العمليات العقلية المعرفية PDF
Document Details

Uploaded by RetractableGyrolite4257
Tags
Summary
يتناول هذا الملخص العمليات العقلية المعرفية مثل الانتباه والإحساس والإدراك والذاكرة والنسيان والذكاء والقدرات العقلية. يصف بالتفصيل تعريفات كل عملية وأنواعها وخصائصها والعوامل المؤثرة فيها. كما ناقش أيضًا أهمية الذاكرة وأنواع الذاكرة وعمليات الذاكرة.
Full Transcript
المحور الخامس :العمليات العقلية المعرفية. أوال :اإلنتباه: -1تعريف االنتباه:...
المحور الخامس :العمليات العقلية المعرفية. أوال :اإلنتباه: -1تعريف االنتباه: االنتباه هو استعداد ذهني ونفسي يوجه الفرد نحو التركيز على مثير معين ،وإهمال المثيرات األخرى .يرى بعض العلماء أنه حسي ،وآخرون يرونه عقليًا ،لكن الجميع يتفقون على أن االنتباه شرط أساسي للتعلم .فبدونه ال يحدث إدراك وال فهم. من أبرز تعريفاته: تركيز الحواس على مثير معين وإهمال ما سواه. استجابة حركية أو ذهنية توجه الكائن الحي للمثير. كما عرفه" أحمد راجح( )1995بأنه توجيه الشعور نحو شيء معين بهدف مالحظته أو التفكير فيه. -2أنواع االنتباه: ينقسم االنتباه حسب نوع المثيرات إلى ثالثة أنواع رئيسية: االنتباه الالإرادي (القسري) :يحدث دون تدخل إرادي من الفرد ،بل يفرض المثير نفسه عليه ،كصوت مفاجئ أو ضوء ساطع. االنتباه اإلرادي (االنتقائي) :يتطلب تركيزا وجهدا ذهنيا ،ويكون مدفوعا بهدف أو دافع ،مثل االستماع بانتباه لشرح المعلم. االنتباه التلقائي (االعتيادي) :يتم تلقائيا نتيجة العادة والميول الشخصية ،مثل التركيز على موضوع نحبه دون جهد. -3محددات اإلنتباه: يتأثر االنتباه بثالثة أنواع من العوامل: ✓ المحددات الحسية العصبية :تعتمد على كفاءة الحواس والجهاز العصبي .حيث تمر المثيرات بعملية ترشيح ال تصل إال األكثر أهمية منها إلى المخ. ✓ المحددات العقلية المعرفية :ترتبط بمستوى الذكاء ،واليقظة الذهنية ،وبنية المعرفة .كلما زادت هذه العوامل، زادت قدرة الشخص على االنتباه ومعالجة المعلومات. ✓ المحددات االنفعالية والدافعية :تؤثر االهتمامات ،والحاجات ،واالتجاهات ،وحتى الضغوط النفسية في قدرة الشخص على االنتباه .القلق والمكبوتات النفسية قد تقلل من التركيز. -4خصائص االنتباه: يمتاز االنتباه بعدة سمات نفسية ومعرفية ،منها: عملية إدراكية مبكرة :تقع بين استقبال الحواس وفهم المعلومات. االختيار واالنتقاء :ال يمكن االنتباه لكل شيء ،بل يتم اختيار ما يهم الفرد. التركيز :توجيه االنتباه لمثير معين بإهمال باقي المثيرات. التتبع(التعقب) :االستمرار في االنتباه للمثير فترة من الزمن. التموج :تأثير المثير الرئيسي يقل إذا ظهر مثير جديد ،ثم يعود مجددا. التذبذب :شدة االنتباه تختلف حسب شدة المثير نفسه. المسح :متابعة المثيرات بصريا أو سمعيا لجمع المعلومات (حركة العينين أو األذنين). -5العوامل المؤثرة في االنتباه: أ -عوامل ترتبط بالمنبه وظروفه (عوامل خارجية): .1الحركة :حركة المثير تلفت االنتباه أكثر من األشياء الثابتة ،مثل األضواء أو اإلعالنات المتحركة التي تجذب العين أكثر من الثابتة. .2شدة المنبه :المنبهات ذات الصوت العالي أو اإلضاءة القوية مثل الميكروفونات أو األصوات المرتفعة تجذب االنتباه أكثر من المنبهات الضعيفة. .3الحدة والحداثة :المثيرات الجديدة أو غير المألوفة تثير االنتباه أكثر من المألوفة ،مثل حدوث شيء غير معتاد في البيئة المحيطة. .4طبيعة المنبه :يختلف االنتباه باختالف نوع المثير ،سواء كان بصريا (كالصور) أو سمعيا (كاألصوات) أو حتى شميا (كالروائح). .5تغير المنبه :التغير المستمر في المنبه يجذب االنتباه ،مثل تنوع المشاهد في فيلم أو تبدل اإليقاع في إعالن. .6موضع المنبه :موقع المثير في مجال الرؤية له دور كبير ،فمثالً الجزء العلوي من الصحف أو الصفحات األولى يلفت االنتباه أكثر. .7حجم المنبه :األشياء الكبيرة مثل اإلعالنات الضخمة والحروف الكبيرة تلفت النظر أكثر من الصغيرة. .8التباين والتضاد :المثير الذي يختلف بوضوح عن محيطه يجذب االنتباه ،مثل إعالن بألوان متضادة يبرز من خلفيته. إعادة