نظرية السلطة PDF
Document Details

Uploaded by FrugalNovaculite5728
Université d'Alger 3
Tags
Summary
يتناول هذا المستند نظرية السلطة في الإعلام والأنظمة السياسية. تشمل الجذور التاريخية للنظرية السلطوية في أوروبا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، والتطورات في الأنظمة الشمولية مثل الفاشية والنازية، وقيودها على حرية التعبير، وانتقاداتها من قبل المفكرين السياسيين والمنظمات الحقوقية.
Full Transcript
نظريات اإلعالم واألنظمة السياسية: تعنى نظريات اإلعالم بوضع الفمسفات واألسس والسياسات اإلعالمية في أي دولة أو مجتمع أو أي مؤسسة إعالمية كانت وخاصة فيما يتعمق بممكية وسائل اإلعالم وحق الناس في حرية التعبير ،وطبيعة النظم السياسية التي تعمل ىذه الوسائل لمتعبير عنيا. وترت...
نظريات اإلعالم واألنظمة السياسية: تعنى نظريات اإلعالم بوضع الفمسفات واألسس والسياسات اإلعالمية في أي دولة أو مجتمع أو أي مؤسسة إعالمية كانت وخاصة فيما يتعمق بممكية وسائل اإلعالم وحق الناس في حرية التعبير ،وطبيعة النظم السياسية التي تعمل ىذه الوسائل لمتعبير عنيا. وترتبط النظريات بالسياسات اإلعالمية في المجتمع ،من حيث مدى التحكم في الوسيمة من الناحية السياسية ،وفرص الرقابة عمييا وعمى المضمون الذي ينشر أو يذاع من خالليا ،فيل تسيطر عمييا الحكومة ،أم ليا مطمق الحرية أم تحددىا بعض القوانين ،وفيما يأتي تمخيص ألىم نظريات اإلعالم: نظرية السلطة: ظيرت ىذه النظرية في انجمت ار في القرن السادس عشر ،وتعتمد عمى نظريات أفالطون ومكيافيمي ،وترى أن الشعب غير جدير بأن يتحمل المسؤولية أو السمطة ،فيي ممك لمحاكم أو السمطة التي يشكميا. النشأة التاريخية: تعود جذور النظرية السمطوية إلى العصور الوسطى في أوروبا ،خاصة في القرنين السادس عشر والسابع عشر ،حيث كانت األنظمة الممكية المطمقة تفرض سيطرتيا عمى جميع جوانب الحياة ،بما في ذلك اإلعالم .في تمك الفترة ،كانت الكنيسة أيضاً تمعب دو اًر ميماً في مراقبة ما ُينشر لضمان توافقو مع العقيدة الدينية. تطور النظرية: مع ظيور الطباعة وانتشار الصحف في أوروبا ،زادت الحاجة إلى فرض رقابة أكثر تنظيماً عمى المعمومات.في القرن العشرين ،وجدت النظرية السمطوية تطبيقاتيا في األنظمة الشمولية مثل الفاشية في إيطاليا ،والنازية في ألمانيا ،والستالينية في االتحاد السوفيتي .في ىذه األنظمة ،لم تقتصر الرقابة عمى منع المعارضة ،بل استخدمت وسائل اإلعالم لنشر الدعاية السياسية وتعزيز األيديولوجيات الرسمية. مبادئ النظرية: 1 تعمل ىذه النظرية عمى الدفاع عن السمطة ،ويتم احتكار تصاريح وسائل اإلعالم، حيث تقوم الحكومة عمى مراقبة ما يتم نشره ،كما يحظر عمى وسائل اإلعالم نقد السمطة الحاكمة والوزراء وموظفي الحكومة ،وعمى الرغم من السماح لمقطاع الخاص عمى إصدار المجالت إال أنو ينبغي أن تظل وسائل اإلعالم خاضعة لمسمطة الحاكمة ،وتمثل تجربة ىتمر و فرانكو تجربة أوروبية معاصرة ،في ظل ىذه النظرية. وقد عبر ىتمر عن رؤيتو األساسية لمصحافة بقولو " :أنه ليس من عمل الصحافة أن تنشر عمى الناس اختالف اآلراء بين أعضاء الحكومة ،لقد تخمصنا من مفهوم الحرية السياسية الذي يذهب إلى