ‬ ‫إذا طلَ ْع َ‬ ‫ب‬ ‫والملوك كواك ٌ‬ ‫شمس‬ ‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫عنك ِ‬ ‫واس ُع‬ ‫أن ال ُـمنتأى َ‬ ‫كالليل الذي هو ُم ْد ِركِي وإ ْن خل ُ‬ ‫ْت َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬فِإنَّ َ‬ ‫ك‬ ‫‪ -3‬اإليجاز‪:‬‬ ‫قــد يحتــاج األديــب إلــى تعــداد كثيــر مــن الصفــات حتــى يثبــت لموصوفــه مــا‬ ‫شــاء مــن مــدح أو ذم‪ ،‬فيجــد فــي إيــراد الــكالم علــى صــورة التشــبيه مــا يغنــي‬ ‫عــن التكــرار وتعــدد األوصــاف‪ ،‬فيكــون للتشــبيه فضيلــة اإليجــاز‪.‬‬ ‫فــإذا شــبهت إنســانا باألســد فــإن الغــرض مــن التشــبيه بــه فــي قــوة القلــب‬ ‫وشــدة البطــش والقــدرة علــى االفتــراس‪ ،‬وأنــه ال يعــرف الخــوف‪ ،‬وغيــر تلــك‬ ‫الصفــات‪.‬‬ ‫السـ َـم ِاء فَا ْختـَلَـ َ‬ ‫ط‬ ‫الدنـيــا َكمـ ٍ‬ ‫ـاء أَنـَْزلْنَــاهُ ِمـ َـن َّ‬ ‫ضـ ِرب لَهــم مثَــل ال ِ‬ ‫ْحيَــاة ُّ َْ َ‬ ‫﴿وا ْ ْ ُ ْ َ َ َ‬ ‫ومثــل ذلــك‪َ :‬‬ ‫ض فَأَصبـ ِ‬ ‫بِـ ِـه نـَبَـ ُ‬ ‫ـاح﴾ الكهــف (‪.)45‬‬ ‫الريَـ ُ‬ ‫ـيما تَـ ْذ ُروهُ ِّ‬ ‫ـات ْال َْر ِ ْ َ َ‬ ‫ـح َهشـ ً‬ ‫فقــد اشــتملت هــذه اآليــة علــى أنــواع مــن تشــبيهات أشــياء بأشــياء فــي معــان‬ ‫وأوصــاف بحيــث لــو فصلــت الحتاجــت إلــى شــرح كبيــر‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪ -4‬تحقيق األثر النفسي المقصود‪:‬‬ ‫للتشــبيه مراتــب مــن حيــث الجــودة‪ ،‬واألصــل فــي التشــبيه أن يثيــر فــي النفــس‬ ‫تأثيــرا إيجابيــا يبعــث علــى االنشــراح‪ ،‬ولكــن األديــب إن لــم يحســن التشــبيه فــإن‬ ‫ذلــك يؤثــر تأثيــرا ســلبيا ويبعــث علــى االنقبــاض‪ ،‬وقــد يكتفــى بتقريــر الشــبه‬ ‫الظاهــري بيــن طرفيــه ‪ ،‬وهــذا النــوع األخيــر ال يؤثــر فــي النفــس‪.‬‬ ‫فأعلــى الوجــوه مــا روعــي فيــه الجــو النفســي وكان مالئمــا لمقتضــى الحــال‪،‬‬ ‫ومــن أمثلتــه قــول مجنــون ليلــى ‪:‬‬ ‫اح‬ ‫ِ‬ ‫َكأ َّ‬ ‫بليلى العامريّة أو يُر ُ‬ ‫قيل يُغدى‬ ‫ْب ليلةَ َ‬ ‫َن ال َقل َ‬ ‫الجناح‬ ‫ُ‬ ‫جاذبُهُ وق ْد َعلِ َق‬ ‫تُ ِ‬ ‫عزها َش َر ٌك فباتت‬ ‫قَطاةٌ ّ‬ ‫فإنــه تشــبيه مؤثــر يثيــر لــدى المتلقــي إحساســا صادقــا وانشــراحا بمــا انتــاب‬ ‫الشــاعر مــن مشــاعر جياشــة صادقــة عبــر عنهــا مــن خــال التشــبيه‪.