العرض :تكرار عرض المنبه يزيد من فرص االنتباه إليه ،مثل تكرار اإلعالنات التجارية ،لكن يجب التنويع لتجنب الملل. ب -عوامل داخلية تتعلق بالشخص(العوامل الذاتية): .1الدوافع :الحاجات األساسية توجه انتباه الفرد ،مثل الجائع الذي ينتبه لرائحة الطعام أو الفتات المطاعم. .2التهيؤ أو االستعداد الذهني :إذا كان الفرد يبحث عن شيء معين ،فإن انتباهه يتوجه مباشرة إليه مثل البحث عن كتاب معين في مكتبة. .3الحافز واالستثارة الداخلية :قوة الدافع أو الحافز ترفع من مستوى االنتباه ،والعكس صحيح. .4االهتمامات والميول :ما يهتم به الفرد أو يميل إليه يؤثر على مثيرات البيئة التي يركز عليها. .5الراحة والتعب :الراحة تزيد من التركيز واالنتباه ،أما التعب فيؤدي إلى تشتت الذهن وفقدان القدرة على التركيز. .6تشتت االنتباه :يعني عدم القدرة على التركيز ،وقد يحدث ألسباب نفسية (كالضيق) ،أو جسمية(كالتعب) ،أو اجتماعية(كمشاكل أسرية). ج -عوامل عقلية معرفية: ترتبط هذه العوامل بالقدرات العقلية للفرد ومدى نضج بنائه المعرفي ،حيث يتمتع األذكياء بقدرة أكبر على استقبال المثيرات واالنتباه لها بدقة ،نتيجة اليقظة العقلية العالية ،وسهولة معالجة المعلومات. -6وظائف االنتباه: االنتباه يؤدي وظائف مهمة تؤثر في التعلم واإلدراك ،ومنها: ✓ توجيه عمليات التعلم والتذكر واإلدراك :حيث يساعد على تركيز الذهن على المثيرات المفيدة ،مما يعزز الفهم والتخزين في الذاكرة. ✓ تمييز المثيرات المهمة من غير المهمة :أي يساعد الفرد على تجاهل ما يشتت التركيز ،ويمنعه من االنشغال بالمثيرات غير الضرورية. ✓ توجيه الحواس نحو المثيرات المفيدة لإلدراك :من خالل استخدام العينين أو األذنين أو غيرها من الحواس الكتساب المعلومات المطلوبة. ✓ تنظيم البيئة المحيطة :يساعد االنتباه في تجاهل المشتتات ،مثل تركيز الطالب على شرح المعلم رغم الضوضاء. كما يشير ستيرنبرغ إلى أن االنتباه ينقسم إلى ثالث وظائف أساسية: االنتباه الموجه :ويقصد به استعداد الفرد الكتشاف مثير حسي معين في بيئته. االنتباه االنتقائي :وهو تركيز الفرد على مثير معين يختاره ،وتجاهل غيره. االنتباه المقسم :أي القدرة على تقسيم االنتباه بين أكثر من مهمة في نفس الوقت دون تداخل ثانيا:اإلحساس واإلدراك: أ/اإلحساس: -1تعريفه: اإلحساس هو عملية فسيولوجية تبدأ عندما تستقبل الحواس تنبيهات من البيئة الخارجية أو تغيّرات داخلية ،وتح ّولها إلى سياالت كهرو-عصبية تنقل إلى مراكز المعالجة في الجهاز العصبي. وهو أبسط العمليات العقلية ،ويعد ناتجا لتأثير األشياء أو الظواهر المتكررة في البيئة الخارجية أو التغيرات داخل الجسم، مثل األلم أو الجوع أو الخوف. اإلحساس هو: استجابة ألعضاء الحس تجاه المؤثرات. قدرة الفرد على الشعور بالتغيرات الخارجية أو الداخلية. عملية ذات طبيعة فيزيائية تقوم بها أعضاء الحس. -2أنواع الحواس: الحواس الداخلية :ترسل إشارات عن الحالة الفسيولوجية للجسم مثل الشعور باأللم ،الجوع ،والعطش. الحواس الخارجية :تنقل المعلومات عن البيئة المحيطة مثل السمع ،البصر ،الشم ،التذوق ،واللمس. -3آلية اإلحساس: الحواس تستقبل أنواعا مختلفة من الطاقة (مثل الضوء ،الصوت ،الحرارة )...وتحولها إلى إشارات عصبية تعالج في الدماغ ،ويُطلق على هذه العملية اسم "الترميز" ،أي تحويل الخصائص الفيزيائية للمنبه إلى نمط من النشاط العصبي. خطوات المعالجة: البنى الداعمة :مثل عدسة العين التي تركز الضوء ،أو صيوان األذن الذي يجمع الموجات الصوتية. التحويل :تحويل الطاقة إلى نشاط عصبي ،كتحويل األذن للصوت إلى إشارات عصبية. المستقبالت :خاليا متخصصة تستجيب ألنواع معينة من الطاقة ،وتطلق ناقالت عصبية تنقل اإلشارات إلى الخاليا العصبية المجاورة. العصب الحسي :ينقل اإلشارات إلى منطقة المهاد ثم إلى القشرة الدماغية ،باستثناء الشم الذي يتجاوز المهاد. وبفضل اإلحساس: ندرك بيئتنا من خالل األصوات ،األلوان ،الضوء ،الروائح ،والحرارة. نميز خصائص األشياء مثل الخشونة ،النعومة ،الصالبة. نحصل على معلومات عن التغيرات الداخلية في أجسامنا. يشكل اإلحساس المادة الخام للعمليات العقلية األعلى مثل اإلدراك والتفكير. -4أنواع اإلحساس: أ /اإلحساس المرتبط بالحواس الخارجية(السطحية):اإلحساس البصري/اإلحساس السمعي/اإلحساس الشمي/اإلحساس الذوقي/اإلحساس اللمسي. ب /اإلحساس المرتبط بالحواس الداخلية (العميقة): ✓ اإلحساس الحركي (من العضالت والمفاصل والعظام). ✓ اإلحساس بالتوازن(األذن الداخلية). ✓ اإلحساس العضوي (كالمعدة ،األمعاء ،المرئ...