كتاب المنير في أحكام التجويد PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
This textbook provides in-depth information on the rules of Tajweed, a crucial aspect of reciting the Quran. It explores different types of Madad (prolongation of sounds) and explains their application. The book is an essential resource for students and scholars of Islamic studies.
Full Transcript
# **المد: أحكامه وأقسامه** ## **الفصل الثامن** ### **المبحث الأول** - تعريف المد وحروفه والأصل فيه **أولاً : تعريف المد:** - المد لغة: الزيادة، قال تعالى: يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم ﴾ [آل عمران : ١٢٥] أي: يزدكم، ومَدَّ الشيء أي: زاد فيه (۱) . - المد اصطلاحاً: إطالة الصوت بحرف من حروف المد...
# **المد: أحكامه وأقسامه** ## **الفصل الثامن** ### **المبحث الأول** - تعريف المد وحروفه والأصل فيه **أولاً : تعريف المد:** - المد لغة: الزيادة، قال تعالى: يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم ﴾ [آل عمران : ١٢٥] أي: يزدكم، ومَدَّ الشيء أي: زاد فيه (۱) . - المد اصطلاحاً: إطالة الصوت بحرف من حروف المد أو بحرف من حرفي اللين (٢) . - وعكس المد القصر، وهو الأصل، ومعناه في اللغة الحبس، وقَصَرَ الشيء على كذا: لم يجاوزه إلى غيره، وهو ضد الطول (۳) - أما القصر اصطلاحاً، فيعني: إثبات حرف المد دون زيادة (٤). **ثانياً : حروف المد :** - حروف المد ثلاثة هي: 1 - الألف الساكنة بعد فتح (٥) نحو: وقال 2 - الواو الساكنة بعد ضم نحو: يَقُولُ 3 - الياء الساكنة بعد كسر نحو: قيل **ثالثاً : حرفا اللين:** - أما حرفا اللين (۳) فهما الواو والياء الساكنتان بعد فتح ومثالهما وَخَوْفٌ الْخَيْرُ ، والألف توصف بالمد واللين، وهذا الوصف لازم لها لأنها لا تتغير عن سكونها ولا عن فتح ما قبلها نحو قال له بخلاف الواو والياء (٤) فقد تتحركان نحو : اول اوى ولا وبيوت يَدِي وَالْبَغْيِ، وقد يسبقهما ما يخالفهما في الحركة نحو مَوْعِدُ ، عَلَيْهِمْ . **رابعاً : الأصل في المد :** - الأصل في المد ودليله من القرآن الكريم قوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل : ٤] ، ويدل قوله تعالى وَرَتِّلِ على التمهل، والتمهل يقتضي المد (۱). - ومن السنة النبوية: حديث موسى بن يزيد الكندي قال: كان ابن مسعود يُقرىء القرآن رجلاً فقرأ الرجل: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَكِينِ مرسلة(٢)، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها النبي، فقال: كيف أقرأكها يا أبا عبدالرحمن؟ قال: أقرأنيها * إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ فمدها» (۳). - وعَن قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي ﷺ فقال: «كان يمد مداً»، وفي رواية سئل أنس كيف كانت قراءة النبي الله، فقال: «كانت مداً)» (٤). - ومن أقوى الأدلة: أن القراءة بالمد نقلها أئمة القراءة عمّن أقرؤوهم عن الصحابة عن النبي صلى الله ، ونقلت عنهم بالتواتر حتى وصلت إلينا. ## **المبحث الثاني** - أقسام المد **المد قسمان : أصلي وفرعي .