‬‬ ‫وأوســط الوجــوه مــا كان يقــف عنــد مجــرد تقريــر الشــبه الظاهــري؛ ولذلــك‬ ‫فــا وجــود ألثــر نفســي يريــد المتكلــم نقلــه إلــى المتلقــي‪ ،‬ومــن مثــل تشــبيه‬ ‫الشــيء القاســي بالحديــد والشــيء األســود بالفحــم أو الليــل أو غيــر ذلــك‪ ،‬ومــن‬ ‫مثــل قولنــا‪:‬‬ ‫الزرافة مثل الجمل دون سنام‪.‬‬ ‫وأمــا التشــبيه الضعيــف أو الــرديء فهــو مــا يحــدث أثــرا ســلبيا فــي نفــس المتلقــي‬ ‫ممــا ال يتفــق مــع مراعــاة مقتضــى الحــال‪ ،‬ومــن ذلــك قــول الشــاعر يصــف‬ ‫مصلوبــا ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الرحيل إلى تودي ِع مر ِ‬ ‫تحل‬ ‫ِ‬ ‫يوم‬ ‫َ‬ ‫َكأَنَّهُ عاش ٌق قَ ْد َم َّد َ‬ ‫صفحتَهُ‬ ‫ِ‬ ‫الكسل‬ ‫مواصل لتمطِّ ِيه من‬ ‫ٌ‬ ‫أو قائِ ٌم ِم ْن ٍ‬ ‫نعاس فيه لوثتُهُ‬ ‫‪25‬‬ ‫فــإن تشــبيه المصلــوب بالعاشــق أو بالــذي ينهــض مــن نومــه يتمطــى صــورة‬ ‫تبعــث علــى النفــور وعــدم استســاغة هــذا التشــبيه‪.‬‬ ‫ تدريبات على التشبيه‪:‬‬ ‫بَي ّْن جمال التشبيه في األمثلة اآلتية‪:‬‬ ‫في ٍ‬ ‫سواد قد تثنَّى‬ ‫مثل حظي‬ ‫ِ‬ ‫أ‪ -‬لك َش ْع ٌر ُ‬ ‫َن نجومه أجفا ُن ٍ‬ ‫باك كأ َّ‬ ‫مستهام‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ص ٌّ‬ ‫الليل َ‬ ‫َن َ‬ ‫ب‪ -‬كأ َّ َ ُ‬ ‫جـ ‪-‬الرسول صلى اهلل عليه وسلم نور البشرية‪.‬‬ ‫د‪ -‬أنت جبل في الثبات أمام الشدائد‪.‬‬ ‫هـ ‪-‬الناس كأسنان المشط‪.‬‬ ‫خيال سا ِر‬ ‫نوم والمنيةُ يقظةٌ والمرءُ بينهما ٌ‬ ‫العيش ُ‬‫ٌ‬ ‫و‪-‬‬ ‫نَ ْس ُجهُ ِم ْن َع ْن َكبُوت‬ ‫الدنيا ٍ‬ ‫كبيت‬ ‫ز‪ -‬إنَّما ُّ‬ ‫كالجبال﴾ هود (‪.)42‬‬ ‫حـ‪ ﴿ -‬وهي تَ ْجري بهم في مو ٍج ِ‬ ‫َْ‬ ‫إقامة‬ ‫ليس لَهُ َ‬ ‫كالطيف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الضيف أو‬ ‫ط‪ -‬العُ ْم ُر ِمثْ ُل‬ ‫‪26‬‬ ‫‪ -2‬االستعارة‪:‬‬ ‫هي تشبيه ُح ِذف أحد ركنيه واألداة ووجه الشبه ‪ ،‬وهي نوعان‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬االستعارة التصريحية‪:‬‬ ‫وهي ما حذف منه المشبه‪ ،‬واقتصر فيه على ذكر المشبه به‪.‬ومثال ذلك‪:‬‬ ‫ك لِتُ ْخرِج النَّاس ِمن الظُّلُم ِ‬ ‫ات إِلَى النُّوِر﴾ إبراهيم(‪.)1‬‬ ‫اب أَنـَْزلْنَاهُ إِلَْي َ‬ ‫ِ‬ ‫﴿كتَ ٌ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ففــي هــذه اآليــة اســتعارتان فــي لفظــي « الظلمــات» و «النــور»؛ ألن المــراد‬ ‫الحقيقــي هــو‪ :‬الضــال والهــدى‪ ،‬ولكننــا حذفنــا المشــبه وصرحنــا بالمشــبه بــه‬ ‫فســميت اســتعارة تصريحيــة‪.‬‬ ‫‪« -‬طلع البدر علينا من ثنيات الوداع»‪.‬‬ ‫شــبه الرســول صلــى هللا عليــه وســلم بالبــدر بجامــع الهدايــة واإلشــراق والجمــال‪،‬‬ ‫وحــذف المشــبه وصــرح بالمشــبه به‪.