الخ) -5مراحل اإلحساس: أ /المرحلة األولى :هي مرحلة مادية طبيعية (فيزيائية أو كيميائية) تتم خارج الجسم أو داخله ،حيث تؤثر المنبهات على أعضاء اإلحساس الخارجية أو الداخلية مثل شبكية العين ،براعم التذوق على اللسان ،أو أجهزة التوازن داخل األذن. ب /المرحلة الثانية :مرحلة وظيفية عضوية (فسيولوجية) ،حيث يستجيب عضو الحس للمثيرات التي تصل إليه ،وتنشط الخاليا العصبية لنقل السيالة العصبية (اإلشارات) عبر األعصاب إلى مراكز المعالجة في الدماغ. ج /المرحلة الثالثة :المرحلة النفسية ،وفيها تتحول اإلشارات العصبية إلى شعور واع باإلحساس ،مما يسمح لنا بإدراك ما يجري داخل أجسامنا أو في محيطنا الخارجي. يظهر هذا التفاعل بين المراحل الثالث مدى الترابط بين الحياة النفسية والحياة العضوية لإلنسان. -6خصائص اإلحساس: النوعية :ترتبط بنوع المثير ،مثل اللون للبصر ،الصوت للسمع ،الطعم للذوق ،الرائحة للشم ،والضغط أو الحرارة للمس. الشدة :تشير إلى قوة اإلحساس الناتجة عن شدة المنبه ،مثل صوت عال أو ضوء ساطع ،وترتبط بمفهوم" العتبة"، أي الحد األدنى الالزم إلحداث اإلحساس. االستغراق :هو المدة الزمنية التي يستغرقها انتقال تأثير المنبه من عضو اإلحساس إلى الدماغ على شكل سيالة عصبية. -7العتبات الحسية: هي الحدود التي يجب أن يصل إليها المثير لكي يتم اإلحساس به. العتبة المطلقة :أقل كمية من الطاقة يمكن أن تحدث استجابة في عضو حسي معين. لكنها تختلف من شخص آلخر ومن وقت آلخر لدى نفس الشخص ،حسب حالته الجسدية والنفسية. مثال :قد ال نشعر بذبابة خفيفة تالمس الجلد ألنها أقل من العتبة المطلقة لإلحساس باللمس. العتبة القصوى :هي أقصى حد يمكن أن تتحمله الحاسة من شدة المثير ،وتجاوزه قد يسبب ألما ً أو ضررا عضويا. مثال :ال ينصح األطباء بالنظر مباشرة إلى قرص الشمس أثناء الكسوف ألنه يتجاوز العتبة القصوى لحاسة البصر ،وقد يضر العين. العتبة الفارقة:هي أصغر فرق بين مثيرين يمكن مالحظته. مثال :في غرفة مضاءة بألف شمعة ،لن نالحظ فرقًا إذا أضفنا ثالث شمعات ،لكن إذا أضفنا 34شمعة فسنشعر بالفارق. -8أهمية اإلحساس في التعلم: يعد اإلحساس من العناصر الجوهرية في عملية التعلم ،إذ يمثل الوسيط الذي تنتقل من خالله المعلومات من البيئة الخارجية إلى الجهاز العصبي المركزي عبر الحواس. وعليه ،فإن أي ضعف أو خلل في أعضاء الحس أو في آلية اإلحساس نفسها ،قد يؤدي إلى صعوبات في استقبال المعلومات، مما يؤثر سلبًا على قدرة الفرد على التعلم والفهم. ب/اإلدراك: -1تعريفه: اإلدراك هو العملية التي يتم من خاللها تفسير االنطباعات الحسية وتحويلها إلى تمثيالت عقلية ذات معنى. هو أداة معرفية تساعد الفرد على فهم البيئة والتكيف معها عبر اختيار استجابات مناسبة للمثيرات. يتيح لإلنسان التمييز بين المحسوسات وربطها بدالالت ومعان محددة. -2العالقة بين اإلحساس واإلدراك: اإلحساس واإلدراك مرتبطان بشدة ،رغم كونهما عمليتين منفصلتين وظيفيا ،حيث توجد بعض الفروق بينهما: ✓ اإلحساس هو عملية فيزيولوجية تبدأ باستقبال المثيرات وتحويلها إلى إشارات عصبية. ✓ اإلدراك هو عملية نفسية تهدف إلى تفسير تلك اإلشارات وإعطائها معاني. ✓ بتعبير آخر ،اإلحساس يزودنا بالمواد الخام ،أما اإلدراك فينظمها ويعطيها بعدا عقليا. -3شروط حدوث اإلدراك: االنتباه :ال يحدث اإلدراك دون تركيز ذهني على المثير .