Arabic Past Paper PDF - Educational Material
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
This document appears to be part of a book or notes on Islamic history, focusing on the life of the Prophet Muhammad. It discusses a series of events or conflicts, referencing specific battles and their historical context.
Full Transcript
حتالف بني يهود دفع عدوان السابعة من خيبر وبني قبيلةالسنة ّ ّ غزوة خيبر متوقعّ غطفان على العدوان الهجرة ((( على املسلمني. عدوا ُن ملك بُصرى على احلارث بن دفع عدوان...
حتالف بني يهود دفع عدوان السابعة من خيبر وبني قبيلةالسنة ّ ّ غزوة خيبر متوقعّ غطفان على العدوان الهجرة ((( على املسلمني. عدوا ُن ملك بُصرى على احلارث بن دفع عدوان األزدي، ّ ُعمير السنة ال ّثامنة من ّ غزوة مؤتة متو ّق ٍع ّبي صلّىّ ن ال مبعوث الهجرة اهلل عليه وسلّم إليه. ((( مما ُع ّد من "غزوات" ّ انل ّ يب انلماذج فليُ َق ْس ُ غريها ّ وىلع هذه ّ ّ ّ ّ ّ هجومية، عدوانية أو حرب صل اهلل عليه وسلم ،اليت ال داللة فيها ىلع ٍ سلب أمواهلم ،أو بدئهم ِ وال يشء فيها من إرهاب اآل ِمنني ،وال من ترك أديانهم ،أو إراغمهم ىلع ادلخول يف بقتال يُكرهون به ىلع ِ ٍ اإلسالمِ ! ّ ً ُ ّ ّ دروسا جتل حقائق يكتزن العطرة إن هذا املبحث من السرية ِ وأخالقي ٍة عديدةٍ يطول ّ بتتبعها ّ ّ إيماني ٍة َ جوانب ّ املحمديّ ِة يف ّ الرسالة ُ املقام ،لكن ُ يسعنا أن نقف ىلع نماذج ثالث ٍة منها من حيث أحداثها بسط القول وما يتشتمل عليه من نفيس املعاين ولطيف العرب ،فليُ َ انلحو اآليت:فيها ىلع ّ السيرة النّبو ّية.616 ، ((( -ابن هشامّ ، ((( -الواقدي ،املغازي.2/755 ، 240 مرسد األحداث ّ لما َ عقد ّ انل ّ ّ يب ﷺ عهد اإلخاء واملواطنة الشاملة بني لك أطياف ْ وتآسوا ىلع خري ما يمكن أن يعيش املجتمع باملدينة ،تعايش أهلها ّ ًّ ًّ ًّ ّ واجتماعيا؛ إذ اتضحت فيه وقانونيا دستوريا دل منظ ٍم عليه أهل ب ٍ واحلر ّيات املرشوعة ،فلم ّ احلقوق ِ ُ ومعالم صورة الواجبات املشرتكة، ّ ّ ُ املدين من داخل بنيته. يعد يشء يهدد املجتمع تتغي باستمرار ،وجد املهاجرون ولما اكنَت متطلّبات العيش ّ ّ ِ أنفسهم يف حاجة إىل ما تركوه خلفهم عقب هجرتهم إىل املدينة من ّ األموال اليت سلبها منهم املك ّيون ،وال يبعد أن يكون قد تناىه إىل ً َّ أن القرشيّني بدؤوا ّ يمولون بها قوافلهم ّ ّ جارية شمال حنو اتل علمهم ّ وأن املهاجرين رغبوا يف استعادتها ّ ً ّ ممن جنوبا حنو ايلمن، الشامِ ،أو هجروهم وحرموهم منها. ّ ًّ ً ّ أن ّ انل ّ ّ َذكر أهل ّ جتارية يب ﷺ اكن قد بلغه أن قافلة السري ّ ّ ُ ّ ّ َّ يرتأسها أبو سفيان قادمة من الشام ،وأنها قد مولت بما خلفه ُ ّ ّ املهاجرون بمكة عند هجرتهم ،فعزم ىلع اعرتاضها لعل اهلل جيعل فيها ً ((( عوضا عن بعض ما ُسلب من أموال املهاجرين. ((( -السهيلي ،الروض األنف.60/5 ، 241 َّ الع َد ِد؛ إذ لم يكن يتوق ُع فخرج ﷺ يف غري وفرة من َ العدد أو ُ ٍ ّ أن ينتيه خروجه بمواجهة مسلحة! السعة ً َ فأرسل ىلع جناح ّ ُ خروج ّ انل ّ َ َ بريدا يب ﷺ بلغ أبا سفيان إىل قريش ،يستنهضهم يلخرجوا إيله ،فيَحموا جتارتهم. نزل املبعوث إىل قريش بمكة فأبلغهم اخلرب ،فعزموا ىلع االستجابة الستنجاده! َ سفيان أن ّ ّ يغي طريق قافلته ،فاكن ذلك سببًا يف ثم بدا أليب َ حمم ًدا صىل اهلل عليهم وسلم وصحبَه ،فأرسل إىل قريش عدم مالقاته ّ َّ َ يطمئنهم بسالمة قافلتهم ،ويشري عليهم أن يق ّروا بمكة فال خيرجوا؛ َ ((( ٌ َ إذ لم ُ يشء يقتيض منهم ذلك. هناك يعد َ َ َ أدرك ّ انل ّ يب ﷺ جناة قافلة أيب سفيان اعد مع من اكنوا معه ملا إىل املدين ِة. عمرو َ ّ أن أبا جهل َ تذكر ّ بن هشامٍ اكن قد ثارت يف ٍ الروايات حممد ﷺ ومن خرج احلمي ُة فأىب لقريش إ َّل اخلروج لقتال ّ ّ نفسه ِ َ ّ ّ اعبئني بتلك احتفايل ٍة ،غري فتجهز القوم للخروج يف طقوس معه، ((( -ابــن عبــد البــر ،الـ ّـدرر يف اختصــار املغــازي والســير ،حتقيــق شــوقي ضيــف ،دار املعــارف ،القاهــرة ط 1403 ،2هــ، ص .104 242 ٌ ُُ ّ ّ اثلّلة القليل ِة من املسلمني ،يف معرك ٍة أروا أنها حمسومة لصاحلهم ال َ حمالة. ُ ُ وقد ّ الكريم ذلك يف قول اهلل تعاىل﴿ :ولا تكونوا سجل القرآن الناس َو َي ُص ّدون عن سبيل َ ورئاء ّ بط ًراِين َخ َر ُجوا من ديارهم َكالذ َ َ ُ ّ حيط َو إذ َّ واهلل بما يَعملون ُم ٌ ُ زي َن لهم الشيطان أعمالهم وقال اهلل َ الفئتان جار لكم ّ فلما تراءت الناس وإنّي ٌ غالب لكم َ اليوم من ّ َ لا ّ ّ َ َ نكص على عقبيْه وقال إني بريء منكم إني أخاف اهلل واهلل شديد العقاب﴾ (األنفال.)74 : سفيان أن يكونّ ، َ ُ ُ ْ جمرد قريش كما أراد أبو ٍ خروج يعد لم نفريا ًّ صار ًالشام ،ولكن َ ّ َ ّ اعما لوأ ِد العائدة من دوري ٍة حلماية القافلة َ ُ ّ اذلين قبلوه واعتنقوه! بمحضنه اجلديد ،مع حاتِه ِ ادلين اجلديد، ّ َ املكيني واقعة ال حمالة! آنئذ املواجهة مع جيشعلِم ﷺ ٍ وادلين الظروف -اليت تقتيض دوايع الفطرة والعقل ّ ّ يف هذه دفاع عن أنفسهم ووطنهم، ً يب وصحبه الكرام معا -أن حيارب ّ انل ّ ً ُ َ َّ َ َ َ ُ َ َ َّ ِين ُيقاتلون بِأن ُه ْم ُ قول اهلل تعاىل﴿ :أذِن ل ِلذ نزل اإلذن بالقتال يف ِ ّ صرهِم لَ َقد ٌ ِير ُ ُ َ َّ َ َ َ ْ ﴾(احلج.)39 : ظل ِموا وِإن اهلل على ن ِ 243 انلاس ما ال يلزمهم؛ إذ لم تكنيبﷺ باذلي يُلز ُم ّ لم يكن ّ انل ّ ِ َّ ّ ابليعتان اللتان أخذهما من أهل يرثب ِإل حلمايته ومحاية دعوته، ُ َ ّ اخلروج منها وجتاوز ِ ألفاظ وثيقة املدينة ال تشمل حالة ِ ظواهر كما أن حدودها. ذللك استشار عليه الصالة والسالم من اكن معه من أصحابه، ْ ُ فتلكم باسم املهاجرين املقداد بن األسود ،قال" :يا رسول اهلل ام ِض ل ِ َما أمرك اهلل فنحن معك"! ظلﷺ ينظر إىل األنصار (أصحاب األرض) ويقول« :أشريوا يلع أيها ّ انلاس»! َّ ُ فقال هل سعد بن معاذ" :إيَّانا تريد يا رسول اهلل؟ واذلي نفيس ُ بيدهْ ، لو أمرتنا أن نيضها ابلحر ألخضناها ،ولو أمرتنا أن نرضب َ ((( أكبادها إىل بَرك الغماد لفعلنا". َ والس ُ ّ ّ ُ كالم املهاجرين الم بعد سماعه الصالة أيقن عليه َ ّ ّ واألنصار أنهم ف ِقهوا مغزى ابليعتني والوثيق ِة ،وأن ثمرة املواطن ِة ّ ً ّ ويع بأن ٍ عن امجيع صدروا إذ أكلها؛ تؤيت بدأت قد عليها بيةوالت ((( -املقريزي ،إمتاع األسماع.94/1 ، 244 ُ َ ً ادلفاع عنها حدوده ،فحيث َما ُوجد املرء، واجب ُّ ُ يتجاوز للوطن حرمة ِ ُ ُو ِج َد معه حب وطنه ،وصاحبَه واجب ادلفاع عنه والغرية عليه! ّ ُ َ َ ّ عبد اهلل ابن أم مكتوم ً استخلف رسول اهلل ﷺ َ إماما يلصيل ثم سار جبيشه بانلاس يف املدينة ،واستعمل