** - قال صاحب التحفة (١) : - والمَدُّ أَصْلِيُّ وفَرْعِيُّ لَهُ وسم أوّلاً طبيعياً وَهُو ما لا تَوَقَّفٌ لَهُ عَلى سَبَبْ ولا بدونه الحروف تُجْتَلَبْ ### **القسم الأول** - المد الطبيعي (الأصلي) - هو الذي لا تقوم ذات حرف المد إلا به ، ولا يتوقف على سبب كالهمز أو السكون بل يكفي فيه وجود أحد حروف المد (٢) . نحو : قَالُوا ، تَجِدُوا ، تَجْرِي ، فيها - ومن أسمائه: الطبيعي ، والطبعي ، والذاتي ، والصيغة - وسمي طبيعياً : لأن صاحب الطبع السليم لا ينقصه عن حده ولا يزيد عليه وبتركـه قـــد يُخَلُّ بالمعنى ، ومعنى طبعياً : أي فطرياً لأن الإنسان بفطرته يدرك هذه الإضافة ، وسمّي ذاتياً : لأنَّ ذات المد لا تتحقق إلا في هذه الحروف ، وسمي بالصيغة : لأن صيغة حرف المد أي ذاته متأصل فيه المد ، وسمي أصلياً : لأنه أصل لجميع المدود وسواه من المدود متفرعة عنه (۳) . - ومقدار المد الطبيعي : حركتان - ومن أحسن ما قيل في تقدير الحركة قول ابن الطحان (ت نحو ٥٦٠ هـ): (ووزن الحركة في التحقيق نصف الحرف المتولد عنها (۱) فالحركتان تعادلان المدة الزمنية التي يستغرقها النطق بألف أو واو أو ياء مديات بقراءة معتدلة ، دون تطويل ولا إسراع ويضبط بالمشافهة. #### **فروع المد الطبيعي:** - للمد الطبيعي فرعان 1 - المد الطبيعي الكلمي : وهو ما كان موجوداً في كلمة، وله ثلاث حالات (۲) : - الحالة الأولى: أن يكون حرف المد ثابتاً وصلاً ووقفاً نحو الألف والواو والياء في: أَتُجَادِلُونَنِي فِي، قَالُوا رَبَّنَا ، قَالَا رَبَّنَا له سواء أكان متوسطاً أم متطرفاً، ثابتاً في الرسم أم محذوفاً مثل : هَذَا رَبِّي . - الحالة الثانية: أن يكون حرف المد ثابتاً في الوقف دون الوصل، وذلك في الأحوال التالية: - مد العـوض: هو تعويض التنوين المنصوب والمفتوح ألفاً عند الوقف (۳). - حكمه : وجوب المد مقدار حركتين ، وتندرج فيه الصور التالية (٤) : - أ - أن يكون حرف المد مرسوماً نحو : عَلِيمًا حَكِيمًا. - ب أن يكون حرف المد غير مرسوم نحو : سَوَاء ، نِدَاء . - جـ- أن يكون نون التوكيد الخفيفة التي ترسم تنويناً نحو : وَلَيَكُونَا ، وَلَنَسْفَعَاهُ . - الألفات السبع وهي : أنا حيث وقعت في القرآن الكريم، ولكنَّا [الكهف: ٣٨] و الظُّنُونَا ، والرَّسُولاً والسَّبِيلا [ الأحزاب : ١٠ ، ٦٦ ، ٦٧ ] و سلسلاً [الإنسان : ٤] ، وقَوَارِيرًا ﴾ [الإنسان : ١٥] والمقصود الموضع الأول، أما الموضع الثاني : قَوَارِيرًا ﴾ [الإنسان : ١٦] فلا تثبت فيه الألف المتطرفة وصلاً ولا وقفاً . - المدود التي تحذف حال الوصل - لمنع التقاء الساكنين - لوجود ساكن بعدها في كلمة أخرى وتثبت في الوقف نحو وَقَالَا الْحَمْدُ [النمل: ١٥ ] ، وَمَا فِي الْأَرْضِ ) [طه: ٦] ، اتَّقُوا الله ﴾ [الحشر/ ١٨] - المد المنفصل عند الوقوف على حرف المد فيما يجوز الوقف