المثيرات الشديدة والمتكررة تزيد من االنتباه. الخبرة السابقة :تساعد الخبرات التعليمية السابقة على إدراك المثيرات بشكل أسرع وأكثر دقة. -4العمليات النفسية المؤثرة في اإلدراك: األولية والحداثة :التأثر باألحداث األولى أو األخيرة في التجربة. التنبؤ الذاتي :إدراك األشياء بناء على توقعات مسبقة. اإلدراك التوكيدي :ميلنا إلى إدراك ما نريد رؤيته أو نؤمن به. االنطباع المسبق :تأثر إدراكنا بالصور الذهنية المسبقة عن األشخاص أو المجموعات. -5خصائص اإلدراك: اإلدراك عملية وسيطة بين اإلحساس والسلوك ،وغير قابلة للمالحظة المباشرة. يتأثر بالعوامل الحسية والذهنية معا ،مما يجعله عملية فريدة وخاصة بكل فرد. -6مراحل عملية اإلدراك: .1االستثارة الحسية :تنشيط الحواس نتيجة المؤثرات الخارجية أو الداخلية. .2تنظيم المثيرات :ترتيب وتنسيق المعلومات الحسية في وحدات ذات معنى. .3تفسير المثيرات :منح المدركات معنى باالعتماد على الخبرات ،الحاجات ،والتوقعات السابقة. -7نظريات اإلدراك: ❖ نظرية الجشطلت: تؤكد على أن اإلدراك الكلي أسبق من إدراك األجزاء. مثال :إدراك لوحة فنية كمشهد كامل ً بدال من مالحظة مربعاتها المكونة. ❖ النظرية المعرفية البنائية: تركز على دور المعرفة السابقة في تفسير اإلحساسات الجديدة ،فنحن نبني مدركاتنا عبر دمج الجديد بالقديم. -8العوامل المؤثرة في اإلدراك: أ /عوامل موضوعية (تخص المنبه): الحركة والثبات :نميل إلدراك األشياء المتحركة كموضوع والخلفية كثابتة. الشدة :المنبه القوي يجذب االنتباه أكثر. الحجم :كلما كان المنبه أكبر ،زادت احتمالية إدراكه. االختالف والتغير :التباين بين المنبهات يعزز االنتباه واإلدراك. ب /عوامل ذاتية(تخص الفرد): هي العوامل التي تتعلق بالفرد نفسه وتؤثر على كيفية إدراكه لألشياء: الخبرة السابقة :تساعدنا التجارب الماضية على تفسير المثيرات وفهمها بسرعة ودقة. الحالة النفسية :المشاعر واالنفعاالت (مثل الغضب أو الفرح) تؤثر في إدراكنا لألشياء من حولنا. درجة االنتباه :كلما كان تركيز الفرد أعلى ،كان إدراكه للمثيرات أوضح. االنتباه االنتقائي :هو تركيز االنتباه على مثير معين وتجاهل باقي المثيرات المحيطة ،بحسب ما يهم الفرد. ثالثا :التذكر والنسيان أ/التذكر: -1تعريفه: التذكر بمعناه العام هو قدرة الفرد على استرجاع ما سبق أن تعلمه أو ما تم تخزينه من معلومات ،فكما يتضمن التذكر التعلم واالكتساب فهو يتضمن الوعي واالحتفاظ ،كما يتضمن أيضا التعرف لذلك يكون هناك طريقتان للتذكر هما االسترجاع والتعرف. االسترجاع (Recall):هو القدرة على استحضار المعلومات أو األحداث أو الكلمات أو الصور من الذاكرة دون وجود مثير مباشر .على سبيل المثال ،تذكر اسم شخص التقيت به قبل فترة ،أو تذكر طريقة حل مسألة رياضية. التعرف (Recognition):هو القدرة على تمييز معلومة معينة على أنها مألوفة أو سبق لك رؤيتها أو تعلمها من قبل .مثل التعرف على وجه شخص ،أو اختيار إجابة صحيحة من بين عدة خيارات في اختبار متعدد. قد يحدث أن يتم االسترجاع دون التعرف ،مثل استرجاع معلومة بشكل صحيح دون تمييزها كمعلومة مألوفة .كما قد يحدث التعرف دون القدرة على استرجاع المعلومات بصورة مستقلة. -2أنواع الذاكرة يتفق معظم علماء النفس على تصنيف الذاكرة إلى نوعين أساسيين: الذاكرة قصيرة المدى(Short Term Memory - STM): هي الذاكرة التي تحفظ المعلومات لفترة قصيرة جدا ،وتستخدم في معالجة المعلومات اللحظية مثل حفظ رقم هاتف لفترة مؤقتة. الذاكرة طويلة المدى(Long Term Memory - LTM): وهي التي تُخ ّزن فيها المعلومات لفترات طويلة ،وقد تستمر مدى الحياة ،وتشمل الحقائق ،التجارب، المهارات ،والمعارف. وقبل انتقال المعلومات إلى الذاكرة قصيرة المدى ،تمر أوال من خالل: أ/الذاكرة الحسية(Sensory Memory): تحفظ المعلومات الواردة من الحواس لفترة زمنية قصيرة جدًا .