عليها أبا بلابة األنصاريّ ، ّ ً -واكن عدده ثالثمائة وبضعة عرش رجل ،-ولم يكن معهم من ُ َّ َ اخليل ِإل ف َرسان ،وسبعون بعريا ،يعتقب الرجالن واثلالثة ىلع ابلعري الواحد! ّ ُ ّ ((( ببدر. ٍ نزلوا حىت بهم الم والس مىض عليه الصالة السنةويف يللة اجلمعة لسبع عرشة مضت من شهر رمضان ،من ّ يترضعون إىل اهلل ّ عز ّ اثلّانية للهجرة ،بات رسول اهلل ﷺ وصحابته ً ً ّ وجل بادلاعء ،يستنرصونه ويستغيثون به ،واكنت يللة اغئمة أمطرت ْ َ ماء ،فاستبرش ّ انل ّ فيها ّ الس ُ يب ﷺ بذلك؛ وفيه نزل قول اهلل تعاىل﴿ :إِذ اء ل ُِي َط ّه َر ُكمْ الس َما ِء َم ً ُ َ ّ ُ ُ ُّ َ َ َ َ َ ً ْ ُ َ ُ َ ّ ُ َ َ ْ ُ ك ْم م َِن َّ ِ يغ ِشيكم النعاس أمنة مِنه وين ِزل علي ك ْم َو ُي َث ّب َ ُ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ ْ َ َّ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ ُ ت بِهِ ِ ان ول ِيربِط عل ٰى قل ِ وب بِهِ ويذهِب عنكم رِجز الشيط ِ ام﴾(.األنفال.)11 :الأقْ َد َ ((( -سـ ّـميت بذلــك لوقوعهــا قــرب بئــر حفرهــا رجـ ٌـل ِغ َفـ ٌّ ـاري اســمه بــدر ،انظــر :الزبيــري ،نســب قريــش ،حتقيــق :ليفــي بروفنســال ،دار املعــارف ،القاهــرة ،ط ،3.ص .12 245 دارت رىح املعركة منذ اللحظات األوىل لصباح ايلوم ّ السابع عرش من رمضان ،فثبت املسلمون مع رسول اهلل ﷺ يف ساحتها، قووا به إيمانَهم من صادق ّ ادلاعء ،وما معنوياتهم بما ّ ّ وقد ارتفعت الغيث املدرار! ِ رأوه من هطول ّ َ ٌّ بقية ُس ِق َط ثم انتهت املعركة بانتصارهمَّ ، ففرت من القرشيني َ يف أيديهم ،وأقام عليه الصالة والسالم ثالثة أيام يف بدر ،ثم رجع إىل املدينة. ّ البد أن تكون ملوقعة بدر ُ نتائجّ ، وأهم تلك ّ ّ انلتائج ٍ حرب وكلك ٍ يب ﷺ أصحابه القريش ،وقد استشار ّ انل ّ ّ ُ أرس عد ٍد من أفراد اجليش يف أمرهم ،فأشار أبو بكر الصديق ريض اهلل عنه أن يأخذ منهم فدية من املال ،فأخذ ﷺ برأيه. َ بعث أهل مكة يف فداء أرساهمَّ ، فمن رسول اهلل ﷺ ىلع عدد منهم ولم يأخذ فيهم فدية ،فأسلم بعضهم بسبب ذلك. َ فاكن ذلك من عظمة ّ انل ّ قبل أنيب الكريم ﷺ ،كصنيعه حني ِ ُ َ ّ َ الفداء من بعض األرسى تعليم أبناء املجتمع املدين كيف يكون َ ً ّ ّ يكتبون ويقرؤون ،فعلم لك واحد منهم عرشة من أوئلك األبناء. 246 اكن لقصة بدر وانتصار املسلمني فيها ٌ أثر كبري يف تقوية شوكتهم وإكسابهم اهليبة من لك عدو يرتبص بهم يف املدينة و ِمن حوهلا ،بل اكن هلا أثر عظيم يف اتلاريخ ،وذللك سماها اهلل تعاىل بيوم الفرقان ْ ُ ْ ُ ْ َ ْ ُ ْ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ٰ َ ْ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ ان يف قوهل تعاىل﴿ :إِن كنتم آمنتم بِاللِ وما أنزلنا على عبدِنا يوم الفرق ِ َ َ َّ ُ َ ُ ّ َ الل عَل ٰى ك ِل ش ْي ٍء قدِيرٌ﴾(.األنفال.)41 : ان ۗ و َ ْ َ َْ َ َْ ْ َ يوم التقى الجمع ِ ً استعراضا للقدرات بدر عند املسلمني لم تكن موقعة ٍ ً ّ ّ ّ العسكري ِة ،وال ً دفاع عن حرمة بالقوة ،وإنما اكنت أثرا لالغرتار انلفس والوطن ّ وادلين. ّ ٌ قريش من حماولة وأد ّ ادلعوة وقتل محلتها وأمنائها، لم تيأس ً ّ َ فاكنت ألجل ذلك حتاول اغتنام لك فرص ٍة تراها ساحنة. َّ قد َم نفر من زعماء يهود بين ّ َ انلضري مكة يف وألمر أو آلخر ِ ٍ َ ّ السنة اخلامسة يستعدون أهل مكة ىلع ّ انل ّ شوال من ّّ يب ﷺ، ّ عربي ٍة ثم صنعوا مثل ذلك مع قبائلويستدعونهم لقتاهل باملدينةّ ، ُ ً ّ ُ َ َ أخرى ،كغطفان ،فاجتمعت بسبب ذلك جيوش عدةِ قبائل ،ممعة أمرها ىلع مداهمة املدينة وحمارصتها واقتحامها ،فيما ُس ّم "غزوة األحزاب". 