عليه، نحو بِمَا أُنزِلَ عند الوقوف على بِمَا. - الواو والياء إذا كانتا متطرفتين متحركتين وقبلهما حركة مجانسة مثل : وَهُوَ ، وهي ، يَعْفُوا ، تَبْتَغِيه - الألف في الاسم المقصور المنون تنوين فتح مثل (هدى) ، فتى ، طوى) وأصل هذه الالفاظ أنها مختومة بألف مرسومة بصورة الياء ثم دخل عليها تنوين الفتح فإذا وقفنا عليهـا زال التنوين ووقفنا بالألف (۲). - الحالة الثالثة : أن يكون حرف المد ثابتاً في الوصل دون الوقف ، وذلك في : - مد الصلة نحو بِيَدِهِ ، مَلَكُوتُ ، إِنَّهُ هُوَ وسيأتي الحديث عنه إن شاء الله . أما في حال الوقف على هاء الضمير فتكون الهاء ساكنة ولا مد فيها المد العارض للسكون ، فإنه في حال الوصل مد طبيعي ### **القسم الثاني** - المد الفرعي - تعريفه : هو إطالة الصوت بحرف من حروف المد زيادة على المد الطبيعي، ويتوقف وجوده على سبب من همز أو سكون (٢) وهذا سبب لفظي (۳) ، ويسمى : المد المزيدي زيادة مده عن مقدار المد الطبيعي - وقد تقع الهمزة قبل حرف المد أو بعده في كلمة واحدة أو كلمتين، نحو ءَادَمَ ، السَّمَاءِ ، بِمَا أُنزِلَ إِنَّهُ أَنَا - أما السكون فلا يقع إلا بعد حرف المد أو بعد حرف اللين ، ولا يكون مداً إلا إذا كان السكون بعد حرف المد أو حرف اللين في كلمة واحدة، نحو نَسْتَعِينُ ، خَوْفٌ الصَّاحَةُ ، والم - وقال الجمزوري (٤) : - والآخَرُ الفرعيُّ مَوْقُوفٌ عَلَى سَبَبٍ كَهَمْرٍ أَو سُكُونٍ مُسْجَلا **** ### **النوع الأول : المد المتصل** - هو أن يأتي الهمز بعد حرف المد مباشرة في كلمة واحدة سواء أكان الهمز في وسط الكلمة أم في آخرها . نحو أُوْلَبِكَ ، السَّمَاءِ. - مقدار مده أربع حركات (التوسط) أو خمس حركات (فويق التوسط) وقـفـاً ووصلاً والوجهان معمول بهما، والتوسط هو المشهور والمقدم في الأداء (١) . كما أنه يجوز المد بمرتبة الإشباع وقدرها ست حركات ، إذا كانت الهمزة متطرفة في نهاية الكلمـة ومــوقــوفـاً عليها، نحو يَشَاءُ ، السَّمَاءِ - يقول الإمام ابن الجزري في النشر تتبعت قصر المتصل فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة) (۲) #### **سبب التسمية:** - سمي متصلاً لاتصال حرف المد بالهمزة بعده في كلمة واحدة (۳) #### **حكمه :** - الوجوب ؛ لوجوب مده عند كل القراء زيادة على المد الطبيعي ، مع اختلافهم في مقدار الزيادة ، ولذا يُسمّى المد الواجب المتصل (٤) #### **سبب المد :** - أن الهمزة ثقيلة عند النطق بها لأنها حرف شديد جهري بعيد المخرج ، فزيد في المد قبلها للتمكن من النطق بها على الوجه الصحيح، وقيل: إن حرف المد ضعيف خفي، والهمز قوي صعب ، فزيد في المد تقوية لضعفه وصوناً له من أن يسقط عند الإسراع لخفائه وصعوبة الهمزة (٥) . - قال الجمزوري (٦) : - فَواجِبٌ إِن جَاء هَمْزٌ بَعْدَ مَدٌ فِي كِلْمَةٍ وذا بمُتصلٍ يُعدّ ### **النوع الثاني : المد المنفصل** - هو أن يأتي الهمز بعد حرف المد بشرط انفصالهما، بحيث يكون حرف المد في كلمة والهمز في أول الكلمة الثانية، نحو : بِمَا أُنزِلَ #### **والانفصال نوعان (۱):** - **حقيقي** وهو أن يكون حرف المد ثابتاً في الرسم واللفظ نحو : قُوا أَنفُسَكُمْ - **حكمي** وهو أن يكون حرف المد محذوفاً رسماً ثابتاً لفظاً نحو: يَأَيُّهَا هَأَنتُمْ والمد الأول في هَؤُلَاءِ ، مع ملاحظة أنه لا يجوز الوقف على الجزء الأول منها أي على (يا) أو (هـا) لأنها كلمة واحدة رسماً لا يفصل بعضها عن بعض (۲) #### **مقدار مده :** - أربع حركات (التوسط) أو خمس حركات (فويـق الـتـوسـط) والوجهان صحيحان مقروء بهما إلا أن التوسط هو المقدم في الاداء (۳) وأشار إلى ذلك العلامة السمنودي بقوله (٤) : ...... خمساً وأربعاً وهذا أعدل . #### **سبب التسمية :** - سمي منفصلاً لانفصال حرف المد عن الهمزة ، فكل منهما في كلمة منفصلة، ويسمى أيضاً : مد البسط لأنه يبسط بين الكلمتين بساطاً فيفصل به بينهما (٥) ، ويسمى كذلك مد حرف بحرف، أو كلمة بكلمة (٦) #### **حكمه :** - الجواز لجواز قصره عند بعض القراء ، ولذا يُسمَّى : المد الجائز المنفصل، مع العلم أنه لا يجوز قصره لحفص عن عاصم من طريق الشاطبية ، فمده من هذا الطريق واجب (۷) أي كالمد في المتصل : أربع حركات أو خمس حركات . وتسميته بالجائز لأنه يُقرأ بالقصر من غير هذا الطريق (۸) ### **النوع الثالث : مد البدل** - هو أن يتقدم الهمز على حرف المد في كلمة وليس بعد حرف المد همز ولا سكون، וيكون בו حرف المد מְבָּדַל من همزة (۳) ، نحو : ءَادَمَ ، إِيمَانَا ، أُوتُوا قال الجمزوري (٤) : - أو قُدِّمَ الهمز على المد وذا بَدَلْ كَآمَنُوا وإيماناً خُذَا - وقد خرج بهذا القيد - ليس بعده همز ولا سكون - المدود التالية وإن وقع فيها همزة قبل حرف المد المتصل نحو : برء والله المنفصل نحو : السُّوَأَى أَنه ، اللازم نحو : ாமין, عارב לסכון נהור: וכְסִין , הַאַלֶף , #### **حكمه :** - الجواز لجواز مده عند بعض القراء (۲) #### **الشبيه بالبدل :** - هو أن يتقدم الهمز على حرف المد في كلمة ، ولا يكون فيها حرف المد مبدلاً عن همزة (۳)، ويسمى مد بدل تجوزاً لمجيئه على صورته ، نحو : לִיְאֵאוּסُ [הוד: ٩] הַצצְמָן ﴾ [הַנּור: ٣٩] ، הָבָאוּ [הַבַּקָרָה: ٦١] #### **حالات مد البدل والشبيه به من حيث إثباته أو حذفه وصلاً ووقفاً (٤) :** - **الأولى** : أن يثبت مد البدل وقفاً ووصلاً نحو أَنبِئُونِي [البقرة : ٣١] . - **الثانية** : أن يثبت مد البدل وقفاً لا وصلاً نحو دُعَاء (٥) - **الثالثة** : أن يثبت مد البدل وصلاً لا وقفاً نحو مَنَابِ [الرعد : ٢٩] ، فالمد في الألف حال الوقف يكون مداً عارضاً للسكون لا مد بدل - **الرابعة** : أن يثبت مد البدل عند الابتداء فقط ، وذلك إذا كانت الهمزة الأولى همزة وصل والثانية همزة قطع نحو ائْتُونِي [الأحقاف : ٤] ، אוּםֱטְמְנָה [הַבַּקָרָה: ٢٨٣] حيث تبدل الهمزة الساكنة حال الابتداء حرف مد كما سيأتي في فصل الوقف والابتداء. ### **النوع الرابع: المد اللازم** - هو أن يقع سكون أصلي بعد حرف المد أو بعد حرف اللين في كلمة أو