القول بأن لكل فرد الحق في أن يقول ما يشاء". ذلك أن ىذه النظرية تعتبر األشخاص كتابعين لمدولة وكأدوات لحق الدولة الطبيعي -إن لم يكن اإلليي ،-في المحافظة عمى األمن وتدعيم وجود الدولة ،وتعتبر الصحافة في مجتمع كيذا أداة لنشر مواقف الدولة لمجميور وإلعالميم الصواب والخطأ حسب تفسير الدولة لممواضيع ،واعطاء البيانات الرسمية الصادرة عن النخبة الحاكمة ،فبعد أن تقرر الدولة أىدافيا فإنيا تستعمل الصحافة كوسيمة لتحقيق ىذه األىداف ،وبيذا تصبح الصحافة وسيمة لموصول إلى غاية وليست وسيمة انتقاد لموسيمة أو الغاية. وبموجب ىذه النظرية وبغض النظر عن نمط الممكية اإلعالمية ،سواء كانت ممكية عامة أو خاصة ،فإن لمدولة وسائميا لبسط سيطرتيا عمى وسائل اإلعالم وممارسة سمطتيا في فرض القيود التشريعية عمى نظم الترخيص والبث والنشر وفرض الرقابة السابقة والالحقة ،والضرائب واألموال السرية وحق السمطة في تنظيم المين اإلعالمية وممارسة األفراد ليا ،كي تضمن السمطة في النياية والء الوسائل اإلعالمية المطمق ليا ،مثمما تضمن كذلك الحد من حرية تمك الوسائل في التعبير عن الرأي العام أو في مناقشة ق اررات السمطة وممارساتيا. عرف النظرية السمطوية بأنيا "نموذج إعالمي إذن ووفقاً لمباحثين في مجال االتصال ،تُ ّ ُيخضع وسائل اإلعالم لرقابة الدولة المباشرة أو غير المباشرة لضمان توافقها مع مصالح النظام السياسي القائم". خصائص وميزات نظرية السمطة :يمكن وصف أىميا عمى النحو التالي: 2 ممكية الصحف :حيث سمح لألفراد بتممك الصحف جنبا إلى جانب الحكومة ،أي تطبيق الممكية المختمطة. الحصول عمى ترخيص من الحكومة. اشتراط دفع تأمين مالي قبل إصدار الصحف. الموافقة المسبقة لممارسة العمل الصحفي من السمطة ،أي اشتراط القيد المسبق. إصدار أحكام مسبقة وجائرة بحق العاممين باإلعالم. منحت نظرية السمطة حق تعطيل الصحف أو إلغائيا. لمسمطة الحق في فرض الرقابة عمى الصحف. ال يسمح لمصحف بممارسة أي نقد لرئيس الدولة. ال يسمح لمصحف بنقد نظام الحكم. الشخص الذي يعمل في الصحافة أو وسائل اإلعالم الجماىيرية ،يعمل بيا كامتياز منحو إياه الزعيم الوطني ،ويتعين أن يكون ممتزما أمام الحكومة والزعامة الوطنية. أسس النظرية السمطوية: تركيز السمطة :السمطة تكون مركزة في يد فرد أو مجموعة صغيرة ،مثل الديكتاتور أو الحزب الحاكم. وغالبا ما يتم استخدام القوة أو ً قمع المعارضة :يتم قمع أو تقييد أي معارضة سياسية، الترىيب لمحفاظ عمى النظام. السيطرة عمى اإلعالم :يتم التحكم في وسائل اإلعالم واستخداميا كأداة لمدعاية ولتعزيز شرعية النظام. تقييد الحريات :يتم تقييد الحريات المدنية والسياسية ،مثل حرية التعبير وحرية التجمع. وغالبا ما يتم تبرير ً االستقرار واألمن :يتم التركيز عمى االستقرار واألمن الداخمي، القمع باسم الحفاظ عمى النظام. المفهوم السمطوي لمصحافة :يقوم البناء النظري ليذا المفيوم عمى أساس جعل الصحافة في خدمة الحكم االستبدادي والحكم المطمق ،وداللة ىذا المفيوم تعني شيئا واحدا ىو الخوف من سطوة الرأي العام وقوتو وبطشو. 