247 َ رسول اهلل ﷺ ُ خرب األحزاب وقريش ،ندب املسلمني ملا بلغ وأخربهم اخلرب ،وشاور هم يف األمر :أيمكث باملدينة أم خيرج إيلهم؟ ّ فاتفقوا ىلع ابلقاء يف املدينة واألخذ بمشورة سلمان الفاريس َ اقرتح حفر خندق حول املدينة تلحصينها، ريض اهلل عنه اذلي َ ((( واالحتماء داخلها. شارك الرسول ﷺ الصحابة الكرام يف حفر اخلندق ،وعمل املسلمون يف ذلك جمتهدين ،وقد استغرق العمل يف ذلك ستة أيام. أقبلت األحزاب مع قريش وغريها من القبائل بمجمع يعرف ْ ((( باألسيال ،وخرج رسول اهلل ﷺ واملسلمون حىت نزلوا بظهر َسلع، ً فرضبوا عسكرهم ،ووجد األحزاب اخلندق فاصل بينهم وبني جيش ُ َ املدينة فاحتاروا؛ إذ لم يكن ذلك من خطط احلرب اليت خربوها ُ قبل! َ ذهب زعيم بين انلضري ُحيي بن أخطب يستميل بين قريظة ّ مبدئية، ّ يلنضموا إىل قريش وحلفائها ،فما بلثوا أن وافقوا بعد ممانعة وبتلك املوافقة نقضوا العهد اذلي اكن بينهم وبني رسول اهللﷺ! ((( -املقريزي ،إمتاع األسماع.266/9 ، ((( -احللبي ،إنسان العيون.421/2 ، 248 ّ بالعدو من أمامهم ومن خلفهم، وجد املسلمون َ أنفسهم حماطني ُ ّ واشتد ابلالء عليهم ،وانتابهم اخلوف ىلع مصري نسائهم وأوالدهم. ً أقام رسول اهلل ﷺ بضعا وعرشين يللة ،لم يكن بينه وبني ّ األحزاب حرب إِل الريم بانلبل واحلصا ،ما خال ما اكن من بعض ضيقة منه ،فردهم َ اقتحام اخلندق من جهة ّ الرجال اذلين حاولوا املسلمون ىلع أعقابهم. َ ً َّ لم تنفرج كربة األحزاب ِإل بعد أن ساق اهلل رجال من غطفان، اسمه نعيم بن مسعود بن اعمر األشجيع ،جاء معلنا إسالمه لرسول َ اهلل ﷺ ،فقال :إين قد أسلمت ،وإن قويم لم يعلموا بإساليم ،ف ُم ْرين عنا ماخذ ْل ّ َ ِّ ّ ﷺ: «إنما أنت رجل واحد ،ف ما شئت ،فقال رسول اهلل استطعت ،فإن احلرب خدعة». ((( استطاع نعيم بسياسة ودهاء أن يزعزع ثقة األحزاب فيما بينهم، َ ّ الش َ تلقاء بعض. كوك يف نفوس بعضهم فأثار ذهب إىل بين قريظة فأقنعهم بعدم القتال مع قريش وغطفان حىت يعطوهم رهائن ،ثم مىض إىل قريش وقال هلم :إن يهود قد ندموا ((( -البيهقي ،دالئل النّبوة ،حتقيق عبد املعطي قلعجي ،ط .446-445/3 ،1988 ،1 249 ىلع نقض العهد ،وأنهم سيطلبون منكم رهائن يقومون بدفعها ملحمد ،وذهب إىل غطفان فقال هلم مثل ذلك ،فلما بعثت األحزاب َ وقريش إىل ايلهود ألجل قتال حممد طابلوهم بِ َرهائِ َن ،فاكن الطلب سببًا يف تصديق قريش وغطفان كالم نعيم! َ َّ وبرفض قريش وغطفان طلب يهود صدق هؤالء أيضا قول نعيم ،فتخاذل الفريقان ،ودبَّت فيهم الفرقة ،وخارت عزائمهم. ((( اتل ّ يب ﷺ -مع االستعانة حبيل ِة نُعيمَ - كثري ّ َ اكن ّ انل ّ وجه إىل ٍ وقد تاب ،س َ َ ُ َ ِّ َ ّ يع احلساب، ِ ك ِ ال ل ربه بادلاعء ىلع األحزاب؛ يقول :«امهلل من ْ ((( ِاه ِزمِ األحزاب ،امهلل اهزمهم وزلزهلم». َ قائلني: «امهلل اسرت وكذلك اكن املسلمون يدعون اهلل تعاىل ْ عوراتنا وآمن رواعتنا». ((( َ ّ تؤك ُد تفاصيل غزوة األحزاب طبيعة املعارك اليت اقتضت ً َ والس ُ ّ ُ الة ّ ُ ورة