وتنقسم إلى نوعين: ✓ الذاكرة البصرية (Iconic Memory):تحتفظ بالمعلومات البصرية لمدة تقل عن ثانية واحدة بعد اختفاء المؤثر. ✓ الذاكرة السمعية (Auditory Memory):تحتفظ بالمعلومات السمعية لفترة تمتد من 2إلى 3ثوان. ب/الذاكرة قصيرة المدى: تحفظ هذه الذاكرة بالمعلومة لمدة التزيد عللى ( )30ثانية ،وعلى عكس الذاكرة الحسية ،فالمعلومات في الذاكرة قصيرة المدى تخضع للتجهيز والمعالجة من حيث المقارنة وتغيير ترتيبها او تنظيمها ،وتخزن المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى بناء على منطوقها كذلك يمكن أن تخزن اعتمادا على شكلها المرئي أو البصري. يطلق على الذاكرة قصيرة المدى أيضا الذاكرة العاملة ) ، (Working Memoryتتكون من مكون سمعي ومكون بصري مكاني ومكون ضبط أو تحكم رمي يقوم بالتحكم في المعلومات وضبطها وتنظيمها، والتخطيط للطرق المراد اشتقاقها او استخدامها. تنتقل المعلومات من الذاكرة الحسية إلى الذاكرة قصيرة المدى ،والتي تحتوي على كمية محدودة من المعلومات والتي تستخدم بنوع من الفاعلية في التجهيز والمعالجة قصيرة المدى ،وكثير منها هو الذي ينتقل إلى الذاكرة طويلة المدى وهو مايسمى أحيانا الذاكرة الدائمة. تختلف الذاكرة الحسية عن الذاكرة قصية المدى في عدد من األوجههي: ✓ تظل الفقرات في الذاكرة الحسية حوالي ثانيتين أو أقل بينما تظل في الذاكرة قصيرة المدى لفترة قد تصل ( )30ثانية. ✓ المعلومات التي يتم استقبالها في الذاكرة الحسية تظل في صورتها الخام وغير معالجة نسبيا ،بينما يتم تجهيز ومعالجة المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى مثال بالتسميع والتحويل أو المقارنة أو تغيير ترتيب الفقرات أو تنظيمها أو تزامنها أو تعاقبها. ✓ المعلومات التي يتم استقبالها في الذاكرة الحسية هي دقيقة تماما في تمثيلها للمثير ،بينما المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى أكثر ميال للتشويه أو التحريف ومن ثم تصبح أقل تمثيال للمثيرات الخام. ✓ المعلومات التي تستقبل في الذاكرة الحسية تسجل كما هي في صورتها الخام ،بينما يتم إنتقاء وتجهيز ومعالجة المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى ،ولذا فالمعلومات فيها تكون انتقائية في التجهيز والمعالجة. ج/الذاكرة طويلة المدى: تشكل الذاكرة طويلة المدى أهم مكونات نظام تجهيز ومعالجة المعلومات لدى اإلنسان ،وتعد من أهم مصادر المعرفة المشتقة ،وأنماط التعلم والتفكيرالمعاد صياغته وتجهيزه ومعالجته ،وهي تقف خلف كافة عمليات الحفظ واإلحتفاظ والتذكر والتفكير والطرق المعرفية ،كما أنها تمثل ذات األنسان وماضيه وسيرته الذاتية ،وتؤثر في حاضره ومستقبله وإدراكه واستقباله للعالم من حوله. ويمكن توضيح خصائص الذاكرة طويله المدى من خالل مزاياها التالية: ✓ يمكن للذاكرة طويلة المدى تخزين كميات ال نهائية من المعلومات لفترات ال نهائية من الزمن. ✓ الصور واألشكال والرسومات أكثر قابلية للحفظ والتذكر من الكلمات والرموز. ✓ يميل األفراد إلى تذكر المعلومات التي تعلموها أو اكتسبوها في ظل تجارب سارة عن تلك التي تعلموها او اكتسبوها في ظل تجارب غير سارة. ✓ يميل األفراد إلى تذكر المعلومات التي اكتسبوها في ظل ظروف متسقة مع حالتهم المزاجية عن تلك التي تكون غير متسقة معها من خالل مبدأ التوافق اإلنفعالي. -3عمليات الذاكرة: يعتقد علما ءالنفس أن عملية التذكر تعتمد على ثالث عمليات رئيسية ،وهي وضع المعلومة في شفرة ،والتخزين، واإلستعادة. عمليات الذاكرة اإلسترجاع التخزين الترميز -/1ترميز المعلومات :وقصد به إدخال المعلومات المطلوبة إلى الذاكرة وتسجيلها بصورة تسمح باستدعائها عند الحاجة ،قد يتم ترميز المعلومات عن طريق أشكال مختلفة مثل :األصوات ،الصور ،الكلمات ،أو المعاني. -/2تخزين المعلومات :وهي العملية التي يتم فيها حفظ المعلومات في الذاكرة لفترة زمنية معينة.ويعتمد تخزين المعلومات على نوع المعالجة التي خضعت لها أثناء الترميز.فالمعلومات التي تُعالج بعمق ،مثل ربطها بمعارف سابقة أو فهمها جيداً ،تُخ َّزن بشكل أفضل وتدوم لفترة أطول. يختلف تخزين المعلومات من حيث المدة والمكان؛ فقد تخزن في الذاكرة الحسية أو قصيرة المدى أو طويلة المدى. -/3استرجاع المعلومات :يقصد به استخدام المعلومات المختزنة واستدعاؤها عند الحاجة ،مثل اإلجابة عن سؤال في اختبار ،أو تذكر اسم شخص تعرفه. يعتمد االسترجاع على مدى قوة الترميز ووضوح التخزين ،وكذلك على وجود إشارات أو سياقات تساهم في تذكر المعلومة. -4العوامل المؤثرة في التذكر: الممارسة الموزعة :تعني تقسيم المادة الدراسية إلى أجزاء أو مهمات صغيرة ،بحيث يتم تعلمها على فترات متفرقة بدال من دفعة واحدة.