‬‬ ‫ب‌‪-‬االستعارة المكنية‪:‬‬ ‫وهي ما حذف منه المشبه به واقتصر على ذكر المشبه‪.‬مثال ذلك‪:‬‬ ‫ب﴾األعراف (‪.)154‬‬ ‫ضُ‬‫وسى الْغَ َ‬ ‫ت َع ْن ُم َ‬ ‫﴿ولَ َّما َس َك َ‬ ‫َ‬ ‫حيــث شــبه الغضــب بإنســان غاضــب ثــم هــدأ فجــأة‪ ،‬وحــذف المشــبه بــه وهــو‬ ‫اإلنســان الغاضــب‪ ،‬وأبقــى صفــة مــن صفاتــه وهــي «الســكوت»‪.‬‬ ‫‪« -‬حدثني التاريخ عن أمجاد أمتي»‬ ‫فالتاريــخ ال يتكلــم ‪ ،‬وإنمــا اإلنســان هــو الــذي يتكلــم وهــو المشــبه بــه ‪ ،‬وقــد‬ ‫حــذف وأبقــى صفــة مــن صفاتــه‪ ،‬وهــي «التحــدث»‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ تدريبات على االستعارة‬ ‫‪ -1‬حدد موطن االستعارة ‪ ،‬ثم بين نوعها فيما يأتي ‪:‬‬ ‫أ‪ ﴿ -‬أنـَْزلْنا إلي ُكم نُوراً ﴾ النساء (‪.)174‬‬ ‫الذ ِّل ِم َن َّ‬ ‫الر ْح َم ِة﴾ اإلسراء (‪.)24‬‬ ‫اح ُّ‬ ‫ب‪﴿ -‬وا ْخ ِف ْ‬ ‫ض ُله َما َجنَ َ‬ ‫جـ ‪ -‬عانق النوم أرواح البشر ‪.‬‬ ‫د‪ -‬عند الوداع انهمر المطر من العيون ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫صموا بِح ْب ِل ِ‬ ‫اهلل َج ِميعاً﴾ آل عمران (‪.)103‬‬ ‫هـ ‪﴿ -‬وا ْعتَ ُ َ‬ ‫باح‬ ‫بالص ِ‬ ‫ِ‬ ‫رق إلينا مبشراً َّ‬ ‫يضحك في َّ‬ ‫الشـ‬ ‫والفجر‬ ‫فسم ْونا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫و‪َ -‬‬ ‫ز‪ -‬رأيت زهرة تحمل أمها ‪.‬‬ ‫وم ٌ‬ ‫حال أ ْن ينتهي اللَيمو ُن‬ ‫ُ‬ ‫ب ِطفالً‬ ‫ٍ ِ‬ ‫حـ ‪ُ -‬ك ُّل لَيمونة َستـُْنج ُ‬ ‫‪ -2‬صل بين الصورة ونوعها فيما يأتي ‪:‬‬ ‫(استعارة مكنية )‬ ‫انقض األسد على األعداء‬ ‫(استعارة تصريحية)‬ ‫انقض الجندي أسدا على أعدائه‬ ‫(تشبيه)‬ ‫زأر الجندي في وجه األعداء‬ ‫‪28‬‬ ‫‪ -3‬الكناية ‪:‬‬ ‫لفــظ أُريــد بــه الزم معنــاه مــع جــواز إرادة المعنــى األصلــي‪ ،‬أي هــو لفــظ‬ ‫يطلــق ال يريــد بــه المتكلــم معنــاه المباشــر ‪ ،‬وإنمــا يريــد مــا يترتــب علــى هــذا‬ ‫المعنــى وينشــأ عنــه ويالزمــه‪.‬‬ ‫فإن أردت التعبير عن صفة الندم عند شخص ما عن طريق الكناية ‪ ،‬قلت‪:‬‬ ‫الرجل كفيه على ما َّ‬ ‫قدم من أعمال»‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫«قـَل َ‬ ‫وهــذا دليــل ملمــوس علــى نــدم الرجــل‪ ،‬وهــو تقليــب كفيــه‪ ،‬أليســت هــذه هيئــة‬ ‫النــادم ؟ أتــرى أنــه لــو قــال‪« :‬نــدم الرجــل» أحــدث مــن التأثيــر قولــه‪« :‬يقلــب‬ ‫كفيــه»؟‪.‬‬ ‫والفــرق بيــن االســتعارة والكنايــة أن الكنايــة ال يمتنــع معهــا إرادة المعنــى‬ ‫األصلــي‪ ،‬أي‪ :‬أنــه يقلــب كفيــه فعــا‪ ،‬وليــس ذلــك مــن خصائــص االســتعارة‪.