من ّ انل ّ ّ خوضها ،ويه كونها عبارة الم يب عليه الص الض انلفس والوطن ّ وادلين! دفاعي ٍة ،اغيتها محاية ّ ّ عن حروب ((( -التيمي ،سيرة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،ص .113 ((( -متفق عليه من حديث عبد اهلل بن أبي أوفى رضي اهلل عنهما. ((( -الدياربكري ،تاريخ اخلميس .491/1 ، 250 القيم واألخالق ّ َ ّ ُ ّ ُ ّ ّ أهم الم أنكما أكدت هل عليه الصالة والس ُ ّ باملواثيق والعهود ،وأنه مىت نقضت اكن من احلزم ِ ضامن للوفاء ٍ َّ ّ ّ ّ آنئذ ِإل استعمال احلنكة وادلهاء؛ إذ ال يكون اتلمسك باملواثيق ٍ رضبا من ّ السذاجة والغباء! ً كراهية ّ ّ إن تعاقب األحداث ّّ حممد ادلال ِة ىلع حرص قريش ىلع ﷺ وحماربته ّ والسيع يف القضاء عليه ،لم يكن يلثنيه عن مبادئه َ َّ َ يل مكة؛ ذللك عزمﷺ ىلع االعتمار يفوقيمه وعن وفائه لوطنه األص ّ السنة ّ السادسة من اهلجرة ،يف شهر ذي القعدة منه. ّ ُ اكن عليه ّ الصالة ّ والسالم قد أري يف املنام أنه دخل هو وأصحابه املسجد احلرام آمنني حملقني رؤوسهم ومقرصين ال خيافون ،فأخرب املسلمني بذلك ،وخرج اجلمع يوم االثنني غرة ذي القعدة من السنة َ ً وأربعمائ ٍة ،وساقوا األنعام يلنحروها هدايَا عقب املذكورة ،واكنوا ألفا اعتمارهم؛ يلعلم ّ انلاس أنه لم خيرج حماربا وإنما خرج معتمرا. السنة أن يواصل سياسةاكن من مقاصد اعتماره ﷺ يف هذه ّ ّ والسالم ،ولم يكن يرى شيئًا ّ ايلد املمدودة ّ للصلح ّ مما مارسوه ضده ّ ّ ً مسوغ أن يتخل من ماكيد ودسائس وحماوالت القتل واالستئصال 251 ومقص ُد مقاصدها! ِ ُ أساس دعوته عن مبادئه اليت يؤمن بها ،واليت يه ملا وصل الرسول ﷺ ُع ْسفان بلغه أن قريشا وحلفاءها أمجعوا ىلع منعه من دخول مكة ،وبعثت خادل بن الويلد بمائيت فارس ألجل َّ ذلك ،فسلك ﷺ بأصحابه طريقا و ِعرة ،فما اكن من خادل ِإل أن ((( الصالة ّ والسالم. رجع وأخرب قريشا بصنيع حممد عليه ّ َ َّ لم تملك قريش إِل أن تستجوبه ﷺ عن سبب قدومه مكة، ّ فأخرب مبعوثهم أنه لم يأت حماربا وأنه إنما جاء زائرا للبيت ومعتمرا، ُ أرغب منه يف احلرب. وأنه يف ّ الصلح الس ُ فخشوا أن يكون ّ ُ ماح قريش، ٍ رجع املبعوث باخلرب إىل ملحمد بمراده ُس ّب ًة هلم بني العرب ّ يعيون بها؛ قالوا :واهلل ال يدخلها ّ ّ علينا عنوة أبدا ،وال حتدث عنا العرب أبدا!. ّ ّ ثم توالت رسلهم الستطالع حقيقة األمر ومنتىه ما تعلق به شري عليهم إ َّل ّ باتلخلية بينه الرسل ت ُ ُ يب الكريم ،فلم تكن ّ قصد ّ انل ّ ِ وبني ما قصد إيله. بعث عليه ّ الصالة ّ والسالم -بدوره -عثمان بن عفان إىل قريش ((( -الكالعي ،االكتفاء.464/1 ، 252 يلؤكد هلم أنه إنما يريد زيارة بيت اهلل احلرام ،وأنه ال نية هل يف القتال، ُ ِّ ً ُ ّ بما حل ،وعرضوا عليه الطواف بابليت ،لكنه فبلغ عثمان قريشا رفض ورسول اهلل ﷺ ممنوع. َ ُ َ ّ ُ َ حبست قريش عثمان وأشيع أنه قتل ،فاكدت احلرب تنشب بني الفريقني بسبب ذلك. ((( حت انلاس إىل ابليعة ،فأقبلوا عليه يبايعونه ىلع القتال ّ داع ﷺ ّ ََ الرضوان" ،وفيها نزل قوهل تعاىل﴿ :لق ْد َر ِض َي فسميت "بيعة ّ املوتّ ، ِ ُ ُ َ َّ ْ َ َ َُ ُ َ ْ ْ ْ َّ ُ الل َعن ال ُمؤ ِمن َ ج َرة ِ ف َعل َِم َما فِي قلوب ِ ِه ْم ت الش َ ك تح َ ِين إِذ يبايِعون ِ ً َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ ً َ فأنزل