هذا األسلوب يساعد على تجنب التداخل بين المعلومات ويقلل من أثر الكف الرجعي والكف البعيد (أي أن المعلومات الجديدة ال تمحو القديمة والعكس). مواد التعلم :عندما تكون المادة التعليمية ذات معنى ومرتبطة بتجارب الطالب أو معرفته السابقة ،فإن تعلمها واسترجاعها يكون أسهل. طريقة التعلم: ✓ الطريقة الكلية :تعني دراسة الموضوع كامال لفهمه كوحدة متكاملة. ✓ الطريقة الجزئية :تعني تقسيم الموضوع إلى أجزاء وتعلم كل جزء على حدة. االختيار بين الطريقتين يعتمد على قدرة الطالب وطبيعة المادة ،وأحيانا ينصح بالبدء بالطريقة الكلية ثم االنتقال إلى الجزئية عند الحاجة. المراجعة :مراجعة الطالب للموضوع سواء من خالل االختبار الذاتي أو إعادة دراسته يساعد على تثبيت المعلومات في الذاكرة.كما تساهم المراجعة في تكوين أنماط معرفية منظمة ،مما يسهل استدعاءها الح ًقا. ب/النسيان: النسيان هو الجانب السلبي للتذكر ،وهو الفشل في القدرة على تذكر بعض الخبرات التي سبق تعلمها. ّ إن النسيان أمر مفيد ،ولكن بدرجات متفاوتة ،والنسيان يحدث لنا جميعا. -1تعريف النسيان: -النسيان هو ظاهرة نفسية شائعة أو خبرة عامة يشترك فيها الناس جميعا ،فهو صورة سالبة للحفظ؛ فالتذكر والنسيان وجهان مختلفان لعملة واحدة. فكلما زاد طول الفترة الزمنية ،كانت المعلومة أو الخبرة أكثر عرضة للنسيان ،وال يحدث النسيان بطريقة فجائية ،بل يتم بطريقة تنازلية منسّقة ،بل يسير تبعا لمنحنى خاص يُدعى "منحنى النسيان "الذي اكتشفه عالم النفس األلماني (بنجهاوس). -النسيان هو الفشل في استعادة المعلومات التي تم ترميزها ومعالجتها وتخزينها في الذاكرة طويلة المدى. -2العوامل المؤثرة في النسيان: نوع المادة :المادة السهلة التعلم تكون أي ً ضا سهلة التذكر ،والمادة الفقيرة بالمعاني وغير المرتبطة تكون أكثر عرضة للنسيان. التعلم الزائد :حيث يؤدي التعلم الزائد الذي يتجاوز حد اإلتقان إلى تقوية االنطباعات في الذاكرة ،مثل :استعمال جدول الضرب ،تعلم أسماء األشخاص المحيطين بالفرد. نسيان الصدمة :بما أن تخزين المعلومات يعتمد على عمل الدماغ ،فإن أي شيء يحدث له قد يؤثر على هذه العملية .فإذا تع ّرض شخص لصدمة أو ضربة شديدة في الدماغ نتيجة حادث يترتب عليها ارتجاج في المخ ،فإن المصاب ال يتذكر شيئا مما حدث له في ذلك اليوم بعد أن يعود إليه وعيه. العقاقير :قد يحدث انطفاء في انطباعات الذاكرة ،وخاصة بالنسبة لالنطباعات األكثر حداثة ،في حاالت التشبع الزائد للدماغ بالكحوليات والمخ ّدرات أو تس ّممه بالعقاقير .وقد يؤدي التعاطي المستمر لهذه العقاقير إلى إتالف خاليا الدماغ ،مما قد يؤدي إلى ضعف الذاكرة وتدهورها. الكف الرجعي :في هذه الحالة ،يحدث تداخل لالنطباعات الجديدة مع االنطباعات القديمة ،وتدخل االرتباطات الجديدة في صراع مع القديمة. العوامل الدافعية واالنفعالية :وهي تمثل عامال هاما في فاعلية عملية التذ ّكر .فالمادة التي ال تستثير اهتمامات المتعلم ،أو المادة الصامتة التي تتسبب في ألم نفسي للفرد ،تكون أكثر عرضة لالنطفاء والنسيان. وهذه وجهة نظر مدرسة التحليل النفسي ،أما المدرسة السلوكية فتشير إلى أن المادة التي يتبعها أثر باعث على االرتياح تميل إلى أن تحيا في الذاكرة ،فيستدعيها الفرد في مواقف التعلم الالحقة. -3العوامل المعوقة للحفظ والمؤدية إلى النسيان: التداخل والتعارض :يحدث عند اختالط مجموعة من األفكار مع مجموعة أخرى. مثال :كتعلم لغتين في وقت واحد ،ويعود سبب التداخل إلى التشابه في المواقف التعليمية. التعطيل الرجعي :هو أن يؤدي تعلم موضوع دراسي جديد إلى تعطيل موضوع سبق تعلّمه من قبل. مثال :أن يقوم الطالب بتعلم الموضوع الجديد دون أخذ فترة من الراحة بعد دراسة الموضوع السابق. التعطيل البعدي :قد يؤدي التعلم السابق إلى تعطيل التعلم الالحق ،ويساهم في نسيانه. مثال :كلما زاد التشابه بين المادتين – موضوع الدرس السابق والالحق – زادت درجة التداخل والنسيان. اإلهمال والضمور :أي أن المعلومات والحقائق التي تترك دون استخدام أو مراجعة تتالشى تدريجيا مع