‬‬ ‫وتأتــي بالغــة الكنايــة مــن قدرتهــا علــى إقنــاع الســامع وإعمــال ذهنــه‪ ،‬فهــي‬ ‫ال تأتــي بالمعنــى مباشــرا‪ ،‬بــل تأتــي بــه مصحوبــا بالدليــل‪ ،‬كمــا أنهــا تضــع‬ ‫المعانــي فــي صــورة واضحــة ملموســة‪ ،‬وتُ ِ‬ ‫كســب التعبيــر قــوة وطرافــة وجمــاال‪.‬‬ ‫ أنواع الكناية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الكنايــة عــن صفــة ‪ :‬وهــي أن تذكــر الموصــوف وتنســب له صفــة‪ ،‬وال تقصد‬ ‫هــذه الصفــة‪ ،‬وإنمــا تقصــد الزمهــا‪ ،‬كقولنــا‪« :‬زيــد كثيــر األضيــاف»‪.‬فالصفــة‬ ‫هــي كثــرة األضيــاف نُســبت لزيــد‪ ،‬وهــي غيــر مقصــودة‪ ،‬وإنمــا المقصــود الزم‬ ‫معناهــا‪ ،‬وهــو الكرم‪.‬‬ ‫‪29‬‬ ‫وهذه بعض الكنايات عن صفة‪:‬‬ ‫ض الظَّالِ ُم َعلَ ٰى يَ َديْ ِه﴾ الفرقان (‪ : )27‬كناية عن الندم ‪.‬‬ ‫﴿ويـَْوَم يـََع ُّ‬ ‫َ‬ ‫«فالن يشار إليه بالبنان» ‪ :‬كناية عن الشهرة‪.‬‬ ‫« فالن يمشي على بيض» ‪ :‬كناية عن البطء‪.‬‬ ‫‪-2‬الكناية عن الموصوف ‪ :‬وهي أن تذكر الصفة‪ ،‬وال تذكر الموصوف ‪.‬‬ ‫ومن ذلك قول الشاعر ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الكتمان‬ ‫مشغوفةً بمواط ِن‬ ‫يوم الوغى‬ ‫أرماحهم َ‬ ‫وم ترى َ‬ ‫قَ ٌ‬ ‫والكنايــة فــي «موطــن الكتمــان»‪ ،‬ويقصــد بهــا‪ :‬القلــب‪ ،‬ومواطــن الكتمــان هــي‬ ‫صفــة لــه‪.‬‬ ‫وهذه بعض الكنايات عن موصوف‪:‬‬ ‫«أحب من اللغات لغة الضاد»‪ :‬كناية عن اللغة العربية‪.‬‬ ‫«رفقا بالقوارير»‪ :‬كناية عن النساء‪.‬‬ ‫«هادم اللذات»‪ :‬كناية عن الموت‪.‬‬ ‫‪-3‬الكنايــة عــن نســبة ‪ :‬وهــي أن تذكــر الصفــة والموصــوف‪ ،‬ولكنــك ال تنســب‬ ‫الصفــة إلــى صاحبهــا مباشــرة‪ ،‬بــل إلــى شــيء لــه تعلــق بصاحبهــا‪ ،‬فنقــول مثال‪:‬‬ ‫«الكــرم بيــن أثوابــه» كنايــة عــن الكــرم‪ ،‬وذلــك بنســبته إلــى ثيابــه‪ ،‬وهــذا يعنــي‬ ‫بالضــرورة ثبوتهــا للممــدوح‪.‬‬ ‫وهذه بعض الكنايات عن نسبة ‪:‬‬ ‫الذكاء ملء عينيه‪.‬‬ ‫المجد بين برديه‪.‬‬ ‫والمج ُد يَ ْمشي في ِركابِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫من يـَْتبَ ُع ظلَّهُ‬ ‫اليُ ُ‬ ‫‪30‬‬ ‫ تدريبات على الكناية‬ ‫ضع كال مما يأتي أمام ما يناسبه من كناية ‪:‬‬ ‫‪-1‬كناية عن صفة (طول العنق) ‪.‬‬ ‫‪-2‬كناية عن نسبة (الكرم)‪.‬‬ ‫‪ -3‬كناية عن موصوف (السفينة) ‪.‬‬ ‫‪-4‬كناية عن صفة (الهروب)‪.‬‬ ‫‪ -5‬كناية عن موصوف (القلب)‪.‬‬ ‫‪-6‬كناية عن صفة (الرفاهية)‪.