السكِينة علي ِهم وأثابهم فتحا ق ِريبا﴾ (الفتح.)18 : سارعت قريش -بعد أن بلغها نبأ ابليعة -ببعث سهيل بن عمرو ألجل عقد الصلح ،وجرى بينه وبني رسول اهلل ﷺ كالم طويل انتىه بعقد الصلح ىلع الرشوط اآلتية: َ أوزارها بني الفريقني عرش سنني. -أن تضع احلرب -أن يرجع الرسول ﷺ يف هذا العام دون دخول مكة ،ويدخلها العام القادم ،فيقيم ثالثة أيام. ((( -السهيلي ،ال ّر ْوض ُ األنُف.64/7 ، 253 ّ -أنه من أحب من قبائل العرب أن يدخل يف عهد حممد دخل فيه ،ومن أحب أن يدخل يف عهد قريش دخل فيه. وقد دخلت خزاعة يف حلف رسول اهللﷺ ،ودخلت بنو بكر يف حلف قريش. ّ ّ -أن من أىت حممدا من قريش هاربا وجب عليه رده عليهم، ً ومن جاء قريشا من أتباع حممد هاربا لم جيب عليهم رده عليه. ونص هذا الصلح ما يأيت" :هذا ما صالح عليه حممد بن عبد ّ انلاس عرشاهلل وسهيل بن عمرو ،اصطلحا ىلع وضع احلرب عن ّ ّ سنني ،يأمن فيهن ّ انلاس ،ويكف بعضهم عن بعض ،ىلع أنه من ويله رده عليه ،ومن أىت قريشا ّ حممدا من قريش بغري إذن ّ ً ممن أىت ً ً ّ ّ مع حممد لم يردوه عليه ،وأن بيننا عيبة مكفوفة ،وأنه ال ِإسالل وال ِإغالل ،وأنه من أحب أن يدخل يف عقد حممد وعهده دخل فيه، ومن أراد أن يدخل يف عقد قريش وعهد قريش وعهدهم دخل فيه...، وأنك ترجع عنا اعمك هذا ،فال تدخل علينا مكة ،وأنه إذا اكن اعم قابل خرجنا عنها فدخلتها بأصحابك ،فأقمت بها ثالثا ،معك سالح الراكب ،السيوف يف القرب ،ال تدخلها بغريها". 254 فبينا رسول اهللﷺ يكتب الكتاب هو وسهيل بن عمرو؛ إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف يف احلديد ،قد انفلت إىل رسول اهلل ﷺ ،وقد اكن أصحاب رسول اهلل ﷺ خرجوا وهم ال يشكون يف الفتح ،لرؤيا رآها رسول اهلل ﷺ ،فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع وما حتمل عليه رسول اهلل ﷺ يف نفسه ،دخل ّ انلاس يف ذلك عليهم أمر عظيم حىت اكدوا يهلكون ،فلما رأى سهيل أبا جندل قام إيله ورضب وجهه وأخذ بتلبيبه ،ثم قال :يا حممد قد حلت القضية بيين وبينك قبل أن يأتيك هذا ،قال« :صدقت» فجعل يبزته بتلبيبه وجيره لريده إىل قريش ،وجعل أبو جندل يرصخ بأىلع صوته: ّ ُ َ ُّ "يا معرش املسلمني ،أرد إىل املرشكني يفتنوين يف ديين" ،فزاد انلاس ذلك إىل ما بهم ،فقال رسول اهللﷺ« :يا أبا جندل اصرب واحتسب، فإن اهلل جاعل لك وملن معك من املستضعفني فرجا وخمرجا ،إنا قد عقدنا بيننا وبني القوم صلحا ،وأعطيناهم ىلع ذلك وأعطونا عهد اهلل ،وإنا ال نغدر بهم». ((( الصلح ّ حت أنكرها يطلعون ىلع رشوط هذا ّلم يكد املسلمون ّ ً اعرتاضا ىلع إبرام ّ انل ّ يب ﷺ هلا وقبوهل بها ،ولكن ملا بعضهم ،ال فيها من رضر وعدم إنصاف! ((( -ابن هشام ،السيرة النبوية.318/2 ، 255 فدخلهم بذلك أمر عظيم ،واكن صدهم عن الطواف بابليت ّ أشد تأثريا يف قلوبهم ،وىلع رأسهم عمر بن اخلطاب ،اذلي سأل رسول َ إنكار واستفهام ،فاكن من مجلة ما قاهل رسول اهلل ٍ أسئلة اهلل ﷺ َّ يومئذ« :واهلل ال يسألونين خطة يعظمون فيها حرمات اهلل إِل ٍ ﷺ ((( أعطيتهم إياها». لقد رأى املسلمون يف رشوط الصلح تنازال ،وأما الرسول فرأى فيها فتحا ونرصا ،وكذلك اكن؛ فقد نزلت عليه وهو يف الطريق سورة ّ َّ َ َ ْ َ َ َ ك َفتْ ًحا ُمب ً ينا﴾ (الفتح )1 :تبش بانلرصِ الفتح اليت أوهلا﴿ :إِنا فتحنا ل املبني. ُ َ بذلك ُ بعد ،كما ّ ّ قرت عيونهم بمحمود ما وقد اطمأنت نفوسهم ّ ترتب عليه من العواقب. الفوائد والعرب اشتمل هذا الفصل من ّ السرية العطرة ىلع مجلة من الفوائد والعرب نُ ّ فصلها فيما يأيت: ((( -ابن حزم ،جوامع السيرة ،ص .208 256 ّ -مقصدية القيم يف اإلسالم. َ والس ُ ّ ُ الة ّ أن ّ انل ّ ّ انتصب يف مقام الم -اذلي يب عليه الص ذلك وجل من عباده -لم تكن ّ ّ ّ حتراكته اهلداي ِة إىل حقيقة مراد اهلل عز ّ ً ً َّ َ وجتسيدا ملا يتسق معها وأفعاهل طيلة حياته ِإل امتثال ملقتىض القيم من أنماط ّ اتلعامل واملخالقة. فهو ﷺ دائم ّ السيع يف سبيل إعالء القيم وترسيخ مقتىض اإليمان بها يف ّ انلفوس ،وذلك بلسان احلال قبل لسان املقال. رأيناه يف هذا الفصل من سريته ﷺ ينشد حتقيق قيمة العدالة ّ فيتمتعوا بما خبروجه إىل بدر؛ إذ لم يكن لقريش أن خيلو هلم ّ اجلو ٍ غصبوا من أموال املهاجرين وأرزاقهم ،فيتاجروا بها ويستفيدوا من ُ يدرك قيمة الوفاء بالعهود، اعئداتها دونهم ،كما رأيناه يف غزوة األحزاب ً ًّ ّ مرة ثاثلة يف صلح وأن نقضها أعظم خيانة ىلع اإلطالق ،كما رأيناه ّ ُ ّ ّ أحب لح إىل من اكن هالكه وفشل دعوته احلديبية يمد يده بالص ِ جاء ًّ دام ّ الر ُ بالشوط املجحفة ما َّ ّ قويا يف إيلهم من لك يشء ،ويقبل َ وينعم ّ ُ َ َ أن َ تعصم ّ انلاس األرحام، وتضع احلرب أوزارها ،وتوصل ادلماء ْ باألمن واالستقرار. 257 ُ تقديره للقيم ،وحرصه ّ شخصيته ﷺ فاكن من جوانب عظمة اتلوافق ّ واتلحالف عليها؛ إذ بها دوام استقرار ىلع تفعيلها ،وسعيه إىل ّ املجتمعات وأمن األوطان. ّ ّ ّ ّ -أن للسلم يف سلم القيم مرتبة عليا ،فهو أسىم من لك القيم ً مجيعا. َ ّ َ ٌ َ ّ حاضن هلا ،ال وجود هلا بدونه ،ومىت اختل اعد أثر ذلك ذلك أنه عليها ّ بانلقض واإلبطال. ّ َ ُ ّ َ ذللك نظرت إيله الشيعة نظرتها إىل لك ّيات املقاصد ،فجعلته ّ ً رشطا تلحققها. َْ ًّ َ يستعمل خمتصا بتعبري لم وذللك ورد األمر به يف القرآن الكريم ُ َ ُّ ََ ّ ُ سواه من تكايلف الشيعة؛ قال تعاىل﴿ :يأيها ا لذِين آمنوا فيما ّ ْ َ َّ ً ْ ُ ُ السِل ِم كافة﴾ (ابلقرة.)208 : ادخلوا فِي ً احتماء به من المؤمنون ّ بادلخول فيه؛ حصن أُمر ُ ٌ فكأن ّ الس َ لم ّ ّ سائر ما من شأنِه أن يكد َر صفو عيشهم من فنت احلروب. ِ ضده وهو احلربً ّ ، ّ األمر َّ ّ َّ معبا عنه بانليه عن ثم أكد هذا 258 ٌ ُ ّ ّ باتباع طريق الشيطان ،اليت ال جيادل أحد يف سوء اعقبتها؛ قال تعاىل: َّ ُ َ ُ ك ْم َع ُد ٌّو ُّمب ٌ َ َ لا تَ َّتب ُعوا ُخ ُط َو ِ َّ ْ َ ين﴾(ابلقرة.)208 : ِ ان إِنه ل ات الشيط ِ ِ ﴿و ادلخول يف ّ يب ﷺ بامتثال أمر ّ وقد جتل ِعظم اعتناء ّ انل ّ ّ السلم يف مواقف عديدةٍ منها موقفه من صلح احلديبية حني أنكر عليه َ بعض ّ الصحابة القبول ببعض رشوطها املجحفة؛ فقال« :واهلل ال َّ ((( يسألونين خطة يعظمون فيها حرمات اهلل إِل أعطيتهم إياها». وذلك من عظيم حنكته ﷺ وعمق تقديره لعواقب األمور؛ وقد صدق من قال: َ َ ِّ ْ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ َ السلم تأخذ مِنها ما ر ِضيت ب ِ ِه َ َْ ُ َ ْ َ ْ َ ْ َ ُ ُ ال ْرب يك ِفيك مِن أه َوال ِها ج َرع و ُ ُ أوسع للمجتمعات من دائرة ّ َ السلم ،ففيها يهنأ العيش يشء فال ويكون لإلنسان ً معن! ً ًّ ً أن ما ّ ّ ابتدائية مقصودا بها حروبا سم بالغزوات