الوقت. رابعا /الذكاء والقدرات العقلية: -1تعريف الذكاء: عرفه كالفن :بأنه" القدرة على التعلم أو القدرة على التحصيل" ،وهذا التعريف أكثر شيوعا واستخداما. عرفه سبيرمان :بأنه" القدرة على التفكير المجرد". عرفه وكسلر :الذكاء هو" المقدرة الكلية للفرد على العمل الهادف ،والتفكير المنطقي ،والتفاعل الناجح مع البيئة". عرفه كوهلر :بأنه" القدرة على إدراك العالقات". عرفه تيرمان :بأنه" قدرة الفرد على التكيف بنجاح مع العالقات الجديدة في الحياة". عرفه بينيه :الذكاء يتمثل في" القدرة على االبتكار المعتمد على الفهم والمو ّجه نحو هدف ،والمتمثل بالحكم الصحيح على األمور". -2مقياس الذكاء: هو عبارة عن مجموعة من المثيرات المنظمة والمرتبة وفق ترتيب معين ،والتي تعرض على المفحوصين بغرض الحصول على استجابات منهم إزاء هذه المثيرات.يرتبط قياس الذكاء بالفروق الفردية بين الناس. وقد تبلورت الجهود في تطوير مقياس الذكاء في فرنسا قبل سنة ،1905وذلك في إطار البحث عن طرق للتعرّ ف على المتخلفين ذهنيًا الذين يصعب استفادتهم من المدارس العامة. ثم قام لويس تيرمان سنة 1916بتقنين المقياس. ويحسب نسبة الذكاء ) (IQبالمعادلة التالية :نسبة الذكاء = (العمر العقلي ÷ العمر الزمني) × 100 -3أنواع الذكاء (حسب جاردنر : )Gardner -الذكاء اللغوي :القدرة على استخدام اللغة بكفاءة ،سواء كانت لغة شفهية أو مكتوبة. -الذكاء البصري/الفراغي :القدرة على إدراك الشكل والفراغ ،واللون ،والخطوط ،وتمثيل األفكار الفراغية والبصرية على شكل رسومات ،وكذلك إدراك التفاصيل فيما نراه ونتصوره في عقولنا. -الذكاء المنطقي-الرياضي :القدرة على استخدام األرقام بكفاءة ،والقدرة على االستدالل وحل المشكالت المنطقية. -الذكاء الجسمي-الحركي :القدرة على استخدام الجسم بكفاءة ومهارة ،والتعبير عن األفكار والمشاعر ،وحل المشكالت باستخدام الحركات الجسدية. -الذكاء الموسيقي :القدرة على إدراك األنغام واأللحان ،وتأليف الموسيقى ،وفهمها وتذوقها. -الذكاء الطبيعي :القدرة على التعرف على النباتات والمعادن والحيوانات وتصنيفها. -الذكاء االجتماعي :القدرة على فهم مشاعر اآلخرين ودوافعهم ونواياهم ،واالستجابة لها بكفاءة. -الذكاء الشخصي (الذاتي) :القدرة على معرفة الذات وفهمها ،والتعرف على أوجه الشبه واالختالف بين اإلنسان واآلخرين ،والعمل على تطوير الذات. -الذكاء االنفعالي :حسب" ماير وسالوفي" ،الذين طوّ را المفهوم الذي بدأه" ثورندايك "و"فيرستون "في أواخر القرن العشرين.الذكاء االنفعالي يتضمن القدرة على مراقبة المشاعر واالنفعاالت سواء عند الفرد أو اآلخرين ،والتمييز بين االنفعاالت اإليجابية والسلبية ،واالستفادة من ذلك في توجيه السلوك والتفكير. -4الفروق الفردية في الذكاء: تظهر الدراسات وجود تفاوتات واضحة في درجات الذكاء بين األفراد ،والتي يتم قياسها باستخدام مقاييس معينة .وقد تم تصنيف األشخاص بناء على درجاتهم في مقياس الذكاء إلى فئات مختلفة. -إن حوالي %68من األفراد في المجتمع يتراوح ذكاؤهم مابين 115-85حسب مقياس وكسلر ،وبين 100-84حسب مقياس بينيه،واألفراد الذين يقعون ضمن هذا المستوى يعتبرون أسوياء. -إن حوالي 14%من األفراد يتراوح معامل ذكائهم بين ( 85-70وكسلر) وبين 84-68درجة (بينيه) ،وهؤالء يصنفون بطئي التعلم ،وأن هناك أيضا %14من األفراد يتراوح معامل ذكائهم بين (130-115وكسلر) وبين( 132-116بينيه) وهؤالء يتم تصنيفهم في فئة األذكياء. -أما األفراد الذين تتراوح معامالت ذكائهم فوق( )140حسب وكسلر ،و 148فما فوق حسب بينيه ،فهم عبارة عن األذكياء جدا(العباقرة) وهؤالء يشكلون نسبة قليلة جدا ال تتجاوز .