‬‬ ‫‪-7‬كناية عن صفة (السرعة)‪.‬‬ ‫أ‪ -‬فالن أطلق رجله للريح‪.‬‬ ‫ُه َما ال َواهي الذي ثَ ِك َل ال َّ‬ ‫شبَابَا‬ ‫الضلُ ِ‬ ‫وع َد ٌم ولَ ْح ٌم‬ ‫ُّ‬ ‫ب‪ -‬ولي بينَ‬ ‫جـ ‪ -‬بعيدة مهوى القرط‪(.‬للمرأة الحسناء)‪.‬‬ ‫د‪ -‬انطلقت الخيل تسابق الرياح‪.‬‬ ‫هـ‪َ -‬خيّ َم ال َك َر ُم بباب إبراهيم‪.‬‬ ‫سر﴾ القمر (‪.)13‬‬ ‫و‪﴿ -‬وحملْنَاهُ َعلَى َذ ِ‬ ‫ْواح َو ُد ُ‬ ‫ات أل ٍ‬ ‫ََ‬ ‫ز – فالنة نؤوم الضحى‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ثالثا‪ :‬علم البديع‬ ‫تعريفــه‪ :‬هــو علــم يعــرف بــه وجــوه تحســين الــكالم‪ ،‬بعــد رعايــة المطابقــة‬ ‫لمقتضــى الحــال ووضــوح الداللــة‪.‬‬ ‫وسنقف عند أهم مباحث هذا العلم لنبي ُِّن أثره في تحقيق بالغة الكالم ‪.‬‬ ‫تنقسم ألوان المحسنات البديعية إلى قسمين ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬المحســنات اللفظيــة‪ :‬والتــي يرجــع التحســين فيهــا إلــى اللفــظ أوال‪ ،‬ثــم يتبعــه‬ ‫المعنــى‪ ،‬ويميــز ذلــك أنــك لــو غيــرت المحســن بمــا يرادفــه لتغيــر الحســن الــذي‬ ‫ـاع ٍة﴾‬ ‫ـاعةُ يـُْق ِسـ ُـم ال ُْم ْج ِرُمــو َن َمــا لَبِثُــوا غَيْـ َـر َسـ َ‬ ‫السـ َ‬ ‫ـوم َّ‬ ‫﴿وي ـَ ْـوَم تـَُقـ ُ‬ ‫فيــه‪ ،‬مثــال ذلــك‪َ :‬‬ ‫الــروم (‪.)55‬ففيهــا جنــاس تــام‪ ،‬وهــو محســن لفظــي بيــن ســاعة والســاعة‪ ،‬فــإذا‬ ‫غيرتهــا بمرادفهــا‪ ،‬وقلــت‪« :‬يــوم تقــوم القيامــة» لــزال الحســن الــذي كان بفضــل‬ ‫الجنــاس‪.‬‬ ‫والقيمة الفنية للمحسنات اللفظية‪ :‬هي التأثير وإكساب النص نغمة مؤثرة ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬المحســنات المعنويــة‪ :‬وهــي التــي يرجــع الحســن فيهــا للمعنــى أوال‪ ،‬ثــم‬ ‫يتبعــه اللفــظ ثانيــا‪ ،‬ويميــز هــذا عــن النــوع األول أنــك لــو غيــرت المحســن‬ ‫بمرادفــه ال يتغيــر وبقــي كمــا كان‪.‬‬ ‫مثــال ذلــك‪« :‬األمــر أضحكنــي وأبكانــي» ‪ ،‬ففيهــا طبــاق ‪ -‬وهــو مح ِّســن معنــوي‪-‬‬ ‫وعالمــة كونــه معنويــا ال يتغيــر إذا قلــت‪« :‬أســر وأحــزن» لبقــي المعنــى علــى‬ ‫جماله‪.‬‬ ‫وتتمثــل القيمــة الفنيــة للمحســنات المعنويــة فــي توضيــح المعنــى وتقويتــه والتأثير‬ ‫فــي اآلخرين‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫من المحسنات اللفظية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الســجع‪ :‬وهــو اتفــاق نهايــة جملتيــن أو أكثــر فــي الحــرف األخيــر مــن الــكالم‬ ‫المنثــور‪ ،‬وهــو كالقافيــة فــي الشــعر‪ ،‬وأحســنه مــا تســاوت فقراته‪.