لم يكن .3 ُ َ ْ َ انلفوس،وإهالك ّ انتهاك ُح َرم األع َراض واألوطان ،وال إزهاق األروح ُ ُ دفاعي ًة اقتضها ّ ّ ّ الضورة. وإنما اكنت تدابري ((( -ابن حزم ،جوامع السيرة ،ص .164 259 ٌ َّ ّ أمر غزوةٍ إِل وقد سبقها عدوان من أعداء فلم يكن قط من ِ وائر ىلع ّ ادلوام. يرتبصون ّ ادل َ ّ ادلعوة ،اذلين ّ ّ ّ َومجيع تلك الغزوات إنما اكنت ىلع هذه الشالكة من غري استثناء. ّ يؤكد ذلك ما يف آيات القتال من ّ ّ اتلرصيح بكونه إنما ومما اللِ الَّذ َ ِين َّ يل ب ﴿وقَات ِلُوا في َ س لرد العدوان؛ كقول اهلل تعاىلَ : ّ شع ُ ِ ِ ِ ِين﴾ (ابلقرة.)190 : الل لَا ُيحِ ُّ ب ال ْ ُم ْع َتد َ ك ْم َولَا َت ْع َت ُدوا ۚ إ َّن َّ َ َُ ُ َ ُ يقات ِلون ِ ُ صيغة املفاعلة يف قوهل( :وقاتلوا) من ّ ومن اجل ّ ادلاللة يل ما تفيده ّ املتوقع من األعداء ،فذلك ٌ رشط ىلع سبق حصول العدوان الواقع أو قتال! ّ ِّ يف مرشوعي ِة أي حمارب ٍة أو ٍ ّ ّ َ ذلك اكن ُ القتال إنما هو حصول العدوان، ِ مرشوعية مناط وألجل ويل األمر ،اذلي يمثله اآلن رئيس تعينُه بأمر اإلمام ّ ومن رشوطه ّ َّ ّ ادلولة ،فال جيب جهاد وال قتال ِإل بأمره. يب ﷺ يف غزواته هذا املعىن؛ إذ لم يكن وقد علّمنا هدي ّ انل ّ الصالة ّ والسالم، مجايع إ َّل بأمر منه عليه ّ ٍّ ٍّ فردي أو يسمح ّ بأي قتال ُ ِ ّ َ وبعد تقديره ملا يمكن أن يرتتب عليه من مصالح ومفاسد. 260 ّ ّ أهم ّية االستشارة يف مهمات األمور. بلدر ،وعند علمه بمداهمة فقد رأيناه ﷺ يستشري قبل اخلروج ٍ ّ َ ّ احلديبية ،فدل ذلك األحزاب املدينة ،وعند مسريه للعمرة اعم صلح ىلع تواضعه ﷺ ،وىلع حزمه وعزمه ،وحسن تقديره ّ ملهمات األمور. ُ واملشورة من أهم جمايل قيمة األمانة؛ إذ «املستشار مؤتمن» ،فال ُ ّ ُ َّ أمني! ٍ من ل حيسن تطلبها إِ إثقال وال إعنات. ٍ الوفاء بااللزتامات والعهود من غري فاملسلمون عند رشوطهم ،واهلل تعاىل أمر بالوفاء بالعهود فقال: َ َ َ ُ ْ ُ َ آم ُنوا أ ْوفوا بِال ُعقودِ﴾ (املائدة.)1 : ﴿يَأ ُّي َها الذين ُ استيفاء ما فوق مقتىض العهود ،وال وليس من الوفاء يف يشء ٌ ّ َ ُ َ ُ إثقال املعاهدين بما لم ي ّتفق عليه حال عقدها؛ فإن ذلك إعنات بهم ٌ وحتريج عليهم. يب ﷺ يسأل صحابته عن رأيهم قبل أن خيرج ذللك رأينا ّ انل ّ حت ال يكون إخراجهم بمثابة إلزامٍ هلم بما لم يلزتموا به. بلدر؛ ّ ٍ ّ ع َ ِظم ما للعلم من أهم ّي ٍة يف اإلسالم. 261 ُ ً ّ َ ّ العلم فداء لألرسى ،فاكن عليم يتبي ذلك يف قبوهل ﷺ باتل ِ ٌ ً أحد ُّ قط يف تعظيم قدر العلم وتعليمه للحر ّية ،ولم يبلغ ّ ثمنًا عديل هذا املبلغ! ّ َ حممد ﷺ ُ الصنيع من ّ إن هذا ّ جند فيه ما حي ِف ُزنا ىلع اجلديّة يف ٍ ّ َ ُ ّ َ تلتسن َم العدةِ لغ ٍد ،وبه ترتيق األمم ً وأداء ،فهو نعم سبيل العلم َطلبًا َ ُ املجد واحلضارة. ِ ذ َرى ّ َُ ّ أن اإليمان ملتجأ املؤمن حال نزول امللمات به. َ ذلك حسن ّ توجه فإذا دهمته اخلطوب ،احتىم بإيمانه ،وأمارة ً َّ ربه َّ ّ بادلاعء إىل ّ عز وجل؛ تصديقا بوعده إذ قال يف حمكم كتابه: ْ ََْ ْ َ ُ َ َ َ َ ُّ ُ ُ ُ جب لكم﴾ (اغفر.)60 : ﴿وقال ربكم ادعونِي أست ِ ً إل ّ َ ّ َ َ والس ُ ّ ّ ُ ربه ،جاعل الم دائم اللج ِإ الصالة وقد اكن عليه َ َ َ ُ َّ َ وعدته ،وأخ ِل ْق بمن اكن كذلك أن يعيش آمنًا تعويله عليه زاده ً سعيدا! 262