%0,13 -أما بالنسبة لألفراد الذين تتراوح معامالت ذكائهم مابين 55-40حسب وكسلر و 63-52حسب بينه ،فهم يصنفون في زمرة المعاقين عقليا ونسبتهم ال تتجاوز 0,13% -أما بالنسبة لألفراد الذين يحصلون على معامالت دون 40حسب وكسلر ،و 36فما دون حسب بينيه ،فيصنفون في فئة المعاقين أعاقة عقلية شديدة وهؤالء أقل من أفراد المجموعة المذكورة سابقا. -5العوامل المؤثرة في الذكاء: أ -الوراثة: من أبرز العلماء المعاصرين المؤيدين لتأثير الوراثة في الذكاء العالم األمريكي جنسن) ، (Jensenحيث يرى أن حوالي 80%من الفروق الفردية في درجات الذكاء يمكن تفسيرها بالفروق الوراثية. درس الباحث دوجديل ) (Dugdaleسنة 1877حوالي 750فردًا من عائلة" جودز ") (Jukesعلى مدار 7 أجيال متالحقة ،ووجد أن الضعف العقلي كان صفة سائدة لديهم ،حيث نادرا ما تزوج أفراد هذه العائلة من خارج أقاربهم. كما أظهرت الدراسات على التوائم المتطابقة أن للوراثة دورا مهما؛ فمثال ،وجد أن معامل االرتباط في مستوى الذكاء بين األعمام أو أوالد الخال بلغ نحو ،0.29بينما ارتفع إلى 0.91في حالة التوائم المتطابقة. ب -البيئة: هناك عدة عوامل بيئية تؤثر في الذكاء ،منها: 1.الطبقة االجتماعية :تشير الدراسات إلى أن أطفال الطبقات االجتماعية الفقيرة يحصلون على درجات ذكاء أقل من أقرانهم في الطبقات المتوسطة أو الميسورة.ويتأثر ذلك بعوامل مثل :مهنة الوالدين ،دخلهما ،ومستوى تعليمهما. 2.األسرة :أشارت الدراسات إلى أن األطفال الذين يحققون درجات عالية في اختبارات الذكاء يعيشون في أسر تتصف بالخصائص التالية: يوفر الوالدان ألعابا ومواد تعليمية للطفل. يتفاعل الوالدان مع الطفل ويشاركانه في أنشطته. يستخدم الوالدان لغة غنية ودقيقة في وصف البيئة المحيطة. يتجنب الوالدان الشدة والعقاب القاسي ،ويستخدمان الحنان المقرون بالحزم والتشجيع. 3.حجم األسرة وترتيب الطفل :توجد عالقة عكسية بين حجم األسرة ومستوى ذكاء الطفل؛ فكلما زاد عدد أفراد األسرة، قلت درجات األطفال على اختبارات الذكاء. -6الفروق الفردية بين الجنسين في القدرات العقلية : كثر الجدل حول وجود فروق فردية بين الذكور والاناث في بعض الخصائص النفسية ،وقد عزاها معظم العلماء إلى الفروق في االختالفات الثقافية في تنشئة كل من الذكر واألنثى ،وقد دلت معايشة الواقع-من إتاحة الفرص لإلناث في ولوج كثير من مجاالت العمل والدراسة التي لم تتح لهن في السابق-إن هذه الفروق ليست حقيقية ،ويمكن أن تتقارب الخصائص بين الذكور واإلناث في كثير من الجوانب ،خاصة تلك التي ال ترتبط بالخصائص الفيسيولوجية لكل نوع ،وبالرغم من هذا الجدل فقد اتفق بعض العلماء على وجود الفروق التالية في القدرات العقلية بين الذكورواإلناث: تتفوق اإلناث على الذكور في القدرة اللفظية وخاصة في بداية مرحلة المراهقة. يظهر الذكور تفوقا أكبر في المهمات البصرية اإلدراكية. الذكورأفضل من اإلناث في أداء المهمات الحسابية. -7الفروق في التحصيل الدراسي : تعزى تلك الفروق في التحصيل الدراسي بين المتعلمين الى نسبة الذكاءواإلستعدادت والميول والحالة الصحية والمزاجية للتلميذن واختلالف مدى اإلنتباه ،ومستوى الدافعية والطموح وعدم مالءمة المناهج لمتوسط مستوى التالميذ كما تعزى إلى طبيعة اإلختبارات المستخدمة وعدم قدرة المدرس على مراعاة الفروق بين التالميذ. يدل اإلحصاء على انه إذا تم قياس أية صفة لدى مجموعة كبيرة من األفراد،فإن توزيع هذه الصفة يتبع نموذجا خاصا مهما كان نوع الصفة المقاسة كانت جسمية مثل الطول أو الوزن،أم عقلية كالذكاء والقدرة اللغوية أو القدرة على تذكر األرقام،أم مزاجية كاإلتزان اإلنفعالي أو القدرة على احتمال الشدائد ،أم اجتماعية كالتعاون واإلنطواء على النفس ،فإن هذه الصفة المقاسة تأخذ شكل منحنى الجريس كما هو موضح: نسبة الذكاء يوضح الشكل أن أغلب األفراد يملكون هذه الصفة بدرجة متوسطة معتدلة،ثم يقل عددهم تدريجيا كلما اتجهنا إلى طرفي المنحنى ،والشكل السابق يوضح توزيع نسب الذكاء في مجموعة كبيرة من األفراد ،ومما يالحظ في هذا التوزيع أن نصف المجموعة متوسط الذكاء تتراوح بين 110-90درجة ،وأن عددا ضئيال من المجموعة ينحط ذطاؤه عن 06درجة ،ثم يزداد هذا العدد بصورة تدريجية حتى يبلغ نهايته العظمى عند نسبة ،100ثم تتناقص بعد ذلك بصورة تدريجية أيضا وعلى نفس النحو الذي ازداد به حتي يصل الى نهايته العظمى عند نسبة ، 140يسمى ذا المنحنى بمنحنى التوزيع الطبيعي،أو المنحنى اإلعتدالي ،وبما انه يتكون من شقين متماثلين ،وأن شكله شبيه بشكل الجرس ،لذا يسمى أحيانا ب المنحنى الجرسي.