3 تطبيقات النظرية السمطوية: رغم عيوب ىذه النظرية ومساوئيا إال أن الكثير من الدول النامية تأخذ بيا ،وىذا راجع إلى سيطرة العسكريين عمى نظم الحكم في ىذه الدول ،ومع شيوع االضطرابات السياسية يميل ىؤالء الحكام إلى فرض سيطرتيم عمى اإلعالم ،وحجب أية آراء معارضة ليم، التطبيق في األنظمة الممكية المطمقة :خالل العصور الوسطى ،كانت األنظمة الممكية األوروبية تستخدم النظرية السمطوية لضبط المعمومات ومنع انتشار األفكار التي تعارض الحكم الممكي أو الكنيسة. التطبيق في األنظمة الفاشية والنازية :في ألمانيا النازية وايطاليا الفاشية ،كانت وسائل اإلعالم أداة قوية لنشر الدعاية السياسية وتعزيز األيديولوجية القومية .كان جوزيف غوبمز ،وزير الدعاية في ألمانيا النازية ،يستخدم اإلعالم بشكل مكثف لتوجيو الرأي العام ودعم النظام النازي. التطبيق في األنظمة الشمولية :في االتحاد السوفيتي تحت حكم ستالين ،كانت وسائل اإلعالم خاضعة لرقابة مشددة ،حيث لم ُيسمح بنشر أي محتوى ال يتماشى مع األيديولوجية االشتراكية.تم استخدام اإلعالم لنشر أفكار الحزب الشيوعي وتعزيز سمطتو. التطبيق في العصر الحديث :ال تزال بعض األنظمة الحديثة تتبنى النيج السمطوي في إدارة اإلعالم ،حيث يتم التحكم في وسائل اإلعالم التقميدية (كاإلذاعة والتمفزيون ) وكذلك في وسائل اإلعالم الرقمية (اإلنترنت ووسائل التواصل االجتماعي). النظرية السمطوية ترتبط بنظم الحكم االستبدادية والدكتاتورية التي ال تعترف وال تؤمن بالديمقراطية والحريات العامة ،وبعض دول العالم الثالث التي ال تزال الصحافة الحرة فييا مجرد اسم بال مضمون. ومن ىذا المنطمق يمكن اعتبار الدول العربية نموذجا ليذه الدول التي تتمسك نظريا بحرية اإلعالم وحرية التعبير ،وفي الممارسة تمارس االحتكار وتبرره بجممة من المبررات، من بينيا أن المجتمع قاصر عمى تحمل أعباء حرية التعبير وحرية اإلعالم. النقد الموجه لمنظرية السمطوية: تعرضت النظرية السمطوية النتقادات واسعة من قبل المفكرين السياسيين والمنظمات الحقوقية.من أبرز ىذه االنتقادات: 4 انتهاك حقوق اإلنسان :يتم انتياك الحقوق األساسية لألفراد ،بما في ذلك الحق في الحياة ،والحق في الحرية ،والحق في التعبير. غياب المشاركة الشعبية :يتم استبعاد الشعب من عممية صنع القرار ،مما يؤدي إلى شعور باالغتراب السياسي. غالبا ما تكون األنظمة السمطوية غير قادرة عمى االستمرار عمى عدم االستدامة ً : المدى الطويل ،خاصة في ظل التحديات االقتصادية واالجتماعية. نموذجا لمحكم يركز عمى تركيز السمطة وقمع المعارضة .عمىً النظرية السمطوية تقدم الرغم من أنيا قد توفر بعض المزايا مثل االستقرار وسرعة صنع القرار ،إال أنيا تعاني من عيوب كبيرة ،خاصة فيما يتعمق بانتياك الحريات وحقوق اإلنسان .في عالم اليوم ،حيث تزداد المطالبات بالديمقراطية وحقوق اإلنسان ،تظل النظرية السمطوية موضع جدل ونقد مستمر. بالنياية تُعتبر النظرية السمطوية إحدى الركائز األساسية لفيم العالقة بين وسائل اإلعالم والسمطة السياسية في األنظمة غير الديمقراطية .رغم التحديات التي تفرضيا التكنولوجيا الحديثة والعولمة عمى تطبيق ىذه النظرية ،ال تزال بعض األنظمة تتبنى ىذا النموذج في إدارة اإلعالم .في المقابل ،تزداد الحاجة إلى حماية حرية التعبير وتطوير بيئة إعالمية مستقمة تسيم في تعزيز الديمقراطية والمشاركة المجتمعية. 5