‬‬ ‫ومثال ذلك قول النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪:-‬‬ ‫«الَّله َّم أَ ْع ِط م ْن ِفقا َخلَفاً‪ِ ،‬‬ ‫وأعط ُم ْم ِسكاً تـَلَفاً»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ومن أمثلته ‪ :‬من َج َّد َو َج ْد ومن زرع حصد‪.‬‬ ‫المعالي عروس مهرها بذل النفوس‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الجناس ‪ :‬وهو اتفاق كلمتين في اللفظ واختالفهما في المعنى‪.‬‬ ‫قال الشاعر‪:‬‬ ‫وكنَّا نقوتُ فها نحنُ قوت‬ ‫فصرنا ِعظاما‬ ‫ْ‬ ‫وكنَّا ِعظاما ً‬ ‫فكلمــة «عظامــا» األولــى اتفقــت فــي اللفــظ مــع كلمــة «عظامــا» الثانيــة‪ ،‬ولكنهــا‬ ‫اختلفــت معهــا فــي المعنــى‪ ،‬فاألولــى تعنــي أننــا كنــا عظمــاء فــي الحيــاة الدنيــا‪،‬‬ ‫والثانيــة تعنــي أننــا أصبحنــا بعــد المــوت عظامــا باليــة ‪.‬‬ ‫وســر جمــال الجنــاس أن الكلمــة الثانيــة تــرد وظاهرهــا تكــرار الكلمــة األولــى‪،‬‬ ‫فــإذا تأملــت فــي معناهــا عرفــت أنهــا كلمــة جديــدة‪ ،‬فكأنــك حصلــت علــى كســب‬ ‫لــم تكــن تتوقعــه‪.‬‬ ‫ أنواع الجناس‪:‬‬ ‫‪-1‬الجنــاس التــام‪ :‬ويتطابــق فيــه اللفظــان تمامــا ويختلفــان فــي المعنــى‪ ،‬كمــا فــي‬ ‫المثــال الســابق ‪ ،‬ومــن أمثلتــه‪:‬‬ ‫دا ِرهم ما دمت في دا ِرهم‬ ‫أرضهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أرضهم ما دمت في‬ ‫ِ‬ ‫‪33‬‬ ‫‪-2‬الجناس الناقص‪ :‬ويختلف اللفظان فيما بينهما بـ‪:‬‬ ‫‪-‬عدد الحروف‪ :‬دوام الحال من المحال‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫سبُو َن أَنـَُّه ْم يُ ْحسنُو َن ُ‬ ‫صنـًْعا ﴾ الكهف (‪.)104‬‬ ‫﴿و ُه ْم يَ ْح َ‬ ‫‪-‬تغيير نوع الحروف‪َ :‬‬ ‫‪-‬ترتيب الحروف‪ :‬رحم هللا امرأ أمسك ما بين فكيه‪ ،‬وأطلق ما بين كفيه‪.‬‬ ‫‪-‬ضبط الحروف‪ :‬أنت جميل الخَلق وال ُخلق‪.‬‬ ‫من المحسنات المعنوية‪:‬‬ ‫أ‪-‬الطبــاق‪ :‬هــو الجمــع بيــن كلمتيــن متقابلتيــن أو متضادتيــن فــي المعنــى‪ ،‬وهــو‬ ‫يضفــي علــى الــكالم حســنا وجمــاال‪ ،‬فالضــد يظهــر حســنه الضــد‪ ،‬وذلــك مــن‬ ‫خــال تداعــي المعانــي المتعاكســة‪ ،‬وتســليط الضــوء علــى المفارقــات‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ومن ذلك قوله تعالى‪﴿ :‬قُ ْل َه ْل يَ ْستَ ِوي ْالَ ْع َم ٰى َوالْبَص ُ‬ ‫ير﴾ الرعد (‪.)16‬‬ ‫وقول ابن زيدون ‪:‬‬ ‫ب لقيانا تجافِينا‬ ‫وناب عن طي ِ‬ ‫َ‬ ‫أض َحى التَّ

Use Quizgecko on...
Browser
Browser