حرف من حروف فواتح السور وصلاً ووقفاً (۱) ، نحو : الضَّالِّينَ هذا في كلمة ، أما في حرف で فنحو : فوق له ، وصله . - - أما إذا كان حرف المد آخر كلمة والسكون الأصلي في كلمة أخرى، فيحذف حرف المد عند وصل الكلمتين وَيُمَدُّ مداً طبيعياً عند الوقف ، وهذا من النوع الذي تقدم الحديث عنه أنه يثبت وقفاً ويحذف وصلاً نحو : وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَالُوا اتَّخَذَ ، وَالْمُقِيمِي الصَّلوة . #### **سبب التسمية :** - سمي لازماً للزوم سببه في حالتي الوصل والوقف ، وقيل سمي لازماً للزوم مده عند كل القراء مدّاً متساوياً بمقدار ست حركات اتفاقاً في الوقف والوصل (۲) إلا في حرف (عين من فاتحتي مريم والشورى فإنه يجوز فيه الإشباع والتوسط، وسيأتي الحديث عن ذلك . وقد أشار ابن الجزري إلى مقدار المد اللازم بقوله (۳) : - فلازم إن جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ مَد سَاكِنُ حَالَيْنِ بِالطُّولِ يُمَدِّ #### **حكمه :** - اللزوم ، والفرق في التسمية بين اللازم والواجب اصطلاحي، وأما باعتبار المعنى اللغوي فلا فرق بينهما، فإنه لا يجوز قصر أحدهما عند أحد من القراء (٤) . - مقدار مده : مقدار المد اللازم بجميع فروعه ست حرکات - #### **فروعه :** - يتفرع إلى فرعين: المد اللازم الكلمي والمد اللازم الحرفي ، ويتفرع كل منهما إلى مثقل ومخفف، قال الجمزوري (٥) : - لِلْمَدِّ أَحكام ثلاثة تدوم وهي الوجوب والجواز واللزوم #### **الفرع الأول : المد اللازم الكلمي ، وهو نوعان :** - **النوع الأول:** المد اللازم الكلمي المثقل : - هو أن يقع بعد حرف المد حرف ساكن سكوناً أصلياً مدغم فيما بعده في كلمة واحدة(١)، نحو : (۲) الضَّالِّينَ ، وَالْحَاقَّةُ ، أَتُحَجُونِي ، ولم يقع مثال للياء في القرآن الكريم (٢) - **سبب التسمية :** سمي كلمياً لوقوع الساكن الأصلي بعد حرف المد في كلمة واحدة ولا يكون في كلمتين كما تقدم الحديث عن ذلك . ومثقلاً : لكون الساكن مدغماً (مشدداً) مما يؤدي إلى ثقل النطق به (۳). - قال الجمزوري (٤) : - فَإِن بِكَلِمَةٍ سُكون اجتمع مع حرفِ مَدٌ فَهُو كِلِمِيٌّ وَقَعْ كِلاهُمَا مُثَقَّلٌ إِنْ أُدغِمَا - - ووجه المد أنه يثقل الجمع في الوصل بين ساكنين وهما حرف المد الساكن، والحرف الساكن بعده، ولذلك زيد في المد(٥) - **النوع الثاني :** المد اللازم الكلمي المخفف - هو أن يقع بعد حرف المد حرف ساكن سكوناً أصلياً غير مدغم (مخفف) في كلمة واحدة (٦) . وذلك في آلن ولم يرد غيرها في القرآن الكريم ، حيث جاءت في موضعين اثنين من سورة يونس في الآيتين (٥١) ، (۹۱) ، ولا يوجد لهذا المد مثال آخر . **** ### **النوع الثاني: المد اللازم الحرفي** - **سبب التسمية :** سمي حرفياً لوقوع الساكن الأصلي بعد حرف المد في حرف من حروف الهجاء الواقعة في فواتح السور . - **وينقسم المد اللازم الحرفي إلى نوعين مثقل و مخفف ، وفيما يلي بيانهما :** #### **النوع الأول: المد اللازم الحرفي المثقل** - هو أن يقع بعد حرف المد حرف ساكن سكوناً أصلياً مدغم فيما بعده ويقع في حرف هجاؤه على ثلاثة أحرف (۱) يتوسطه حرف مد ، وأما الحرف الثالث فسكونه أصلي وهو مدغم فيما بعده. نحو اللام من : الم وتلفظ (ألف لام ميم كل حرف منها هجاؤه على ثلاثة أحرف ، ونحو السين من طسم وتلفظ (طاسين ميم) - وسُمِّي مثقلاً لكون الساكن مدغماً مشدداً يثقل النطق به (۲) - #### **النوع الثاني: المد اللازم الحرفي المخفف** - هو أن يقع بعد حرف المد أو بعد حرف اللين حرف ساكن سكوناً أصلياً غير مدغم فيما بعده (۳) ويشترط في هذا الحرف أن يكون هجاؤه على ثلاثة أحرف يتوسطه حرف مد أو حرف لين ، وثالثه ساكن سكوناً أصلياً نحو : ص ه ، اون که ، دواتر ، و عشق - وسمي مخففاً لكون الساكن الأصلي غير مدغم خالياً من التشديد (٤) #### **تنبيه :** - In the verse, والمَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فاتحة آل عمران، حال وصل الم بما بعدها يتعين فتح الميم (٥) ويجوز في الياء منها وجهان هما : ### **النوع الخامس: المد العارض للسكون** - هو أن يأتي بعد حرف المد حرف متحرك في آخر الكلمة ثم يسكن بسبب الوقف (۳) فيقع سكون عارض لأجل الوقف بعد حرف المد وسيأتي الحديث عن حرف اللين قريباً. - وقد يكون الحرف الساكن الموقوف عليه مهموزاً أو غير مهموز (٤)، نحو: الْمُفْلِحُونَ ، وَ الْعِبَادِ ، وَ الْمُبِينُ ، يَشَاءُ السُّوءَ ، وستى له . - قال الجمزوري (٥) : - وَمِثْلُ ذَا إِن عَرَضَ السُّكُونُ وَقْفاً كَتَعْلَمُونَ نَسْتَعِينُ #### **سبب التسمية :** - سمي بالمد العارض للسكون لعروض سببه في الوقف وهو السكون. - ووجه المد فيه التمكن من الجمع بين الساكنين فكأنه قام مقام تحريك الحرف الأول (٦). #### **أقسامه :** - ينقسم العارض للسكون إلى الأقسام التالية (1) : - **المد العارض للسكون المطلق** والمقصود ما يكون في حال الوصل مداً طبيعياً وفي حال الوقف عارضاً للسكون ، نحو : تَعْلَمُونَ ، مُّؤْمِنِينَ، الْحِسَابُ ويمد جوازاً حركتين أو أربع حركات أو ست حرکات (۲). - **المد المتصل العارض للسكون** نحو السَّمَاءِ ويمد وجوباً أربع حركات أو خمساً، ويمد جوازاً ست حركات - **مد البدل العارض للسكون** نحو مَثَابِ [الرعد : ٣٦] ويمد جوازاً حركتين أو أربع حركات أو ست حركات . - **مد اللين العارض للسكون** نحو خَوْفٌ ، وفيما يلي تفصيل الحديث عنه : ### **مد اللين:** - هو أن يأتي بعد حرف اللين سكون عارض لأجل الوقف (۳) ، ويكون في الواو والياء إذا سكنا وسبقا بالفتح نحو خَوْفُ ، وَيْلٌ ، وشَيْء له ، وسوء #### **سبب التسمية :** - سُمِّيت بحروف اللين لأنها تخرج من الفم في لين من غير كلفة على اللسان بخلاف سائر الحروف (٤) ، وقيل لأن في حرفي اللين شيئاً من المد ، مما يسهل النطق بهما، فالواو والياء في اللين لا يسميان حرفي مد جوفيين بل حرفي لين، ومخرجهما يختلف عن حروف المد التي تخرج من الجوف ، فواو اللين تخرج من الشفتين، وياء اللين تخرج من وسط اللسان، وحرفا اللين أضعف